الإسلام دين ودعوته للناس كافة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2972 - عددالزوار : 215125 )           »          قالوا عن الأنانية (الأَثَرَة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عرض كتاب (التجديد في الفكر الإسلامي) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 76 )           »          كيف أربكت التكنولوجيا إدراكنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أزمة القيم في عالمنا المعاصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ما يفعله الإنسان بعد الطواف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من سنن الصلاة (سنن الأذكار بعد الصلاة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحج على من استطاع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التوبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-12-2019, 11:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,525
الدولة : Egypt
افتراضي الإسلام دين ودعوته للناس كافة

الإسلام دين ودعوته للناس كافة (1)




محمد أحمد محمود




بعث الله تعالى نبينا محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بدين الإسلام شريعة هادية، ومنهاجًا لحياة قويمة ومستقيمة، وأنزل عليه القرآن الكريم باللسان العربي المبين، في دعوة مباشرة لقومه العرب الذين بُعث فيهم خاصة، وللناس عامة، فأكمل الله تعالى به الدين، وختم به النبوات والكتب والأديان، وإن دعوة القرآن الرسالية الإسلامية لعموم الناس قد بينته ونصت عليه آيات عديدة، خاطبتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم تُعْلِمُه بشمول دعوته الناس كافة؛ ليقوم بمهمته الرسالية الربانية فيهم خير قيام، فقد خاطبت الآيات الناس تناديهم بـ (يا أيها الناس)، تدعوهم إلى الإيمان بالله ربهم وخالقهم، والمنعم عليهم بالرزق وأصناف النعم وتسخير ما في السموات والأرض لهم، وعبادته وطاعته وطاعة نبيه ورسوله الخاتم المبلِّغ عن الله شريعته لهم، والمأمور منه تعالى باتباعها معهم، وتطلب إليهم اتباع هذا النبي الكريم واتباع القرآن العظيم، وكثيرًا ما تعزز الآيات الكريمة دعوتها بالأدلة والبراهين العقلية والمنطقية مقرونةً بالشواهد المحسوسة وأخبار وقصص الأنبياء والرسل الأولين، ودعواتهم في أقوامهم، والشرائع التي شرعها الله لهم، والكتب التي أنزلها عليهم وأوحى بها إليهم.

ونجد ونحن نقرأ كتاب الله القرآن العظيم آيتين بيِّنتين صريحتين تخاطب رسول الله بعموم دعوته إلى الله في الناس؛ عربهم وعجمهم:
الأولى: وهي الآية (158) في سورة الأعراف المكية، وهي قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].

والثانية: وهي الآية (28) في سورة سبأ المكية كذلك، وهي قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سبأ: 28].

كما نجد آية ثالثة تبين سَعة الرسالة الإسلامية لتشمل رحمة الله - بالإضافة إلى عموم الناس الذين تدعوهم للإيمان - جميع المخلوقات في السموات والأرض وما بينهما، وذلك بكون هذه المخلوقات علاَمة دالة على وجود خالقها وصانعها ووحدانيته، وهي الآية (107) من سورة الأنبياء المكية، وقد جاءت عطفًا على ما ذكرته آيات في السورة وبصورة متوالية لعدد كريم من الأنبياء والرسل عليهم السلام، وهي قوله تعالى مخاطبًا رسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وآيات أخرى عديدة مكية ومدنية توجه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وتُعلِّمه فيما يتعين عليه قوله للناس من دعوة الله تعالى لهم.

من هذه الآيات الكريمة نشير إلى قوله تعالى في سورة النساء المدنية الآيتين (79 و80)، والآية (108) في سورة يونس المكية، والآيتين (1 و2) في سورة إبراهيم المكية، والآيتين (44 و45) في نفس السورة، والآية (64) في سورة النمل المكية، والآية (106) في سورة الإسراء المكية كذلك، كما نشير إلى الآيات من (1 إلى 3) وهي قوله تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا * وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 1 - 3].

وخطاب القرآن الدعوي الإسلامي للناس كافة، وهو خطاب النداء الرسالي لهم بـ "يا" النداء في الآيات الكريمة، فقوله تعالى في سورة البقرة المدنية في الآيتين (21 و22): ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 21، 22]، وقوله تعالى في سورة يونس الآية (57): ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57]، وقوله تعالى في سورة الحج المدنية الآيتين (1و2): ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2]، وكذلك الآيات (5و6و7) من نفس السورة، وهي تدعو الناس إلى الإيمان باليوم الآخر والبعث، ببيان حقيقة خلق الله تعالى لهم وأطوار هذا الخلق، بَدءًا في أرحام الأمهات وإخراجهم طفلاً، ليبلغوا بعد ذلك أشُدَّهم شبابًا أقوياء، ثم كهولاً وشيوخًا، ومنهم من يتوفاه الله فيموت وتنتهي حياته التي قدرها له سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا، ومنهم من يُرَدُّ إلى أرذل العمر، وتقرن الآيات هذه الحقيقة بإحياء الأرض بصنوف وأنواع النبات بعد إنزال المطر عليها؛ لتدلل وتبرهن على قدرة الله الخالق الداعي لهم على إحيائه الموتى وبعثهم من قبورهم، كما تبرهن على قيام الساعة للدينونة بالحساب والعقاب، والجزاء والثواب، وكذلك الآيتان الأخيرتان (33 و34) من سورة لقمان المكية، والآية (3) من سورة فاطر، وأخيرًا وليس آخرًا الآية (13) من سورة الحجرات المدنية، وهي قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].

ويجيء خطاب القرآن للناس مرة أخرى بنداء البُنوَّة لآدم عليه السلام؛ تذكيرًا لهم بأبيهم الأول الذي انسلَّت منه البشرية أفرادًا وجماعات وأممًا في كل أزمانهم ودهورهم، وجاء هذا الخطاب في أربع آيات كريمة في سورة الأعراف، وهي الآيتان 26 و 27، وهما قوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 26، 27]، والآية الثالثة وهي الآية (31) قوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، والآية الرابعة وهي الآية (35) قوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 35].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-12-2019, 11:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,525
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإسلام دين ودعوته للناس كافة

الإسلام دين ودعوته للناس كافة (2)




محمد أحمد محمود







وتستند دعوة الإسلام لعموم الناس إلى جميع النبوات والرسالات والكتب التي أوحاها الله تعالى لأنبيائه ورسله، فهي دعوة تمتد في أعماق الزمن الإنساني الطويل على الأرض، منذ أن خلق الله تعالى أبا البشر آدم وزوجه حواء عليهما السلام، وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساءً، ويفهم من الآيات القرآنية العديدة التي تتحدث وتقص على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أخبار الأنبياء والرسل المتقدِّمين والمتأخرين أن حقبة الكتب التي أوحاها الله بالتعليم والأحكام والشرائع صحفًا وألواحًا وكتبًا للناس قد جعلها الله واختص فيها بالاصطفاء: نوحًا وإبراهيم وذريتهما، وأن الناس كانوا منها فريقين؛ فريق مستجيب لدعوة هؤلاء الأنبياء والرسل ومهتدٍ ومسترشد بهداهم ومنقاد لأمرهم، وفريق آخر هم الكثرة من الناس الذين خرجوا عن طاعتهم وطاعة الله، فلم يستجيبوا ولم ينقادوا لداعي هدايتهم وإرشادهم، وتبين آيتا سورة الحديد المدنية (25و26) هذه الحقيقة الإيمانية التاريخية، قال تعالى: ï´؟ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ï´¾ [الحديد: 25، 26].



وقد فصلت لنا سور مكية ومدنية عديدة في قصص أولئك الأنبياء والرسل عليهم السلام، وقد سُميت أسماء بعضِها بأسماء بعضهم؛ كسور: آل عمران ويونس وهود ويوسف وإبراهيم ومريم ونوح ومحمد، وجاء اسم سورة الأنبياء جمعًا دون تخصيص، حيث قصت لنا قصص مجموعة كريمة تَذكر أسماءهم، ويذكر القرآن - أيضًا - أن هناك أنبياء ورسلاً لم يقصصهم على نبينا الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم.



وخصت آيتا سورة الأنعام (83 و90) بالذكر أسماء جمهرة من الرسل والأنبياء الذين اصطفاهم الله واختارهم رسلاً للناس، فقد ابتدأت الآية (83) بذكر إبراهيم وقوة وتفوق حجته في قومه الوثنيين باستحقاق الله تعالى للعبادة وحده دون شريك له أو معه أو ند، وذلك بعد أن استطردت آيات عديدة قبلها في دعوته التوحيدية لله تعالى في قومه، ثم تجمل الآية (90) فتعرف نبينا محمدًا عليه الصلاة والسلام بأسماء جمهرة الرسل الذين آتاهم الله الكتاب والحكم والنبوة، وتخص بالذكر معهم آباءهم وذرياتهم وإخوانهم الذين اصطفاهم للنبوة وهداهم إلى صراط مستقيم، وتأمره وأمته باتباعهم والتأسي بهداهم؛ تذكرة للعالمين بمعرفة الله وعبادته والعمل بما ينفعهم من الأخلاق والآداب الحميدة.



ودعوة القرآن الكريم لعموم الناس للإيمان بالله والدخول في الإسلام باشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن نصره الله والمسلمين على الشرك والوثنية والمشركين، فشرع يكتب الرسائل والكتب لكافة الأمراء في داخل شبه الجزيرة العربية، وإلى الملوك والحاكمين في خارج الجزيرة، يدعوهم إلى الإسلام ويحمِّلهم مسؤولية أتباعهم، فقد بعث عليه الصلاة والسلام بهذه الرسائل والكتب مع رسل من أصحابه رضي الله عنهم إلى قيصر ملك الروم، وكسرى ملك فارس، والنجاشي ملك الحبشة، والمقوقس ملك الإسكندرية في مصر، وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بهذه الرسائل الرسالية النبوية المبدأ الإسلامي الإنساني الشامل الذي قررته آيات الدعوة العديدة التي تخاطب الناس في فترتي الوحي المكية والمدنية، وقررته على وجه الخصوص آية الحجرات المدنية رقم (13) في قوله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ï´¾ [الحجرات: 13]، هذا المبدأ الإنساني السامي العظيم الذي أكده - كذلك - رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب الآلاف من جموع الحجيج المسلمين في حجة الوداع في عرفة، وذلك في السنة العاشرة من الهجرة الشريفة: ((أيها الناس، إن ربكم واحد، وأباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضلٌ إلا بالتقوى)).



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.21 كيلو بايت... تم توفير 1.98 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]