فتن التواصل الاجتماعي.. ونعمه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كـف عن الشكـوى وابـدأ العمـل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هذا الطريق الوعر!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          النقوش الإسلامية على طريق الحج الشامي بشمال غرب المملكة العربية السعودي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم-«الحق الأبدي لليهود في فلسطين والقدس» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حقوق الأبناء على الأباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 47 - عددالزوار : 2538 )           »          قـامـوس البدع العقـديــة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          وقفـــــات مــــع ســــــورة يـوســـــــف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          نسيان القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 3724 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-04-2024, 10:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,590
الدولة : Egypt
افتراضي فتن التواصل الاجتماعي.. ونعمه

فتن التواصل الاجتماعي.. ونعمه




قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله وهو ينقل عقيدة السلف: وأجمعوا على السمع والطاعة لأئمة المسلمين وكل من ولي شيئاً من أمورهم
عن رضى أو غلبة علينا أن نتقي الله ونجتنب الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونحمي أنفسنا من مضلات الفتن؛ فإنها تُهلك، وتُفرق ولا تجمع


(*) إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله رحمه الله



الحمد لله حذرّنا الذي من الزلل والفتن، وأرشدنا إلى طريق العبادة والنعم، أحمده سبحانه وأشكره على جزيل نعمائه وسابغ عطائه وتتابع الفضل والمنّ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الأحد الفرد الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، النعمة المزجاة والمنّة المهداة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد: فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عزَّ وجلَّ؛ فبتقوى الله نجا أَوْلِيَاء الله من سخطه فبها يحِق لَهُم ولَايَته، وَبهَا رافقوا أنبياءه وَبهَا نضرت وُجُوههم ونظروا إِلَى خالقهم، وَهِي عصمَة فِي الدُّنْيَا من الْفِتَن وَمن كرب يَوْم الْقِيَامَة {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (آل عمران:102).
نعيش في عصر سهل الله لنا فيه الصعاب وقرّب البعيد وعدد النعم علينا وتابعها بغير عدّ ولا حساب؛ ليبلونا أنشكر أم نكفر؟! فمن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غنيٌ حميد، نعمٌ متتابعةٌ، ونِقمٌ مدفوعاتٌ مرفوعاتٌ عنا من رب البريات، فالنعم ورودها وتعددها يُوجب شكرها وشكرها يُقرها ويدفع النِقم.
عصرنا عصر التواصل والتقنية وتسهيل القريب وتذليل البعيد، عصرٌ أصبح العالم قريةً واحدةً لو عطس مَنْ في المغرب لشمّته مَنْ في المشرق والشمال والجنوب، فاللهم أوزعنا شكر نعمك واجعلنا قابليه شاكريها غير كافريها {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(إبراهيم: 34).
تعدد النِعم وتكاثُرُها وسِرعةُ نموِها ظاهرٌ لا خفاء فيه ولا اختفاء، ومن هذه النِعم نعمةُ التواصل الاجتماعي في تويتر وفيس بوك والوات ساب واليوتيوب، وأجهزةُ ذكيةٌ حديثةٌ، كل هذه النِعم خير من الله وفضل تحتاج شكراً عظيماً لذي النعم والفضل والمننّ، فنشكر لتقر نعم الله علينا وتتنوع.
والمُلاحظ على وجود التواصل الاجتماعي وما فيه من الخير والتواصل أن هناك من جعل هذه الشبكات مكاناً للشبهات والدعوة للفتن والمظاهرات، فكلُ يومٍ تهييجٌ وتحريضٌ، وكلَ يومٍ دعوةٌ لمعاقبة مسؤولٍ؛ لتقصيره ومحاكمةٌ أميرٍ لنسبه ومنصبه، وسبُ عالمٍ لعلمه، وطعنٌ في نسبٍ وقدحٌ في حسب، وفضحٌ وفضائح، وتشهيرٌ وقلةٌ للنصائح، وسخريةٌ بالدين وأهله، وطعنٌ في السلف وجيله، وتحذيرٌ من عقيدة السلف ومنهجه، ودعوةٌ للمظاهرات والصيحات، والتحريض على الحكام والولاة، حتى غدا الشباب في حيرة وفي زهد من بلده وعلمائه وحكامه، قال الله عزَّ وجلَّ {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}(النساء:59)، قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله وهو ينقل عقيدة السلف: وأجمعوا على السمع والطاعة لأئمة المسلمين وكل من ولي شيئاً من أمورهم عن رضى أو غلبة.
إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت منبعاً للفتن والمِحنِ، فعلينا أن نتنبه ونحذر ونُحاذر، فالدين وأحكامه يُؤخذان من العلماء الربانيين من علماء الأمة وبقية السلف، لا من سفهاء النت وشبكات التواصل الاجتماعي التي صارت مرتعاً للفتن حتى أصبح الحليمُ حيرانَ، وظهر الجاهل عالماً، والسفيه عاقلاً، وزَهدَ بعضُ الناس في عقيدته ومنهج سلفه، فدينه فتات على كل ساقط يقتات، وخرج المفسدون مصلحين والفجار أتقياء والعصاة أنقياء، ودُعي إلى الرذيلة وحُوربت الفضيلة، ونشرت المخدرات والمسكرات وتُعوون على ترك الصلوات، وجُوهر بالمعاصي ربُ البرياتِ، وخُببت المرأةُ على زوجها، وأُبعد الرجالُ عن زوجاتهم، وفسدت المجالسُ والبيوت فلا تُجالس أحداً في بيتك أو بيته أو مجلس أصدقائك إلا وقلبه وبصره سابحٌ سارحٌ في بحور التواصل الاجتماعي يمزحُ تارةً ويضحكُ تارةً، ويحتارُ مُجالسه تارةً، فلا تدري أنت مجالسٌ مجنون أم إن بك الجنون، تشتتت الأسر وتمزقت، وطلق الزوجُ زوجته، ونُقلت الشائعاتُ، وسُوغت بالكذب القراراتُ، وكُذب على النبي صلى الله عليه وسلم والسنَّة.
إننا مأمورون أن نفر من الفتن ونحاربَها ونُنابذَ أهلها؛ لأن الفتن شرٌ مَنْ استشرفها تشرفته وأهلكته، ومَنْ تابعها ضل وأضل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقبض العلم، ويظهر الجهل والفتن، ويكثر الهرج، قيل: يا رسول الله، وما الهرج؟ فقال هكذا بيده، فحرفها، كأنه يريد القتل»، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا»، وقال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها، نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباد كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه».
علينا أن نتقي الله ونجتنب الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونحمي أنفسنا من مضلات الفتن؛ فإنها تُهلك، وتُفرق ولا تجمع، وتجعل المجتمعات بعضها يأكل بعضا، وتحل الفرقة وتذهب الريح، علينا يا عباد الله أن نقتل الشائعات، وأن نقف مع علمائنا وولاتنا وحكومتنا ورجال أمننا في صف واحد متحد غير مفترق، متعاونٍ لا متعادٍ، نوجه الأبناء والبنات، ونُحذّر الأهل والزوجات، ونوجه الجيران والقرابات؛ لنعيش بعيدين عن البدعة، ونموت على التوحيد والسنَّة، ولنعلم أن النصح والإصلاح له طرقه وأهله، فننصح سرا ولا نُشهّر بمسلم ولا عالم ولا حاكم ولا أميرٍ، ونحفظ أعراض المسلمين والمسلمات وننتقي الكلمات الطيبات، ونُحاذر من الخبيثات، وعلينا أن نسير على نهج سلفنا وعقيدتهم، وطريقة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكتاب ربنا، لا نرجو بذلك قربة إلا لله ولا نبتغي دنياً ولا عرضاً، فسيروا على نهجهم تسعدوا، وسيروا على عقيدتهم تفلحوا.


اعداد: فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله السبر (*)


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.74 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]