أردتُ معرفة الحب، فحرمني أبي من الحب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 391088 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856592 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-01-2022, 07:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي أردتُ معرفة الحب، فحرمني أبي من الحب

أردتُ معرفة الحب، فحرمني أبي من الحب
أ. فيصل العشاري



السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ في الثانية والعشرين مِن العمر، أُعانِي مِن مشكلةٍ لم أجدْ لها أي تفسير؛ فقررتُ اللجوء إليكم؛ علَّني أجد تفسيرًا.
مشكلتي هي أنني عندما كنتُ في الـ15 من عمري؛ أي: في مرحلة المراهقة، تعرَّفتُ إلى شابٍّ بدافع الفضول؛ كي أعرف معنى الحب، فعَلِم والديَّ بالأمر؛ فعاقباني كثيرًا، وعِقابهما كان له تأثيرٌ نفسيٌّ كبير عليَّ، لكن أمي سريعًا ما سامحتْني.
أما أبي فقد حرَمني منذ ذلك اليوم مِن أن أُناديه بكلمة: ''بابا"، أو "أبي"، وكان دائمًا يُلاحقني عندما أكون ذاهبة للمدرسة، وأمرني أن أذهب وحدي بدون صديقاتي، على أنْ أصل للمدرسة في غضون 5 دقائق، وكذلك الرجوع للبيت لا يتعدى 5 دقائق! ولما لاحظتْ صديقاتي الأمر أصبحنَ يستَهْزِئْنَ بي، وصرتُ أخشى أن يرَوْنَ أبي يُلاحقني، مع أني لم أفعلْ أي شيء يستدعي كلَّ هذا!
صحيحٌ أنني أخطأتُ عندما تعرَّفتُ إلى هذا الشابِّ، لكني لم أتصرفْ معه أي تصرُّف خاطئ، إلا مجرد رسائل فقط، لا أكثر مِن ذلك، وكما ذكرتُ لكم حتى اليوم لا أستطيع أن أنادي والدي بـ: أبي!
أحسُّ أنه يُعاملني على أساس المسؤولية فقط؛ لأنه صارَحني بها، وقال: لم تعدْ لي أيُّ عاطفة أبوة تُجَاهك، ما عدا المسؤولية، وقال لي أيضًا: إنني حتى وإن لم أخطئ مرة ثانية، إلا أنني أبقى متهمة دائمًا بالخطأ!
أنا الآن مقْهُورةٌ جدًّا، فكلما أتذكَّر هذا الأمر - مع أني لم أنْسه يومًا، ولم أعدْ إلى خطئي ذاك - وعندما أطلب منه أي طلب، أصبح خجولًا جدًّا، واليوم أنا لا أثق في نفسي، ودائمًا مشغولة الذِّهْن إن كان أي شخص غاضبًا مني مثلًا.
أصبحتُ سريعة القلَق والغضب، ولا أستطيع التحكُّم في نفسي، وعندما أغضب أحبُّ أن أكسرَ أي شيء، المهم أن أُخرِج ذلك الغضب.
أحسُّ بألمٍ غريبٍ في أعلى بطني، وفي قلبي، حتى يصبحَ بين كتفيَّ، وأحس برجفةٍ في كلِّ جسمي، وصداع عجيبٍ في رأسي، وأصبحتُ أرى بين عينيَّ وكأن هناك خطوطًا سوداء مُتداخلة في بعضِها!

أرجو مِن سيادتكم تفسير ما يحدُث معي، وجزاكم الله عني خيرًا.


الجواب:
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا، ونرجو أن نوفَّق لمساعدتكم في حل مشكلتكم.
"إن المُنْبَتَّ لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى"؛ هذا المثل يُضْرَب لمن يُبالغ في طلب الشيء، ويفرط حتى ربما يفوته على نفسه؛ (مجمع الأمثال للميداني 1/15).
ولعله يلخص مشكلتك مع أبيك الكريم؛ حيث يعمد بعضُ الآباء إلى التضييق على بعض أبنائهم وبناتهم في مسائل لهم فيها سَعة، ويأخذون الأمر على أنه مِن باب الحرص على التربية الرشيدة، فيُفاجَؤُون بأن الأمر يرتدُّ بالسلب على أمورٍ أخرى؛ لأن ما زاد عن حدِّه انقلب إلى ضده.
ما حصل مِن والدك الكريم - حفظه الله - سببه حِرْصه الشديد على سُمعتكم كعائلة، وعنايته بكِ كشابَّة، وهذا يعني أن والديك يحبَّانِك، ويخافان عليك، ولكن طريقة علاج المشكلة كانتْ غير موفَّقة.
أقسى أنواع العقاب هو العقاب النفسي، ومِن الخطأ اللجوء إلى قيمة (الحب الوالدي)، وجعله كأداة للعقاب؛ لأنه سينشأ عنه تدميرٌ نفسي، وقلقٌ، واضطراب، يتطوَّر إلى مرحلة اكتئاب، وانطوائية، وخجل لاحقًا، كما حصل معك.
ومِن الأخطاء الشائعة في التربية: عدم التفريق بين المسؤولية عن التوجيه، وبين المسؤولية عن الخطأ!
فالوالدان مَسْؤولانِ عن بيان الطريق الصحيح والإرشاد، ولكنهما غير مسؤولين عمَّا ستقترفينه مِن خطأ، ولن يُعاقبا به أمام الله تعالى، ولن يكونا مَلُومين به عند عقلاء البشر، وهي قاعدة قرآنية مطَّردة: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164].
انعدامُ مبدأ (الحوار) بين الوالدين وأبنائهما من الأسباب التي تُعمِّق المشكلة، وتطيل عمرها الافتراضي، فهذه الفترة بين 15 - 22 سنة (سبع سنوات) هي فترةٌ طويلة جدًّا لمشكلةٍ كان يمكنُ حلُّها بكلِّ سهولة، لو أبدى الوالدُ تفهمًا كما فعلتِ الوالدة - حفظهما الله - ومع ذلك فما يزال هناك متَّسعٌ لتدارك ما فات، وإصلاح ما بينك وبين أبيك الكريم، عبر عدد من النصائح التي نرجو أن تُسهم في حلها:
أولًا: بخصوص ما يتعلَّق بك شخصيًّا:
تحويل أفكارك السلبية إلى إيجابية؛ واعتبار ما حصل معك منحة ربانية، وليستْ محنة، والتعايش معها على هذا الأساس، بناء على قاعدة: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إنَّ أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابتْه سرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضرَّاء صبر فكان خيرًا له))؛ (رواه مسلم برقم 5323).
لذلك مِن المهم تدريب النفس على (التعايش الإيجابي مع المشكلة)، ريثما يكتب الله لك فرجًا ومخرجًا.
بخصوص ما تشعرين به مِن مغصٍ وآلام عند الغضب، هي في الغالب أعراض "نفسوجسدية" (Psychosomatic)؛ نتيجة الحالة النفسية التي تمرين بها عمومًا، وموقف الغضب خصوصًا.
أما بخصوص الخطوط السوداء أمام عينيك؛ فإن كانت مؤقَّتة في حالة الغضب فقط، فلعلها داخلة في نفس تشخيص الحالة "النفسوجسدية"، أما إن كانتْ مستمرة، أو تظهر في أوقات مختلفة؛ فلا بُد مِن العرض على طبيب العيون للتشخيص لنفي أمراض أخرى (كالذبابة الطائرة)، ونحوها.
الحرص على عدم الوقوع في مشكلة التواصل مع هذا الشخص، أو غيره مرة أخرى، حتى لا يتمَّ تثبيت الشك أكثر عند الوالد الكريم.
إظهار الاهتمام بكلام الوالد، وتعظيم توجيهاته، حتى يَطمئنَّ لك تمامًا، لتنتقلي بعدها إلى المرحلة التالية مع الوالد في سلسلة من الخطوات المساعدة في تغيير قناعاته السابقة تجاهك.
ثانيًا: ما يتعلق بالوالد الكريم:
الاستعانة بشخصٍ مُؤثِّر على الوالد كالوالدة؛ حيث تُحاول إقناع الوالد بتخفيف هذه الإجراءات الصارمة، وإعادة المياه إلى مجاريها بعَلاقته مع ابنته، وأن شدَّ الحبل الزائد قد يتسبب في قطعه! كما يمكن الاستعانة بشخصٍ يتفهَّم الموضوع، ويُحسن النصيحة من داخل العائلة أو خارجها.
إن كان الوالد مِن النوع المتديِّن، فلا شك أنه يحب تلقِّي معلوماته الدينية بنمطٍ معين، كسماع محاضرات مُسجَّلة، أو حضور دروس حية، أو خلطة صالحة؛ حيث يمكن دسُّ محاضرة له تتحدَّث عن حقوق الأبناء، وعن تربيتهم، ليسمعَها بطريقة غير مباشرة - إن لم تنفع الطريقة المباشرة - أو الاستعانة بالشيخ الذي يحضر عنده لينصحه، على أن تتوفر في الشخص الناصح تفهم لموضوعك؛ وإلا فإنه سيفسد أكثر مما يصلح!
مُحاولة استدراجه لجلسة حوار مُصارحة؛ حيث يُمكن أن تبيِّني له بعض المبادئ التي ذكرناها في مُقدمة هذا الجواب، وكذلك مواقف من سيرة نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - كقصة حادثة الإفك، فليس أبوك بأكرمَ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولستِ بأفضلَ من أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وليستْ تهمتُك بأعظمَ من تهمتِها كذلك؛ ومع كلِّ هذا فلم يَهجُرِ النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة أو يتهمها؛ بل توقَّف في أمرها حتى بانتْ براءتها - رضي الله عنها - ودام ذلك شهرًا واحدًا فقط، وليس سبع سنوات عجاف!
بيِّني له مبدأ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾؛ فإن كنتِ قد وقعتِ في خطأٍ في تلك السن المبكرة، فهذا لا يعني استمرارَك فيه، كما لا يعني استمرار صدود الوالد الكريم، فما دمتِ قد أقلعتِ عن الذنب، فليقلعْ هو عن هذا الهجر، وإلا أصبح ظالمًا لك، ويخشى عليه في هذه الحالة مِن الإثم، فحق (الوالدية) لا يُبيح ظلم الأبناء.
بيِّني له مبدأ (الرعاية الشاملة)، وأنك لا تحتاجين منه إلى طعامٍ وكسوة فقط، بل تحتاجين إلى ما هو أهم من ذلك، إلى (الرعاية والاهتمام)، ولا يتأتَّى ذلك إلا بصفاء المشاعر، ومُبادلة الودِّ والاحترام بين الوالد وولده، ولذلك قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6]، ولم يقل: جوعًا!
والوقايةُ من النار ليست بالضرورة أن تحصلَ بالهجران أو الشدة، بل تحصل بكلِّ طريق يوصل صاحبه إلى التزام أوامر الله، والانتهاء عن نواهيه؛ لذلك بُنِي الدين على ركنينِ: (ترغيب وترهيب)، والترغيب هو الأصل، فلا يستقيم استخدام الترهيب فقط في هذه الحالة معك من قبل الوالد.
"ذكرتْ إحصائيَّة أُجْرِيَتْ بكلية الطب النفسي بجامعة القاهرة أن 86% من أسئلة المراهقين والمراهقات لآبائهم وأمهاتهم تنصبُّ على المسائل العاطفية، وأن المراهقات بالذات يحتجنَ إلى رعايةٍ خاصة مِن قِبَل ذويهم، خاصة أن 87 فتاة ضمن 100 أجريتْ عليهنَّ الدراسة تنتابهن مشاعر عدائية تجاه أمهاتهنَّ، مما قد يتسبَّب في إصابتهن بأعراضٍ نفسية متفاوتةٍ، تصل إلى حدِّ الجنوح العاطفي أحيانًا".

نرجو أن يجنِّبكم الله ذلك، وأن تكون هذه النصائح فيها البلاغ والكفاية، ونسأل الله - تعالى - أن يرزقكم الصبر والطمأنينة، وأن يهديَ والدكم الكريم إلى الصواب، وأن يؤلِّفَ بين قلبيكما.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.66 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]