تخريج حديث: رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 82 - عددالزوار : 23482 )           »          تَرْبِيَةُ الْأَوْلَادِ أَمَانَةٌ وَمَسْؤُولِيَّةٌ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التحـذيـر مـن الشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 146 )           »          إنما الحلم بالتحلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 452 )           »          الصالون الأدبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4057 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ـ دحض الافتراء ـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          النوافل والسنن الرواتب للمسافر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 127 )           »          هل على من يدخل مكتبة المسجد تحية المسجد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          صوم الأيام البيض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 131 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2024, 03:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,752
الدولة : Egypt
افتراضي تخريج حديث: رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا

تخريج حديث: رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا

الشيخ محمد طه شعبان

عن شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل هذا.

وروي مثل ذلك عن غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. (1/ 178).

لا يثبت في هذا حديث.

فأما حديث شقيق بن سلمة عن عثمان رضي الله عنه، فقد أخرجه أبو داود (110)، والدارقطني في «سننه» (302)، والبيهقي في «الكبير» (295)، وفي «الصغير» (92)، وفي «الخلافيات» (126) و (128)، وفي «معرفة السنن» (711)، من طريق عامر بن شقيق بن جمرة، عن شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه غسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح رأسه ثلاثًا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا.

قلت: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عامر بن شقيق.

قال البيهقي في «معرفة السنن»: «وقد روي من أوجه غريبة ذكر التكرار في مسح الرأس في حديث عثمان، وعلي: فمنها رواية شقيق بن سلمة قال: رأيت عثمان بن عفان يتوضأ. فذكر غسل أعضائه ثلاثًا ثلاثًا، وذكر فيه أنه مسح برأسه ثلاثًا» اهـ.

وقد رُوي من طرق أخرى عن عثمان رضي الله عنه:
الطريق الأول: أخرجه أحمد (436)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 393)، والدارقطني (304)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (4104)، والبيهقي في «الكبير» (294)، وفي «الخلافيات» (140)، والضياء في «المختارة» (364)، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم، قال: دخلت على ابن دارة مولى عثمان، قال: فسمعني أمضمض، قال: فقال: يا محمد، قال: قلت: لبيك، قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: رأيت عثمان وهو بالمقاعد دعا بوضوء، فمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وغسل قدميه، ثم قال: من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

زيد بن دارة مولى عثمان مجهول، ترجمه البخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 393)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 563)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يُذكر في الرواة عنه إلا محمد بن عبد الله بن أبي مريم.

الطريق الثاني: أخرجه أبو داود (107)، والبزار (418)، والدارقطني (303)، والبيهقي في «الكبير» (293)، وفي «الخلافيات» (130) و (131)، والضياء في «المختارة» (328)، من طريق أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، عن عبد الرحمن بن وردان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن حمران، قال: رأيت عثمان توضأ، فغسل يديه ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل ذراعيه ثلاثًا، ومسح رأسه ثلاثًا، وغسل رجليه ثلاثًا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ هكذا، وقال: «مَنْ تَوَضَّأَ دُونَ هَذَا كَفَاهُ».

قال البزار: «ولا نعلم روى أبو سلمة عن حمران إلا هذا الحديث».

وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (2/ 172): «ورواته عن آخرهم ثقات.. وقال النووي رحمه الله في «كلامه على أبي داود»: إسناد هذا الحديث حسن، كل رجاله في «الصحيحين»، إلا ابن وردان، وقد وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم، قال: فالحديث حسن بهذه الزيادة» اهـ.

قلت: بل ذكر المسح ثلاثًا فيه شاذ؛ فرواته أئمة ثقات، غير عبد الرحمن بن وردان، فليس بمشهور في الرواية، وليس بذاك الذي يعتمد عليه إذا انفرد، فكيف إذا خالف الثقات الأثبات الذين رووه عن عثمان ولم يحددوا عددًا؟!

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (5/ 296): «عبد الرحمن بن وردان أبو بكر الغفاري. عن يحيى بن معين، أنه قال: عبد الرحمن بن وردان صالح.

سألت أبي عن عبد الرحمن بن وردان، فقال: هو شيخ، ما بحديثه بأس» اهـ.

وقال البرقاني في «سؤالات الدارقطني» (272): «وسألته عن أبي بكر عبد الرحمن بن وردان الغفاري، يروي عن أنس، فقال: مدني يعتبر به».

وفي «سؤالات البرقاني» أيضًا (576)، قال الدارقطني: «عبد الرحمن بن وردان أبو بكر الغفاري، مدني، صالح يحدث عن أنس».

وقال الدارقطني كما في «الميزان» (2/ 524): «ليس بقوي».

وقال ابن حجر في «التقريب»: «مقبول»[1].

قلت: فتبين من كلام الأئمة فيه أنه ليس بذاك الذي يعتمد عليه إذا انفرد، فكيف إذا خالف؟!

ولذلك قال العلامة ابن سيد الناس في «النفح الشذي» (1/ 341): «عبد الرحمن، قال فيه يحيى: صالح. وقال أبو حاتم الرازي: ما به بأس. وغيره من رواته مشهور، فلولا مخالفة عبد الرحمن الثقات في انفراده بالتثليث لكان صحيحًا أو حسنًا» اهـ.

قلت: وهو كما قال ابن سيد الناس رحمه الله.

وقد اعترض ابن الملقن على كلام ابن سيد الناس بقوله: «قلت:
لم ينفرد بها عبد الرحمن، فقد رواها جماعات كروايته».

قلت: هذه الروايات لا تقوم بها حجة، ولا يعتبر بها، كما سنبين إن شاء الله.

الطريق الثالث: أخرجه الدارقطني في «سننه» (301)، والبيهقي في «الكبير» (296)، وفي «الخلافيات» (129)، من طريق إسحاق بن يحيى، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن أبيه عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنه توضأ، فغسل يديه ثلاثًا، كل واحدة منهما، واستنثر ثلاثًا، ومضمض ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل ذراعيه كل واحدة منهما ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وغسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا، كل واحدة منهما، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ هكذا.

قال الدارقطني عقبه: «إسحاق بن يحيى ضعيف».

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 406): «إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، القرشي، التيمي، يتكلمون في حفظه»اهـ.

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 236، 237): «عن علي بن المديني، قال سألت يحيى بن سعيد، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، فقال: ذاك شبه لا شيء.

حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: إسحاق بن يحيى بن طلحة أخو طلحة بن يحيى، منكر الحديث، ليس بشيء.

قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، أنه قال: إسحاق بن يحيى بن طلحة، ضعيف، لا يُكتب حديثه.

سمعت أبي يقول: إسحاق بن يحيى بن طلحة، ضعيف الحديث، ليس بقوي، ولا يمكننا أن نعتبر بحديثه، وأخوه طلحة بن يحيى أقوى حديثًا منه، ويتكلمون في حفظه، ويكتب حديثه.

سمعت أبا زرعة يقول: اسحاق بن يحيى بن طلحة واهي الحديث.

عن عمرو بن علي، قال سمعت وكيعًا وأبا داود الطيالسي يحدثان عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، وهو متروك الحديث، منكر الحديث»اهـ.

ومعاوية بن عبد الله بن جعفر، ترجمه البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 331)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 377)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره العجلي، وابن حبان في «الثققات»، وقال الحافظ: «مقبول».

الطريق الرابع:أخرجه الدارقطني (305)، والبيهقي في «الخلافيات» (137)، من طريق صالح بن عبد الجبار، قال: حدثنا ابن البيلماني، عن أبيه، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنه توضأ بالمقاعد، والمقاعد بالمدينة حيث يصلى على الجنائز عند المسجد، فغسل كفيه ثلاثًا ثلاثًا، واستنثر ثلاثًا، ومضمض ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وغسل قدميه ثلاثًا، وسلم عليه رجل وهو يتوضأ، فلم يرد عليه حتى فرغ، فلما فرغ كلمه معتذرًا إليه، وقال: لم يمنعني أن أرد عليك إلا أنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا وَلَمْ يَتَكَلَّمْ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْوُضُوئَيْنِ».

صالح بن عبد الجبار.

قال العقيلي في «الضعفاء» (5/ 319): «صالح بن عبد الجبار هذا يحدث عن ابن البيلماني نسخة فيها مناكير»اهـ.

وقال ابن القطان في «بيان الوهم والإيهام» (3/ 93) بعد ذكره لهذا الحديث: «صالح بن عبد الجبار راويه، مجهول الحال، ولا أعرفه في غير هذا الحديث، وفي حديث: أنكحوا الأيامى، المنبه عليه الآن»اهـ.

وابن البيلماني؛ هو محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، مولى عمر.

قال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 163): «منكر الحديث، وكان الحميدي يتكلم فيه».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 311): «سمعت أبي يقول: هو منكر الحديث، ضعيف الحديث، مضطرب الحديث.

عن عثمان بن سعيد، قال: قلت ليحيى بن معين: محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني؟ قال ليس بشيء»اهـ.

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (526): «منكر الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 273): «حدَّث عن أبيه بنسخة شبيهًا بمئتي حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به، ولا ذكره في الكتب، إلا على جهة التعجب»اهـ.

وأبوه عبد الرحمن بن البيلماني.

قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (5م 216): «لين».

وذكره ابن حبان في «الثقات» (5/ 91)، وقال: «لا يجب أن يعتبر بشيء من حديثه إذا كان من رواية ابنه؛ لأن ابنه محمد بن عبد الرحمن يضع على أبيه العجائب»اهـ.

الطريق الخامس:أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (142)، من طريق يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عطاء بن أبي رباح، أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أتي بوضوء. فذكر الحديث. قال: ثم مسح برأسه ثلاثًا حتى قفاه، وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وغسل رجله اليمنى ثلاثًا، ثم غسل اليسرى ثلاثًا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ هكذا.

قال البيهقي في «الكبير» (1/ 193): «وروي في ذلك عن عطاء بن أبي رباح، عن عثمان، وهو مرسل».

وقال ابن دقيق العيد في «الإمام» (1/ 544): «وهو منقطع فيما بين عطاء بن أبي رباح وعثمان رضي الله عنه».

قلت: قال ابن أبي حاتم في «المراسيل» (568): «قال أبو زرعة: عطاء بن أبي رباح عن أبي بكر الصديق، مرسل، وعن عثمان مرسل».

ويحيى بن بكير، ثقة لا سيما في الليث.

والليث هو ابن سعد، الإمام.

وخالد؛ هو ابن يزيد الجمحي، المصري، ثقة.

وسعيد بن أبي هلال؛ هو: الليثي، أبو العلاء المصري.

قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 71): «لا بأس به».

وقال ابن حجر في «التقريب»: «صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفًا؛ إلا أنَّ الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط»اهـ.

قلت: وقد أشار الإمام أبو داود إلى شذوذ مسح الرأس ثلاث مرات في حديث عثمان.

فقال في «سننه» عقب الحديث رقم (108): «أحاديث عثمان رضي الله عنه الصحاح كلها تدل على مسح الرأس أنه مرة، فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثًا، وقالوا فيها: ومسح رأسه، ولم يذكروا عددًا كما ذكروا في غيره»اهـ.

وقال البيهقي في «الكبير» (1/ 191): «وقد روي من أوجه غريبة عن عثمان رضي الله عنه ذكر التكرار في مسح الرأس، إلا أنها مع خلاف الحفاظ الثقات ليست بحجة عند أهل المعرفة، وإن كان بعض أصحابنا يحتج بها»اهـ.

وقد روي مسح الرأس ثلاثًا أيضًا عن غير واحد من الصحابة.

وإليك بيان ذلك:
أولًا: حديث عليٍّ رضي الله عنه.
وروي عنه من طرق:
الطريق الأول:أخرجه أبو يوسف في «الآثار» (4)، والدارقطني في «سننه» (298)، والبيهقي في «الكبير» (297)، وفي «الخلافيات» (132)، والخطيب في «تاريخه» (6/ 276)، عن أبي حنيفة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه توضأ فغسل يديه ثلاثًا، وتمضمض واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه وذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح رأسه ثلاثًا، وغسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملًا، فلينظر إلى هذا.

قلت: أبو حنيفة ضعيف في الحديث.

وقد قال الدارقطني عقب الحديث: «هكذا رواه أبو حنيفة، عن خالد بن علقمة، قال فيه: ومسح رأسه ثلاثًا، وخالفه جماعة من الحفاظ الثقات منهم: زائدة بن قدامة، وسفيان الثوري، وشعبة، وأبو عوانة، وشريك، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، وهارون بن سعد، وجعفر بن محمد، وحجاج بن أرطاة، وأبان بن تغلب، وعلي بن صالح بن حيي، وحازم بن إبراهيم، وحسن بن صالح، وجعفر الأحمر، فرووه عن خالد بن علقمة، فقالوا فيه: «ومسح رأسه مرة»؛ إلا أن حجاجًا من بينهم جعل مكان عبد خير عمرًا ذا مُرٍّ، ووهم فيه، ولا نعلم أحدًا منهم قال في حديثه: إنه مسح رأسه ثلاثًا غير أبي حنيفة، ومع خلاف أبي حنيفة فيما روى لسائر من روى هذا الحديث، فقد خالف في حكم المسح فيما روى عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن السنة في الوضوء مسح الرأس مرة واحدة»اهـ.

