مقدمات في البحث التربوي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-10-2021, 09:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي مقدمات في البحث التربوي

مقدمات في البحث التربوي


د. مولاي المصطفى البرجاوي






المنهجية والإشكاليات البحثية



يعدُّ البحثُ العِلمي أساسًا لتقدُّم الدول ورقيِّها؛ لذا ارتبطَت خطط التنمية في كثيرٍ من الدول بإنشاء العديد من المراكز البحثيَّة المتقدمة، كما أنَّ مستجدَّات الممارسات الحديثة في المجالات المختلِفةِ ارتبطَت كذلك بنتائج البحثِ العلمي، من هذا المنطلَق حرَصَت الدولُ المتقدِّمة على دعْم البحث العلمي في كافَّة المجالات، ويعدُّ مستوى الدَّعم المادِّي، وعدد الأوراق العلميَّة التي تُنشر، ومعدُّل النَّشر السنوي للباحث - أهمَّ المؤشِّرات التي يمكن استقراؤها للتعرُّف على مدى تفوُّق واهتمام تلك الدُّول بالبحث العلميِّ، وإذا ما تمَّت مقارنة الدول المتقدِّمة بالدول العربيَّةِ فيما يتعلَّق بحجم تلك المؤشِّرات، نلحظ فجوةً واسعة بين تلك الدول ودولنا العربيَّة[1].

وبحكم أنَّ المنظومة التربويَّة في البلدان العربية تواجِه اختلالات عميقة، وجَب الاهتِمامُ بالبحث التربويِّ - التعليمي؛ للمساهمةِ بشكل فعَّالٍ في تطوير وتجديد التربية والتعليم.

والبحث التربوي: هو بحثٌ علميٌّ في تحسين العمليَّة التربوية والتعليميَّة، يشمل ذلك الاهتمام بجميع مدخلاتِ هذه العمليَّة ومخرجاتها الماديَّة، وبالتالي مختلف العوامِل والمتغيرات والظُّروف والمحددات المؤثِّرة على الكفاية الداخليَّة والخارجيَّة لها؛ وذلك من خلال السَّعيِ العمليِّ لاكتِشاف معرفةٍ جديدة، أو تمحيص معرفةٍ قديمة، أو تنْقيح معرفة وافِدة؛ بما يثري العملَ التربوي، ويزيد من إمكانيَّة التحكُّم فيها، والتنبُّؤ بها، والتخطيط لمواجهتها بالأسلوب العلميِّ المدروس على جميع المستويات.

كما يعني خطوات منظَّمة ودَقيقة قائمةً على التقصِّي والدِّراسة الطويلة المتأنِّية، بهدف اكتِشاف أو وضْع أسس وقواعد، أو حلِّ مشكلات في مجال التربية[2].

1- أنواع البحوث التربوية:
تتنوَّع البحوث التي يمكن الاستعانةُ بها للمساهمة في تَطوير المنظومة التربويَّة، ولعلَّ من أبرزها:
بحوث التشخيص (Recherches - Diagonistic): وهي البحوثُ التي تُنجَز خاصَّة لتشخيص وضعٍ معيَّن، ولتحديد الحاجات أو المشاكل أو المتغيرات التي يَجب الانطلاق منها في بِناء برامج تكوين مستمرٍّ تَستجيب لها، إمَّا بتدعيمها أو تفاديها.

بحوث التدخُّل (Recherches - Action): التي يقعُ الاعتِماد عليها في إطار التدخُّلِ أثناء القيام بإنجاز برامج تكوينيَّة معينة؛ وذلك من أجل التعرُّف على مختلف المشكلات التي تواجِه هذه البرامج عمليًّا وعلى أرض الواقِعِ التطبيقي، وما تقدِّمه من إنجاز، وما تحقِّقه من مردوديَّة؛ وذلك بهدف تَطوير ما هو مفيد وإيجابي فيها، وتفادي ما هو سلبيٌّ وغير مفيد؛ ولذلك تسمَّى أيضًا عند بعض الباحثين ببحوث التطوير (Recherches - Développementلأنَّها - في غايتها الأساسيَّة - تستهدف تطويرَ وتنمية الممارسة، وهذه البحوث كما يُستأنس بها في إطار التكوين المستمرِّ يُستأنس بها أيضًا في إطار مختلف الممارساتِ التربويَّة والاجتماعيَّةِ الأخرى؛ كأن يتدخَّل الباحث مثلًا في ممارسة التوجيه المدرسي والمهنيِّ، أو في ممارسة التخطيط التربويِّ؛ ليكشف عبْرَ هذه الدِّراسات التدخليَّة عن مواطن الضَّعفِ ومواطن القوَّة، وعن الجوانب الإيجابيَّة والجوانب السلبيَّة في هذه الممارسة؛ بهدف تطوير هذه الجوانب الإيجابيَّة، وتجنُّب الجوانب السلبيَّة.

بحوث التقويم (Recherches - Evaluation): وهي التي ترمي إلى القيام بتقويمٍ تتبُّعي تكويني، أو جزئيٍّ خاصٍّ، أو إجمالي عام، أو مؤسَّساتي أعم وأشمل؛ وذلك توخيًا لقياس مدى المردوديَّة أو النجاعة المطلوبة في برنامجٍ أو مخطَّط أو نظام تكوينيٍّ ما، محدَّد في الزمان والمكان، ومرتبط بأهداف تنمويَّة واجتماعية معينة[3].

2- الاهتمامات والأهداف العامة للبحث التربوي:
يَحظى البحثُ التـربويُّ بأهمية كبيرةٍ؛ لِما يُتوقَّعُ منه في تطوير عملية التربية والتعليـم، ومساهمته في تقديم الحلول التي تلبِّي الاحتياجات التربويَّة؛ فالهدف الأسمى للبحث التربويِّ هو: "الكشف عن المعرفة الجديدةِ في مَيدان التربيةِ والتعليم؛ بتقديم الاقتراحاتِ والحلول والبدائل التي تساعِد في مواجهة مشكلات قِطاع التربيةِ والتعليم، والتكوين والإعداد المهني وتجويده في مختلف المجالات".

ويتنوَّع اهتمام البحث التربوي بتنوُّع مواضيع التربية وتعدُّد مظاهر الوضعيَّة البيداغوجية؛ فمِن محاولة التعرُّف على المتعلِّم من حيث خصوصيَّاته النمائيَّة وميوله واهتماماته وقدراته، إلى العمل على التعرُّف على كلِّ العوامل الأساسيَّة المساهمة في الفعل التعليمي - التعلُّمي؛ كالمدرِّسين، والمؤسسات التعليمية، والطرائق والوسائل، والامتحانات والمواد المقرَّرة، والأنظمة التعليميَّة، وغيرها مما هو مرتبط بهذه المواضيع[4].

3- دواعي إنجاز البحوث التربويَّة: ولقد أوجزَتها المنظَّمة العربيَّة للتربية والثقافة والعلوم (الأيسيسكو) في إستراتيجية تَطوير التربية العربيَّة بالنِّقاط التالية:
ضخامة المشكلات التي تواجِهها الأنظِمةُ التربويَّة، وحدَّة هذه المشكلات كأثَر من آثار النَّقل عن النُّظم الأجنبيَّة؛ ممَّا جعل نظمَ التعليم في البلاد العربيَّة تتَّسم بالمحافظة والتقليد، والجمود والرتابة إلى حدٍّ بعيد.
ضخامة المهمَّات التي على التربية العربيَّة أن تضطلع بها في المستقبل، وخاصَّة من حيث المساهمةُ في إرساء المجتمع العربي المتعلِّم، وجعل التربية معتمدةً على أصالة الثَّقافة العربية متصِلَةً بالأهداف القوميَّة.
ضرورة التصدِّي لتطويرٍ شامل وواسِع للأنظمة التربويَّة، وجعلها قائمةً على جذورها الأصليَّة في وطنها، نابعةً من قِيَمه وخصائصه، عاملة على التعبير عن مقوِّماته وذاتيَّته، متَّصلةً بأهدافه الكبرى، خالصة من التقليد والمحاكاة.

4- المراحل الكبرى في بناء البحث التربوي:
إنَّأي باحثٍ في أيِّ مجال علميٍّ أو تربوي لا بدَّ أن يسطِّر مجموعةً من الأهداف يتوخَّى تحقيقها في بحثه؛ وأهداف البحث التربوي يُمكن تحديدها في أربع محطَّات رئيسة:
أ‌- محطَّة الوصف (Description): وهي بمثابة مرحلة التشخيص؛ من خلالِ التفكير في الموضوع وطرْحِ الإشكاليَّة؛ تقتصر على وصْف مثلًا تجليات وسِمات الظواهر التربويَّة والتعليمية ومشكلاتها، وخلال هذه المرحلة يتم فقط التركيزُ على الظواهر المدروسةِ بشكلٍ استعراضيٍّ دون الغوص في أعماقها، مع تحديد أهداف البحثِ وأهميَّته.

ب‌- محطة التنبؤ (Prédiction): ويتجلَّى ذلك من طرْح مجموعة من الفرضيَّات حول الظَّاهرةِ المدروسة بشكلٍ علميٍّ دقيق، بعيدًا عن العاطِفة والذاتيَّة في أفق التوصُّل إلى مبادئ واستنتاجات معقولة ومفيدة تَفتح البابَ على مصراعيه للبحث عن حلولٍ للمشكلة المطروحة.

ت‌- محطة المناقشة والتفسير (Interprétation): وتسمَّى أيضًا مرحلة التأويل؛ وهي محاولة الاستِشفاف والكشف عن أسباب الظَّواهر المدروسة؛ بالاستعانة بمعطيات علميَّة دقيقة مبنيَّة على التقصِّي والتحرِّي، والاستِقراء والاستنباط، وإعمالِ التفكير في أعلى مستوياته.

ث‌- محطة الضبط أو التحكُّم (Contrôle): هو التحكُّم في الفرضيَّات المطروحة للحسْم فيها؛ إمَّا بدحضِها، أو قبولها وتثبيتها بعد فرْز النتائج الميدانية.

ج‌- محطَّة التوصيات والاقتراحات (Suggestions): وهي مجموعة من الاقتراحات تُشكِّل منطلقًا لبحوث تربويَّة أخرى، ويقصد بها أيضًا الحلول الإجرائيَّة القابلة للتطبيق، التي تَنبثق من نتائج الدِّراسة بعد تحليلها وتفسيرها علميًّا.



يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-10-2021, 09:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مقدمات في البحث التربوي

مقدمات في البحث التربوي


د. مولاي المصطفى البرجاوي





5- خطوات المنهج العلمي في البحث التربوي: إلى جانب المراحل الكُبرى لبناء البحث التربوي لا بدَّ من استِحضار ما يسمَّى بالمنهج العلمي كأحد الرَّكائز الأساسيَّة المؤدية لتطوير البحث التربوي وتنميتِه في أُفق عرض المادة العلميَّة بشكل مبدِعٍ وغير مألوف، ولعلَّ من أبرز المراحل الأساسيَّة التي يمرُّ منها الباحثُ المستخدم للمنهج العلمي في البحث ما يلي[5]:
أ‌- الشعور بالمشكلة: وهو إحساسُ الفردِ بوجود عقَبَة أو صعوبة تحيِّره:
فقد تنقصه الوسيلة للوصول إلى الغرض المطلوب.
أو يواجه صعوبةً في تحديد خصائص موضوع معين.
أو يعجز عن تفسير حدَثٍ ما، خصوصًا إذا كان غير متوقَّع.
ب‌- تحديد المشكلة: وذلك من خلال القيام بملاحظات (جمع معلومات) تساعِد في تحديد العلاقة بين متغيرات معيَّنة.
ت‌- اقتراح حلول للمشكلة (الفروض): من خلال الدِّراسة المبدئيَّة للحقائق يقوم الباحثُ بعمل حدس رشيدٍ عن الحلول الممكِنة، وهذه الحلول المؤقَّتة تسمَّى بالفروض.
ث‌- استنباط نتائج الحلول المقترحة: يَستنبط الباحثُ أنَّه إذا كان فرْضٌ ما صحيحًا، فسوف تترتَّب عليه نتائج معينة.
ج‌- اختبار الفرضيات عمليًّا: يَختبر الباحث كلَّ فرضيَّة؛ بأن يَبحث عن دليل ملاحظ يثبت أنَّ النتائج المترتبة على الفرض قد حدثَت فعلًا، أو ينفي حدوثَها، وعن طريق هذه العملية يتمُّ تحديد أي الفروض يتَّفِق مع الحقائق الملاحَظة، وبالتالي يقدِّم أصدق إجابة للمشكلة.

6- مناهج البحث التربوي:
يمكن للباحث أن يَستخدم منهجًا أو أكثر من المناهِج العلميَّة حسب طبيعة البحث التربوي، وفيما يلي أبرز هذه المناهج[6]:
أ‌- المنهج التاريخي (Historique): هو المنهج المعنيُّ بوصْف الأحداث التي وقعَت في الماضي وصفًا كيفيًّا أو كميًّا، يَتناول رصْدَ عناصرها وتحليلها، ومناقشتها وتفسيرها، والاستناد على ذلك الوصْف في استيعاب الواقِع الحاليِّ، وتوقُّع اتِّجاهاته المستقبليَّة القريبة والبعيدة.

ب‌- المنهج الوصفي (Descriptive): وهو المنهج الذي يَعتمد على دِراسة الظَّاهرة كما توجد في الواقِع، ويهتمُّ بوصفها وصفًا دقيقًا، ويعبِّر عنها كيفيًّا؛ بوصفها وتوضيحِ خصائصها، وكميًّا؛ بإعطائها وصفًا رقميًّا من خلال أرقام وجداول توضِّح مقدارَ هذه الظَّاهرة أو حَجمها، أو درجة ارتِباطها مع الظَّواهر الأخرى، ومن أنواع المنهج الوصفي: المنهج الارتباطي، والمنهج المقارن، ومنهج تحليل المضمون...

ت‌- المنهج التجريبي (Expérimentale): هو المنهج الذي يتميَّز بتدخُّلٍ مقصود من قِبَل الباحث؛ بهدَف إعادة تَشكيل واقع الظَّاهرة أو الحدَث، من خلال إجراء تغييراتٍ معيَّنة، ومن ثمَّ ملاحظة أثرها على عوامل أخرى وتفسيرها؛ حيث يقوم الباحِثُ بتتبُّع أثر أحد المتغيرات (المتغير المستقل) على متغيرٍ آخر أو أكثر من متغير (متغير تابع)، وضبْط المتغيرات الأخرى.

ث‌- المنهج البنائي (Constructiviste): هو المنهج المتبَع في إنشاء وتطويرِ برنامجٍ أو هيكل معرفيٍّ جديد لم يكن معروفًا من قبْل؛ كبناء وحدة دراسيَّة أو برنامج علميٍّ جديد.

7- الإشكاليات البحثيَّة التربوية: من أبرز الإشكاليَّات التي باتت تهدِّد تطويرَ البحث التربوي في الوطن العربي، أعرض لبعضها بشكلٍ مختصر:
عدم الاهتِمام بالبحوث المنجزة في المجال التربويِّ، التي قدَّمَت إضافات نوعيَّة يمكن أن تثري الممارَسة التعليميَّة، لكن في الغالب تَبقى في رفوف المعاهِد والجامعات دون أن تَجِد من يَنفض عنها غبارَ التهميش!

عدم الاستِفادة بالبحوث التربويَّة التي تنجز من طَرف فاعلين تربويِّين في الميدان (الممارسة الديداكتيكية)؛ إذ لا تستثمر، فتأتي أغلبُ الرُّؤى الإستراتيجية للتعليم بشكلٍ فوقي لا علمي.

غلَبة الطَّابع الكمِّي في بعض البحوث التربويَّة، خاصَّة المنجزة في مراكز التربية والتكوين بحُكم الحيِّز الزَّمني الضيِّق المخصَّص لها، فتكون في الغالب مفتقرةً للمنهج العلمي الدَّقيق، وغلَبَة السطحيَّة في التعامل مع المشكلات التربويَّة التي تؤرِّق الفاعلين في الميدان التربوي.

الافتِقارُ إلى عمليَّة الرَّبط بين البحث التربوي والقضايا المجتمعيَّة؛ إذ يَغلب عليها طابعُ التسطيح بعيدًا عن مشكلات وهموم المجتمعات.

ندرة البحوث التربويَّة المبدعة؛ فهي في الغالِب محاكاةٌ لنموذج تربويٍّ غربي، فيتم تَطبيقه على مناهج تعليميَّة في الوطن العربي، ممَّا يجعلها غير متناسقة، ممَّا يَجعل المنظومةَ التربوية برُمَّتها مشوَّهةً، ومُعاقة، وغير قادرة على التغيير والنُّهوض.

الدَّعم المادي في البحث التربوي يظلُّ ضئيلًا.
ولهذا؛ فإنَّه من الأهميَّة بمكان القيام ببحوث ودراسات علميَّة ومتعمِّقة عن المشكلات التربوية؛ من خلال الجمْع بين البحوث النظريَّة والتطبيقية، والبحثِ في مدخلات التعليم وعمليَّاته ومخرجاته، التي تؤدِّي إلى حُسن فهْم الممارسين في الميدان الصفِّي للعملية التربويَّة والتعليمية للمشكلات القائمة فعلًا، وفي النِّهاية تفضي إلى تَحسين العمل التربوي، وهذا لن يؤتي أُكُلَه إلَّا إذا تمَّ دعم البحث ماديًّا ومختبريًّا، واستحضاره في أيِّ إصلاح تربوي.


[1] سعيد بن محمد عبدالله الشمراني، يناير 2012: "أولويات البحث في التربية العملية بالمملكة العربية السعودية، مجلة جامعة الملك سعود، المجلد 24، العلوم التربوية والدراسات الإسلامية، ص 200.

[2] فاروق عبده فلية، وأحمد عبدالفتاح (2004): "معجم مصطلحات التربية: لفظًا واصطلاحًا"، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، مصر، ص (60، 61).

[3] "رهانات التكوين المستمر بين التجديد والتطوير وتنمية الموارد البشرية"، حوار مع الباحث السوسيولوجي: مصطفى محسن، مجلة عالم التربية، العدد 19، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، السنة 2010، ص (80، 81).

[4] محمد الخي (2000): "مناهج البحث التربوي"، سلسلة التكوين التربوي، العدد 16، ص (12).

[5] حمدي أبو الفتوح عطيفة (2007): "بحوث العمل طريق إلى تمهين المعلم وتطوير المؤسسة التربوية"، دار النشر للجامعات، ط1، القاهرة، ص (217، 218).

[6] عطا حسن درويش وآخرون، (د. ت): "دليل معايير جودة البحث العلمي"، مجلس البحث العلمي بوزارة التربية والتعليم العالي، فلسطين، ص (8، 9).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.08 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]