شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله - الصفحة 21 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عبدُ الرَّحمن بن مهديِّ (إمامُ الضَّبط والإتقان) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شموع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 4181 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 47 - عددالزوار : 19012 )           »          "ولئن انتهى رمضان" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من مدرسة رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الليلة السابعة والعشرون: الاستغفار وفضله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الدرس الرابع عشر: الخشوع في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الليلة السادسة والعشرون: الاستغفار وفضله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مسائل مهمة في منهجية البحث الفقهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من صيام التطوع (صوم تسع من ذي الحجة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #201  
قديم 09-01-2020, 05:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الإمامة
(155)


- (باب فضل الجماعة) إلى (باب الجماعة إذا كانوا ثلاثة رجل وصبي وامرأة)

تزيد صلاة الجماعة على صلاة الفرد بسبع أو بخمس وعشرين درجة، واختلف أهل العلم في صلاة الجماعة، هل هي واجبة أو مستحبة، والجماعة تبدأ باثنين فأكثر، وموقف المرأة خلف الرجال والصبيان.
فضل الجماعة

شرح حديث ابن عمر وأبي هريرة وعائشة في فضل صلاة الجماعة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل الجماعة.أخبرنا قتيبة عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة).أخبرنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده خمسة وعشرين جزءاً). أخبرنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن عمار حدثني القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفذ خمساً وعشرين درجة)].يقول النسائي رحمه الله: فضل صلاة الجماعة، أي: بيان فضلها، ومضاعفة الأجر فيها، فعندما يصلي الإنسان في جماعة، فإن صلاته تضاعف عما لو صلى وحده. وقد أورد النسائي في هذا أولاً: حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)، هذا الحديث يبين أن صلاة الجماعة إذا صلاها الإنسان مع الجماعة، فإنها تفضل على صلاته لو صلى وحده بسبع وعشرين درجة.وجاء في الحديث الذي بعده حديث أبي هريرة: (بخمسة وعشرين جزءاً)، أي: صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمسة وعشرين جزءاً. وجاء الحديث الثالث حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: أن (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة)، وهو مثل: حديث عبد الله بن عمر من حيث التمييز، ومثل: حديث أبي هريرة من حيث العدد، والدرجة، والجزاء، وهذا التفاوت الذي بينهما قيل: إن المراد بذلك هو المضاعفة إلى هذا المقدار، وإلى هذا العدد، وأن المقصود من ذلك: أنه من صلى وحده، فصلاته بصلاة واحدة، ومن صلى جماعة، فإن صلاته تبلغ سبعاً وعشرين صلاة، أو خمساً وعشرين صلاة، فمعنى هذا: أنها تضاعف هذه المضاعفة، ويكون الإنسان الذي صلى جماعة حصل له هذا التضعيف، وكأنه صلى هذه الصلوات بفضل صلاته مع الجماعة، وهو دال على فضل صلاة الجماعة. ثم ما جاء في حديث أبي هريرة من ذكر الجزء وهو خمس وعشرون جزءاً، وحديث ابن عمر من ذكر الدرجة، وهي سبع وعشرين درجة، قيل: أن العدد الأصغر يكون داخلاً في الأكبر، وعلى هذا فلا تنافي بين ما جاء في الخمس والعشرين، وبين ما جاء في السبع والعشرين، ومن العلماء من فرق: بأن السبعة والعشرين تكون في بعض الصلوات، مثل الصلوات الجهرية، والخمسة والعشرين تكون في الصلوات السرية، والذي يظهر: أن هذه المضاعفة تحصل لمن صلى الصلوات الجهرية والسرية، ويمكن أن يكون أخبر أولاً بأن فيه خمسة وعشرين، ثم بعد ذلك حصل زيادة وتفضل من الله عز وجل، وأن التضعيف يصل إلى سبع وعشرين درجة.
وجوب صلاة الجماعة
وأكثر الروايات جاءت بذكر الخمس والعشرين، وبعضها جاء بلفظ: السبع والعشرين، وكل ذلك يدل على التضعيف، وعلى فضل صلاة الجماعة، ولهذا استدل بها من قال: باستحباب صلاة الجماعة، وهو لا يدل على ذلك، وإنما يدل على أن من صلى صلاة الجماعة حصل له هذا التضعيف، والأحاديث الأخرى التي جاءت في بيان الوعيد الشديد والعقوبة في حق من لم يصل مع الجماعة، دالة على حصول الإثم فيما إذا لم يصل في جماعة، مع كون صلاته صحيحة، ولكنه يفوته هذا الأجر العظيم، ويكون آثماً لكونه ترك أمراً واجباً عليه.إن الأحاديث التي جاءت في التحذير من التخلف عن صلاة الجماعة، وبيان أن من يفعل ذلك متصف بصفات المنافقين، وكذلك أيضاً ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من الأحاديث التي فيها الأمر بالجماعة، والحث عليها، والتحذير من التهاون فيها كما جاء في حديث الأعمى وغيره، الذي قال له: (هل تسمع النداء؟ فقال: نعم، قال: فأجب)، فتلك الأحاديث دالة على وجوبها، وهذه الأحاديث تدل على أن صلاة المنفرد وحده صحيحة، ولكنه يأثم إذا لم يأت بصلاة الجماعة؛ للأحاديث الأخرى الدالة على وجوبها، والقول بوجوب صلاة الجماعة هو الأظهر.ومن العلماء من قابل القول بالاستحباب وقال: إن صلاة الجماعة شرط، بمعنى: أنه لا تصح الصلاة من الإنسان لو صلى وحده، وهذا القول أيضاً ليس بصحيح؛ لأن هذه الأحاديث: (صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)، تدل على بطلان هذا القول ورده.إذاً: فالقول الوسط والقول الذي تؤيده الأدلة: هو أن الجماعة واجبة، وأن من صلى وحده فصلاته صحيحة، ويكون آثماً لكونه ترك أمراً واجباً عليه.
تراجم رجال إسناد حديث ابن عمر في فضل صلاة الجماعة
قوله: [أخبرنا قتيبة].وهو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقد أكثر النسائي من رواية حديثه فهو من شيوخه الذين أكثر الرواية عنهم، بل إن أول حديث في سنن النسائي شيخه فيه قتيبة بن سعيد هذا، وقل ما يأتي صفحات خالية من ذكر قتيبة بن سعيد، بل مجيئه كثير، وذكره كثير، والرواية عنه في هذه السنن كثيرة.[عن مالك].ومالك هو ابن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة، مذاهب أهل السنة المشهورة المعروفة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.وقد ذكرت مراراً، وتكراراً: أن مذاهب الفقهاء ليست مقصورة على المذاهب الأربعة، بل هناك أئمة أجلة في زمن هؤلاء الأربعة وقبلهم وبعدهم، ولكن حصل اشتهار هؤلاء الأربعة لوجود تلاميذ وأتباع عنوا بجمع كلامهم وفقههم، وبتنظيمه وترتيبه والتأليف فيه، حتى صار لهذه المذاهب هذه الشهرة، وإلا فإن هناك علماء آخرون مجتهدون مثل هؤلاء؛ مثل: إسحاق بن راهويه، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإبراهيم النخعي وغيرهم من الأئمة المحدثين الذين هم من الأئمة المجتهدين، ولكنه ما حصل لهم مثلما حصل لهؤلاء الأربعة.[عن نافع].وهو مولى ابن عمر، وهو ثقة ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.يروي عن عبد الله بن عمر صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد العبادلة الأربعة في الصحابة، الذين هم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وهو أحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.وهذا الإسناد رباعي، وهو من أعلى الأسانيد عند النسائي؛ لأن النسائي أعلى ما عنده الرباعيات، وليس عنده شيء من الثلاثيات، وسبق أن ذكرت أن أصحاب الكتب الستة: ثلاثة منهم عندهم ثلاثيات، وثلاثة منهم أعلى ما عندهم الرباعيات، والذين عندهم ثلاثيات، هم: البخاري فعنده اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً، والترمذي عنده حديث واحد ثلاثي، وابن ماجه عنده خمسة أحاديث ثلاثية بإسناد واحد، وأما مسلم، وأبو داود، والنسائي، فأعلى ما عندهم الرباعيات، وهذا الإسناد الذي معنا، وهو: قتيبة عن مالك عن نافع عن ابن عمر، هذا سند رباعي، وهو من أعلى الأسانيد عند النسائي.ثم هذا الإسناد الذي فيه مالك عن نافع عن ابن عمر، هذا هو الإسناد الذي قال عنه الإمام البخاري: إنه أصح الأسانيد، ويسمى السلسلة الذهبية، فهو أصح الأسانيد عند الإمام البخاري رحمة الله عليه.
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في فضل صلاة الجماعة
قوله: [أخبرنا قتيبة عن مالك].قتيبة عن مالك، وهما اللذان مرا في الإسناد الذي قبل هذا.[عن ابن شهاب].وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، منسوب إلى جد جده شهاب، وهو مشهور بالنسبة إليه، وأيضاً مشهور بالنسبة إلى جد جده الأعلى زهرة بن كلاب أخو قصي بن كلاب، حيث يلتقي نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم بـكلاب، وقصي، وزهرة ابنا كلاب، فهو منسوب إلى جده زهرة فيقال له: الزهري، ومنسوب إلى جد جده شهاب، فيقال له: ابن شهاب، وهو محدث، فقيه، وإمام جليل، وهو من صغار التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي كلفه عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه في زمن خلافته بجمع السنة، ولهذا يقول السيوطي: أول جامع الحديث والأثرابن شهاب آمر له عمرفالمقصود من ذلك: أنه هو الذي قام بالتدوين بتكليف من السلطان ومن ولي الأمر، وأما الكتابة والتدوين بجهود فردية شخصية، فهذا كان موجوداً في زمن الصحابة، وموجوداً في زمن التابعين، وابن شهاب الزهري هو من صغار التابعين، ولكن الجمع الذي حصل منه كان بتكليف من السلطان الذي هو عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه الذي توفي سنة: (101هـ).[عن سعيد بن المسيب].وهو سعيد بن المسيب من فقهاء التابعين، ومن فقهاء المدينة السبعة المشهورين في عصر التابعين بالفقه والحديث، وكانوا في وقت واحد، وإذا جاءت مسألة اتفقوا عليها قيل عنها: وقال بها الفقهاء السبعة، والمراد بالسبعة سبعة من فقهاء المدينة في عصر التابعين، وهم: سعيد بن المسيب هذا، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير بن العوام، هؤلاء ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع منهم فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فهؤلاء الثلاثة اختلف في عدهم في الفقهاء السبعة، فالسابع مختلف فيه على ثلاثة أقوال، وستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، وسعيد بن المسيب من المتفق على عدهم في الفقهاء السبعة، وهو محدث مشهور، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن أبي هريرة].وهو صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واسمه: عبد الرحمن بن صخر على أصح الأقوال في اسمه واسم أبيه، وهو أكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمكثرون من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه سبعة، وأكثر هؤلاء السبعة حديثاً أبو هريرة رضي الله تعالى عنه، وقد أسلم عام خيبر، وهذه الكثرة سببها أولاً: دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام له بالحفظ، وأن يحفظ ما يأخذه، وثانياً: كونه ملازماً للرسول صلى الله عليه وسلم منذ أسلم إلى أن توفي رسول الله عليه الصلاة والسلام، ثم أيضاً كونه في المدينة، وهي ملتقى الوافدين والقادمين إليها والصادرين عنها، ثم هو أيضاً عمر حتى أدركه الكثيرون، فصار يأخذ ويعطي، يأخذ عن الصحابة ويأخذون عنه، والصحابة والتابعون يأخذون عنه، فكثر حديثه رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهذا هو السبب في كثرة حديثه، بل هو كما عرفنا أكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق، وهذا الإسناد خماسي: قتيبة، ومالك، وابن شهاب، وسعيد، وأبو هريرة.
تراجم رجال إسناد حديث عائشة في فضل صلاة الجماعة
قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد].وهو السرخسي اليشكري ثقة، مأمون، سني، خرج حديثه البخاري، ومسلم، والنسائي، وقيل له: سني؛ لأنه أظهر السنة في بلده، فقيل له: سني.[حدثنا يحيى بن سعيد].وهو يحيى بن سعيد القطان البصري، ثقة، ثبت، إمام، ناقد، من أئمة الجرح والتعديل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن عبد الرحمن بن عمار].وهو عبد الرحمن بن عمار بن أبي زينب، وهو ثقة، خرج حديثه أبو داود في المراسيل، والنسائي.[عن القاسم بن محمد].وهو ابن أبي بكر الصديق، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة الذين مر ذكرهم عند ذكر سعيد بن المسيب، بل هو أحد الستة الذين لم يختلف في عدهم من الفقهاء السبعة.[عن عائشة].وهي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق، أكثر نساء هذه الأمة حديثاً، وهي المرأة الوحيدة التي عرفت بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والمكثرون من الحديث سبعة من الصحابة، ستة من الرجال، وامرأة واحدة، وهذه المرأة الواحدة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهؤلاء السبعة يقول فيهم السيوطي: والمكثرون في رواية الأثرأبو هريرة يليه ابن عمروأنس والبحر كالخدريوجابر وزوجة النبيفزوجة النبي المراد بها أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #202  
قديم 09-01-2020, 05:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

الجماعة إذا كانوا ثلاثة

شرح حديث: (إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [الجماعة إذا كانوا ثلاثة.أخبرنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم)].ذكر النسائي هذه الترجمة: الجماعة إذا كانوا ثلاثة. أي: كيف يصنعون؟ وكيف يعملون؟ ثم إن الجماعة أقلها اثنان: إمام ومأموم، هذا هو أقل الجماعة؛ لأن الواحد هو فرد وفذ، لكن إذا انضم إليه واحد يصلي معه، خرج من كونه فذاً إلى كونه صلى جماعة، فأقل الجماعة اثنان: إمام ومأموم، وكلما زاد العدد كان أفضل وأكمل، وهذه الترجمة: الجماعة إذا كانوا ثلاثة، وأورد النسائي حديث: أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم)، فهذا يدل على أن الثلاثة عليهم بأن يكونوا جماعة، وأنه يؤمهم أحدهم، بل الاثنان يكونان جماعة، ويؤمهما أحدهما، ولكن الأولى بالإمامة هو أقرؤهم لكتاب الله عز وجل، كما جاء في هذا الحديث، وكما جاء في حديث: أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله تعالى عنه الذي سبق أن مر بنا: (يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء..)، ثم أيضاً حديث سلمة الجرمي الذي يرويه عنه ابنه عمرو بن سلمة الذي فيه: (أنه يؤمهم أكثرهم قرآناً)، وأنهم نظروا فوجدوه أكثرهم أخذاً للقرآن، فقدموه بهم في الصلاة، فكان يصلي بهم وهو صغير.
تراجم رجال إسناد حديث: (إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم)
قوله: [أخبرنا قتيبة].وقد مر ذكره.[حدثنا أبو عوانة].وهذه كنية اشتهر بها واسمه الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، وهو ثقة ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته أبو عوانة، وهو من طبقة شيوخ شيوخ أصحاب الكتب الستة، وهناك من هو مشتهر بهذه الكنية، وهو صاحب المستخرج على صحيح مسلم، أو المسند، أو الصحيح؛ لأنه يسمى صحيح أبي عوانة، ومستخرج أبي عوانة، ومسند أبي عوانة، وذاك متأخر غير هذا؛ لأن هذا من طبقة شيوخ شيوخ الشيخين، وأما هذا فهو مستخرج على صحيح مسلم؛ لأنه بعد مسلم، أي: يروي أحاديث مسلم بأسانيد يلتقي فيها مع الإمام مسلم، ولا يمر بالإمام مسلم، هذا هو المستخرج، فذاك غير هذا.[عن قتادة].وهو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أبي نضرة].وهو المنذر بن مالك البصري، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن أبي سعيد].وهو سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله تعالى عنه، مشهور بكنيته أبو سعيد، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين أشرت إليهم آنفاً.
الجماعة إذا كانوا ثلاثة رجل وصبي وامرأة

شرح حديث ابن عباس: (صليت إلى جنب النبي وعائشة خلفنا تصلي معنا)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [الجماعة إذا كانوا ثلاثة رجل وصبي وامرأة.أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم حدثنا حجاج قال ابن جريج: أخبرني زياد: أن قزعة مولى عبد القيس أخبره: أنه سمع عكرمة قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: (صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم، وعائشة خلفنا تصلي معنا، وأنا إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم أصلي معه)].أورد النسائي هذه الترجمة: الجماعة إذا كانوا ثلاثة رجل وصبي وامرأة، ثم أورد فيه حديث: ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه صلى مع النبي عليه الصلاة والسلام فكان على يمينه، وكانت عائشة تصلي معهما وهي وراءهم، وهذا فيه: أن الرجل مع الصبي والمرأة يكونون جماعة، وأن المؤتم يكون عن يمين الإمام إذا كان واحداً، سواء كان رجلاً أو كان صبياً، وأن المرأة يكون موقفها وراء الصفوف، ولو كانت وحدها وصلت مع رجل واحد، فإنها تكون وراءه، ولا تكون بجواره؛ لأن النساء لا تصاف الرجال، وإنما صفوفهن وحدهن، ولو كانت واحدة فإنها تصلي وحدها، كما لو كان وراءه صفوف وهي وحدها، فإنها تكون وحدها، لا تصاف الرجال، ولا تقف في صف الرجال.والمراد بالصبي هو: ابن عباس؛ وذلك أنه لم يبلغ، وقد جاء في الحديث أنه في حجة الوداع كان قد ناهز الاحتلام، فهو لم يبلغ، ولهذا جاء ذكر الصبي أو ذكر الترجمة: رجل وصبي وامرأة.
تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس: (صليت إلى جنب النبي وعائشة خلفنا تصلي معنا)
قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].وهو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي، ثقة، خرج حديثه النسائي وحده، أما أبوه إسماعيل وهو المشهور بابن علية فخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم سبق أن ذكرت: أن هناك أخ له اسمه إبراهيم، ولكنه من أهل البدع، وهو الذي ترجم له الذهبي، وقال عنه: إنه جهمي هالك، فأبوه من أهل السنة، وأخوه من أهل السنة، وأما إبراهيم، فهو من الجهمية، وهو الذي يأتي ذكره في مسائل شاذة في الفقه، عندما يقال: قال ابن علية كذا في مسألة شاذة من مسائل الفقه، ليس المراد ابن علية الإمام الذي هو من أهل السنة إسماعيل، ولا ابنه محمداً، وإنما المقصود: إبراهيم بن إسماعيل، هذا الذي يأتي ذكره في المسائل الشاذة في مسائل الفقه.[عن حجاج].وهو الحجاج بن محمد المصيصي ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن ابن جريج].وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، ثقة، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[أخبرني زياد].وهو زياد بن سعد الخراساني، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن قزعة].وهو المكي، مولى لـعبد القيس، وهو مقبول، خرج حديثه النسائي وحده.[عن عكرمة].وهو مولى ابن عباس، وهو ثقة ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقد تكلم فيه في عدة نواحي، ولكن الحافظ ابن حجر أطال في ترجمته في مقدمة الفتح، وحصر ما تكلم عليه به، ودافع عنه، وبين عدم صحة ما نسب إليه، وأنه ثقة ثبت، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن ابن عباس].وهو عبد الله بن عباس صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه، وأحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين.
الأسئلة

المقصود من قولهم: أخرجه البخاري تعليقاً
السؤال: ما معنى أخرجه البخاري تعليقاً؟الجواب: أخرجه البخاري تعليقاً إذا لم يذكر إسناده، بمعنى: ذكره معلقاً، بأن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو يقول: قال أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو يقول: قال فلان عن التابعي، أو يقول: قال فلان، وإن كان أقل من ذلك وأنزل من ذلك، وهذا ما يسمى بالمعلق، وإنما سمي تعليقاً؛ لأن الحذف كان في أول الإسناد، يعني: الإسناد جاء من فوق، ثم حذف أسفله فصار كالمعلق الذي فيه فراغ من تحته، حيث حذف جزء من السند من أسفله فصار كالمعلق، ولهذا الحافظ ابن حجر اعتنى بالأماكن المعلقة وجمعها، وذكر وصلها عند البخاري ؛ لأن البخاري أحياناً يكون عنده المعلق، ولكنه أسنده في مكان آخر، وأحياناً يكون معلقاً في كتابه، ولكنه أسند خارج الصحيح، فالمعلق: هو الذي يذكره البخاري ليس مسنداً، وإنما يحذف أول سنده، ويأتي به بأعلى الإسناد، أو من وسطه حتى أعلاه، أو قبل ذلك حتى أعلاه، وكتاب ابن حجر الذي سماه: تغليق التعليق لما كان الإسناد يأتي من فوق، وأسفله غير مسند، فبين وصله وسماه تغليق التعليق، أي: هذا المكان الخالي أغلقه بما أثبته من الاتصال الذي يكون قبل هذا التعليق، أو مكان هذا التعليق، فسماه: تغليق التعليق، ويأتي كثيراً في النسخ: تعليق التعليق، وهو تصحيف وخطأ، فتعليق التعليق ليس له معنى، فهو لا يعلق التعليق، وإنما يغلق التعليق، أي: المكان الخالي يأتي بشيء يسده، يسد الفراغ بالأشخاص الذين رووا الحديث متصلاً.والتعليق قسمان: تعليق بصيغة الجزم، وهي: قال وروى -بالفتح-، وتعليق بصيغة روي، ويذكر -للمجهول- والغالب على أن ما جاء بـ(يذكر ويروى) ففيه الضعف، وليس ذلك لازماً ودائماً، بل البخاري أحياناً يأتي به بصيغة التمريض التي هي يذكر، لا لضعفه، وإنما لكونه اختصره، أو رواه بالمعنى، فقد يكون صحيحاً، وقد أتى به بصيغة التمريض، وليس كل ما جاء بصيغة التعليق الجازم يكون أيضاً صحيحاً، ولكنه صحيح إلى من علق عنه، أي: المحذوف من الرواة مأمونون، وينظر فيه بعد ذلك، يعني: في المثبت والموجود. السؤال: ما سبب تسمية أبي هريرة بهذه الكنية؟الجواب: لا أدري.
معنى كلمة (مقبول) في كتاب التقريب
السؤال: ماذا يعني ابن حجر بلفظ: (مقبول) في كتابه التقريب؟الجواب: مقبول يقصد به: أنه يعتضد به، ويحتج به بالاعتضاد، لكن إذا لم يأت شيء يعضده فلا يحتج به.
زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والذكر عنده
السؤال: ماذا يقول من زار المسجد النبوي عند مروره بجوار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه؟الجواب: أقول: لا يقول شيئاً، الإنسان عندما يدخل المسجد ويخرج من المسجد يصلي ويسلم على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكذلك لو صلى وسلم عندما يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: اللهم صل وسلم وبارك على رسول الله فلا بأس بذلك، أما كونه يشرع له شيء خاص عند المرور فهذا لم يرد، وكونه يتذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بمروره عند قبره فيصلي ويسلم عليه، كأن يقول: اللهم صل وسلم وبارك عليه، فهذا لا بأس، لكنه كونه يزور، ويسلم سلام الزيارة، فهذا يدخل تحت قوله: (لا تتخذوا قبري عيداً).
الصبي يقطع الصف
السؤال: هل تقطع الصبي في الصف إذا وقف في صفوف الرجال؟الجواب: لا ينبغي؛ لأن الإنسان الذي يجلس في وسط الصف وهو لا يصلي يقطع الصف، وقد مر بنا: (من وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله)، ويدخل في ذلك من يجلس وسط الصف ولا يصلي، والصف مقطوع بسببه، فالقطع موجود، ولكن الصلاة صحيحة، وهو كما لو جلس إنسان في وسط الصف ولم يصل، فصلاة من صلى بجواره صحيحة.وإذا كان الصبي لا يقطع الصف أبداً فيصلي، ولكن المرأة سواء كانت صبية أو كبيرة، لا تصاف الرجال، بل صفها يكون وحدها، لكن لو صلت مع الرجال فهي مثل الرجل الجالس الذي يقطع الصف، وهي كذلك تقطع الصف.
تضعيف قراءة القرآن والذكر في المسجد الحرم
السؤال: ورد في الأحاديث أن الصلاة في المسجد النبوي تفضل على الصلاة فيما دونه من المساجد غير الحرم المكي والمسجد الأقصى، فهل الذكر وقراءة القرآن في هذا المسجد تفضل كذلك؟الجواب: التضعيف بهذا المقدار ما جاء إلا في الصلاة، أما قراءة القرآن وذكر الله عز وجل فليس هناك ما يدل على التضعيف، لكن لا شك أن فيه أجراً عظيماً، لكن من حيث التضعيف بالكمية، ما ثبت هذا إلا بالنسبة للصلاة، ولا شك أن الذكر وقراءة القرآن في المسجد النبوي له شأن عظيم، وكذلك في المسجد الحرام، لكن التضعيف بمقدار معين لا يقال إلا بوجود دليل، وليس هناك دليل إلا فيما يتعلق بالصلاة، يعني: أنه من التضعيف بالكيف وليس بالكم، لأن الكم يحتاج إلى نص، وأما الكيف فلا شك أن شأن هذا أكبر من غيره، لكن لا تحديد بعدد معين.
حكم اللقطة في المسجد النبوي
السؤال: ما حكم من وجد ساعة بجوار المسجد النبوي، ثم سأل عنها الباعة الموجودين في نفس المكان الذي وجدها فيه، فلم يجد صاحبها، وفعل ذلك مراراً، فماذا يفعل؟الجواب: نقول: المسجد النبوي مثل المسجد الحرام إذا وجد الإنسان شيئاً، ينبغي أن يذهب به إلى الجهة التي يقصدوها الناس للبحث عن الأشياء المفقودة في المسجد؛ بأن يعطيهم إياها، وهم يتولون ذلك، يحفظونها إلى أن يأتي صاحبها، وإذا ما جاء أحد بيعت، وتصدق بها عن صاحبها، وهذا الإنسان الذي وجدها إن عرفها سنة كاملة، وقام بتعريفها التعريف الشرعي، فإنه يملكها بعد سنة، لكن قد لا يتيسر له أن يقوم بالتعريف، ولكن كونه يعطيها لمن يكون مرجعاً، ومن يرجع إليه عند فقدانه الأشياء في المسجدين فهو الذي ينبغي.
العودة في الهبة
السؤال: إذا وهب إنسان لإنسان، هل له حق العودة فيها؟الجواب: لا، أبداً: (العائد في هبته كالكلب يقيء ويرجع في قيئه)، فلا يجوز للإنسان أن يعود في هبته.
النسيان لإحدى السجدتين
السؤال: هذا السائل يقول: صلى إنسان وبعد أن انتهى من صلاته تذكر أنه لم يسجد سوى سجدة واحدة، فهل يأتي بالسجدة الناقصة ويسلم أم يعيد الصلاة؟الجواب: يقوم ويأتي بركعة، وإذا كانت السجدة في الركعة الأخيرة فيمكن أنه يتشهد ثم يسلم ويسجد للسهو، أما إذا كانت في الركعات السابقة، فإنه يقوم ويأتي بركعة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #203  
قديم 09-01-2020, 05:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الإمامة
(156)


- باب الجماعة إذا كانوا اثنين - باب الجماعة للنافلة

بيّن الشرع الحكيم أقل ما تحصل به صلاة الجماعة، كما بين موقف المأموم الواحد من الإمام، وفضل الكثرة في الجماعة، ولو في النافلة.
الجماعة إذا كانوا اثنين

شرح حديث ابن عباس: (صليت مع رسول الله فقمت عن يساره ... فأقامني عن يمينه)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [الجماعة إذا كانوا اثنين.أخبرنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت عن يساره، فأخذني بيده اليسرى فأقامني عن يمينه) ].يقول النسائي رحمه الله: الجماعة إذا كانوا اثنين، الجماعة أقلها اثنان: إمام، ومأموم، والمأموم في هذه الحال يكون عن يمين الإمام، ولا يكون عن يساره، وقد أورد النسائي في هذا حديث: ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: (أنه صلى مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في الليلة التي بات فيها عند خالته ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، فوقف عن يساره بعدما دخل في الصلاة، فالرسول صلى الله عليه وسلم أخذه بيساره فأداره عن يمينه)، فجعله يتحول من ورائه من كونه عن يساره إلى كونه عن يمينه، وهذا فيه حصول الجماعة من اثنين: إمام، ومأموم، وقد سبق أن مر الحديث، وفيه حصول النافلة جماعة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام صلى صلاة الليل، وقام ابن عباس معه، ودخل معه في الصلاة، يعني: في صلاة الليل، فهي نافلة، ففيه حصول الجماعة في النافلة. وفيه أيضاً: أن الإنسان إذا دخل وحده، ثم جاءه غيره ودخل معه، فإنه يتحول، أو يصير إماماً لوجود هذا الذي جاء، ودخل معه في الصلاة، فهو دخل في الصلاة على أنه منفرد، وفي أثنائها صار إماماً؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قام من الليل، ودخل في الصلاة، ثم إن ابن عباس قام وتوضأ، ثم جاء ووقف عن يساره، فأداره إلى يمينه، ففيه الدلالة على أن الذي يصلي وحده، إذا جاء غيره، ودخل معه في الصلاة، فيصير إماماً، وذلك الداخل يصير مأموماً، وفعل رسول الله عليه الصلاة والسلام ومعه ابن عباس في هذه الواقعة يدل على هذا الشيء، ويدل على أن موقف المأموم الواحد عن يمين الإمام، وعلى أنه لو صلى عن يساره، فإن الصلاة صحيحة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أقره على ما بدأه من الصلاة، ولم ينبهه إلى أنه لابد من استئنافها عن يمينه، بل اعتبر ما كان عن يساره، وإنما أداره إلى يمينه حيث تحول إلى جهة اليمين، وأقره على الفعل السابق الذي كان على جهة اليسار، فلو حصلت الصلاة عن جهة اليسار صحت، ولكن فيها مخالفة للسنة، واعتبار ما مضى قبل الإدارة من ورائه يدل على صحة ذلك، وعلى حصول ذلك.
تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس: (صليت مع رسول الله فقمت عن يساره ... فأقامني عن يمينه)
قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].وهو المروزي، راوية عبد الله بن المبارك، ولقبه الشاه، وهو ثقة، خرج حديثه الترمذي، والنسائي.[عن عبد الله بن المبارك المروزي].هو عبد الله بن المبارك المروزي، وهو أيضاً مروزي، وهو ثقة، جواد، مجاهد، ذكر الحافظ ابن حجر في التقريب جملة من خصاله وصفاته الحميدة، وعقبها بقوله: جمعت فيه خصال الخير. فهو من العباد، المجاهدين، الثقات، الأثبات، وقال عنه بعض العلماء: هو أجل من أن يقال فيه: ثقة، أي: أكبر من أن يقال فيه: ثقة، ثقة قليلة عليه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن عبد الملك].وهو ابن أبي سلمان، وهو صدوق له أوهام، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن عطاء].وهو ابن أبي رباح المكي، وهو ثقة، فقيه، فاضل، كثير الإرسال، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن ابن عباس].وهو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام، قيل: إن الذين عرفوا بالتلقيب بأبي العباس شخصان، أحدهما: عبد الله بن عباس، والثاني: سهل بن سعد الساعدي، فهذان الاثنان من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم، قيل عنهما: إنهما هما اللذان يكنيان بهذه الكنية، وهي: أبو العباس، وعبد الله بن عباس هو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، ورضي الله عنهم وأرضاهم؛ لأن الذين يسمون بعبد الله من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام كثيرون، ولكن الذين اشتهروا بهذا اللقب، وهو العبادلة الأربعة، هؤلاء الصحابة الأربعة من صغار الصحابة، وهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وهم من صغار الصحابة، وسبق أن مر في ترجمة سابقة قريباً قول النسائي: [الجماعة إذا كانوا ثلاثة رجل، وصبي، وامرأة]، والمراد بالصبي عبد الله بن عباس ؛ وذلك أنه في حجة الوداع قد ناهز الاحتلام، وقارب البلوغ، فهو من صغار أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، ورضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين.والأربعة متقاربون، وليس منهم عبد الله بن مسعود ؛ لأن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ممن تقدمت وفاته، وهو من كبار الصحابة، وأما الأربعة فهم متقاربون في السن، وعاشوا وأدركهم الكثير ممن لم يدرك ابن مسعود ؛ لأن ابن مسعود توفي سنة اثنتين وثلاثين في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وأيضاً عبد الله بن عباس هو أحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهم ستة من الرجال، وامرأة واحدة، الستة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، هؤلاء الستة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم، والسابع امرأة، وهي: أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
شرح حديث: (... وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن أبي إسحاق: أنه أخبرهم عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال شعبة: وقال أبو إسحاق: وقد سمعته منه ومن أبيه، قال: سمعت أبي بن كعب رضي الله عنه يقول: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً صلاة الصبح، فقال: أشهد فلان الصلاة؟ قالوا: لا، قال: ففلان؟ قالوا: لا، قال: إن هاتين الصلاتين من أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، والصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كانوا أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل) ].أورد النسائي في هذه الترجمة، وهي: (الجماعة إذا كانوا اثنين) حديث أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه الذي فيه: أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بالناس الصبح، فقال: (أشهد فلان الصلاة؟ قالوا: لا، قال: ففلان؟ قالوا: لا، قال: إن هاتين الصلاتين)، يريد الصبح ويريد العشاء، الصبح التي هي الحاضرة، والعشاء التي هي قبلها، وهي فيها شبه بها من حيث أنها تقع في الليل، والعشاء تقع في أول الليل، حيث يكون الناس بحاجة إلى النوم، ولهذا جاء في الحديث: (وكان يكره النوم قبلها، والحديث بعدها)، يكره النوم قبلها؛ لأنه يؤدي إلى النوم عن صلاة العشاء وفواتها جماعة، وكذلك أيضاً صلاة الفجر تقع عندما يطيب الفراش، وعندما يتلذذ النائم بالنوم، ويطيب له النوم، فيجد في منامه الراحة واللذة، ولهذا يأتي في أذان الصبح: الصلاة خير من النوم، يعني: هذا النوم الذي تدركون لذته، وتدركون حسنه، والارتياح إليه، ما تدعون إليه وهو الصلاة خير من هذا الذي طاب لكم، ولذ لكم، وأنستم به، وارتحتم إليه، فصلاة العشاء تقع في أول الليل بعدما يكون الناس في تعب ونصب في النهار، يحتاجون إلى النوم فينام المنافقون عن الصلاة، وكذلك في آخر الليل يكون الفراش قد طاب ولذ وصار النوم لذيذاً؛ لأن الإنسان مغرق في النوم، ومتمكن من النوم، فلهذا كانت هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، وكل الصلوات ثقيلة؛ لأن قوله: [ن هاتين الصلاتين من أثقل]يدل على أن غيرهما ثقيل، ولكن هاتان الصلاتان فيهما زيادة ثقل، وفيها كثرة الثقل على المنافقين، ففيه أفعل تفضيل، أثقل الصلاة على المنافقين هاتان الصلاتان، إشارة إلى الحاضرة، وإشارة إلى الصلاة التي قبلها، والتي هي متصلة بها من حيث الوقت الذي هو الاضطراري، وكون هذه تقع في أول الليل، وهذه تقع في آخر الليل عندما يطلع الفجر، ويحسن النوم في هاتين الصلاتين. وقد جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة العشاء اتهمناه بالنفاق؛ لأن صلاة العشاء، وصلاة الفجر هي أثقل الصلاة على المنافقين كما أخبر بذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام. ثم بين عليه الصلاة والسلام أن هؤلاء المنافقين لو يعلمون ما فيهما من الأجر، أي: هاتين الصلاتين، لأتوهما، ولو حبواً: ولو كانوا يحبون على الركب، وعلى الأيدي من شدة المرض، لو كانوا يعلمون الأجر الذي فيهما لحرصوا على الإتيان جماعة، وهذا الحديث يدل على وجوب صلاة الجماعة؛ لأنها لو لم تكن واجبة لما حصل فيها هذا الوعيد، وبيان أن هذا من صفات المنافقين، لو كان الأمر سهلاً، وهيناً، الذي يصلي يصلي، والذي يتأخر يتأخر، ما جاء فيها هذا الذي جاء، لكن لما جاء علم بأنها واجبة؛ لأن كونها أثقل الصلاة على المنافقين يعني أن الصلوات ثقيلة على المنافقين، ثم أيضاً كون أنهم لو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما، ولو حبواً.وأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم، كانوا يعلمون ما فيهما من الأجر، ويعلمون ما في صلاة الجماعة من أجر، ولهذا كان الواحد يصيبه المرض ويشتد به وهو معذور، فله أن يصلي في بيته، ولكن نفوسهم لا تسمح لهم أن يبقوا ويصلوا في بيوتهم، وإنما يأتون إلى المساجد، وفيهم من المشقة ما فيهم، حتى أن الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، كما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: من سره أن يلقى الله غداً مؤمناً فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى لهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق. وجاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال كما أسلفت: كنا إذا افتقدنا الرجل في صلاة العشاء اتهمناه، أي: اتهمناه بالنفاق، هذا إذا فقدوه في المسجد، وهذا يدل على أن صلاة الجماعة واجبة؛ لأنها لو لم تكن واجبة ما كان هذا الترهيب، وهذا والوعيد، وبيان أن هذه أحوال المنافقين، ثم أيضاً أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم كونهم يتهمون بالنفاق من يرونه متخلفاً عن صلاة العشاء، وكون الواحد منهم يصيبه المرض، ثم لا تسمح نفسه أن يصلي في بيته، بل يؤتى به يهادى بين الرجلين.وفي أول الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أشاهد فلان؟ أشاهد فلان؟)، وهذا يدلنا على جواز عد الناس في صلاة الصبح؛ ليعرف من حضر ومن تخلف، كما هو معمول به في بعض البلاد، حيث أنه بعد أن ينتهى من صلاة الصبح ينادى الناس بأسمائهم؛ لأن من يخشى عليهم التخلف هم إما لكونهم مثلاً شباباً، أو ممن يغلب النوم عليهم، فيكون ذلك دافعاً وحافزاً لهم إلى أن يحضروا المساجد؛ لأن هذا الحديث يدل على جواز هذا العدد الذي يكون في المساجد بعد الصلوات، قول الرسول: (أشاهد فلان؟ أشاهد فلان؟)، معناه: تسمية الناس بعد الصلاة، ومعرفة من حضر ومن لم يحضر، وفيه حفز للهمم، وابتعاد عن التخلف، ومن المعلوم أن الإنسان يستحي من الله، ويستحي من خلق الله، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت). قوله: [(والصف الأول على مثل صف الملائكة) ]. المراد بذلك أن الملائكة تصف عند الله عز وجل، ويكملون الصف الأول فالأول، وخير الصفوف وأفضل الصفوف هو الأول منها التي هي صفوف الملائكة، وكذلك صفوف المصلين، والرسول عليه الصلاة والسلام كما مر بنا في الحديث، قال: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ قالوا: وكيف تصف؟ قال: يتمون الصف الأول فالأول، ويتراصون في الصفوف)، فالصف الأول الذي يلي الإمام هو مثل الصف الأول من صفوف الملائكة الذي هو أولها، فإن هذا فيه مشابهة ومماثلة، وفيه بيان عظم الأجر لمن يصلي في الصف الأول؛ لأنه مماثل لأول صفوف الملائكة عند الله عز وجل.قوله: [(ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه)].أي: لو يعلم الناس فضيلته لسارعوا إليه، وبادروا إليه، وهذا مثل الحديث الآخر الذي في معناه، ويدل على ما دل عليه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء، والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه)، أي: يعملون قرعة، أي: كونهم يصلون دفعة واحدة، وكل واحد ما يسمح للثاني، فتفصل بينهم القرعة.قوله: [(وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده) ]. وهذا هو محل الشاهد من إيراد هذا الحديث الطويل في الترجمة: الجماعة إذا كانوا اثنين، هذا محل الشاهد من هذا الحديث الطويل، قوله: (وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته وحده)، أزكى، يعني: أفضل، وأعظم أجراً من صلاته وحده، وصلاته مع الاثنين أزكى من صلاته مع الواحد.قوله: [(وما كان أكثر فهو أحب إلى الله)]. كلما كان أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل، وهذا يدلنا على أن الجماعة كلما كثرت كلما كان أفضل، المسجد الذي تكثر فيه الجماعة، هذا يدل على فضيلته، وهذا فيه أيضاً دليل على اتصاف الله تعالى بالمحبة، وأن الله تعالى يحب من شاء من عباده، ويحب ما شاء من الأفعال والأعمال، فإن هذه الصلاة التي يكثر العدد فيها، كلما كان العدد أكثر فإنه أحب إلى الله عز وجل، وفيه أيضاً حصول التفاوت في محبة الله تعالى؛ لأن قوله: أحب إلى الله، أي: معناه أن الأعمال المحبوبة عند الله متفاوتة، وبعضها أحب إليه من بعض.ومن المعلوم أن إثبات المحبة لله عز وجل، وغيرها من الصفات، كله على نسق واحد، وعلى طريقة واحدة، كل ما ثبت به الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل يجب الإيمان به على الوجه اللائق بكمال الله، وجلاله دون تشبيه لله بخلقه، ودون تعطيل للصفات، أو نفي، أو تأويل لها، بل يجب إثباتها، وعدم التعرض لها بتشبيه، أو تكييف، أو تحريف، أو تعطيل، بل كلها تثبت على حد قول الله عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، فأثبت لنفسه السمع، والبصر، ونفى المشابهة، ونفى مشابهته لشيء من خلقه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].
تراجم رجال إسناد حديث: (... وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل...)
قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].هو البصري، وكنيته أبو مسعود، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، وقد ذكرت فيما مضى: أن من أنواع علوم الحديث: معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه، وفائدة معرفة هذا النوع ألا يظن التصحيف فيما لو ذكر بكنيته مع اسمه، فإن من يعرف اسمه، ونسبه، ولا يعرف كنيته، يظن أنه لو جاء بالاسم، والكنية، أن هناك تصحيف بين (ابن)، و(أبو)، وأن (ابن) صحفت، وتحولت إلى (أبو)، ومن يعرف أن الكنية مطابقة لاسم الأب لا يلتبس عليه الأمر، ولا يظن هذا الظن: أن في اللفظ تصحيفاً. [عن خالد بن الحارث].وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن شعبة].وهو ابن الحجاج، أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أبي إسحاق].هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، الهمداني نسبة عامة، والسبيعي نسبة خاصة؛ لأن سبيع هم بطن من همدان، وجزء من همدان، ولكنه مشهور بالنسبة الخاصة، وهي السبيعي، ومشهور بكنيته، فهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن عبد الله بن أبي بصير].وهو ثقة، خرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه . [عن أبيه].هو أبو بصير العبدي الكوفي الأعمى، وهو مقبول، خرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه ، وهو: كابنه، ويذكر شعبة عن أبي إسحاق: أن أبا إسحاق رواه عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه، ورواه عن أبيه، معناه أن الحديث يرويه أبو إسحاق من طريقين: من طريق عالية، ومن طريق نازلة، من طريق نازلة، وهي أن بينه وبين أبي بصير واسطة وهو ابنه، ومن طريق عالية، وهي أنه يروي عن أبي بصير مباشرة وبدون واسطة.إذاً: هو بإسناد عالٍ، وبإسناد نازل، وهذا يحصل فالمحدث قد يسمع الحديث بطريق نازلة، ثم يظفر بالطريق العالية فيروي بها، فيجيء عنه مروياً بالطريق النازلة، ويجيء مروياً بالطريق العالية، ولكن الرواية النازلة عنه غالباً ما تكون في الأول، ولكنه بعد ذلك، أي: الذي رواه نازلاً، يظفر به عالياً، فيرويه بدون واسطة، ويرويه بالواسطة اعتباراً بالحالين اللتين حصل بهما الرواية، كونه حصله نازلاً فرواه نازلاً، ثم بعد ذلك ظفر به عالياً فرواه عالياً.[عن أبي بن كعب].وهو صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، والذي وصف بأنه سيد القراء، وهو من فضلاء الصحابة، وهو الذي جاء في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا [البينة:1]، قال: وسماني لك؟ قال: نعم، فبكى أبي من الفرح)، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهذه منقبة من مناقبه؛ كون الله عز وجل أمر نبيه أن يقرأ على أبي سورة: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا [البينة:1].
الجماعة للنافلة

شرح حديث عتبان في صلاة النافلة جماعة في البيت
قال المصنف رحمه الله تعالى: [الجماعة للنافلة.أخبرنا نصر بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن محمود عن عتبان بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله، إن السيول لتحول بيني وبين مسجد قومي، فأحب أن تأتيني فتصلي في مكان من بيتي أتخذه مسجداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سنفعل، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أين تريد؟ فأشرت إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصففنا خلفه، فصلى بنا ركعتين) ].أورد النسائي: الجماعة في النافلة، والمقصود من ذلك أن النافلة يجوز أن تصلى جماعة، ولكن هذا في بعض الأحيان؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يداوم على هذا، وإنما يفعله في بعض الأحيان، فهذا يدل على أنه إذا وجدت النافلة في بعض الأحيان من غير ملازمة فإن ذلك سائغ، ويدل عليه هذا الحديث الذي هو حديث عتبان بن مالك، ويدل أيضاً على هذا حديث ابن عباس المتقدم قريباً، حيث بات عند خالته ميمونة، وقام الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، وقام ابن عباس وتوضأ، وصف عن يساره فأداره عن يمينه، فهذه صلاة الجماعة في النافلة، فهذا يدل على جواز ذلك في بعض الأحيان، دون أن يتخذ سنة، وطريقة، وأن يلازم، وأن يداوم عليه؛ لأنه لم يعرف ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.وقد أورد النسائي في هذه الترجمة حديث عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه، أنه جاء إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال: إن السيول تحول بيني، وبين مسجد قومي، وكان يصلي بقومه، وهو أعمى، قد سبق أن مر في إمامة الأعمى، فطلب منه أن يأتي ليصلي في مكان في بيته يتخذه مصلى، يعني: يتبرك بكون الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي في موضع من بيته، ويبدأ الصلاة فيه، فيتخذ ذلك مسجداً يصلي فيه، وهذا التبرك وهذا العمل هو خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يفعل هذا مع غيره، كأن يطلب من أحد أن يأتي، ويصلي في مكان ليتبرك بصلاته، وبمكان صلاته؛ لأن هذا التبرك خاص بشخصه عليه الصلاة والسلام، مثل التحنيك، وكذلك تبركهم بعرقه، وبصاقه، وشعره، وما إلى ذلك من بعض الأشياء التي يمسها جسده عليه الصلاة والسلام، فهذه من خصائصه، فلا تفعل مع أحد سواه عليه الصلاة والسلام، وقد ذكر الشاطبي في (الاعتصام): أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم لما لم يفعلوا هذا مع أحد من بعده، علم أن هذا خاص به، أي: التبرك بجسده، وما لمس جسده، وما مس جسده عليه الصلاة والسلام، هذا من خصائصه، فهو طلب من النبي عليه الصلاة والسلام أن يأتي، ويصلي في مكان يتخذه مصلى، فيما إذا حصل مجيء السيول، وحالت بينه، وبين المسجد، إذا سال الوادي، ولم يتمكن من الذهاب إلى المسجد بسبب السيل، فإنه يصلي في بيته، وفي هذا المكان الذي صلى فيه رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.فقال: سنفعل، أي: وافق وأنه سيأتي إليه، ونفذ رسول الله عليه الصلاة والسلام ما وعد به، ولما جاء إليه قال له: أي مكان تريد؟ فأشار إلى المكان الذي يريد أن يصلي فيه، فصلى وصلوا وراءه، وهذا هو محل الشاهد، كونهم صلوا وراءه في هذه المكان، وهي صلاة نافلة، ففيه الجماعة في النافلة، وهو دال على جوازها في بعض الأحيان، وليس دائماً، ولا يتخذ سنة، وطريقة؛ لأن ذلك لم يثبت عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، الذي هو المداومة، والملازمة.
تراجم رجال إسناد حديث عتبان في صلاة النافلة جماعة في البيت
قوله: [أخبرنا نصر بن علي].وهو نصر بن علي، أي: اسمه واسم أبيه يوافق اسم جده واسم أبي جده، نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو شيخ لأصحاب الكتب الستة، كلهم رووا عنه، مثل محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، كل هؤلاء شيوخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنهم مباشرة وبدون واسطة، وهذان الاثنان، أو هذا الرجل مما جاء فيه اسمه، واسم أبيه مكرراً مع اسم جده، وأبي جده؛ لأنه نصر بن علي بن نصر بن علي، الاثنان مكرران، ومثل هذا خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط، أي: يتكرر الاسم واسم الأب مع اسم الجد، واسم أبيه.[حدثنا عبد الأعلى].وهو عبد الأعلى بن عبد الأعلى اسمه يوافق اسم أبيه، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثنا معمر].وهو ابن راشد الأزدي البصري، وهو شيخ عبد الرزاق بن همام، وهو الذي يأتي، وهو الذي يروي عنه عبد الرزاق صحيفة همام بن منبه، وهي من طريق معمر عن همام، فـمعمر هذا هو معمر بن راشد، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن الزهري].وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، ينتهي نسبه إلى جده زهرة بن كلاب، وهو منسوب إلى جده زهرة بن كلاب يقال له: الزهري، كما أنه ينسب إلى شهاب فيقال ابن شهاب، وهو محدث، فقيه، وإمام جليل، ومكثر من رواية حديث رسول الله، وهو من صغار التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن محمود].هو محمود بن الربيع الأنصاري، وهو من صغار الصحابة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن عتبان بن مالك].وهو الأنصاري الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود في مسند مالك، وأخرجه أيضاً النسائي، وابن ماجه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #204  
قديم 09-01-2020, 05:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الإمامة
(157)


- باب الجماعة للفائت من الصلاة

يشرع لمن فاتتهم صلاة الجماعة أن يقضوها جماعة، وقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة عندما ناموا عن صلاة الفجر.
الجماعة للفائت من الصلاة

شرح حديث: (أقيموا صفوفكم وتراصوا...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [الجماعة للفائت من الصلاة.أنبأنا علي بن حجر أخبرنا إسماعيل عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال: (أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه حين قام إلى الصلاة قبل أن يكبر، فقال: أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري)].أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: الجماعة للفائت من الصلاة، أي: أن الصلاة المؤداة كما أنها تكون جماعة، فكذلك التي تقضى إذا فاتت فإنها أيضاً تكون جماعة إذا كان الذين فاتتهم جماعة، فإنهم يصلونها جماعة كما يصلونها مؤداة، يصلونها في غير وقتها مقضية، ويصلونها جماعة، وأورد النسائي في هذا حديث أنس بن مالك، ولكنه ليس فيه دلالة على الترجمة، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا قام في الصف قبل أن يكبر قال: (سووا صفوفكم وتراصوا فيها، فإني أراكم من وراء ظهري)، هذا ليس فيه ما يدل على الترجمة التي هي: الجماعة للفائت، لكن فيه الجماعة، وفيه حصول الجماعة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يسوي الصفوف، ويأمرهم بتسويتها، ويأتي بالألفاظ التي تدل على ذلك، بحيث يقول: سووا صفوفكم، وتراصوا فيها، ثم أيضاً ينبهه إلى أنه يراهم من وراء ظهره، وهذه من معجزاته وخصائصه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وسبق أن مر الحديث في الأبواب الماضية.
تراجم رجال إسناد حديث: (أقيموا صفوفكم وتراصوا...)
قوله: [أخبرنا علي بن حجر].وهو: ابن إياس السعدي المروزي، وهو ثقة حافظ، خرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.[أخبرنا إسماعيل].وهو ابن جعفر، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن حميد].وهو ابن أبي حميد الطويل، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أنس].ابن مالك، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المكثرين من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا الإسناد رباعي من أعلى الأسانيد عند النسائي؛ لأن فيه بينه، وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام أربعة أشخاص.
شرح حديث أبي قتادة في صلاة النبي بالصحابة بعد طلوع الشمس
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هناد بن السري حدثنا أبو زبيد واسمه عبثر بن القاسم عن حصين عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله، قال: إني أخاف أن تناموا عن الصلاة، قال بلال: أنا أحفظكم، فاضطجعوا فناموا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس، فقال: يا بلال، أين ما قلت؟ قال: ما ألقيت علي نومة مثلها قط، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل قبض أرواحكم حين شاء فردها حين شاء، قم يا بلال فآذن الناس بالصلاة، فقام بلال، فأذن فتوضئوا -يعني: حين ارتفعت الشمس- ثم قام فصلى بهم) ].أورد النسائي حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، وهو دال على ما ترجم له المصنف، من جهة حصول الجماعة للفوائت من الصلاة، وحديث أبي قتادة: أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فقالوا: لو عرسنا، يعني: لو بتنا؛ لأنهم كانوا في آخر الليل، وقد تعبوا من السير في الليل، فتمنوا نومة خفيفة في آخر الليل؛ لأن التعريس هو مبيت المسافر في آخر الليل، أي: ينام نومة يرتاح فيها من بعد طول العناء، وحصول التعب والمشقة في السفر، فالرسول صلى الله عليه وسلم أجابهم إلى ما طلبوا، ولكن قال: إنه يخاف أن يناموا عن الصلاة، فقال بلال: أنا أحفظكم، أي: أنا أقوم بالتهيؤ، والاستعداد، وأعمل على أن لا أنام، وذلك حتى يعرف الوقت، وحتى يدرك الوقت، فاستند على ظهره إلى راحلته مستقبلاً الفجر، أو مطلع الفجر، أي: ينظر الفجر متى يطلع حتى ينبههم إلى الصلاة، فنام كما ناموا، واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بدا حاجب الشمس، فناموا حتى طلعت الشمس، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال لـبلال: (أين ما قلت؟)، من أنك ستقوم بهذه المهمة وأنك ستقوم بالتهيؤ والاستعداد. قال: ما ألقي علي نومة مثل هذه، يعني: أنه حصل له نوم ما حصل له مثله قبل هذه المرة. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وأعادها حين شاء، أي: هذا القبض الذي هو قبض الروح في المنام، التي هي الوفاة الصغرى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا [الزمر:42]، يعني: يتوفى الأنفس، فهناك أنفس يتوفاها وتنتهي من هذه الدنيا، وأنفس يأخذها في منامها، ثم إذا شاء أن يردها ردها، وإن شاء أن يقبضها، وأن يمسكها أمسكها، فقال: (إن الله قبض أرواحكم حين شاء فردها حين شاء)، وهذا يدل على إثبات المشيئة لله عز وجل، وأن كل ما يقع فهو بمشيئة الله، فلا يقع في الكون إلا شيء قد شاءه الله وقدره وقضاه، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، الشيء الذي شاءه الله لابد من وجوده، والشيء الذي لم يشأه الله لا يمكن أن يوجد، والمشيئة من صفات الله عز وجل، ومن صفاته الإرادة، والإرادة تنقسم إلى قسمين: إرادة كونية قدرية ترادف المشيئة، وإرادة دينية شرعية، هي بمعنى المحبة.أما المشيئة فإنها لا تأتي إلا بمعنى كوني ولا تأتي بمعنى الإرادة الدينية، بل التي تنقسم إلى قسمين هي الإرادة، وأما المشيئة فهي لا تنقسم إلى قسمين، فهي مرادفة للإرادة الكونية؛ لأن الإرادة تأتي لمعنى شرعي، ولمعنى كوني، والمشيئة لا تأتي إلا لمعنى كوني، فلا تأتي إلا مرادفة للقدر. ففي هذا إثبات المشيئة لله عز وجل، والفرق بينها وبين الإرادة: أن الإرادة تأتي لمعنى كوني، ولمعنى ديني، وأما المشيئة فهي لا تكون إلا معنى كوني، فالإرادة والمشيئة، تتفقان في أنهما يكونان لمعنى كوني، وتنفرد الإرادة عن المشيئة بأنها تكون بمعنى ديني، وذلك بخلاف المشيئة، فإنها لا تكون إلا بمعنى كوني، وفيه إثبات هذه الصفة لله عز وجل.[عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله، قال: إني أخاف أن تناموا عن الصلاة، قال بلال: أنا أحفظكم، فاضطجعوا فناموا)].يعني أنه استعد للتنبه للوقت، وأن يوقظهم، ولكن الله قبض روحه كما قبض أرواحهم، يعني: بالنوم؛ لأن النوم هو مثل الموت؛ لأنه موتة صغرى، والله عز وجل قال: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [الزمر:42]، فحصل له ما حصل لهم.[(وأسند بلال ظهره إلى راحلته)]. أسند ظهره إلى راحلته، متجهاً إلى جهة الفجر مطلع الشمس، يعني حيث يطلع الفجر ويتبين حتى ينبههم.قوله: [(قال: فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس، فقال: يا بلال، أين ما قلت، قال: ما ألقيت علي نومة مثلها قط)].نعم؛ لأنهم كانوا قد تعبوا في السير، واستند إلى راحلته ولكنه نام.قوله: [(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل قبض أرواحكم حين شاء، فردها حين شاء، قم يا بلال فآذن الناس بالصلاة، فقام بلال فأذن فتوضئوا -يعني حين ارتفعت الشمس- ثم قام فصلى بهم)].ثم قال: (يا بلال قم فآذن الناس)، يعني: أعلمهم بالصلاة، فقام وأذن ثم صلى بهم، وهذا هو محل الشاهد، يعني الجماعة للفائت من الصلاة؛ لأنه لما خرج الوقت تعتبر فائتة، فتعتبر مقضية، فيمكن أن تؤدى جماعة وهي مقضية، كما أنها تؤدى جماعة وهي مؤداة يعني في وقتها.
تراجم رجال إسناد حديث أبي قتادة في صلاة النبي بالصحابة بعد طلوع الشمس
قوله: [أخبرنا هناد بن السري].وهو أبو السري، كنيته توافق اسم أبيه، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري في خلق أفعال العباد ومسلم وأصحاب السنن الأربعة.[حدثنا أبو زبيد واسمه عبثر].هو عبثر بن القاسم، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن حصين]. وهو ابن عبد الرحمن الكوفي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله بن أبي قتادة].هو: عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن أبيه].أبو قتادة رضي الله تعالى عنه، وهو الحارث بن ربعي، وهو صحابي جليل، من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو مشهور بكنيته أبو قتادة، ومن المعلوم أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، يكفي في فضل الواحد منهم أن يقال: إنه صحابي، فلا يحتاجون إلى تعديل المعدلين، وتوثيق الموثقين بعد تعديل رب العالمين وتعديل رسوله الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وحديث أبي قتادة عند أصحاب الكتب الستة.
الأسئلة

من أبطل الباطل قول الإنسان: الله في كل مكان
السؤال: ما رأي فضيلتكم فيمن يقول: إن الله تعالى في كل مكان؟ وهل يكفر بذلك إذا اعتقد ذلك؟الجواب: هذا القول من أبطل الباطل، الله عز وجل مبائن لخلقه ليس حالاً في المخلوقات، ولا المخلوقات حالة به، بل الوجود فيه خالق ومخلوق، والخالق كان ولا شيء معه، ثم أوجد المخلوقات، ولما أوجدها أوجدها وهي مباينة له، فليس حال فيها، وليست حالة فيه، وهو مستو على عرشه، بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، فلا يجوز أن يقال: إنه في كل مكان؛ لأن هذا مقتضاه أن يكون حالاً في المخلوقات، ومقتضى ذلك أيضاً أن يكون في الأماكن القذرة أيضاً، والله عز وجل منزه عن أن يكون حالاً في مخلوقاته، وأن تكون حالةً فيه.وهل يكفر بذلك إذا اعتقد؟الجواب: ما أدري.
دخول الرجل مع المسبوق ليصلي معه
السؤال: هل يجوز دخول الرجل في الصلاة مع رجل لم يلحق الجماعة إلا في بعض ركعاتها؟ الجواب: نعم، لا بأس، إذا قام المسبوق يقضي ما فاته، ثم جاء أحد ودخل معه في الصلاة، لا بأس بذلك.
من صلى مع المسبوق هل يكون مدركاً للجماعة؟
السؤال: هل هذا الأخير يعتبر لحق الجماعة؟ الجواب: لا، ما يعتبر لحق الجماعة الأولى، ولكنه حصلت له هذه الجماعة التي هي كونه يصلي مع واحد، من جنس من يتصدق على هذا فيصلي معه، لكن الجماعة الأولى ما أدركها ولا أدرك شيئاً منها؛ لأنها انتهت من سلام الإمام، فالجماعة الأولى الأصلية التي هي جماعة المسجد التي أذن لها ونودي لها قد انتهت بسلام الإمام، ولكن هذا أدرك هذا الرجل الذي صلى معه، فهي مثل الجماعة الثانية.

هل يجوز أن يقال: إن بعض أفاضل التابعين أفضل من بعض الصحابة؟

السؤال: هل يمكن أن يقال: إن بعض أفاضل التابعين ومن بعدهم أفضل من بعض أفراد الصحابة؟ الجواب: لا يقال هذا، بل يقال: أي فرد من أفراد الصحابة أفضل من أي فرد من أفراد من جاء بعدهم، وهذا هو المعروف عن أهل السنة والجماعة أنهم يعتبرون أن فضل أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام للجميع، وأن أي فرد منهم، فإنه أفضل من أي فرد ممن جاء بعدهم، وذلك لفضل الصحبة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)، يعني: مقدار مد من ذهب يتصدق به واحد من الصحابة، أفضل من مقدار جبل أحد ذهباً يتصدق به غيره، والرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا في حق المتقدمين من أصحابه يخاطب الذين تأخر إسلامهم، مثل: خالد بن الوليد، الذي تأخر إسلامه، مع عبد الرحمن بن عوف، الذي تقدم إسلامه، وإذا كان الصحابي المتقدم لو أنفق مد ذهب، ثم أنفق من تأخر إسلامه مثل جبل أحد، لم يساوه، فمن المعلوم أن غيرهم من باب أولى، ففضل الصحابة رضي الله عنهم هو للجميع، وكل واحد منهم أفضل من أي واحد ممن جاء بعدهم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صحب رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ فيقول: نعم، فيفتح لهم)، وقد جاء عن أبي عمر ابن عبد البر، رحمة الله عليه أنه قال: إنه قد يكون في بعض التابعين، أو بعض من يجيء بعد الصحابة، من يكون أفضل من بعض الصحابة، لكن هذا القول خلاف ما هو مشهور عن أهل السنة، وخلاف ما عرف عن أهل السنة، وهو تفضيل الصحابة مطلقاً، أي: تفضيل أي فرد منهم على أي فرد من أفراد من جاء بعدهم.
صلاة الرجل بالليل مع زوجته
السؤال: في صلاة الليل، هل تصلي المرأة خلف زوجها أم الأفضل أن يصلي كل منهما وحده؟ الجواب: كل واحد يصلي وحده، لكن إن صلت معه فإنها تصلي وراءه، ولا تصلي بجواره، وإنما تكون وراءه وليست بجواره، والرسول عليه الصلاة والسلام كان يصلي وعائشة نائمة، فإذا جاء الوتر أيقظها لتوتر.
من الذي يحنك الطفل؟
السؤال: وهل التحنيك من أهل العلم غير سائغ؟الجواب: نعم، غير سائغ أن يذهب إلى شخص يطلب منه أن يحنك تبركاً بلعابه وتبركاً بريقه؛ لأن التبرك بالريق واللعاب إنما هو من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما المرأة تحنك ولدها، والرجل يحنك ولده، ولا يذهب إلى أحد ليحنكه. ومن المعلوم أن مثل هذا ما كان الصحابة يفعلونه إلا مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وما كانوا يأتون إلى أبي بكر يطلبون منه أن يحنك أولادهم، ولا يأتون إلى عمر رضي الله عنه يطلبون منه أن يحنك أولادهم، وإنما كانوا يفعلون هذا مع الرسول عليه الصلاة والسلام.
التحنيك يكون في يوم الولادة
السؤال: هل يحنك المولود في السابع أو متى؟ الجواب: لا، بل يكون في أول ما يولد؛ لأنه في السابع يكون قد دخل جوفه شيء؛ لأن المراد أن يكون أول ما يدخل جوفه هذا التمر الذي قد ذاب وسال، فيكون أول ما يدخل مع ريقه، يعني عندما يولد يكون أول شيء يفعل هو التحنيك، فلا يكون في السابع ولا في الخامس ولا غيرهما؛ لأنه بعد ذلك يكون قد حصل انفتاح حلقه بشيءٍ غير التمر.
رفع اليدين عند تكبيرات الجنازة
السؤال: هل ثبت حديث صحيح في رفع اليدين في تكبيرات صلاة الجنازة؟ ومن رواه إن كان ثابتاً؟الجواب: ابن عمر رضي الله عنه جاء عنه موقوفاً، وجاء عنه مرفوعاً، فقد جاء عنه موقوفاً أنه كان يرفع يديه في تكبيرات الجنازة، أي: في غير الأولى، بل في التكبيرات كلها، وجاء عن ابن عمر مرفوعاً، والذي رفع من طريقه هو عمر بن شبة، وهو ثقة، فحصول الزيادة من طريقه معتبرة؛ لأنها زيادة من ثقة، وهو الذي جاء رفعه عنه، رفعه من طريقه، وقد نبه على هذا الشيخ عبد العزيز بن باز في تعليقه على فتح الباري في كتاب الجنائز، فقد نبه على هذه الزيادة التي حصلت من عمر بن شبه، وأنه رفع الحديث إلى رسول الله، أي: ابن عمر رفعه إلى رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
تحكيم القوانين الوضعية
السؤال: وهل الذي يحصل في القوانين الوضعية ويهيئ لها المحاكم، ومع ذلك يدعي الإسلام، هل هذا الرجل مسلم أم كافر؟ الجواب: قضية تحكيم القوانين، والحكم بغير ما أنزل الله من العلماء من يقول بتكفير من يحكم بغير ما أنزل الله مطلقاً، ومنهم من يقول: إن الحكم في مسألة واحدة بخلاف الشرع اتباعاً للهوى لا يعد كفراً، فمن العلماء من يقول: إنه لا فرق بين الواحدة أو الثنتين، والثلاث، والأربع، والخمس، والست، وليس هناك حد فاصل يقال إذا بلغه لا يكون كفراً، وإذا وصل إليه كان كفراً، فيقول: إنه ما دام أنه يعتبر مخطئاً وما دام أنه فعل أمراً محرماً فإن هذا ذنب عظيم وذنب كبير، أما إذا كان يعتقد عندما وضع القوانين بأن الشريعة لا تصلح لهذا العصر أو أن فيها أموراً مستبشعة وأموراً لا تليق فهذه ردة وكفر بلا شك، يعني من يعدل عن الشريعة؛ لأنها لا تلائم العصر ولا تصلح لهذا الزمان، وإنما صلحت في ذلك الزمان الذي هو زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وزمن الخلفاء الراشدين والأزمنة السابقة، وأما هذا الزمن فإنه لا يصلح لتطبيق الشريعة، فمن اعتقد هذه العقيدة فهو كافر بالله عز وجل.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #205  
قديم 09-01-2020, 05:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الإمامة
(158)


- (باب التشديد في ترك الجماعة) إلى (باب المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن)

افترض الله تعالى على عباده الصلاة في جماعة وحذر أشد التحذير من التخلف عن صلاة الجماعة إلا لعذر من نوم أو مرض، ولذا كان الصحابة يحكمون على من لم يشهد الجماعة بالنفاق.
التشديد في ترك الجماعة

شرح حديث: (... فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [التشديد في ترك الجماعة.أخبرنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن زائدة بن قدامة حدثنا السائب بن حبيش الكلاعي عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال لي أبو الدرداء رضي الله عنه: أين مسكنك؟ قلت: في قرية دوين حمص، فقال أبو الدرداء رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية)، قال السائب: يعني بالجماعة: الجماعة في الصلاة].يقول النسائي رحمه الله: التشديد في ترك الجماعة. عقد النسائي هذه الترجمة يريد بها التنبيه على عظم شأن صلاة الجماعة والاهتمام بها، وأن المسلم يحرص على أداء الصلاة في جماعة، ولا يتخلف عن الصلاة في جماعة؛ لأن شأنها عظيم، والنصوص جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان أهميتها، وفي عقوبة المتخلف عنها.وقد أورد النسائي حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، قال معدان بن أبي طلحة: قال لي أبو الدرداء: أين مسكنك؟ فقلت: قرية دوين حمص، يعني: قريبة منها، ودوين: تصغير دون؛ لأنها قريبة جداً من حمص، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأخذ الذئب من الغنم القاصية). فـأبو الدرداء سأل معدان بن أبي طلحة عن مسكنه، فأخبره أنه في قرية قريبة جداً من حمص، فأرشده إلى أن الجماعة واجبة ولازمة، وأن على كل أهل قرية وكذلك كل بدو يرتحلون وينتقلون من مكان إلى مكان وينزلون في مكانٍ معين من الفلاة، أن يصلوا جماعة، ولا يصلي كل واحد وحده، وقد أسند إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ما من ثلاثةٍ في قرية ولا بدو)، أي: سواء كانوا من أهل القرى، أو من أهل البادية، يعني: إذا كانوا ثلاثة ولا تقام فيهم الجماعة استحوذ عليهم الشيطان، يعني: استولى عليهم، وتغلب عليهم، وصاروا من أوليائه، وممن يكونون حوله، فحصل لهم الضرر، وصاروا منقادين له، أو أتوا بما يريده الشيطان من الفرقة وترك الجماعة، وعدم الإتيان بالصلاة في جماعة. ثم إنه قال: (فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)، قوله: (عليكم بالجماعة)، هذه يمكن أن يكون المراد بها: جماعة المسلمين عموماً، وأن الإنسان يكون مع أهل السنة والجماعة، ويلزم جماعة المسلمين، ويحتمل أن يكون المراد بها: الجماعة الصغرى، التي تكون في بلد، أو في مكان، أو في منزل، فإنهم يصلون جماعة، ولا يصلي كل واحد على حدة، وإن الإنسان إذا خرج عن جماعة المسلمين فإنه يشذ عنهم، ويكون عرضة لاستيلاء الشيطان عليه، وتغلب الشيطان عليه، وكذلك أيضاً إذا تعود أن يصلي منفرداً ولا يصلي مع غيره جماعة فإن ذلك أيضاً يكون مما يحبه الشيطان، ومما يحرص على حصوله.ثم قال: قال السائب، وهو: السائب بن حبيش، أراد بالجماعة: جماعة الصلاة، وهذا هو مقصود النسائي من إيراد الحديث في هذا الباب؛ لأنه أورده في جماعة الصلاة، وإن كان الحديث يحتمل أن يراد به جماعة المسلمين، وأن يكون من أهل السنة والجماعة، لا من أهل البدعة والفرقة، وقد جاءت النصوص تدل على لزوم الجماعة، والمراد بها: جماعة المسلمين، ولكن النسائي عندما عقد هذه الترجمة، وأراد في قوله: التشديد في ترك الجماعة، أي: الجماعة في الصلاة، والسائب بن حبيش قال: أراد بقوله الجماعة: جماعة الصلاة، فهذا هو وجه إيراده في كتاب الصلاة، وفيما يتعلق بوجوب صلاة الجماعة.
تراجم رجال إسناد حديث: (... فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية)
قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].وهو المروزي، ثقة، خرج حديثه الترمذي، والنسائي، وهو رواية عبد الله بن المبارك .[عن عبد الله بن المبارك].وهو المروزي أيضاً، ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، عابد، قال عنه الحافظ ابن حجر بعد ذكر جملة من صفاته الحميدة: جمعت فيه خصال الخير، وقد أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي].وهو أبو الصلت، ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن السائب بن حبيش الكلاعي].وهو مقبول، خرج حديثه أبو داود، والنسائي. [عن معدان بن أبي طلحة].وهو شامي، ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[أبو الدرداء].وهو عويمر بن زيد الأنصاري صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو مشهور بكنيته، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
التشديد في التخلف عن الجماعة

شرح حديث أبي هريرة في هم النبي بإحراق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [التشديد في التخلف عن الجماعة. أخبرنا قتيبة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطبٍ فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عظماً سميناً، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء)].أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: التشديد في التخلف عن صلاة الجماعة، والفرق بين هذه الترجمة والترجمة السابقة: التشديد في عدم إقامة الجماعة، وأنها هنا تصلى، ولكن يتخلف بعض الناس عنها، هي مقامة، والمساجد قائمة، ويصلى فيها، لكن هناك من يتخلف عن صلاة الجماعة.وأورد النسائي في هذه الترجمة حديث: أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطبٍ فيحطب)، يعني: أنه يكلف من يجمع حطباً ويهيئه ويعده، ثم يأمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم يأمر رجلاً فيؤم الناس، ثم يذهب إلى أناس لا يشهدون الصلاة، فيحرق عليهم بيوتهم، في الوقت الذي هم متلبسون بالمعصية، وهي التخلف عن صلاة الجماعة، الجماعة قائمة وهي تصلى، والرسول صلى الله عليه وسلم هم بالتخلف عن الجماعة؛ ليذهب إلى أولئك الناس الذين لا يحضرون الجماعة، أو يتخلفون عنها، فيحرق عليهم بيوتهم بالنار، وذلك في الوقت الذي يكونون فيه مرتكبين للمعصية، لا يحرقها عليهم في غير الصلاة، وإنما في نفس الوقت الذي الناس يصلون وهم جلوس في بيوتهم لا يخرجون منها. فهذا الهم من رسول الله عليه الصلاة والسلام، يدل على وجوب صلاة الجماعة؛ لأن كونه يهم بهذه العقوبة التي هي التحريق بالنار فهو وإن لم يفعل إلا أن مجرد همه يدل على عظم الذنب، وعلى خطورته، وقد جاء في بعض الروايات: أنه منعه ما فيها من النساء والذرية الذين فيها وليسوا مكلفين بالجماعة؛ لأن الجماعة لا تجب عليهم، فلولا ما فيها من النساء والذرية لأحرقها عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فكونه يقول هذا الكلام وإن لم ينفذ فهذا كافٍ في بيان خطورة هذه المعصية، وبيان شدتها، وأن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قد هم بهذا الهم، فدل على أن الجماعة واجبة، وعلى أن تاركها عرض نفسه للعقوبة. والتخلف عن صلاة الجماعة من علامات النفاق، هكذا كان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم، يتهمون من يتخلف عن الجماعة بالنفاق، وكان عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما يقول: (كنا إذا افتقدنا الرجل في صلاة العشاء اتهمناه)، وعبد الله بن مسعود كما سيأتي في الأثر أنه قال: (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها -أي: الصلاة- إلا منافق معلوم النفاق)، ثم بين عليه الصلاة والسلام أن شأن المنافقين الذين يتخلفون عن الصلاة أنهم همهم الدنيا، وليس همهم الآخرة، وأن الواحد منهم لو علم بأن هناك لحم في المسجد يؤكل ولو كان ذلك اللحم هزيلاً، ولو كان يسيراً، ولو كان قليلاً، فإنه يأتي إلى المسجد من أجل أن يظفر بنصيب من الدنيا، فقال: (والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عظماً سميناً)، يعني: عظماً عليه لحم، واللحم سمين، (أو مرماتين حسنتين)، قيل: هما ظلف الشاة وما بينهما من اللحم، وذلك كناية عن حقارة هذا الشيء الذي يحرص عليه المنافقون ولو كانوا يعلمون أن في المسجد مثل هذا اللحم الذي هذا وصفه لحضروا لصلاة العشاء من أجل أن يحصلوا نصيباً من هذا المتاع الدنيوي، ويتركون ما أعده الله عز وجل من الأجر العظيم والثواب الجزيل، ولهذا قال: (ولو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما -أي: صلاة العشاء، والفجر- ولو حبواً).وقوله: (يشهد العشاء) أي: لحضر صلاة العشاء، ومن المعلوم: أن صلاة العشاء هي إحدى الصلاتين الثقيلتين على المنافقين كما مر بنا سابقاً.
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في هم النبي بإحراق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة
قوله: [أخبرنا قتيبة].وهو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن مالك]. وهو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، وصاحب المذهب المشهور، أحد المذاهب الأربعة من مذاهب أهل السنة، وقد أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي الزناد].وهو عبد الله بن ذكوان، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن الأعرج]. وهو عبد الرحمن بن هرمز، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن أبي هريرة]. وهو عبد الرحمن بن صخر، على أصح الأقوال في اسمه واسم أبيه، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المكثرين من رواية حديثه من أصحابه، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق، رضي الله تعالى عنه وأرضاه.والحديث الذي مر يدل على أن الصلاة في البيوت لا تقام جماعة، وإنما الجماعة في المساجد؛ لأنها لو كان إقامتها جماعة في البيوت كافياً لما استحقوا هذه العقوبة، ويمكن أنهم يصلون جماعة في البيوت، لأن البيوت ليست محلاً لإقامة صلاة الجماعة، وإنما محل إقامة صلاة الجماعة هي المساجد، كما جاء ذلك موضحاً في أثر عبد الله بن مسعود الآتي.
المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن

شرح حديث ابن مسعود: (... ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم نفاقه)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن.أخبرنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن المسعودي عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه أنه كان يقول: ( من سره أن يلقى الله عز وجل غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإن الله عز وجل شرع لنبيه صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، وإني لا أحسب منكم أحداً إلا له مسجد يصلي فيه في بيته، فلو صليتم في بيوتكم وتركتم مساجدكم لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من عبد مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يمشي إلى الصلاة إلا كتب الله عز وجل له بكل خطوةٍ يخطوها حسنة، أو يرفع له بها درجة، أو يكفر عنه بها خطيئة، ولقد رأيتنا نقارب بين الخطى، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم نفاقه، ولقد رأيت الرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف)].أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: المحافظة على الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، النداء هو: الأذان، ويكون في المساجد، ويدعى الناس للصلاة في المساجد، والمؤذن يقول في أذانه: حي على الصلاة، حي على الفلاح، معناه: هلموا وأقبلوا تعالوا، لا يقول: صلوا في بيوتكم، وإنما يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح، تعالوا، فإن المساجد إنما بنيت لذكر الله عز وجل، وبنيت لاجتماع الناس للصلاة فيها، يجتمعون فيها في اليوم والليلة خمس مرات لأداء الصلوات الخمس التي فرضهن الله عز وجل، وهي لا تقام في البيوت، والذي يصليها في بيته يأثم لتخلفه عن الجماعة، ويكون ترك أمراً واجباً عليه، والواجب على كل مسلم إذا سمع: حي على الصلاة، حي على الفلاح، أن يبادر إلى الإتيان إلى الصلاة، وأن يصلي مع المسلمين، وهذه الاجتماعات التي تكون منهم في اليوم والليلة خمس مرات، هذه من أعظم المكاسب والفوائد التي يستفيدونها من صلاتهم: وهي التقاء بعضهم ببعض، واستئناس بعضهم ببعض، واطلاع بعضهم على أحوال بعض، وما إلى ذلك من الأمور التي تحصل بهذه اللقاءات اللازمة، التي يجب على كل مسلم أن يأتي إلى المساجد، وأن يؤدي تلك الصلوات الخمس التي فرضهن الله عز وجل على عباده.يقول عبد الله بن مسعود: من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيه سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى. يعني: مطلوب من الناس الذين هم الرجال أن يحضروا إلى المساجد وأن يؤدوا الصلاة، وليس المقصود أن يصلوا في بيوتهم، فمن سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، أي: يحافظ عليهن جماعة، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولا أحسب أحداً منكم إلا وله مسجد في بيته، معناه: كل واحد له مسجد في بيته أو مكان في بيته يصلي فيه، لكن يصلي فيه النوافل، ولو أنها صليت الفرائض والصلوات الخمس في البيوت كما تصلى النوافل لتركت المساجد، وإذا تركت المساجد ترك الناس سنة نبيهم، وإذا تركوا سنة نبيهم ضلوا.ثم بين ما يترتب على صلاة الجماعة من الفضل والأجر، وأن الصلاة في البيوت لا يحصل فيها هذا الأجر، وهو أن الإنسان إذا خرج من بيته إلى الصلاة لا يخطو خطوة إلا يرفع الله له بها درجة ويحط عنه بها خطيئة، وقد جاءت الأحاديث الكثيرة في ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهذا لا يحصله من صلى في بيته، ولو صلى مع غيره جماعة، فإنه لا يحصل هذا الأجر، بل يأثم؛ لأن الجماعة واجبة على الناس في المساجد، وليس المقصود أنها واجبة عليهم في البيوت، بل يجب على كل مسلم يسمع: حي الصلاة، حي على الفلاح، أن يخرج إلى المسجد، وأن يأتي إلى المسجد، ويؤدي صلاة الجماعة. قوله: [(ولقد رأيتنا نقارب بين الخطى)]، معناه: حتى تكثر الخطى، ولا يسرعون، يعني: يمشون مشياً وئيداً، أي: بسكينة ووقار، وبدون استعجال، وبذلك تكثر الخطى، ويحصلون الأجر في كل خطوة يخطوها ويحطها، فإن الله تعالى يكتب له بها حسنة، ويحط عنه بها خطيئة.وقوله: [(ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها)].(ولقد رأيتنا)، يعني: أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، (وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق)، يعني: علامة المنافق عند الصحابة: أن يكون متخلفاً عن صلاة الجماعة، وأنه لا يأتي إلى المساجد، هذه علامة النفاق عند أصحاب رسول الله، (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق)، ومثل هذا قول عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه الذي أشرت إليه: (كنا إذا افتقدنا الرجل في صلاة العشاء اتهمناه).وقوله: (ولقد رأيت الرجل يهادى بين الرجلين؛ حتى يقام في الصف)، يعني: من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، ورضي الله عنهم وأرضاهم، يعني: يصيب الواحد منهم المرض، ويكون معذوراً لو صلى في بيته، ولكن من أجل حرصه على الجماعة، وعلى الإتيان إلى المسجد، فإنه يحرص على ذلك، مع ما يتحمل من المشقة، وإن كان لا يستطيع أن يأتي مشياً على رجليه، وإنما يأتي يهادى بين رجلين، أي: واحد يمسك عضده اليمنى، والثاني يمسك عضده اليسرى، ورجلاه تخط في الأرض، لا يستطيع المشي حتى يقام في الصف؛ حرصاً على صلاة الجماعة؛ لأن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام هم الذين يعلمون الأجر الذي أعده الله لمن يصلي جماعة؛ ولهذا يأتون وهم مرضى، ويحرصون على الإتيان إلى المساجد وهم مرضى، مع أنهم معذورون لو صلوا في بيوتهم، والمنافقون بعكس ذلك، وقد قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (ولو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما ولو حبواً)، ولكن همهم الدنيا، وليس همهم الآخرة، أما أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم فهمهم الآخرة، ولهذا يتجشم الواحد منهم المشاق، ويأتي إلى المسجد وهو مريض، لا يمشي على رجليه، وإنما يأتي يهادى به بين الرجلين حتى يقام في الصف رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود: (... ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم نفاقه)
قوله: [أخبرنا سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك].وقد مر ذكرهما قريباً. [عن المسعودي].هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي صدوق اختلط قبل موته، قال الحافظ ابن حجر: علامة ذلك: أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط، وما كان قبل ذلك فإنه لا ضير فيه؛ لأن المحذور هو ما كان بعد الاختلاط، وأما ما كان قبل الاختلاط فهذا هو الذي لا يؤثر على الرواية عن المختلط، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة. [عن علي بن الأقمر].وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي الأحوص].وهو عوف بن مالك الكوفي، ثقة، خرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. وأبو الأحوص يطلق على جماعة، وقد مر بنا أبو الأحوص وهو سلام بن سليم الحنفي، وهو متأخر عن هذا، وأما هذا فهو في طبقة متقدمة يروي عن الصحابة. [عن عبد الله].وهو عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد فقهاء الصحابة، وهو من المهاجرين رضي الله عنه وأرضاه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو ليس أحد العبادلة الأربعة المشهورين بهذا اللقب؛ لأن ابن مسعود متقدم، والعبادلة الأربعة هم من صغار الصحابة، وهم متأخرون عنه في الوفاة، وأدركهم من لم يدرك ابن مسعود، وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس رضي الله تعالى عن الجميع.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #206  
قديم 09-01-2020, 05:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح حديث أبي هريرة في أمر النبي للأعمى بحضور الجماعة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا مروان بن معاوية حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن عمه يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (جاء أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه ليس لي قائد يقودني إلى الصلاة، فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته، فأذن له، فلما ولى دعاه، وقال له: أتسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب)].أورد النسائي: حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً أعمى، وهو عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم رضي الله تعالى عنه، جاء إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال: إنه رجلٌ أعمى، وليس له قائد يلائمه، فهل له رخصة أن يصلي في بيته؟ فأذن له، فلما ولى ناداه، وقال له: (أتسمع النداء؟ قال: نعم، قال: فأجب)، يعني: لم يرخص له، وكأنه في الأول رخص له لعله ظن أنه لا يسمع النداء، فلما علم بأنه يسمع النداء قال له: (أجب)، أو أنه أوحي إليه، أو أنه حصل منه أولاً باجتهاده، وكان على ما يقوله بعض أهل العلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد، لكنه لا يقر إلا على حق صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. والحديث دال على وجوب صلاة الجماعة، إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لم يعذر رجلاً أعمى جاء في بعض الروايات الأخرى: أنه شاسع الدار -أي: بعيد الدار- وليس له قائد يلائمه إلى المسجد، والرسول عليه الصلاة والسلام لم يرخص له مع وجود هذا الوصف فيه، الذي هو العمى، وبعد الدار، وليس له من يلائمه في الذهاب والإياب من وإلى المسجد، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يرخص له، بل قال: (هل تسمع النداء؟ قال: نعم، قال: فأجب)، أي: أجب النداء واحضر الصلاة ولا تتخلف عنها، دل ذلك على وجوبها، وأنه لا يجوز للإنسان أن يتخلف عنها، إذا كان هذا رجل أعمى داره بعيدة ولم يرخص له الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بمن يكون صحيح الجسد، سليم العينين، عنده القدرة وعنده النشاط؟! فهذا يدل على وجوب الجماعة.
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في أمر النبي للأعمى بحضور الجماعة
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].وهو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، المشهور بـابن راهويه، ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو محدث، وفقيه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه. [حدثنا مروان بن معاوية].وهو ثقة، خرج حديثه الجماعة، وقيل: إنه يدلس أسماء الشيوخ، وذلك أن التدليس قسمان: تدليس في الإسناد، وهو: أن يروي عن شيخه، ما لم يسمع منه، وهذا فيه احتمال سقط، يعني: فيه احتمال سقط راو، وأما تدليس الشيوخ، فهو بأن يذكر شيوخه بغير ما اشتهروا به، هذا يسمى تدليس الشيوخ، وهذا فيه تعمية؛ لأنه لا يذكر الشخص بما اشتهر به، وإنما يذكره بشيء صحيح، كأن ينسبه إلى جده، أو يذكره بكنية أبيه، أو ما إلى ذلك من الأمور التي هي حقيقة وواقعة، ولكنها خلاف ما اشتهر به الإنسان، هذا يسمى تدليس الشيوخ، ومن المعروفين بهذا الخطيب البغدادي، فإنه يستعمل ذلك كثيراً، يعني: كونه يدلس في أسماء شيوخه ويذكرهم بغير ما اشتهروا به، وقد يحكم بجهالته مع أنه معروف؛ لأنه ذكر بغير ما اشتهر به. [حدثنا عبيد الله بن عبد الله]. وهو عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، مقبول، خرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. [عن عمه].وهو يزيد بن الأصم، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري في الأدب، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن أبي هريرة].وهو: صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، ورضي الله تعالى عنه وأرضاه، وقد مر ذكره قريباً.
شرح حديث ابن أم مكتوم في أمر النبي له بحضور الجماعة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء حدثنا أبي حدثنا سفيان، (ح) وأخبرني عبد الله بن محمد بن إسحاق حدثنا قاسم بن يزيد حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن أم مكتوم رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله، إن المدينة كثيرة الهوام والسباع، قال: هل تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟ قال: نعم، قال: فحي هلا، ولم يرخص له)].أورد النسائي حديث: عبد الله بن أم مكتوم رضي الله تعالى عنه الذي فيه، أنه قال للرسول عليه الصلاة والسلام: إن المدينة كثيرة السباع والهوام، وطلب منه أن يرخص له أن يصلي في بيته، فقال له: (هل تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟ قال: نعم، قال: فأجب، ولم يرخص له)، وهو بمعنى الحديث الذي قبله عن أبي هريرة، وهو دال على وجوب صلاة الجماعة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما لم يعذر هذا الرجل الأعمى، وقد أبدى هذا العذر لكونه أعمى، وشاسع الدار، ويخشى من السباع والهوام، وكذلك ليس له من يلائمه، ومع ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال له: (أتسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟ قال: نعم، قال: فأجب)، ذلك واضح الدلالة على وجوب صلاة الجماعة.
تراجم رجال إسناد حديث ابن أم مكتوم في أمر النبي له بحضور الجماعة
قوله: [حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء]. وهو صدوق، خرج له أبو داود، والنسائي.[عن أبيه]. وهو زيد بن أبي الزرقاء، ثقة، خرج له أبو داود، والنسائي أيضاً.يعني: كل منهما موصلي هارون وأبوه زيد. [عن سفيان].وهو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، المحدث، الفقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من أعلى صيغ التعديل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. ثم حول النسائي الإسناد وانتقل إلى إسناد آخر، فأتى بلفظ: (ح) الدالة على التحويل، والتحول هو: التحويل من إسناد إلى إسناد، ثم بعدها بدأ بإسناد جديد، وذكر واحداً من شيوخه يروي عنه بإسناد آخر، وقال: [أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسحاق]. وهو ثقة، خرج له أبو داود، والنسائي. [حدثنا القاسم بن يزيد].هو قاسم بن يزيد الموصلي، ثقة، خرج حديثه النسائي وحده.[حدثنا سفيان].وهو الثوري، وهنا التقى الإسنادان من النسائي يلتقيان بـسفيان الثوري، حدثنا عبد الرحمن بن عابس.وهو: عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة، وهو النخعي الكوفي، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، إلا الترمذي فإنه لم يخرج له شيئاً. [عن عبد الرحمن بن أبي ليلى].وهو تابعي، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن ابن أم مكتوم].وهو عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم، مشهور بهذه النسبة، حيث يقال له: ابن أم مكتوم، وهو صاحب رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
الأسئلة

الجمع بين همه صلى الله عليه وسلم بإحراق بيوت المنافقين، ونهيه عن الإحراق
السؤال: كيف نجمع بين همه صلى الله عليه وسلم بإحراق بيوت المتخلفين، وبين نهيه عن الإحراق؟الجواب: كما هو معلوم: الرسول نهى عن التحريق بالنار، وأنه لا يعذب بالنار إلا رب النار، ولعل هذا كان قبل أن يحصل منه النهي عن التحريق بالنار، لكن مجرد همه يدل على وجوب صلاة الجماعة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان أرسل رجلين من أصحابه، وقال لهما: إذا لقيتم فلان وفلان فحرقوهما بالنار، ثم دعاهما، وقال: (إنه لا يعذب بالنار إلا رب النار، فإذا لقيتموهما فاقتلوهما).
كيفية التسليم على النبي عند قبره
السؤال: ما هي الطريقة الصحيحة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه؟ وهل يخاطبون بالتسليم، ويسمى كل واحد منهم؟ الجواب: ما كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يزورون القبر، وذلك أنهم يصلون ويسلمون عليه، وصلاتهم وسلامهم عليه تبلغه بواسطة الملائكة، لكن جاء عن عبد الله بن عمر، أنه إذا كان قدم من سفر، جاء وسلم على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلى أبي بكر، وعلى أبيه رضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين، وإذا جاء وسلم يخاطب، فيقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، وإذا قال: صلى الله وسلم وبارك عليك، وجزاك أفضل ما جزا نبي عن أمته، لا بأس، وكذلك يخاطب أبو بكر يقول: السلام عليك يا أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنك وأرضاك، وكذلك عن عمر، فإنه يسلم عن عمر ويخاطبهما؛ لأن السلام فيه خطاب.
قضاء الفائتة هل يكون جماعة أم فرادى
السؤال: إذا فاتت الصلاة جماعة من الناس لعذر شرعي، فأيهما الأولى أن يصلوا جماعة في بيت أحدهم، أم كل واحد يصلي منفرداً؟الجواب: الأولى أو الواجب على كل مسلم أن يأتي إلى المسجد لأداء الصلاة، فإذا فاتت الصلاة وجاءوا إلى المسجد وقد صلى الناس، فإنهم يصلون في المسجد، أما إذا كان مضى الوقت وقد فاتت الصلاة فإنهم يصلون في بيوتهم جماعة، لكن الواجب عليهم أن يحرصوا على الذهاب إلى المسجد، ويصلوا في المسجد إذا جاء وقد فاتت الصلاة، وقد قضيت الصلاة، لكن إذا كان قضيت الصلاة، وخرج الوقت، وخرج الناس، فيصلون في بيوتهم يعني: جماعة، لكن يحذروا من أن يتكرر منهم ذلك؛ لأن الإنسان إذا تعود على التخلف عن الجماعة، يسهل عليه ذلك، فيكون ذلك سبباً في ابتلائه بترك الجماعة والعياذ بالله.
من تخلف عن صلاة الجماعة وصف بالنفاق
السؤال: من ترك الجماعة الآن وصلى في بيته، هل يطلق عليه أن فيه علامة نفاق؟ الجواب: الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يعتبرون ذلك من علامات النفاق، والإنسان الذي لا يصلي في المسجد ويصلي في بيته ما الذي لا يجعله منافقاً أو متصفاً بعلامات النفاق؟! إذا كان الصحابة في زمنهم يعتبرون من يتخلف عن الصلاة أنه منافق، فلماذا الذي يحصل منه ذلك، أن يكون متصفاً بهذا الوصف؟
لفظة سيدنا في التشهد غير واردة
السؤال: ما حكم قول المصلي: اللهم صل على سيدنا أو نبينا محمد في التشهد، هل هذا جائز أم لا؟الجواب: الإنسان في التشهد يأتي باللفظ الوارد: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، فلا يقول في اللفظ: لا سيدنا ولا نبينا؛ لأن اللفظ ورد بهذه الصيغة: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، فيأتي به كما جاء لا يزيد ولا ينقص، يأتي بالنص كما علم رسول الله عليه السلام أصحابه، لا يزيد على ذلك ولا ينقص، لكن في غير الصلاة، فيقول: اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وعلى سيدنا، وعلى إمامنا، وعلى قدوتنا، وما إلى ذلك من أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام، لا بأس بذلك، لكن ألفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم الواردة يؤتى بها كما جاءت دون أن يضاف إليها شيء، ودون أن ينقص منها شيء.
وجوب صلاة الجماعة في السفر
السؤال: هل صلاة الجماعة في حال السفر واجبة؟ الجواب: نعم، صلاة الجماعة واجبة في الحضر والسفر، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم بالجماعة في السفر، كان يصلي جماعة بأصحابه وهم مسافرون، بل في الخوف، وفي شدة الخوف كانت صلاة الجماعة تقام، وهذا من أوضح الأدلة على وجوبها، إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حافظ عليها حتى في الخوف يقسم الناس قسمين، فهذا يدل على وجوب الجماعة، وعلى أن الجماعة لازمة.
هل خروج الدم ينقض الوضوء؟
السؤال: هل ينقض الوضوء بخروج الدم من الجسد؟ وهل تصح الصلاة إذا كانت على الثياب قطرات من الدم؟ الجواب: نعم، بعض العلماء يقول: إن خروج الدم الكثير، يحصل به نقض الوضوء، ومنهم من يقول: بأنه لا يحصل نقض، وأما كون الدم على الجسد أو على الثوب، فإذا كان يسيراً فإنهم يقولون: إنه لا يؤثر، وأما إذا كان كثيراً فيتعين غسله.
تقبيل اليد بعد المصافحة
السؤال: بعض الناس بعد المصافحة يقبل يده، أو يضعها على صدره، فهل هذا من السنة؟ الجواب: لا أعلم شئاً يدل على هذا المصافحة، يعني: يد تمسك باليد، ثم يطلق كل يده، ولا نعلم أنها يذهب بها إلى الصدر، ولا أنها تقبل.
ما صحة حديث اتقوا فراسة المؤمن
السؤال: ما صحة هذا الحديث: (اتقوا فراسة المؤمن)؟الجواب: الذي أعرف أن هذا الحديث ضعيف ليس بصحيح، لكن لا شك أن بعض الناس يكون له فراسة في الأشخاص، مثل ما يقول الشاعر: والنفس تعلم من عيني محدثها إن كان من حزبها أو من أعاديهايعني: وهذا عن طريق الفراسة، لكن الحديث لم يثبت.
هل الجماعة في المسجد تجب على المسافر؟
السؤال: هل صلاة الجماعة واجبة في المسجد بالنسبة للمسافر؟الجواب: صلاة الجماعة واجبة على الحاضر والمسافر، لكن المسافر الذي هو جاد به السير، إذا مر في مسجد تقام فيه الصلاة، فيلزمه أن ينزل، لكن المسافرين مع بعض يصلونها جماعة مع بعضهم وإن كان لهم رخصة الجمع في السفر إلا أن هذا لا يعفيهم عن صلاة الجماعة، مثل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي مع أصحابه جماعة.

