مشكلتي أني كتوم وغير اجتماعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12772 - عددالزوار : 224476 )           »          منهج الإسلا م في معالجة الأزمات الاقتصادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تحقيق العبودية هي الغاية الكبرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          خواطر الكلمة الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 1400 )           »          قواعد نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1781 )           »          من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الاعتراف بالذنوب والآثام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          إعمال العقول غاية قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بشرى لأهل الاستقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 4647 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-01-2021, 04:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,666
الدولة : Egypt
افتراضي مشكلتي أني كتوم وغير اجتماعي

مشكلتي أني كتوم وغير اجتماعي


د. ياسر بكار





السؤال
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

تردَّدت كثيرًا في كتابتي لهذه الرسالة، ولكني أجدها محاولة جيدة لحل مشكلتي.



أما بعد:

فأنا شاب مسلم من شباب هذه الأمة، والحمد لله أني ملتزم بشرائع الله، ولكن أنا لديَّ مشكلات عديدة، لا أستطيع حلها، منها هو أنِّي رجل كتوم، لا أتكلم مع أحد في أي موضوع يَخصني، ولا أي موقف يَمر معي حتى مع أهلي، وبالأخص أمي وأبي، وملاحظة أنَّهم يريدونني أن أتحاور معهم، وأقول لهم كل ما أمر بهم في كل يوم، وأنَّ هذه المشكلة لدي، فأنا لا أستطيع أن أقول أي كلمة، ولكني حاولت، ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل، ولا أعرف لماذا؟ وأيضًا أنا شاب ملتزم في المسجد، وأبلغ من العمر 19 سنة، في السنة الأولى من الجامعة؛ يعني: أنا قضيت فصلاً كاملاً في الجامعة، ولكن ليس لديَّ أصدقاء، قضيت في الجامعة 3 شهور، ولا أصاحب إلا ثلاثة أشخاص من خيرة الشباب، وهذه هي مشكلتي أنني لا أصاحب أيَّ شخص، وأنني صعب في اختيار الأصدقاء، ومع ذلك حاولت ولكن بلا جدوى.



أنا أيضًا من الأشخاص الذين ليس لديهم أي علاقة بالنِّساء، ولا حتى بالمكالمة معهن، ولا أعتقد أن في هذا مشكلة لدي، ولكن أبي يعمل في مكتب لدى خالي الصحفي، مكان المكتب قرب الجامعة، فأمرُّ لأجلسَ عنده، ولكنَّه جعل الموظفات في المكتب بعد مدة يُعَوِّدْنَنِي على أن أحدثهن، وبذلك أصبحت في المكتب آخذ راحتي، وأتحدث معهن، ولكن طبعًا في حدود الله.



في المدة الأخيرة أدمنت الذهاب إلى المكتب، ولكنِّي انزعجت من هذه العادة بشكل كبير، فحاولت أن أخفِّف من ذهابي إلى المكتب، ولكن المحاولات باءت بالفشل، أشعر في نفسي أنِّي أدمنت ذهابي إلى المكتب بشكل كبير.



غير ذلك أنَّ لدى أبي العديد من الصفات التي لا أحبها، ولكنَّها ليست صفات شاذة، ولكن أنا لا أحبها فقط، مع العلم أنَّ أبي صاحب مزاج عصبي جدًّا، وأنا أكثر منه؛ لذلك أنا لا أجادله، ولا أحاوره؛ لأني في كل مرة أجادله فيها تنتهي بالغضب والخصام لمدة كبيرة، هذا لأني ناقشته فقط، فأصبحت أسمع كل تعليقاته، ولكن دون رد مني، فأظلُّ أسمع كل تعليقاته دون رد، ولكن لا أنسى؛ لأني أظل أكتم في نفسي ولا أُخْرج، ولا أقول لأحد أي شيء في نفسي؛ لأنَّ من شخصيتي أنِّي كتوم جِدًّا، وبذلك يبقى كل شيء في نفسي، ولدرجة أني في مرة من ذات المرات كنت أريد أن أفرغ كل الطاقة الكامنة في داخلي ونفسي، فقمت بأذية نفسي، ومزقت يدي، لا أعرف ما الحل لإنهاء هذه المشكلة، فأرجو من أحد الإخوة المختصين في شبكة الألوكة الموقرة أن يفيدني، أفادكم الله، وبارك الله فيكم.


الجواب
الأخ الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله.

مرحبًا بك في شبكة (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً.

عندما ذكرت في رسالتك أن لديك مشكلات كثيرة، جهزت نفسي للاستماع لها، لكن الرسالة انتهت قبل أن أجد مشكلات كثيرة! بمعنى آخر أنا لست مُقتنعًا أن هناك مشكلة، بل هناك بعض الصعوبات في قضايا صغيرة تَحتاج إلى تدريب نفسك على تَجاوُزها، أقول هذا الكلام ولي هدف مهم من ورائه، وهو: عندما أقول لنفسي كل يوم لديَّ مشكلة، لدي مشكلة، فالعقل الواعي واللاواعي يضع كلَّ تركيزه في هذه المشكلة، وينشغل عن وظيفته الأساسية، وهي التعلم والتطور، واكتساب المهارات الجديدة وتفتح الوعي، وهذه هي المشكلة الحقيقية.



في علم النفس لا نطلق على أمرٍ أنه مُشكلة، إلا إذا أدَّى إلى تعطل في وظائف الشخص الحياتية؛ أي: لَم يعد يقوم بما يَجب القيام به من مسؤوليات اجتماعية وأسرية وأكاديمية ودينية وغيرها، أنا لا أرى أنَّ مشكلة التكتم أثَّرَت بشكل سلبي إلى هذه الدرجة، وإن كان من أثر سلبي في حياتك فذلك لأنَّك تعتقد أن لديك مشكلة، وهذا ما حرمك من تَحقيق تقدُّم واضح في حياتك.



هناك دليلٌ على ما أقوله، وهو أنه ما أنْ سنحت الفرصة لأَنْ تَختلط بأشخاصٍ متقبلين ومتفهمين وغير عصبيين، وجدت نفسك تتكلم بكلِّ ارتياح، وقد أحببت هذا فأصبحت تكثر من زيارتهم، هذا يقودني للحديث حول تأثير العيش مع أب عصبي سريع الغضب.



نحن لا يُمكننا تغيير آبائنا، ولكن يمكن أن نغير طريقتنا في التعامل معهم، وفي تجنب الجدال الذي لا طائلَ منه، كما يُمكننا أيضًا - وهو الأهم - أنْ نقوم بالتأقلم مع هذا الوضع عندما نُحدِّث أنفسنا بشكل متكرر: "هكذا طبع والدي ولن أغيّره... سأقبله كما هو، لكن لن أجعل ذلك يؤثر علي..."، وغير ذلك من العبارات التي تنزع تأثير طبيعة الوالد النفسية عليك أنت، عبر استخدام طريقة التقبل والتكيُّف استطاع أشخاصٌ كثيرون ممن يعيشون مع آباء قاسين أن يكملوا حياتَهم بكل هدوء وإنتاج... والسر هو عدم الاستسلام لهذا الوضع، بل تقبُّله وتَحويل التركيز إلى تطوير الحياة الشخصية في الدراسة والمستقبل المهني والمهارات المختلفة.



أمَّا لو سألتني عن تطوير مهارتك في التواصُل مع الناس، فهذا هو مربط الفرس، وهناك أمور كثيرة يَجب أن تقوم بها، لكن القاعدة الأكثر أهمية هي: التغيير الصحيح هو التغيير البطيء، التغيير الذي يتجه في الاتجاه الصحيح، لكنه يخطو خطوات بطيئة وصغيرة.



أود منك هنا أنْ تَضَعَ خطة لهذه السنة، وتضع محورَها الأساسي (تطوير مهاراتي في التواصل مع الآخرين)، وقَسِّم هذه الخطة إلى خطوات صغيرة تقوم بها كل يوم، ومنها مثلاً أن أقف بعد الصلاة مع جارٍ لم أقف معه من قبل، واليوم التالي أتَّصِل بشخص لم أتواصل معه من مدة، واليوم الثالث حضرت مناسبة، وجلست بجانب شخص، وتبادلت معه الحوار حول الأمور العامة وهكذا.



أود منك أن تنتبه إلى أمرين:

الأمر الأول: خلق الله - عزَّ وجلَّ - الناس مختلفين، وأعطاهم قدرات ومواهب مختلفة، قد تكون مواهب شخص ما في التواصل الاجتماعي، وآخر في الأمور الرياضية، وثالث في التعلم السريع... وغير ذلك، لماذا أقول هذا؟ أقول هذا؛ لأنه ليس بالضرورة أن تكون نجمًا اجتماعيًّا، ربَّما - ولا أجزم - لم يَمنحك الله - عزَّ وجلَّ - تلك الموهبة ومنحك موهبة في اتجاه آخر، ماذا يعني هذا؟ يَجب أن تعمل بجد نحو تطوير مهاراتك الاجتماعية، لكن اقبلْ أنْ قد لا تصل إلى مراحل متقدمة في هذا، ولا تَحزن على ذلك، بل ابحث عن الموهبة التي منحك الله إيَّاها، وضع كل تركيزك فيها، وستحقق النجاحَ بإذن الله.



الأمر الثاني: من طبائع بعض الشخصيات أن يكونوا غير (عشريين)؛ أي: لا يرتاحون للتواصل المتكرر مع الآخرين، وهؤلاء يَختارون مهنًا تتناسب مع طبيعة شخصيتهم، ويُحققون نجاحات كبيرة في ذلك، بينما هناك طبيعة شخصية تَميل نحو الاختلاط بالآخرين والعشرة والتواصل، وهؤلاء أيضًا يَجب أن يسلكوا في حياتهم طريقًا يناسب هذه الطبيعة، أيهم أفضل؟ لا يوجد فرق، المهم أن نوظف طبيعة الشخصية هذه في المكان الصحيح وبالشكل الصحيح.



ختامًا: عندما تستيقظ كل يوم قف أمام المرآة، وقل لنفسك: لقد منحني الله - عزَّ وجلَّ - هديةً جديدة هو هذا اليوم، وسأجعل منه أجملَ يوم في حياتي، سأجعله يومًا مختلفًا، وقم بفعل ذلك، تقبل تحياتي، وأهلاً بك

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.68 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]