وقال البيهقي في «الكبير» (1/ 194): «وهكذا رواه الحسن بن زياد اللؤلؤي، وأبو مطيع، عن أبي حنيفة في مسح الرأس ثلاثًا، ورواه زائدة بن قدامة، وأبو عوانة، وغيرهما، عن خالد بن علقمة دون ذكر التكرار في مسح الرأس، وكذلك رواه الجماعة عن علي إلا ما شذ منها»اهـ.

الطريق الثاني:أخرجه الدارقطني (306)، والبيهقي في «الخلافيات» (139)، من طريق مسهر بن عبد الملك بن سلع، عن أبيه، عن عبد خير، عن علي رضي الله عنه، أنه توضأ ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه ثلاثًا ثلاثًا، وقال: هكذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببت أن أريكموه.

قلت: هذا منكر.

مسهر بن عبد الملك بن سلع، ضعيف، وقد خالفه مروان بن معاوية - وهو ثقة - فرواه عن عبد الملك بن سلع، وذكر فيه غسلة واحدة.

فقد أخرجه أبو عبيد في «الطهور» (341)، وأحمد (876)، قالا: حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الملك بن سلع الهمداني، عن عبد خير، عن علي رضي الله عنه: لفظ أبو عبيد: أنه توضأ فمسح رأسه مرة.

ولفظ أحمد: عن عبد خير، قال: علمنا عليٌّ وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصب الغلام على يديه حتى أنقاهما، ثم أدخل يده في الركوة، فمضمض، واستنشق، وغسل وجهه ثلاثًا ثلاثًا، وذراعيه إلى المرفقين ثلاثًا ثلاثًا، ثم أدخل يده في الركوة، فغمر أسفلها بيده، ثم أخرجها فمسح بها الأخرى، ثم مسح بكفيه رأسه مرة، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاثًا ثلاثًا، ثم اغترف هنية من ماء بكفه فشربه، ثم قال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (161)، عن إسحاق بن راهويه، عن مسهر بن عبد الملك، مطولًا، وفيه: «فبسط أصابعه في الماء بسطًا، ثم رفعها، فمسحها على كفه اليسرى كمسحك بيديك بالدهن، ثم مسح بهما رأسه وأذنيه»، ولم يذكر عددًا.

الطريق الثالث:أخرجه الثوري في «حديثه» (29)، وأحمد (1360)، والنسائي (136)، وأبو يعلى (283) و (571)، والطحاوي في «معاني الآثار» (118) و (164) و (165)، والمحاملي في «أماليه» (167)، والبغوي في «شرح السنة» (228)، والضياء في «المختارة» (797)، من طريق أبي إسحاق، عن أبي حية بن قيس، قال: قال علي رضي الله عنه: ألا أريكم كيف كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ قلنا: بلى، قال: فأتوني بطست وتور من ماء، فغسل يديه ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، واستنثر ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه إلى المرفقين ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وغسل رجليه ثلاثًا.

أبو حية بن قيس، مجهول.

قال الذهبي في «الميزان» (5/ 236): «أبو حية بن قيس الخارفي الوادعي، عن علي رضي الله عنه، لا يعرف، تفرد عنه أبو إسحاق بوضوء عليٍّ: فمسح رأسه ثلاثًا، وغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثًا ثلاثًا. رواه عنه زهير، وأبو الأحوص.

قال أحمد: أبو حية شيخ.

وقال ابن المديني، وأبو الوليد الفرضي: مجهول»اهـ.

الطريق الرابع: أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 60)، عن أحمد بن إشكاب، قال: حدثنا عائذ بن حبيب، عن عامر بن السمط، عن أبي الغَريف، قال: دعا علي بماء، فاستنشق وتمضمض ثلاثًا، وغسل يديه ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وغسل رجليه، قال: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

قلت: آفة هذا الطريق هو أبو الغَريف عبيد الله بن خليفة.

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (5/ 313): «سئل أبي عنه فقال: كان على شرطة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وليس بالمشهور، قلت: هو أحب إليك أو الحارث الأعور؟ قال: الحارث أشهر، وهذا قد تكلموا فيه، وهو شيخ من نظراء أصبغ بن نباتة»اهـ.

ففضل أبو حاتم الحارث الأعور عليه، والحارث ضعيف، وقال: هو من نظراء أصبغ بن نباتة، وأصبغ بن نباتة متروك.

ثم إن هذا الحديث عند أحمد من هذا الوجه، وليس فيه ذكر مسح الرأس ثلاثًا.

فقد أخرجه أحمد (872)، قال: حدثنا عائذ بن حبيب، قال: حدثني عامر بن السمط، عن أبي الغَريف، قال: أتي علي بوضوء، فمضمض، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه وذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم قرأ شيئًا من القرآن، ثم قال: «هَذَا لِمَنْ لَيْسَ بِجُنُبٍ؛ فَأَمَّا الْجُنُبُ فَلا، وَلا آيَةَ».

الطريق الخامس:أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1336)، قال: حدثنا الحسن بن علي بن خلف الدمشقي، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عمير بن سعيد النخعي، عن علي رضي الله عنه، أنه قال: ألا أريكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى، فأُتي بطست من ماء، فغسل كفيه، وغسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاثًا، ومسح رأسه ثلاثًا بماء واحد، ومضمض، واستنشق ثلاثًا ثلاثًا بماء واحد، وغسل رجليه ثلاثًا.

الحسن بن علي بن خلف الدمشقي، مجهول الحال.

وقد ترجمه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (13/ 152)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وسليمان بن عبد الرحمن؛ هو أبو أيوب الدمشقي.

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 129): «سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب الدمشقي، ابن ابنة شرحبيل، وهو سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون التميمي.

سمعت أبي يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي أيوب الدمشقي، فقال: ليس به بأس، وهشام بن عمار أكيس منه.

سمعت أبي يقول: سليمان بن شرحبيل، صدوق، مستقيم الحديث، ولكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين، وكان عندي في حد لو أن رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم، وكان لا يميز»اهـ.

عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب الحمصي.

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (5/ 387): «سألت أبي عن عبد العزيز بن عبيد الله، فقال: يروي عن أهل الكوفة، وأهل المدينة، ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش، وهو عندي عجيب، ضعيف الحديث، منكر الحديث، يُكتب حديثه، يروي أحاديث مناكير، ويروي أحاديث حسانًا.

سألت أبا زرعة عن عبد العزيز بن عبيد الله، فقال: مضطرب الحديث واهي الحديث»اهـ.

وعمير بن سعيد النخعي، ثقة.

الطريق السادس:أخرجه البيهقي في «الكبير» (298)، وفي «الخلافيات» (133)، من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن جريج، عن محمد بن علي بن حسين، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه، أنه توضأ، فغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وغسل رجليه ثلاثًا، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 242)، ولم يذكر لفظ الحديث.

قلت: ابن جريج مدلس، وقد عنعن، وقد ثبت أنه أسقط راويًا، كما سيأتي في الطريق الآتي.

وقد أخطأ ابن وهب بذكر المسح ثلاثًا في هذا الحديث، وخالفه الحجاج بن المنهال فرواه عن ابن جريج بذكر مسحة واحدة.

قال البيهقي عقب الحديث: «هكذا قال ابن وهب: ومسح برأسه ثلاثًا. وقال فيه حجاج، عن ابن جريج: ومسح برأسه مرة»اهـ.

وقال أبو داود في «سننه» عقب حديث رقم (117): «حديث ابن جريج، عن شيبة، يشبه حديث علي؛ لأنه قال فيه حجاج بن محمد بن جريج: ومسح برأسه مرة واحدة، وقال ابن وهب فيه، عن ابن جريج: ومسح برأسه ثلاثًا»اهـ.

قلت: حديث الحجاج أخرجه النسائي (95)، من طريق حجاج، قال: قال ابن جريج، حدثني شيبة، أن محمد بن علي أخبره قال: أخبرني أبي علي، أن الحسين بن علي قال: دعاني أبي علي بوضوء، فقربته له، فبدأ فغسل كفيه ثلاث مرات قبل أن يدخلهما في وضوئه، ثم مضمض ثلاثًا، واستنثر ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثًا، ثم اليسرى كذلك، ثم مسح برأسه مسحة واحدة.

وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 242)، والبزار في «مسنده» (510)، من طريق أبي عاصم، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني شيبة، أن محمد بن علي أخبره، عن حسين بن علي أخبره، أنه رأى عليًّا توضأ ثلاثًا، قال: رأيت أباك يفعله، يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

فلم يذكر فيه مسح الرأس ثلاثًا أيضًا.

وشيبة هذا شيخ ابن جريج، مجهول، لا يُعرف اسم أبيه، ولا يعرف حاله، ترجمه البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 242)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 336)، ولم يذكرا فيه شيئًا، وترجمه ابن حبان في «الثقات» (6/ 445)، وقال: «إن لم يكن بن نصاح، فلا أدري من هو».

وقد نسب البزار شيبة، فقال: شيبة بن محمد، ولم أجد في كتب التراجم في هذه الطبقة من اسمه شيبة بن محمد.

ثم إن جميع هذه الطرق - على ما فيها من علل - مخالفة لما رواه الثقات عن عليٍّ رضي الله عنه، في وصف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، أنه مسح برأسه مرة واحدة.

قال البيهقي في «الكبير» (1/ 193): «وقد روي من أوجه غريبة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والرواية المحفوظة عنه غيرها»اهـ.

ثانيًا: حديث وائل بن حجر رضي الله عنه.
أخرجه البزار (4488)، والطبراني في «الكبير» (22/ 49) (118)، من طريق محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي، قال: حدثني عمي سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه، عن أمه أم يحيى، عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتي بإناء فيه ماء، فأكفأ على يمينه ثلاثًا، ثم غمس يمينه في الإناء، فأفاض بها على اليسرى ثلاثًا، ثم غمس اليمنى في الماء، فحفن حفنة من ماء، فتمضمض بها، واستنشق، واستنثر ثلاثًا، ثم أدخل كفيه في الإناء، فحمل بهما ماء، فغسل وجهه ثلاثًا، وخلل لحيته، ومسح باطن أذنيه، ثم أدخل خنصره في داخل أذنه، ليبلغ الماء، ثم مسح رقبته وباطن لحيته من فضل ماء الوجه، وغسل ذراعه اليمنى ثلاثًا حتى ما وراء المرفق، وغسل اليسرى مثل ذلك باليمنى حتى جاوز المرفق، ثم مسح على رأسه ثلاثًا، ومسح ظاهر أذنيه، ومسح رقبته وباطن لحيته بفضل ماء الرأس، ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثًا، وخلل أصابعها، وجاوز بالماء الكعب، ورفع في الساق الماء، ثم فعل في اليسرى مثل ذلك، ثم أخذ حفنة من ماء بيده اليمنى فوضعه على رأسه حتى تحدر من جوانب رأسه، وقال: «هَذَا تَمَامُ الْوُضُوءِ»، فدخل محرابه... ثم ساق حديثًا طويلًا في صفة الصلاة.

قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن وائل بن حجر بهذا الإسناد».

قلت: هذا حديث منكر المتن والإسناد.

قال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 284): «محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي الكندي؛ يروي عن عمه سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه وائل بن حجر بنسخة منكرة، فيها أشياء لها أصول من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس من حديث وائل بن حجر، ومنها أشياء من حديث وائل بن حجر مختصرة جاء بها على التقصي، وأفرط فيه، ومنها أشياء موضوعة ليس يشبه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يجوز الاحتجاج به»اهـ.

وسعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 495): «فيه نظر».

ثالثًا: حديث أنس رضي الله عنه.
وروي عنه من طريقين:
الطريق الأول:أخرجه الطبراني في «الكبير» (17/ 131) (322)، وفي «الأوسط» (3362)، قال: حدثنا جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ بن ديزج بن بلال بن سعد الأنصاري الدمشقي، قال: حدثني جدي لأمي عمر بن أبان بن مفضل المدني، قال: أراني أنس بن مالك الوضوء، أخذ ركوة فوضعها عن يساره، وصب على يده اليمنى فغسلهما ثلاثًا، ثم أدار الركوة على يده اليمنى فتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وأخذ ماء جديدًا لصماخه، فمسح صماخه، فقلت له: قد مسحت أذنك، فقال: يا غلام، إنهن من الرأس، ليس هن من الوجه، ثم قال: يا غلام، هل رأيت وفهمت أم أعيد عليك؟ فقلت: قد كفاني، وقد فهمت قال: فهكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

قال الطبراني: «لم يرو عمر بن أبان عن أنس غير هذا الحديث».

قلت: هذا إسناد منكر، وأنى لجعفر بن حميد أن يدرك جده أنس بن مالك رضي الله عنه؟!

قال الذهبي في «الميزان» (1/ 371): «جعفر بن حميد الأنصاري، عن جده لأمه عمر بن أبان المزني أنه رأى أنسًا؛ انفرد عنه الطبراني بما أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن الرازاني، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني، حدثنا جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ بن ديزج بن بلال بن سعد الأنصاري الدمشقي، حدثني جدى لأمي عمران بن أبان بن معقل المدني، قال: أراني أنس بن مالك الوضوء، فمسح صماخه، وقال: يا غلام إنهن من الرأس، هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

قلت: وعمر بن أبان لا يُدرى من هو، والحديث ثُمَانِيٌّ لنا[2] على ضعفه»اهـ.

الطريق الثاني:أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7945)، من طريق يزيد بن عبد الملك، عن أبي موسى الخياط، عن محمد بن المنكدر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمَضْمِضْ ثَلَاثًا، فَإِنَّ الْخَطَايَا تَخْرُجُ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، وَيَمْسَحُ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ عَلَى رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا».

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا أبو موسى، واسمه: عيسى بن أبي عيسى، تفرد به: يزيد بن عبد الملك»اهـ.

يزيد بن عبد الملك.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 348): «قال أحمد: عند يزيد مناكير».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 279): «سئل يحيى بن معين عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، فقال: ضعيف الحديث.

سألت أبي عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، فقال ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا.

سئل أبو زرعة عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، فقال: منكر الحديث»اهـ.

وأبو موسى الخياط.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 405): «عيسى بن أبي عيسى، وهو عيسى بن ميسرة، المديني، الحناط، وهو الخياط، عن نافع، والشعبي. ضعفه علي»اهـ.

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 289): «عن عمرو بن علي، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول، وذكر عيسى الحناط، فلم يرضه، وذكر حفظًا سيئًا، وقال: كان منكر الحديث، وكان لا يحدث عنه.

حدثنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: قال أبي: عيسى الحناط ليس بشيء، ضعيف.

حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إليَّ قال: قال أبي: السري بن إسماعيل أحب إليَّ من عيسى الحناط.

قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، أنه قال: عيسى الحناط ليس بشيء.

حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: قال عمرو بن عليٍّ: عيسى الحناط متروك الحديث، ضعيف الحديث جدًّا.

سألت أبي عن عيسى الحناط، فقال: ليس بالقوي، مضطرب الحديث»اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 98): «عيسى بن أبي عيسى الحناط؛ وهو الذي يقال له: الحناط، والخباط، والخياط؛ كان خياطًا في أول أمره، ثم ترك الخياطة وصار حناطًا، ثم تركه وصار يبيع الخَبَط. وكان سيئ الحفظ والفهم، كثير الزلل، فاحش الخطأ، استحق الترك لكثرته»اهـ.

رابعًا: حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
أخرجه البزار (9288)، والعقيلي في «الضعفاء» (4/ 377)، والطبراني في «الأوسط» (5912)، من طريق همام، قال: حدثنا عامر الأحول، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وغسل قدميه ثلاثًا.

وهو عند العقيلي مختصر، والبزار.

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عطاء عن أبي هريرة، إلا عامر الأحول، تفرد به همام»اهـ.

قلت: وقد أخطأ عامر الأحول في جعله من مسند أبي هريرة رضي الله عنه.

قال الإمام أحمد في «مسائل ابي داود» (1912): «عامر الأحول، شيخ قد احتمله الناس، وليس حديثه بذاك، روى حديث عطاء، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا؛ وإنما يرويه عطاء عن عثمان»اهـ.

وعطاء؛ وهو: ابن أبي رباح، ثقة، ولكنه اختلط بأخرة.

قال يعقوب الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 153): «قال علي [ابن المديني]: كان عطاء اختلط بأخرة، فتركه ابن جريج، وقيس بن سعد».

وقال يعقوب أيضًا في «المعرفة والتاريخ» (3/ 364، 365): «سمعت سليمان بن حرب يذكر عن بعض مشيخته، قال: رأيت قيس بن سعد قد ترك مجالسة عطاء، قال: فسألته عن ذلك، قال: إنه نسي أو تغيَّر؛ فكدت أن أفسد سماعي منه»اهـ.

وعامر الأحول.
قال ابن معين في «الدارمي» (573): «ليس به بأس».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 327): «سألت أبي عن عامر الأحول، فقال: هو ثقة لا بأس به، قلت: يحتج بحديثه؟ قال لا بأس به»اهـ.

ولكن ضعفه أحمد، فقال في «العلل» (1937): «ليس بالقوي، ضعيف الحديث».

وروى العقيلي في «الضعفاء» (4/ 377)، عن أبي بكر بن الأسود، قال: سألت ابن علية عن عامر الأحول، فقال: سل جدك حميد بن الأسود، فسألته، فأوهنه.

خامسًا: حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (9/ 84)، من طريق محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح برأسه ثلاث مرات بماء، وأخذ بمقدمه، ثم مؤخره، ثم مقدمه.

محمد بن زياد؛ هو الطحان اليشكري.

روى ابن عدي في «الكامل» (9/ 82)، عن أبي يوسف الصيدلاني، قال: قدم محمد بن زياد الرقة بعد موت ميمون بن مهران.

