سلسلة حقوق ومكانة آل البيت عند علماء أهل السنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب(صحيح المقال في مسألة شد الرحال ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 210 )           »          وفاة الوزير الرافضي ابن العلقمي الذي كان سبباً في سقوط بغداد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 117 )           »          تحذير الدعاة إلى الله تعالى من مخالفة الأمر والنهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 180 )           »          مَنْ حَسَّ لِي الْأَخَوَيْنِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 203 )           »          كتاب قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 1871 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 82 - عددالزوار : 23672 )           »          تَرْبِيَةُ الْأَوْلَادِ أَمَانَةٌ وَمَسْؤُولِيَّةٌ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 104 )           »          التحـذيـر مـن الشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 115 )           »          أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 157 )           »          إنما الحلم بالتحلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 554 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2024, 07:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,757
الدولة : Egypt
افتراضي سلسلة حقوق ومكانة آل البيت عند علماء أهل السنة

سلسلة حقوق ومكانة آل البيت عند علماء أهل السنة (1)

د. عبدالسلام حمود غالب


والعجيب أن الناس قد انقسموا تجاه آل البيت إلى أصناف ثلاثة؛ ما بين تفريط وإفراط، ولا شكَّ أن بينهما وسطًا، وهو الطريق المستقيم؛ وبيان ذلك فيما يلي:
الصِّنف الأول: مفرِّطون في حقهم؛ وهم الجُفاة فيهم، البُغاة عليهم.

الصِّنف الثاني: مفرِّطون في حبِّهم، متجاوزون الحدَّ الشرعيَّ فيهم؛ وهم الغُلاة فيهم.

الصنف الثالث: معتدلون مُنْصِفون، مفارقون طريقة الصنفين - الغالين والجافين - وهم الواسطة بينهما.

جاء في السنة لابن أبي عاصم برقم (1017)، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "لَيُحبني قومٌ حتى يدخلوا النار فيَّ، ولَيُبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بُغْضي"؛ [إسناده صحيح].

وجاء أيضًا في السنة لابن أبي عاصم برقم (1018) عن علي رضي الله عنه أنه قال: "يهلِك فيَّ رجلان: مُفْرِط في حبي، ومُفْرِط في بغضي"؛ [إسناده حسن].

قال العلَّامة محمود شكري الألوسي رحمه الله في تفسير روح المعاني (25/ 32): "والكثير من الناس في حقِّ كلٍّ من الآل والأصحاب في طرفي التفريط والإفراط، وما بينهما هو الصراط المستقيم، ثبَّتنا الله تعالى على ذلك الصراط".

ويقول العلَّامة صديق حسن خان رحمه الله في هذا السياق أيضًا: "وهذه المحبة لهم واجبة مُتَحَتِّمَةٌ على كل فرد من أفراد الأمة، ومن حُرِمها، فقد حُرِمَ خيرًا كثيرًا، ولكن لا بد فيها من لفظ الإفراط والتفريط، فإن قومًا غَلَوا فيها فهلكوا، وفرَّط فيها قوم فهلكوا، وإنما الحق بين العافي والجافي، والغالي والخالي"؛ [انظر: الدين الخالص (ص: 3/ 351)].

وأهل السنة وسط في هذا.

شروط استحقاق آل البيت حقوقهم عند أهل السنة:
ومن الحقوق الموالاة، وقد اشترط أهل السنة والجماعة لموالاة قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة شروط:
الشرط الأول: الإيمان: فإن كانوا كفارًا، فلا حقَّ لهم في الحب والتعظيم، والإكرام والولاية، ولو كانوا من أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم كعمِّه أبي لهب.

وقال ابن تيمية عند تفسير سورة تبت: "ليس في القرآن ذمُّ مَن كفر به صلى الله عليه وسلم باسمه إلا هذا وامرأته يعني أبا لهب؛ ففيه أن الأنساب لا عِبرةَ لها، بل صاحب الشرف يكون ذمُّه على تخلُّفه عن الواجب أعظم؛ كما قال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ} [الأحزاب: 30]؛ الآية"؛ [ينظر: مجموع الفتاوى (16/ 602)].

وقال ابن عثيمين: "نحن نحبهم لقرابتهم من رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولإيمانهم بالله، فإن كفروا، فإننا لا نحبهم، ولو كانوا من أقارب الرسول عليه الصلاة والسلام، فأبو لهب عم الرسول عليه الصلاة والسلام لا يجوز أن نحبه بأي حال من الأحوال، بل يجب أن نكرهه لكفره، ولإيذائه النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أبو طالب، فيجب علينا أن نكرهه لكفره، ولكن نحب أفعاله التي أسداها إلى الرسول عليه الصلاة والسلام من الحماية والذب عنه"؛ [ينظر: شرح العقيدة الواسطية (2/ 246)].

الشرط الثاني: الاتباع للسنة النبوية:
فإن فارقوا السنة، وخالفوا هَدْيَ النبي صلى الله عليه وسلم، وتلبَّسوا بالبدع، فإنه ليس لهم حقٌّ في الحُبِّ والتعظيم، والإكرام والموالاة، حتى يرجعوا إلى السُّنَّة، ويتمسكوا بها، والواجب في هذه الحالة دعوتهم إلى العودة إلى الكتاب والسنة، ونبذ ما سواهما من الأهواء والبدع، وأن يكونوا على ما كان عليه سلفهم، كعلي رضي الله عنه وسائر بنيه، والعباس رضي الله عنه وأولاده.

عن الفضيل بن مرزوق قال: سمعت الحسن بن الحسن أخا عبدالله بن الحسن، وهو يقول لرجل ممن يغلو فيهم: "ويحكم، أحبُّونا لله، فإن أطعنا الله فأحبونا، وإن عصينا الله فأبْغِضونا، قال: فقال له الرجل: إنكم ذوو قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، فقال: ويحكم، لو كان الله نافعًا بقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير عمل بطاعته، لَنَفَعَ بذلك من هو أقرب إليه منا؛ أباه وأمه، والله إني لأخاف أن يضاعف الله للعاصي منا العذاب ضعفين"؛ [أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (6461)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (2690)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/70) واللفظ له].

وقال صديق حسن خان في شرح حديث: ((تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي))؛ [أخرجه الترمذي (3786)، والطبراني (3/66) (2680)، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، صححه ابن العربي في عارضة الأحوذي (7/159)، وقال الترمذي: حسن غريب].

والمراد بهم من هو على طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وسَمْتِهِ وهَدْيِهِ، ولا يستقيم المقارنة بكتاب الله إلا إذا كانوا موافقين له، عاملين به، فمعيار الأخذ بالعترة اتفاقهم بالقرآن في كل نقير وقطمير، وأما من عاد منهم مبتدعًا في الدين، فالحديث لا يشمله؛ لعدم المقارنة، هذا أوضح من كل واضح، لا يخفى إلا على الأعمى، وكم من رجال ينسُبونهم إليه صلى الله عليه وسلم في اتحاد الطين قد خرجوا من نسبة الدين، ودخلوا في عِداد المنتحلين والغالين والجاهلين، وسلكوا سبيل المبتدعين المشركين! [ينظر: الدين الخالص (3/ 348)].

وقال صالح الفوزان: "من خالف السُّنَّة، ولم يستقِمْ على الدين، فإنه لا تجوز محبته، ولو كان من أهل البيت"؛ [ينظر: شرح العقيدة الواسطية (ص: 250)].

الشرط الثالث: ثبوت النسب:
فمن ثبت أنه من أهل هذا البيت وهو مؤمن، فقد جمع الله له بين شرف الإيمان وشرف النسب، ومن ادعى هذا النسب وهو ليس من أهله، فقد ارتكب أمرًا محرمًا.

عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس من رجلٍ ادَّعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كَفَرَ، ومن ادعى قومًا ليس له فيهم، فليتبوأ مقعده من النار))؛ [رواه البخاري (3508) واللفظ له، ومسلم (61)].

قال القسطلاني: "(ليس من رجل ادعى) بتشديد الدال: انتسب (لغير أبيه)، واتخذه أبًا، (وهو)؛ أي: والحال أنه (يعلمه) غير أبيه، (إلا كفر)؛ أي: النعمة، ولأبي ذر: إلا كفر بالله، وليست هذه الزيادة في غير روايته، ولا في رواية مسلم ولا الإسماعيلي، فحذفُها أوْجَهُ لِما لا يخفى، وعلى ثبوتها فهي مؤولة بالمستحل لذلك مع علمه بالتحريم، أو ورد على سبيل التغليظ؛ لزجر فاعله، و(من) في قوله: (من رجل) زائدة، والتعبير بالرجل جرى مجرى الغالب، وإلا فالمرأة كذلك، (ومن ادعى قومًا)؛ أي: انتسب إلى قوم، (ليس له فيهم نسب)، وسقط لأبي ذر لفظ: «له»، وللكشميهني: «ليس منهم»؛ نسب قرابة أو نحوها، (فليتبوأ مقعده من النار) خبر بلفظ الأمر؛ أي: هذا جزاؤه، وقد يُعفى عنه، أو يتوب فيسقط عنه، وقُيِّد بالعلم؛ لأن الإثم إنما يترتب على العالم بالشيء المتعمِّد له، فلا بد منه في الحالتين إثباتًا ونفيًا"؛ [ينظر: شرح القسطلاني (6/ 10)].

وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أعظم الفِرى أن يُدَّعِيَ الرجل إلى غير أبيه، أو يُري عينه ما لم تَرَ، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل))؛ [رواه البخاري (3509)].

قال القسطلاني: "(إن من أعظم الفِرَى) بكسر الفاء وفتح الراء مقصورًا ويُمد، جمع فرية؛ أي: من أعظم الكذب والبهت، (أن يدعي الرجل)؛ ينتسب"؛ [ينظر: شرح القسطلاني (6/ 10، 11)].

وقال ابن تيمية: "إن كان الوقف على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو على بعض أهل البيت، كالعلويين والفاطميين أو الطالبيين، الذين يدخل فيهم بنو جعفر وبنو عقيل، أو على العباسيين ونحو ذلك، فإنه لا يستحق من ذلك إلا من كان نسبه صحيحًا ثابتًا، فأما من ادَّعى أنه منهم ولم يثبت أنه منهم، أو علِم أنه ليس منهم، فلا يستحق من هذا الوقف، وإن ادعى أنه منهم، كبني عبدالله بن ميمون القداح، فإن أهل العلم بالأنساب وغيرهم يعلمون أنه ليس لهم نسب صحيح، وقد شهِد بذلك طوائف أهل العلم من أهل الفقه والحديث، والكلام والأنساب، وثبت في ذلك محاضر شرعية، وهذا مذكور في كتب عظيمة من كتب المسلمين، بل ذلك مما تواتر عند أهل العلم، وكذلك من وقف على الأشراف، فإن هذا اللفظ في العُرف لا يدخل فيه إلا من كان صحيح النسب من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأما إن وقف واقف على بني فلان أو أقارب فلان ونحو ذلك، ولم يكن في الوقف ما يقتضي أنه لأهل البيت النبوي، وكان الموقوف ملكًا للواقف، يصح وقفه في ذرية المعيَّن، لم يدخل بنو هاشم في هذا الوقف"؛ [ينظر: مجموع الفتاوى (31/ 93)].

وقد ذكر عياض أنه رُوِيَ عن مالك فيمن انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُضرب ضربًا وجيعًا، ويُشهر، ويُحبس طويلًا حتى تظهر توبته؛ لأنه استخفاف بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ [ينظر: الشفا (2/ 311)].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-08-2024, 09:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,757
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة حقوق ومكانة آل البيت عند علماء أهل السنة


سلسلة حقوق ومكانة آل البيت عند علماء أهل السنة (2)
د. عبدالسلام حمود غالب

جَعَلَ الله تعالى لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فضائلَ متعددة، وردت في القرآن والسنة، واتفق أهل السنة والجماعة على وجوب محبتهم، ورعاية حقهم، دون إفراط أو تفريط، وذكرنا في المقال الأول شروطَ استحقاقهم لتلك المزايا والحقوق؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداةً، وعليه مِرْطٌ مُرحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليٍّ فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء عليٌّ فأدخله، ثم قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب: 33]))؛ [رواه مسلم (2424)].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وكذلك آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها؛ فإن الله جعل لهم حقًّا في الخُمُس، والفيء، وأمَرَ بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال لنا: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))"؛ [مجموع الفتاوى (3/ 407)].

وقال أيضًا:
"وكذلك أهل بيت رسول الله تَجِبُ محبتهم، وموالاتهم، ورعاية حقهم"؛ [مجموع الفتاوى (28/ 491)].

وإليك أيضًا طائفة من أقوال علماء أهل السنة حول مكانة آل الرسول وفضلهم، وكيف كان يتعامل علماء أهل السنة معهم، ومما ذكروه وسطَّروه ما يلي، موثَّقة باسم الكتاب والمؤلف، سواء من العلماء المتقدمين أو المتأخرين.

1- قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه (ت: 13هـ):
روى البخاري (3508)، ومسلم (1759)، أن أبا بكر رضي الله عنه قال لعليٍّ رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده، لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أن أصِلَ من قرابتي".

وروى البخاري في صحيحه أيضًا (3509) عن أبي بكر رضي الله عنه أيضًا قوله: "ارقُبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته".

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قوله: (ارقُبوا محمدًا في أهل بيته) يخاطب بذلك الناس ويوصيهم به، والمراقبة للشيء المحافظة عليه، يقول: احفظوه فيهم، فلا تؤذوهم ولا تُسيئوا إليهم"؛ [فتح الباري (7/ 79)].

2- قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ت: 23هـ):
روى ابن سعد في الطبقات (4/ 22) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للعباس رضي الله عنه: "والله لَإسلامك يوم أسلمتَ كان أحب إليَّ من إسلام الخطاب - يعني والده - لو أسلم؛ لأن إسلامك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب".

وأما تقدير عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد بان في أمور؛ ومنها تقديمهم في العطاء على نفسه، وعلى الناس غيرهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وأيضًا فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وضع ديوان العطاء، كتب الناس على قدر أنسابهم، فبدأ بأقربهم نسبًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انقضَتِ العرب ذَكَرَ العجم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بني أمية، وولد العباس، إلى أن تغيَّر الأمر بعد ذلك"؛ [اقتضاء الصراط المستقيم (ص: 159، 160)].

3- قول زيد بن ثابت رضي الله عنه (ت: 42ه):
عن الشعبي قال: "صلَّى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة، ثم قُرِّب له بغلته ليركبها، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه، فقال زيد: خلِّ عنك يا بن عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هكذا نفعل بالعلماء، فقبَّل زيدٌ يدَ ابن عباس وقال: هكذا أُمِرْنا أن نفعل بأهل بيت نبينا"؛ [الطبقات لابن سعد (2/ 360)].

4- قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (ت: 60هـ):
أورد الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 140) أن الحسن بن علي دخل على معاوية في مجلسه، فقال له معاوية: مرحبًا وأهلًا بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر له بثلاثمائة ألف.

وأورد ابن كثير أيضًا في البداية (8/ 139) أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وَفَدَا على معاوية رضي الله عنه، فأجازهما بمائتي ألف، وقال لهما: ما أجاز بهما أحدٌ قبلي، فقال الحسين: ولم تعطِ أحدًا أفضلَ منا.

5- قول ابن عباس رضي الله عنهما (ت: 68ه):
قال رزين بن عبيد: "كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما، فأتى زين العابدين علي بن الحسين، فقال له ابن عباس: مرحبًا بالحبيب ابن الحبيب"؛ [أخرجه أحمد في الفضائل (2/ 777)].

6- قول أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي (ت: 321ه):
قال رحمه الله في عقيدته الشهيرة: "ونُحِبُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نُفرِّط في حبِّ أحدٍ منهم، ولا نتبرأ من أحدٍ منهم، ونُبغض من يُبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير"، وقال أيضًا: "ومَن أحسَنَ القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأزواجه الطاهرات من كل دَنَسٍ، وذريته المقدسين من كل رجسٍ، فقد بَرِئَ من النفاق"؛ [انظر: العقيدة الطحاوية، شرح ابن أبي العز (ص: 467 - 471)].

7- قول الإمام الحسن بن علي البربهاري (ت: 329هـ):
قال في شرح السنة (ص: 96، 97): "واعرف لبني هاشم فضلهم؛ لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعرف فضل قريش والعرب، وجميع الأفخاذ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام، وموالي القوم منهم، وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، وآل الرسول فلا تنسَهم، واعرف فضلهم وكرامتهم".

8- قول الإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري (ت: 360هـ):
قال في كتابه الشريعة (5/ 2276): "واجبٌ على كل مؤمن ومؤمنة محبةُ أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبنو هاشم: علي بن أبي طالب وولده وذريته، وفاطمة وولدها وذريتها، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما، وجعفر الطيار وولده وذريته، وحمزة وولده، والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم، واحتمالهم وحسن مداراتهم، والصبر عليهم، والدعاء لهم".

9- قول الإمام عبدالله بن محمد الأندلسي القحطاني (ت: 387ه):
قال رحمه الله في النونية؛ [انظر: كفاية الإنسان من القصائد الغر الحسان، جمع: محمد أحمد سيد (ص: 41)]:
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم
واعرف عليًّا أيما عرفانِ
لا تنتقصه ولا تَزِدْ في قدرِهِ
فعليه تَصْلَى النار طائفتانِ
إحداهما لا ترتضيه خليفة
وتنصُّه الأخرى إلهًا ثاني


10- قول الموفق ابن قدامة المقدسي (ت: 620ه):
قال في لمعة الاعتقاد: "ومن السُّنَّة الترضِّي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرَّآت من كل سوء، أفضلهم خديجة بنت خويلد، وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه، فهو كافر بالله العظيم"؛ [انظر: لمعة الاعتقاد بشرح الشيخ ابن عثيمين (ص: 152)].

11- أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728ه):
قال في العقيدة الواسطية (ص: 195) بشرح الشيخ الفوزان: "ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولَّونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال يوم غدير خمٍّ: ((أُذكِّركم الله في أهل بيتي))، وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم، فقال: ((والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتى يحبونكم لله ولقرابتي))، وقال: ((إن الله اصطفى إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانةَ، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)).

وقال رحمه الله في بيان عقيدة السلف في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: "ويتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهاتِ المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، خصوصًا خديجةَ رضي الله عنها أمَّ أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها؛ التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام))، ويتبرؤون من طريق الروافض الذين يُبغضون الصحابة ويسبُّونهم، ومن طريقة النواصب الذي يؤذون أهل البيت بقول أو عمل"؛ [العقيدة الواسطية (ص: 198، 201) بشرح الشيخ الفوزان].

وقال ابن تيمية رحمه الله: "ولا ريب أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقًّا على الأمة لا يشاركهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل، كما أن قريشًا يستحقون من المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل، كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر أجناس بني آدم، وهذا على مذهب الجمهور الذي يَرَون فضل العرب على غيرهم، وفضل قريش على سائر العرب، وفضل بني هاشم على سائر قريش، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره"؛ [منهاج السنة (4/ 599)].

12- قول الحافظ ابن كثير (ت: 774ه):
قال رحمه الله في تفسيره (6/ 199): "ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامهم؛ فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وُجِدَ على وجه الأرض فخرًا وحسبًا ونسبًا، ولا سيما إذا كانوا مُتَّبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجليَّة، كما كان عليه سلفهم؛ كالعباس وبنيه، وعليٍّ وأهل ذريته، رضي الله عنهم أجمعين".

13- قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني (ت: 840ه):
قال رحمه الله في إيثار الحق على الخلق (ص: 460، 461): "وقد دلَّت النصوص الجمة المتواترة على وجوب محبتهم وموالاتهم - يعني أهل البيت - وأن يكون معهم؛ ففي الصحيح: ((ولا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا...))، وفيه: ((المرء مع من أحب))، ومما يخص أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب: 33]، فيجب لذلك حُبُّهم وتعظيمهم، وتوقيرهم واحترامهم، والاعتراف بمناقبهم؛ فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير، وأهل المناقب الجمة والفضل الشهير".

14- أقوال العلامة صديق حسن خان (ت: 1307ه):
قال رحمه الله في الدين الخالص (3/ 270): "وأما أهل السنة فهم مُقِرُّون بفضائلهم - يعني أهل البيت - كلهم أجمعين... لا ينكرون على أهل البيت من الأزواج والأولاد، ولا يقصرون في معرفة حق الصحابة الأمجاد، قائمون بالعدل والإنصاف، حائدون عن الجور والاعتساف، فهم الأمة الوسط بين هذه الفرق الباطلة الكاذبة الخاطئة".

وقال في موضع بيَّن عقيدة أهل السنة في الأزواج والعترة: "وأهل السنة يحرمون الكل، ويعظمونهن حق العظمة، وهو الحق البحت، وكذلك يعترفون بعظمة أولاده صلى الله عليه وسلم من فاطمة رضي الله عنها، ويذكرونهم جميعًا بالخير والدعاء والثناء، ومن لم يُراعِ هذه الحرمة لأزواجه المطهرات، وعترته الطاهرات، فقد خالف ظاهر الكتاب وصريح النص منه"؛ [الدين الخالص (3/ 268)، وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر (ص: 101، 103)].

15- قول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي (ت: 1376هـ):
قال رحمه الله في التنبيهات اللطيفة (ص 94): "فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه؛ منها:
أولًا: لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم.
ومنها: لِما يتميزون به من قرب النبي صلى الله عليه وسلم واتصالهم بنسبه.
ومنها: لما حث عليه ورغَّب فيه".

16- قول العلامة حافظ بن أحمد الحكمي (ت: 1377هـ):
قال رحمه الله في سلم الوصول:
وأهل بيت المصطفى الأطهار = وتابعيه السادة الأخيار
فكلهم في محكم القرآن = أثنى عليهم خالق الأكوان
[انظر: معارج القبول بشرح سلم الوصول (3/ 1196)].

17- قول الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ):
قال رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية (2/ 273): "ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحبونهم للإيمان، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكرهونهم أبدًا".

18- قال أبو عمرو الداني: "من قولهم أي أهل السنة: إن الله يُشفِّع نبيه صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته وصحابته، ومن يشاء من صالح عباده، في عُصاة أهل مِلَّتِهِ، ويخرج بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار قومٌ بعدما امتُحشوا فيها وصاروا حُممًا، ويدخلون الجنة ويُغسلون في ماء الحياة، فتنبت لحومهم كما تنبت الحبة في حَمِيلِ السَّيل، على ما أتت به الأخبار الصِّحاح عن الرسول صلى الله عليه وسلم"؛ [ينظر: الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات وأصول الديانات (ص: 209، 211)].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.22 كيلو بايت... تم توفير 2.12 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]