من الأفضل الاهتمام بالفقه إلى جانب السمـاع والروايـة

[ابوالوليد المسلم]

الشيخ الدكتور محمد أنصاري:من الأفضل الاهتمام بالفقه إلى جانب السمـاع والروايـة

التقت مجلة «الفرقان» بالشيخ الجليل علامة الهند محمد الأنصاري الأعظمي خلال زيارته الأولى لدولة الكويت في ضيافة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، لإسناد بعض كتب الحديث لطلاب العلم، ضمن مسيرتها الحافلة بمجالس السماع، وأجرت مع فضيلته هذا اللقاء:

- بداية نحب أن نتعرف على شيء من سيرتكم الذاتية؟ وكيف كانت بداية حضوركم لمجالس السماع، وبث هذا العلم بين الطلبة؟
- أخوكم في الله محمد الأنصاري الأعظمي ابن الشيخ عبد الحي، من مواليد 1933، من مدينة تعرف باسم (مئونات بنجن) في الولاية الشمالية في الهند، تسمى ولاية (أثرابراديش).
درست في مدارس وجامعات الهند، مثل الجامعة العالمية العربية، وجامعة فيض عام، والمدرسة الرحمانية، وجامعة دار السلام، والمدرسة السعيدية.
وبعد إكمال الدراسة عام 1950م، تقريباً بدأت أعمل في مجال التدريس والدعوة والتأليف والترجمة ولله الحمد.
أما حضور مجالس السماع فلم يبدأ إلا منذ نحو عشر سنوات. حيث بدأ بعض الطلبة بالقراءة علي من أطراف كتب الحديث للحصول على سند الإجازة، وأما التدريس النظامي المعروف لكتب الحديث وغيرها فقد اشتغلت فيه نحوا من أربعين سنة بتوفيق الله ومنه وكرمه.
- كيف حصلتم على هذا الشرف الرفيع بالرواية عن النبي[ بالسند؟
- في أثناء دراستي في المدارس والجامعات المذكورة شرفني الله تعالى بالتتلمذ على العديد من المشايخ العظام الذين كانوا حاملي لواء السنة الشريفة، حاصلين على إجازة الرواية عن شيوخهم، وهم عن شيوخهم. وهكذا إلى النبي[.
- من هم العلماء الذين تيسر لكم السماع منهم، والرواية عنهم؟
- تيسر لي السماع والرواية عن نخبة من العلماء الأفاضل رحمهم الله رحمة واسعة، ومنهم: الشيخ العلامة أبو القاسم سيف البنارسي رحمه الله، والشيخ العلامة محمد نعمان الأعظمي رحمه الله، والشيخ العلامة أحمد بن ملا حسام الدين المئوي رحمه الله، والشيخ العلامة محمد بن سليمان بن داود المئوي رحمه الله، وهؤلاء الأربعة من تلامذة المحدّث الشهير السيد نذير حسين الدهلوي رحمه الله.
- هل من الممكن أن تحدثونا عن طريقة القراءة والسماع على مشايخكم، كيف كانت؟
- أحياناً يقرأ الشيخ ويستمع التلاميذ، وأحياناً أخرى يقرأ التلاميذ ويستمع الشيخ، وهكذا تتم الكتب.
- يقول بعضهم: ما فائدة الأسانيد بعد انتهاء عصر الرواية؟ فما ردكم على هذا السؤال؟
- يقول العلماء: الإسناد من خصائص هذه الأمة، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، ومع تدوين الأحاديث في الكتب واصل العلماء جهودهم في الرواية والتلقي عن المشايخ، وهذه السلسلة مستمرة إلى يومنا هذا، ولله الحمد.
ومعلوم أن القراءة والسماع شيء، والكتابة شيء آخر، وكلاهما من وسائل التثبيت والتوثيق، فالسنة محفوظة ولله الحمد بكلتا الوسيلتين، وهنا تبرز أهمية جهود علماء الحديث؛ إنهم لم يطمئنوا بمجرد تدوين الأحاديث الشريفة في الكتب، بل اهتموا –إلى جانب هذا- بجانب الرواية الشفهية، ليكون السماع والقراءة تأكيداً للكتابة والتحرير، وبذلك بقيت السنة تروى بالإسناد المتصل إلى نبينا[، إلى يومنا هذا في القرن الخامس عشر الهجري، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
- ماذا تقولون للمثبطين عن حضور مجالس السماع التي تعمر بذكر الله عز وجل والصلاة على النبي[، وتعلم السنن؟
- أقول لهؤلاء: اتقوا الله ربكم، ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وافعلوا الخير لعلكم ترحمون.
- هل لكم مجالس سماع في غير الكويت، وأين أماكنها؟ وكيف يتم العلم بها؟
- هناك كثير من الإخوة في السعودية وفي مصر وفي الشام وفي غيرها من البلاد يرغبون في عقد مثل هذه المجالس، ولكن الاستجابة للجميع قد تشق علي لظروف صحية، أسأل الله لي ولكم الصحة والعافية والسلامة، إنه سميع مجيب.
- كلمة تنصحون بها الإخوة الحريصين على حضور مجالس السماع.
- أرجو من الإخوة الحريصين على حضور مجالس السماع الاهتمام بجانب الدراية والفقه أيضا، إلى جانب الرواية والسماع، كما أرجو منهم العناية بجانب العمل أيضاً إلى جانب العلم، وبذل الجهد لإحياء السنن المهجورة في أنفسهم وفي عامة الناس، بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، كما أرجو الحذر من الإفراط في السرعة عند القراءة.
- كلمة لأهل الكويت الذين تشرفوا بلقائكم.
- سررنا بلقاء أهل الكويت، وعلى وجه الخصوص أهل العلم والمشايخ، وهذه زيارتي الأولى للكويت، وأرجو أن نزوركم والباحثين والمكتبات العلمية مرة أخرى، فهذه الجولة لا تساعد على أن نطوف بالمراكز العلمية والمكاتب الدراسية، والله الموفق.
- كلمة أخيرة لـ «مجلة الفرقان».
- مجلة «الفرقان» كانت تصلنا قبل عشر سنين، وعلمت أنها من مجهودات الإخوة السلفيين في الكويت، وهي ترجمان لأفكارهم الدينية، ونرجو أن تقوم بأداء واجبها نحو الأمة الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة، وتكون لخدمة الإسلام والمسلمين.

نبذة عن الشيخ محمد أنصاري بن عبدالعلي

درس في الجامعة العالية العربية بمئو، والمدرسة السعيدية ببنارس، ومدرسة دار الحديث الرحمانية بدهلي، وتخرج في الجامعة الإسلامية فيض عام بمدينة مئو بشهادة الفضيلة في الشريعة الإسلامية.
وحصل على شهادات مولوي وعالم وكامل وفاضل من الهيئة التعليمية الحكومية بولاية (أترابراديش).
المؤلفات والبحوث العلمية:
أولاً: الترجمة.
- ترجمة أردية لكتاب: «التبيان في آداب حملة القرآن» للإمام النووي.
- ترجمة أردية لكتاب: «القطبية هي الفتنة فاعرفوها» للشيخ أبي إبراهيم بن سلطان العدناني.
- ترجمة أردية لكتاب: «جلب المنفعة في الذب عن الأئمة المجتهدين الأربعة» للنواب صديق حسن خان.
- ترجمة أردية لكتاب: «الدين وشروط الصلاة» للشيخ محمد بن عبدالوهاب.
ثانياً: التحقيق والتخريج».
- «دعاية الإيمان إلى توحيد الرحمن»، للنواب صديق حسن خان، وله العديد من المؤلفات باللغة الأردية.
أبرز الندوات والمؤتمرات التي شارك فيها
- مؤتمر حول مساهمة المسلمين الهنود في العلوم الإسلامية، المنعقد في بنارس.
- مؤتمر شيخ الإسلام ابن تيمية، المنعقد في بنارس.
- الندوة العلمية عن حياة الإمام النواب صديق حسن خان وأعماله الخالدة، المنعقدة في بنارس.
- الندوة العلمية حول التعليم الديني وقضاياه، المنعقدة في دومرياغنج.
- اجتماع خريجي الجامعة السلفية ببنارس.


اعداد: وليد دويدار