إتحاف النخب بذكر من مات بسبب الطلب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4437 - عددالزوار : 871835 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3969 - عددالزوار : 403945 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 309 - عددالزوار : 14167 )           »          ظاهرة التشكيك في الأحاديث الصحيحة!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          الدعوة إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 2941 )           »          تجــديد الخطـــاب الدعــــوي في المرحلـة القادمـة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 165 )           »          أزمــــة النخـــــب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن المسلمين بنوا المسجد الأقصى مكان الهيكل الذي بناه الملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          شبابنا والخروج من التيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-03-2020, 02:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي إتحاف النخب بذكر من مات بسبب الطلب

إتحاف النخب بذكر من مات بسبب الطلب
محمد علي عباد حميسان





1 – الفراهيدي (100 – 175)
الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الأزدي الفراهيدي البصري صاحب العربية والعروض أحد الأعلام، وثقه ابن حبان. وكان الخليل يحج سنة ويغزو سنة حتى مات.

وكان خيراً متواضعاً ذا زهد وعفاف، يقال: أنه دعا بمكة أن يرزقه الله علما لم يسبق إليه، فرجع إلى البصرة وقد فتح عليه بالعروض فوضعه، فهو أول من وضعه وصنف كتاب "العين" في اللغة.


قال النضر بن شميل أقام الخليل بن أحمد في خص بالبصرة ولا يقدر على فلسين وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال وكان آية في الذكاء، وكانت له معرفة بالإيقاع والنغم وذلك هو الذي أحدث له علم العروض فإنهما متقاربان في المأخذ.

وقد روي في سبب وضع الخليل كتاب العروض ما ذكره عبد الله بن المعتز أن الخليل مرّ في سكّة القصّارين في البصرة فسمع دق الكوادين بأصوات مختلفة، فوقف يسمع اختلافه، ثم قال: والله لأصنعنّ على هذا المعنى علما غامضا، فوضع العروض.

وحدث النضر بن شميل قال: كان أصحاب الشعر يمرون بالخليل فيتكلمون في النحو، فقال الخليل: لا بدّ لهم من أصل، فوضع العروض. وخلا في بيت، ووضع بين يديه طستا أو ما أشبه الطست، فجعل يقرعه بعود ويقول: فاعلن مستفعلن فعولن، قال: فسمعه أخوه، فخرج إلى المسجد، فقال إن أخي قد أصابه جنون، فأدخلهم عليه وهو يضرب الطست، فقالوا: يا أبا عبد الرحمن، ما لك؟ أصابك شيء؟ أتحب أن نعالجك؟ فقال: وما ذاك؟ قالوا: أخوك زعم أنك قد خولطت، فأنشأ يقول:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني = أو كنت أجهل ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني = وعلمت أنك جاهل فعذرتكا

وهو أول من جمع حروف المعجم في بيت واحد وهو من البسيط:
صف خلق خود كمثل الشمس إذ بزغت * يحظى الضجيع بها نجلاء معطار

ويقال: أنه كان عند رجل دواء لظلمة العين ينتفع به الناس فمات وأضر ذلك بمن كان يستعمله، فقال الخليل بن أحمد: أله نسخة معروفة؟ قالوا: لا، قال: فهل له آنية كان يعمل فيها؟ قالوا: نعم، إناء كان يجمع فيه الأخلاط. فقال: جيئوني به. فجاؤه به فجعل يشمه ويخرج نوعاً نوعاً حتى ذكر خمسة عشر نوعاً، ثم سأل عن جميعها ومقدارها فعرف ذلك ممن يعالج مثله؛ فعمله وأعطاه الناس فانتفعوا به مثل تلك المنفعة، ثم وجدت النسخة في كتب الرجل فوجدوا الأخلاط ستة عشر خلطاً كما ذكر الخليل لم يفته منها إلا خلط واحد.

سبب وفاته:
كان سبب موته أنه قال: أريد أن أقرّب نوعا من الحساب تمضي به الجارية إلى البقّال، فلا يمكنه ظلمها، ودخل المسجد، وهو معمل فكره فى ذلك، فصدمته سارية، وهو غافل عنها بفكره؛ فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته. وقيل:
بل كان يقطّع بحرا من العروض. والله أعلم أي الأمرين كان.
(إنباه الرواة على أخبار النحاة 1/381، والوافي بالوفيات 13/240).

2 – هشيم بن بشير (104 – 183)
أبو معاوية هشيم بن بشير بن أبي خازم واسم أبي خازم القاسم بن دينار، السلمي الواسطي قيل إنه بخاري الأصل. نزيل بغداد ومحدثها، كان رأساً في الحفظ إلا أنه صاحب تدليس، فهو حجة حين يصرح بالسماع.
قال الدورقي: كان عنده عشرون ألف حديث.
مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشرين سنة.

سبب وفاته:
في كتاب العزلة للخطابي ص 87 عن إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: ازدحم أصحاب الحديث على هشيم فطرحوه عن حماره، فكان سبب موته.

3 – الجاحظ (163 – 255)
عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ: كبير أئمة الأدب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة. مولده ووفاته في البصرة. فلج في آخر عمره. وكان مشوه الخلقة. ومات والكتاب على صدره. قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه. له تصانيف كثيرة، منها

أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي البصري المعتزلي المعروف بالجاحظ، العالم الأديب الفصيح المشهور؛ صاحب التصانيف في كل فن، كان بحرا من بحور العلم، رأسا في الكلام والاعتزال، مولده ووفاته بالبصرة، وعاش تسعين سنة، وإليه تنتسب الفرقة المعروفة بالجاحظية من المعتزلة.
كان ماجنا، قليل الدين، له نوادر.


قيل: لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته، حتى إنه كان يكتري دكاكين الكتبيين، ويبيت فيها للمطالعة، وكان باقعة في قوة الحفظ.

وكان مشوّه الخلق. استدعاه المتوكل لتأديب ولده، فلما رآه ردّه وأجازه، وفلج في آخر عمره، فكان يطلي نصفه بالصّندل والكافور لفرط
الحرارة، ونصفه الآخر لو قرض بالمقاريض ما أحسّ به لفرط البرودة، وسمي جاحظا لجحوظ عينيه، أي نتوئهما.


أحسن تآليفه وأوسعها فائدة «كتاب الحيوان» و «كتاب البيان والتبيين».
ومن تآليفه: " الحيوان " و " البيان والتبيين " و " سحر البيان " و " التاج " ويسمى أخلاق الملوك، و " البخلاء " و " المحاسن والأضداد " و " التبصر بالتجارة " رسالة نشرت في مجلة المجمع العلمي العربيّ، و " مجموع رسائل " اشتمل على أربع، هي: المعاد والمعاش، وكتمان السر وحفظ اللسان، والجد والهزل، والحسد والعداوة.

وله " ذم القوّاد" رسالة صغيرة، و "تنبيه الملوك" في 440 ورقة، و "الدلائل والاعتبار على الخلق والتدبير" و "فضائل الأتراك" و "العرافة والفراسة" و "الربيع والخريف" و "الحنين إلى الأوطان" رسالة. و "النبيّ والمتنبي" و "مسائل القرآن" و "العبر والاعتبار في النظر في معرفة الصانع وإبطال مقالة أهل الطبائع" و "فضيلة المعتزلة" و "صياغة الكلام" و "الأصنام" و "كتاب المعلمين" و "الجواري" و "النساء" و "البلدان" و "جمهرة الملوك " و "الفرق في اللغة" في تذكرة النوادر، و "البرصان والعرجان والعميان والحولان" و "القول في البغال" و "كتاب المغنين" و "الاستبداد والمشاورة في الحرب" و "الرد على أصحاب الإلهام" و "الرد على المشبهة"، و "الرد على النصارى"، و "الطفيلية"، و "الرد على اليهود"، و "الوعيد"، و "الحجة والنبوة"، و "حانوت عطار"، و "ذم الزنى".

سبب وفاته:
كان موته بسقوط مجلدات من الكتب عليه، ومات والكتاب على صدره.

(سير أعلام النبلاء 11/526، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب 3/231، والأعلام للزركلي 5/74، وفي الأخيرين ذكر سبب الوفاة)



يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-03-2020, 02:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إتحاف النخب بذكر من مات بسبب الطلب

إتحاف النخب بذكر من مات بسبب الطلب
محمد علي عباد حميسان





4 – أبو العباس ثعلب (200 – 291هـ)
أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني، مولاهم الكوفي، الإمام علامة الأدب أبو العباس المشهور بثعلب، النحوي صاحب التصانيف المفيدة، انتهت إليه رئاس الأدب في زمانه. صنف " كتاب الفصحاء " وهو صغير الحجم كثير الفائدة و " كتاب إعراب القرآن " و " كتاب القراءات "، و " كتاب حد النحو "، و " كتاب معاني الشعر " وغير ذلك، وهو بضعة عشر صنفاً. وكان إمام الكوفيين في النحو واللغة والثقة والديانة.


وكان ثقة صالحاً مشهوراً حافظاً وصادق اللهجة والمعرفة بالعربية ورواية الشعر القديم، مقداماً عند الشيوخ منذ هو حدث. وكان أبن الأعرابي إذا شك في شيء قال له: ما تقول يا أبا العباس في هذا؟ لغزارة حفظه.

سبب وفاته:
كان سبب وفاته أنه خرج يوم الجمعة من الجامع بعد العصر، وكان قد لحقه صمم لا يسمع إلا بعد تعب شديد، فكان في يده كتاب ينظر فيه في الطريق فصدمته فرس، فألقته في هوة، فأخرج منها هو كالمختلط، فحمل إلى منزله وهو على تلك الحال، وهو يتأوه من رأسه، فمات ثاني يوم لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين في خلافة المكتفي بن المعتضد وقد بلغ تسعين سنة وأشهرا. وكان رأى أحد عشر خليفة أولهم المأمون وآخرهم المكتفي.
(مرآة الجنان وعبرة اليقظان 2164، ومعجم الأدباء 2/537، وإنباه الرواه على أنباه النحاة 1/185، ووفيات الأعيان 1/104، ومسالك الأبصار في ممالك الأمصار 7/99)

5 – مسلم بن الحجاج (204-261)
مسلم بن الحجاج بن مسلم، أبو الحسين القشيري النيسابوري. صاحب الصحيح، أحد الأئمة الحفاظ، سمع بنيسابور، والبصرة، والكوفة، والمدينة، ومكة، ومصر.


وكان تام القامة، أبيض الرأس واللحية، وكان من كبار العلماء وأوعية العلم، وله مصنفات كثيرة منها: «المسند الكبير على الرجال»، و «كتاب الجامع الكبير على الأبواب»، و «كتاب الأسامي والكنى»، و «كتاب المسند الصحيح»، وقال: صنفته من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، و «كتاب التمييز»، و «كتاب العلل»، و «كتاب الوحدان»، و «كتاب الأفراد»، و «كتاب الأقران»، و «كتاب سؤالات أحمد بن حنبل»، و «كتاب الانتفاع بأهب السباع»، و «كتاب عمرو بن شعيب بذكر من لم يحتج بحديثه وما أخطأ فيه». و «كتاب مشايخ مالك بن أنس»، و «كتاب مشايخ الثوري»، و «كتاب مشايخ شعبة»، و «كتاب ذكر من ليس له إلا راو واحد من رواة الحديث»، و «كتاب المخضرمين» و «كتاب أولاد الصحابة فمن بعدهم من المحدثين»، و «كتاب ذكر أوهام المحدثين»، و «كتاب تفضيل السنن»، و «كتاب طبقات التابعين»، و «كتاب أفراد الشاميين من الحديث» و «كتاب المعرفة».
قدم بغداد مرارا فآخر قدومه كان في سنة 259هـ.


كان الإمام مسلم يُعظم الإمام البخاري –رحمه الله تعالى-، وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبل بين عينيه، وقال: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله.


وكان مسلم أيضا يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي بسببه؛ فلما استوطن محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور، أكثر مسلم بن الحجاج الاختلاف إليه، فلما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري ما وقع في مسألة اللفظ ونادى عليه، ومنع الناس من الاختلاف إليه حتى هُجر، وخرج من نيسابور في تلك المحنة، قطعه أكثر الناس غير مسلم، فإنه لم يتخلف عن زيارته، فأنهي إلى محمد بن يحيى أن مسلم بن الحجاج على مذهبه قديماً وحديثاً، وأنه عوتب على ذلك بالعراق والحجاز ولم يرجع عنه، فلما كان يوم مجلس محمد بن يحيى، قال في آخر مجلسه: ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا، فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رءوس الناس وخرج من مجلسه، وجمع كل ما كان كتب منه وبعث به على ظهر حمال إلى باب محمد بن يحيى، فاستحكمت بذلك الوحشة، وتخلف عنه وعن زيارته.
توفي مسلم بن الحجاج عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة 261هـ.

سبب وفاته:
عن أحمد بن سلمة قال: عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة، فذُكر له حديث لم يعرفه، فانصرف إلى منزله، وأوقد السراج، وقال لمن في الدار: لا يدخلن أحد منكم إلى هذا البيت! فقيل له: أهديت لنا سلة فيها تمر، فقال: قدموها إلىَّ. فقدموها إليه فكان يطلب الحديث ويأكل تمرة تمرة، فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث.


قال محمد بن عبد الله النيسابوري: أخبرني الثقة من أصحابنا أنه مات منها.
(المنتظم في تاريخ الأمم والملوك 12/171، وتاريخ بغداد 15/121)

6 – النَّحَّاس النحوي (... – 338)
أبو جعفر أحمد بن محمد إسماعيل بن يونس المرادي المصري النحوي، المعروف بالنَّحَّاس، اللغوي المفسر الأديب، أحد الفضلاء، أخذ النحو عن أبي الحسن الأخفش، وأبي إسحاق الزجاج، وابن الأنباري، ونفطويه، وأعيان أدباء العراق، وكان قد رحل إليهم من مصر، وسمع الحديث ولقي أصحاب المبرد.


له تصانيف كثيرة مفيدة منها: "تفسير القرآن الكريم" وكتاب "إعراب القرآن" وكتاب "الناسخ والمنسوخ" وكتاب في النحو اسمه "التفاحة" وكتاب في الاشتقاق، وتفسير أبيات سيبويه، ولم يسبق إلى مثله، وكتاب "الكافي في النحو"، وكتاب "المعاني" وفسر عشرة دواوين وأملاها، وكتاب "الوقف والابتداء صغرى وكبرى"، وكتاب في شرح المعلقات السبع، وكتاب "طبقات الشعراء" وغير ذلك.


روى الحديث عن النسائي، وكانت فيه خساسة وتقتير على نفسه، وإذا وهب عمامة قطعها ثلاث عمائم بخلاً وشحاً، وكان يلي شراء حوائجه بنفسه ويتحامل فيها على أهل معرفته، ومع هذا فكان للناس رغبة كبيرة في الأخذ عنه، فنفع وأفاد وأخذ عنه خلق كثير. توفي بمصر يوم السبت لخمس خلون من ذي الحجة سنة 338هـ.

سبب وفاته:
وكان سبب وفاته أنه جلس على درج المقياس على شاطىء النيل، وهو في أيام زيادته، وهو يقطع بالعروض شيئاً من الشعر، فقال بعض العوام: هذا يسحر النيل حتى لا يزيد فتغلو الأسعار، فدفعه برجله في النيل، فلم يوقف له على خبر.
(البداية والنهاية 11/251، ووفيات الأعيان 1/100)

7 - جُنادة النحوي (... – 399)
جُنَادَة بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ الْهَرَوِيّ أَبُو أُسَامَة اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ
كان عَظِيم الْقدر شَائِع الذّكر، عَارِف باللغة، أَخذ عَن الْأَزْهَرِي وَغَيره، وروى عَن أبي أَحْمد العسكري كتبه.


حضر مجْلِس الصاحب إِسْمَاعِيل بن عباد بشيراز، وَهُوَ أَشْعَث الزي ذُو أطمار رثَّة وسخة، فَجَلَسَ قَرِيباً من الصاحب -وَكَانَ مَشْغُولًا -فَلَمَّا بصر بِهِ قطّب، وَقَالَ: قُم يَا كلب من هَا هُنَا! فَقَالَ لَهُ جُنَادَة: الْكَلْب هُوَ الَّذِي لَا يعرف للكلب ثَلَاثمِائَة اسْم، فَمد عِنْد ذَلِك الصاحب يَده، وَقَالَ: قُم إِلَى هَا هُنَا، فَمَا يجب أَن يكون مَكَانك حَيْثُ جَلَست. وَرَفعه إِلَى جَانِبه.
قدم مصر وأقام بها، وأخذ عنه بها أبو سهل الهروي وغيره من أهل مصر وغيرهم.

سبب وفاته:
كان مجلسه بمصر في جامع المقياس، وهو الذي فيه العمود الذي يعتبرون به زيادة النيل من نقصه؛ واتفق في بعض السنين أنّ النيل لم يزد زيادة تامة، فقيل للحاكم -وهو من العلويين-حينئذ: إن جنادة رجل مشئوم يقعد في المقياس ويلقي النحو ويعزم على النيل فلذلك لم يزد، وكان من حدّة الحاكم وتهوّره وما عرف من سوء سيرته لا يتثبت فيما يفعله ولا يبحث عن صحة ما يبلغه، فأمر من ساعته بقتله فقتل -رحمه الله تعالى- فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة 399هـ.

(معجم الأدباء 2/800، وبغية الوعاة 1/488).



8 – أحد المستشرقين
في مقدمة كتاب "أخبار الزمان" لأبي الحسن المسعودي، ذكر مقدم الكتاب الأستاذ عبد الله الصاوي قصة طريفة مؤلمة في آن واحد، وهي تخبر عن حال بعض المستشرقين وشغفهم البالغ في معرفة علوم أسلافنا، سواء بحسن نية أو بسوئها.

أما القصة فهي أن مستشرقاً استهواه علم المسعودي، وأسلوبه الجذاب، وفتنته إحالاته العجيبة، فبحث أولاً بنفسه، ثم لجأ إلى حكومته فأمدته بالمال، فظل يبحث ويتابع البحث، حتى عثر على نسخة من كتاب " أخبار الزمان " في مدينة شنقيط بصحراء افريقية، فرام شراءها، وبذل فيها ثمناً عالياً، فما سمحت أنفس الشناقطة ببيعها، ولا رضوا أن يستبدلوها بالذهب الوفير.
فلما أعياه شراؤها عرض عليهم أن يصورها بالفتوغرافيا نظير مبلغ من المال جسيم، فما اعاروا عرضه ذلك التفاتاً، بل منعوه النظر إليها والاستمتاع بها.
فرحل عنهم حقبة من الدهر، ولما استيقن أن القوم قد أنسوا شخصه، وما كان قد جاء لأجله، عاد إليهم خائفاً يترقب، وقد عزم استنساخها، فاكترى رجلا منهم عهد إليه باستنساخها.


لكنهم إذ فطنوا إلى الامر، لم يجدوا جزاءً لهذا المستشرق -الذي أحب العلم، وضحى بوقته وراحته ولذاته في سبيله، واستمات في تحصيل فكرة قد يصل نفعها إلى جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها -إلا القتل، فذهب ضحية إحالات المسعودي، والبحث عن كتبه.
(مقدمة كتاب أخبار الزمان الجزء 1 ص9).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.38 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]