#1
|
||||
|
||||
التوسط في الأمور
التوسط في الأمور أحمد قوشتي عبد الرحيم التوسط في الأمور كلها خير ، والإفراط أو التفريط مذمومان شرعا وعقلا ، وباب التعامل مع الحسد من تلك الأبواب التي لا تخلو من إفراط أو تفريط . - فبعض الناس مصاب بهوس أو وسوسة أو خوف مرضي من الحسد، حتى حول حياته لجحيم ، وعكر على نفسه الفرح بالنعم والاستمتاع بها ، وصار شغله الشاغل كيف يخفيها عن الآخرين حتى لو وقع في الكذب ، كما صار يفسر كل إخفاقاته أو فشله أو مصائبه في نفسه أو أهله أو ماله بعلة الحسد ! - وعلى النقيض من ذلك فهناك من لا يبالي بوجود الحسدة ومرضى النفوس والممتلئين حقدا على خلق الله والكارهين الخير للناس ، ومن ثم تجده لا يفصل بين الخاص والعام ، ولا بين ما يصح إظهاره وما يجدر إخفاؤه ، بل كلما أنعم الله عليه بنعمة نشرها بالتفصيل مع الصور ، غير مبال بالعواقب . - والوسط في ذلك أن ألا يعيش الإنسان أسير الخوف من الحسد ، مع إدراكه الجازم أن العين حق ، وأن الحسدة الحقدة موجودون بكثرة ، وأن حسابات الناس على وسائل التواصل كلأ مباح يطالعها المحب والكاره ، وطيب النفس والحسود العائن ، بل قد يعين غير الحسود . وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العين حق تدخل الرجل القبر والجمل القدر ، كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " « أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين» " وقال صلى الله عليه وسلم " «علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة» " وما أحبه لنفسي ولك أن تتحفظ قدر ما تستطيع في نشر خواص أمرك على وسائل التواصل الاجتماعي إلا ما كان فيه نفع عام للمسلمين ، وإن امتنعت عن ذلك أصلا فهو أفضل ولن تخسر شيئا ، أما إن كنت ولا بد محدثا بها فاقصرها على من تحب كما هو في الرؤيا الحسنة التي أمرنا ألا نخبر بها إلا من نحب ، مع الحرص على الأوراد والأذكار والتحصينات الشرعية ، ونعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد ، ومن شر كل عائن حقود .
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |