|
|
ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أسلوب زيني زاده في كتاب "الفوائد الشافية"
أسلوب زيني زاده في كتاب "الفوائد الشافية" أ. رضا جمال • جاء أسلوب زيني زاده سهلًا خاليًا من التعقيد، وبعيدًا عن التكلُّف، وظهَر اهتمامه بالسَّجع غير المتكلَّف، بما يُشير إلى أنه كان له اهتمامٌ بالأدب، كما جاءت عباراته مشتملةً - أحيانًا - على بعض النَّصائح والآداب، والتنبيهات المفيدة لطالِب العلم، أو الدعاء، فنراه يختم عباراته بجُمل مسجوعة، وتنبيهات مفيدة، بل ضمَّنها قواعد نحويَّة كذلك، وهذا من أكثر ما يميِّز زيني زاده وطريقته في الإعراب، فبالرغم من كونه يتحدث في الإعراب وهو مبحث علمي وتطبيق دقيق، ويمل منه أكثر القراء والمتعلمين، إلَّا أنه مزج أسلوبه العِلمي بالأسلوب التعليمي والأسلوب الأدبي كذلك، بما يشوق القارئ، ويدفع عنه الملل أثناء القراءة، ويُسهِّل عليه أيضًا الحصول على المعلومة وتحصيل الفائدة بأقرب طريق وأفيدِه؛ فمن ذلك: قوله: "فتأمَّل، وبالحقِّ تجمَّل"[1]. وقوله: "أو بمَعنى فاعل، أي: الراجِم بالوسوسة لقلبِ الغافل عن ذِكر الديَّان، حَفِظنا من شرِّه الملك الرَّحمن"[2]. وقوله: "فلا يُصار إلى الأمرِ الخفيّ، إذا أمكن العملُ بالأمرِ الجليّ، كما في الرَّضيّ"[3]. وقوله: "فلا وجهَ للتفريق عندَ الإعراب، كما لا يَخفَى على ذَوي الأفهامِ السليمةِ مِن الطلَّاب"[4]. وقوله: "لأنَّه بعيدٌ عنِ المقام، كما لا يَخفى على أُولي الأَفهام"[5]. وقوله: "وقد سبَق على وجه التفصيل، فليراجع إليه مَن كان من أصحاب التَّحصيل"[6]. وهكذا يسير في كلِّ كتابه، فغالبًا ما يختم الكلام عن الإعراب بأمثال هذه العبارات اللَّطيفة. إشارته إلى بَعض الفوائد اللَّطيفة، والمناسبات الحسَنة في عبارات المصنِّف: فمن ذلك قوله في الاستثناء: "فالاستثناء مفرَّغ في الموجَب؛ لصحة المعنى، ولله درُّ المصنِّف حيث وقع قولُه: (إلَّا أنْ يستقيمَ المعنى) مِثالًا لهذا الاستثناء"[7]! ومن ذلك قوله: "ولله درُّ المصنِّف حيث أشار إلى الحدود في ضِمن الدليل، ثم نبَّه بقوله: وقدْ عُلِم، ثمَّ صرَّح فيما بعد بناءً على اختلاف مراتِب الطَّبائع"[8]! ومن ذلك قوله: "(خَمسةٌ) مرفوعة خبره، والجملة استئناف، أو اعتراض، ذكَّر العدد لاعتبار تذكير تمييزها، أي: حروف الخطاب، ولله درُّ المصنف حيث أشار إلى تأنيث لفظ الحرْف بقوله: هي، وإلى تذكيره بقوله: خمسة"[9]. ومن ذلك: قوله - في نهاية الإعراب عند إعرابه كلمة (ألِفًا) -: "ثم إنَّ المصنِّف رحمه الله تعالى كما افتتح كتابه هذا بالألِف، ختَمَه به، وهو مِن حُسْن خاتمةِ الكِتاب، عند ذوي الألباب"[10]. ولم يتبيَّن لي كيف افتتح ابنُ الحاجب كتابه هذا بالألف! إلَّا أنْ يكون الألف المقصود هو الهمزة في لفظ (الكلمة)؛ إذ هي أول مفتتح الكافية، وبناءً على ما ذَكَره زيني زاده أثناء إعرابه لها من أنَّ الهمزة فقط هي أداة التعريف عند المبرِّد، حيث قال: "وعندَ المبرِّد فأداةُ التعريفِ الهمزةُ فقط، وللفرق بين أداة التعريف وهمزة الاستِفهام زِيدَتْ عليها اللام كما زِيدَت اللام على الألف الساكن لأجلِ التلفُّظ"[11]. ومع هذا أيضًا، فلا يخلو ما ذَكَره زيني زاده من التكلُّف في ربْط افتتاح الكتاب بخاتمته، والله أعلم. وهكذا يَسيرُ زيني زاده في إعرابه كلِّه. [1] ينظر: (ص: 734) من قسم التحقيق. [2] ينظر: (ص: 161) من قسم التحقيق. [3] ينظر: (ص: 162) من قسم التحقيق. [4] ينظر: (ص: 162) من قسم التحقيق. [5] ينظر: (ص: 163) من قسم التحقيق. [6] ينظر: (ص: 318) من قسم التحقيق. [7] ينظر: (ص: 543) من قسم التحقيق. [8] ينظر: (ص: 196) من قسم التحقيق. [9] ينظر: (ص: 705) من قسم التحقيق. [10] ينظر: (ص: 1032) من قسم التحقيق. [11] ينظر: (ص: 177) من قسم التحقيق.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |