المدرسة الكوفية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60056 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 827 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإملاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-09-2022, 11:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي المدرسة الكوفية

المدرسة الكوفية
فراس رياض السقال


الحمدُ لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعدُ:
فإنَّ الله جلَّ وعلا قد حفظ اللغة العربية بحِفْظ كتابه العظيم، فقال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2]، وقال: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 28]، وقال: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 3]، وغيرها مِن الآيات البينات التي تدل على عِظَم هذه اللغة الخالدة المحفوفة برعاية الله وعنايته.


وأكمل رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم طريقَ هذا الحفظ بالعناية والاهتمام باللغة وتحصينها، فقد كان أفصح العرب قاطبةً، وأبلغهم وأجمعهم لضروب اللهجات والألسنة.


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: اللسانُ العربي شعارُ الإسلام وأهله[1]، وقد شَمَّر الكثير من العلماء للتصدي لحفظ هذه اللغة العظيمة، فجعلوا لها قواعدَ ومبادئ وأسسًا ومنهجًا، لتسلم مِن أيدي العبث والزيف والتحريف، فكانوا في مضمار سَبْق وتنافس وريادة.


ومِن هؤلاء الذين برزوا في هذا المجال: المدارس النحوية العريقة، المُمُثَّلة في علمائها وأعلامها، ومنها مدرسة الكوفة في عراقنا الحبيب، التي قامتْ منافسة لمدرسة البصرة، فنالتْ ما نالتْ مِن حسنات واجتهادات تُثاب عليها.
وسأشير إلى ذلك مِن خلال هذه المقالة بعون الله تعالى، أسأله الهدى والسداد والتوفيق والرشاد إنه سميع مجيب.


أولًا: مفهوم النحو وأهميته وأسباب وضعه.
1. معنى النحو:
النحو علمٌ تُعرف به حقائق المعاني، ويُوقف به على معرفة الأصول والمباني، ويحتاج إليه في معرفة الأحكام، ويُستدل به على الفرق بين الحلال والحرام، ويُتوصل بمعرفته إلى معاني الكتاب، وما فيه من الحكمة وفصل الخطاب، ولابد له مع ذلك مِن أصولٍ تحكمه، وضوابط تضبطه؛ حتى يكونَ الاستدلال والاحتجاج على أصول وقواعد محكمة[2].



2. أصول النحو:
علمٌ يُبحث فيه عن أدلة النحو الإجمالية مِن حيث أدلتُه، وكيفية الاستدلال بها، وحال المستدل بها[3].
قال الشيخ مصطفى الغلاييني: والإعرابُ (وهو ما يُعرف اليوم بالنحو) علمٌ بأصولٍ تُعرف بها أحوالُ الكلمات العربية؛ مِن حيث الإعرابُ والبناء؛ أي: مِن حيث ما يَعرضُ لها في حال تركيبها، فبه نَعرِف ما يجب عليه أن يكون آخرُ الكلمة مِن رفع، أو نصب، أو جر، أو جزمٍ، أو لزوم حالةٍ واحدةٍ، بعد انتظامها في الجملة، ومعرفته ضرورية لكلِّ مَن يُزاول الكتابة والخطابة ومدارسة الآداب العربية، وكان يُعرف النحوُ بأنه: علم تُعرَفُ به أحوالُ الكلماتِ العربية مُفردةً ومُرَكبة[4].


وذُكِرَ في كتاب قواعد اللغة العربية أن النحو: قواعد يعرف بها صيغ الكلمات العربية حين إفرادها وحين تركيبها[5].
ويقول صاحب التحفة: (كلمة "نحو" تُطلق في اللغة العربية علي عدَّة معانٍ: منها الجهة، تقول: ذهبت نحو فلان؛ أي: جهته، ومنها الشبه والمثل، تقول: محمد نحو علي؛ أي: شبهه ومثله.


وكلمة "نحو" في اصطلاح العلماء تُطلق على "العلم بالقواعد التي يُعرف بها أحكام أواخر الكلمات العربية في حال تركيبها مِن الإعراب، والبناء وما يتبع ذلك".


وموضوع علم النحو: الكلمات العربية؛ مِن جهة البحث عن أحوالها المذكورة.
ثمرة تعلُّم علم النحو: صيانة اللسان عن الخطأ في الكلام العربي، وفَهم القرآن الكريم والحديث النبوي فَهمًا صحيحًا، اللذين هما أَصل الشريعة الإسلامية وعليهما مدارها.
نسبتُه: هو من العلوم العربية.
وواضعُه: المشهور أن أوَّل واضع لعلم النحو هو أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِىُّ، بأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وحكم الشارع فيه وتعلمُه: فرض مِن فروض الكفاية، وربما تعيَّن تعلُّمهُ على واحدٍ؛ فصار فرض عين عليه[6].


3. أهمية علم النحو:
النحو فرعٌ مِن فروع اللغة العربية، وهو فرعٌ له أهميته لما يترتب عليه من استقامة الألسنة، واستقامة حديث المتحدث واستقامة اللسانين، فيجعلون القلم أحد اللسانين، واللسان الآخر هو اللسان المعروف المتحدَّث به، فاستقامة اللسانين تستلزم منا أن نعرفَ أصول هذا العلم، ونعرف تركيب الكلام بعضه إلى بعض، ونعرف ما يتعلَّق به.


وتتبين أهمية هذا العلم لنا في حث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: "تعلَّموا العربية فإنها مِن دينكم، وتعلموا الفرائض، فإنها من دينكم"[7]، وكَتَب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال: "أما بعدُ، فتفقَّهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربيٌّ"[8].


وقال ابن الأثير رحمه الله: وفي حديث عمر رضي الله عنه: "تعلَّموا السنن والفرائض واللحن كما تتعلمون القرآن"، والمقصودُ باللحن: الكلام وأصول العربية، وفي رواية أخرى: "تعلَّموا اللحن في القرآن كما تتعلمونه"، والضمير هنا يعود إلى القرآن؛ أي: كما تتعلمون القرآن تعلَّموا ما يتعلق به من العربية، قال ابن الأثير: يريد: تعلَّموا لغة العرب بإعرابها، وقال الأزهري: معناه: تعلموا لغة العرب في القرآن واعرفوا معانيه، وبدون شك أن هذه النصوص نكتفي بها؛ لأنها تضعنا على الطريق الصحيح لبيان مكانة هذا العلم ومنزلته[9].



العلاقة بين القرآن الكريم وعلم النحو:
إن اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم لا تُدرَك أهميتها إلا بقَدْرِ ما يتعلق بمعرفة كتاب الله عزَّ وجلَّ ومعرفة أسراره، وبدون شكٍّ فإن معرفة أسرار التعبير في القرآن الكريم إذا لم تكنْ مُدرِكًا بأصول هذا العلم، وما يتعلق به أيضًا من التقديم والتأخير، ومن الإيجاز والإطناب، وما شاكل ذلك من علوم البلاغة العربية - فإنك لن تصلَ إلى معرفة أسرار القرآن الكريم ومعرفة حقيقة ما أمر الله به عزَّ وجلَّ.


يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "وإنما يُعرف فضل مَن عرَف كلام العرب وعلم العربية، وعرَف علمَ البيان، ونظَر في أشعار العرب وخطبها ومقالاتها في مواطن افتخارها ورسائلها وأراجيزها وأسجاعها، فعلم منها تلوين الخطاب ومعدوله، وفنون البلاغة ودروب الفصاحة، وأجناس التجنيس وبدائع البديع، ومحاسن الحكم والأمثال، فإذا علم ذلك في هذا الكتاب العزيز، ورأى ما أودعه الله سبحانه فيه من البلاغة والفصاحة وفنون البيان - فقد أوتي فيه العَجَب العجاب"، هذه علاقةُ تعلم اللغة العربية بمعرفة أسرار كتاب الله عزَّ وجلَّ[10].



4. أسباب وضع علم النحو:
أ‌. دخول الأعاجم على العرب بسبب الفتوحات والحروب والتجارة.
ب‌. وفساد اللحن والتحريف.
يقول صاحب كتاب تاريخ النحو: (أصبحت العربية عربيتين: فصيحة يصطنعها العرب، وأخرى يشوبها قليل أو كثير من اللحن، يتحدث بها المستعربون في الحياة العامة، على أن اللحن والتحريف كانا يَشوبان لغة العرب أو بعضهم أيضًا، ولكن بمقدار، وعلى تفاوُت واختلاف.


وشيء آخر يؤيد ظهور النحو في البصرة، وهو أنَّ الإمام عليًّا، وعبد الله بن عباس، وأبا الأسود الدؤلي، كانوا يقيمون بالبصرة، سبق إليها أبو الأسود، وجاءها الإمامُ وابن عباس أيام الفتنة الكبرى، ويتنازع الرواة نسبة وضع النحو إلى ثلاثتهم في كثير من الروايات.
ومعقول أن يكونَ وضع النحو إبان هذه الحقبة؛ إذ كان خِلاط العرب والعجم حينئذٍ أشد، واللحن في العربية أكثر، والحاجة إلى النحو آكد)[11].


ثانيًا: المدرسة النحوية الكوفية:
المدارس النحوية:
مصطلح يشير إلى اتجاهات ظهرتْ في دراسة النَّحو العربي، اختلفتْ في مناهجها في بعض المسائل النحوية الفرعيَّة، وارتبط كل اتجاه منها بإقليم عربي معين، فكانتْ هناك مدرسة البصرة، ومدرسة الكوفة، ومدرسة بغداد وهكذا، ولم يكن لهذا الارتباط المكاني دلالة علمية خاصة.


ويرى بعض الباحثين أن القدماء لم يُطلقوا على مسائل الخلاف في النحو القديم كلمة مدرسة، فلم يؤثر عنهم مصطلح المدرسة البصرية، ولا مصطلح المدرسة الكوفية، ولا مدرسة بغداد، ولكننا نقرأ من قولهم: مذهب البصريين، ومذهب الكوفيين، ومذهب البغداديين، وربما ورد في قولهم: مذهب الأخفش، ومذهب الفراء، ومذهب سيبويه، وغير ذلك، غير أن المعاصرين استحسنوا لفظ المدرسة فاستعاروها في مادة الخلاف النحوي، كما استعاروها في مسائلَ أدبية أخرى، فأطلقوا على بناء القصيدة عند أوس بن حجر - مثلًا - بناءً خاصًّا يختلف عما عند غيره من الجاهليين، واستمرأ هذا النهج في الاصطلاح بعضُ الباحثين، فكانت مدرسة الديوان، وهكذا قيل عن الأدب في المهجر، على الرغم من الخلاف الكبير بين أدباء المهجر في منازعهم الفكرية[12].


ولعل مِن هذا ما ذهب إليه الباحثون المعاصرون في تاريخ النحو والنحاة، فأثبتوا مصطلح المدرسة في نحو البصريين، ومثله مدرسة الكوفة، ومدرسة بغداد أو غير ذلك، غير أنك حين تنظر في التراث النحوي لا تجد جمهرة النحاة - بصريين وكوفيين وغيرهم- قد اختلفوا في أصول هذا العلم، ولم ينطلق هؤلاء مِن أفكار متعارضة، ولكنهم قد اختلفوا في مسائل فرعية تتصل بالتعليل والتأويل، فكان لهؤلاء طريقة أو مذهب ولأولئك طريقة أو مذهب آخر، وقد يكون الاختلاف بين بصري وبصري كما كان بين كوفي وكوفي آخر، ولا تعدم أن تجد بصريًّا قد وافق الكوفيين، وكذلك العكس.


أما كلمة مذهب فترد كثيرًا في الكلام عن الخلاف النحوي، فيقولون: مذهب البصريين، كما قالوا: مذهب الكوفيين، ومذهب البغداديين، وقد تُطلق كلمة مذهب على الطريقة التي سار عليها أحدُ النحاة، فقالوا: مذهب سيبويه كذا، أو قولهم: مذهب الأخفش والفرَّاء كذا[13].


والمتابِع لكُتُب التراث التي تعرَّضت للبحث في تاريخ النحو والنحاة يَلحظ خلوَّها مِن مصطلح المدرسة، ولكنه يجد أخبارًا مجموعة لعلماء كل عصر على حدة؛ ففي الفهرست "لابن النديم" مثلًا نجد بابًا يُفرَد للكلام في النحو وأخبار النحويين واللغويين من البصريين، وبابًا آخر لأخبار النحويين واللغويين الكوفيين، ثم بابًا ثالثًا لأخبار جماعة من علماء النحو واللغويين ممن خلط المذهبين، وقد عُرف هؤلاء الأخيرون عند الدارسين بالبغداديين، على أن أبا سعيد السيرافي أفرد كتابًا لأخبار النحويين البصريين بدءًا بأبي الأسود الدؤلي، وانتهاء بأبي بكر محمد بن السري المعروف بابن السراج، وأبي بكر محمد بن علي المعروف بمبرمان، اللذين أخذ السيرافي عنهما النحو وعليهما قرأ كتاب سيبويه، ونص على أن في طبقة أستاذيه هذين ممن خلط علم البصريين بعلم الكوفيين: أبو بكر بن شقير، وأبو بكر بن الخياط[14].


وعلى كل حال فقد شاع بين المحدثين استقلال كل مِصر من هذه الأمصار بمذهب شاع بين علمائها ونحاتها، وألفت الكتب في هذا التواطؤ، فهناك كتاب عن مدرسة الكوفة، وآخر عن مدرسة البصرة النحوية، وصنف الدكتور شوقي ضيف كتابًا في المدارس النحوية أجمل فيه الجهود الخصبة لكل مدرسة، وكل شخصية نابهة فيها، فابتدأه بالمدرسة البصرية؛ لأنها هي التي وضعت أصول النحو وقواعده، وكل مدرسة سواها فإنما هي فرع لها، وثمرة تالية من ثمارها، وذهب إلى أن الخليل بن أحمد الفراهيدي هو المؤسس الحقيقي لمدرسة البصرة النحوية ولعلم النحو العربي بمعناه الدقيق، ثم تلاه سيبويه فالأخفش الذي أقرأ النحو لتلاميذ من البصرة والكوفة ثم جاء بعده المازني، فتلميذه المبرِّد وهو آخر أئمة المدرسة البصرية النابهين[15].


أما نشاط مدرسة الكوفة فبدأ متأخرًا عند الكسائي الذي استطاع هو وتلميذه الفراء أن يستحدثا في الكوفة مدرسة نحوية تستقل بطوابع خاصة من حيث الاتساع في الرواية، وبسط القياس وقبضه، ووضع بعض المصطلحات الجديدة، والتوسع في تخطئة بعض العرب وإنكار بعض القراءات الشاذة.


أما المدرسة البغدادية فقد قامتْ على الانتخاب من آراء المدرستين (البصرية والكوفية) مع فتح الأبواب للاجتهاد، والوصول إلى الآراء المبتكرة، ولم يَتَخَلَّص علماء هذه المدرسة مِن نزعتهم إلى إحدى المدرستين السابقتين، أو ميلهم إلى مناهجها أكثر من ميلهم إلى المذاهب الأخرى، أو إلى الاستقلال عنهما.


ثم ظهرت بعد ذلك المدرسة الأندلسية بدءًا مِن القرن الخامس الهجري ومثلها المدرسة المصرية، إلا أن علماءهما لم يكونوا إلا تابعين لعلماء البصرة أو الكوفة أو بغداد، ولم يتجاوزوا الاجتهاد في الفروع [16].

يتبع






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-09-2022, 11:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المدرسة الكوفية

المدرسة الكوفية
فراس رياض السقال





1- نشأة المدرسة النحوية الكوفية وتاريخها:
يقول الدكتور إبراهيم السامرائي: (لقد عرفت الكوفة كما عرفت البصرة، فكلتاهما مِصران قد مَصَّرهما المسلمون واشتهر كل منهما طوال التاريخ الإسلامي، وشغلتا مكانًا واضحًا في القرنين الثاني والثالث، وكان لكل منهما أثر في السياسة، فقد عرفت الكوفة بعلويتها كما عُرفت البصرة بعثمانيتها.


وكان أهل المصرين على اتصال فيما بينهم، وأنت لا تعدم أن تجد بصريين قد استوطنوا الكوفة لغرض ما، كما تجد كوفيين آخرين اتخذوا البصرة سكنًا لهم، وكانت الكوفة مركزًا من مراكز العلم كما كانت البصرة، ولسنا على يقين تام في سبق البصريين وانصرافهم إلى العلم على الكوفيين، إلا ما كان من ذلك في العلوم اللغوية، فقد عرف النحو في البصرة، قبل الكوفة)[17]، وقال أيضًا: (إن النحو الكوفي بدأ بظهور أبي جعفر الرؤاسي، وقد تلمذ له الكسائي والفراء).


وقال الأستاذ شوقي ضيف: (تركت الكوفة للبصرة وضع نَقْط الإعراب في الذكر الحكيم ووضع نقط الإعجام، والأنظار النحوية والصرفية الأولى التي تبلورت عند ابن أبي إسحاق، والتي أقام عليها قانوني القياس والتعليل؛ إذ كانت في شغل عن كل ذلك بالفقه ووضع أصوله ومقاييسه وفتاواه وبالقراءات وروايتها رواية دقيقة، مما جعلها تحظى بمذهب فقهي هو مذهب أبي حنيفة، وبثلاثة من القراء السبعة الذين شاعتْ قراءاتهم في العالم العربي، وهم عاصم وحمزة والكسائي.


وعنيت بجانب ذلك عناية واسعة برواية الأشعار القديمة وصنعة دواوين الشعر، وإن كانتْ لم تعنَ بالتحري والتثبت فيما جمعتْ مِن أشعار، حتى ليقول أبو الطيب اللغوي: (الشعر بالكوفة أكثرُ وأجمع منه بالبصرة، ولكن أكثره مصنوع ومنسوب إلى من لم يَقُلْه، وذلك بَيِّن في دواوينهم)، وعادة تذكر كتب التراجم أوليَّة للنحو الكوفي مُجَسَّدة في أبي جعفر الرؤاسي ومعاذ الهراء.


أما الرؤاسي فيقول مترجموه: إنه أخذ النحو عن عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء، وعاد إلى الكوفة فتلمذ عليه الكسائي، وألف لتلاميذه كتابًا في النحو سماه (الفيصل)، وكان يزعم أن كل ما في كتاب سيبويه من قوله: (وقال الكوفي) إنما يعنيه، غير أن الكتاب يخلو خلوًّا تامًّا من هذه الكلمة، وإن كان قد ذكر أهل الكوفة مع بعض القراءات في ثلاثة مواضع)[18].


ويتابع قائلًا: (إنما يبدأ النحو الكوفي بدءًا حقيقيًّا بالكسائي وتلميذه الفراء، فهما اللذان رسَمَا صورة هذا النحو ووضَعَا أسسه وأصوله، وأعدَّا له بحذقهما وفطنتهما لتكون له خواصُّه التي يستقل بها عن النحو البصري، مرتبين لمقدماته ومدققين في قواعده، ومتخذين له الأسباب التي ترفع بنيانه)[19].


2- تاريخ النحو الكوفي:
جعل المعنيون بتاريخ النحو القديم بداية النحو الكوفي موصولة بأبي جعفر الرؤاسي، وإلى مثل هذا ذهب المعاصرون، فقد قيل: إن لأبي جعفر الرؤاسي كتابًا في النحو قد اطلع عليه الخليل بن أحمد وانتفع به، وكان هذا هو الذي جعل المعاصرين يذهبون إلى التنافس المزعوم بين الخليل والرؤاسي[20]، على أن من العلم أن نقول: إن النحو الكوفي بدأ بظهور أبي جعفر الرؤاسي، وقد تلمذ له الكسائي والفراء، وقد ذكر أبو البركات ابن الأنباري أن له كتاب (الفيصل)، وكان ثعلب قد أشار إلى أنه أول كتاب في نحو الكوفيين، وكتاب (التصغير)، وكتاب (معاني القرآن)، وأشار ابن النديم إلى أن هذا الكتاب كان يُروى إلى أيامه، وكتاب (الوقف والابتداء)[21].


عنايتهم بكتاب (الكتاب):
لقد عني النحويون بصريون وكوفيون بهذا الكتاب، فقد عرفنا أن أبا الحسن الأخفش أول من أقرأ (الكتاب)، قرأه عليه أبو عمر المازني، وجاء المبرد فقرأه على الجرمي والمازني، ثم تصدى له لإقرائه المبرد، فقرأه عليه ابن درستويه، وعلق عليه شارحًا.
لقد جاء الكوفيون فوجدوا في (الكتاب) ضالتهم كما أشرنا، وليس الأمر مقصورًا على الكسائي الذي قرأه على الأخفش، بل كان الفراء أشد من الكسائي عناية به، حتى قيل: إن شيئًا من كراريس (الكتاب) وجد تحت وسادته التي كان يجلس عليها[22].


3- أهم علمائها:
إن لكل مدرسةٍ رجالًا، وإن لهذه المدرسة رجالًا، حملوا دعائمَ هذه المدرسة بهمةٍ، فنهضوا بها، وأعلوا شأنها، ومِن رجال مدرسة الكوفة علماء أجلاء، وجنود أوفياء، قاموا بساعد الجد والعزيمة، فسعوا لنشر مذهبهم، وهم على طبقات هي:
أ‌. أعلام الطبقة الأولى:
الرؤاسي: هو أبو جعفر محمد بن الحسن، مولى محمد بن كعب القرظي، لقب بالرؤاسي لكِبَر رأسه، نشأ بالكوفة، وورد البصرة فأخذ عن "أبي عمرو بن العلاء" وغيره مِن علماء الطبقة الثانية البصرية، ثم قفل إلى الكوفة، واشتغل فيها بالنحو مع عمه معاذ وغيره، فتكونت الطبقة الأولى الكوفية، وكان إمامًا بالنحو بارعًا في اللغة، وهو أستاذ أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي والفراء، ثم صنَّف كتابه (الفيصل) في النحو، ومعلوم أن الخليل بعث إلى الرؤاسي يطلبه فأرسله إليه، وأن سيبويه نقل في كتابه عنه كما نقل عن البصريين، فإلى الرؤاسي يرجع بدء النحو في الكوفة دراسة وتأليفًا، فهو رأس الطبقة الأولى الكوفية، وكتابه أول مُؤلَّف في النحو بالكوفة، توفي بالكوفة في عهد الرشيد.[23].


معاذ الهراء: هو أبو مسلم، لُقِّب بالهراء لبيعه الثياب الهروية، وهو عم الرؤاسي ومولى القرظي أيضًا، أقام بالكوفة واشتغل مع ابن أخيه في النحو، غير أن ولوعه بالأبنية غلب عليه، حتى عده المؤرخون واضع الصرف، ولم يوقف له على مصنف، عمّر طويلًا، وتوفي بالكوفة سنة 187هـ[24].


ب‌. أعلام الطبقة الثانية:
الكسائي: هو أبو الحسن علي بن حمزة: مولى بني أسد، فارسي الأصل، سئل عن تلقيبه بالكسائي فقال: (لأني أحرمت في كساء)، وقيل في السبب: لأنه كان يلبس كساء أسود ثمينًا، وُلد بالكوفة في سنة تسع عشرة ومائة للهجرة، ونشأ بها، وأكبَّ منذ نشأته على حلقات القرَّاء، وتعلَّم النحو على كبر؛ ذلك لأنه حادث قومًا من الهباريين لحنوه فأنف من التخطئة، وقام مِن فوره وطفق يتعلم النحو، فأخذ عن معاذ الهراء ما عنده، ثم توجه تلقاء البصرة، فتلقى عن عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء ويونس بن حبيب المناظرات، له مصنفات كثيرة، منها في النحو مختصر، ولما ذاعت شهرته طلبه المهدي ليتخذه مؤدبًا لابنه هارون الرشيد، حتى إذا ولي الخلافة بعد أبيه اتخذه مؤدبًا لابنيه الأمين والمأمون، خرج مع هارون الرشيد ومعه صاحبه محمد بن الحسن الشيباني في رحلته إلى فارس حتى كانوا في رنبويه (بلد قرب الرَّي)، وأحس الكسائي بقرب المنية ثم مات هو ومحمد، فقال الرشيد: اليوم دفنت الفقه والنحو برنبويه، وذلك سنة 189هـ[25].


ت‌. رُوَّاد الطبقة الثالثة:
الأحمر: هو أبو الحسن علي بن الحسن المعروف بالأحمر، كان جنديًّا مِن رجال النوبة على باب الرشيد، ثم سَمَتْ نفسُه إلى العلم، فكان يترصد في الطريق الكسائي عند حضوره للرشيد ويسير في ركابه وبحاشيته جيئة وذهابًا، يستفيد منه المسألة بعد الأخرى، حتى عُدَّ في أصحاب الكسائي، وناظر سيبويه عند مقدمه بغداد كما سلف، فلما أصيب الكسائي بالبرص، وكره الرشيد ملازمته أولاده، فأشار عليه باختيار نائب عنه، فاستخلف الأحمر إبقاء على مجده واطمئنانًا منه على خضوع الأحمر له، وعاهد الأحمر على أن يلقنه يومًا فيومًا ما يُؤدِّب به أولاد الخليفة، وكان الأحمر يقظًا فطنًا، فأجاد التعلم والتعليم حتى قُدم على سائر أصحاب الكسائي، وتبوأ مكانته، ونعم بسعة العيش، وقد أملى شواهد نحوية واجتمع عليه الناس، وصنف كتاب التصريف، ومات بطريق الحج سنة 194هـ[26].


الفراء: هو أبو زكريا يحيى بن زياد، مولى بني أسد، لقب بالفراء (لأنه كان يفري الكلام)، ولد بالكوفة من أصل فارسي، وتلقى عن (الكسائي) وغيره، وتبحَّر في علوم متنوعة، فكان فذًّا في معرفة أيام العرب وأخبارها وأشعارها، والطب والفلسفة والنجوم، وتقصى أطراف علم النحو حتى قيل فيه: (الفراء أمير المؤمنين في النحو، وهو الذي قال: أموت وفي نفسي شيء من حتى؛ لأنها ترفع وتنصب وتخفض).


وأحاطه الخليفة برعايته، ورغب إليه أن يؤدب ابنيه، كما اقترح عليه أن يؤلف كتابًا يجمع أصول النحو، وهيأ له دارًا خاصة فيها وسائل النعيم متكاملة، فأخرج له كتاب (الحدود) بعد سنتين، وما زال الفراء وجيهًا عند المأمون، مغبوط المنزلة بين الأمة، يؤلف ويفيض علمه حتى توفي سنة 207هـ[27].


اللحياني: هو أبو الحسن علي بن المبارك من بني لحيان، أخذ عن الكسائي وأبي عمر والشيباني من الكوفيين، وعن أبي زيد والأصمعي من البصريين، وله كتاب النوادر، توفي سنة 220هـ، وكان من مقدمي أهل الكوفة، وقيل عنه: إنه كان من أحفظ الناس للنوادر عن الكسائي والفراء، وله كتاب (معاني القرآن)؛ حيث تجد المسائل النحوية منثورة في هذا الكتاب، وهو يعرض لشرح آية مثلًا، ولقد نعتَهُ ابن النديم بغلام الكسائي[28].


ث‌. أعلام الطبقة الرابعة:
ابن قادم: هو أبو جعفر محمد بن عبد الله بن قادم، أخذ عن الفراء، وحذق النحو وتعليله، واتصل بالعباسيين فأدَّب المعتز قبل الخلافة، وله مؤلفاتٌ منها في النحو: الكافي، والمختصر، توفي ببغداد سنة 251هـ[29].


ابن سعدان: هو أبو جعفر الضرير محمد بن سعدان، نشأ بالكوفة، وأخذ عن (أبي معاوية الضرير) وغيره، ثم اشتهر بالعربية والقراءات، صنف كتابًا في النحو وتوفي سنة 231هـ[30].


ج‌. أعلام الطبقة الخامسة:
ثعلب: هو أبو العباس أحمد بن يحيى، المعروف بثعلب، مولى بنى شيبان، ولد ببغداد في عصرها الذهبي سنة مئتان للهجرة، ألحقه أبوه منذ نعومة أظفاره بكتَّاب تعلَّم فيه الكتابة وحفظ القرآن الكريم وشَدَا بعض الأشعار، وتلقى عن ابن الأعرابي وابن قادم وسلمة بن عاصم وغيرهم، غير أنه كان للنحو من بين علوم اللغة العربية النصيب الأوفى مِن عنايته، واعتماده فيه كان على سلمة بن عاصم.


وهبه الله حافظة واعية، مكَّنته أن يستظهر ما يقرؤه، فحفظ كتب الكسائي والفراء، واستطاع أن يقرأ بنفسه كتاب سيبويه، فتزعم رياسة النحو للكوفيين، إلا أنه كان لا يحبذ القياس، اتصل بالخلفاء والأمراء كأسلافه الكوفيين، فأدَّب ابن المعتز وابن طاهر، وجمعتْ بغداد بينه وبين أبي العباس المبرد زعيم البصريين الذي نافسه شرف الرياسة العلمية والزلفى عند الخلفاء والأمراء، فكانتْ بينهما مناظرات، وكان المبرد يتطلَّب لقيا ثعلب كثيرًا فيراوغه ويتلكَّأ عن إجابته، ولثعلب مُجالَسةٌ مع الرياشي أيضًا، له مصنفات شتى منها في النحو: اختلاف النحويين وكتاب (المجالس)، وكانت وفاته ببغداد من صدمة دابة له في الطريق، لم يسمع وقع حوافرها وراءه لصممه، سنة 291هـ عن ثروة كبيرة[31].


وقد وقف الكوفيون من هذا البناء العلمي المحكم موقفًا يدل على نقص فهمهم لما ينبغي للقواعد العلمية مِن سلامة واطراد؛ إذ اعتدوا بأقوال وأشعار المتحضرين من العرب، كما اعتدوا بالأشعار والأقوال الشاذة التي سمعوها على ألسنة الفصحاء مما خرج على قواعد البصريين وأقيستهم ومما نعتوه بالخطأ والغلط[32].


4- خلافهم مع المدرسة البصرية:
جاء في كتاب شوقي ضيف: لعل أهم ما يميز المدرسة الكوفية من المدرسة البصرية اتساعها في رواية الأشعار وعبارات اللغة عن جميع العرب بدويهم وحضريهم، وقد كان أئمة الكوفة يرحلون إلى قبائل البدو الفصيحة، وكانوا يأخذون عمن سكن من العرب في حواضر العراق.


وقد حَمَل البصريون على الكوفيين حملات شعواء حين وجدوهم يتسعون في الرواية، وخصوا الكسائي بكثير من هذه الحملات قائلين: (إنه كان يسمع الشاذ الذي لا يجوز من الخطأ واللحن وشعر غير أهل الفصاحة والضرورات، فيجعل ذلك أصلًا ويقيس عليه حتى أفسد النحو)! وكان ذلك بدءًا لخلاف واسع بين المدرستين؛ فالبصرة تَتَشَدَّد في فصاحة العربي الذي تأخذ عنه اللغة والشعر، والكوفة تتساهل، وامتد هذا الاتساع في القياس وضبط القواعد الفقهية، ذلك أن البصريين اشترطوا في الشواهد المستمد منها القياس أن تكون جارية على ألسنة العرب الفصحاء، وأن تكون كثيرة بحيث تُمَثِّل اللهجة الفصحى، وبحيث يمكن أن تُستنتج منها القاعدة المطردة[33].


نماذج من مصطلحات المدرسة الكوفية:
عبارة: الخلاف، وهو عامل معنوي كانوا يجعلونه علة النصب في الظرف إذا وقع خبرًا، بينما كان البصريون يجعلون الظرف متعلقًا بمحذوف خبر للمبتدأ السابق له.


ومن ذلك اصطلاح الصرف، جعله الفراء علة لنصب المفعول معه، وذهب جمهور البصريين على أنه منصوب بالفعل الذي قبله بتوسط الواو.


اصطلاح التقريب، وقد اختصوا به اسم الإشارة (هذا) في مثل: (هذا زيد قائمًا)، وجعلوه من أخوات كان؛ أي: إنه يليه اسم وخبر منصوب، بينما يعرب البصريون "قائمًا" حال، ويجعلون ما قبلها مبتدأ وخبرًا.


ومن ذلك اصطلاح المكنى والكناية، ويقصدون به الضمير، وكانوا يصطلحون على تسمية ضمير الشأن باسم المجهول في مثل (إنه اليوم حار) وتسمية ضمير الفصل باسم "العماد" في مثل محمد هو الشاعر.


وكانوا لا يطلقون كلمة المفعول إلا على المفعول به، أما بقية المفاعيل فكانوا يسمونها أشباه مفاعيل، وسموا الظرف (الصفة والمحل)، والبدل (الترجمة)، والتمييز (التفسير)، وسموا لا النافية للجنس في مثل: (لا رجل في الدار) باسم (لا التبرئة).


سموا حروف النفي باسم حروف الجحد أي الإنكار، وسموا المصروف والممنوع من الصرف باسم (ما يجري وما لا يجري).


سموا لام الابتداء في (لمحمد شاعر) لام القسم، زاعمين أن الجملة جواب لقسم مقدر[34].
وهذه النماذج التي ذكرتها هي بعض الاختلافات عند هاتين المدرستين.


الخاتمة:
وهكذا تبين لدينا أثر هذه المدرسة العظيمة في خدمة لغة القرآن العظيم، والسنة المعطَّرة، والحفاظ على لغة الأجداد من التحريف والزوال بالقواعد والمصطلحات، بغض النظر عن بعض الخلافات مع باقي المذاهب والمدارس النحوية، وقد بينت نشأة هذه المدرسة، وأبرز أعلامها وأهم أعمالها، وبعض نقاط الخلاف بينها وبين المدرسة البصرية.
أسأل المولى عز وجل أن يرشدنا لما يحب ويرضى
إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين




المصادر والمراجع:
1- اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم - شيخ الإسلام ابن تيمية - دار عالم الكتب - بيروت - ط7.
2- التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية - محمد محي الدين عبد الحميد - دار الفجر دمشق.
3- جامع الدروس العربية - مصطفى الغلاييني - المكتبة العصرية - صيدا بيروت ط39.
4- السنن الكبرى للبيهقي - ط1.
5- سير أعلام الأدباء - شمس الدين الذهبي - مؤسسة الرسالة - ط3.
6- شرح الآجرومية - حسن حفظي.
7- الفهرست لابن للنديم - أبو فرج بن أبي يعقوب المعروف بالوراق، تحقيق رضا.
8- قواعد اللغة العربية - حفني ناصف ومحمد دياب ومصطفى طموم ومحمود عمر وسلطان محمد- مطبعة الشام - ط1.
9- المدارس النحوية - شوقي ضيف - دار المعارف - القاهرة - ط7.
10- المدارس النحوية (مدرسة البصرة) - أحمد الفقيه - مقالة.
11- المدارس النحوية أسطورة وواقع - د. إبراهيم السامرائي - دار الفكر عمان - ط1.
12- معجم الأدباء - ياقوت الحموي الرومي - دار الغرب الإسلامي - تحقيق إحسان عباس ط1 بيروت.
13- الموسوعة العربية العالمية- اعتمد في بعض أجزائه على النسخة الدولية من دائرة المعارف العالمية World Book International. المصدر: موقع مكتبة صيد الفوائد.
14- النحو إلى أصول النحو - عبد الله بن سليمان العتيق.


[1] انظر: اقتضاء الصراط المستقيم، ج1/ص519.

[2] انظر: النحو إلى أصول النحو، عبد الله بن سليمان العتيق.

[3] انظر: المرجع السابق.

[4] انظر: جامع الدروس العربية - مصطفى الغلايني 1 /9.

[5] انظر: قواعد اللغة العربية - حفني ناصف ومحمد دياب و مصطفى طموم ومحمود عمر وسلطان محمد - ص11.

[6] انظر: التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية - محمد محي الدين عبد الحميد - ص14.

[7] انظر: السنن الكبرى للبيهقي 2/ 18 - حديث 2366.

[8] انظر: شرح الآجرومية - حسن حفظي 1/ 2.

[9] انظر: المرجع السابق.

[10] انظر: المرجع السابق.

[11] انظر: تاريخ النحو - علي النجدي ناصف - ص 6، 7.

[12] انظر: المدارس النحوية (مدرسة البصرة) - مقالة لأحمد الفقيه.

[13] انظر: المرجع السابق.

[14] انظر: المرجع السابق.

[15] انظر: المرجع السابق.

[16] انظر: الموسوعة العربية العالمية - اعتمد في بعض أجزائه على النسخة الدولية من دائرة المعارف العالمية.

3 انظر: المدارس النحوية أسطورة وواقع - د. إبراهيم السامرائي - ص31

[18] انظر: المدارس النحوية - شوقي ضيف - ص 153.

[19] انظر: نفس المصدر السابق - ص 154.

[20] انظر: المدارس النحوية أسطورة وواقع - د. إبراهيم السامرائي - ص32.

[21] انظر: المرجع السابق.

[22] انظر: نفس المصدر السابق - ص 34.

[23] انظر: معجم الأدباء - ياقوت الحموي الرومي - ج6/ص 2486.

[24] انظر: سير أعلام الأدباء - شمس الدين الذهبي - ج8 / ص 483.

[25] انظر: معجم الأدباء - ج 4/ ص 1737.

3 انظر: معجم الأدباء - ج4/ ص 1670.

[27] انظر: سير أعلام النبلاء - ج 10 / ص121.

[28] انظر: الفهرست لابن للنديم - أبو فرج بن أبي يعقوب المعروف بالوراق - ج 1/ ص 54.

[29] انظر: معجم الأدباء - ج 6 - ص 2544.

[30] انظر: معجم الأدباء - ج 6 - ص 2537.

[31] انظر: معجم الأدباء - ج 2 - ص 536 - و الفهرست - ص 80.

[32] انظر: المدارس النحوية - شوقي ضيف - ص161.

[33] انظر: المرجع السابق.

[34] انظر: المدارس النحوية - شوقي ضيف - ص165 /166.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.71 كيلو بايت... تم توفير 2.38 كيلو بايت...بمعدل (2.56%)]