|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل ينجح الزواج بدون حب؟
هل ينجح الزواج بدون حب؟ أ. عزيزة الدويرج السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة متزوجة منذ ثلاثة أشهر، وما زالت متعلقة بشابٍّ غير زوجها كانت تحبه أيام الجامعة ولكنه لم يتقدَّم لها، وهي الآن لا تشعُر بالحب تجاه زوجها، وتسأل: هل سينجح الزواج بدون حب؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في العشرينيات مِن عمري، متزوجةٌ منذ ثلاثة أشهر، مُشكلتي أنه منذ أيام الجامعة - قبل الزواج - كان هناك شابٌّ مُعْجَب بي، تغيرتْ حياتي منذ أن عرَفتُ ذلك، فأحببتُه وتعلقتُ به، وأصبح يَشْغَل تفكيري، وكلما حاولتُ إخراجه مِن رأسي تمسَّكتُ به أكثر وأكثر. كنتُ على ثقةٍ مِن أنه يُحبني، وكان ذلك واضحاً في تصرفاته، انتظرتُه ليتقدَّم إليَّ، لكن مرت سنتان ولم يحدثْ شيءٌ، وأنا أزداد تعلُّقًا به يومًا بعد يومٍ! مررتُ بأزمة نفسيةٍ، ويعلم الله كم قاسيتُ! بكيتُ بكاءً شديدًا، وأصبتُ بالأرَق، وفقدتُ شهيتي، ومللتُ الحياة، وأحسستُ أنها نهايتي، كانت الدنيا ظلامًا أمامي، ولولا كرمُ الله ورحمتُه بي لهلكتُ. تقدم لي شاب متدين خَلُوق، لديه كلُّ المُؤهلات التي تجعله زوجًا مثاليًّا، صليتُ استخارة، وقبلتُه زوجًا لي. كنتُ أصارع نفسي لأنسى ذلك الماضي، والحمدُ لله نسيت منه الكثير، لكن ما زال قلبي متألمًا بذلك الحبِّ القديم، لم أشعرْ بالحبِّ الجديد مع زوجي، ولم أشعُر بشيءٍ تجاهه، مع أنَّ أخلاقه عالية وهو متفهِّم جدًّا. في الفترة الأخيرة عاودني الحنينُ إلى ذلك الإحساس القديم الذي مررتُ به، لكني كثيرًا ما أُحاول أن أبعدَ قلبي وإحساسي لئلَّا أتذكَّر، وأعود وأستغفر وأُقلع عن الفكرة، وأحاول إزالتها مِن رأسي. أتمنَّى أن يأتيَ اليوم الذي أحبُّ فيه زوجي، أتمنى أن أشعرَ بذلك الإحساس الرائع الذي أحسستُ به مِن قبلُ. أرجو أن تدلُّوني: هل حقًّا الزواجُ بدون حبٍّ سينجح وسيُثمر حبًّا؟ الجواب: نشكُر لك ثقتك في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنِّكم. اعلمي - أخيتي - أن الله سبحانه يختار للعبد ما هو خيرٌ له، وقد يكونُ زواجُك بداية خير وحياة سعيدة! قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، فمِن أسرار هذه الآية أنه إذا فوَّض الإنسانُ أمره إلى ربِّه، ورضِيَ بما يختارُه له، أمدَّهُ فيما يختارهُ له بالقُوَّةِ عليه والعزيمةِ والصَّبرِ، وصرَفَ عنه الآفات التي هي عُرضَةُ اختِيارِ العبدِ لنفسِه، وأَراهُ مِن حُسنِ عواقبِ اختِيارِه له ما لم يكنْ لِيصلَ إلى بعضِه بما يختارُه هو لنفسِه. أختي الغالية، منَّ الله عليك بزوجٍ مثاليٍّ، وصفاتُه حسب ما ذكرتِ رائعةٌ، فلماذا تجعلين الماضي يخيم عليك، ويستحوذ على ذهنك ويأخذ مِن تفكيرك؟! فكِّري بعقلك، وتجاهلي عاطفتك قليلاً، كان الحبُّ مِن طرَفك أنتِ، وهو لم يُصَرِّحْ لك بذلك، فقد قلتِ: إنه لم يتقدَّم لك خلال السنتين، وذلك يدلُّ على أنه لا يُفَكِّر في الارتباط بك بشكلٍ جادٍّ، ولكنها أَوْهَامٌ قَبِلها عقلُك، وصدَّقَها قلبُك، عشتِ عليها فترة السنتين، وما زال هناك بقايا مِن هذه الأوهام. قلتِ: إنك على ثقة مِن حبه لك، لكنه لم يُصَرِّحْ بذلك، فيبقى إحساسُك أوهامًا! عزيزتي، عليك بنسيان الماضي وتجاهُله تمامًا، واعتباره فترة مِن الحياة مَضَتْ بك إلى خيرٍ، واستفدتِ منها حصولك على شهادة علميَّة، ومنها للدرجات العالية إن شاء الله. أخيتي، الحياةُ الزوجيةُ استقرارٌ متكاملٌ للنفس والجسد، وليستْ مجرد نزْوَة، أو علاقات عابِرة، وإنما ميثاقٌ غليظٌ، ومَوَدَّةٌ ورحمةٌ بين الزوجين. أخيتي، تدفُّق مشاعرك لشخصٍ لا يستحقُّها في الفترة الماضية جَعَلَكِ لا تجدين هذا الإحساس والشعور مع زوجك الآن، لكن مع مرور الوقت ستعود مشاعرُك أقوى وأقوى، وخاصةً أن هذا الارتباطَ ارتباطٌ شرعيٌّ، بعدها ستجدين نفسك تحبين زوجك، ولا تستطيعين الاستغناء عنه. اعلمي أختي أن العلاقة بين الزوجين لا تعني المشاعر فقط، وإنما هي حلقةٌ مُكَوَّنةٌ مِن أجزاء، وكلُّ جزءٍ مُكَمِّلٌ للآخر، والحبُّ جزءٌ منها؛ لذلك لا يكن جلُّ اهتمامك بالحب فقط، بل ركِّزي على الإيجابيات التي يتحلَّى بها زوجُك، وقد ذكرتِ منها ما يكفي أن يكونَ مستحقًّا لك، اشغلي نفسك بقراءة كل ما هو جديد في الحياة الزوجية؛ مِن كُتُبٍ، ومقالاتٍ، ومواقع الإنترنت، التي تُفيدك في تعزيز العلاقة بينكما. تمسَّكي بزوجك ما دامتْ هذه صفاته، ولا تجعلي ماضيًا عقيمًا ووهْمًا زائفًا يؤثِّر في علاقتك به، ولا تجعلي للشيطان عليك سبيلاً، فهو حريصٌ على إيقاع العَداوة والبَغضاء بين المؤمنين ليفترقوا، وهو يسلُك كل سبيلٍ ليصلَ إلى هدفه، بل إنَّ مِن الأعمال المحببة إليه التفريق بين الرجل وزوجته، فبِضَعْف الأسرة يضعُف المجتمع ويضعف أفرادُه، وفي الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن إبليس يَضَع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنة، يَجِيءُ أحدُهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، ثم يجيء أحدُهم فيقول: ما تركتُه حتى فرَّقْتُ بينه وبين امرأته، قال: فيُدنيه منه، ويقول: نِعمَ أنت))؛ رواه مسلم. أيضًا أُحِبُّ أن أشيرَ إلى نقطةٍ مهمةٍ، وهي أن تتأكَّدي أن ما يحدُث لك الآن قد يكون بوادر حَمْل، وهذه أعراضُ الوَحَم التي تحسُّ بها أي امرأةٍ تجاه زوجِها في حملها الأول. أخيتي، سيأتي اليوم الذي تحبين فيه زوجك، وسيرزقك الله بأمرِه بالذريةِ الصالحةِ التي تملأ حياتكم سعادةً بإذنه سبحانه. تمنياتي لك بحياة زوجيةٍ سعيدةٍ، ومستقبلٍ مُشْرِقٍ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |