ماذا يحصل في الدقائق الحاسمة؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         العلم والعدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أعظم مذمة في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 54 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 622 )           »          توجيهات نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 31 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 15831 )           »          اتهام السلفيين بالبعد عن الواقع المعاصر وعدم الاحتكاك بالناس إجحاف وظلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2023, 06:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,354
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا يحصل في الدقائق الحاسمة؟!

ماذا يحصل في الدقائق الحاسمة؟!
عبدالرحمن الآنسي


دقت العاشرة صباحًا وما زلتُ نائمًا على سريري في ذلك السكن الجامعي الذي يبعد نصف ساعة عن الجامعة مشيًا، كان امتحاني في تمام الحادية عشرة صباحًا، وكانت مدة الامتحان خمس وعشرين دقيقة لا أكثر، وأن تتأخر خمس دقائق عن الامتحان معناه عدم دخولك، فتخسره، لم أكن أعرف أنه ستأتي دقائق في حياتي وأعد لحظاتها بالثواني.


صرخ المنبه يُنذر بقُرب الامتحان، وعليَّ أن أنهض، لكنني كعادتي أغلقتُه غير مكترث بالأمر، ومُمَنيًا نفسي بدقائق بسيطة قد أريح فيهنَّ أجفان عينيَّ الناعستين اللتين بقيتَا مفتوحتين طيلة الليل تقرأان سطور ذلك الدرس الممل.


دقت العاشرة وخمس وعشرون دقيقة، وما زال فراشي يحتضن جسدي المرمي عليه، وكأنني طفلٌ صغير ينام في حضن أمه.


فجأة دخل صديقي - زميلي في الصف، ويسكن معي في نفس السكن - غرفتي وكأن خطواته المستعجلة وغير المتزنة توحي بأن هناك شيئًا لا بد أن نعمله على عجل، فاستفزَّني تصرُّفه ذلك.
ما الأمر؟!
قلتها ونصف عيني ما زالت مغلقة.


لا تقل لي أنك ما زلت نائمًا، الامتحان يبدأ بعد نصف ساعة، ومسافة الطريق قد تستغرق أكثر من هذا الوقت، هل أنت مدركٌ لهذا؟
لماذا لم توقظني مبكرًا؟!
قلتها وعلامات الغضب باديةٌ على ملامح وجهي.
آتيك إلى غرفتك لأُيقظك ومن ثَمَّ تَلومني، أليس كذلك؟!


لم أردَّ عليه، ولم ينبس هو بكلمة بعد ذلك سوى أن كلانا يدفع الآخر على الاستعجال. خرَجنا من السكن الجامعي وكأننا نهرب من انفجارٍ سيحصل في الثواني القادمة، عينٌ على الطريق وعينٌ تراقب عقارب الساعة.


دقت العاشرة وخمس وخمسون دقيقة، وربما وعشرون ثانية بالتحديد، يا إلهي! لو أن الوقت يتأخر خمس دقائق فقط، لكن للأسف الساعة تمشي بخطى ثابتة لا تأبه لأمنيات المتخلفين والمتأخرين.

فضَّلنا هذه المرة ركوب قطار المدينة؛ لأنه أسرع، ونحن على متن القطار - في الطريق إلى الامتحان - عرفتُ حينها ما معنى الوقت، وأنفاسنا تسابق بعضها، ونحن في الطريق إلى الجامعة تذكَّرت الآية التي تقول:
﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف: 34]، نعم، لقد فطنت معنى كلمة "يستأخرون"، وعرفت يقينًا ماذا يقصد بها الله جل في علاه. نعم، لقد عرفتُ وأنا أُراقب عقارب الساعة لماذا أقسم الله بالزمن عندما قال جل في علاه ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ [العصر: 1]، وفهِمت لماذا أتبعها الله بقوله: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 2]؛ لأن الإنسان كثير الأمل قليل العمل؛ يُمنِّي نفسه كثيرًا حتى تباغته اللحظة التي لا ينفع فيها التمني، فيكون من الخاسرين.

وأنا على متن القطار الداخلي للمدينة، وهو متجه نحو الجامعة - عرفت أن الأشجار التي رأيتها قبل ثوان لا يمكنني أن أراها مرة أخرى، إلا إذا رجع الزمن إلى الخلف، والزمن لا يعود إلى الخلف يا عزيزي، وعرَفت أيضًا أن المقياس الحقيقي في هذا الكون، ليس المتر أو الكيلو، ولا الهكتار أو الفرسخ، ولا كل تلك المقاييس التي نستخدمها في حياتنا اليومية، لكن المقياس الحقيقي في هذه الحياة هو "الزمن"، فأثمن الأشياء تقاس بالزمن كالعمر، وأكبر حدث سيحدث في هذا الكون مؤقتٌ بالزمن، وهو يوم القيامة، وأصعب لحظة سيلاقيها كل حي مُقاسة بالزمن وهي لحظة الموت.

نظرتُ نحو صديقي بعد أن نزلنا من القطار، وتذكَّرت أنني نسيتُ قلمي، ولا بد أن أستوقفه أربعين ثانية تقريبًا حتى أشتري قلمًا جديدًا، وإلا كيف سأحل الامتحان، لكنه رد عليَّ بلهجة قاسية يوبِّخني فيها؛ لأنني نسيتُ اصطحاب قلمي، رجوتُ منه الانتظار، لكنه أدار وجهه عابسًا وفرَّ مسرعًا نحو الكلية التي ندرس فيها، وهو يقول: "اعذرِني يا صديقي، لا يوجد وقت"، تذكَّرت حينها قول صديقي الأثيوبي عندما كنت أطلُب منه بعض المرات أن ينتظرني، فيأتيني ردُّه: " إذا انتظرتُك الوقت لن ينتظرني"، وحقًّا الأمر هكذا، الوقت لا ينتظرنا عندما ننتظر يا عزيزي.

كل تلك الأحداث تزاحمت على عقلي، وأنا ما أزال ألهثُ من الجري أُحاول اللحاق بصديقي، لتخبرني عقارب الساعة في دورانها أمرًا واحدًا، وهو "لا تجعل الوقت يضعك في موقف قد تخسر فيه شيئًا مهمًّا في حياتك، وقد يكون ذلك الشيء هو نفسك أنت، فحدِّد موازينك قبل أن توضع الموازين".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 03-04-2023 الساعة 11:38 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.86 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]