|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تدهورت حالتي بعد تخرجي من الجامعة
تدهورت حالتي بعد تخرجي من الجامعة أ. شريفة السديري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بدأتْ مشكلتي بعد تخرُّجي مِن الجامعة بعدما بدأتُ أبحث عن عملٍ، ولكني وجدتُ كلَّ الأبوابِ مُغلقةً في وجهي، مع العلم أني فتاةٌ مُلتزمة وأقرأ القرآن. تغيَّر حالي إلى الأسوأ، فلا أجدني أستطيع الطبخَ، حتى صديقاتي أجدني أبتَعِد عنهنَّ فجأةً، وأشعر بمشاعر الكُره نحوهنَّ، وإذا اتصل بي أحدٌ أُغلق هاتفي ولا أردُّ، وأحيانًا أكون وحدي فأشتاق لهنَّ! أشعر أنْ لا أحد يحبني، حتى الشاب الذي كنتُ أُحبه تركني، وابتعد عني فجأة! وعندما أتكلَّم في موضوعٍ مع أهلي أرتجف، وتُصبح دقَّاتُ قلبي سريعةً جدًّا، وأحس باختناقٍ، وأنسى بعض الكلمات، مع أني قبل التخرُّج كنتُ اجتماعيةً، وأجيد المحادثة حتى مع دكاترة الجامعة، ولكني الآن لا أستطيع التحدث مع مَن هو أصغر مني، مع ظهور سخرية الآخرين مني ومن عدم تمكُّني من الكلام، حتى إني أصبحتُ أسيء الظَّنَّ في الناس وأكرههم. تقدَّم لي بعضُ الخطاب وكل مرة يخرج الخاطب ولا يُعاود الاتصال، أتعجَّب مِن ذلك، لماذا أنا غير مخطوبة؟! كذلك أصبح لديَّ خوفٌ شديد مِن كلِّ شيء؛ من الظلام والحَمَّام، لا أستطيع النوم في الظلام، زاد الأَرَقُ والقلَق، حتى في الصلاة أشعر بالخوف! الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلًا بكِ عزيزتي في شبكة الألوكة. ألمُكِ وانزعاجك أتَلَمَّسه مِن بين سطورك، لكن رغم كلِّ الألم الذي تشعرين به تأكَّدي أن هناك ضوءًا وفرحًا ينتظرك، فقط يحتاج منكِ أن تفتحي له البابَ، وتُفسحي له المجالَ؛ ليدخلَ ويُنيرَ حياتك. رسالتكِ عزيزتي تغلب عليها العباراتُ الحزينةُ الكئيبةُ، والأفكارُ المزعِجَةُ التي دارتْ في عقلك كثيرًا حتى صارتْ أمرًا أكيدًا بالنسبة لكِ، لكن اسمحي لي أن آخذَ بِيَدِك للزاوية الأخرى مِن الأمر، التي ربما لم تستطيعي رؤيتها لشدة حزنك. مُشكلتك بدأتْ منذ أن تخرَّجْتِ ولم تجدي عملًا، عدم إيجادك لوظيفةٍ خلَق لديكِ شعورًا بنَقْصِ الكفاءة، وأنكِ بلا قيمة أو أهمية في مجتمعك، وزاد الأمر سوءًا حين كانتْ خطوباتك تقف عند المرحلة الأولى دون أن تتمَّ للنهاية! فمجتمعاتُنا العربيةُ عمومًا تضع قيمةَ الفتاة في زواجِها، وكلما تزوجتْ مُبكرًا زادتْ قيمتها في عيون الآخرين، بِغَضِّ النظر عن شكل الزواج ونجاحِه، وهي نظرةٌ خاطئةٌ بلا شك، فالزواجُ قدَرٌ ونصيبٌ لا يستطيع أيُّ شخص منا التحكُّمَ فيه مهما حاول، ذكرًا كان أم أنثى. وأنتِ حين لم يتيسَّرْ لكِ أي الأمرينِ، بدأتِ تشعرين بنقصٍ في ثقتك بنفسك؛ مما أثَّرَ عليكِ في طريقةِ كلامك وعدم قُدرتك على الحديث كما في السابق، أو الطبخ بمهارة كما كنتِ مِن