بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         همسة في آذان الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من آداب الدعاء... إثبـــات الحمـــد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 3015 )           »          الاستعمار وأساليبه في تمكين الاستشراق الحلقة الرابعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 609 )           »          قواعد عقاب الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 15795 )           »          توجيهات منهجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          القاعدة الأوفى في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2022, 08:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,333
الدولة : Egypt
افتراضي بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
أحمد سعد أبو النجا

إن من ينظُر في سيرة أصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بعلم وبصيرة، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل - يعلم يقينًا أنهم خيرُ الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله[1]، وكيف لا ومعلمُهم ومربيهم هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

ولا خلاف في تقديم أبي بكر وعمر على غيرهما من الصحابة، وكان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يثني عليهما، ويخبر الصحابة بفضائلهما، ومن ذلك إخباره بثقته في صدق إيمانهما، وأنه إيمان ثابت راسخ لا يعقبه ارتياب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صلَّى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم صلاة الصبح ثم أقبل على الناس، فقال: "بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نُخلق لهذا، إنما خُلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله، بقرة تكلَّم؟ فقال: "فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر..."؛ الحديث (خ: 3471)[2]، وفي رواية (خ: 2324): "آمنت به أنا وأبو بكر، وعمر"، وسواء قلنا: إن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان أخبرهما بذلك فصدقاه أو أطلق ذلك، لما اطلع عليه من أنهما يصدقان بذلك إذا سمعاه ولا يترددان[3]، ففيه فضيلة ظاهرة لهما، وفضائلهما كثيرة معلومة.

وقد كان أبو بكر وعمر حريصين أشد الحرص على صحبة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم والقرب منه، وملازمتهما له أمر معلوم حتى لا يكاد يغيب ذلك عمن يطالع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتجد على سبيل المثال: "فجاء [أي: رسول الله] ومعه أبو بكر، وعمر" (خ: 2709)، و"صعِد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أُحُد ومعه أبو بكر، وعمر..."؛ (خ: 3686)، وفي الحديث الذي سها فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فصلَّى إحدى صلاتَي العشي ركعتين قال الراوي: "وفي القوم أبو بكر وعمر"، (خ: 482) إلى غير ذلك.

بل إن هذا كان معلومًا لدى الصحابة رضوان الله عليهم ومشاهدًا، بل كان كثيرًا ما يسمع ذكر أبي بكر وعمر على لسان الصادق المصدوق صلَّى الله عليه وسلَّم، فعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: إني لواقف في قوم، فدعوا الله لعمر بن الخطاب، وقد وضع على سريره، إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي، يقول: رحمك الله، إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك، لأني كثيرًا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكرٍ وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر"، فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما، فالتفتُّ فإذا هو علي بن أبي طالبٍ؛ (خ: 3677).

فمن شدة هذا القرب بين النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وصاحبيه قال علي رضي الله عنه بعد وفاة عمر: "إن كنت لأرجو أن يجعلك اللَّه مع صاحبَيْك" - يعني النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأبا بكر رضي الله عنه- أي: يدفن معهما، وقد كان، فلم يقتصر قرب أبي بكر وعمر من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على الحياة، بل أيضًا بعد الموت، فدفن الصاحبان رضوان الله عليهما بجانب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فعن عمرو بن ميمون الأودي، قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: يا عبد الله بن عمر، اذهب إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فقل: يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام، ثم سلها أن أدفن مع صاحبيَّ [أي: النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأبي بكر رضي الله عنه]، قالت: كنت أريده لنفسي فلأوثرنَّه اليوم على نفسي، فلما أقبل، قال: له ما لديك؟ قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين؛ (خ: 1392).

هذا القرب من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في حياته وهذه الملازمة، تركت أثرها فيهما إيمانًا وعلمًا وعملًا، فحريٌّ بالمسلمين الاهتمام بسيرتهما خاصة، وسيرة باقي الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة عامة، فمن أنفع العلوم النظر في سيرة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه، فذكر أخبار السلف الصالحين - وفي مقدمتهم الصحابة - هو أحد أسباب صلاح القلب ورقته؛ لأنهم "تناولوا مقصود النقل، وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها والمراد بها"[4]، وسيرهم منارات يهتدى بها ويستضاء بنورها.

