من رغب عن سنتي فليس مني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 309 - عددالزوار : 56278 )           »          علامات حسن الخاتمة التي تظهر للناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 198 )           »          إصلاح الحياة الزوجية من سورة النساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 229 )           »          أهمية إدراج المسائل الفقهية في كتب العقيدة: أسباب ودلالات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 378 )           »          تأملات حول قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 190 )           »          الشيخ والمريد من الذي يصنع الآخر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 151 )           »          اللطيف الخبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 274 )           »          من فقه الدعاء في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 162 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 6764 )           »          أسباب سقوط الدولة الأموية.. في الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 575 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2024, 10:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,976
الدولة : Egypt
افتراضي من رغب عن سنتي فليس مني

من رغب عن سنتي فليس مني

موقع الشبكة الاسلامية




التشدد والتعمق والغلو في الدين بالانهماك في العبادات والطاعات مع حرمان البدن حقه من الراحة والاستجمام والتنعُّم بالطيبات التي امتنَّ الله تعالى بها على عباده – أمرٌ يرفضه الإسلام ولا يرتضيه؛ فإن الإسلام دين العدل والوسطية.

والمتأملُ في أحكام الإسلام وتشريعاته يجد أنها تغطي كافة جوانب الحياة ومتطلباتها بتوازن واعتدال، دون أن يطغى جانب على آخر، ولا يحيف حقٌ على حق.
والذي ينظر في نصوص الكتاب والسنة يجد التحذير الشديد والوعيد الأكيد لمن خالف وتشدد وتعمق وتنطَّع، ومن ذلك قول الله تعالى ذامًّا النصارى: ( «ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم» ) [الحديد/ 27]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( «إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين» ) رواه أحمد، وقوله: ( « هلك المتنطعون» ) قالها ثلاثًا، يعنى : المتعمقين المجاوزين الحدودَ في أقوالهم أفعالهم، والحديث رواه مسلم، وقوله: ( « لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم فى الصوامع والديار» ) [رواه أبو داود] ، وقوله: ( «إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» ) [رواه البخاري] ، وقوله: ( « اكلَفوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله عز وجل لا يملَّ حتى تملَّوا» ) [رواه أحمد] .
وبين أيدينا حديث لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيه التأكيد على هذا المعنى، فقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «( جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم -، فلما أُخبِروا كأنهم تقالُّوها [أي: عدُّوها قليلة]، فقالوا: أين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا [أي: دائما دون انقطاع]، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر [أي: أواصل الصيام يومًا بعد يوم]، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)» .

قصة الحديث:
لقد كان الصحابة أحرص الناس على الخير، وكانوا يلتزمون هدي النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدون به، وكانوا يرون توسطه واعتداله في العبادات.
ولكن ثلاثة من الصحابة قالوا في أنفسهم لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستكثر من العبادات أمام الناس رأفة بهم وشفقة عليهم، ولا بد أنَّ له شأنٌ آخر في بيوته حين تغيب عنه الأنظار، فتوجهوا إلى بيوت نسائه أمهات المؤمنين، فسألوهن عن عبادة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في السرِّ حين لا يطلع عليه الناس، فتحدثت أمهات المؤمنين بما يعلمْنَه من حال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهن مأمورات بذكر ما يتلى في بيوتهن من كتاب الله والحكمة.
فلما سمعوا منهن خبر عبادته عندهن وقع في قلوبهم أنها أقل مما تصوَّروه، ثم سرعان ما وجدوا تأويلاً لذلك، فرسول الله صلى الله عليه وسلم مغفورٌ ذنْبُه، أما هم فيَغْلِبُهُم الخوفُ على مصيرهم، فتعاقدوا على الزيادة في العبادة والانقطاع عن الدنيا، فقال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل دائمًا دون انقطاع، وقال آخر: أما أنا فأواصل الصيام طوال عمري يومًا بعد يوم، وقال الثالث: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا وأبقى متبتِّلاً ما حيِيت.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم الأمر الذي بيَّتوه، فغضِب غضبًا شديدًا، وقال لهم: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء"، يعني بذلك صلى الله عليه وسلم أنه بلغ درجة الكمال في الخوف من الله واتقاء عذابه، وهذا الخوف من الله لم يمنعه من أن يتنعم بما أباحه الله تعالى لعباده من الطيبات، ثم قال صلى الله عليه وسلم متوعدًا المخالف لهديه: "فمن رغب عن سنتي فليس مني"، أي: فمن مال عن طريقتي وأعرض عنها فليس مني، أي فليس بمسلم، وذلك إن كان ميلُه عنها كُرهًا وبغضًا لها، وأما إن كان ميلُه عنها لغير كره لها - فإنه مخالف لطريقتي السهلة السمْحة التي لا تشدد فيها ولا عَنَت.

ومما نلمحه من فوائد هذا الحديث أن مخالفة هدي محمد صلى الله عليه وسلم والتشدُّد والتعمق والمغالاة في التعبد يؤدي إلى الإخلال بباقي الحقوق والالتزامات التي أمر الله تعالى بمراعاتها، والتي منها حقوق الزوجات والأبناء.
والمتأمل في حال أصحاب الغلو في الدين يجد جوانب أخرى من التفريط عندهم تقابل ذلك الغلو، فضلاً عن كون التشدد والغلو في العبادات يؤدي بصاحبه في النهاية إلى السأم والملل حتى يصل به إلى الانقطاع التام والترك، بل ربما أدى به إلى سلوك طريق أخرى عكس الطريق التي كان عليها، فينتقل من الإفراط إلى التفريط ومن التشدد إلى التسيب، وهذا أمر متوقع لأن الإنسان لا يستطيع مغالبة نداء الفطرة بالتنعُّم بالمباحات، كما أن طاقة الإنسان محدودة، وإذا تجاوزها العبد اعتراه الفتور والكسل ومن ثَم الخمود والانتكاس عياذًا بالله!.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.48 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]