لماذا لم يرو مسلم عن المسعودي

السؤال: الحديث الذي روي عن عبد الله بن مسعود الذي مر بنا الآن أخرجه مسلم ذكره المحقق، فلماذا المسعودي لم يرو له مسلم؟ الجواب: لا، فكما هو معلوم، أنه ليس بلازم أن كل محدث يروي عن كل راوي، بل لا يروي عن كل ثقة، فلا يقال: إن كل ثقة يروي عنه مثلاً شخص، والمسعودي كما هو معلوم فيه كلام من حيث الاختلاط، لكن هناك ثقات لم يرو عنهم مسلم، وعدم الرواية عن الثقة لا يدل على تضعيفه عنده، لكن الحديث يكون رواه مسلم ما دام أن المسعودي ليس من رجاله، معناه: أنه من طريق آخر غير طريق ابن مسعود .
يكتب للماشي الأجر عند رجوعه من المسجد
السؤال: هل يكتب للماشي إلى الصلاة حال رجوعه؟الجواب: نعم، جاء في بعض الأحاديث ما يدل على هذا، يعني: في حال ذهابه وإيابه، يرفع له حسنة ويحط عنه خطيئة بكل خطوة يخطوها، ورد فيه حديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، أن رجلاً قال له: (إنني أرجو أن يكتب الله لي في ذهابي وإيابي إلى المسجد، فقال له رسول الله: إن الله كتب لك ذلك كله)، وهذا فيه ذكر الإياب كما أن فيه ذكر الذهاب.
من صلى في بيته لا يؤذن
السؤال: هل من صلى في بيته منفرداً يؤذن أو لا؟الجواب: أقول: لا يؤذن الإنسان إذا صلى في بيته منفرداً؛ لأن الأذان هو نداء، وإعلام لدخول الوقت، نعم الإنسان إذا كان في سفر يؤذن، ولو كان وحده، ويرفع صوته، ولا يسمعه شجر ولا حجر ولا إنس ولا جن إلا شهد له يوم القيامة.
حكم تكبيرات الانتقال
السؤال: ما حكم تكبيرات الانتقال؟الجواب: تكبيرة الانتقال واجبة، يجب على الإنسان أن يأتي بها، وإذا تركها سهواً يجبرها بسجود السهو.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #207  
قديم 03-06-2021, 04:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الإمامة
(159)



باب العذر في ترك الجماعة - باب حد إدراك الجماعة

من الأعذار التي تبيح التخلف عن الجماعة مدافعة الخبث، ولهذا يستحب أن يبدأ به أولاً، كما يعذر بحضور العشاء، ونزول المطر، ومن جاء إلى المسجد وقد صلى الناس كتب له مثل أجر من حضرها.
العذر في ترك الجماعة

شرح حديث: (إذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [العذر في ترك الجماعة. أخبرنا قتيبة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه: (أن عبد الله بن أرقم رضي الله عنه كان يؤم أصحابه، فحضرت الصلاة يوماً فذهب لحاجته ثم رجع، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة)].لما ذكر النسائي في الأبواب السابقة التشديد في التخلف عن صلاة الجماعة، وأورد الأحاديث التي وردت في ذلك، وأن التخلف عنها من علامات النفاق، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرخص لرجل أعمى استأذنه بأن يتخلف ويصلي في بيته؛ لأنه شاسع الدار، وليس له قائد يلازمه إلى المسجد، وهو أعمى، فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يرخص له، وقال: (هل تسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح؟ قال: نعم، قال: فأجب)، لما ذكر ذلك ذكر هذه الترجمة وهي: العذر في التخلف عن الجماعة.يعني: لما ذكر الترجمة السابقة ذكر هذه الترجمة التي بين فيها شيئاً من الأعذار التي يرخص ويؤذن للإنسان أن يتخلف ويترك صلاة الجماعة، وقد أورد في ذلك بعض الأحاديث، ومنها حديث: عبد الله بن أرقم في قصة كونه ذهب مع جماعة من أصحابه، وجاء عند أبي داود: أنه خرج حاجاً ومعه جماعة وهو يؤمهم، فلما أقيمت الصلاة وجد أنه بحاجة إلى الذهاب لقضاء الحاجة، فقال: ليؤمكم أحدكم، ثم ذهب، وجعل واحداً منهم يصلي بهم، ثم روى الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي أورده النسائي هنا.قوله: [(إذا وجد أحدكم الغائط، فليبدأ به قبل الصلاة)]، يعني: إذا كان يحس أنه بحاجة إلى قضاء الحاجة، فإنه يقضي الحاجة أولاً، ثم يأتي إلى الصلاة، ولا يصلي وهو يدافعه؛ لأن ذلك يشغله عن صلاته، فأمر واحداً منهم أن يصلي بهم، وذهب هو ليقضي حاجته، ولما رجع أخبرهم بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (إذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة)، يعني: لا يصلي وهو بحاجة إلى الذهاب لقضاء الحاجة، وإنما يقضي حاجته أولاً، ثم يأتي إلى الصلاة وهو مستريح البال ليس مشوشاً، وليس عنده ما يشغله، وليس مدافعاً للبول أو الغائط، فحديث عبد الله بن أرقم هذا يدل على أن الإنسان إذا جاء وقت الصلاة وهو مصاب بإسهال، فإنه معذور بأن يتخلف عن الجماعة؛ لوجود هذا الأمر الذي اقتضى التخلف.
تراجم رجال إسناد حديث: (إذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة)
قوله: [أخبرنا قتيبة]. وهو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن مالك]. وهو ابن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة؛ مذاهب أهل السنة، والتي حصل لأصحابها أتباع عنوا بجمع أقوالهم وآرائهم، وتدوينها وتنظيمها والعناية بها، وقد حصل في زمانهم وقبل زمانهم وبعد زمانهم أئمة مثلهم أجلة، ولكنه ما حصل لهم من الأتباع الذين يعنون بجمع فقههم وترتيبه، وتنظيمه والعناية به كما حصل لهؤلاء الأربعة، رحمة الله على الجميع، والإمام مالك رحمه الله أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن هشام بن عروة]. وهو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، ثقة، فقيه، ربما دلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن أبيه عروة].وهو عروة بن الزبير بن العوام، من فقهاء المدينة في عصر التابعين، وهو أحد الفقهاء السبعة، وإذا جاء ذكر الفقهاء السبعة في مسألة فيراد بهم سبعة من فقهاء التابعين في المدينة، ومنهم: عروة بن الزبير بن العوام، وقد مر ذكرهم مراراً وتكراراً، مع تكرر أسماء هؤلاء السبعة الذين هم مكثرون من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين يأتي ذكرهم، وتأتي الإشارة إليهم في مناسبات متعددة، لوجود الأحاديث الكثيرة التي يأتي في أسانيدها هؤلاء السبعة من فقهاء التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله بن الأرقم].وهو صحابي من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولاه عمر رضي الله عنه بيت المال في زمن خلافته، وحديثه أخرجه أصحاب السنن الأربعة.
شرح حديث: (إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن منصور حدثنا سفيان عن الزهري عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة، فابدءوا بالعشاء)].أورد النسائي حديث: أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا حضر العشاء)، وهو: الطعام الذي يكون في آخر النهار أو في أول الليل، (إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة، فابدءوا بالعشاء)، إذا حضر وقدم، وأقيمت الصلاة، والنفوس متعلقة بالطعام، ولاسيما إذا كان هناك جوع، والإنسان إذا صلى ينشغل عن صلاته بشدة جوعه وحاجته إلى الطعام، فإنه يبدأ بالعشاء؛ لأنه لو دخل في صلاته لاشتغل فيها بتعلق نفسه بالعشاء الذي قدم؛ لكونه بحاجة إليه، وهذا فيما إذا قدم وحضر والنفوس متعلقةٌ به، أما إذا لم يكن حاضراً، فإن الصلاة تؤدى، وزمن تأديتها قصير، ويرجع الإنسان إلى الطعام إذا نضج وهيئ، والحديث جاء فيما إذا حصل حضوره، وتعلقت النفوس به، فإنه يبدأ به ويقدم على الصلاة؛ لأنه لو دخل في الصلاة وهو يتوق إليه، لاسيما إذا كان جائعاً، فإنه يتشاغل في صلاته، ويحصل له التشويش والتعلق بذلك الطعام، فجاءت السنة بأن الإنسان يقضي حاجته أولاً إذا قدم الطعام، ثم يذهب إلى الصلاة.

تراجم رجال إسناد حديث: (إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء)

قوله: [أخبرنا محمد بن منصور].وهو الجواز المكي، ثقة، خرج حديثه النسائي وحده، وقد عرفنا فيما مضى: أن محمد بن منصور اثنان: أحدهما هذا الجواز المكي، والثاني: الطوسي، لكن حمله على محمد بن منصور المكي هو الأقرب؛ لأن سفيان بن عيينة مكي، وإذا أهمل الشخص فإنه يحمل على من يكون له بالراوي، أو بالشيخ علاقة، كأن يكون مكثراً عنه، أو يكون ملازماً له، أو يكون من أهل بلده، بخلاف الثوري فإنه كوفي، ومحمد بن منصور مكي، وسفيان بن عيينة مكي، فإذاً: محمد بن منصور هو المكي الجواز. [عن سفيان].وهو ابن عيينة، محدث، فقيه، مشهور، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن الزهري].إذا جاء سفيان غير منسوب يروي عن الزهري، فالمراد به: ابن عيينة؛ لأن سفيان بن عيينة معروف بالرواية عن الزهري، وهو مكثر من الرواية عنه، أما سفيان الثوري فقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح: أنه لا يروي عنه إلا بواسطة، وعلى هذا فيحمل ما جاء من ذكر سفيان غير منسوب، يروي عن الزهري، يحمل على أنه ابن عيينة، والزهري هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، وينسب إلى جده شهاب فيقال: ابن شهاب، وينسب إلى جده زهرة بن كلاب فيقال له: الزهري، وزهرة بن كلاب، أخو قصي بن كلاب، يلتقي نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم في كلاب أبو قصي وأبو زهرة، وهو إمام جليل، ومحدث فقيه، مكثر من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو من جلة أهل المدينة من صغار التابعين، وهو الذين كلفه أمير المؤمنين الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه في زمن خلافته بجمع السنة وتدوينها وكتابتها، وهو الذي قال فيه السيوطي في الألفية: أول جامع الحديث والأثرابن شهاب آمر له عمروحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن أنس]. وهو أنس بن مالك صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المكثرين من رواية حديثه، وخادمه الذي خدمه عشر سنوات، وهو من صغار الصحابة الذين عمروا وعاشوا حتى أدركهم صغار التابعين؛ لأن الزهري من صغار التابعين، وقد أدرك صغار الصحابة، مثل: أنس بن مالك رضي الله عنه، وروى عنه كما هنا، وهذا الإسناد رباعي، من رباعيات النسائي، التي هي أعلى الأسانيد عند النسائي، التي فيها بين النسائي وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أشخاص، فهذا الإسناد من الأسانيد العالية عند النسائي التي هي الرباعيات، وليس عنده ثلاثيات، بل أعلى ما عنده الرباعيات، مثل هذا الإسناد الذي معنا.
شرح حديث أسامة بن عمير في العذر بالمطر في ترك الجماعة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين، فأصابنا مطر، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن صلوا في رحالكم)].أورد النسائي حديث والد أبي المليح، وهو: أسامة بن عمير، أنهم كانوا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في حنين، فأصابهم مطر، فنادى منادي رسول الله: (أن صلوا في رحالكم)، يعني: صلوا في منازلكم، وهذا يدل على أن المطر إذا غزر وكثر وشق على الناس الخروج إلى المسجد، فلهم أن يصلوا في منازلهم، وهذا من الأعذار التي يرخص للإنسان فيها بالتخلف عن الجماعة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمر مناديه أن ينادى في ذلك الوقت: (أن صلوا في رحالكم)، أي: في منازلهم التي هم نازلون فيها؛ لأن خروجهم واجتماعهم للصلاة فيه مشقة ومضرة عليهم بسبب المطر، إذاً: المطر من جملة الأعذار في التخلف عن الجماعة.
تراجم رجال إسناد حديث أسامة بن عمير في العذر بالمطر في ترك الجماعة
قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].وهو أبو موسى الملقب بـالزمن، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، فكلهم رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، ومثله: محمد بن بشار الملقب بندار، وكذلك: يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وكذلك: نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، فهؤلاء جميعاً من شيوخ أصحاب الكتب الستة، أما محمد بن المثنى هذا الملقب بـالزمن، وكنيته أبو موسى، ومحمد بن بشار الملقب بندار، فكانا متماثلين في أمور كثيرة، اتفقا في سنة الولادة، واتفقا في سنة الوفاة، واتفقا بأنهما من أهل البصرة، واتفقا بأن الشيوخ لهما متماثلون، وأن التلاميذ لهما متماثلون، ولهذا قال الحافظ ابن حجر في ترجمة أحدهما في التقريب: وكانا كفرسي رهان، وهما الفرسان المتسابقان اللذان كل واحد منهما ما يسبق الآخر، وذلك لاتفاقهما في سنة الولادة وسنة الوفاة، وهما من صغار شيوخ البخاري؛ لأن البخاري توفي سنة مائتين وست وخمسين، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، توفيا في سنة اثنتين وخمسين ومائتين، يعني: بين سنة وفاتهما وسنة وفاة البخاري أربع سنوات، فهما من صغار شيوخه الذين أدركهم من بعد البخاري، ولهذا هما شيخان لأصحاب الكتب الستة، فكلهم رووا عنهما مباشرة وبدون واسطة. [عن محمد بن جعفر].وهو الملقب غندر، ويأتي أحياناً بلقبه وأحياناً يأتي باسمه، ونسبه كما هنا، وكثيراً ما يأتي بلفظ: محمد غير منسوب، يروي عن شعبة، ويروي عنه محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، والمراد به: محمد بن جعفر هذا، وفي بعض الأحيان يأتي منسوباً كما هنا محمد بن جعفر، ومر بنا مواضع عديدة فيها اسمه فقط، يروي عن شعبة والمراد به: محمد بن جعفر الملقب بـغندر، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن شعبة].وهو ابن الحجاج الواسطي، الذي لقب بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من الألقاب الرفيعة، ومن أعلى صيغ التعديل، وهي صفة لم يظفر بها إلا القليل النادر من المحدثين، مثل: شعبة هذا، ومثل: سفيان الثوري، ومثل: إسحاق بن راهويه، ومثل: البخاري، ومثل: الدارقطني، وعدد قليل من المحدثين وصفوا بهذا الوصف العالي، ولقبوا بهذا اللقب الرفيع، ألا وهو لقب أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن قتادة].وهو ابن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو من المدلسين، ولكن المعروف عن شعبة أنه إذا روى عن مدلس، فإنه لا يروي عن شيخه المدلس شيئاً دلس فيه، وإنما الذي يرويه شعبة عن شيوخه المدلسين، فقد أمن تدليسهم، وحديث قتادة بن دعامة السدوسي البصري أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن أبي المليح]. وأبو المليح كنية اشتهر بها عدد من الرواة، وأبو المليح هذا من المتقدمين، وهو من طبقة التابعين، وهو يروي عن أبيه، واسم أبي المليح قيل: إنه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن أبيه].وهو أسامة بن عمير صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، خرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #208  
قديم 03-06-2021, 04:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

حد إدراك الجماعة

شرح حديث أبي هريرة فيمن خرج إلى المسجد متوضئاً فوجد الناس قد صلوا
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حد إدراك الجماعة:أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن محمد عن ابن طحلاء عن محصن بن علي الفهري عن عوف بن الحارث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج عامداً إلى المسجد، فوجد الناس قد صلوا، كَتَب الله له مثل أجر من حضرها، ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً)].أورد النسائي هذه الترجمة: باب حد إدراك الجماعة، والمراد من ذلك: الفضل الذي يحصل الإنسان فيه أجر صلاة الجماعة، والذي أراده النسائي هنا وقصده من إيراد هذه الترجمة، وأورد الحديثين تحتها: أن من توضأ، وقصد المسجد، وفاتته الصلاة، فإنه يحصل مثل أجر الذين قد صلوا من غير أن ينقص من أجورهم شيء، وذلك لكونه يحافظ على الصلاة ويحرص عليها، وإذا حصل أن فاتته الصلاة في يوم من الأيام، فإنه يكون محصلاً الفضل، ومحصلاً الأجر؛ لأن وضوءه وذهابه إلى المسجد، وحرصه على الصلاة، وقد فاتته في بعض الأحيان، فإن الله يثيبه ويأجره، ويحصل أجر من حضرها من غير أن ينقص من أجور الذين حضروها وصلوا جماعة شيئاً، وهذا من فضل الله عز وجل وكرمه، وهذا بالنسبة للفضل وإدراك الفضل. أما الجماعة -التي هي جماعة المسجد- فإنها لا تدرك، إلا بإدراك ركعة، أو بإدراك الإمام لم يسلم، فبإدراك ركعة يكون الإنسان أدرك شيئاً يعتد به إذا قام لقضاء ما فاته، وأما إذا أدركه بعد الركوع من الركعة الأخيرة، فإنه يدخل معه في الصلاة، ويكون قد أدرك الجماعة، ولكنه لم يدرك شيئاً يعتد به، وإذا قام يقضي بعد سلام الإمام، يأتي بالصلاة كاملة، ولكنه أدرك فضل الجماعة؛ لكونه أدرك جزءاً يسيراً منها، وذلك في حال كون الإمام لم يسلم، لكن بالنسبة للفضل، ولإدراك الفضل الذي أراده النسائي من هذه الترجمة، أن من توضأ وقصد إلى المسجد، وفاتته الصلاة، فإن الله تعالى يكتب له من الأجر مثل أجر من حضرها وصلاها، وذلك فضلاً من الله عز وجل، وهذا - كما هو معلوم - إنما يحصل في بعض الأحيان ليس دائماً، فالذي من عادته أن يتخلف عن الجماعة، لا شك أنه مقصر، وهذه عادة سيئة، لكن من كان محافظاً على صلاة الجماعة، ويحرص عليها، لكن في يوم من الأيام، أو في بعض الأحيان حصل له ما يشغله، وما يعوقه، لما ذهب وجد الناس قد صلوا، فإن الله تعالى يأجره هذا الأجر العظيم.
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة فيمن خرج متوضئاً فوجد الناس قد صلوا
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].وهو ابن مخلد المشهور بـابن راهويه، المحدث، الفقيه، من الفقهاء المجتهدين، ومن المحدثين البارزين، وقد وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وأحد القلة الذين ظفروا بهذا اللقب الرفيع، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، فإنه لم يخرج له شيئاً.[حدثنا عبد العزيز بن محمد].وهو عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وهو صدوق، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن ابن طحلاء]. وهو: محمد بن طحلاء، وهو المدني، صدوق، خرج حديثه أبو داود، والنسائي. [عن محصن بن علي الفهري].وهو الفهري، قال عنه الحافظ ابن حجر: مستور، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.والمستور هو مرادف لمجهول الحال، وهو الذي روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، وقد وثقه ابن حبان،كما ذكر ذلك صاحب خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، وهنا قال عنه الحافظ ابن حجر: مستور، أي: مجهول الحال. [عن عوف بن الحارث].وهو مقبول، خرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.[عن أبي هريرة].وهو أبو هريرة رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وأحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، والحديث مما ذكره الشيخ الألباني في الصحيح من سنن النسائي، ولا أدري وجه تصحيحه، هل هو للشواهد أو لشيء آخر؟! لا أدري! لكن الحديث الذي بعده وهو حديث: عثمان بن عفان رضي الله عنه، دال على ما دل عليه من حصول الأجر لمن ذهب إلى المسجد وقد فاتته الصلاة، وصلى في المسجد مع الناس، أو أنه ما أدرك الجماعة، فحديث عثمان بن عفان الذي بعده، هو شاهد له من حيث بيان حصول الأجر، وأنه يدرك الفضل العظيم لخروجه وقصده إلى المسجد، وحرصه على الذهاب إليه.
شرح حديث عثمان فيما تدرك به الجماعة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سليمان بن داود عن ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن الحكيم بن عبد الله القرشي حدثه: أن نافع بن جبير وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه أن معاذ بن عبد الرحمن حدثهما عن حمران مولى عثمان بن عفان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غفر الله له ذنوبه)].حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه يتعلق بالترجمة، وهي: حد إدراك الجماعة، أي: إدراك فضلها، وأن الإنسان بقصده واتجاهه إلى المسجد، وعزمه وحرصه وسعيه إلى الصلاة، فإنه مأجور على ذلك، سواء أدرك الصلاة مع الجماعة، أو لم يدركها وصلى مع غيره، أو صلى وحده؛ لأن سعيه وحرصه وذهابه وتعلقه بالمسجد، وكونه حصل منه في بعض الأيام أمر أخره كنوم، أو انشغال، أو غفلة، أو ما إلى ذلك، فإن الله تعالى يأجره ويثيبه على سعيه وقصده وذهابه إلى المسجد.
تراجم رجال إسناد حديث عثمان فيما تدرك به الجماعة
قوله: [أخبرنا سليمان بن داود].وهو أبو الربيع المصري، وهو ثقة، خرج حديثه أبو داود، والنسائي. [عن ابن وهب]. وهو عبد الله بن وهب المصري، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [أخبرني عمرو بن الحارث].وهو أيضاً مصري ثقة، فقيه، حافظ، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن الحكيم بن عبد الله].وهو الحكيم بن عبد الله القرشي، وهو صدوق، خرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة، والحكيم بالتصغير.[عن نافع بن جبير وعبد الله].وهو نافع بن جبير بن مطعم النوفلي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.وعبد الله بن أبي سلمة، هو: الماجشون، وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.[عن معاذ بن عبد الرحمن].وهو معاذ بن عبد الرحمن التيمي، وهو صدوق، خرج له البخاري، ومسلم، والنسائي. [عن حمران].وهو مولى عثمان بن عفان، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن عثمان بن عفان].وهو أمير المؤمنين، ذو النورين، وثالث الخلفاء الراشدين الهادين المهديين، وصاحب المناقب والفضائل رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. وهذا الإسناد من الأسانيد النازلة عند النسائي؛ لأنه من الثمانيات، يعني: فيه ثمانية، وفيه اثنان يكونان في طبقة واحدة، فيعتبران بمنزلة الراوي الواحد، وهؤلاء هم أولاً: سليمان بن داود، وعبد الله بن وهب، وعمرو بن الحارث، والحكيم بن عبد الله القرشي، ونافع بن جبير، وفي درجته عبد الله بن أبي سلمة ؛ لأنهما في طبقة واحدة، يعني: يعتبران بمثابة الراوي الواحد، ومعاذ بن عبد الرحمن، وحمران، وعثمان، ثمانية أشخاص. وهناك أنزل من الثمانيات عند النسائي، قيل: إن عنده العشاريات، أي: أن عنده إسناد عشاري يتكون من عشرة رجال.
الأسئلة

أكثر الأحاديث عند النسائي صحيحة
السؤال: فضيلة الشيخ عبد المحسن حفظه الله، لماذا لا تذكر الإسناد وتوثيق الرجال قبل المتن، وذكر مرتبة الحديث على ضوء هذا الإسناد؟ الجواب: أولاً: الكلام على الحديث، وعلى لفظ الحديث هو الأهم، وهو المقصود، يعني: بيان الحديث وشرحه وما اشتمل عليه، ثم بعد ذلك يأتي ذكر الرجال، ونحن كما عرفنا فيما مضى لا ندرس الإسناد ونبين الحكم عليه؛ لأنه كما قلت: الأحاديث الصحيحة والحسنة عند النسائي هي الكثرة المتكاثرة، والنادر هو الضعيف، وقد ذكرت لهذا أمثلة، ومنها: هذا الباب الذي نحن فيه، كتاب: الإمامة والجماعة، فيه مائة حديث كاملة، الصحيح منها تسعة وتسعون، والضعيف حديث واحد، فالأحاديث الضعيفة قليلة جداً، ولهذا كما قلت: نبدأ بالمتن، والكلام على الترجمة، ومقصود الترجمة، والحديث ومطابقته للترجمة، وما يدل عليه الحديث، ثم بعد ذلك نأتي إلى ذكر الإسناد.
من دخل المسجد قبل المغرب هل يصلي أم يبقى واقفاً
السؤال: ما هو الأفضل لرجل دخل المسجد قبل أذان المغرب بدقائق، هل يصلي تحية المسجد، أو ينتظر واقفاً، أو يجلس؟الجواب: الصلاة عند دخول المسجد في أوقات النهي فيها خلاف بين العلماء، وأنا أقول: إن الأمر في ذلك واسع، من جلس لا حرج عليه، ومن صلى لا حرج عليه، فلا ينكر على أحد منهما، ولكن إذا كان الأذان ما بقي عليه إلا دقيقة أو دقيقتان، فلو بقي واقفاً لكان أولى.
فضل الصلاة في الصفوف الأمامية قبل الروضة في مسجد المدينة
السؤال: هل الأفضل الصلاة في الروضة أو في الصفوف الأولى؟ الجواب: صلاة الفريضة في الصفوف الأُول أفضل من الصلاة في الروضة، وكذلك ميامن الصفوف التي تقع غرب الروضة هي أفضل من الروضة بالنسبة للصلاة، وسبق أن مر بنا الكلام على ما يتعلق بالأولى لمن يكون وراء الإمام، أين يكون؟ وأنه يكون عن يمينه، وسئلت في ذلك الوقت عن حديث: (إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف)، وما درجته من الصحة؟ وقلت: إنني لا أدري، ثم وجدت بعد ذلك أن الحافظ ابن حجر حسنه في فتح الباري، (إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف).والحاصل: أن الصفوف التي أمام الروضة، كل الصفوف التي قبل الروضة، وفي الزيادة الأمامية، الصلاة فيها أفضل من الروضة، وكذلك الميامن المحاذية للروضة هي أفضل من الروضة، وذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يصلي بالناس في الروضة، ومن المعلوم: أن بعض ميامن الصفوف كانت خارج الروضة.
المقصود بقوله: (له أجر مثل أجر من حضرها)
السؤال: قوله: (مثل أجر من حضرها)، هل المراد أجور الجماعة مجموعةً له، أو مثل أي فرد حضرها؟ الجواب: المقصود هو أن الذين حضروا الصلاة وأدركوها، وحصلوا أجرها، له مثل أجرهم، أقول: له مثل أجر من حضرها؛ لأن غيره سبقه إلى حضورها وأدركها، وهو فاتته بأكملها، فسعيه واجتهاده وحرصه على أداء الصلاة، الله سبحانه وتعالى أعطاه هذا الأجر تفضلاً منه وإحساناً.
الجمع بين الصلاتين لأجل المطر
السؤال: هل من السنة جمع الصلاتين في المسجد أو غيره من أجل المطر، أرجو التفصيل في ذلك؟الجواب: نعم، إذا حصل مطر شديد، فيجوز الجمع بين الصلاتين كالمغرب والعشاء، بأن تقدم العشاء مع المغرب في وقت المغرب، من أجل الدحض والمطر، وقد جاء في السنة ما يدل على ذلك.
حكم العنعنة في الحديث
السؤال: إذا ورد في الحديث: حدثنا فلان عن فلان، فهل العنعنة تفيد شيئاً من النقص في المرتبة بالنسبة لحدثنا؟الجواب: العنعنة إذا كانت من شخص لا يعرف بالتدليس، فإنها لا تؤثر، فالعنعنة من شخص غير مدلس هي بمعنى الاتصال، لا تقلل ولا تقدح في الاتصال، وإنما العنعنة تؤثر إذا جاءت عن المعروف بالتدليس، أما العنعنة من غير المدلس فهي من قبيل المتصل.
درجة حديث من قيل فيه: صدوق يخطئ، صدوقٌ يهم، مقبول لا بأس به
السؤال: ما درجة حديث من قيل عنه: صدوق يخطئ، وصدوق يهم، مقبول لا بأس به؟الجواب: هذه عدة أشياء، فصدوق تعني أن حديثه حسن، وكذلك صدوق يهم، يعني :إذا كان قليلاً، فإنه لا يؤثر؛ لأن بعض الناس تكون أوهامهم وأخطاؤهم محصورة معينة، فهي التي يكون فيها الضعف، وما عداها يكون على السلامة، وأما كلمة (مقبول) فإن معناها: أنه يعتد به عند الاعتضاد، فإذا وجد ما يعضده ويسانده ويؤيده فعند ذلك يعتبر، و(لا بأس به) أيضاً مثل هذا الذي هو مقبول.
الصلاة منفرداً خلف الصف
السؤال: هل تصح صلاة الفرد خلف الصف؟ وهل يوجد قول عند الحنابلة ببطلان الصلاة؟ الجواب: نعم، القول: ببطلان الصلاة فيما إذا صلى فرداً جاء به الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه أمر رجلاً أن يعيد الصلاة، فقد صلى فرداً خلف الصف، هذا إذا كان إنسان صلى وحده وهو مقصر، بمعناه: أنه حصل منه تقصير بحيث وجدت منه الصلاة، أما إذا كان مضطراً، وأمره دار بين أن يصلي مع الناس جماعة أو تفوته الصلاة، فإنه في هذه الحالة، وفي حال هذه الضرورة تصح صلاته، أما إذا كان قد قصر بأن كانت بعض الصفوف -مثلاً- فيها مجال، ولكنه ما ذهب ليكملها، وإنما جاء ووقف في مكان يصلي وحده، فهذا عليه أن يعيد الصلاة، لكن إذا كان الصف مكتملاً، ولا يؤمل أن يأتي أحد، ودخل وصلى وحده فرداً خلف الصف، فإن صلاته صحيحة؛ لأنه هناك أمور تسقط عند الاضطرار وهي واجبة ولازمة، مثل القيام مع القدرة، فالإنسان إذا كان قوياً على القيام، فلا يصلي عن جلوس، لكنه إذا لم يستطع القيام فيجلس، فهذا كذلك؛ إذا كان حاله إما أن تفوته الصلاة، أو أنه يصلي فرداً خلف الصف، فيصلي فرداً خلف الصف، أما إذا قصر والأماكن موجودة، ولكن حصل منه التقصير، وصلى فرداً مع إمكان أن يصلي مع الناس في الصف، فإن هذا هو الذي عليه الإعادة، والحديث صح في هذا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #209  
قديم 03-06-2021, 04:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الإمامة
(160)


- (باب إعادة الصلاة مع الجماعة بعد صلاة الرجل لنفسه) إلى (سقوط الصلاة عمن صلى مع الإمام في المسجد جماعة) -

من كان قد صلى الفريضة في بيته ثم أتى المسجد ووجد الجماعة قائمة، فليصل مع الجماعة، وتكون الأولى هي الفريضة والثانية نافلة.
إعادة الصلاة مع الجماعة بعد صلاة الرجل لنفسه

شرح حديث: (إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [إعادة الصلاة مع الجماعة بعد صلاة الرجل لنفسه. أخبرنا قتيبة عن مالك عن زيد بن أسلم عن رجل من بني الديل يقال له: بسر بن محجن عن محجن رضي الله عنه (أنه كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأذن بالصلاة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجع ومحجن في مجلسه، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما منعك أن تصلي؟ ألست برجل مسلم؟ قال: بلى، ولكني كنت قد صليت في أهلي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا جئت فصل مع الناس، وإن كنت قد صليت)].المقصود من هذه الترجمة أن الإنسان إذا صلى المكتوبة سواء كان صلى وحده أو صلى مع غيره، ثم أقيمت الصلاة وهو في المسجد، فيشرع له أن يصلي تلك الصلاة، وتكون الأولى هي الفريضة، والثانية هي النافلة، وقد أورد النسائي حديث: محجن بن أبي محجن رضي الله تعالى عنه، أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس فأذن للصلاة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع، يعني: أنه بعدما صلى وجده في مكانه الذي كان فيه، فقال: (ما منعك أن تصلي؟ ألست برجل مسلم؟)، يعني: ما الذي منعك أن تصلي مع الناس، ألست برجل مسلم؟ والمسلم من شأنه ألا يصلي الناس وهو جالس، بل يكون مع الناس، ويصلي كما يصلي الناس، فقال: بلى، ولكني صليت في أهلي، يعني: أديت الواجب الذي علي، وأديت ما فرض الله علي بأن صليت قبل أن آتي، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت).معناه: أن الإنسان إذا كان في المسجد وأقيمت الصلاة فلا يجلس؛ لأنه يساء به الظن، وينظر إليه بارتياب وإذا صلى مع الناس، فإنه يكون استفاد هذه النافلة، وصلى هذه الصلاة نافلة، والفريضة هي التي صلاها أولاً، وقد جاءت الأحاديث كثيرة في إعادة الصلاة لمن صلى، منها ما سيأتي بعد هذا في قصة الرجلين اللذين في مسجد الخيف، وكذلك قصة الجماعة الذين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن تأخير الأمراء الصلاة، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (يصلونها لوقتها، ثم يصلي معهم فتكون له نافلة)، وكذلك قصة الرجل الذي قال: (من يتصدق على هذا فيصلي معه؟ )، فإن الذي يصلي معه قد صلى الفريضة فتكون صلاته له نافلة، كل هذه الأدلة تدل على أن الإنسان يشرع له أن يعيد الصلاة إذا أقيمت الصلاة وهو في المسجد، وتكون تلك الصلاة التي صلاها أخيراً نافلة، والصلاة التي صلاها أولاً، سواءً كان منفرداً أو كان مع جماعة، هي الفريضة، فالتي دخل فيها ليؤدي ما أوجب الله عليه هي الفريضة، وما بعدها، أي: الصلاة التي أعيدت بعد ذلك مع الجماعة، تكون نافلة. فالرسول عليه الصلاة والسلام، لما كان مع محجن بن أبي محجن الصحابي الذي روى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذن للصلاة، فقام النبي عليه الصلاة والسلام، ثم لما فرغ من الصلاة، رجع وإذا محجن في مجلسه، فأنكر عليه وقال: (ما لك لم تصل؟ ألست برجل مسلم؟)، يعني: ومن شأن الرجل المسلم أن يكون مع الناس، وأن يصلي مع الناس، وألا يظهر بمظهر ينكر عليه أو ينتقد عليه أو يعاب عليه، لكونه لم يصل مع الناس، بل عليه أن يصلي، وتكون تلك الصلاة الثانية نافلة، والأولى هي الفريضة.
تراجم رجال إسناد حديث: (إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت)
قوله: [أخبرنا قتيبة].هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وبغلان قرية من قرى بلخ. [عن مالك].وهو ابن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة، مذاهب أهل السنة المشهورة، التي حصل لأصحابها أتباع وأصحاب عنوا بجمعها وتنظيمها وترتيبها والتأليف فيها، فصار لها الحفظ، وإن كان هناك مذاهب للأئمة الآخرين، مثل هؤلاء الأربعة، قبلهم وفي زمنهم وبعدهم، لكن ما حصل لهؤلاء، مثل ما حصل لهؤلاء، من وجود أتباع يعنون بجمع فقههم وترتيبه وتنظيمه والتأليف فيه، وحديث الإمام مالك أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن زيد بن أسلم المدني].وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.[عن بسر بن محجن].عن رجل من بني الديل اسمه بسر بن محجن، وهو صدوق، خرج له النسائي وحده. [عن أبيه محجن].وهو محجن بن أبي محجن، صحابي قليل الحديث، خرج له النسائي وحده.
إعادة الفجر مع الجماعة لمن صلى وحده

شرح حديث يزيد بن الأسود في إعادة الصلاة مع الجماعة لمن صلى وحده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [إعادة الفجر مع الجماعة لمن صلى وحده.أخبرنا زياد بن أيوب حدثنا هشيم حدثنا يعلى بن عطاء أخبرنا جابر بن يزيد بن الأسود العامري عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر في مسجد الخيف، فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في آخر القوم لم يصليا معه، قال: علي بهما، فأتي بهما ترعد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصليا معنا؟ قالا: يا رسول الله، إنا قد صلينا في رحالنا، قال: فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم، فإنها لكما نافلة)].أورد النسائي هذه الترجمة وهي: إعادة الفجر إذا صلاها وحده. يعني: إعادتها مع الجماعة إذا كان قد صلاها وحده، وتكون الفريضة هي الأولى، وتلك المعادة هي النافلة، وهذه الإعادة سائغة، حتى في وقت النهي؛ لأن هذا الحديث فيه إعادة صلاة الفجر، ومعلوم أن الذي صلى الفجر أعاد في وقت النهي؛ لأنه لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، فهو قد صلى الفجر، لكن هذه مستثناة، هذا مما جاءت به السنة على أنه مستثنى، أي: أن الصلاة المعادة مع الجماعة -وهي نافلة- أنها سائغة، وأنه لا مانع منها، وإنما الممنوع أن الإنسان يتطوع ويتنفل بعد صلاة الفجر؛ لأنه لا يسوغ له ذلك حتى تطلع الشمس، لكن يستثنى من ذلك إعادة الجماعة، سواء كان بعد العصر أو بعد الفجر؛ لأن الحديث ورد في الفجر، والوقت بعد الفجر منهي عنه، ولكن هذا استثني من النهي، فيكون هذا مستثنى من النهي في قوله: (لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس)، فإن من ذلك من صلى مع الجماعة، وقد صلى الفرض قبل وجود هذه الجماعة، فإنه يعيدها معهم، وتكون له نافلة، فيكون من التنفل السائغ الذي استثني من المنع من الصلاة بعد الفجر، ومن الصلاة بعد العصر. والنسائي رحمه الله أورد في هذه الترجمة حديث يزيد بن أسود العامري أنه صلى مع الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف، وكان ذلك في حجة الوداع في منى، فلما فرغ من صلاته، وإذا اثنان قد جلسا ناحية في المسجد لم يصليا، فدعا بهما، وطلب أن يحضرا إليه، فأتي بهما ترتعد فرائصهما، والفريصة هي: اللحمة التي تقع بين الكتف والجنب، ويحصل ذلك عند الفزع، يحصل تحركها واضطرابها بسبب الخوف والذعر والفزع الذي يحصل للإنسان، فأتي بهما ترتعد فرائصهما، ومن المعلوم: أن الناس كانوا محرمين في ذلك الوقت، والفرائص بادية وظاهرة ويتبين تحركها واضطرابها، وذلك من شدة الفزع؛ لأنه من خشية أن يكون حصل لهما أمر يسوؤهما، وأنه نزل فيهما شيء، فحصل لهما ذعر وخوف، لماذا دعا بهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن سلم وأُتي بهما إليه؟ فلما جاءا إليه سألهما: (ما لكما لم تصليا؟)، قالا: صلينا في رحالنا، فقال: (إذا صليتما في رحالكما وأتيتما والإمام يصلي فصليا معه، تكون لكما نافلة)، فدل هذا على إعادة الصلاة ولو كان ذلك في وقت النهي، وأن ذلك سائغ وجائز، وقد جاءت به السنة عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
تراجم رجال إسناد حديث يزيد بن الأسود في إعادة الصلاة مع الجماعة لمن صلى وحده
قوله: [أخبرنا زياد بن أيوب]. وهو البغدادي، لقبه دلويه، وهو ثقة، وصفه أحمد بأنه شعبة الصغير، وذلك لحفظه، وأخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.[حدثنا هشيم].وهو ابن بشير الواسطي، ثقة، ثبت، مشهور بالتدليس، والإرسال الخفي، والتدليس هو رواية الراوي عن شيخه ما لم يسمعه منه، أي: سمعه منه بواسطة، وأما الإرسال الخفي فهو: أن يروي عمن عاصره، ولم يعرف أنه لقيه؛ لأن هذا مرسل خفي، ويقابل المرسل الخفي المرسل الواضح، وهو أن يروي الإنسان عمن لم يلق، أي عمن عرف أنه لم يدرك عصره، فإن هذا أمره واضح أن فيه سقطاً، لكن إذا كان الشخص معاصراً له ولم يعرف أنه لقيه ثم روى عنه فيسمى المرسل الخفي، أما إذا كان من شيوخه الذين عرف بالرواية عنهم، ولكنه روى عنه ما لم يسمع منه، فهذا يسمى المدلس، وهذا هو التدليس.فالفرق بين التدليس والإرسال الخفي: أن التدليس يختص بمن روى عمن عرف لقاؤه إياه، أما إن عاصره ولم يعرف أنه لقيه، فهذا هو المرسل الخفي، وهشيم بن بشير الواسطي عنده التدليس، وعنده الإرسال الخفي، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا يعلى بن عطاء].وهو يعلى بن عطاء الطائفي، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [جابر بن يزيد بن الأسود].وهو جابر بن يزيد بن الأسود العامري، وهو صدوق، خرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي. [عن أبيه].وهو يزيد بن الأسود العامري صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه أخرجه أيضاً أبو داود، والترمذي، والنسائي، يعني: الذين خرجوا لابنه هم الذين خرجوا له، وهم أبو داود، والترمذي، والنسائي، ولم يخرج لهما الشيخان البخاري، ومسلم، ولا ابن ماجه. وذكر مسجد الخيف يفيد بأن الزمن متأخر، وأن هذا الذي حصل في حجة الوداع، يعني: أن هذه الحادثة وهذا الحكم وهذا التشريع متأخر فلا يكون منسوخاً؛ لأنه حصل في آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لم يعش بعد حجة الوداع إلا ما يقرب من ثلاثة أشهر، ثم توفاه الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فذكر الشيء وذكر تأخره، يفيد أنه محكم، وأنه لا يكون منسوخاً.
إعادة الصلاة بعد ذهاب وقتها مع الجماعة

شرح حديث أبي ذر في إعادة الصلاة بعد ذهاب وقتها مع الجماعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [إعادة الصلاة بعد ذهاب وقتها مع الجماعة. أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ومحمد بن إبراهيم بن صدران واللفظ له عن خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن بديل قال: سمعت أبا العالية يحدث عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب فخذي: كيف أنت إذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها؟ قال: ما تأمر؟ قال: صل الصلاة لوقتها، ثم اذهب لحاجتك، فإن أقيمت الصلاة وأنت في المسجد فصل)].ثم أورد النسائي: إعادة الصلاة جماعة بعد ذهاب وقتها مع الجماعة، هذه الترجمة تدل على أن الإنسان إذا صلى الفريضة في وقتها، ثم وجد جماعة تصلى، أو جماعة يصلون، ولو كان أداؤهم للصلاة بعد خروج الوقت، أي: إنه قضاء، فإنه يشرع للإنسان أن يصلي معهم، وتلك الصلاة له نافلة، وهذا على القول بأن تأخيرهم حتى خروج الوقت، فتكون الصلاة مقضية، وليست مؤداة، قيل: ويحتمل أن تكون أخرت عن وقتها المندوب، أي: الأولى، يعني: أخرت إلى آخر وقتها الاختياري، والإنسان يصليها في أول وقتها ولا يؤخرها، لكنه إذا وجد الجماعة بعد ذلك في آخر الوقت، أي: بعد ذهاب الوقت المندوب، فإنه يصلي معهم، وتكون له نافلة، لكن النسائي ترجمته تفيد بأنه يرى أن المقصود من ذلك بعد خروج الوقت؛ لأنه قال: بعد خروج وقتها يصليها مع الجماعة، إذا وجدت بعد خروج وقتها، فإنه يعيدها معهم، ويصليها معهم، والصلاة الأولى هي الفريضة.وقد أورد النسائي حديث: أبي ذر رضي الله عنه الذي سبق أن مر، قال: (كيف بك وقد ضربه بيده على فخذه -أي: فخذ أبي ذر - إذا صرت، واستعمل عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها؟ قال: فماذا تأمرني؟ قال: صل الصلاة في وقتها، ثم اذهب لحاجتك).(فإن أقيمت الصلاة وأنت في المسجد فصل)، معناه: أنه يصلي معهم، وتكون تلك الصلاة المعادة نافلة، والأولى هي الفريضة، والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى هذا، لما فيه من اجتماع الكلمة، يعني: في الصلاة وراء الأمراء.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #210  
قديم 03-06-2021, 04:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث أبي ذر في إعادة الصلاة بعد ذهاب وقتها مع الجماعة
قوله [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى]. وهو بصري ثقة، خرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.[ومحمد بن إبراهيم بن صدران].وهو صدوق، خرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي، ما خرج له ابن ماجه، ولا الشيخان. [قال: واللفظ له].أي: أن اللفظ المذكور هو للشيخ الثاني الذي هو محمد بن إبراهيم بن صدران، أي: اللفظ ليس لـمحمد بن عبد الأعلى الأول، وإنما هو للثاني من الشيخين.[عن خالد بن الحارث].وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثنا شعبة].وهو ابن الحجاج، أمير المؤمنين في الحديث، وهذه من أعلى صيغ التعديل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن بديل].وهو بديل بن ميسرة العقيلي، وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[قال: سمعت أبا العالية يحدث].وهو البراء، يعني سبق أن مر ذكره، وهو مشهور بكنيته، وقد اختلف في اسمه على عدة أقوال، وهو غير أبي العالية الرياحي الذي هو نفيع، فإن هذا شخص آخر، وأبو العالية البراء ثقة، خرج حديثه البخاري، ومسلم والنسائي. [عن عبد الله بن الصامت].وهو الغفاري البصري، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن أبي ذر].وهو جندب بن جنادة، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
سقوط الصلاة عمن صلى مع الإمام في المسجد جماعة

شرح حديث: (لا تعاد الصلاة في يوم مرتين)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [سقوط الصلاة عمن صلى مع الإمام في المسجد جماعة.أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي حدثنا يحيى بن سعيد عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن سليمان مولى ميمونة قال: (رأيت ابن عمر رضي الله عنهما جالساً على البلاط والناس يصلون، قلت: يا أبا عبد الرحمن، ما لك لا تصلي؟ قال: إني قد صليت، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تعاد الصلاة في يوم مرتين)].أورد النسائي هذه الترجمة وهي: سقوط الصلاة عمن صلى مع الإمام في المسجد في جماعة، معناه: أنه إذا أدى الفرض في المسجد مع الإمام، فإنه لا يصلي، أو لا يلزمه صلاة أخرى، وأورد النسائي: حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أنه كان الناس يصلون في البلاط، وهو مكان خارج المسجد، يعني بجوار المسجد، وهو قد صلى في المسجد مع الإمام، ثم خرج وجلس في هذا المكان الذي هو البلاط الذي خارج المسجد، والناس يصلون في البلاط، وهو ما يصلي معهم، فقال له سليمان بن يسار مولى ميمونة: ما لك يا أبا عبد الرحمن لا تصلي؟ يعني: والناس يصلون، قال: إنه قد صلى، ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تعاد صلاة في يومٍ مرتين)، والمقصود من ذلك: أنه لا يلزمه الإعادة، ثم أيضاً هذه الصلاة ليست في المسجد، وإنما هي خارج المسجد، والأحاديث التي وردت أن الإنسان عليه أن يعيد الصلاة إذا وجدت الجماعة، وهو في المسجد، أو جماعة في المسجد تصلي وهو قد صلى، فإنه يصلي معهم، أما إذا حصلت الصلاة في المسجد، ثم وجدت جماعات أخرى، يعني: خارج المسجد، أو في داخل المسجد، فإنه لا يلزمه، ولكن الأولى له إذا كان في المسجد أن يصلي، ولا يكون مع الناس جالساً والناس يصلون، لكن إذا كانت غير الجماعة الأولى، وأعيدت، فله أن يصلي، لكن ذلك ليس بلازم، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي دخل وهو لم يصل: (من يتصدق على هذا فيصلي معه؟)، معناه: أن الناس الباقين ما يصلون معه؛ لأن الجماعة توجد عن طريق واحد يتصدق عليه، ويكون هو وإياه جماعة.ويوفق بين هذا وبين ما جاء في الأحاديث أن الصلاة تعاد نافلة، أن الذي دل عليه الحديث أنها لا تعاد، أي: لا تصلى مرتين، يعني: على أساس أنها فرض، أما إذا صليت الأولى فريضة والثانية نافلة، فهذا هو الذي جاءت الأحاديث دالة عليه، لكن لا تصلى مرتين على سبيل الفرض، وإنما يصليها مرة واحدة، والمرة الثانية تكون نافلة، ثم أيضاً كون الناس يصلون في البلاط، يعني: ما كان الصلاة في المسجد، وابن عمر كان صلى في المسجد، فلم ير أن يصلي معهم، وقال: إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تعاد صلاةٌ في يومٍ مرتين).
تراجم رجال إسناد حديث: (لا تعاد الصلاة في يوم مرتين)
قوله: [أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي].وهو ثقة، خرج له أبو داود، والنسائي. [حدثنا يحيى بن سعيد].وهو القطان المحدث الناقد، المعروف كلامه في الجرح والتعديل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن حسين المعلم].وهو حسين بن ذكوان المعلم البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عمرو بن شعيب].وهو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو صدوق، خرج حديثه البخاري في جزء القراءة، وأصحاب السنن الأربعة. [عن سليمان]. وهو ابن يسار، وهو مولى ميمونة أم المؤمنين، ويقال له: الهلالي نسبة ولاء؛ لأن ميمونة بنت الحارث، يقال لها: الهلالية وهو يقال له: سليمان بن يسار الهلالي، وهو ثقة، فاضل، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة المشهورين في عصر التابعين، وقد سبق أن مر ذكرهم مراراً وتكراراً، وهم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، هؤلاء ستة متفق على عدهم من الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وسليمان بن يسار هذا هو أحد هؤلاء الفقهاء السبعة، وهو مولى ميمونة، وأبوه يسار، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن ابن عمر].وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، الصحابي الجليل، أحد العبادلة الأربعة في الصحابة، الذين هم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وهم أربعة متقاربون في السن، وهم من صغار الصحابة، ابن عمر رضي الله عنه عرض يوم أحد وعمره أربع عشرة سنة، فلم يجزه، أي: ما أذن له الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يكون في الجيش، وبعد ذلك لما بلغ عمره خمس عشرة سنة أجازه، فصار من ضمن الجيش المجاهد في سبيل الله عز وجل، وابن الزبير هو أول مولود ولد لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولدت به أمه أسماء بنت أبي بكر في قباء، في أول وصول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة. وابن عباس في حجة الوداع ناهز الاحتلام، وعبد الله بن عمرو أيضاً كذلك من صغار الصحابة، فهم أربعة من صغار الصحابة متقاربون في السن، وقد أدركهم الكثير من التابعين، ممن لم يدرك ابن مسعود، وابن مسعود ليس منهم؛ لأنه متقدم الوفاة، إذ كانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين، رضي الله تعالى عن الجميع، وعبد الله بن عمر أيضاً هو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه الكرام، والذين قال فيهم السيوطي: والمكثرون في رواية الأثرأبو هريرة يليه ابن عمروأنس والبحر كـالخدري وجابر وزوجة النبي
الأسئلة

من نوى العمرة من بلده ولم يحرم من الميقات
السؤال: جئت من مصر عبر البحر ولم أحرم بالعمرة، ثم قعدت في جدة ثلاثة أيام وأحرمت منها فهل علي شيء؟الجواب: إذا كنت ناوياً الإحرام وأنت في بلدك أو وأنت في الباخرة، ثم أحرمت من جدة، فعليك فدية بلا شك؛ لأنك تجاوزت الميقات، أما إذا ما كان عندك نية إحرام، والنية إنما طرأت عليك في جدة وفي البحر ما كان عندك نية أن تحرم، فهذا ما عليك شيء؛ لأنك أحرمت من جدة وهي ميقاتك، أما إن كنت ناوياً قبل ذلك، وتجاوزت ميقاتك الذي هو ما يحاذي رابغ، وأحرمت من جدة، فيكون عليك فدية، وهي شاة تذبحها وتوزعها على فقراء الحرم في مكة. سؤال: طيب إذا ذهبت من جدة إلى المدينة وأحرمت من المدينة؟الجواب: ما عليك شيء، إذا جئت إلى جدة وأنت غير محرم ثم جئت من جدة إلى المدينة وأحرمت من المدينة فما عليك شيء، تحرم من المدينة ولا شيء عليك؛ لأنك ما أحرمت دون الميقات، إحرامك من الميقات.
الدعاء الجماعي عند الافطار
السؤال: رجل يدعو بصوت مرتفع قبيل الإفطار، ومن حوله يؤمنون على دعائه، فهل يجوز ذلك؟الجواب: ليس هذا من السنة، كل يدعو لنفسه، السنة أن كل واحد يدعو لنفسه.
الاحتجاج بالقدر في فعل المعصية
السؤال: هل يجوز الاحتجاج بالقدر على الذنب بعد التوبة منه؟الجواب: الإنسان لا يحتج بالقدر، ولا يجوز له إذا ليم على الذنب أن يقول: والله حصل بقدر. نعم كل شيء بقضاء وقدر، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لكن كون الإنسان إذا ليم أو إذا تاب، وقال: إن هذا شيء قدره الله علي، والحمد لله الذي رزقني التوبة منه، فهذا لا بأس به، أما الاحتجاج بالقدر فلا يجوز، فكون الإنسان إذا أنكر عليه أمر من الأمور، يقول: والله هذا مقدر علي، نعم كل شيء مقدر، وإذا احتج بالقدر يعاقب، ويقال: هذا قدر أيضاً، والعقوبة قدر، فأنت أذنبت، وهذا قدر، وتعاقب، وهذا قدر، وكل شيء بقضاء وقدر حتى العقوبة، كل ما يقع في الكون فهو بقضاء الله وقدره، لكن كون الإنسان عندما يحصل له ذنب، ويتوب منه، ثم يقال له شيء ويقول: هذا شيء قدره الله علي، والحمد لله الذي رزقني منه التوبة، هذا لا بأس به، وهذا مثل ما حصل لآدم عليه الصلاة والسلام مع موسى في قضية تحاجهما، وقول الرسول: (حاج آدم موسى).واحتجاج آدم في قصته مع موسى هو على المصيبة، لكن المصيبة حصلت بالذنب، والإنسان إذا أذنب وتاب من ذنبه وعوتب على ذلك أو بعد التوبة، فإذا قال: هذا شيء قدره الله علي وقضاه، والحمد لله الذي نجاني منه، وسلمني من مغبته، فهذا لا بأس به، واحتجاج آدم على المصيبة مع موسى عليه الصلاة والسلام لما حاجه، كان على المصيبة لا على الذنب، فما لامه على الذنب، وإنما لامه على المصيبة التي ترتبت على الذنب، وانبنت على الذنب، وهي كونهم أخرجوا من الجنة بسبب حصول ذلك الذنب.
حكم قتل النمل
السؤال: هل يجوز قتل النمل؟الجواب: الذي لا يؤذي لا يقتل، والشيء الذي يؤذي يقتل، فما آذى فإنه يقتل، وما لم يحصل منه أذى فإنه لا يقتل.
هل يقبل الحديث الغريب الحسن؟
السؤال: الحديث الغريب الحسن هل يقبل؟الجواب: الحديث الغريب إذا كان المقصود بالغرابة كونه جاء من طريق واحد فالحسن يكون حسناً لذاته؛ لأنه جاء من طريق واحد طبعاً فهو مقبول؛ لأن الغرابة هي كونه جاء من طريق واحد، وقد يكون صحيحاً، ويكون غريباً، ويكون مقبولاً ، والغرابة أنه جاء من طريق واحد، وهذا مثل حديث أبي هريرة آخر حديث في صحيح البخاري: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، فهذا حديث غريب جاء من طريق واحد، ولما أخرجه الترمذي في جامعه قال: حديث حسن صحيح غريب، فيوصف بأنه غريب من أجل مجيئه من طريق واحد، والصحيحان فيهما جملة كبيرة من الأحاديث الغريبة التي جاءت من طريق واحد، ولكنها صحيحة؛ لأنها جاءت عن طريق أناس ثقات.
هل للمريض قصر الصلاة مع جمعها؟
السؤال: هل للمريض جمع الصلاة مع قصرها؟الجواب: له أن يجمع، وليس له أن يقصر، له أن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، ولا يجوز له أن يقصر.
أفضل الكتب في المصطلح والجرح والتعديل
السؤال: ما هو أوثق كتاب في المصطلح يعتمد عليه، وكذلك في الجرح والتعديل؟الجواب: كتب المصطلح كثيرة، منها المختصر ومنها المطول، ومن المختصرات المتقنة التي مع اختصارها فيها دقة، لكون المؤلف من أهل التمكن في هذا الفن: نخبة الفكر للحافظ ابن حجر، فنخبة الفكر هذه مختصرة جداً ومحررة، وصاحبها من المتمكنين في هذا الفن، وله عليه شرح وهو نزهة النظر، شرحه هو بنفسه، وشرحه غيره، لكن شرحه اسمه نزهة النظر، وهو كتاب مفيد، وقد نظمه الصنعاني في أبيات اسمها قصب السكر، يعني: نظم نخبة الفكر في أبيات، فهو كتاب مختصر مفيد جداً. وأما بالنسبة للمطولات فهناك كتب لا أستطيع أن أقول: هذا هو الكتاب الذي يعتبر أحسن من غيره، لكن أنا أذكر جملة من الكتب المفيدة المهمة في هذا، وهي تدريب الراوي لـلسيوطي، وكتاب السخاوي الذي هو فتح المغيث في شرح ألفية الحديث، فهذان من أحسن الكتب الواسعة في هذا الفن.أما الجرح والتعديل فكتبه أيضاً متعددة، ومن المعلوم أن الحافظ الذهبي، والحافظ ابن حجر عنوا بهذا الجانب، وألف الحافظ الذهبي كتاب الميزان، وابن حجر كتاب اللسان، وكتاب الميزان ذكر فيه أناس ضعفاء، وأناس ثقات، ولكنهم ضعفوا بما لا يقدح فيهم وأوردهم للدفاع عنهم، وجاء بعده الحافظ ابن حجر فترك كل من كان له رواية في الكتب الستة الذين هم موجودون في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب، وأتى بالأشخاص الزائدين على الكتب الستة حتى لا يكون هناك تكرار في هذا الكتاب الذي هو لسان الميزان وبين تهذيب التهذيب أو تهذيب الكمال والكتب التي بنيت عليه، فيعتبر لسان الميزان من الكتب التي من فيها زائد على رجال الكتب الستة، ففيه إضافة أسماء جديدة على رجال الكتب الستة، والكتاب يقع في ثمانية أجزاء، ويوجد غيره من الكتب التي تتابعت عليه، فهما كتابان عظيمان، والكتب كثيرة، فهناك كتاب الجرح والتعديل لـابن أبي حاتم، وكتاب الجرح لغيره من العلماء، لكن هذان الكتابان وهما: كتاب الذهبي، وابن حجر هما من أحسن الكتب التي عنيت بهذا الجانب.
الدعاء الجماعي
السؤال: قلتم: إن الدعاء الجماعي ليس من السنة، فإذا قال هذا الرجل: إن الصحابة كان يدعو لهم أحدهم ويؤمن الباقون، كما حدث هذا لـعمر وأنس رضي الله عنهما؟الجواب: مثل هذه الأعمال التي سأل عنها السائل أولاً، وهي أن الإنسان عند الإفطار يقوم ويدعو ويرفع صوته والناس يؤمنون، هذا هو الذي ما جاءت به السنة، مثل: بعد الصلاة، فإنه ما جاء أن الإمام يدعو والناس يؤمنون، وكذلك عند الإفطار، ما جاء أن شخصاً يدعو والناس يؤمنون، نعم إذا حصل في بعض الأحيان أنه دعا واحد والناس أمنوا، ولم يكن هذا متخذاً في مناسبة من المناسبات، مثل: بعد الصلوات، ومثل: عند الدفن، ومثل: عند الإفطار وما إلى ذلك، بحيث واحد يدعو والبقية يؤمنون، فهذا ما نعلم شيئاً يدل عليه، أما كون واحد يدعو والناس يؤمنون فيما إذا حصل في بعض الأحيان فلا بأس بذلك، أما أحوال تتكرر فهذا ما نعلم شيئاً يدل عليه.
الجماعة الثانية في المسجد
السؤال: إذا فاتت الجماعة، هل يجوز أن تقام جماعة مرة ثانية في نفس المسجد؟الجواب: نعم، إذا فاتت الجماعة، وكان سبب فوتها أن الإنسان ما قصد التأخر عن صلاة الجماعة الأولى، وإنما كان حريصاً على إدراك الجماعة الأولى، ولكنه فاته أن يدركها، أو كانوا جماعة فاتهم أن يدركوها، وما قصدوا التأخر حتى لا يصلوا مع هذا الإمام الذي يصلي بالناس، فلا بأس أن يصلوا جماعة أخرى في المسجد.السؤال: وهل على هذا دليل؟الجواب: نعم، قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاء وهو لم يصل، فقال: (من يتصدق على هذا فيصلي معه؟)، فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن توجد الجماعة لشخص فاتته الصلاة، فإذا جاء اثنان وليسوا بحاجة إلى صدقة ألا يجوز لهما أن يصليا؟ لا مانع من صلاتهما.
هل الأفضل للمسافر أداء السنن الرواتب؟
السؤال: هذا السائل يقول: هل الأفضل في حق المسافر أداء السنن الرواتب وغيرها، أم يقتصر على أداء سنة الفجر والوتر؟الجواب: الأفضل للإنسان المسافر أن يقتصر على ركعتي الفجر والوتر، ولا يصلي الرواتب التي هي السنن المتعلقة بالصلوات؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان هذا هديه: أنه كان يحافظ على هذه الصلوات، وجاء عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (لو كنت مسبحاً لأتممت)، يعني: لو كنت متنفلاً لأتممت، وهو قد قصر الصلاة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 316.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 310.67 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (1.83%)]