وقال أبو داود في «سؤالات الآجري» (493): «سمعت أحمد بن حنبل قال: ما كان أجرأه يقول: حدثنا ميمون بن مهران».

وقال العقيلي في «الضعفاء» (5/ 259): «حدثنا عبد الله، قال: سألت أبي عن محمد بن زياد، كان يحدث عن ميمون بن مهران؟ فقال: كذاب خبيث أعور، يضع الحديث كذاب»اهـ.

وقال ابن معين في «رواية الدوري» (4940): «كان كذابًا خبيثًا».
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 83): «يتهم بوضع الحديث».
وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 258): «متروك الحديث».
وقال الجوزجاني في «أحوال الرجال» (363): «كان كذابًا، يحمل عن ميمون بن مهران».
وقال البيهقي: «محمد بن زياد هذا هو الطحان، كذاب خبيث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 259): «كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويأتي عن الأثبات بالأشياء المعضلات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة القدح فيه، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار عند أهل الصناعة خصوصًا دون غيرهم»اهـ.

وقال ابن عدي في «الكامل» (9/ 86): «ولمحمد بن زياد هذا غير ما ذكرت من الحديث، وهو بيِّن الأمر في الضعفاء، يروي عن ميمون بن مهران أحاديث مناكير، لا يرويها غيره، ولا يتابعه أحد من الثقات عليها»اهـ.

سادسًا: حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
أخرجه الدارقطني في «سننه» (307)، والبيهقي في «الخلافيات» (138)، من طريق صالح بن عبد الجبار الحضرمي، وعبد الحميد بن صبيح، قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْوُضُوئَيْنِ».

قلت: وهذا منكر، كما تقدم بيانه في حديث عثمان رضي الله عنه.

سابعًا: حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (141)، من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد، عن عمرو بن قيس، عن موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أخبرني عن الوضوء؟ فدعا بماء، فغسل كفيه حتى أنقاهما، وغسل وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه - لا يدري مرتين أو ثلاثًا - وغسل رجليه، ثم قال: «هَكَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا أَوْ نَقَصَ فَقَدْ أَسَاءَ».

قلت: هذا منكر.
أبو بدر شجاع بن الوليد، صدوق، له أوهام.
وموسى بن أبي عائشة، ثقة.

وقد روى الحديث من هو أوثق من أبي بدر فلم يذكر فيه عدد المسح.

فقد أخرجه أبو داود (135)، ومن طريقه الطحاوي في «معاني الآثار» (176)، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل ذراعيه ثلاثًا، ثم مسح برأسه فأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه، ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه، وبالسباحتين باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: «هَكَذَا الْوُضُوءُ فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا أَوْ نَقَصَ، فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ - أَوْ ظَلَمَ وَأَسَاءَ».

[1] قلت: قد خالف صاحبا «تحرير التقريب» الحافظ في عبد الرحمن بن وردان، فقالا: «بل: صدوق حسن الحديث، فقد روى عنه ثلاثة، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. وذكره ابن حبان وابن شاهين في «الثقات»، وقال الدارقطني: صالح، وفي رواية: يعتبر به. أما ما نقله الذهبي وابن حجر أن الدارقطني قال: «ليس بالقوي»، فلم نقف عليه». انتهى كلامهما.
قلت: والصحيح ما ذهب إليه الحافظ رحمه الله؛ فقول أبي حاتم فيه: «شيخ، ما بحديثه بأس»، معناها كما قال ابن أبي حاتم في «المقدمة» (2/ 37): «إذا قيل له: إنه صدوق، أو محله الصدق، أو لا بأس به؛ فهو ممن يُكتب حديثه، وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية، وإذا قيل: شيخ، فهو بالمنزلة الثالثة؛ يكتب حديثه، وينظر فيه، إلا أنه دون الثانية» اهـ.
وهو نفس معنى قول الدارقطني: «يعتبر به».
وهو نفس معنى قول الحافظ: «مقبول»؛ أي: حيث يتابع، وإلا فليِّن الحديث.
قلت: وهذا يدل على نظر ثاقب من الحافظ رحمه الله، وعلى علو كعب الحافظ على غيره من المتأخرين.
وأما عدم وقوفهما على قول الدارقطني: «ليس بقوي»، فليس معناه عدم وجوده.

[2] وقد تحرفت في بعض الكتب إلى: «والحديث إنما دلنا على ضعفه»؛ وهو تحريف؛ وإنما المعنى: أن سند الذهبي ثماني؛ أي: بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية رواة، وفيه علو لكن مع ضعف السند. كما نبه عليه أبو غدة في حاشية «اللسان».





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.22 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]