وهنا جانب ينبغي تبيينه وإظهاره وهو العلاقة التي كانت بين أبي بكر وعمر، وأخوة الإيمان التي جمعتهما التي تعكس محبة وودًّا وسلامة صدر وترابطًا وتعاونًا إلى غير ذلك من المعاني النبيلة والأخلاق السامية.

هذه العلاقة يمكن أن يستخرج منها الكثير والكثير من التوجيهات والإرشادات والفوائد، وذلك من خلال كثير من الأحداث التي جمعتهما، والأمور التي جرت بينهما، يفيد منها جميع المسلمين في مجال السياسة والإدارة والعمل الدعوي وغير ذلك.

إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا من الأقران، ومعلوم ما يكون بين الأقران، حتى إنه قل من يحصل الثناء عليه من أقرانه، وكلام بعضهم في بعض يطوى إلا إذا وجدت قرينة على قبوله، إلا أن ذلك لا يمنع عمر وهو المفضول من الاعتراف بالفضل والأفضلية لأبي بكر، ولا من جريان الثناء على لسانه لصاحبه في حياته وبعد مماته، وذلك لإنصافه وسلامة صدره من الحسد والحقد والضغينة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: أرسل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، فأتاه الرسول، فقال: إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر - وكان رجلًا رقيقًا -: يا عمر صلِّ بالناس، فقال له عمر: أنت أحق بذلك، فصلى أبو بكر تلك الأيام؛ (خ: 687).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا يعني بلالًا؛ (خ: 3754).

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني: أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني: رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ (خ: 7218).

ومع اعتراف عمر بفضل أبي بكر، فإنه كان ينافسه، لكنه لم يكن تنافسًا على الدنيا ولا على الرئاسة والحكم، فعمر كان يعلم بتقدم أبي بكر وأحقيته للخلافة، لذا فهو يقدمه لما هو حقيق به، فعن أنس بن مالك قال: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ: اصعد المنبر، فلم يزل به حتَّى صعد المنبر، فبايعه النَّاس عامَّةً؛ (خ: 7219).

إنما كان عمر ينافس أبا بكر على عمل الصالحات وفعل الخيرات، فعن عمر بن الخطَّاب قال: أمرنا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يومًا أن نتصدق، فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصفِ مالي، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، قال: وأتى أبو بكر رضي اللَّه عنه بكل ما عنده، فقال له رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم اللَّه ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدًا؛ (د: 1680، ذ 3675)، والحديث حسنه غير واحد.

هذا من جانب عمر رضي الله عنه وأيضًا كان أبو بكر يعرف لعمر فضله وقدره؛ لذا لم ير أجدر منه بالتقدم لخلافة رسول الله في إمامه المسلمين في الصلاة لَما اشتد على رسول الله المرض كما تقدم، ولذلك فقد استخلف أبو بكر عمر من بعده.

وقد كان عمر قريبًا من أبي بكر قبل تولِّي أبي بكر الخلافة يذهب إليه يبث له ما في نفسه، وكان أبو بكر ينصح له لا يدخر وسعًا في ذلك، ومن ذلك قول عمر: أتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقًّا؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذًا؟ قال: أيها الرجل إنه لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنه على الحق، قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به؛ (خ: 2731 و2732).

كما كان عمر قريبًا من أبي بكر وموضع ثقته بعد توليه الخلافة يشاوره في الأمور المهمة، فتارة يقتنع أبو بكر برأي عمر، فيأخذ به، وتارة يقتنع عمر برأي أبي بكر، فينزل على رأيه ويسلم له، فالمقصد هو نصرة الدين وتحقيق مصلحة المسلمين دون إعجاب من أحدهما برأيه، أو سعي في فرضه وإنفاذه، فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنه قال: لمَّا توفِّي رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم وكان أبو بكر رضي اللَّه عنه - وفي رواية (خ: 7284): واستخلف أبو بكر بعده - وكفر من كفر من العرب، فقال عمر رضي اللَّه عنه: كيف تقاتل النَّاس؟ وقد قال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم: "أُمرت أن أقاتل النَّاس حتَّى يقولوا: لا إله إلَّا اللَّه، فمَن قالها فقد عصم منِّي ماله ونفسه إلَّا بحقه، وحسابه على اللَّه"؛ (خ: 1399).

وفي رواية (خ: 1456، 1456) قال أبو بكر رضي اللَّه عنه: واللَّه لو منعوني عَناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، لقاتلتهم على منْعها، قال عمر رضي اللَّه عنه: فما هو إلَّا أن رأيت أنَّ اللَّه شرح صدر أبي بكر رضي اللَّه عنه بالقتال، فعرفت أنه الحق.

وعن زيد بن ثابت الأنصاري قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إنَّ عمر أتاني، فقال: إن القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقرَّاء في المواطن، فيذهب كثيرٌ من القرآن إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر: كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول اللّه صلَّى الله عليه وسلَّم؟ فقال عمر: هو واللَّه خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح اللَّه لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر، قال زيد بن ثابت: وعمر عنده جالس لا يتكلم؛ (خ: 4679).

وتلك العلاقة الوطيدة التي كانت تربطهما قد يحدث ما يكدِّرها من خلاف ينتج عنه مجادلة ومخاصمة - كما يحدث بين سائر البشر فهما ليسا بمعصومين - لكن سرعان ما يزول هذا الكدر، ويرتفع هذا الخلاف لتبقى المحبة والود والصفاء، عن عبد اللَّه بن الزبير: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال أبو بكر: أمِّر القعقاع بن معبد، وقال عمر: بل أمِّر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلَّا خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فتمارَيَا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل [ص:138] في ذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1] حتَّى انقضت الآية؛ (خ: 4847).

وربما وقعت من أحدهما زلة في حق صاحبه أو تجاوز، فيسارع بالاعتراف بزلته وتداركها والاعتذار عنها، فعن أبي الدراء قال: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمرَ، فانصرف عنه عمر مغضبًا، فاتَّبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال أبو الدرداء ونحن عنده: فقال رسول اللّه صلَّى الله عليه وسلَّم: أمَّا صاحبكم هذا فقد غامر، قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلَّم وجلس إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وقصَّ على رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم الخبر، (وفي رواية [خ: 3661]: ثمَّ إنَّ عمر ندم، فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثمَّ أبو بكر؟ فقالوا: لا، قال أبو الدَّرداء: وغضب رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، وجعل أبو بكر يقول: واللَّه يا رسول اللَّه لأنا كنت أظلمَ، فقال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم: هل أنتم تاركون لي صاحبي، هل أنتم تاركون لي صاحبي، إني قلت: يا أيها الناس، إني رسول اللَّه إليكم جميعًا، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت؛ (خ: 4640).

وربما يقع في نفس أحدهما شيء من الآخر، كما حصل لعمر رضي الله عنه عندما وجد على أبي بكر لما عرض عليه الزواج بحفصة فسكت، ثم إن أبا بكر طيب خاطره، وأخبره بما يزيل وجده عليه، فعن عبد الله بن عمر أنَّ عمر بن الخطَّاب، حين تأيَّمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السَّهمي، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قد شهد بدرًا، توفِّي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفَّان، فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، فقال: قد بدا لي ألا أتزوَّج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إليَّ شيئًا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي ثمَّ خطبها رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، فأنكحتها إيَّاه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلَّك وجدت عليَّ حين عرضت عليَّ حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم، قال: فإنَّه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أنِّي قد علمت أنَّ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سرَّ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، ولو تركها لقبلتها؛ (خ: 4005).

وبعد فهذا غيض من فيض، ومن تتبَّع كتب السنة والتاريخ والسير، وجد الكثير والكثير، نسأل الله أن يوفقنا للاقتداء بأصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وانتهاج طريقهم واتباع سنتهم رضي الله عنهم أجمعين.

[1] مقتبس من العقيدة الواسطية (ص: 122).

[2] اقتصرت في ذكر الشواهد على أحاديث البخاري وعلى تخريجها منه فقط باستثناء حديث واحد.

[3] فتح الباري لابن حجر (6/ 518).

[4] صيد الخاطر لابن الجوزي (ص: 228).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.86 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]