#1
|
||||
|
||||
المعربات بالحركات الأصلية
المعربات بالحركات الأصلية (1) أبو زياد النحوي تيسير النحو العربي (7) ما يُعرَبُ بالحركات الأصليَّة أربعة أنواع: الاسم المفرد، وجمع التكسير، والجمعُ المزيد بألف وتاء، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخرِه شيء[1]. أولًا: الاسم المفرد: أحسنُ ما نعرِّف به المفرد في باب الإعراب هو: "ما دل على واحدٍ أو واحدة، وليس من الأسماء الستة"، ومثاله: زيد، وعمرو، وبكر، وعائشة، وفاطمة، وخديجة، فكلُّ هذه الأسماء تدلُّ على الواحدِ المذكر، والواحدة المؤنثة، وتعرب بالحركات الأصليَّة؛ فتُرفَعُ بالضمة، وتُنصَبُ بالفتحة، وتُجرُّ بالكسرة. وقولنا: "وليس من الأسماء الستة"، هذا قَيْدٌ نَحتَرِزُ به من مثل: أبوك، وأخوك؛ فإنها تدل على واحدٍ، لكنها تعرب بالحروف، نيابةً عن الحركات، والقَيْدُ هنا لازمٌ؛ حتى لا نُدخِلَ في القاعدة ما ليس منها؛ إذ شرطُ التعريف أنْ يكون جامعًا لكلِّ أفراده، مانعًا من دخول غيرِها فيه، ومثال المفرد الذي اجتمع فيه شرطُ التعريف قولنا: قام زيد، فـ (قام) فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، و(زيد) فاعل مرفوعٌ، وعلامة رفعِه الضمة الظاهرةُ على آخره، والشاهد هنا: (زيد) فإنه جاء معربًا بالضمةِ الظاهرة على آخره، والضمةُ حركةُ إعرابٍ أصليَّةٌ، وقد استحقَّ ذلك لأنه اسمٌ مفرد، ومنه قولُنا: قامتْ فاطمةُ، فـ (قامتْ) فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، والتاءُ للتأنيثِ، حرفٌ مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، (فاطمة) فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمةُ الظاهرة على آخره، والشاهدُ هنا: (فاطمة)؛ فقد وقَع هذا الاسم فاعلًا مرفوعًا بالضمة، وهي حركةُ إعراب أصليَّة، وقد استحقَّ ذلك لأنه اسمٌ مفرد. وكذلك في حالتَيِ النَّصبِ والجرِّ، نعربُه بالفتحةِ والكسرة على الأصلِ، فنقول: رأيت زيدًا، فـ (زيدًا) مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الفتحةُ الظاهرة على آخره، وقد استحقَّ الفتحةَ؛ لأنه اسمٌ مفرد، وكذلك قولُنا: مرَرْتُ بزيدٍ، فـ(زيد) اسمٌ مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة؛ لأنه اسمٌ مفرد. ثانيًا: جمع التكسير: هذه عبارةُ المتأخِّرين من النُّحاة، وأما المتقدِّمون؛ مثل: سيبويهِ، والخليل، فيقولون: الجمعُ المُكسَّر ... و ضابطُه عند النحاة: "ما دلَّ على ثلاثةٍ فأكثر، مع تغيُّر في صورة مفردِه"، نقول: رجل، فإذا جمعناه قلنا: رجال، ماذا حدَث؟ كسَّرنا المفرد، يعني: غيَّرنا صورتَه التي كان عليها قبلَ جمعه، فزِدْنا حرفًا رابعًا فرَّق بين الجيم واللام؛ فتغيَّرت هيئةُ الكلمة عن أصلها، والراء كانت في المفرد مفتوحةً؛ فصارت في الجمع مكسورة، وكانت الجيمُ في المفرد مضمومةً، فصارت في الجمع مفتوحةً، وهذا بخلاف المذكر السالم، فالمفردُ فيه يبقى على أصلِه مع الزيادة عليه. ووجوهُ التغيُّر محصورة في ستَّة بالاستقراء، وهي: الأول: التغير بالزيادة:كـ (صنْو) هذا فرعُ الشجرة (صنْو) يجمع على (صنْوان)، زِيدَ فيه الألفُ والنون، لا يُقال: إنه مثنًّى، وإنما هو جمعُ تكسير، (صنْوان) هذا جمع تكسير لـ(صنْو)، ما وجه التغيُّر هنا؟ نقول: التغيُّر بزيادة حرفين، أصلُه (صنْو) وزِيدَ عليه الألف والنون، فهنا تغيَّر المفرد بالزيادة دون الشَّكْل. الثاني: التغيُّر بالنقص: مثل ماذا؟ قالوا: (تُخمة) مفرد، جمع على (تُخم)؛ حذفت التاء، (تُهمة) (تُهم)؛ حُذِفت التاء، إذًا نقص منه حرفٌ، أما الشكل فكما هو. الثالث: التغيُّر بالشكل:كـ (أَسَد) يُجمَعُ على (أُسْد)، إذا خُفِّفت، ولك أن تقول: أُسُد، بضمتين، (أَسَد) هذا مفرد، إذا جمعت تقول: (أُسْد) بالتخفيف، الألف أو الهمزة كانت مفتوحة، فصارت مضمومةً، إذًا: وجهان: التخفيفُ وجه، وجاز ضمُّ الألف والسين. الرابع: التغيُّر بالزيادة والشكل:كـ(رجل) و(رجال)، تغيَّرت الحركات وزِيدَ فيه الألفُ، و(سبب) يُجمَع على (أسباب)، زِيدَ فيه الألف، كذلك تغيَّرت الحركات. الخامس: التغيُّر بالنقص والشكل: كـ (سرير) يجمع على (سُرُرٍ)، تغيَّر الشكل، كذلك (سرير) أين الياء؟ حُذِفت، إذًا بالشكل والنقص، و(رسول) تجمع على (رسل) ... السادس: التغيُّر بالشكل والزيادة والنقص: كـ(غلام) و(غِلمان) هذا بالشكل، وزيد ونقص، هذه وجوه التغير في جمع التكسير. ومثال جمع التكسير المُعْرب بالحركات قولنا: قام الرجالُ، ورأيْت الرجالَ، ومرَرْتُ بالرجالِ، فـ(الرجال) في الأمثلة الثلاثة استحقَّ الرفع بالضمة، والنصبَ بالفتحة، والجرَّ بالكسرة على الأصل. [1] المقدمة الآجرومية ص: (50).
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: المعربات بالحركات الأصلية
المعربات بالحركات الأصلية (2) أبو زياد النحوي تيسير النحو العربي (8) ثالثًا: الجمع المزيد بألف وتاء: المشهورُ هو التعبير بجمع المؤنث السالم، وهذا التعبير: "جمع المؤنث السالم" مُنتقَدٌ؛ يعني: فيه نظرٌ، والأصحُّ أن يقال: "ما جُمِع بألف وتاء مزيدتين"، وحقيقته: أنه جمعٌ تحقَّقت جمعيَّتُه بسبب ألف وتاء مزيدتين، فيشترطُ أن تكون الألف زائدة؛ احترازًا مما لو كانت التاء زائدةً والألف أصلية، ومثالها: (قضاة) آخرُها ألف وتاء، هل هي مثل (فاطمات)؟ فاطمات هذا جمع مؤنث سالم، يعني: جمع بألف وتاء، (فاطمات، عائشات، زينبات، هندات)، وهذا جمع بألف وتاء، هل (قضاة) جمع مؤنث سالم؟ الجواب: لا، لماذا؟ لأننا اشترطنا أن تكون الألف زائدة، وكذلك التاء زائدة، فلو كانت إحداهما زائدةً والأخرى أصلية، لما كان جمعَ مؤنث سالمًا، بل هو جمع تكسير، و(قضاة) التاء زائدة، والألف ليست بزائدةٍ؛ لأنها منقلبة عن أصل، وأصلها (قُضَيَة)، تحركت الياء وفُتح ما قبلها فقلبت ألفًا، فالحاصل أن (قضاة) ليست بجمع مؤنث سالم، بل جمع تكسير، فإن قيل: خُتِم بألف وتاء، وهذا شرط جمع المؤنث السالم؟ نقول: خُتِم بألفٍ وتاء إلا أن الألفَ أصليَّة، وشرط جمع المؤنث السالم أن تكونَ الألفُ زائدة وليست أصلية، ومن ذلك: (صَوْت) يجمع على (أصوات)، هل هو جمعُ مؤنث سالم؟ الجواب: لا، بل جمع تكسير، لماذا؟ لأن التاءَ في (أصوات) أصليَّة؛ لأن أصلَه ماذا؟ (صوت)، ومثلها: (ميت) (أموات) حينئذٍ نقول: (ميت) يجمع على (أموات)، إذًا (أموات) الألف زائدة والتاء أصلية، متى يكون جمع مؤنث سالمًا؟ إذا كانت الألف زائدة والتاء كذلك زائدة. ومثالُ الجمع المزيدِ بألفٍ وتاء قولُنا: قامت الفاطمات، فـ (قامت) فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ لا محلَّ له من الإعراب، والتاء للتأنيث، حرف مبنيٌّ على السكون لا محلَّ له من الإعراب، (الفاطمات) فاعلٌ مرفوع، وعلامةُ رفعه الضمةُ الظاهرة على آخره، والشاهدُ هنا: (الفاطمات) فإن هذه الكلمةَ وقعَتْ فاعلًا مرفوعًا بالضمة، وهي حركةُ إعرابٍ أصليَّة، وقد استحقَّت ذلك لأنها جمعٌ مزيد بألف وتاء. وكذلك قولنا: مرَرْتُ بالفاطمات، فـ (الفاطمات) اسمٌ مجرور بالباء، وعلامةُ الجرِّ الكسرةُ الظاهرة، وهي حركةُ إعراب أصليَّة، وقد استحقَّ ذلك لأنه جمعٌ مزيد بألف وتاء. أما في حالة النصب، فإنه يُنصبُ بالكسرة نيابةً عن الفتحة، ومثاله: رأيتُ الفاطماتِ، فـ (الفاطمات) مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الكسرةُ نيابةً عن الفتحة؛ لأنه جمعٌ مزيد بألف وتاء. والأصلُ في الجَمْعِ المزيد بألفٍ وتاء أن تكون الحركاتُ الإعرابية ظاهرةً عليه، إلا إذا أضيف إلى ياءِ المتكلم، فإننا نُقدِّر عليه الحركة الإعرابية، ومنه قولنا: (هذه شجراتي، وبقراتي)، فالرفعُ هنا على الخبر بالضمة المقدرة. رابعًا: الفعلُ المضارعُ الذي لم يتَّصل بآخره شيء: هذا هو النوع الرابع والأخير مما يُعرَبُ بالحركات الأصليَّة، وهو الفعل المضارع الذي لم يتَّصل به شيء، ومنه قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ ﴾ [المائدة: 109]، فقوله تعالى: ﴿ يَجْمَعُ ﴾: فعل مضارع مرفوعٌ؛ لتجرُّده من ناصبٍ وجازم، وعلامةُ رفعِه الضمةُ الظاهرة على آخره، والضمةُ علامةُ إعرابٍ أصليَّة، وقد استحقَّ ذلك؛ لأنه لم يتَّصل بآخره شيءٌ يُوجِبُ بناءَه أو إعرابه بالحرف نيابةً عن الحركة. وقولُنا: لن يقومَ زيدٌ، فـ(يقوم) فعلٌ مضارع منصوبٌ بـ (لن)، وعلامةُ نصبِه الفتحة الظاهرة على آخره، وقد استحقَّ ذلك لأنه لم يتَّصِلْ بآخره شيءٌ يُوجِب بناءه، أو إعرابه بالحرف نيابةً عن الحركة. أما إذا اتصل بالفعل المضارع نونُ النسوة، أو نونُ التوكيد الثقيلة أو الخفيفة، فإنه يكون مبنيًّا لا معربًا، وسيأتي في موضعِه إن شاء الله تعالى، وبهذا ننتهي من باب المعربات بالحركاتِ الأصليَّة، يلي ذلك المعرباتُ بالحروفِ، والله المُوفِّقُ سبحانه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |