السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة - الصفحة 4 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 24-02-2021, 10:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم31


جاهد نفسك في الصبر:


الصبر من أعظم النعم على العبد المؤمن فإنه «ما أعطي أحد عطاء خيراً ولا أوسع من الصبر» رواه البخاري. فالصبر يعطيك الرؤية الواضحة للحدث، والعلاج السليم للمشكلة. والثناء الذي وقع على الصبر ودلت عليه عموم الأدلة ليس الصبر السلبي والذي يتمثل في الركود والجمود على الحال الذي هو فيها وإغلاق منافذ التفكير، وعدم النظر في الحلول، وإنما المقصود الصبر الإيجابي الذي يعطيك الرؤية الشاملة للحال التي أنت فيها، والنظر إليها من جميع الجوانب، والتأني في اتخاذ القرارات حيالها. ألا ترى لو كان صاحبك يقود سيارة مسرعاً بها وأمامه حاجز صخري ألا تبادره بأن تقول: اصبر اصبر، ومعنى هذه الكلمة (أن الصبر يعطيك النظرة السليمة للذي أمامك) وهكذا لو قام صغير يقصد حمل إبريق الشاي الحار لقلت له مستعجلاً: اصبر اصبر، يعني أنك بتأنيك وصبرك تعرف أن الإبريق حار، ويحتاج عند حمله قطعة قماش تعزل الحرارة. فالصبر يعطيك الروية باتخاذ الأساليب الناجحة لقضيتك.

إلا أن الشائع عند الناس هو الصبر السلبي والذي يعني الرضا بالحال التي أنت عليها دون التفكير في التغيير والتصحيح. ألا ترى ما أكثر ما يقال للزوجات المظلومات من أزواجهن اصبري واحتسبي، فتفهم من ذلك أن الظلم سيبقى عليها ما بقيت في الحياة، ويقطع هذا المفهوم القاصر للصبر أيّ تفكير في وسيلة لتغيير للحال.

اصبر على الحق تستعذب مغبته *** والصبر للحق أحياناً له مضض
وما استربت فكن وقافة حــــــــذراً *** قد يبرم الأمر أحيــاناً فينتقض
والى لقاء قادم ان شاء الله



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 12-03-2021, 08:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم32


ما أصعب معرفة الإنسان بنفسه:
قال سهل بن عبد الله التستري: «معرفة النفس أخفى من معرفة العدو، ومعرفة العدو أجلى من معرفة الدنيا»(1).

طريق إصلاح النفس يمر بمعرفة فسادها:
قال وهيب بن الورد: «قال بعض الحكماء: لقد علمت أن من صلاح نفسي علمي بفسادها، وكفى للمؤمن من الشر أن يعرف فساداً لا يصلحه»(2).

قال الحسن البصري: «لا يزال العبد بخير ما علم الذي يفسد عليه عمله، فمنهم من يزَين له ما هو فيه، ومنهم من تغلبه الشهوة»(3).

وصفة تنبئك عن بعض عيوبك:
قال الثوري: «إياك وما يفسد عليك عملك، فإنما يفسد عليك عملك الرياء».

وقال سهل بن عبد الله التستري: «لا تفتش عن مساوي الناس ورداءة أخلاقهم، ولكن فتش وابحث في أخلاق الإسلام، ما حالك فيه؟ حتى تسلم ويعظم قدره في نفسك وعندك»(4).

يعرف الداء أهل الصفاء:
قال الفضيل بن عياض: «لا يعرف الرياء إلا مخلص».

كن فاعلاً وأقل الأحوال لا تكن عقبة:
بعض المنتسبين للدعوة وعمل الخير يشكلون عقبة في طريق الدعوة وهم لا يشعرون، فإنهم يكثرون الجدال والنقاش في أي مسألة أو مشروع خيري يطرح لهم ويصوبون إليه سهام النقد، ثم إذا طلبت البديل قد لا يتجاوب معك أو يطرح بديلاً مثالياً يستحيل تطبيقه، وقد يذكر بديلاً توافقه عليه لكن سرعان ما يتخلى عنه، ولا تتعب في مناقشته فعنده ألف مبرر لذلك، فلا هم شاركوا إخوانهم بعملهم الصالح، ولا هم ابتعدوا عنهم فأيسوا منهم واستراحوا من جدلهم.

تيقـــــــــــظ فإنك في غفلة يميد بك السكر فيمن يميد

تنافس في جمع مال حطام وكل يزول، وكــــــــــــل يبيد

كأنك لم تر كيـــــــــف الفنا وكيف يموت الغلام الجليـــد

وتنقص في كـــــل تنفيسة وأنك في ظنك قد تـستـزيد

-----------------------------------------------
(1) الحلية 10/201.
(2) الحلية 8/151.
(3) كتاب الزهد لابن المبارك / 528.
(4) الحلية 10/193.
والى لقاء قادم ان شاء


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 11-04-2021, 02:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم33



إن هذا الدين بالأعمال لا بالأقوال:
قال الجنيد في وصف أبي الفضل بن مالك: «يسبق فعله قوله».

إذا قلت قولاً كنت للقول فاعلاً *** وكان حيائي كافلي وضميني

تبش عني بالوفاء بشاشتي *** وينطق نور الصدق فوق جبيني

اللسان أنموذج لما في الجنان:
«القلوب كالقدور في الصدور، تغلي بما فيها، ومغارفها: ألسنتها، فانتظر الرجل حتى يتكلم، فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه، من بين حلو وحامض، وعذب وأجاج، يخبرك عن طعم قلبه: اغتراف لسانه».

«ثم يأتيك صحب من الدعاة بعد هذا، يملأون ليلهم رئاء ومراء، وتشقيق كلام وتدقيق ألفاظ، والفرص تمر من بين أيديهم ومن خلفهم... ويحلمون بقطاف لم يتقنوا سقي ثمره، ينسون أن الدهر لا يأتي بالعجائب، وإنما هي تضحيات الرجال وخالصات الفعال، لا اللغو، ولا تقليب الكفوف والمناحة على واقع المسلمين»(1).

وابل الدموع يحررك من الرق ويوقظك لمعرفة نفسك.

جفاف العين:
«يا أيها الرجل: لا تكن كالمنخل، يرسل أطيب ما فيه، ويمسك الحثالة»(2).

«لله ملك السموات والأرض، واستقرض منك حبة، فبخلت بها. وخلق سبعة أبحر، وأحب منك دمعة، فقحطت بها عينك»(3).

ولكن أين الخشوع؟ وأين البكاء من الذنوب؟ وأين الدموع من خشية الله وتعظيمه؟ هيهات استمطار السماء على بعدها أهون من استمطار العين مع قربها!!

--------------------------------------------------
(1) العوائق لمحمد الراشد / 109، 110.
(2) سراج الملوك / 14. ( العوائق لمحمد الراشد / 111 ).
(3) الفوائد لا بن القيم الجوزية / 67.

وإلى لقاء قادم إن شاء الله

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 17-05-2021, 12:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم34

أبواب الوقاية من الفتن:



الباب الأول: الاعتصام بالله والاستعاذة به منها، ولزوم الاستغفار مع محاسبة النفس:

هكذا المناجاة لله - تعالى - والخشية والخشوع:
عن ميمون بن حيان قال: «ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتاً في صلاته قط خفيفة ولا طويلة، ولقد انهدمت ناحية من المسجد، فزع أهل السوق لهدته وأنه لفي المسجد في صلاته فما التفت»(1).

عن زيد عن بعض البصريين: «أن مسلماً كان يصلي في المسجد قال: فوقع بعض المسجد ففزع بعض أهل المسجد قال: ومسلم في بعض المسجد ما تحرك»(2).

عن معتمر قال: بلغني أن مسلماً كان يقول لأهله: «إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي»(3).

عن مسلم بن يسار: «أن أهل الشام لما دخلوا هزموا أهل البصرة زمن ابن الأشعث، فصوت أهل دار مسلم بن يسار فقالت له أم ولده: أما سمعت الصوت؟ قال: ما سمعته»(4).

عن عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال: «كان مسلم إذا دخل المنـزل سكت أهل البيت، فلا يسمع لهم كلام، وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا»(5). ولهذا لم يسمع أن مسلم بن يسار دخل في فتنة، فقد اكتسب البصيرة من العبادة.

الباب الثاني: تنقية النية من الشوائب.
قال ابن الجوزي: «والصدق في الطلب منار أين وجد، يدل على الجادة، وإنما يتعثر من لم يخلص... ومن الصفوة أقوام مذ تيقظوا ما ناموا، ومذ سلكوا ما وقفوا، فهمهم صعود وترق، كلما عبروا مقاماً رأوا نقص ما كانوا فيه فاستغفروا»(6).

وقال الجيلاني: «يا غلام: فقه اللسان بلا عمل القلب لا يخطيك إلى الحق خطوة، السير سير القلب»(7).

قال الربيع بن خيثم: «كل ما لا يراد به وجه الله: يضمحل»(8).

الباب الثالث: الالتزام بالسنة والحرص عليها بعد فهمها وفقهها:
عن إبراهيم قال: قال عبد الله: «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم»(9).

عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سمعه يقول: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه، ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته واشتد غضبه واحمرت وجنتاه كأنه منذر جيش يقول: «صبحكم أو مساكم»، ثم قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين» وأشار بإصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام، ثم قال: «إن أفضل الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة»(10).

تشبث أبي بكر بعمل الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن عائشة - رضي الله عنها - أن أبا بكر - رضي الله عنه - قال: «لست تاركاً شيئاً كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به إلا عملت به، وإني لأخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ»(11).

تفقد عمر لأهل العلم والفضل وتعظيمهم والشد من أزرهم:
خرج عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - مع رجل إلى أرض الروم، فنظر الناس وهم يتبايعون كسرة الذهب بالدنانير وكسرة الفضة بالدراهم، فقال: «يا أيها الناس إنكم تأكلون الربا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تبايعوا الذهب إلا مثلاً بمثل لا زيادة بينهما ولا نظرة»، فقال رجل: لا أرى الربا يكون في هذا إلا ما كان من نظرة، فقال عبادة: أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحدثني عن رأيك، لئن أخرجني الله لا أساكنك بأرض لك عليّ إمرة، فلما قفل لحق بالمدينة فقال له عمر: ما أقدمك يا أبا الوليد فقص عليه القصة، فقال: ارجع إلى أرضك وبلدك ولا إمرة له عليك، فقبح الله أرضاً لست فيها وأمثالك»(12).

_________________________
(1) كتاب الزهد للإمام أحمد 357.
(2) كتاب الزهد للإمام أحمد / 359.
(3) كتاب الزهد للإمام أحمد / 355.
(4) كتاب الزهد للإمام أحمد / 358.
(5) كتاب الزهد للإمام أحمد / 359.
(6) صيد الخاطر ص355.
(7) الفتح الرباني ص29.
(8) طبقات ابن سعد 6 / 186..
(9) الإبانة 1 / 327.
(10) رواه مسلم من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال به، كتاب الجمعة رقم 43؛ ورواه ابن أبي عاصم من طريق سفيان، عن جعفر به، وصححه الألباني، رقم 24؛ ورواه ابن ماجه، رقم 45؛ والبيهقي في السنن الكبرى 3 /214؛ وأحمد 3 / 371؛ والخطيب في تاريخ بغداد 4 / 440. ( الإبانة 312 - 313 ).
(11) الإبانة 1 / 246.
(12) وهذا إسناد جيد. ( الإبانة 1 / 256 - 257 ).
وإلى لقاء قادم إن شاء الله




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 06-06-2021, 05:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم35


الفتن آثارها والوقاية منها:
شراك الفتنة في مخالفة السنة:
سمي الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - ردّ الشيء الواحد من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيغاً، فقال: «نظرت في المصحف، فوجدت طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ثلاث وثلاثين موضعاً»، ثم جعل يتلو: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ، وجعل يكررها ويقول: «وما الفتنة؟: الشرك، لعله إذا ردّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ، فيزيغ قلبه فيهلكه، وجعل يتلو هذه الآية: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ»(1).

معنى الفتنة:
قال ابن بطة - رحمه الله -: «فإذا سمع أحدكم حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواه العلماء واحتج به الأئمة العقلاء، فلا يعارضه برأيه وهوى نفسه فيصيبه ما توعده الله - عز وجل - به، فإنه قال – تعالى -: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.

وهل تدري ما الفتنة هاهنا؟ هي والله الشرك بالله العظيم، الكفر بعد الإيمان، فإن الله - عز وجل - قال: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ (البقرة: الآية 193). يقول: «حتى لا يكون شرك، فإنه قال – تعالى -: وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ (البقرة: الآية 190).
يقول: «الشرك بالله أشد من قتلكم لهم، ثم قال: قال - عز وجل -:وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَّنَمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (النساء: الآية 151)(2).

الحذر من التعرض للنسافات:
قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: «إياكم والفتن، لا يشخص إليها أحد، فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته، كما ينسف السيل الدمن».

كم من موقد للفتنة وهو لا يشعر:
قيل للحسن البصري: «يا أبا سعيد: أخبرني عن رجل لم يشهد فتنة ابن المهلب، إلا أنه عاون بلسانه ورضي بقلبه؟ قال: يا ابن أخي: كم يداً عقرت الناقة؟ قلت: يد واحدة، قال: أليس قد هلك القوم جميعاً برضاهم وتماليهم»(3).

ما أحسن الحلم والأناة وترك العجلة:
قال قتادة بن دعامة السدوسي: «قد رأينا والله أقواماً يسرعون إلى الفتن وينـزعون فيها، وأمسك أقوام عن ذلك هيبة لله ومخافة منه، فلما انكشفت، إذا الذين أمسكوا أطيب نفساً، وأثلج صدوراً، وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها، وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها، وأيم الله! لو أن الناس كانوا يعرفون منها إذ أقبلت ما عرفوا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير».

الفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا الخبراء، فكن حذراً من الوقوع في الفخ:
قال الحسن البصري: «الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل»(4).

صاحب القلب المريض ينكشف عند الغبرة:
في وقت الرخاء والأمن تختلط الصفوف، ويصعب التمييز، فإذا وقعت الشدائد ونزلت الفتن اتضح الناس على حقيقتهم، كمثل المصدور عند صفاء الجو يختلط مع الأصحاء ولا ينكشف أمره إلا عند الغبرة، قال تعالى: مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَا يَشَاءُ.

وفي الحديث الصحيح «تعرض الفتن على القلوب كالحصير، عوداً عوداً، فأي قلبٍ أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً، كالكوز مُجَخِّياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه»(5).

الفتن جرافة ينجو منها السيد:
قال حذيفة - رضي الله عنه -: «إن الفتنة وكلت بثلاثة: بإلحاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف، وبالخطيب الذي يدعو إليها، وبالسيد، فأما هذان فتبطحهما وجوههما، وأما السيد فتبحثه، حتى تبلو ما عنده».

من أساليب الوقاية من الفتن الحجر على السفيه:
عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا - يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الْمُدْهِنِ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً فَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَسْفَلِهَا وَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَعْلاهَا، فَكَانَ الَّذِين فِي أَسْفَلِهَا يَمُرُّونَ بِالْمَاءِ عَلَى الَّذِينَ فِي أَعْلاهَا فَتَأَذَّوْا بِهِ، فَأَخَذَ فَأْسًا فَجَعَلَ يَنْقُرُ أَسْفَلَ السَّفِينَةِ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: مَا لَكَ؟ قَالَ: تَأَذَّيْتُمْ بِي وَلا بُدَّ لِي مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَنْجَوْهُ وَنَجَّوْا أَنْفُسَهُمْ، وَإِنْ تَرَكُوهُ أَهْلَكُوهُ وَأَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ»(6).

وكان النعمان بن بشير يقول: «خذوا على أيدي سفهائكم قبل أن تهلكوا»(7).

-------------------------------------------------------------
(1) الصارم المسلول على شاتم الرسول /56.
(2) الإبانة 1 / 268 - 269.
(3) الزهد للإمام أحمد 289.
(4) تاريخ البخاري الكبير ج 2 / ق 2 / 322.
(5) صحيح مسلم 1 / 89، وقوله: أسود مراداً، أي شدة البياض في سواد. وقوله: مجخياً، أي منكوساً. وفي زهد ابن المبارك 504 قول لعلي رضي الله عنه يقرب من هذا الحديث.
(6) صحيح البخاري / كتاب الشهادات.
(7) الزهد لابن المبارك 475.


وإلى لقاء قادم إن شاء الله





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 03-07-2021, 03:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم36

الحزم والجد في الالتزام بالسنة:
عن الأعرج قال: سمعت أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - يقول لرجل: «أتسمعني أحدّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا تبيعوا، الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم إلا مثلاً بمثل، ولا تبيعوا منها عاجلاً بآجل» ثم أنت تفتي بما تفتي، والله لا يؤويني وإياك ما عشت إلا المسجد»(1).

الغيرة على السنة والاستجابة التامة والتعظيم لأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -:
عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخذف، وقال: «إنها لا تصطاد صيداً، ولا تنكأ عدواً، ولكنها تفقأ العين، وتكسر السن»، فقال رجل لعبد الله بن مغفل:وما بأس هذا؟ فقال: إني أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقول هذا، والله لا أكلمك أبداً»(2).

إياك أن تسقط في مهلكة بردك السنة:
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: «من رد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة»(3).

دقة المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -:
عن حميد بن الأسود قال: قال رجل لمالك بن أنس: «أحرم من مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من ذي الحليفة؟ فقال له: بل من ذي الحليفة، فقال الرجل: فإني أحرمت أنا من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فقال مالك:فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»(4).

لا رأي لأحد مع السنة:
عن سودة بن زياد وعمر بن مهاجر عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى الناس: «لا رأي لأحد مع سُنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»(5).
عن مكحول قال: «السنة سنتان: سنة الأخذ بها فريضة وتركها كفر، وسنة الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غير حرج»(6).
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المتمسك بسنتي في الهرج له أجر مائة شهيد»(7).

لزوم الجماعة وخطر الوحدة:
عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: قدم عمر الجابية، فقام فينا خطيباً فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كمقامي فيكم فقال: «أكرموا أصحابي، فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يحلف الرجل وإن لم يستحلف، ويشهد وإن لم يستشهد، ألا من أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلون رجل بامرأة، فإن معهما الشيطان، ومن ساءته خطيئته فهو مؤمن»(8).
الطريق ما كان على السنة:
عن ابن سيرين قال: «الرجل ما كان مع الأثر فهو على الطريق»(9).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) إسناده جيد. الإبانة 1/258.
(2) إسناده صحيح ورجاله ثقات. الإبانة 1/259.
(3) رجاله ثقات إلا عصمة فلم يتبين لي حاله. الإبانة 1/260.
(4) وأخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلم بإسناده عن عبد الرحمن بن يزيد قصته في الحج قريبة من هذه في المعنى 1 / 189. (الإبانة 1/261-262).
(5) رواه الآجري في الشريعة من طريق عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي به 1/53. (الإبانة 262-263).
(6) رواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة مرفوعاً، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: تفرد به عبد الله بن الرومي، لم أر له من ترجمة 1/172؛ والآجري بإسناد المؤلف 1/53. وإسناد المؤلف فيه أحمد بن عبد الجبار الصوفي لم أعرف حاله، وبقية رجال الإسناد ثقات. (الإبانة 1/263).
(7) أخرج مسلم من حديث معقل بن يسار (العبادة في الهرج كهجرة إليّ)، كتاب الفتن رقم 130؛ والترمذي رقم 2201؛ وعبد بن حميد في مسنده (ق61/1)؛ والآجري في الشريعة ص45. (الإبانة 1/310).
(8) الإبانة 1/285.
(9) رواه الدارمي من طريق أزهر عن ابن عون 1/54؛ والآجري في الشريعة من طريق معاذ بن معاذ، ثنا ابن عون به ص 18؛ ورواه اللالكائي رقم 109 من طريق أزهر عن ابن عون؛ والهروي في ذم الكلام (ق 42/2)؛ وعزاه السيوطي للبيهقي في مفتاح الجنة، ص 34. (الإبانة 356).

وإلى لقاء قادم إن الله



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 24-07-2021, 04:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم37


بركة العمل على السنة:
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة»(1).

قال عبد الله: «الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة، وكل بدعة ضلالة»(2).

عن مطر الوراق قال: «عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة، من عمل في سنّة قبل الله منه، ومن عمل في بدعة رد الله عليه بدعته»(3).

الفضيل بن عياض يقول: «عمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة»(4).

عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: «عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ما على الأرض عبد على السبيل والسنة وذكر الله في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله إلا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك حتى أصابتها ريح شديدة فتحاتّ ورقها إلا حطّ الله عنه خطاياه كما تحاتّ تلك الشجرة ورقها، وإن اقتصاداً في سبيل وسنّة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنّة، فانظروا أن يكون علمكم إن كان اجتهاداً واقتصاداً أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم»(5).

قال ابن بطة: «فقد ذكرت في هذا الباب ما قاله المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وما أمر به أصحابه والتابعون بعدهم بإحسان من لزوم السنّة واتباع الآثار ما فيه بلاغ وكفاية لمن شرح الله صدره ووفقه لقبوله، فإن الله - عز وجل - ضمن لمن أطاع الله ورسوله خير الدنيا والآخرة، فإنه قال: وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (سورة النساء: 69).

وتوعد من خالف ذلك وعدل عنه بما نستجير بالله منه ونعوذ به ممن كان موصوفاً به، فإنه قال: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (سورة النساء: 115).

رحم الله عبداً لزم الحذر واقتفى الأثر، ولزم الجادة الواضحة وعدل عن البدعة الفاضحة»(6).

عن عبد الرزاق قال: حدثنا إبراهيم بن ميمون الصنعاني، وكان يسمى قريش اليمن، وكان من العابدين المجتهدين قال: «خافه أبو جعفر فبعث إليه فأتي به فقدم به العراق، فلما دخل عليه قال: والله لقد أخبرنا ابن طاووس، عن أبيه قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يد الله على الجماعة»(7).

عن ابن عباس قال: «لا يأتي على الناس زمان إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن»(8).

النصر باتباع السنة:
قال عمر بن عبد العزيز: «سنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها تصديق لكتاب الله - عز وجل - واستكمال لفرائض الله، وقوة على دين الله، من عمل بها مهتد، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى» وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (النساء: الآية 115)(9).

-----------------------------------------------------------
(1) الإبانة 1/ 357.
(2) الإبانة 1/ 329، 357 - 358.
(3) الإبانة 1/ 358 - 359.
(4) الإبانة 1/ 359.
(5) رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد رقم 11؛ ورواه ابن المبارك في الزهد 2/21؛ وأبو نعيم في الحلية 1/252، ( الإبانة 1/359 - 360 ).
(6) الإبانة 1/ 364 - 365.
(7) رواه الترمذي، حدثنا يحيى بن موسى، ثنا عبد الرزاق به، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، رقم 2166. ( الإبانة 1/ 347 - 348 ).
(8) رواه بن وضاح من طريق أسد بن موسى، قال نا عبد المؤمن به؛ ورواه من طريق آخر أيضاً، ص 38؛ والطبراني في الكبير، قال الهيثمي: ورجاله موثوقون 1/ 188. ( الإبانة1/349 - 350 ).
(9) رواه الآجري في الشريعة من طريق مطرف بن عبد الله، عن مالك به، 48؛ ورواه اللالكائي من طريق ابن شهاب عن عمر بن عبد العزيز، رقم 134. ( الإبانة 1/ 352 ).

وإلى لقاء قادم إن شاء الله



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 08-08-2021, 03:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم38

الباب الرابع: مصاحبة الأخيار وقبول نصحهم:
قال الحسن البصري: «لم يبق من العيش إلا ثلاث: أخ لك تصيب من عشرته خيراً، فإن زغت عن الطريق قومك، وكفاف من عيش ليس لأحد عليك فيه تبعة، وصلاة في جمع تُكفى سهوها، وتستوجب أجرها»(1).

حب الأخيار أوثق وأحب عمل عنده:
عن مسلم بن يسار قال: «مرضت مرضاً، فلم أجد شيئاً أوثق في نفسي من قوم كنت أحبهم لا أحبهم إلا لله - عز وجل -»(2).

منـزلة الحب في الله:
عن مسلم بن يسار قال: «ما من شيء من عملي إلا وأنا أخاف أن يكون قد دخله شيء أفسده إلا الحب في الله - عز وجل -»(3).

قال الحسن البصري عن المؤمن: «هو مرآة، إن رأى منه ما لا يعجبه: سدده وقومه ووجهه، وحاطه في السر والعلانية»(4).

فالعين تنظر منها ما دنا ونأى *** ولا ترى نفسها إلا بمرآة

قال عمر بن عبد العزيز: «من وصل أخاه بنصيحة له في دينه، ونظر له في صلاح دنياه، فقد أحسن صلته، وأدى واجب حقه»(5).

قال الشافعي - رحمه الله -: «ما نصحت أحداً فقبل مني إلا هبته واعتقدت مودته، ولا رد أحد علي النصح إلا سقط من عيني ورفضته».

وقد وصف الله أهل الزيغ بأنهم لا يرغبون في النصح ولا يحبون أهله قال – تعالى -: وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ.

أهمية مجالس الصالحين:
عن محمد بن واسع قال: «ما بقي في الدنيا شيء ألذ به إلا الصلاة جماعة ولُقى الإخوان»(6).

الإنفاق على الأخيار:
كان مورق العجلي يتجر فيصيب المال، فلا يأتي عليه جمعة وعنده منها شيء، كان يلقى الأخ فيعطيه أربعمائة، خمسمائة، ثلاثمائة، فيقول: ضعها لنا عندك حتى نحتاج إليها، ثم يلقاه بعد فيقول: شأنك بها، ويقول الآخر: لا حاجة فيها، فيقول: أما والله ما نحن بآخذيها أبداً فشأنك بها»(7).

دوام الألفة بزوال الكلفة:
كان للحسن بيت إذا فتح بابه فهو إذنه، فمن جاءه من أصحابه فرأى الباب مفتوحاً دخل، فجاء رجل فرأى الباب مفتوحاً فدخل فنظر فلم ير الحسن في البيت، قال: فنظر إلى سل تحت سريره فجره إليه فإذا فيه طعام فأقبل يأكل منه، قال: وأقبل الحسن من مخرج له، فلما رأى ما يصنع الرجل قام ينظر إليه، ثم جعلت عينه تدمع وجعل يبكي، فقال له الرجل: ما يبكيك يا أبا سعيد؟ قال: ذكرتني أخلاق قوم مضوا(8).

التأخر في زيارة الأصحاب لا تفسد الوداد:
عن جعفر قال: سمعت مالكاً يقول: «كم من رجل يحب أن يلقى أخاه وأن يزوره، فيمنعه من ذلك الشغل أو الأمر يعرض، عسى الله أن يجمع بينهما في دار لا فراق فيها، ثم يقول مالك: وأنا أسأل الله أن يجمع بيننا وبينكم في ظل طوبى ومستراح العابدين»(9).

من لا تستفيد منه خيراً فانبذ صحبته:
عن جعفر قال: سمعت مالكاً يقول للمغيرة بن حبيب: «يا مغيرة انظر كل جليس وصاحب لا تستفيد في دينك منه خيراً فانبذ عنك صحبته»(10).

الباب الخامس: اتخاذ مراقب ومحص من الناصحين:
قال عمر بن عبد العزيز لمولاه مزاحم: «إن الولاة جعلوا العيون على العوام، وأنا أجعلك عيني على نفسي، فإن سمعت مني كلمة تربأ بي عنها، أو فعلاً لا تحبه، فعظني عنده، وانهني عنه»(11).

قال بلال بن سعد لصاحبه: «بلغني أن المؤمن مرآة أخيه، فهل تستريب من أمري شيئاً؟»(12).

قال ميمون بن مهران: «قولوا لي ما أكره في وجهي، لأن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره».

------------------------------------------------------------------
(1) تاريخ بغداد 6/99.
(2) كتاب الزهد للإمام أحمد 354.
(3) كتاب الزهد للإمام أحمد 356.
(4) زهد ابن المبارك 232.
(5) تاريخ الطبري 6/572.
(6) كتاب الزهد للإمام أحمد 440.
(7) كتاب الزهد للإمام أحمد 440.
(8) كتاب الزهد للإمام أحمد 339.
(9) كتاب الزهد للإمام أحمد 448.
(10) كتاب الزهد للإمام أحمد 449.
(11) عيون الأخبار لابن قتيبة 2/18.
(12) زهد ابن المبارك 485.
وإلى لقاء قادم إن شاء الله

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 06-09-2021, 01:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم39

الباب السادس: غض الطرف عن هنات وزلات الأخيار:

روي أن الواعظ ابن السماك قال له صديق: «الميعاد بيني وبينك غداً نتعاتب»، كأنها كانت هفوة من ابن السماك أو زلة تعكر لها قلب صديقه. فقال له ابن السماك - رحمه الله تعالى -: «بل بيني وبينك غداً نتغافر».




من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى منا


فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا


وإن كان ولا بد من العتب فبالحسنى

تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى ولا سمع الواشي بذاك ولا درى


تعالوا بنا حتى نعود إلى الرضا وحتى كأن العهد لم يتغيرا


لقد طال شرح القال والقيل بيننا وما طال ذاك الرح إلا ليقصرا


من اليوم تاريخ المحبة بيننا عفا الله عن ذاك العتاب الذي جرى

تعالوا نخل العتب عنا ونصطلح وعودوا بنا للوصل والعود أحمد

ولا تخدشوا بالعتب وجه محبة له بهجة أنوارها تتوقد

قد قضينا لبانة من عتب وجميل تعاتب الأكفاء

ومع العتب والعتاب فإني حاضر الصفح واسع الإعفاء


فعذرك مبسوط لدينا مقدم وودك مقبول بأهل ومرحباً

ولست بتقليب اللسان مصارما خليلي إذا ما القلب لم يتقلب




حث النبي – صلى الله عليه و سلم - على الصدقة، فأخرج عثمان – رضي الله عنه - تلك الصدقة العظيمة قال: «ما ضر عثمان ما عمل بعدها»(1).




قال سعيد بن المسيب: «ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله».




قال أبو معبد عبد الله بن عكيم الجهني: «إني لأرى ذكر مساوئ الرجل عوناً على دمه»(2).




أتاني مقال من أخ فاغتفرته وإن كان فيما دونه وجه معتب


وذكّرت نفسي عند امتعاضها محاسن تعفوا الذنب عن كل معتب


إن الكرام إذا صحبتهم ستروا القبيح واظهروا الحسنا



وتنافر القلوب لا تتعدى الأسباب التالية: فلتة لسان، أو هفوة لم تغتفر، أو ظن متوهم.



قال ابن القيم - رحمه الله -: من قواعد الشرع والحكمة أيضاً أن من كثرت حسناته وعظمت، وكان له في الإسلام تأثير ظاهر، فإنه يحتمل منه ما لا يحتمل لغيره، وعفي عنه ما لا يعفى عن غيره، فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل، فإنه لا يحتمل أدنى خبث.




ومن هذا قول النبي – صلى الله عليه و سلم - لعمر: «وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»، وهذا هو المانع له – صلى الله عليه و سلم - من قبل من جَسَّ عليه وعلى المسلمين وارتكب مثل ذلك الذنب العظيم، فأخبر e أنه شهد بدراً،فدل على أن مقتضى عقوبته قائم، لكن منع مِن ترتُّبِ أثره عليه ما له من المشهد العظيم، فوقعت تلك السقطة العظيمة مغتفرة في جنب ما له من الحسنات.




ولما حض النبي – صلى الله عليه و سلم - على الصدقة فأخرج عثمان – رضي الله عنه - تلك الصدقة العظيمة قال: «ما ضر عثمان ما عمل بعدها»، وقال لطلحة لما تطأطأ للنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى صعد على ظهره إلى الصخرة: «أوجب طلحة»(3).




وما الناس إلا من مسيء ومحسن وكم من مسيء قد تلافى فأحسنا


من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط

من ذا الذي ترضا سجاياه كلها كفى المرء نبلا أن تعد معايبه





----------------------------------------------------------

(1) مفتاح دار السعادة لابن القيم 1/176.


(2) رواه البخاري في تاريخه الكبير جـ1/ق1/32.


(3) مفتاح دار السعادة 1/176.
وإلى لقاء قادم إن شاء الله

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 08-10-2021, 09:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم40

الباب السابع: التترس بالتقوى:


قال ابن القيم في الفوائد (ص46): «التقوى ثلاث مراتب:

إحداها:حمية القلب والجوارح عن الآثام المحرمات.


الثانية: حميتها عن المكروهات.


الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.


فالأولى تعطي العبد حياته،والثانية تفيده صحته وقوته، والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته».


وهذا أمر جلي لأن الفضول كثيرة، والكماليات لا تحصى، فإذا أطلق الإنسان لنفسه العنان فيها تَعِبَ وكلَّ ولم يُدْرِكْ كلَّ مراده، فلا يزال في هم وتفكير حتى الوفاة.


يروى أن الفتنة لما وقعت قال طلق بن حبيب: اتقوها بالتقوى.


بماذا تبلغ درجة التقوى؟

قال بكر بن عبيد الله المزني: «لا يكون الرجل تقياً حتى يكون تقي المطعم، وتقي الغضب»(1).


التجرد في الانتصار للدين هو التقوى:


قيل عن الإمام أحمد: «يغضب لله ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، فإذا كان في أمر من الدين اشتد غضبه حتى كأنه ليس هو»(2).


يقتدي أحمد برسول الله - صلى الله عليه و سلم -، فإنه ما انتقم لنفسه قط إلاَّ أن تنتهك محارم الله.


قال أبو قلابة يصف ابن سيرين: «اصرفوه حيث شئتم، فلتجدنه أشدكم ورعاً، وأملككم لنفسه»(3).


-----------------------------------------------------------
(1) الغنية للشيخ عبد القادر الكيلاني 1/143.

(2) مناقب أحمد ص218.

(3) تاريخ بغداد 5/334.

وإلى لقاء قادم إن شاء الله


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 167.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 161.06 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]