|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تفسير سورة الأنعام الآيات (100: 102)
تفسير سورة الأنعام الآيات (100: 102) يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف ﴿ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُون ﴾ [سورة الأنعام:100]. ﴿ وَجَعَلُواْ لِلّهِ ﴾ أي: صَيَّرُوا للهِ ﴿ شُرَكَاء ﴾ مَفْعُولُ "جَعَلُوا" الثَّانِي، وَقَدَّمَهُ لِاسْتِعْظَامِ أَنْ يَتّخِذَ للهِ شَرِيكًا ﴿ الْجِنَّ ﴾ هُوَ الْمُفْعُولُ الْأَوَّلُ[1]، وَالْمَعْنَى: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ جَعَلُوا الْجِنَّ شُرْكَاءَ للهِ تَعَالَى فِي الْعِبَادَةِ حَيْثُ عَبْدُوهُمْ مَعَ اللهِ تَعَالَى، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُون ﴾ [سورة سبأ:41][2]. ﴿ وَخَلَقَهُمْ ﴾ حَالٌ بِتَقْدِيرِ: قَدْ، وَالمَعْنى: وَالْحَالُ أَنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُمْ دُونَ الْجِنِّ، ولَيْسَ مَنْ يَخْلُقُ كَمَنَ لَا يَخْلُقُ[3]، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُون ﴾ [سورة النحل:17]، فَكَيْفَ يَكُونُون شُرَكَاءَ. ﴿ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ ﴾ أيْ: اخْتَلَقُوا وَنَسَبُوا[4] ﴿ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ حَيْثُ قالُوا: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، وَالمَلائِكَةُ بَناتُ اللَّهِ[5]، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُون ﴾ [سورة الزخرف:19]. ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ﴾ تَنْزَّهَ وَتَقَدَّسَ وَتَعَاظَمَ ﴿ عَمَّا يَصِفُون ﴾ أي: عَنِ الَّذِي يَصِفُونَهُ بِهِ مِنَ الْكَذِبِ وَالْافْتِرَاءِ[6]. **** ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ هُوَ خَالِقُهُمَا وَمُبْدِعُهُمَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ[7]. ﴿ أَنَّى ﴾ كَيْفَ ﴿ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ﴾ زَوْجَةٌ[8]، وَإِذَا لَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ فَمِنْ أيْنَ يَكُونُ لَهُ ولَدٌ؟ وَالوَلَدُ لَا يَكُونُ إِلَّا مِن صاحِبَةٍ، وَلَا صَاحِبَةَ لَهُ؟![9]. ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ أَيْضًا وَمَنْ كَانَ خَالِقًا لِكُلِّ شَيءٍ فَكَيفَ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ، تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُ الْمُشْرِكُونَ عُلَّوًّا كَبِيرًا[10]. ﴿ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم ﴾ لَا تَخْفى عَلَيْهِ مِنْ مَخْلُوقاتِهِ خَافِيَةٌ[11]. **** ﴿ ذَلِكُمُ ﴾ إِشَارَةٌ إِلَى المَوْصُوفِ بِمَا ذُكِرَ مِنَ الْأَوْصَافِ الْعَظِيمَةِ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ﴿ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ أَخْبارٌ أَرْبَعَةٌ مُتَرادِفَةٌ، أيْ: ذَلِكَ المَوْصُوفُ بِتِلْكَ الصِّفاتِ العَظِيمَةِ هُوَ اللَّهُ المُسْتَحِقُّ لِلْعِبادَةِ[12]. ﴿ فَاعْبُدُوهُ ﴾ وَأَخْلِصُوا لَهُ الْعِبَادَةَ، وَلَا تَعْبُدُوا غَيْرَهُ مِمَّنْ لَيْسَ لَهُ مِن هَذِهِ الصِّفاتِ العَظِيمَةِ شَيْءٌ[13]. ﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل﴾ حَفِيظٌ وَرَقِيبٌ؛ يُدَبِّرُ أُمُورَ خَلْقِهِ؛ وَيَتَوَلَّى جَمِيعَ شُؤُونِهِمْ[14]. [1] ينظر: إعراب القرآن وبيانه (3/ 186). [2] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 307)، تفسير القاسمي (4/ 448). [3] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 175). [4] ينظر: تفسير الزمخشري (2/ 53)، الهداية إلى بلوغ النهاية (3/ 2121). [5] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 307). [6] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 308). [7] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 308). [8] ينظر: تفسير البغوي (3/ 173). [9] ينظر: الوجيز للواحدي (ص368)، تفسير النسفي (1/ 526). [10] ينظر: تفسير الطبري (11/ 12)، التفسير الوسيط للواحدي (2/ 306). [11] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 176)، فتح القدير (2/ 168). [12] ينظر: تفسير أبي السعود (3/ 169). [13] ينظر: فتح القدير (2/ 169). [14] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 309).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |