#1
|
||||
|
||||
تأملات نقدية في الأدب الإسلامي
تأملات نقدية في الأدب الإسلامي قحطان بيرقدار - الأدب الإسلاميأدبٌ هادف في جميع أشكاله، ومعنى كونه أدباً هادفاً أي أنه لا ينبع من الفراغ ولا يتجه إلى الفراغ، بل يحدد وجهة يتجه إليها لتتجلى من خلالها فائدةٌ ما تهم الإنسان وتنفعه في دنياه وآخرته، ورغم ذلك فإن الأدب الإسلامي "لا يتخلى عن أن يكون جميلا", بمعنى أنّ من أهم سماته أنه أدب فنيٌّ يراعي شروط الفن ولا يخرج عنها، ويواكب النظريات الفنية في كل زمان ويحاورها وينقدها ليُقَدِّمَ مِنْ خِلالها رسالته الموجهة إلى الإنسان أينما كان. - الأدب الإسلامي ينبع من الإنسان ذي الوجدان النقي الطاهر، ويتجه إلى الإنسان بعد أن يعيد صياغته بما ينسجم مع فطرته التي فطره الله عز وجل عليها، فيأخذه في رحاب الحياة والكون، وفق التصور الإسلامي، ليحرك في داخله كل دوافع الخير والفضيلة والصلاح. - الخصائص الفنية للأدب الإسلامي هي الخصائص الفنية ذاتها السائدة في آداب الشعوب التي أكرمت بنعمة الإسلام في كل زمان ومكان، فهو أدب غني وعميق ومتنوع وحافل بكل ما يهم الناس ويهذب نفوسهم ويسمو بقلوبهم ومشاعرهم. - التراث بالنسبة إلى الأدب الإسلامي بما يضم من فكر إنساني وقيم فنية باقية، ومبادئ إنسانية حية - هو معين لا ينضب، ومنبع ثقافي لا يجف، وهذا الوعي بالتراث يرتبط بوعيٍ مماثلٍ للواقع، فإن نَعِيَ التراث والواقع بالقدر نفسه يعني ولادة علاقة تبادلية عميقة ومميزة، إن الأدب الإسلامي يعي تماماً أن كل تراث إنساني يضم جوانب سلبية وأخرى إيجابية، وأن روح العصر تستدعي نظرة موضوعية دقيقة في التراث لنأخذ الصالح منه ونسقط الطالح. - الإبداع من وجهة نظر الأدب الإسلامي هو الأصالة والتميز، والقدرة على النفاذ إلى ما وراء الأشياء، والطلاقة في إنتاج أفكار جديدة، والمرونة والحساسية تجاه المشكلات، والخبرة والتجربة كلها مفاهيم تؤطر مفهوم الإبداع وتحدده في مجموعها. - الأدب الإسلامي يتعامل مع المناهج النقدية العربية والأجنبية كافةً، في كلّ زمان ومكان، ويستفيد منها بوعيٍ وخبرة، بعد نقدها ومحاورتها، ويسعى لتخليص واقعنا النقدي من التبعية العمياء، وهو يقبل التيارات النقدية كافةً بعد دراستها وغربلتها والخروج منها بما يثري الحركة النقدية الحديثة، كل ذلك دون التشبث بمنهج نقدي دون آخر. إن الأدب الإسلامي يعي أنه من الصعب الآن أن نحكم بوجود نظرية نقدية عربية متكاملة ومستقلة، فمن أهم الأهداف التي يأخذها على عاتقه العملُ على تعبيد الطريق للوصول إلى منجز نقدي عربي إسلامي قوي الشخصية ومستقل. -واللغة العربية الفصحى هي اللغة الأولى للأدب الإسلامي، لكنه لا يرفض أدب اللهجات العامية ما دام يخدم الرسالة الإسلامية الراقية. - الأدب الإسلامي ينظر إلى الشعرعلى أنه لغة ورؤيا وكشف والتزام.. ويرى أن الشعر بشكل أو بآخر هو ما نجهل من اللغة لا ما نعرفه منها، إنه ليس ترفاً أو شيئاً فائضاً عن الحاجة، إنه ركن أساسي من أركان الثقافة البشرية، ولا يرى أن عصراً من العصور سيستغني مطلقاً عن الشعر إلا إذا فقد هويته وأصبح خارج التاريخ، إن الشعر يمثل عنفاً منظماً يُرتكب في حق الكلام الاعتيادي، إنه استخدام اللغة بشكل غير مألوف، إنه ينبع من ثقافة الشاعر وتجاربه، وهو يقوم على حساسية عالية تجاه اللغة وأبعادها في روح الشاعر وفي علاقته بالمحيط، وهو بشكل أو بآخر سبر لأغوار النفس البشرية يتجاوز الأشياء إلى ما وراء الأشياء، ويقدم رسالة إلى الناس في هذه الحياة. - الأدب الإسلامي أدب ملتزم، لا يتنكر لقضايا الإنسان المعاصرة، ولا يغض الطرف عن المحن والمآسي التي يعيشها الناس، فتراه يتناول هذه القضايا والمحن ويعالجها بأسلوبه الفني المرهف ليقدم في النهاية وجهات نظر وحلولاً لا بدّ أن فيها دواء ناجعاً لكل ما يعانيه الإنسان حين يبتعد عن جادة الصواب والفطرة، فيبني شخصية الإنسان كأقوى ما تكون، ويحرره من الأفكار غير السليمة، ويدفعه إلى العمل والابتكار.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |