لماذا أكتب؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-03-2021, 02:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا أكتب؟

لماذا أكتب؟
الشيخ أبو الوفاء محمد درويش



قرائي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فلست أحاول بما أكتب أن أنصح لكم؛ ففيكم من هم أكبر مني سنًّا، وأكثر بالحياة خبرة، وللدهر تجربة، وأنفذ بالأمور بصرًا، وفيكم من هم آصل رأيًا، وأغزر علمًا، وأكثر اطِّلاعًا، وأخصب قريحة، وأَحَدُّ ذهنًا، وفيكم من هم أفصح مني لسانًا وأوضح بيانًا، وأقدر على تشقيق الكلام، والقبض على نواصي الأقلام.

لست أحاول بما أكتب أن أنصح لكم؛ فإني أعلم أن أبغض الكلام إلى الناس وأثقله في آذانهم، وأحره على أكبادهم، ما لبس ثوب النصح، وتبرَّج بزينة الإرشاد، وأن أبغض الناس إلى الناس من يحاول أن ينصح لهم، أو يجد في إصلاحهم، أو يبصرهم بوجوه نفعهم، أو يدلهم على سبيل الخير، والتجربة أصدق شاهد.

ولست أحاول بما أكتب أن أعُد نفسي، أو يعدني الناس في زمرة الكرام الكاتبين، الذين يحاولون أن تتعلق القلوب بأسلات أقلامهم، يوجهونها حيث يشاؤون، ونزعات النفوس رهن إشارتهم يميلون بها حيث يريدون، وخلجات القلوب ملبية لدعوتهم؛ تحب ما يحبون، وتكره ما يكرهون، وينقلون القارئ إلى العالم الذي يشتهون، فإن شاؤوا أن يبكوه فاضت عيناه بالدموع الغزار، وإن شاؤوا أن يضحكوه خلع العذار، وإن شاؤوا أن يشجعوه نسي الأخطار وألقى بنفسه في النار.

لست أحاول أن أكون من هؤلاء، فلست منهم - ولا كفران لنعمة الله - ولا قلامة ظفر، ولم يبلغ بي الغرور إلى الحد الذي أضع فيه نفسي في غير موضعها؛ لأني أعلم أن من عدا طَوْرَه هلَك.

ولست أطمع أن أكون منهم بعد أن تقدَّم العُمر، ونضوت السن التي تعين على كسب الملكات، والتبريز في الفنون الرفيعة، إنما أكتب لأني أشعر أني عضو في جسم الجماعة، وكل عضو في جسم فلا بد أن يؤدي واجبه المفروض وعمله المحدود، وإلا كان أشل.

ألم تر إلى جسم الإنسان كيف يؤدي كل عضو فيه واجبه لخيره وخير الجسم كله؟ وكيف تقوم كل خلية بعملها لحفظ حياتها وحياة العضو؟

والخلية التي لا تعمل تكون ميتة يضيق بها الجسم، فينفيها إلى ظاهره في شكل بثرة أو دمل، بقاؤه عذاب، والتخلص منه أليم، والعضو الذي لا يعمل يكون أشل، حمله عناء وبتره بلاء.

وأعضاء الأشخاص المعنوية كأنها الأشخاص الحسية، على كل عضو منها أن يقوم بواجبه الذي أقامه الله فيه، وعمله الذي هيَّأه الله له.
♦ ♦ ♦


سل العين: هل اختارت أن تكون أداة بصر؟
سل الأذن: هل أرادت أن تكون عضو سمع؟
سل اليد: هل رغبت أن تكون آلة بطش؟
سل القلب: هل يملكه أن اختص بتوزيع الدم على البدن؟
سل المعدة والأمعاء: هل شاءت أن تقوم بهضم الغذاء؟

وسل غيرها من أعضاء الجسم، فإن لم تجبك حوارًا أجابتك اعتبارًا: أن الله الذي بأمره تقوم السموات والأرض، أقامها هذا المقام بغير إرادة منها ولا اختيار.

سل الشمس: لِمَ كانت سراجًا وهَّاجًا؟
وسلِ المعصرات: لِمَ أمطرت ماءً ثجَّاجًا؟
وسل القمر: لِمَ أرسل ضوءه الوديع الحنون في ظلمة الليل وفي ظل السكون، يهدي السائر ويرشد الحائر؟
وسل الهزار: لِمَ يسجع؟ وسل العصفور: لِمَ يشقشق؟ وسل القمري: لِمَ يترنم؟ وسل الحمام: لِمَ يهدل؟ وسل الزهرة: لم تنفث العبير؟ وسل الليل: لم يسجو؟ وسل الصبح: لم يسفر؟ فلن يكون جوابها إن قدر لها أن تجيب إلا أن تقول: ذلك تقدير العزيز العليم.
♦ ♦ ♦


وكذلك قُدِّر لي أن أكتب، وأنا أعلم أن من الناس من يضيق بما أكتب، كما أن منهم من يضيق بما أقول، وأنا رجل أُوثر العافية، ولا أحب أن يَضيق الناس بي، ولكن ما الحيلة؟
أشعر بقوة مبهمة غامضة تدفعني إلى أن أكتب، وتلهمني ما أكتب، وتوحي إليّ بما أقول، ولا أجد محيصًا عن الخضوع لها والاستجابة لدعوتها، وترديد صوتها الذي يتردد صداه في جوانب نفسي، وإبلاغه إلى الناس في كلمات تتنزل على آذانهم من ذوائب المنابر، أو في سطور تلوح لأعينهم على صفحات الكتب.

وأحمد الله الذي جعل قلمي عفيفًا لا يلغ في الدماء، ولا ينهض في الأعراض، وحرًّا لا يسخر للأهواء، ولا يخضع للأغراض، وشجاعًا يجاهد في سبيل الحق ولا يخشى لومة لائم، وسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله.

أسأله أن يجنبني الخطل، ويعصمني من الزلل، ويلهمني الحكمة والسداد، ويسلك بي سبل الرشاد، ويوفقني إلى الصواب، إنه كريم وهاب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


المصدر: مجلة الهدي النبوي - المجلد الرابع
العدد 42 - 15 ربيع الأول سنة 1359هـ




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.04 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]