قراءة في رواية: (ثمانون عامًا بحثًا عن مخرج) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852501 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387802 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1056 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2021, 04:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي قراءة في رواية: (ثمانون عامًا بحثًا عن مخرج)

قراءة في رواية: (ثمانون عامًا بحثًا عن مخرج)


خالدة بنت أحمد باجنيد




رواية ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج للشهيد الفلسطيني صلاح حسن – نحسبه كذلك - رواية رمزية، وقد أدرجها بعض النقاد في أدب الطفل[1]، وأجدها تنتمي إلى أدب الناشئة على وجه الخصوص، قرينتها في ذلك –فيما اطلعت- رواية مدائن الرماد للكاتبة السعودية بدرية عبد الرحمن العبيد.

ونقد قصص الطفل يقومُ على المضمون أولاً، وعلى طريقة أداء هذا المضمون في قالبٍ سردي شيّق، ذي لغةٍ سليمةٍ بسيطة، ليسهل على الفئة المتلقية استيعاب الفكرة استيعاباً تاماً.

إذا أتينا للمضمون فالرواية رمزية خيالية، تحكي قصة ثلاثة فتيان دخلوا إلى بيتٍ مهجور، وكان هذا البيت ذا فناءٍ وحديقة جميلة، تغرد على أغصانها العصافير، فأغرت هذه الأجواء هؤلاء الفتيان حتى دخلوا إلى غرفة مظلمة، ومن هذه الغرفة انطلقت أحداث الرواية في حركة سريعة، لتبدأ باختفاء هشام، ومن ثمّ الأمين، وبعدها يجتمع الثلاثة في عالم عجيب يحكمه خنزير، تجلس بالجوار على يمينه أفعى، وعلى يساره فأر، يقتتل الخنزير والأفعى، فيثب الفأر ويعتلي كرسي الرئاسة، ولخوفه على نفسه يقرر أن يحكم داخل غرفة مغلقة، حيث يتلقى منه الثعلب الأوامر من فتحة صغيرة، وهنا يقرر الثعلب التمرد والاستئثار بالحكم لنفسه، ولخشيته من افتضاح أمره إذ علم به الفتيان الثلاثة، يقرر إبعادهم من المملكة، فيلقي بكل واحد منهم في طريق، ليمضي وحيداً يواجه أحداثاً وعوالمَ غريبة مثيرة.

الرواية تربوية بالدرجة الأولى، ويتجلى ذلك من الغلاف إذ طبع تحت العنوان: رواية رمزية هادفة. كما يتجلى بوضوح شديد أثناء قراءتها، إذ تعالج قيماً تربوية وأخلاقية عالية، منها: الشجاعة، والصدق، والتوبة، والأمانة، والوفاء وحفظ العهد، والنصيحة، والانتصار للحق، وحسن المعاشرة، وغيرها كثير.

وقد سار بها الراوي الشهيد صلاح حسن في ثلاث مسارات، مسار الأمين ومسار عامر وما تواجههما من أحداث كثيرة، ومسار هشام ولعله المسار الرئيس؛ إذ يطرق فيه إلى كذب اليهود وألاعيبهم رامزاً لهم بالقرد، الذي ما يفتأ يثير القلاقل مستشهداً بمعلمه الأكبر الخنزير طافيل!

هذه المسارات الثلاثة أضفت على الرواية جوًّا من الحركة السريعة، فبينما تجدك تعيش مع الأمين، ينتقل بك إلى هشام، ومن ثمّ ينتقل بك إلى عامر، وكلُّ واحد من الثلاثة يواجه صراعاً فريداً، إمّا مع حيوانات، أو مع كائناتٍ خيالية. وفي كلّ حادثة تجدُ قيمة تربوية مبثوثة تارة بطريقة غير مباشرة وتارة بطريقة مباشرة، وهذا التنويع كان له الدور الأكبر في التشويق إضافة إلى الحركة السريعة –كما سلف-.

وهذه المسارات الثلاثة مختلفة تماماً، وإن حدث بينها التقاء، كما التقى عامرٌ بهشام، والتقى الأمين بعامر، فإنها ما تلبث أن تفترق، وهي بذلك تعالج أفكاراً عدّة في ميدانٍ فسيح، وتشكّل منظومة تربوية ممتدّة ومتشعبّة، وهذا يبعدها عن أسلوبِ التلقين الرتيب الذي يغلف التوجيه التربوي عادة.

أما اللغة فجاءت سلسلة سليمة، لم تكن لغة عالية، ويكفي كونُ الرواية موجهةً إلى الناشئة مبرراً للنزوح إلى لغة قريبة سهلة تكون سبيلاً لإدراك الهدف من الرواية في هذه المرحلة العمرية.

الذي استوقفني في هذه الرواية هو الرمز بكائناتٍ خيالية تماماً، كقبيلة الرودام التي يلتقي بها عامر، وهي مخلوقات لها ذيول طويلة، يتراقصون في مشيتهم، ويحيّون بعضهم بالعضّ!! والرواية ملأى بمثل هذه المشاهد، كما نجدُ في المقابل الرمز بالحيوانات، مع الاحتفاظ بصفاتها الحيوانية، سوى أنّها تخاطب البشر.

هذه الشخوص الحيوانية والخيالية التي تقوم عليها الرواية وتتفاعل مع الإنسان -الفتيان الثلاثة- جعلني أستحضر قصص الطفل الغربيّة، أمثال هاري بوتر، وسندريلا، وستوريوت الفأر، والجميلة والوحش. وكلها تقوم على الخيال المحض، وفيها أحداثٌ تنأى الواقع تماماً ويستحيلُ تحققها بأيّ شكلٍ من الأشكال، ومع هذا نجدُ عامل التشويق فيها بلغ غايته مع غياب الواقعية عنه.

ذات الشعور خالجني وأنا أقرأ رواية الشهيد صلاح حسن، ورأيتُ مقومات رواية الطفل والناشئة تتجسد بقوة فيها، إضافة إلى ما تحمله من توجه إسلامي سليم، بعيدٍ عن الفلسفة الوجودية الغربية.

وعلى سبيل التمثيل هذه وقفة مع مقطع صغير من الرواية:


"قال أحدُ الضفادع: وكيف نرغم القرد بالقوة على ما نريد، ونحنُ ضعافٌ، وهو قويٌّ تساعد سرعته على القتال والعراك؟
الضفدع الشيخ: إنّ لنا الكثير من الأصدقاء الأقوياء إذا علموا قصته فسوف يقدمون على مساعدتنا في أخذ التاج من القرد، فالتماسيح وسباع البحر والأفيال كلهم أصدقاؤنا.
قال أحدها: نستعين بالفيل على قلع شجرة الجميز التي يعيش القرد فوقها، ونلقي القبض عليه عندما يقع من الشجرة.
- أتريد عقابَ القرد، أم عقابَ الشجرة؟
- طبعاً نريدُ عقابَ القرد..
- إذَنْ لماذا تفكر في قلع الشجرة؟
- هي الوسيلة الوحيدة التي تجبر القرد على الوقوع في أيدينا.
- وما ذنب الشجرة؟".

ففي هذا المقطع يستبين أسلوب الراوي في معالجة الهدف التربوي عن طريق الحوار بين الضفادع والضفدع الشيخ، الذي يندد بفكرة اقتلاع الشجرة لكونها تأوي القرد، فليس من العدل أن يتوصل إلى المذنب بالبريء.

وفي مقطع آخر:

"مضى شهران قبل أن يتمكن عامر من امتطاء صهوة فرسه الأشهب التي أحضروها له، والتي كانت (سرنا) ملكةُ الرودام قد أهدتها له قبل رحيله عنهم، وكانت العافية قد ملأته والبشرُ قد غمره، يرى ذلك في ابتسامته التي لم تعد تفارقه".

ففي هذا المقطع السردي يظهر جمالُ اللغة بالرغم من بساطتها، كما يتجلى فيه خلق الابتسامة وكيف أنّها لا تفارق محيا عامر لولا المرض الذي أنهكه، وقد طرقها بأسلوبٍ غير مباشر.

ويشاء الله سبحانه أن يستشهد كاتبها قبل أن يتمها، لتبقى منفتحة على جميع التأويلات، إضافة إلى أنّها بذلك استقطبت اهتمام الكثيرين، وغرست فوق القيم التي تحتويها قيمة الشهادة كخاتمة راسخة تبقى في ذهن قارئها. وهذا ما حدث لي شخصيّاً إذ قرأت هذه الرواية في المرحلة المتوسطة، وتولد فيّ إبان ذلك حنق كبير على اليهود، وتأمل في الشهادة، ومحاولة ذهنية لإتمام أحداثِ الرواية بكلّ ما أوتيت حينها من قدرات خيالية.

والآن وأنا أقرأ هذه الرواية مرة أخرى، عادت إليّ مشاعر ابنة المتوسطة، وتذكرت تأثري الكبير بها، وهذا ما ولّد عندي يقيناً كبيراً بأنّ هذه الرواية قد بلغت المراتب العليا في سلم الروايات الموجهة إلى الناشئة.

بل وراودني يقين أن هذه الرواية لو حوّلت إلى المرئي (الفيدو) لأصبح لها صدًى عالٍ في أدب الناشئة الذي يعاني من ركودٍ جليٍّ في العالم العربي، ولعلي من واقع هذه القراءة أوجه ندائي إلى المعنيين بالبرامج التلفازية لتقديم هذه الرواية كعملٍ مرئي مشوّق يحمل الثقافة الإسلامية الخالصة.

بقي أمرٌ وهو العنوان الذي اختاره الراوي لروايته: ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج، وقد وقف إزاءه بعض النقاد وعدوه من قبيل النبوءة، وكأنّ الراوي يتنبأ بأنّ تحرير فلسطين سيكون بعد ثمانينَ عاماً. حقيقةً لم أؤمن بهذا، وأجده من قبيلِ التعسف، فالقارئ للرواية يدرك جلياً أن فكر صلاح حسن بعيدٌ كلّ البعد عن فلسفة النبوءات، وليس بالمنطقي أنّه يقدّم روايةً كهاته للناشئة، ثمّ هو يختارُ لها عنواناً فلسفياً محضاً!

ومن هنا فإنّي أراه من قبيلِ الإشارةِ إلى فترة العطاء المتمثلة في الفتوة والشباب والرجولة، فهذه المراحل العمرية هي التي يقضيها الفتيانُ الثلاثة في مواجهة الصعاب وتخطيها بالشجاعة والحكمة. كما أنّ الراوي ذكر في بداية الرواية فيما ورد على لسانِ جدّة الأمين، من أنّ شيخاً كبيراً خرج من البيتِ المهجور في أعلى القرية، يروي كيفَ دخل إليه وهو صبي ولم يستطع الخروج والخلاص منه إلا بعدَ مشيبه.

وهذا البيتُ العجيب فيه إشارة خاطفة إلى واقع الحياة العجيب الذي نحياه، وإن كان الراوي قد عمدَ إلى جعله بعيداً عنه إثراءً للرواية، ونأياً بها عن الرتابة.



ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ذكر ذلك إبراهيم غرايبة في مقالة له حول هذه الرواية.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.19 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]