|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أُعْجَب بكل فتاة أراها !
أُعْجَب بكل فتاة أراها ! أ. خالد محمد السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مُشكلتي أنني أُعاني مِنَ العاطفة القويَّة، بالرغم مِن أنني لم أُقِمْ أي علاقة غير شرعية مع فتاةٍ مِنْ قبلُ، لكنني إذا رأيتُ أي فتاةٍ أقع في حبِّها! وتظل في ذهني حتى أرى فتاةً أخرى! ويحصل معي مثل ما حَصَل مع الأولى، ثم الثانية والثالثة... إلخ. هذه المشكلةُ معي منذ سنتين، وقد أهملتُ بسببها كلَّ ما هو مُهم في حياتي، وأصبحتُ أخافُ مِن الزواج بفتاةٍ لها ماضٍ مع أحدٍ قبلي! وأقول في نفسي: كل البنات لهنَّ ماضٍ! خاصة ما نراه في هذا الزمان! إضافة إلى أنني أُعاني مِن الشهوة القوية، والرغبة الشديدة في الجنس، والحمد لله لا أفعل الحرام، ولا أكلِّم الفتيات! أرجوكم ساعدوني؛ فأنا أبكي ليلًا ونهارًا بسبب هذه الأمور الجواب: إلى أخي في الله، العواطفُ البشريةُ سِرٌّ أودعه اللهُ - سبحانه - في النفس الإنسانيَّةِ، مرحلة لا بدَّ مِن عُبُورِها للوصول لمرحلة النُّضج العقلي والفكريِّ، وهي تحضيرٌ لتحمُّل المسؤولية، وهي مرحلةٌ دقيقة؛ إذ تمرُّ بها بسرعة كلُّ أنواع ومطبَّات العواطف، ولهذا يكثر فيها التقلُّب والتخلِّي عن موقف للتعلُّق بآخر، وهي مرحلةٌ متطرِّفة في كلِّ شيء، ومليئة بالتناقُضات والفَوارِق. نعم إنَّ القلمَ يجري على الإنسان بَدْءًا مِن مرحلة البلوغ، لكن الله - سبحانه - لم يتركْنا للأهواء تتصارعنا وتتقاذفنا؛ فقد وضَع لنا خطوطًا ونقاطًا تُساعدنا على الاهتداء في مسيرة حياتنا؛ حتى نصل إلى برِّ التوازُن النفسيِّ والعاطفيِّ، ولو تَرَكْنا أهواءنا والشيطان يلعبانِ بنا؛ لدمَّر كل شاب وكل فتاة نفسيهما. والمُلاحَظُ في الغرب مثلًا أنَّ نسبةً كبيرةً مِن هؤلاء الشباب والفتيات - وبعضهم مِن أبناء عِليَة القوم - يتَّجِهون للمُخَدِّرات والخمر والانتحار والموبقات بأنواعها؛ لأنَّ عاملَ الإيمان به - سبحانه وتعالى - غير موجود، فيتيهون ويضيعون. وهذه المرحلةُ ليستْ شرًّا كلها، فقد كان الخليفةُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يسأل الشبابَ والفتيان؛ ليحصل على وَمَضات أفكارهم السريعةِ، وكان جلُّ أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِن الشباب، فبعد أن هذَّبتْهم المدرسةُ النبويةُ قادوا جيوشًا، وفتحوا بلادًا، وأصبحوا قُدوةً لأمثالنا نحلم بالوصول إلى قليل مما عندهم؛ عقلًا، وفضلًا، وشجاعة وعلمًا - رضي الله عنهم أجمعين. وهنا - كما نقول في بلادنا - مربطُ الفَرَس، فأنتَ إنسان طبيعي جدًّا، تمرُّ بما يمر به المراهقون، لكن بسبب الحضارة المعاصرة، وأوبئة الإعلام؛ زادت الحِدَّة. فأولًا: أنصحك بتلاوة القرآن، وحبذا لو يكون مع شباب آخرين، وبالصلاة، وأكثر مِن القيام والناسُ نِيامٌ، وبالدعاء أن يخفِّفَ اللهُ عنك؛ فالدعاءُ هو العبادة، ويُقَرِّبك مِن الخالق - سبحانه وتعالى - ثم التحقْ بمجموعةٍ في المسجد تتدارس معهم، وتنمِّي إيمانك، فإنَّ الذئب لا يأكل من الغَنَم إلا القاصية، والشيطان يكون عليك أقوى عندما تكون وحيدًا. وعليك التعرُّف إلى شيخٍ مُرَبٍّ؛ فإنه بعد الإيمان بالله - سبحانه - يكون لك خير مُعِين. وعليك بالرياضة، وأبسطها المشْي، ولا مانع من التزام موعد معيَّن مع شباب للمشي مع بعضكم للتريض، أو لممارسة رياضة أخرى. واحرصْ على دراستِك؛ فإنها السلاحُ الأمضى لمستقبلك، وكذلك على والديك، واكسبْ رضاهما في كلِّ خطوة لك، وكن رفيقًا بإخوتك، ورقيقًا مع أخواتك. ويجب أن تعلمَ - يا صديقي - أن الطيِّبين للطيِّبات؛ فابنِ مستقبلَك أولًا، والله - سبحانه - سييُسِّر لك الزوجة الطيبة، التي تقر بها عينُك، وتفرح بها نفسك، فاهْدأ قليلًا، والتفتْ إلى حياتك، وأنت إنسان طبيعي جدًّا، لكن لا تستعجلْ. والحمدُ لله أن الإيمانَ متَجَذِّر فيك، والدليلُ ابتعادك عن الحرام والحمد لله. أسأل الله - سبحانه - أن ييسرَ أمرَك، وأن يطهرَ قلبك، وأن يرزقك الحلال أنت وسائر شباب المسلمين، اللهم آمين
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |