معنى {لا يحطمنكم سليمان وجنوده} (في ضوء القرآن الكريم وكلام العرب) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-09-2022, 10:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي معنى {لا يحطمنكم سليمان وجنوده} (في ضوء القرآن الكريم وكلام العرب)

معنى {لا يحطمنكم سليمان وجنوده} (في ضوء القرآن الكريم وكلام العرب)
د. أورنك زيب الأعظمي


د. أورنك زيب الأعظمي[1]
جاءت هذه الفقرة في غضون الحديث عن مسير جنود سليمان عليه السلام فقال الله تعالى:
﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النمل: 18].

سندرس هذه الفقرة ونحاول فهم معناها وبلاغتها في ضوء القرآن الكريم وكلام العرب.

فحَطَمَه يَحْطِمُ حَطْمًا: كسره، ويأتي لكسر ما اشتدَّ من مثل العظم والجدار والحجر ولا يأتي للوطأ إلا ترادفًا كما قال حميد بن ثور الهلالي:
وحتى تداعتْ بالنقيض حبالُه *** وهمّتْ بواني زوره أن تحطّما[2]
وبواني زوره هي أضلاع صدره.

وقال ساعدة بن جؤية عن وعل صعد في الجبل مخافة الصيد مستخدمًا الحطم للسهم:
فراغ منه بجَنبِ الرَيد ثم كَبَا *** على نضيٍّ خلالَ الصدر مُنحَطِم[3]
وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 21].

وقال أيضًا: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴾ [الواقعة: 63 - 65].

والحطام هنا ما انكسر من يابس الزرع.

ولعلّ تسمية الجحيم بالحُطَمَة في قوله تعالى: ﴿ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴾ [الهمزة: 4 - 9].

جاءت لأنَّ ما جمعه المرء من الأموال وجامعه سينبذان في النار ويكونان ضرامًا لها وعادة ما ينبذ الضرام مكسورًا في النار لأنّ النار لا تكسر بل تجعله ركامًا كما قال عنترة بن شداد العبسي:
وكتيبةٍ لبّستُها بكتيبةٍ
شهباء باسلة يُخاف رداها
خرساءَ ظاهرةِ الأداة كأنها
نارٌ يُشَبُّ وَقودُها بلظاها[4]


وقال الأعشى الكبير:
ثنا فرحًا بالنار إذ يُهتَدى بها ***إليهم وإضرامِ السعير المُوَقَّد[5]
وقال حسان بن ثابت الأنصاري:
طحنتهم، والله ينفذ أمرَه،***حربٌ يشبّ سعيرُها بضرام[6]
وقال الأخطل:
حيّ المنازلَ بين السفح والرحّب***لم يبق غيرُ وُشُومِ النار والحطَب[7]
وإليه الإشارة في غير ما آية قرآنية كما قال تعالى: ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 98، 99].

وقال أيضًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34، 35]، فقول ابن عاشور ومَنْ سَبَقَه من المفسّرين من: "والحُطَمَة صفة بوزن فُعَلَة ... أي لينبذنّ في شيء يحطمه أي يكسره ويدقّه ... وأنّ إطلاقَ هذا الوصف على جهنم من مصطلحات القرآن. وليس في كلام العرب إطلاق هذا الوصف على النار"[8].

لا يصحّ، فمعنى الحطمة: نار تنبذ فيها الأشياء مكسورة.

وقال عنترة بن شداد العبسي، والحُطام: ما انكسر من يابس الخبز:
فلا ترضَ بمنقصةٍ وذُلٍّ
وتقنعْ بالقليل من الحطام
فعيشك تحت ظل العزّ يومًا
ولا تحت المذلة ألفُ عام[9]


ومنه حطامُ البيض أي قشورها المكسورة كما قال الرماح:
كأنّ حُطامَ قيض الصيف فيه *** فراشُ صميمِ أقحاف الشؤون[10]
والقيض: قشور البيض التي تفلقت بعد خروج الفرخ منها.

ومنه صعدة حِطَم أي كلّ قطعة منه حطمة كما قال ساعدة بن جؤية:
ماذا هنالك من أسوانَ مكتئبًا *** وساهفٍ ثمِلٍ في صعدةٍ حِطَم[11]
ومنه الحطيم: جدار تُرِكَ محطومًا والبيت رُفِعَ كما قال الكميت الأسدي:
وزمزمُ والحطيمُ وكلُّ ساق *** يرى أهلَ الخصاص له قطينا[12]
ومنه يعني مجازًا ما أصاب المرءَ من نوائب الدهر فحطمته ببلائها كما قال رؤبة بن العجاج:
وكان جمًّا شأؤُه ونَعَمُه
فعضّه دهرٌ ودقَّ محطمُه
مضغًا وخلبًا لا يكلُّ أكهمُه
وفقدُ مالٍ كالجنون لممُه[13]
ولكون اللفظ دالًا على كسر الشيء كسرًا شديدًا استعملوه مرادفًا للوطأ كما قال عمرو بن قميئة الشاعر الجاهلي:
صبرتُ على وطءِ الموالي وحطمهم *** إذا ضنّ ذو القربى عليهم وأخمدا[14]
حتى تدرّج اللفظ لازدحام الناس بحيث يحطم عظامَ مَنْ وقعوا عليه فجاء في حديث توبة كعب بن مالك: "إذن يحطمكم الناس".[15] أي يزدحمون عليكم فيدوسونكم.

وأما التأكيد في "لَا يَحطِمَنَّكُم"، فكالتأكيد في قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [آل عمران: 182]؛ أي لا يظلم الله عباده ولو فتيلًا، وهذا عامٌّ في كلام العرب كما قال امرؤ القيس:
يغطّ غطيط المرء شُدّ خناقه *** ليقتلني والمرء ليس بقتّال[16]
وقال أيضًا:
وقد علمت سلمى وإنْ كان بعلها *** بأنّ الفتى يهذي وليس بفعّال[17]
وقال تأبط شرًا:
ولستُ بمفراحٍ إذا الدهرُ سرّني *** ولا جازعٍ من صَرفِه المتحوّل[18]
وقال الأفوه الأودي:
أيها الساعي على آثارنا *** نحن مَنْ لستَ بسعّاء معهْ[19]
فمعنى "لَا يَحطِمَنَّكُم" لا يمسكم ولو بضرر لطيف، وعلى هذا قال "لَا يَشعُرُونَ" أي ضررهم هذا يكون سهوًا لا عمدًا.

المصادر والمراجع:
1- القرآن الكريم.

2- تفسير التحرير والتنوير للإمام محمد الطاهر بن عاشور، الدار التونسية للنشر، 1984م

3- ديوان الأخطل، شرح: مهدي محمّد ناصر الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1994م

4- ديوان الأعشى الكبير بشرح محمود إبراهيم محمد الرضواني، وزارة الثقافة والفنون والتراث، إدارة البحوث والدراسات الثقافية، الدوحة، قطر، 2010م

5- ديوان الأفوه الأودي، شرح وتحقيق: د. محمد التونجي، دار صادر، بيروت، ط1، 1998م

6- ديوان الرماح ابن ميادة، جمع وتحقيق: د. حنا جميل حداد، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1982م

7- ديوان الكميت بن زيد الأسدي، جمع وشرح وتحقيق: د. محمد نبيل طريفي، دار صادر، بيروت، ط1، 2000م

8- ديوان الهذليين، الجمهورية العربية المتحدة، الثقافة والإرشاد القومي، طبعة دار الكتب، بيروت، 1996م

9- ديوان امرئ القيس، ضبطه وصحّحه: الأستاذ مصطفى عبد الشافي، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004م

10- ديوان تأبط شرًا وأخباره، جمع وتحقيق وشرح: علي ذو الفقار شاكر، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1984م

11- ديوان حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي، شرح: ضابط بالحربية، مطبعة السعادة، مصر، د.ت

12- ديوان حميد بن ثور الهلالي، صنعة: الأستاذ عبد العزيز الميمني، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، 1951م

13- ديوان عمرو بن قَمِيْئَة، تحقيق وشرح وتعليق: حسن كامل الصيرفي، معهد المخطوطات العربية، جامعة الدول العربية، 1965م

14- شرح ديوان روبة بن العجاج، تحقيق: د. ضاحي عبد الباقي محمد، جمهورية مصر العربية، مجمع اللغة العربية، ط1، 2011م

15- شرح ديوان عنترة بن شداد العبسي، للعلامة التبريزي، دار الكتاب العربي، ط1، 1992م

16- لسان العرب لابن منظور الإفريقي، دار صادر، بيروت، د.ت.

[1] مدير تحرير المجلة وأستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي، الهند.

[2] ديوانه، ص 19.

[3] بجنب الريد: بناحية ريد الجبل، كبا: عثر، نضي: سهم، خلال الصدر: دخل بين أطباق الضلوع، ديوان الهذليين، 1/196.

[4] شرح ديوانه، ص 206.

[5] ديوانه، 2/436.

[6] شرح ديوانه، ص 294.

[7] ديوانه، ص 30.

[8] تفسير التحرير والتنوير، 30/540.

[9] شرح ديوانه، ص 189.

[10] لسان العرب: حطم وديوانه، ص 286.

[11] لسان العرب: حطم.

[12] ديوانه، ص 433، خصاص: حاجة.

[13] شرح ديوانه، 2/289.

[14] ديوانه، ص 12.

[15] لسان العرب: حطم.

[16] ديوانه، ص 125.

[17] ديوانه، ص 126.

[18] ديوانه، ص 178.

[19] ديوانه، ص 90.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.72 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]