|
|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مقدمات في البحث التربوي
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: مقدمات في البحث التربوي
مقدمات في البحث التربوي د. مولاي المصطفى البرجاوي 5- خطوات المنهج العلمي في البحث التربوي: إلى جانب المراحل الكُبرى لبناء البحث التربوي لا بدَّ من استِحضار ما يسمَّى بالمنهج العلمي كأحد الرَّكائز الأساسيَّة المؤدية لتطوير البحث التربوي وتنميتِه في أُفق عرض المادة العلميَّة بشكل مبدِعٍ وغير مألوف، ولعلَّ من أبرز المراحل الأساسيَّة التي يمرُّ منها الباحثُ المستخدم للمنهج العلمي في البحث ما يلي[5]: أ- الشعور بالمشكلة: وهو إحساسُ الفردِ بوجود عقَبَة أو صعوبة تحيِّره: • فقد تنقصه الوسيلة للوصول إلى الغرض المطلوب. • أو يواجه صعوبةً في تحديد خصائص موضوع معين. • أو يعجز عن تفسير حدَثٍ ما، خصوصًا إذا كان غير متوقَّع. ب- تحديد المشكلة: وذلك من خلال القيام بملاحظات (جمع معلومات) تساعِد في تحديد العلاقة بين متغيرات معيَّنة. ت- اقتراح حلول للمشكلة (الفروض): من خلال الدِّراسة المبدئيَّة للحقائق يقوم الباحثُ بعمل حدس رشيدٍ عن الحلول الممكِنة، وهذه الحلول المؤقَّتة تسمَّى بالفروض. ث- استنباط نتائج الحلول المقترحة: يَستنبط الباحثُ أنَّه إذا كان فرْضٌ ما صحيحًا، فسوف تترتَّب عليه نتائج معينة. ج- اختبار الفرضيات عمليًّا: يَختبر الباحث كلَّ فرضيَّة؛ بأن يَبحث عن دليل ملاحظ يثبت أنَّ النتائج المترتبة على الفرض قد حدثَت فعلًا، أو ينفي حدوثَها، وعن طريق هذه العملية يتمُّ تحديد أي الفروض يتَّفِق مع الحقائق الملاحَظة، وبالتالي يقدِّم أصدق إجابة للمشكلة. 6- مناهج البحث التربوي: يمكن للباحث أن يَستخدم منهجًا أو أكثر من المناهِج العلميَّة حسب طبيعة البحث التربوي، وفيما يلي أبرز هذه المناهج[6]: أ- المنهج التاريخي (Historique): هو المنهج المعنيُّ بوصْف الأحداث التي وقعَت في الماضي وصفًا كيفيًّا أو كميًّا، يَتناول رصْدَ عناصرها وتحليلها، ومناقشتها وتفسيرها، والاستناد على ذلك الوصْف في استيعاب الواقِع الحاليِّ، وتوقُّع اتِّجاهاته المستقبليَّة القريبة والبعيدة. ب- المنهج الوصفي (Descriptive): وهو المنهج الذي يَعتمد على دِراسة الظَّاهرة كما توجد في الواقِع، ويهتمُّ بوصفها وصفًا دقيقًا، ويعبِّر عنها كيفيًّا؛ بوصفها وتوضيحِ خصائصها، وكميًّا؛ بإعطائها وصفًا رقميًّا من خلال أرقام وجداول توضِّح مقدارَ هذه الظَّاهرة أو حَجمها، أو درجة ارتِباطها مع الظَّواهر الأخرى، ومن أنواع المنهج الوصفي: المنهج الارتباطي، والمنهج المقارن، ومنهج تحليل المضمون... ت- المنهج التجريبي (Expérimentale): هو المنهج الذي يتميَّز بتدخُّلٍ مقصود من قِبَل الباحث؛ بهدَف إعادة تَشكيل واقع الظَّاهرة أو الحدَث، من خلال إجراء تغييراتٍ معيَّنة، ومن ثمَّ ملاحظة أثرها على عوامل أخرى وتفسيرها؛ حيث يقوم الباحِثُ بتتبُّع أثر أحد المتغيرات (المتغير المستقل) على متغيرٍ آخر أو أكثر من متغير (متغير تابع)، وضبْط المتغيرات الأخرى. ث- المنهج البنائي (Constructiviste): هو المنهج المتبَع في إنشاء وتطويرِ برنامجٍ أو هيكل معرفيٍّ جديد لم يكن معروفًا من قبْل؛ كبناء وحدة دراسيَّة أو برنامج علميٍّ جديد. 7- الإشكاليات البحثيَّة التربوية: من أبرز الإشكاليَّات التي باتت تهدِّد تطويرَ البحث التربوي في الوطن العربي، أعرض لبعضها بشكلٍ مختصر: • عدم الاهتِمام بالبحوث المنجزة في المجال التربويِّ، التي قدَّمَت إضافات نوعيَّة يمكن أن تثري الممارَسة التعليميَّة، لكن في الغالب تَبقى في رفوف المعاهِد والجامعات دون أن تَجِد من يَنفض عنها غبارَ التهميش! • عدم الاستِفادة بالبحوث التربويَّة التي تنجز من طَرف فاعلين تربويِّين في الميدان (الممارسة الديداكتيكية)؛ إذ لا تستثمر، فتأتي أغلبُ الرُّؤى الإستراتيجية للتعليم بشكلٍ فوقي لا علمي. • غلَبة الطَّابع الكمِّي في بعض البحوث التربويَّة، خاصَّة المنجزة في مراكز التربية والتكوين بحُكم الحيِّز الزَّمني الضيِّق المخصَّص لها، فتكون في الغالب مفتقرةً للمنهج العلمي الدَّقيق، وغلَبَة السطحيَّة في التعامل مع المشكلات التربويَّة التي تؤرِّق الفاعلين في الميدان التربوي. • الافتِقارُ إلى عمليَّة الرَّبط بين البحث التربوي والقضايا المجتمعيَّة؛ إذ يَغلب عليها طابعُ التسطيح بعيدًا عن مشكلات وهموم المجتمعات. • ندرة البحوث التربويَّة المبدعة؛ فهي في الغالِب محاكاةٌ لنموذج تربويٍّ غربي، فيتم تَطبيقه على مناهج تعليميَّة في الوطن العربي، ممَّا يجعلها غير متناسقة، ممَّا يَجعل المنظومةَ التربوية برُمَّتها مشوَّهةً، ومُعاقة، وغير قادرة على التغيير والنُّهوض. • الدَّعم المادي في البحث التربوي يظلُّ ضئيلًا. ولهذا؛ فإنَّه من الأهميَّة بمكان القيام ببحوث ودراسات علميَّة ومتعمِّقة عن المشكلات التربوية؛ من خلال الجمْع بين البحوث النظريَّة والتطبيقية، والبحثِ في مدخلات التعليم وعمليَّاته ومخرجاته، التي تؤدِّي إلى حُسن فهْم الممارسين في الميدان الصفِّي للعملية التربويَّة والتعليمية للمشكلات القائمة فعلًا، وفي النِّهاية تفضي إلى تَحسين العمل التربوي، وهذا لن يؤتي أُكُلَه إلَّا إذا تمَّ دعم البحث ماديًّا ومختبريًّا، واستحضاره في أيِّ إصلاح تربوي. [1] سعيد بن محمد عبدالله الشمراني، يناير 2012: "أولويات البحث في التربية العملية بالمملكة العربية السعودية، مجلة جامعة الملك سعود، المجلد 24، العلوم التربوية والدراسات الإسلامية، ص 200. [2] فاروق عبده فلية، وأحمد عبدالفتاح (2004): "معجم مصطلحات التربية: لفظًا واصطلاحًا"، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، مصر، ص (60، 61). [3] "رهانات التكوين المستمر بين التجديد والتطوير وتنمية الموارد البشرية"، حوار مع الباحث السوسيولوجي: مصطفى محسن، مجلة عالم التربية، العدد 19، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، السنة 2010، ص (80، 81). [4] محمد الخي (2000): "مناهج البحث التربوي"، سلسلة التكوين التربوي، العدد 16، ص (12). [5] حمدي أبو الفتوح عطيفة (2007): "بحوث العمل طريق إلى تمهين المعلم وتطوير المؤسسة التربوية"، دار النشر للجامعات، ط1، القاهرة، ص (217، 218). [6] عطا حسن درويش وآخرون، (د. ت): "دليل معايير جودة البحث العلمي"، مجلس البحث العلمي بوزارة التربية والتعليم العالي، فلسطين، ص (8، 9).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |