|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خطبت فتاة ثم تركتها
خطبت فتاة ثم تركتها أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: شاب خطب فتاة، لكن لَم يرتحْ إليها، وقرَّر تركَها وفَسْخ الخطبة، وبعدما فعل ذلك شعر بالذنب بسبب ترك الفتاة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في نهاية العشرين مِن عمري، أردتُ أن أخطبَ فتاة، فدلَّني الأهل على فتاة، وأخبَروني بجمالها وصفاتها الجميلة، وبالفعل تقدَّمتُ للفتاة، وأحسستُ براحة قليلًا، لكن مَظهرها الخارجي لم يكن جيدًا، وتوجد مشكلة في مشيتها، لا أعلم هل هي طبيعية أو مشكلة صحية! أعرف أنَّ الشكل الخارجي يَعتاد عليه الإنسانُ بعد فترةٍ، وأن الأهم الروح الجميلة والأخلاق العالية، لكن المشكلة أنني دخلتُ في دوامة مِن الأفكار والتناقضات ووجدتُ صعوبةً في اتخاذ القرار المناسب، وفي النهاية وافقتُ عليها بعد الاستخارة. طلَب منا الأهلُ التحدُّث لنرى إذا كان بيننا تآلُفٌ أو لا قبل عَقْدِ الزواج، لأني كنتُ سأعقد عليها وأسافر خارج البلاد للعمل. تحدَّثنا وانبهرتُ بشدة بياض قلبِها، ووَعْيها ومرَحها، وكنتُ أستمتع بالحديث معها، ولكن مِن داخلي لم أكنْ مرتاحًا، وكانتْ عدم راحتي تَزداد بسبب مَظهَرِها ومشيتها، وكنتُ أتساءل: هل سأتقبَّلها بعد فترةٍ أو لا؟ كانت هناك أسئلة تُراودني وتزيد مِن تعبي وقلقي النفسي، وبعد فترةٍ قامتْ أمي وأختي بزيارتها، ولم تُعجبهما لأنها كما يقولان: سمينة! ولم أَكُنْ ألاحظ ذلك بسبب ملابسِها التي كانتْ تلبسها عند زيارتي لها. هذا الأمرُ الجديد والانتقاد المستمر مِن عائلتي أدخلني في حالةٍ نفسيةٍ سيئة جدًّا، وكانت الفتاةُ سعيدة وكذا عائلتها بالخطبة، وشعرتُ بتعلُّقها بي، وهذا أيضًا سبَّب حزنًا ووجعًا زائدًا لي، ولم أستَطِع التحدث معها بأريحية وهي لاحَظَتْ ذلك! ذهبتُ لرُؤيتها وصارحتُها بأنني أحس بعدم الراحة، وأنني حاولتُ إلغاء وكسر تلك الأحاسيس، لكنني لم أستَطِعْ، فتقبَّلتِ الأمرَ، وأخبرتني بأنها ستحزن قليلًا لكنها ستُكمل حياتها بشكل طبيعيٍّ، وأن الجميع سيُسامحني في حال لم أُكمل الطريق معها؛ لأنني شخص جيد. بالفعل اعتذرتُ لأهلها، وأنهينا الموضوع، لكن المشكلة أنني مِن وقتها وإلى الآن لم أستطع مسامحةَ نفسي، فبمجرد تخيُّل الفتاة وهي حزينة أدخُل في حالةٍ نفسية سيئة، ولا أريد أن أظلمَ الفتاة؛ فهي لا تستحق الحزن بسببي! أشيروا عليَّ فأنا في وضعٍ سيئ جدًّا. الجواب: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. الأخ الكريم، حياك الله. هَوِّن عليك يا أخي، فالأمر أبسط مِن ذلك، وإن كان يُؤلمك حزنها ويؤرقك ما أهَمَّها، فلْتَتَخَيَّل حالها وقد تَمَّ الزواج وسعيتَ بكلِّ السبُل أن تتأقلمَ أو تتقبل، فلم يزد الأمر عندك إلا سوءًا. كيف بك لو تزوجتما ثم رُزقتما بأطفال، ودارت السنوات فلم تَزْدَدْ في نظرك إلا سوءًا! لقد شرع الله سبحانه وتعالى النظرةَ بين الخاطبين، وحَثَّ الرجل على النظر إلى مَن يُريدها زوجة، وحثَّ المرأة على النظر لمن يَتَقَدَّم إلى خطبتها؛ لحكمةٍ يَعلَمُها سبحانه، ولعلمٍ سابقٍ لديه أن الأخلاق وإن حسنتْ، والإيمانَ وإن قوي، وجمال الروح وإن طغى على الشخصية حتى صار سمةً أساسية فيها وجزءًا لا يتجزأ منها - قد لا يغني عن جمال المنظر وقبول الملامح! وكم مِن مرة راسلَتْني نساء يشتكين الشعور بالنفور مِن زوج لم يَتَقَبَّلْنَهُ في البداية، ثم أقنعنَ أنفسهنَّ بضرورة تطبيق نصيحة الوالدة: مع الوقت ستتقبلينه! وهي نصيحة قد تتسبب في تشتُّت الأطفال بعد الطلاق، أو العيش مع زوج لا تجد في قلبها تجاهه مِن الحب ما يُعينها على طاعته وحُسن التبعل له، ومنحه حقوقه كاملة، والله المستعان. أخي الفاضل، كثيرًا ما نتألم لقراراتٍ نرى أنفسنا مُجبرين على تنفيذها، ولا نرحم أنفسنا مِن عذابات تأنيب الضمير بلا داعٍ أو سبب مُقنع، فالمشكلةُ الآن ليستْ في تلك الفتاة التي صارحَتْك بكل وضوحٍ وجرأةٍ تدل على شخصيةٍ مُتزنة وواعية؛ حيث لم تتكبَّرْ أو تتظاهر بأنها لا ترغب بك، ولم تبكِ وتندب حظها، وإنما اعتدلتْ بين هذا وذاك بأن صرَّحتْ أنها ستعاني لوقتٍ ما ثم ستمارس حياتها بشكل طبيعيٍّ، وما أروع الصدقَ مع النفس! وما أشجع صاحبه! ولكن المشكلة ليست في حالها الذي لن يلبثَ أن يتغيَّرَ كما كل شيء في الحياة. أيها الكريم، لعلك خسرت امرأة طيبة ناضجة واعية نقية الداخل حسنة الخلق، ولكنك ربحتَ راحة الضمير والهدوء النفسي، وربحت الاعتدال في الحكم؛ فتأثُّرك الواضح بكلام الأهل والناس يشير إلى ظلمٍ بَيِّن كان سيقع عليها مِن الأهل ثم منك بعد أن تُنصت لأحاديثهم؛ "هذا الأمرُ الجديد والانتقاد المستمر مِن عائلتي أدخلني في حالةٍ نفسيةٍ سيئة جدًّا". والمشكلةُ الآن لديك أنت؛ حيث يجب عليك أن تُقوي نفسك، وتبثَّ فيها بعض الثقة التي ستحتاج إليها مع اختيارك الجديد؛ إذ لن يتفق الأهلُ على اختيارٍ في غالب الأحوال، ولن يكفوا عن انتقاد مستمرٍّ طالما أنك تركتَ لهم بابَ النقد مفتوحًا على مصراعيه! هذا ما عليك أن تُركِّزَ عليه الآن، وتُفكِّر به لتنقذَ حياتك المستقبلية بإذن الله مِن أن تقومَ على آراء الناس ونظرتهم الشخصية. وأما هي فلا تحمل هَمَّها؛ إذ إنها ستنسى كلَّ ما كان بمجرد أن يرزقها الله بمن قدَّره وكتبَه لها، ولن تكونَ تلك الحادثة بعد مرور الوقت إلا ذِكْرَى عابرة وصورة زائلة، لا تتردَّد على الخاطر إلا كما يتردد الطيفُ الخفيفُ لا يأبه له صاحبُه ولا يعبأ به. وأنت لم تظلمها بل فعلت ذلك لتتجنَّب ظُلمها، فلْتُحْسِن الظن بالله الكريم؛ قال عز وجل: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ [البقرة: 286]. والله الموفِّق وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |