طموح بلا حدود - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854713 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389597 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2023, 09:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي طموح بلا حدود

طموح بلا حدود
د. سعد الله المحمدي

يقولُ العرب: فُلانٌ طَمُوح، أي سَاعٍ إلى المجَـْد ومُتَطلِّعٌ إلى المـَراتب العَاليَة، ورجلٌ طَمّاح بَعِيْد الطّرْف، وطَمَحَ بَصَره إِلى الشيء: ارتفَع وتمنّاه، وطمَحَ في الطلب أي أبْعدَ، كما يقول ابن منظور في لِسَانِ العرب.

والطموح هو الحلمُ المنشود والمرغوب لدى الإنسان، أو الأمرُ العالي والهدف النبيل الذي يسعى لتحقيقه في المستقبل، فيتبنّاه وَيجيشُ به صَدْره، ويحتضنه بفكره وعقله، ويمنحه وقته وعطاءه، فلا يضعف الطموح ولا يشيخ ولا يهتزّ ولا يبرد، ولا يتأثر بظرفٍ أو حادثٍ أو موقفٍ صَادمٍ.

ومن المعلوم أن النتائج الكبيرة تحتاج إلى طموحاتٍ كبيرة، وهي التي تضيف قيمة وأهميّة إلى سجلّ صاحبها؛ لأنّ الحياة ليستْ لها قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئًا نناضلُ من أجله، كما يقول (الجيولوجي الفرنسي سوفاج).

والإنسانُ الطموح يتطلّع دائمًا إلى الأعلى، وينشد الأفضل ويبحث عن الأسمى والأنفع، ويشعر بالرضا والسعادة والارتياح النفسي في تحقيق طموحه الذي لا يحدّه حدود، على حسب قول الأستاذ علي الجارم:
لا ترسموا للطموحِ حداً *** فالمجدُ لا يَعْرفُ الحدودا
والناظرُ إلى تَعَاليم دِيننا الحَنيف يرى أنه يهتمّ بالطموحات الكبيرة ومعالي الأمور، وَبَذْلِ الأسباب وصِدْقِ الطلب، ونجدُ أمثلة واضحة لذلك في القرآن الكَريم والسنّة النبويّة، ومن ذلك طموح سحرة فرعون باشتياقهم إلى الجنّة بعد توبتهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 51].

ومنها حثّ النّبي صلى اللهُ عليهِ وسلّم على طلبِ أعلى الدرجات في الجنّة وسؤال الله الفردوس، حيث قال: "الجنةُ مائةُ درجة، ما بين كلِّ درجتَينِ كما بين السماءِ والأرضِ، والفردوسُ أعلى الجنةِ، وأوسطُها، وفوقَه عرشُ الرَّحمنِ، ومنها يتفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ، فإذا سألتُمُ اللهَ فاسألوه الفِرْدَوسَ" صحيح الجامع.

كما احتفى تاريخنا الإسلامي العريق بنماذج حيّة وأمثلة ميدانية للطامحين إلى معالي الأمور وأسْنى المراتب، فهذا الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يقول: "إنّ لي نفسًا تواقة، وما حققت شيئًا إلا تاقت لما هو أعلى منه؛ تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن يا رجاء تاقت نفسي إلى الجنة، فأرجو أن أكون من أهلها"، فالمؤمن يجمع بين طموح الدنيا وطموح الآخرة حتى يتحقق فيه قول الشاعر:
علوٌّ في الحياة وفي الممات *** لحقٌّ أنتَ إحدى المكرمات
والطٌّموح عنصر مُهم من عناصر النجاح، ومفْتاح من مفاتيح التميّز لكن البعض للأسف قد يتجاهل أهل الطُّموحات والتّطلعات، ويشكّلُ حَجَر عَثَرة في وجههم، بل ويُقَزّمُ أحلامهم، بدلا من أنْ يَجبُر خواطرهم ويشدّ على سواعدهم ويحفزّهم ويشجّعهم، يقول الدكتور عبد الكريم بكار في كتابه أفق أخضر للنجاح: "ما تكاد تذكر شيئًا تتطلع إليه أمام قريب أوصديق حتى يبادرك بقوله: هذا مستحيل، هذا غير ممكن، أنت تحلم، الأحلام مجانية، أنت لا تعرف صعوبة الحياة" وغير ذلك من الأحكام الصادرة عن حدود خبراتهم الشخصية المحدودة، لكن أصحاب الطموحات العالية لا يبالون بكلام الناس ولا يلتفتون إلى الوراء، بل تكونُ عيونُهم على الهدف، وتركيزُهم على المجد، وإصرارهم على المواصلة، وتوقّعهم لأجمل ما في الحياة، ولا يتأثرون برياح الحسد وعواصف العناد وبتقليل الشأن من الآخرين، ولا يكلّون ولا يملّون ولا يقتنعون بما دون النجوم، كما يقول المتنبي:
إذا غَامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُوم *** فلا تَقْنَع بما دُونَ النّجُوم
ومن صفات الطامحين التوكل على الله، والصدق في الطلب، والانضباط والنظام، والتخطيط وتحديد الأهداف، والمخاطرة المدروسة، والنشاط والحيويّة، والجدّ والمثابرة، وحبّ العمل والإنجاز، والاستمرارية في العطاء والمتابعة، وعدم الوقوف عند أمر طارئ أو عارض، وتخطّي العقبات والحواجز واجتياز المسافات؛ لأنّ الإنسان بمتابعته النهر يبلغ البحر، يقول ابن هانئ الأندلسي:
ولمْ أجِدِ الإِنسانَ إِلا ابنَ سعيِهِ
فمنْ كان أسعَى كان بالمجدِ أجدَرا
وبِالهِمّةِ العلياءِ يرقَى إِلى العُلا
فمن كان أرقَى هِمَّةً كان أظهَرا


ومن أعداء الطموح اليأس والقنوط، والعجز والكسل، والتسويف والتأجيل، والأعذار الوهميّة التي لا تنتهي، والاستسلام للفشل والخوف، وترك العمل في منتصف الطريق، يقول الشاعر:
ولم أرَ في عُيُوبِ الناسِ عَيْبًا *** كنَقْصِ القَادِرِين على التّمامِ
وأجمل الطموحات والأحلام ما يُقرّبُ الإنسان من ربّه، ويكون سببًا لخدمة الإنسانية ونفعها، وسعادة الدنيا والآخرة، وإذا أردت أن تصنع لنفسك مجدًا وتحقّق طموحًا في حدود ظروفك ووسائلك، فاستعن بالله ولا تعجز، واعمل في المجال الذي تود أن تكون نجْمًا فيه، بهمة وجدّ ووفق خطة مدروسة ورؤية واضحة، وفجّر طاقتك الكامنة، وتجنب مضيعات الوقت وسفاسف الأمور، فإذا أردت التحليق مع الصقور فلا تضيع وقتك مع الدجاج كما يقولون.

اعْزم وكُدّ فإن مضيتَ فلا تقف
واصْبِر وثَابر فالنجاح مُحَقّق
ليس المُوَفّقُ من تُواتِيْه المنى
لكن من رُزِقَ الثّبات مُوَفّق


والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن، هل للطموح حدود؟ يقول الأستاذ عبد الله العثمان في كتابه "نجوم السماء" باختصار:
"اطمح لأبعد الحدود وبكلّ شيء جميل ونافع، وشمر عن سواعد الجدّ والمثابرة، وضعْ لك أهدافًا حالمة، وأطلق عنان خيول الطموح تعانق السماء، وأزل عنها القيود والأغلال، وابدأ الخطوة الأولى ولا تؤجلها فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، ولكن لا بد أن تعرف القيمة المضافة إليك وراء كلّ حلم تحلم به أو شيء تطمح إليه، واختر من الطموحات والأحلام ما يقربك من الله تعالى، وثق بأن كل ما تحلم به سيتحقق في يوم من الأيام".

شمعة أخيرة:
"العظماء لم يبلغوا القمم ويحافظوا عليها بمحض صُدْفة مفاجئة، ولكنّهم كانوا يكدحون الليل ليصلوا إلى العُلا بينما كان رفاقهم يَغُطّون في نومٍ عميق" (هنري وادسورث لونجفيلو).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.48 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]