|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
البر الرحيم
البر الرحيم - بعض الأسماء الحسنى والصفات العلا تبعث الطمأنينة في قلب العبد المؤمن، ودائماً أتذكر حديث لقيط، قال رسول الله[: «ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب خيره، فقال أبو رزيق: أويضحك الرب عز وجل؟ قال: نعم، فقال: لن نعدم من رب يضحك خيراً»، ومع أن الأرناؤوط ضعفه في تحقيقه لمسند الإمام أحمد، إلا أن الألباني بعد بحث دقيق أخرجه في السلسلة الصحيحة. - وتعلم بالطبع أن (ضحك الرب) صفة تليق بجلاله عز وجل ولا يشبه شيئاً من مخلوقاته. - طبعاً كما في جميع الصفات الإلهية والأسماء الحسنى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الشورى: 11). - ومن الأسماء الحسنى التي تبعث الطمأنينة في القلب (الغفور) و(العفو) و(البرّ). استوقفني صاحبي. - دعنا نتحدث عن اسم الله (البرّ). - ورد اسم الله تعالى (البرّ) مرة واحدة في كتاب الله في سورة الطور:{إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}(الطور: 28)، واقترن اسم الله (البر) بـ(الرحيم). وفي التفسير: البرّ: المحسن في رفق. والبار أو البر المكثر من البر بكسر الباء وهو فعل الخير. ووصف بر أقوى من بار في الاتصاف بالبر، ولذلك يقال: الله بر، ولم يقل: الله بار. البر الرحيم: القادر على إيصال مصالح عبده ودفع المضار عنه {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ} (الطور: 28)، أن يقينا عذاب السموم، ويوصلنا إلى النعيم، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة، أي: لم نزل نتقرب إليه بأنواع القربات، وندعوه في سائر الأوقات {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}(الطور: 28)، فمن بره بنا ورحمته إيانا، أنالنا رضاه والجنة، ووقانا سخطه والنار. والرحيم: الشديد الرحمة. وضمير الفصل لإفادة الحصر وهو لقصر صفتي (البر) و(الرحيم) على الله تعالى، وهو قصر ادعائي للمبالغة لعدم الاعتداد ببر غيره ورحمته بالنسبة إلى بر الله ورحمته بالنظر إلى القوة، فإن غير الله لا يبلغ بالمبرة والرحمة مبلغ ما لله؛ لأن الله بر في الدنيا والآخرة، وغير الله بر في بعض أوقات الدنيا ولا يملك في الآخرة شيئاً. - معاني جميلة تملأ قلب المؤمن طمأنينة وحباً لله عز وجل. - ومن معاني (البرّ) الصدق، والطاعة، والقبول، واقتران (البرّ) بـ(الرحيم) زيادة طمأنينة للعباد المؤمنين، وفي الآية إشارة إلى أهمية (الدعاء) فمع التزامهم بالطاعات ومع إشفاقهم من العذاب، إلا أنهم توجوا كل هذا بالدعاء. وهكذا ينبغي أن يفعل العبد إذا أراد أن ينال غاياته الكبرى بذل الأسباب ثم الدعاء، و(البرّ الرحيم) لا يضيع عمل أحد صدق مع الله. إن ربنا رب (برّ رحيم) واسع الإحسان والرحمة ولن نعدم خيراً من (البر الرحيم). اعداد: د. أمير الحداد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |