السبيل إلى ضبط كلمات التنزيل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74441 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ماذا يريد الإسلام من الشباب؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المسؤولية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ثقافة الحوار الأسري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          العمل بروح الفريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الوثيقة الضائعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          اجعل شعارك يأبى الله علي والإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإملاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2021, 05:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,485
الدولة : Egypt
افتراضي السبيل إلى ضبط كلمات التنزيل

السبيل إلى ضبط كلمات التنزيل
أحمد أبو زيتحار
نبذة موجزة عن تاريخ فن الضبط ونشأته وواضعه وسبب وضعه.
اعلم أنه لا بد من معرفة معنى الضبط والشكل والنقط قبل معرفة فن الضبط.
تعريف الضبط:
الضبط لغة بلوغ الغاية في حفظ الشيء، واصطلاح علم يستدل به على ما يعرض للحرف من حركة وسكون وشد ومد ونحو ذلك ويرادفه الشكل.
النقط:
تقسيمه وتعريفه: النقط نوعان نقط إعراب ونقط إعجام.
فنقط الإعراب: هو ما يدل على ما يعرض للحرف من حركة أو سكون أو شد أو مد أو غير ذلك وهو بهذا المعنى مساو للضبط والشكل ونقط الإعجام، هو ما يدل على ذوات الحروف تمييزًا لها عن بعضها إذا اتحدت صورها كالباء والتاء والحاء والخاء والدال والذال أو تقاربت كالفاء والقاف والنون والياء فيكون النقط حينئذ فارقا بين معجمها ومهملها.
وإذا كان النقط بمعناه الأول الذي هو نقط الإعراب مساويًا للضبط والشكل على ما علمت، فهو بهذا المعنى مغاير للنقط بمعناه الثاني الذي هو نقط الإعجام.
واضعه:
وعلى هذا اختلف في أول من وضع النقط وأي الوضعين سابق على الآخر - فقيل أبو الأسود الدؤلي وقيل نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر وقيل الخليل ابن أحمد.
والحق أن الواضع الأول لنقط الإعراب المساوي للضبط والشكل هو أبو الأسود الدؤلي بأمر زياد بن أبي زياد والي البصرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
(سبب وضعه):
أن معاوية بعث إلى زياد يطلب منه إرسال عبيد الله ابن زياد - فلما قدم عليه كلمه معاوية فوجده يلحن فرده إلى أبيه وبعث إليه كتابًا يلومه فيه على وقوعه في اللحن - فبعث زياد إلى أبي الأسود وقال له إن الأعاجم قد أفسدوا لغة العرب، فلو وضعت شيئا يصلح الناس به كلامهم ويعربون به كلام الله فامتنع أبو الأسود. فأجلس زياد رجلا في طريق أبي الأسود وقال له إذا مر بك أبو الأسود فاقرأ شيئا من القرآن وتعمد فيه اللحن. فلما مر أبو الأسود قرأ الرجل ( أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) بجر لام رسوله فقال أبو الأسود معاذ الله أن يتبرأ الله من رسوله، ثم رجع إلى زياد وقال له قد أجبتك إلى ما طلبت ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن. فاختار رجلا من عبد القيس وقال له خذ المصحف وصباغا يخالف لونه مداد المصحف. فإذا فتحت شفتي فانقط نقطة فوق الحرف وإذا ضممتها فانقط نقطة أمامه، وإذا كسرتها فانقط تحته نقطة، فإذا أتبعته غنة أي تنوينًا فانقط نقطتين حتى أتى على آخر المصحف - وكان نقط أبي الأسود مدورًا كنقط الاعجام إلا أنه يخالفه في لونه.
ويؤخذ مما تقدم أمران:
أولهما أن أول من وضع النقط بمعناه الأول هو أبو الأسود الدؤلي وثانيهما أن أبا الأسود لم يتعرض في المصحف لنقط الإعجام وإنما تعرض لنقط الإعراب، وعنه أخذه العلماء من بعده وأدخلوا عليه بعض التحسين؛ وظل الأمر كذلك إلى أن جاء عصر الدولة العباسية وظهر الخليل بن أحمد البصري فتناول نقط أبي الأسود وحور فيه وعدل صوره؛ وأدخل عليه تحسينًا كثيرا وسمى بعد بالنقط المطول وهو المعروف عندنا اليوم بالشكل وبهذا اعتبر الخليل الواضع الأول له.
ونقطه مأخوذ من صور حروف المد - فالفتحة من الألف - والضمة من الواو - والكسرة من الياء - والشدة رأس شين من شديد، والسكون (علامة الخفة) رأس خاء من خفيف وهكذا وضع علامة للمد وأخرى للروم والاشمام ثم دخل على هذه العلامات بعض الاختصار والتحسين إلى أن صارت إلى ما هي عليه اليوم.
وعلم مما تقدم أن الخليل أخذ الفتح والضم والكسر من طريقة أبي الأسود فالفتحة من فتح الشفتين والضمة من ضمها والكسرة من كسرهما[1]. ولعل الخليل والله أعلم نظر إلى الحروف قبل وضع النقط لها فوجد أن ما فتح منها إذا أشبع تولد من إشباعه حرف مد، هو الألف وإذا أشبع ما كسر تولد من إشباعه الياء وإذا أشبع ما ضم تولد منه الواو، فجعل الألف أصلا للفتحة والياء أصلا للكسرة والواو أصلا للضمة.
أما نقط الأعجام. الذي يفرق به بين ذوات الحروف فقد اختلف. في أول من وضعه.
وأصح الأقوال أنه نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر بأمر الحجاج ابن يوسف الثقفي والي العراق من قبل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وذلك أنه لما كثرت الفتوحات الإسلامية وكثر الداخلون في الإسلام من الأعاجم كثر تبعًا لذلك التحريف في لغة العرب - وخيف على القرآن الكريم أن يمتد إليه بعض التحريف - فأمر عبد الملك بن مروان أن يعمل الحجاج بن يوسف على ألا تصل أسباب التحريف إلى حمى القرآن.
فاختار لتلك المهمة نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر وكانا من أبرز علماء المسلمين وقتئذ في فنون القراءات وتوجيهها وعلوم اللغة العربية وأسرارها، فوضعا ذلك النقط لتتميز به بعض الحروف عن بعض، وفي ذلك ضمان لسلامة القرآن من اللحن والتحريف.
وقد استعمل هذا النقط بلون مداد المصحف ليتميز عن نقط أبي الأسود.
ويستخلص مما تقدم أمور أربعة:
الأول- أن الذي حدث في المصاحف أولا هو نقط الإعراب الذي وضعه أبو الأسود الدؤلي.
الثاني- أن الذي حدث في المصاحف ثانيا هو نقط الأعجام الذي وضعه نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر.
الثالث- أن النقط المطول المعروف - اليوم - بالشكل وضعه الخليل بن أحمد ليكون عوضًا عن نقط أبي الأسود.
الرابع- أن نقط الإعراب المساوي للضبط والشكل سابق في الوضع على نقط الأعجام لتقدم زمن زياد وأبي الأسود على زمن الحجاج ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر.
وموضوعه: العلامات الدالة على ما يعرض للحرف من وضع حركة وتركها ومحلها ولونها.
وفائدته: إزالة اللبس عن الحرف فلا يلتبس مشدد بمخفف ولا ساكن بمتحرك ولا مفتوح بمضموم ولا مكسور - وقبل الكلام على المقصد الأول - أذكر لك ما تفرق به بين فني الرسم والضبط، وذلك فرقان:
"الأول" أن رسم الكلمة يعتمد فيه على أمرين أولهما رعاية البدء بالكلمة.
"وثانيهما" رعاية الوقف عليها، ولذلك أثبتت همزة وصل ألف الجلالة كما حذف تنوين[2] الدال من محمد في نحو (محمد رسول الله) رعاية للبدء بلفظ الجلالة والوقف على دال محمد.
والضبط كله مبني على وصل الكلمة بما بعدها إجماعا إلا ما استثناه[3] علماء الضبط.
ولهذا عريت من الضبط تاء رحمة ونون من ووضع ضبطهما على الميم والراء في نحو (هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) [الكهف: 98] رعاية للوصل.
الثاني- أن الرسم يتعلق بحروف الكلمة إثباتا وحذفا وقطعًا ووصلا.
والضبط، يتعلق بما يعرض لهذه الحروف من الحركة والسكون وذلك وصف للحرف.
ولما كان الوصف يجيء بعد الموصوف ضرورة تقدم الموصوف على صفته ناسب أن تكون معرفة علم الضبط بعد معرفة علم الرسم فأقول وبالله التوفيق.
المقصد الأول في علامات الضبط (وفيه خمسة مباحث):
العلامات التي تضبط بها. الكلمات خمس وهي "أولًا" الحركة "ثانيًا" السكون "ثالثًا" الشد "رابعًا" المد "خامسًا" الهمز. ولكل واحدة من هذه العلامات عند الضبط بها كيفية مخصوصة ووضع مخصوص ولون مخصوص.
(المبحث الأول في الحركة):
الحركة ثلاثة: فتح - وضم - وكسر.
فالفتحة: ألف صغيرة مبطوحة ممتدة من اليمين إلى اليسار وتوضع فوق الحرف المحرك بها هكذا َ وقيل أمامه هكذا َ.
وإنما كانت مبطوحة لئلا تلتبس بالألف التي هي أصلها-وكانت صغيرة للفرق بينهما - ولتظهر مزية الأصل على الفرع.
والضمة: واو صغيرة وتوضع فوق الحرف المحرك بها هكذا ُ- وقيل أمامه هكذا -ُ وقيل فيه هكذا - و -
والمختار: الذي عليه العمل هو الأول في كل من الفتحة والضمة.
والكسرة: ياء مردودة إلى خلف[4] وتوضع تحت الحرف المحرك بها هكذا > فإذا كان الحرف معرفاً كالسين والشين والنون واللام وضعت الكسرة في أول تعريف الحرف هكذا (مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ) [الأنبياء: 42].
وهل تبقى رأس الياء الدالة على الكسرة ورأس الواو الدالة على الضمة؟ أم يحذفان - العمل على حذف رأس الياء وحذف نقطتيها.
أما الواو فمذهب المغاربة حذف دارّتها فتصير كدال معوجة هكذا "د".
ومذهب المشارقة بقاؤها بكمالها وعليه العمل.
وهذه الحركات الثلاث: تشمل ضبط كل محرك سواء أكانت حركته حركة إعراب أو بناء أو نقل أو تخلص من التقاء ساكنين.
(المبحث الثاني في السكون):
اختلف علماء الضبط: هل يفتقر الساكن إلى علامة تدل على سكونه؟ أم لا.
فذهب بعض نقاط العراق إلى عدم احتياج الساكن إلى علامة تدل على سكونه - وذهب غيرهم إلى احتياجه إلى علامة تضبطه واختلف القائمون بذلك في علامته وموضعه.
فذهب أبو داود في اختياره: إلى أنه دارة أي (حلقة) صغيرة توضع فوق الحرف الساكن منفصلة عنه هكذا ? أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ? [الشرح: 1] وهو مذهب أكثر نقاط المدينة - وعليه العمل عند المغاربة وبعض المشارقة.
واختلف في أصل مأخذه على هذا المذهب - فقيل أخذ من دارة صغيرة وهي الصفر عند علماء الحساب إذ الأصل في وضعه بين العددين الدلالة على خلو منزلته من العدد - فكذلك علامة السكون على الحرف الدلالة على خلوه من الحركة.
وذهب الخليل بن أحمد وأصحابه: إلى أن علامته رأس جيم أو حاء أو خاء توضع فوق الحرف المسكن منفصلة عنه هكذا (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) وعليه العمل عندنا.
واختلف في أصل مأخذه على هذا المذهب - فقيل رأس جيم أخذت من لفظ جزم ولعل ذلك والله اعلم أن الجزم معناه القطع وفي السكون قطع الحركة عن اتصالها بالحرف، - وقيل راس حاء من لفظ استرح إذ في النطق بالسكون راحة عن ثقل النطق بالحركة - وقيل رأس خاء من خفيف إذ الساكن أخف من المتحرك.
وذهب بعض أهل المدينة وبعض النحاة إلى أنها هاء[5] مشقوقة هكذا "هـ" مستدلين بأن السكون والهاء من خواص الوقف.
والسكون وإن كان أصلا في الوقف فإن الهاء تزاد وفقًا للسكت في نحو - بم - لم - فبم - عم - كتابي - مالي.
ويختلف وضع علامة السكون باختلاف صفة الحرف إظهارا وإدغاما وغير ذلك على ما سيأتي إن شاء الله - تعالى -.
(المبحث الثالث في علامة الشدة):
لم يخالف أحد ممن يعتد برأيه من علماء الضبط في أن الحرف المشدد يفتقر إلى علامة تدل على تشديده سوى نفر من بعض أهل العراق ذهبوا إلى أنه لا علامة للشد - لكنهم مع ذلك يضبطون المشدد ويتركون غيره هكذا (الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ) [يونس: 35].
وأنكر هذا جمهور المحققين وقد اختلف أئمة الضبط في صورة علامة الشد وموضعها.
فذهب الخليل بن أحمد وأصحابه ونقاط المشرق إلى أنها رأس شين غير معرفة ولا منقوطة توضع فوق الحرف المشددة هكذا "وأنه" وهي مأخوذة من كلمة شديد وكأنهم استغنوا بالحرف الأول عن بقية الكلمة على حد قول الشاعر:
نادوهم إذا ألجموا ألانا *** قالوا جميعا كلهم ألافا
يريد في الشطر الأول ألا تركبون - وفي الشطر الثاني ألا فاركبوا فاكتفى بذكر الحرف الأول فيهما عن الكلمتين.
واختار هذا أبو داود لمن يضبط بالحركات المأخوذة من حروف المد لكون مخترعهما واحدا[6] وعليه العمل.
ولا يكتفي بوضع علامة التشديد فوق الحرف المشدد بل لا بد معه من الحركة التي يستحقها من فتح وضم وكسر.
وعلى المذهب الراجح من وضع الفتحة والضمة فوق الحرف المحرك بهما اختلف في موضعها من التشديد - هل يوضعان فوقه أو تحته؟ فذهب الداني ومن معه إلى أنهما يوضعان فوقه هكذا (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا) وعليه العمل.
ووجهه. أن كلا من الفتح والضم لما تواردا مع التشديد على محل واحد من الحرف ودلت الحركة على التحريك فقط - ودلت علامة التشديد على التحريك والتشديد استوجبت لزيادة مزيتها القرب من الحرف.
وأما الكسرة وكذا الضمة على القول بجعلها أمام الحرف فلم يتواردا على محل واحد من الحرف - فجعلت الضمة أمام الحرف مجاورة للتشديد وجعلت الكسرة تحته هكذا (هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا).
والقول بوضع الكسرة فوق الحرف وتحت الشدة هكذا (مُصَدِّقًا) قول ضعيف.
وذهب نقاط المدينة وتبعهم نقاط الأندلس إلى أنها دال قائمة الجناحين توضع فوق الحرف إن كان مفتوحا - ومنكسة إلى أسفل كان مضموما - وتحته منكسة إن كان مكسورًا هكذا (لْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ).
ومأخذها على هذا المذهب من دال شد - ورجحوه على الشين لأنه بتكرار الدال يوجد ثلثا الكلمة وللأكثر حكم الكل واختاره الداني -.
وعلى هذا المذهب اختلف في حركة الحرف مع علامة التشديد إذا اجتمعا على ثلاثة أقوال:
الأول: الاقتصار على علامة التشديد إذ في وضعها وصورتها بيان للمراد من الحركة والتشديد.
واختار هذا أبو داود مستدلا بأن الأصل عدم وجود هذه الأشياء في المصاحف القديمة - وقد حدثت للبيان - وما يحصل به البيان يستغنى عما سواه.
الثاني: الجمع بينهما تأكيدًا للبيان. وعلى هذا القول توضع علامة الشدة في أي جهة من الحرف سواء كان مرفوعا أو مفتوحا أو مكسورًا.
الثالث: التفصيل بين أن يكون الحرف المشدد آخر كلمة أو لا فإن كان آخر كلمة جمع بينهما لأن الأطراف محل التغيير وإن لم يكن آخر كلمة اكتفى فيه بالشد هكذا (للَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) [البقرة: 257] – (أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [يوسف: 101] واستحسنه الداني.
(المبحث الرابع في علامة المد):
اختلف علماء الضبط. هل يفتقر الحرف الممدود إلى علامة تدل على مده أم لا؟
فذهب نقاط العراق إلى عدم احتياجه إلى ذلك اكتفاء بقيام سبب المد من همز أو سكون مقام العلامة الدالة عليه وذهب الجمهور إلى إنكار ذلك. وإلى أنه لا بد للمدود من علامة تدل عليه.
وعلى هذا فعلامة المد جرة بآخرها ارتفاع قليل هكذا (~).
وتوضع فوق حرف المد إذا جاوره[7] همز أو وقع بعده سكون تنبيهًا على مده زائدًا على مقدار المد الطبيعي[8] وهي مأخوذة من كلمة مد بعد طمس ميمها وإزالة الطرف الأعلى من دالها.
وتجعل علامة المد منفصلة عن كل حرف من حروف المد الثلاثة متى يجمعها لفظ (نُوحِيهَا) [9].
واختلف في وضع العلامة من حرف المد على مذهبين:
الأول: أن يكون وسط العلامة مقابلا لحرف المد منفصلا عنه هكذا (آ).
الثاني: أن يكون بدء العلامة مقابلا لحرف المد مارًا به إلى ما بعدها هكذا (آ).
والمحققون على الأول واختاره أبو داود وعليه العمل.
(المبحث الخامس في الهمز):
ينحصر الكلام على الهمزة[10] أولا، في هيئة الهمز وصورتها، وثانيا، في لونها، وثالثًا، في موضعها وحركتها. أما هيئتها فقد اختلف أهل الضبط فيها على مذهبين:
الأول: أنها نقطة مدورة كنقط الإعجام هكذا (. ) سواء أكانت محققة أم مخففة، وإليه ذهب نقاط المصاحف، ووجهوه بأنها تفتقر غالبًا إلى ما تصور به فأشبهت الحركات في عدم مفارقتها للحروف.
الثاني: أنها عين صغيرة هكذا (ع)، وهو مذهب النحاة وكتاب الأمراء.
ووجهوه بأنه يستدل على موضع الهمز من الكلمة بالعين فيقال في رأس وسأل رعس وسعل.
والعمل الآن على تصويرها رأس عين صغيرة هكذا (ء) إن كانت محققة ونقطا مدورًا هكذا (. ) إن كانت مخففة بالتسهيل بين بين أو بالإبدال حرفًا محركا دون ما خفف منها بالإسقاط أو بالنقل أو بالإبدال حرف مد على ما سيأتي في بحث ضبط المهموز من المقصد الثاني إن شاء الله - تعالى -.
وأما لونها: فيتبع حالها، وذلك أن الهمزة لا تخلو إما أن تكون محققة أو مخففة.
فإن كانت محققة صورت بمداد أصفر حيث جاءت، أولا، أو وسطا، أو طرفًا نحو (إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) [الممتحنة: 4] وكيف صورت، ألفًا، أو واوًا، أو ياءً نحو (بدأ - مؤجلا - لئلا)، جعلت لها صورة أم لا نحو (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) سواء سكنت نحو، سؤلك أو تحركت بأية حركة نحو (إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ) [الزخرف: 22] جاءت مفردة كما تقدم، أم مجتمعة مع غيرها في كلمة أو في كلمتين نحو (أَأَنْذَرْتَهُمْ) (جَاءَ أَمْرُنَا) وإن كانت مخففة فأما أن يبقى أثرها أو لا.
والأول نوعان: المسهلة بين بين والمبدلة حرفا محركا.
والثاني ثلاثة أنواع: المحذوفة والمنقولة والمبدلة حرف مد.
وضبط الأول تصوير الهمزة بالأحمر[11]، وعدم تصوير الهمزة في الثاني لعدم وجود الهمزة عند الحذف، ولذهابها بالنقل إلى حرف آخر، ولأن المبدلة حرف مد أصبحت بهذا الإبدال أجنبية عن الهمز.
وأما موضعها وحركتها فسيأتي الكلام م عليهما في بحث ضبط المهموز من المقصد الثاني إن شاء الله - تعالى -.
المصدر: مجلة كنوز الفرقان؛ العددان: (الخامس والسادس)؛ السنة: (الخامسة)، جمادى الأول والآخر 1372 هـ
-----------------
[1] ولعل تسميتهم الفتحة والضمة والكسرة مأخوذ من فتح الشفتين وضمهما وكسرهما.
[2] يحذف تنوين المرفوع والمجرور مطلقا وكذا المنصوب إن كان اسما مقصوراً أو مختوما بتاء تأنيث نحو هدى ورحمة أو كان منتهيا بهمزة قبلها ألف نحو عطاء غير مجذوذ وماء غدقا وفي غير ذلك يرسم تنوين المنصوب ألفا نحو عليما حكيما وإذاً على خلاف فيها. وألحق به نون التوكيد الخفيفة نحو وليكوناً ولنسفعاً.
[3] كعلامة الابتداء على ما سيأتي في ضبط همزة الوصل والبدء بها.
[4] وهي الياء المعقوصة وستأتي أنواعها في الخاتمة.
[5] ومنهم من قال علامته جرة صغيرة وهكذا - وعبارة صاحب الطراز على ضبط الخزاز كغيره تفيد أنها هكذا إذ هو معنى قولهم (إلا أنهم أسقطوا رأس الخاء وأبقوا مطتها) وإذا سقطت رأس الخاء بقيت مطتها كما تقدم وليحرر - وهذا مذهب نقاط الأندلس وكأنهم أرادوا مذهب الخليل فأسقطوا راس الخاء وأبقوا جرتها وقد يحسن هذا مع نقط أبي الأسود الدؤلي.
[6] وهو الخليل بن أحمد كما علمت
[7] سواء تقدم عليه كآمن أو تأخر عنه متصلا بحرف المد كجاء أو منفصلا عنه نحو كونوا أنصار الله.
[8] ومقداره حركتان بحركة الأصبع كما هو معروف.
[9] وهي الألف ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها.
[10] الهمزة لغة مصدر بمعنى الضغط والدفع ويستعمل مصدراً بمعنى النطق بالهمزة، يقال همزت الكلمة إذا نطقت فيها بهمزة وتسميته كذلك لاحتاجه عند النطق به إلى ضغط الصوت ودفعه لإخراجه من أقصى الحلق والهمز والنبر مترادفان عن سيبويه والجمهور، وقال الخليل وجماعة النبر اسم للهمز المخفف، وهل الهمزة حرف؟ أم لا، الصحيح أنها حرف وإن لم توضع له صورة خلافا للبرد فأنها عنده من قبيل الشكل والضبط.

[11] والعمل اليوم على رسمها بقلم دقيق نظراً لحال الطباعة اليوم وعدم إمكان ذلك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.75 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.55%)]