شرح حديث أنس: "لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا" - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 174 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من الخذلان الجهل بالأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-06-2021, 09:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,608
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أنس: "لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا"

شرح حديث أنس: "لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين







وعن أنس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبةً ما سمعتُ مثلها قط، قال: ((لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا))، قال: فغطَّى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوهَهم ولهم خَنينٌ. متفق عليه، وسبق بيانه في باب الخوف.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يلج النارَ رجلٌ بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخانُ جهنم))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.



وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبعةٌ يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله تعالى، ورجل قلبُه معلَّق في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله؛ اجتمَعا عليه، وتفرَّقا عليه، ورجل دعَتْه امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله تعالى، ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفِق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه))؛ متفق عليه.





قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

وذكر المؤلِّف حديثًا آخر سبق لنا شرحه، وهو أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ((لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا)) يعني لو تعلمون ما أعلم من حقائق الأمور التي أخفاها الله عنكم وعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه أخفاها عن الخلق رحمةً بهم، وعلمها النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يؤمر بإبلاغها للناس، وقد يكون المراد بذلك حقائق ما أخبر به أنه يعلم شيئًا من الحقائق لا يعلمها الناس، فالله أعلم.



ولما قال صلى الله عليه وسلم: ((لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا)) غطَّى الصحابة وجوههم ولهم خنين؛ يعني أصوات بكاء، يبكون لأن المراد بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((لو تعلمون ما أعلم)) التحذيرُ مما علمه عليه الصلاة والسلام، فجعلوا يبكون رضي الله عنهم وأرضاهم، وهذا يدل على كمال إيمانهم، وكمال تصديقهم بما أخبَرَ به الرسول صلى الله عليه وسلم.



ثم ذكر المؤلف حديث أبي هريرة المشهور، وقد سبق أيضًا، ((سبعة يظلُّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))، وذكر منهم: ((رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)) ذكر الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، وأحكامه وآياته، ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، إما شوقًا إليه، وإما خوفًا منه، فهذا من الذين يظلُّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.



والمراد بالظل هنا: ظلٌّ يخلقه الله عز وجل يوم القيامة يظلل فيه من شاء من عباده، وليس المراد ظلَّ نفسه جل وعلا؛ لأن الله نور السموات والأرض، ولا يمكن أن يكون الله ظلًّا من الشمس، فتكون الشمس فوقه وهو بينها وبين الخلق، ومن فهم هذا الفهمَ فهو بليد أبلد من الحمار؛ لأنه لا يمكن أن يكون الله عز وجل تحت شيء من مخلوقاته، فهو العليُّ الأعلى، ثم هو نور السموات والأرض.



قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((حجابه)) يعني حجاب الله ((النور، لو كشفه لأحرقتْ سُبحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصرُه من خلقه))، يعني لو كشف هذا الحجاب، والحجب أيضًا من نور، لكنها نور دون نور البارئ عز وجل، لو كشف الله هذا النور لأحرقتْ سُبحاتُ وجهه؛ أي: بهاؤه وعظمته ونوره، ما انتهى إليه بصره من خلقه، وبصره ينتهي إلى كل شيء.



والمعنى: لو كشَفَه لأحرق هذا النور كلَّ شيء، كيف يكون المراد بالظل ظل الرب عز وجل؟! لكن كما قلت: بعض الناس أجهل من الحمار، لا يدري ما يترتب على قوله الذي يقوله في تفسير كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يريد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا.



حتى الرواية التي وردت في ظل عرشه فيها نظر؛ لأن المعروف أن العرش أكبر من السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم، السموات السبع والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة أُلقيتْ في فلاة من الأرض، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة، فكيف يكون العرش تحت الشمس يظل الناس؟!



لو صح الحديث لقلنا: ربما يكون طرف العرش مثلًا، والله عز وجل على كل شيء قدير، لكن هذه اللفظة في صحتها نظر، والصواب أنه ظلٌّ يخلقه الله عز وجل في ذلك اليوم؛ إما من الغمام أو من غير ذلك، الله أعلم، لكنه ظل يستر الله به مَن شاء مِن عباده مِن حر الشمس.



وإنما قال: ((يوم لا ظل إلا ظله))؛ لأننا في الدنيا نستظل بالبناء الذي نبنيه، ونستظل بالأشجار التي تغرس، ونستظل بسفوح الجبال، وبالجدران، وبغير ذلك، نستظل بأشياء نحن نصنعها بأيدينا وبأشياء خلقها الله عز وجل.



لكن في الآخرة ليس هناك ظل، قال الله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴾ [طه: 105]، كل الجبال تُنسَف مهما عظُمت، أكبر الجبال وأعظمها تنسف؛ تكون رملًا، هباءً منثورًا، تطير في الجو ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88]، تطير في الهواء وإن كنت تظنها جامدة لا تتحرك.



وقد سمعت عن بعض الناس المتأخرين يقول: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ﴾ يعني في الدنيا، وأن هذا دليل على أن الأرض تدور، وعلل ذلك بأن يوم القيامة يقين ليس فيه شيء من الحسبان.



وهذا من جهله وعدم معرفته؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2]، هذا من يراهم على خلاف الواقع، فالأمر إذا ذهل الإنسان ولو كان أمامه شيء متيقن، فإنه تضيع حواسه وإدراكاته.



المهم أن قوله: ((يوم لا ظل إلا ظله))؛ أي: إلا الظل الذي يخلقه الله عز وجل، يُظِلُّ به من شاء من عباده، وهذا هو الشاهد.



قوله: ((ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)) فأنت يا أخي إذا ذكرتَ الله فاذكُرْ ربَّك خاليَ القلب، لا تفكِّر في شيء، إن فكَّرتَ في شيء لم يحصل لك أن تبكي من خشية الله أو الشوق إليه؛ لأنه لا يمكن أن يبكي الإنسان وقلبُه مشغول بشيء آخر، كيف تبكي شوقًا إلى الله وخوفًا منه وقلبُك مشغول بغيره؟! ولهذا قال: ((ذكر الله خاليًا)) يعني: خالي القلب مما سوى الله عز وجل، خالي الجسم أيضًا، ليس عنده أحد حتى يكون بكاؤه رياء وسمعه، فهو مخلص القلب، فهذا أيضًا ممن يظلُّه الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلُّه.



أسأل الله أن يظلني وإياكم في ظله يوم لا ظل إلا ظلُّه، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.




المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 346- 349)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.18 كيلو بايت... تم توفير 1.98 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]