قَبْلُ؛ لأنكِ تشعرين في داخلك بعدم كفاءتك؛ لأنكِ لم تتزوجي، أو تجدي وظيفة! قد لا يكون الأمرُ بهذا الوضوح بالنسبة لكِ، ولكن هذا ما يدور في عقلك اللا واعي، ويُؤَثِّر على عقلك الواعي الذي يتحكَّم في تصرُّفاتك وأفكارك. هذا الأمرُ جَعَلَكِ تدخلين في حالة اكتئابٍ، نَتَج عنه تركك لأصدقائك، وكرهك لأخواتك، وخوفكِ من الموت والظلمة، وغيرها من الأفكار المؤلمة التي تزورك وتقلقك وتُزعجك! الآن لابد أنكِ تتساءَلين عن الحل والطريقة للخروج مِن الأمر، وهي - بإذن الله - بسيطةٌ وليستْ مُعَقَّدَة، ولكنها تحتاج منكِ للإصرار والعزيمة والقوة، ومجاهدة أفكارك التشاؤميَّة أو اللا منطقية الناتجة عن حزنك. أول الخطوات - عزيزتي - هي: تغيير طريقة حديثك مع نفسك، والأفكار التي تدور بعقلك، وتحويلها للمسار الإيجابي ما أمكن؛ لأنَّ هذه الأفكارَ تتحكَّم في التصرُّفات التي تتبعها وتنتج عنها. ثاني خطوة هي: إعادة علاقاتك بأصدقائك الذين انقطعتِ عنهم، وقد يكون الأمرُ غريبًا في البداية، لكن تجاهَلي هذا الشعور الذي سيزول بعد فترة قصيرةٍ، وتذكَّري أنَّ علاقتك بأصدقائك ستجلب لكِ الكثير مِن الحيوية والثقة التي فقدتها، ومع أصدقائك طبعًا أخواتك اللاتي سَيَكُنَّ أكبر داعم ومُشَجِّع لكِ إن قوَّيْتِ علاقتك بهن، وأعدتِها مِن جديد بحبٍّ كبيرٍ وثقةٍ عالية. ثالث خطوة: ألَّا تدَعي للفراغ مجالًا في حياتك، فإن لم تجدي وظيفةً في السابق فماذا لو تدرَّبْتِ الآن في إحدى الشركات مقابل شهادة خبرة؟ هذا الأمرُ قد يكون مزعجًا من الناحية المادية، ولكنه مفيدٌ جدًّا من الناحية المهنية؛ حيث سيزيد خبرتك، ويُقَوِّي سيرتك الذاتية، ويرفع مِن نسبة قبولك في الوظائف مُستقبلًا، ومفيد مِن الناحية النفسية؛ لأنه سيرفع ثقتك بنفسك كثيرًا، ويزيد مِن قوتك الداخلية وإحساسك بالكفاءة. أما موضوعُ الزواج، فلا تشغلي نفسكِ به كثيرًا عزيزتي، وتذكَّري أنه سيأتيكِ في الوقت المكتوب والمقدَّر لكِ مِن قَبْل ولادتك، لا ينقص يومًا ولا يزيد يومًا، فلِمَ تكتئبين له وأنتِ لن تستطيعي تغييرَه؟ وحاليًّا استغلي الوقت في تجهيز نفسك ذهنيًّا وعاطفيًّا ومَهاريًّا للزواج لتدخليه بروحٍ واثقةٍ، وقلبٍ واعٍ، وعاطفةٍ ناضجةٍ، وتُوَفِّري على نفسك سنواتٍ مِن الخبرة والتعلم والمشكلات! احضري الدورات، واقرئي الكتب، واستمعي للموثوقين مِن المختصين، لتشغلي نفسك، وتزيدي كفاءتك وخبرتك! أخيرًا - عزيزتي - أرجو منكِ أن تقرئي جوابي لكِ بروح واثقةٍ، ثم تضعي لنفسك خطة منظَّمة بخطوات واقعيةٍ تُناسب طريقتك وأسلوبك وحياتك؛ لتخرجي مما تشعرين به، وتبدئي حياة جميلةً تستمتعين بها، وتتعلمين منها، وتعيشينها بسعادة وحبٍّ وثقةٍ. أسأل الله لكِ القوة والصبر والقدرة على مُواجَهَة الصِّعاب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |