|
ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة
التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة عن ثوبان] قال: قال رسول الله [: «استقيموا لقريش ما استقاموا لكم؛ فإن لم يستقيموا لكم فاحملوا سيوفكم على أعناقكم فأبيدوا خضراءهم، فإن لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقياء وكلوا من كد أيديكم» أخرجه أحمد (5/277). ومن طريقه الخلال في «السنة» رقم (80) ورقم (81).وأبونعيم في «أخبار أصبهان» (1/160). والخطيب في «تاريخ بغداد» (12/146). وابن حبان في «المجروحين» (1/157). والحافظ الروياني في مسنده (رقم 622) (624) وأبوالشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/6) وابن الأعرابي في المعجم (رقم 1301). قال أبوحاتم في كتاب «المراسيل» (288): سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان شيئا، يدخل بينهما معدان. قال إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين رحمه الله: لم يسمع سالم من ثوبان. انظر كتاب الخلال «المنتخب من العلل» (رقم 82)، وقال الإمام أحمد رحمه الله الله تعالى: سالم بن أبي الجعد لم يلق ثوبان. انظر السنة للخلال (82). وقال الإمام أحمد أيضا: لم يلق ثوبان، بينهما معدان بن أبي طلحة. انظر جامع التحصيل في أحكام المراسيل (218) للحافظ العلائي. وكذا قال أبوحاتم كما في «تحفة التحصيل» (295). وقال يحيى بن معين رحمه الله: سمعت خالد بن خداش قال: جاء سلام بن أبي مطيع إلى أبي عوانة فقال: هات هذه البدع التي قد جئتنا بها من الكوفة، قال: فأخرج إليه أبوعوانة كتبه فألقاها في التنور، فسألت خالدا: ما كان فيها؟ قال: حديث الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال: قال رسول الله [: «استقيموا لقريش» وأشباهه. وقال حنبل: سمعت أبا عبدالله قال: الأحاديث خلاف هذا، قال النبي[: «أسمع وأطع ولو لعبد مجدع». أخرجه مسلم رقم (1837). وقال الإمام أحمد رحمه الله: «السمع والطاعة في عسرك ويُسْرك وآثره عليك». أخرجه مسلم رقم (1836) وفيه زيادة: «ومنشطك ومكرهك». قال أحمد رحمه الله: فالذي يُروى عن النبي[ من الأحاديث خلاف حديث ثوبان وما أدري ما وجهه؟ وقال شيخنا رحمه الله حافظ الوقت حسنة الأيام: حديث ثوبان هذا لا يصح من قِبَل إسناده وابن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان؛ فهو منقطع، فإذا ثبت ضعف الحديث فلا حاجة إلى تكلف تأويله لأنه يوهم صحته. قلت: ولحديث ثوبان شاهد ولا يُفْرحُ به من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله [ يقول: «استقيموا لقريش ما استقاموا لكم؛ فإن لم يستقيموا لكم فضعُوا سيوفكم على عواتقكم وأبيدوا خضراءهم». شعيب بن بيان الصفار. قال الجوزجاني: يروى المناكير. وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بالمناكير. وقال الهيثمي: (مجمع الزوائد (5/228): رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه. قلت: وله شاهد آخر. أخرجه الخلال في السنة (رقم 82). عن مهنا أنه سأل الإمام أحمد قال: «سألته عن علي بن عابس يحدث عنه الحماني عن أبي فزارة، عن أبي صالح مولى أم هانئ قالت: قال رسول الله [: «استقيموا لقريش» فقال: ليس بصحيح هو منكر. قلت: وهذا حديث ضعيف جدا؛ لعلل عدة: 1. الحمَّاني: هو يحيى بن عبدالحميد بن عبدالرحمن الحمَّاني، ابن بشمين الكوفي، حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث، التقريب رقم (7591). 2. علي بن عابس الأسدي الكوفي. ضعيف «التقريب» (4757). 3. أبوصالح واسمه باذان مولى أم هانئ: ضعيف يرسل - التقريب (634) من الثالثة. 4. وله علة قوية: المتن منكر يخالف الأحاديث الصحيحة التي توجب السمع والطاعة لولاة الأمور وعدم الخروج أو التظاهر والمظاهرات عليهم. فعن أبي التياح عن أنس بن مالك ] قال، قال رسول الله [: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة» رواه البخاري. وعن أبي رجاء عن ابن عباس يرويه قال: قال النبي [: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية» رواه البخاري. ومما جاء من حديث الشيخين رحمهما الله تعالى من طريق شعبة عن أبي التياح عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة ] قال: قال رسول الله [: «يهلك الناس هذا الحيُّ من قريش، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم». أخرجه البخاري رقم (3604)، ومسلم (2917)، وأحمد (2/301)، وأبويعلى رقم (6093)، وأبوعمرو الداني (189) الفتن، والبيهقي في دلائل النبوة (6/464). هذا الحديث طعن فيه الإمام أحمد رحمه الله حيث قال ابنه عبدالله رحمه الله (2/301) عقب هذا الحديث: وقال أبي في مرضه الذي مات فيه: اضربوا على هذا الحديث؛ فإنه خلاف الأحاديث عن النبي [، يعني قوله: «اسمعوا وأطيعوا واصبروا». قلت: هذا الضرب على الحديث من هذا الإمام الجليل الحافظ المتقن الإمام أحمد فيه نظر، وقد صححه الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله. وليس من شرط صحة الحديث أن يتواطأ ويتفق أئمة الحديث ونقاده على تصحيحه؛ وذلك لأن التصحيح والتضعيف من المسائل الاجتهادية، والمجتهد قد يتعرض للخطأ لأن طبيعة البشر تقتضي عدم العصمة، وإذا وقع اختلاف بين أئمة هذا العلم في التصحيح والتضعيف فهناك قرائن ومرجحات لطالب العلم. أما إذا اتفقوا وأجمعوا وأزمعوا وأطبقوا وتواطؤوا على صحة حديث أو ضعفه مع وضوح الأدلة فلا يسع طالب العلم إلا موافقتهم؛ فهم أهل الصنعة بلغوا الغاية العليا والنهاية القصوى والمدى الأقصى والمبتغى الأعلى والمرتقى الأنأى. هؤلاء الرعيل الأول المتقدمون قد بلغوا في الحفظ والإتقان والجودة والضبط أقصى غاياته وحفظوا الطرق، وفتشوا أشد التفتيش ونقبوا أشد التنقيب، وأحكامهم وأقوالهم وفتاويهم أعلى الأحكام وأصحتها؛ لشدة قربهم ومعاصرتهم للرواية، وقوة قرائحهم وحفظهم مئات الألوف من الأسانيد حتى أصبح السند الذي يشذ عن أحدهم عزيزا نادرا. قال الحافظ الذهبي رحمه الله (748): «وَجَزَمْتُ بأن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة». «تذكرة الحفاظ» (3/948). قلت: لذلك فقد شيّد المتقدمون منهجا علميا محكما دقيقا حصينا لم يُسبقوا إليه في تاريخ العلم والمعرفة في القديم والحديث فميزوا الصالح من الأحاديث للاحتجاج مما سواه في دقة بالغة وحرص عظيم ومسالك مترابطة تأصيلية رائعة في حفظ سنة النبي [. قال أبوحاتم الرازي رحمه الله: لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار نبيهم وأنساب سلفهم إلا في هذه الأمة. انظر تاريخ دمشق (38/30). شرف أصحاب الحديث (43) وفتح المغيث (3/4) وشرح المواهب (5/394). اعداد: الشيخ: حاي بن سالم الحاي
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة
التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة (2) قال هُنيد بن القاسم: سمعت عامر بن عبدالله بن الزبير أن أباه: حدثه: أنه أتى النبي [ وهو يحتجم، فلما فرغ قال: «يا عبدالله؛ اذهب بهذا الدم فأهرقْهُ حيث لا يراه أحد» فلما بَرَزَ عن النبي [ عَمَدَ إلى الدم فَشَربهُ فقال: يا عبدالله ما صنعت؟ قال: جعلته في أخفى مكان ظننْتُ أنه يخفى على الناس، قال: «لعلك شربْتَهُ؟» قال: نعم قال: «ولم شربت الدم! ويل للناس منك وويل لك من الناس». قال أبوسلمة موسى بن إسماعيل: فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم النبي [.إسناده ضعيف: أخرجه الحاكم (3/638) وسكت عنه الحاكم والذهبي. وأبو نعيم في حلية الأولياء (1/330). والبيهقي في السنن الكبرى (7/67). والضياء المقدسي في المختارة (رقم 266 و267) (9/307 - 308 - 309). وأخرجه البزار (كشف الأستار) (رقم 2436) (3/145). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (578) (1/414). هنيد بن القاسم بن عبدالرحمن بن ماعز: ذكر البخاري في التاريخ الكبير (2892) (8/249) وسكت عنه فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وسكت عنه أيضا ابن أبي حاتم، كما في الجرح والتعديل (509) (9/121) فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وهنيد هذا لم يرو عنه إلا موسى بن إسماعيل. أما ابن حبان فقد ذكره في «الثقات» (5/515) والهيثي قد توسع وتساهل وقال عنه: ثقة! (كما في مجمع الزوائد (8/270). وله طريق آخر ضعيف عند أبي نعيم في الحلية (1/330) وابن عساكر في تاريخ دمشق (20/233) (28/168). والغطريفي كما في جزء ابن الغطريف (رقم 65). وفيه سعد بن زياد أبوعاصم، أورده الذهبي رحمه الله في الميزان (3111) (3/177) ونقل قول أبي حاتم الجرح والتعديل (4/38): ليس بالمتين. قلت: وله طريق آخر لكنه لا يفرح به، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (رقم 6434) (7/81)، من طريق إسماعيل بن أبي فديك عن بُرَيْهُ بن عمر بن سفينة مولى رسول الله [ عن أبيه عن جده قال: احتجم رسول الله [ فقال: خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس، فتغيَّبتُ فشربته ثم ذكرت ذلك فضحك. قلت: وإسناده تالف. لو جدد بُرَيْهُ بن عمر بن سفينة مولى رسول الله [ عن أبيه عن جده. واسمه إبراهيم فخفِّف، قال البخاري: إسناده مجهول. وقال ابن عَدي: أحاديثه لا يتابع عليها الثقات انظر الميزان (رقم 1159) (2/14، 15). وقال ابن حبان: يخالف الثقات في الروايات، ويروي عن أبيه ما لا يُتابع عليه من رواية الأثبات؛ فلا يحل الاحتجاج بخبره بحال. قلت: وله طريق آخر يزيده ضعفا!! فيه علي بن مجاهد بن مسلم القاصي الكابلي وهو متروك، وليس في شيوخ أحمد أضعف منه. التقريب (رقم 2824) ص704. وفيه أيضا: محمد بن حميد بن حيَّان الرازي، حافظ ضعيف التقريب (رقم 5871) ص839. والحديث أخرجه الدارقطني (1/228/3). وله طريق آخر لا يقويه أخرجه ابن حبان في (المجروحين) من طريق نافع أبي هرمز عن عطاء عن ابن عباس قال: حجم رسولَ الله [ غلامٌ لبعض قريش، فلما فرغ من حجامته، أخذ الدم فذهب به إلى ما وراء الحائط فنظر يمينا وشمالا، فلما لم ير أحدا تحسَّى دمه حتى فرغ، ثم أقبل فنظر رسول الله [ في وجهه، فقال: «ويحك ما صنعت بالدم؟» قال: غَيَّبتُهُ من وراء الحائط قال: «أين غَيَّبتُهُ؟ قال يا رسول الله، نفستُ على دمك أن أُهرقه في الأرض، فهو في بطني قال: «اذهبْ، قد أحرزت نفسك من النار». إسناده واهٍ بمرة، نافع بن هرمز أو أبوهرمز كذبه ابن معين وقال أبوحاتم: متروك ذاهب الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. انظر ميزان الاعتدال رقم (9007) (7/8، 9) وذكر الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى لنافع في الميزان (7/8، 9) روايات ساقطة. قلت: أورد الحديث هذا أبو الفضل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (15/575) (رقم3821) و(رقم 8223). وعزاه محقق هذا المجلد (15) محمد بن ظافر بن عبدالله الشهري جزاه الله خيرا إلى ابي نعيم في الحلية (1/330). وقال: سعد أبوعاصم ضعيف. انظر اللسان (3/21)، وكيسان لم أجد له ترجمة. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/42) من طريق عبدالرحمن بن المبارك عن سعد، به بنحوه. اعداد: أبو عمر حاي الحاي
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة
التبصرة في الأحاديث الضعيفة في العبادة (3) تخصيص قراءة سورتي (الجمعة) و(المنافقون) في صلاة العشاء ليلة الجمعة . لم يصح حديث في أنه [ كان يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة بسورتي (الكافرون) و(.........) وفي صلاة العشاء بسورتي الجمعة والمنافقون . والحديث هو منكر: عن جابر بن سمرة ] قال: «كان رسول الله [ يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة بـ (الكافرون) و(الإخلاص)، ويقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة: الجمعة والمنافقون.أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الصلاة، باب قدر القراءة في المغرب (2/391) وفي باب ليلة الجمعة (3/201). وابن حبان في صحيحه (5/149-150) رقم (1841) . وابن السماك عثمان بن أحمد أبوعمرو الدقاق في الجزء الأول من حديثه (عشرة أجزاء حديثية تحقيق الشيخ نبيل جزار، ص289 (383/45). وابن النجار في دليل تاريخ بغداد . قلت: هذا الإسناد ضعيف جدا؛ لوجود سعيد بن سماك بن حرب: تركه أهل الحديث . فقال أبوحاتم الرازي: متروك الحديث . انظر المغني (1/361) والجرح والتعديل (4/32) وميزان الاعتدال (رقم 3208) والضعفاء والمتروكين (1/320). وقال الحافظ أبو الفضل بن حجر رحمه الله في (نتائج الأفكار) (1/458): ضعيف. قال الحافظ العراقي رحمه الله: قلت: لا يصح مسندا ولا مرسلا. انظر: المغني عن حمل الأسفار رقم (553) (1/140). قلت: وقراءة السورتين كما في هذا الحديث المنكر لم تكن من سنة النبي [. قال ابن القيم رحمه الله (زاد المعاد: 1/214) وكان [ لا يُعيّن سورة في الصلاة بعينها لا يقرأ إلا بها إلا في الجمعة والعيدين . قال الحافظ أبوالفضل ابن حجر رحمه الله تعالى: سعيد ضعيف والمعروف أنه قرأ بهما في الركعتين بعد المغرب. قلت: كما قال ابن عمر رضي الله عنهما:رمقت رسول الله [ عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل الفجر (قل ياأيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) أخرجه النسائي في المجتبى (2/511) رقم 991 وأحمد (2/24). قلت: وقد ذكر أهل العلم بدعية هذه المسألة كما تقدم النقل عن الحافظ ابن حجر وابن القيم وغيرهما ممن ضعّف الحديث. وكذلك ذكر الشيخ العلامة محمد عبدالسلام الشقيري في كتابه: «السنن والمبتدعات» (ص83) في «فصل في بيان منكرات وبدع في الجمعات» . وقال شيخنا رحمه الله تعالى: الحديث ضعيف غير محفوظ؛ فلا يثبت به الاستحباب فضلا عن السنية، بل إن التزام ذلك من البدع، وهو ما يفعله كثير من أئمة المساجد في دمشق وغيرها من البلدان السورية، ولكنهم جمعوا بين البدعة وإرضاء الناس؛ فقد تركوا قراءة «المنافقون» أصلا والتزموا قراءة الشطر الثاني من «الجمعة» في الركعتين تخفيفا على الناس، زعمو!! انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة لشيخنا رحمه الله تعالى (2/35). وقال الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبوزيد: إنه من بدع ليلة الجمعة «قصد قراءة سورتي الإخلاص والكافرون في صلاة المغرب ليلة الجمعة»، وكذلك «قصد قراءة سورتي الجمعة والمنافقون في صلاة العشاء ليلة الجمعة». انظر: تصحيح الدعاء (ص450) . اعداد: أبو عمر حاي الحاي
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة
التبصرة (4) «إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج» لا أصل له: هذا الحديث لا أصل له، هو حديث مختلق مكذوب على رسول الله [ ولا يوجد له ذكر في كتب السنة والحديث والأثر بعد البحث عنه والتتبع . وهذا الحديث مما يلهج به ويردده بعض الخطباء والأئمة في تسوية الصفوف . وينبغي على الأمة والوعاظ أن يتثبتوا الأحاديث الضعيفة والمنكرة؛ لأن في الحديث الصحيح غٌنية عن الصفوف الأحادث الكثيرة النافعة . مثل: «إن الله وملائكته يٌصَلّون على الذين يَصِلٌون الصفوف» حديث صحيح أخرجه ابن ماجة (999،997) وأحمد (4/296 و 285 و 340) و(5/298) . وابن حبان (3/297/298) . وابن خزيمة (1550) . وكذلك حديث: «أقيموا الصفوف، ثلاثا، والله لتقيمن صفوفكم، ثلاثا، أو ليخالفن الله بين قلوبكم». حديث صحيح: أخرجه أبو داود ((662) وأحمد (4/276) وابن حبان (396) . «إن الذين ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب» ضعيف رواه الترمذي . اعداد: أبو عمر حاي الحاي
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
رد: التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة
التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة تحقيق أنشودة: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع أخرجها البيهقي في دلائل النبوة (2/233):أنبأنا أبوعمرو الأديب، قال: أنبأنا أبوبكر الإسماعيلي، قال: سمعت أبا خليفة يقول: سمعت ابن عائشة يقول: «لما قدم عليه السلام المدينة جعل النساء والصبيان يقلن: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع...» قلت: ابن عائشة هو: عبيدالله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التميمي، أبوعبدالرحمن البصري المعروف بالعيشي، والعائشي، وبابن عائشة. قال الآجري: سمعت أبا داود ذكر ابن عائشة فقال: «غير ثقة ولا مأمون» (سؤالات الآجري لأبي داود 5/ق38). وقال أبوداود رحمه الله تعالى: «كان ابن عائشة طَلَّابة للحديث عالما بالعربية وأيام الناس لولا ما أفسد نفسه» (سؤالات الأجري 2/ق8). وأكد الطبري حديث ابن عائشة في الرياض النضرة عن أبي الفضل لجامحي قال: سمعت ابن عائشة يقول.. قلت: وذكره القسطلاني بدون إسناد فقال في المواهب: «وصعدت ذوات الخدور على الأجاجير - أي الأسطحة - عند قدومه [ يقلن: طلع البدر علينا..». وقال القسطلاني: «وسميت ثنية الوداع؛ لأنه [ ودّع بها بعض المقيمين بالمدينة في بعض أسفاره وهي غزوة تبوك، وقيل: لأنه [ شيع بعض سراياه إليها وهي سرية مؤتة فودعهم عندها». وقال الزرقاني: «وهذان يعطيان أن التسمية بثينة الوداع حادثة». قلت: ومن هذا يتبين أن هذا النشيد قيل بعد التسمية الحادثة، وهذا يؤكد أن وقوع التسمية - ثنية الوداع - كان في ذهابه إلى غزوة تبوك أو قبل سرية مؤتة، وغزوة تبوك كانت في السنة التاسعة لهجرة النبي [، أما سرية مؤتة فقد حدثت في السنة الثامنة من هجرته [، فبين الهجرة النبوية والغزوتين ثماني سنين وكذلك تبوك ومؤتة إنما هما شاميتان بالنسبة للمدينة، ومن هذا يتبين أن هذا النشيد - أو الأنشودة - لم يقع عند وصوله إلى المدينة [. وبين القسطلاني أن هذه التسمية «ثنية الوداع» إنما كانت لأن المسافر من المدينة كان يشيع إليها ويودع عندها قديما، وصحح القاضي عياض هذا القول. وقال أبومحمد بطّال رحمه الله: «إنما سميت بثنية الوداع؛ لأنهم كانوا يشيعون الحاج والغزاة إليها ويودعونهم عندها، وإليها كانوا يخرجون عند التلقي». < كلام الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى عن ثنية الوداع: قال رحمه الله تعالى: «فلما دنا رسول الله [ من المدينة، خرج الناس والصبيان والولائد يقلن: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا للــــــــه داع وبعض الرواة يهم في هذا ويقول: إنما كان ذلك عند مقدمه [ إلى المدينة من مكة، وهو وهم ظاهر؛ لأن ثنيات الوداع إنما هي من ناحية الشام، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام، فلما أشرف على المدينة قال: «هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه» أخرجه الشيخان (زاد المعاد في هدي خير العباد 3/551). انتهى كلام ابن القيم رحمه الله. < قول الشيخ محمد الصادق إبراهيم عرجون: «وأما حديث ابن عائشة فهو وإن كان من جهة سنده معضلا فإنه لا مانع من الاستئناس به!! ولا سيما أن الزرقاني وصف ابن عائشة بكونه ثقة!! فإذا صح الحديث إلى ابن عائشة كان مؤنسا لمن يقول: إنه من جهة مكة ثنية وداع مر بها رسول الله [ وهو قادم في الهجرة من مكة إلى المدينة» (محمد رسول الله [ 2/608). انتهى. قلت: هذا كلام مردود، ومتهافت، كيف يستأنس بحديث معضل وقد سقط منه روايان!! ولا عبرة بتوثيق الزرقاني لابن عائشة، وفي الحكم عليه من جهابذة علماء الحديث كما تقدم غنية. قال الحافظ أبوالفضل بن حجر في الفتح (7/361-362): «وأخرج أبوسعيد في «شرف المصطفى» ورويناه في «فوائد الخلعي» من طريق عبيدالله بن عائشة منقطعا لما دخل النبي [ جعل الولائد يقلن: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع وهو سند معضل، ولعل ذلك كان في قدومه من غزوة تبوك» انتهى. قلت: هذا حكم الحافظ أبي الفضل بن حجر رحمه الله تعالى على هذا الحديث الساقط الإسناد بأنه معضل، والمعضل هو من أقسام الحديث الضعيف. أما قول بعض الناس الذين ذهبوا إلى تصحيح الحديث بأن ثنية الوداع إنما هي اثنتان، فهذا فيه نظر، فهي واحدة، التي هي من ناحية الشام، والله أعلم. قالوا: فلا مانع قط أن يكون النبي [ تلقاه أولا أهل المدينة وهو قادم من مكة مهاجرا إلى المدينة عند ثنية الوداع التي هي من جهة مكة بالفرحة وإنشاد الشعر العاطفي؛ تعبيرا عن لهفة الشوق التي كانت في صدور الذين لم يسبق لهم مشاهدته [، وخاصة النساء والصبيان والولائد الذين تغلب عليهم عواطف الفرحة فيعبرون عنها بالغناء والترنم بإنشاد الشعر!! وتلقوه [ ثانيا وهو قادم من غزوة تبوك منصورا مظفرا مؤيدا بتوفيق الله بالفرحة وإنشاد هذا الشعر. قلت: هذا القول يحتاج إلى دليل، ولا دليل صحيحا يؤيده، فأقول: أثبت العرش ثم النقش، وهذا القول فيه تمحل ظاهر. وهذا الشعر أو النشيد لم يعرف أهل العلم من الذي قاله، ولم ينسبه أحد من العلماء أو الأدباء لشاعر، وقد خلت سيرة ابن اسحاق وسيرة ابن هشام وهما من هما في بيان سيرة النبي [ من هذه الأبيات، مع وجود كثير من الشعر. وهذا مما يؤيد ويؤكد عدم صحة هذا النشيد عند دخول النبي [. وقد أبعد الشيخ صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله عن الصواب عندما ذكر في كتابه «الرحيق المختوم» جازما بنسبة النشيد إلى بنات الأنصار في دخول النبي [ المدينة. قال رحمه الله: «وبعد الجمعة دخل النبي [ المدينة - ومن ذلك اليوم سميت بلدة يثرب بمدينة رسول الله [، ويعبر عنها بالمدينة مختصرا - وكان يوما تاريخيا أغر، فقد كانت البيوت والسكك ترتج بأصوات التحميد والتقديس، وكانت بنات الأنصار تتغنى بهذه الأبيات فرحا وسرورا: أشرق البدر علينا.. من ثنية الوداع . (الرحيق المختوم ص172). وقال رحمه الله في الحاشية رقم (4): «ذكر ابن القيم أن إنشاد هذه الأشعار كان عند مرجعه [ من تبوك، ووهّم من يقول: إنما كان ذلك عند مقدمه المدينة (زاد المعاد 3/10)، لكن ابن القيم لم يأت على هذا التوهم بدليل يشفي، وقد رجح العلامة المنصور فوري أن ذلك كان عند مقدمه من المدينة، ومعه دلائل كثيرة لا يمكن ردها!! (انظر: رحمة للعالمين 1/109)» انتهى. قلت: كلام ابن القيم واضح وقوي، وبين رحمه الله تعالى أن ثنيات الوداع إنما هي من ناحية الشام، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة.. وهذا كلامه وكذلك قول الحافظ ابن حجر وكثير ممن تقدم ذكرهم أن ثنية الوداع من ناحية تبوك. وكذلك من الأدلة البينة على أن ثنية الوداع من ناحية تبوك ما قاله أبوهريرة ]: «كنا في غزوة تبوك فنزلنا ثنية الوداع، فرأى النبي [ مصابيح ونساء يبكين، فقال: «ما هذا؟» فقيل: «نساء تُمُتِّعَ بهن فهن يبكين»، فقال [: «حرام» أو قال: «هدم المتعةَ النكاحٌ والطلاق والعدة والميراث». حديث حسن لغيره لطرقه. رواه أبويعلى (رقم: 6625) (11/503). والحادث بن أبي أسامة (بغية الباحث رقم 467) (2/606). وأخرجه الدارقطني (3/259). وابن حبان (صحيح ابن حبان رقم 4149) (9/456). والبيهقي في السنن الكبرى (3/259). والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/36). والحازمي (الناسخ والمنسوخ 17)، وقال الحازمي: «غريب من هذا الوجه، وقد روي من طرق تقوى بعضها بعضا». وله طريق آخر من مرسل سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى، قال: «نسخ المتعةَ الميراثٌ». أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/207). وصححه أبوالفضل الحافظ بن حجر (9/172). قال الدكتور مهدي (1/337): «لقد وقف بعض العلماء عند هذا الحديث وناقشوه من حيث السند والمتن لوجود إشكال في روايته؛ إذ وردت فيه كلمة «ثنيات الوداع» التي اشتهر أنها من جهة الشام وليست من جهة مكة، ويرى عرجون صحة نسبة النشيد إلى حادثة قدومه إلى داخل المدينة دار أبي أيوب، ويوفق بين الروايات ويناقشها ولا يستبعد تكرار إنشاد النشيد في زمن عودته من تبوك، فليراجع عرجون (2/602-611) ونحن نميل مع عرجون إلى تعدد إنشاد النشيد، وإلى أن ثنيات الوداع ليست إلى جهة الشام فقط» انتهى. قلت: قد تقدم بحمد الله تعالى التعليق على كلام عرجون فلا داعي للإعادة، أما ميل الدكتور مهدي لكلام عرجون في تعدد إنشاد النشيد وإلى أن ثنيات الوداع ليست إلى جهة الشام فقط، فلا شك أن النشيد غير ثابت وإسناده معضل كما تقدم، وأن ثنية الوداع هي من جهة الشام كما قال أبوهريرة [ وكما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله وكذلك أهل السير. والخلاصة: أن هذا النشيد لا يصح من جهتي الإسناد والمتن كما تقدم، ولم أجد أو أظفر بعالم من علماء السنة أهل الحديث المختصين بعلم الحديث الذين يعتمد عليهم ويوثق بعلمهم وهم أهل الجرح والتعديل السابقين والمعاصرين من صحح هذا النشيد وأثبت أن النساء والولائد قلن ذلك عند دخول سيد البشر إلى المدينة. وهذا النشيد لم تروه الكتب الستة والعشرة والأربعون!! ولا تغتر بجزم ابن الجوزي كما تقدم قوله؛ لأن ابن الجوزي وإن كان هو صاحب كتاب «الموضوعات» لكن المتتبع والراصد لهذا الكتاب خاصة ولكتبه عموما يجد فيها أوابد وغرائب في تصحيحه أحاديث ضعيفة باطلة، وتضعيف أحاديث صحيحة وحسنة، وسكوته عن أحاديث منكرة، وعندي بحمد الله تعالى رسالة أسميتها «الإسفار في تساهل وتعنت ابن الجوزي في الأحاديث والأخبار». أسأل الله تعالى أن يعينني على نشرها. اعداد: أبو عمر حاي الحاي
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
رد: التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة
التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة- تحريك الإصبع في التشهد عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: إن النبي[ قال: «تحريك الإصبع في الصلاة مذعرة للشيطان». أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/132)، وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (6/2247). قال البيهقي: تفرد به محمد بن عمر الواقدي، وليس بالقوي. قلت: والواقدي متروك. قال عنه النسائي: متروك الحديث (الضعفاء والمتروكين رقم ص 217)، وقال أبو حاتم: متروك. قال البخاري: متروك الحديث، وقال: سكتوا عنه «تركوه» انظر التاريخ الصغير (2/311) الضعفاء الصغير (334)، وقال مسلم: متروك الحديث، الكنى، الورقة (65)، وقال الإمام أحمد: كان الواقدي يقلب الأحاديث، وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديث الواقدي، وقال إسحق بن راهويه: يضع الحديث. انظر التاريخ الكبير للبخاري (1/178)، والتاريخ الصغير له (ص104)، والجرح والتعديل (8/21)، وميزان الاعتدال للذهبي (3/662)، والكاشف له أيضاً (3/73)، والتهذيب للحافظ ابن حجر (9/363). وقال البزار: قد تكلم الناس فيه وفي حديثه نكارة. انظر كشف الأستار (356). قلت: ويغني عن هذا الحديث الواهي أحاديث صحيحة وآثار صحاح في استحباب تحريك الإصبع مع الإشارة، وهو الحق والأدلة عليه: 1- حديث وائل بن حجر، قال رضي الله عنه: لأنظرن إلى صلاة رسول الله[ كيف يصلي. فنظرت إليه فقام فكبر فرفع يديه حتى حاذتا بأذنيه ووضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى، قال: ثم لما أراد أن يركع رفع يديه مثلهما فوضع يديه على ركبتيه، ثم رفع رأسه فرفع يديه مثلهما، ثم سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه، ثم قعد فافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين فحلق حلقة ثم رفع إصبعه، فرأيته يحركها يدعو بها. قال: ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برد فرأيت على الناس جل الثياب يحركون أيديهم من تحت الثياب. حديث صحيح: أخرجه الدارمي، وأحمد (4/318)، وابن خزيمة في صحيح ابن خزيمة رقم (714) (1/354) والطبراني في المعجم الكبير رقم (82) (22/35) والبيهقي في السنن الكبرى (2/132)، كلهم من طرق عن معاوية بن عمرو، وكذلك أخرجه النسائي في المجتبى (2/126) وفي السنن الكبرى أيضا رقم (963) (2/73)، وأبوداود رقم (727)، والبخاري في جزء رفع اليدين رقم (30)، والطبراني في المعجم الكبير رقم (82) (22/35)، وابن حبان في صحيح ابن حبان رقم (1860) (5/170) وابن الجارود في المنتقى رقم (258)، كلهم من طرق عن أبي الوليد الطيالسي عن زائدة بن قدامة به. قلت: فرأيته يحركها. هذه اللفظ تفرد بها زائدة بن قدامة الثقفي أبوالصلت الكوفي، وإسنادها صحيح، وزائدة ابن قدامة ثقة صاحب سنة. قال عنه الإمام أحمد: كان زائدة إذا حدث بالحديث يُتقنه. سؤالات ابنه عبدالله (2520). وقال عنه أيضا: المثبتون في الحديث أربعة: سفيان الثوري وشعبة وزهير وزائدة. العلل ومعرفة الرجال رقم (3855) (2/601). وقال عنه أيضا: إذا سمعت الحديث عن زائدة وزهير فلا تبال ألا تسمعه من غيرهما إلا من حديث أبي إسحق. سير أعلام النبلاء (7/376-377) للحافظ الذهبي. قال النسائي: ثقة. قال أبوزرعة الرازي: «زائدة صدوق من أهل العلم» الجرح والتعديل (3/613) لابن أبي حاتم. قال ابن حبان: «كان من الحفاظ المتقنين وكان لا يعد السماع حتى يسمعه ثلاث مرات، وكان لا يُحدث أحدا حتى يشهد عنده عدل أنه من أهل السنة» الثقات لابن حبان (6/340). قال العجلي: «كان ثقة صاحب سنة لا يُحدث أحدا حتى يسأل عنه؛ فإن كان صاحب سنة حدثه وإلا لم يحدثه» تهذيب التهذيب (3/564) للحافظ ابن حجر، وسير أعلام النبلاء (7/377). وقال الدارقطني: «من الأثبات» العلل (5/219). وقال: «من الأثبات الأئمة» التهذيب (1/621). وقال عنه: «ثقة» الإلزامات والتتبع (ص97، 235). وقال ابن سعد: «كان ثقة مأمونا صاحب سنة» الطبقات الكبرى لابن سعد (6/378)، التهذيب للحافظ ابن حجر (3/264)، وإكمال التهذيب لمُغلطاي (5/29). وقال عنه الحافظ الذهبي: «الإمام الثبت الحافظ، ثقة حجة صاحب سنة توفي غازيا بالروح سنة إحدى وستين ومائة وكان من نظراء شعبة في الإتقان، وقال الإمام أحمد: كان وكيع لا يُقدم على زائدة في الحفظ أحدا» تذكرة الحفاظ للذهبي (1/215). وقال الآجري: قال أبوداود: قال ابن إدريس: «لم أرع الأعمش يُمكن أحدا ما مكن زائدة» إكمال التهذيب لمغلطاي (5/30). وقال المنتجالي: «كان ثقة» إكمال التهذيب لمغلطاي (5/29). وقال الذهلي: «ثقة حافظ» التهذيب (3/264). وقال عنه أبوالفضل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: «ثقة ثبت صاحب سنة» تقريب التهذيب رقم (1982). قلت: فزائدة بن قدامة الثقة الثبت المتقن يُثبت تحريك الإصبع ولم يخالف أحدا من الثقات. ومحمد بن عجلان لا ينهض أن يكون حفظه وإتقانه وضبطه مثل زائدة فضلا عن أن يكون أتقن منه وأضبط؛ فإن بين زائدة وابن عجلان مفاوز وفيافي في الحفظ والضبط، و«ابن اللبون إذا ما لز في قرن: لم يستطع صولة البزل القناعيس». ولا سيما أنه قد قال البخاري رحمه الله تعالى: «قال لي علي، عن ابن أبي الوزير عن مالك أنه ذكر ابن عجلان فذكر خيرا، وقال يحيى القطان: لا أعلم إلا أني سمعت ابن عجلان يقول: كان سعيد المقبري يُحدث عن أبيه، عن أبي هريرة، وعن رجل عن أبي هريرة، فاختلطت علي فجعلتها عن أبي هريرة». التاريخ الكبير (1/603) والتاريخ الصغير (2/75). وذكر ذلك الترمذي أيضا، انظر جامع الترمذي (2747) وكذلك قال النسائي، انظر عمل اليوم والليلة (92). وقال عنه: «ثقة». وقال ذلك أيضا الدارقطني كما في العلل. وقال عنه الحافظ أبوالفضل ابن حجر في التقريب (6136): صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. وإني لأستغرب وأتعجب من قول الأخ الفاضل أحمد بن سعيد اليمني في كتابه الذي سماه: «البشارة في شذوذ تحريك الإصبع في التشهد وثبوت الإشارة» (ص39): وبهذا الحديث وأمثاله دليل تأكيد على أنه ليس هناك تحريك بالإصبع في التشهد. قال: فلم يأت هذا التحريك إلا في خبر زائدة المروي عن وائل بن حجر ] إذاً فلا حجة لمن صحح هذا تعصبا لرأي أو لما قد انتشر بين الناس؛ فالحق أحق أن يقال وأحق أن يتبع، ونحن نقول الحق ولا نخاف في الله لومة لائم. قلت: في كلام المؤلف وفقه الله تعالى تقليل من شأن، وإتقان وضبط زائدة بن قدامة رحمه الله، بل اتهامه بزيادة لفظة التحريك ولا يصح أن يقال هذا في حق زائدة الثقة المتقن، بشهادة أئمة ونقاد وجهابذة علم الحديث رحمهم الله تعالى، فتعصيب اتهام الزيادة به غير لائق وغير مستساغ في حق هذا الجبل، ولا ينبغي أن نصف زيادته وهي من ثقة مُتقن بالشذوذ، فهي حرية وقمنة بالقبول؛ لأن زائدة رحمه الله تعالى فوق الثقة فأين حفظ وإتقان وضبط زائدة من حفظ محمد بن عجلان الذي هو صدوق؟! إذا كان الجواد له حجاب فما فضل الجواد على البخيل يتيمة الدهر للثعالبي (2/395) عيون الأخبار لابن قتيبة، العقد الفريد لابن عبدربه (16/68) والبيت من الشوارد.وأقول: كلمة الأخ أحمد بن سعيد اليمني هدانا الله وإياه، «إذاً فلا حجة لمن صحح هذا تعصبا لرأي»، فيها نوع من التقحل والإسفاف؛ فعلماء السنة وجهابذة الأثر، لم يصححوا هذه اللفظ اتباعا للهوى وما التعصب لرأي إلا من اتباع مضلات الهوى، وتقديم الهوى والتعصب برأ الله منه ونزه أهل العلم المتأسين بالسلف الصالح فلا يصححون أو يضعفون للتشهي والهوى، وإنما يخضعون وينقادون للدليل فالعلماء أسرى بيد الشريعة. وما أجمل كلمة الحق والصدق للحفاظ ابن حجر رحمه الله تعالى أبي الفضل في حق شيخ الإسلام ابن تيمية. فكلام الأخ أحمد فيه تسرع وفيه تهوين لأهل العلم المحققين: أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل قلت: ولابد من التفصيل والبيان حول زيادة الثقات في الحديث، والذي استقر عند أساطين علماء الحديث أن زيادة الثقة في الحديث تقبل بشروط:الشرط الأول: أن يكون راوي الزيادة في الحديث ثقة ضابطا عدلا موثوقا بضبطه وإتقانه. وأن يكون معروفا من أهل الجرح والتعديل بالحفظ والتيقظ والإتقان ويقبلون ما انفرد به من الزيادة في الحديث عن سائر الرواة. واشترط أبوعيسى الترمذي رحمه الله أن يكون حافظا، وهي صفة لابد منها على كونه «ثقة» انظر شرح علل التهذيب لابن رجب (2/631) وهو قول الإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالى، قال الحافظ ابن حجر أبوالفضل في (النكت) (2/689): قال ابن خزيمة في صحيحه: ولسنا ندفع أن تكون الزيادة مقبولة من الحفاظ، ولكنا نقول وبالله التوفيق: إذا تكافأت الرواة في الحفظ والإتقان فروى عالم بالأخبار زيادة في خبر قُبلت زيادته، فإذا تواردت الأخبار - فزاد وليس مثلهم في الحفظ - زيادة، لم تكن تلك الزيادة مقبولة. وقال الحافظ ابن عبدالبر- رحمه الله -في كتابه التمهيد (3/306): إنما تُقبل الزيادة من الحافظ إذا ثبت عنه وكان أحفظ وأتقن ممن قصر أو مثله في الحفظ لأنه كأنه حديث آخر مستأنف، وأما إذا كانت الزيادة من غير حافظ ولا مُتقن فإنها لا يُلتفت إليها. وقال -رحمه الله تعالى- في التمهيد (5/19): «وهو يتكلم عن وصل حديث عطاء بن يسار في الشك في عدد ركعات الصلاة: «والحديث متصل بسند صحيح لا يضر تقصير من قصر به في اتصاله؛ لأن الذين وصلوه حفاظ مقبولة زيادتهم». وانظر فتح المغيث للسخاوي (1/247)، وفتح الباقي للأنصاري (1/212). الشرط الثاني: وكذلك ألا تخالف الزيادة المزيد عليه، يعني ألا يخالف المنفرد بالزيادة من هو أوثق منه وأضبط، وإذا وقع مثل ذلك صار الحديث شاذا أو الزيادة فيها شذوذ. قال الحافظ ابن حجر أبوالفضل- رحمه الله تعالى- في النكت (2/687): يعني لأنه يصير شاذا. قال القاضي أبويعلى: «إن الجماعة إذا نقلت حديثا وانفرد واحد منهم بزيادة لا تخالف المزيد عليه، كان المنفرد بحديث سواه ولو انفرد بحديث سواه كان مقبولا، فوجب أن تُقبل هذه الزيادة» انظر العدة (3/1007). وقال الحافظ أبوالفضل بن حجر رحمه الله: «وزيادة راويها أي الصحيح والحسن مقبولة ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق ممن لم يذكر تلك الزيادة؛ لأن الزيادة إما أن تكون لا تنافي بينها وبين رواية مَن لم يذكرها فهذه تقبل مطلقا لأنها في حكم المستقل الذي ينفرد به الثقة ولا يرويه عن شيخه غيره». انظر شرح النخبة (ص65)، والمسودة لآل تيمية (ص299)، شرح مختصر الروضة للطوفي الحنبلي (2/226). وقال الطوفي رحمه الله: «فإن نافته، احتيج إلى الترجيح لتعذر الجمع» شرح مختصر الروضة (2/224). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وإما أن تكون منافية - أي الزيادة - المزيد عليه، بحيث يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى، فهذه التي يصح الترجيح بينها وبين معارضها فيُقبل الراجح ويرد المرجوح» انظر شرح النخبة (ص65). الشرط الثالث: أن تفيد الزيادة حكما زائدا. هذا الشرط اشترطه بعض العلماء في قبول الزيادة أن تفيد حكما زائدا، وأما إذا لم تفد حكما زائدا فإنها مردودة لا تُقبل. قال الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: «وقال فريق ممن قبل زيادة العدل الذي، نفرد بها إنما يجب قبولها إذا أفادت حكما يتعلق بها، وأما إذا لم يتعلق بها حكم فلا». الكفاية (ص597). آثار الصحابة رضي الله عنهم: قال إربدة التميمي: سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن تحريك الرجل إصبعه في الصلاة فقال: ذلك الإخلاص. أخرجه عبدالرزاق في المصنف رقم (3244) وابن أبي شيبة مختصرا (2/482)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/133). قلت: وإسناده حسن. وكذلك قول مجاهد رحمه الله، قال: «تحريك الرجل إصبعه في الصلاة مقمعة للشيطان». إسناده صحيح: أخرجه عبدالرزاق في المصنف رقم (3245) (2/250)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/484) مختصرا. اعداد: أبو عمر حاي الحاي
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
رد: التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة
التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة (4)حكم المظاهرات روي عن عمر بن الخطاب ] قال: «شرح الله صدري للإسلام فقلت: الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله [، قلت: أين رسول الله [؟ قالت أختي: هو في دار الأرقم بن الأرقم عند الصفا، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله [ في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر، قال فخرج رسول الله [ فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره نثرة فما تمالك أن وقع على ركبته فقال: «ما أنت بمنته يا عمر؟». فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد. فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال: «بلى والذي نفسه بيده، إنكم على الحق إن متم وإن حييتم». فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن فاخرجناه في صفين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر، لنا كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، فنظرت إليّ قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها».تخريج هذه الحكاية هذه الحكاية أو القصة هي عند أبي نعيم كما في كتابة «حلية الأولياء» (1/40). وآفتها: إسحق بن عبدالله بن أبي فروة. وصفه الأئمة بالكذب وأنه متروك. كما نعته يحيى بن معين: إسحق بين أبي فروة لا شيء كذاب. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (20/228). وقال عنه البخاري: إسحق بن عبدالله بن أبي فروة تركوه. قال النسائي في «الضعفاء الصغير» (20): متروك الحديث. وقال الدارقطني: متروك. انظر الضعفاء والمتروكين (94). وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع، وكان أحمد بن حنبل ينهى عن حديثه. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: إسحق بن أبي فروة ذاهب الحديث متروك الحديث. وكذلك عن ابن أبي حاتم. قال يحيى بن معين: إسحق بن أبي فروة: كذاب، لا شيء، كذاب وعنده أيضا: بالإسناد إلى عمرو بن علي الصيرفي أنه حدثه بأن إسحق بن أبي فروة متروك الحديث. انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/000228). وقال ابن عدي في ترجمة إسحق هذا وهي مطولة إسحق بن أبي فروة هذا ما ذكرت هاهنا من أخباره بالأسانيد التي ذكرت فلا يتابعه أحد على أسانيده ولا على متونه وسائر أحاديثه. ومما يدل على وهاء نكارة هذه الحكاية: تبويب الإمام الحافظ البخاري رحمه الله في الجامع الصحيح (رقم 3865) ورقم (3864) كتاب مناقب الأنصار: إسلام عمر رضي الله عنه وساق البخاري رحمه الله حديث ابن عمر عبدالله رضي الله عنهما قال: لما أسلم عمر ] اجتمع الناس عند داره وقالوا: صبأ عمر - وأنا غلام فوق ظهر بيتي فجاء رجل عليه قباء من ديباج، فقال: قد صبأ عمر، فما ذلك فأنا له جار، قال: فرأيت الناس تصدعوا عنه فقلت: من هذا؟ فقالوا: العاص بن وائل. وهي عند البخاري رحمه الله في الصحيح (رقم 3864) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وأورده الحافظ أبوالحجاج المزي كما في تحفة الأشراف (رقم 6743)، من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: بينما هو في الدار خائفا يعني عمر ] إذ جاءه العاص بن وائل السهمي وعليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية وفقال: ما بالك؟ قال: زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت. فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي، فقال: أين تريدون؟ فقالوا: نريد عمر بن الخطاب الذي صبأ، قال: لا سبيل إليه فكرَّ الناس. وذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى (البداية والنهاية 3/81)، قصة إسلام عمر ] وإسنادها حسن لأن ابن اسحاق صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. قال ابن إسحق: وحدثني نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر قال: أي قريش (نقل للحديث) فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، فعدا عليه فقال له: أعلمت يا جميل أني أسلمت ودخلت في دين محمد [؟ قال: فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه واتبعه عمر، واتبعته أنا حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، وهم في أوديتهم حول الكعبة: ألا إن ابن الخطاب قد صبأ. قال: يقول عمر من خلفه: كذب، ولكني أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم. قال: وطلح فقعد، وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم فأحلف بالله أن لو كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا. قال: فبينما هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة وقميص موشي حتى وقف عليهم، فقال: ما شأنكم. فقالوا: صبأ عمر. قال: فمه، رجل اختار لنفسه أمرا فماذا تريدون؟! أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبكم هكذا؟ خلوا عن الرجل. قال: فوالله لكأنما كانوا ثوبا كشط عنه، فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى المدينة: يا أبت من الرجل الذي زَجَرَ القوم عنك بمكة يوم أسلمت وهم يقاتلونك؟ قال: ذلك أي بني العاص بن وائل السهمي. قلت: بعد أن تبين «الضعف الشديد لهذه الحكاية: مظاهرة عمر وحمزة رضي الله عنهما، لا يجوز الاحتجاج بها في جواز المظاهرات كما احتج بها الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق. حكم المظاهرات مما لا شك ولا امتراء فيه أن مسألة المظاهرات والخروج على الحاكم المسلم من النوازل العظام والأمور الجسام؛ لما يترتب عليها من آثار عظيمة ونتائج خطيرة. لذلك فإن الحق والصواب أنه ليس في دين الإسلام مظاهرات وخروج على الحاكم المسلم الظالم الفاسق. هذا الذي استقر عليه مذهب السلف الصالح الذين يرون عدم الخروج والمظاهرات على الحاكم الفاسق الظالم وهم جمهور أهل السنة والجماعة والمحدثين. قال الحافظ أبوزكريا النووي رحمه الله تعالى: قال جماهير أهل السنة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين: لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق ولا يجوز الخروج عليه بذلك. انظر شرح صحيح مسلم (12/470-471). أحاديث تصرح بتحريم الخروج على الحاكم المسلم ولو جار 1- عن عبدالله بن مسعود ] قال: قال رسول الله [: «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكروها» قالوا: ما نفعل يا رسول الله؟ قال: «أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم».أخرجه البخاري: كتاب الفتن. ومن وصاة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين الصبر على جور الأئمة. كما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي [: قال: «من كره من أميره شيئا فليصبر؛ فإنه من خرج عن السلطان شبرا مات ميتة الجاهلية». أخرجه البخاري: كتاب الفتن. وأخرج مسلم: أن سلمة بن يزيد الجعفي سأل رسول الله [ فقال: يا بني الله! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونني حقهم ويمنعونني حقنا فما تأمرنا؟! فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثانية في الثالثة؛ فجذبه الأشعث. وعن عبادة بن الصامت ] قال: «دعانا النبي [ فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعناه على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثره علينا، وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان». أخرجه البخاري (كتاب الفتن - رقم: 6647)، باب قول النبي [: سترون بعدي أمورا تنكرونها. وفي كتاب الأحكام (رقم: 6774) باب كيف يبايع الإمام، ومسلم كتاب الإمارة رقم (1709) باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية، والنسائي: كتاب البيعة، باب البيعة على القول بالعدل رقم 4153، 4514، وأحمد رقم 15226 - 22192. فهم الصحابة: لقد ظهرت فتن حالكة دامسة كقطع الليل المظلم عندما استشهد أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه. وظهرت الفرق الضالة المنحرفة الزائغة وتولى وتقلد أمور المسلمين بعض الخلفاء كيزيد بن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، فامتنع أكثر الصحب رضي الله عنهم عن منا بذته بالسيف، بل بايعوه، ومن أروع وأسطع وأنور الأدلة عدم ذهاب وانضمام الصحابة لخروج الحسين ] ونصحوه بالرجوع والعدل عن رأيه كما قال له ابن عباس رضي الله عنهما: يا بن عم إني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك، وإن أهل العراق قوم غدر فلا تغترن بهم. انظر البداية والنهاية (8/173). ونصحه ابن الزبير وابن عمرو وأبوسعيد الخدري والفرزدق. انظر رسالتي: من المسؤول عن قتل الحسين ]؟ المعقول: ومن الأمور المعقولة في مفاسد الخروج وأوضاره وأضراره: أن الخروج غالبا ما يؤدي إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء وانتهاك وهتك الأعراض والسرقات وتهديم الأمصار وتعطيل الحقوق، وهذه أعظم المفاسد التي حرم الشرع المطهر الاعتداء عليها وسد كل ذريعة في التطاول عليها، فحفظ الكليات الخمس من المقاصد والمصالح. وأما ما يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ أو غير سائغ فلا يجوز أن يزال لما فيه من ظلم وجور، كما هو عادة أكثر النفوس تزيل الشر بما هو شر منه، وتزيل العدوان بما هو أعدى منه، فالخروج عليهم يوجب من الظلم والفساد أكثر من ظلمهم، فيصبر عليه كما يصبر عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ظلم المأمور والمنهي في مواضع كثيرة كقوله تعالى: {وَأمُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك} (لقمان: 17) قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة وكابن الأشعث الذي خرج على عبدالملك بالعراق، وكأبي المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان وكابن مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضا، وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة المنورة والبصرة وأمثال هؤلاء، وغاية هؤلاء. إما أن يغلَبوا، وإما أن يغلِبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة؛ فإن عبدالله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا، وكلاهما قتله أبوجعفر المنصور، وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم هزموا فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا، والله تعالى لا يأمرنا إلا بما يحصل به صلاح الدين وصلاح الدنيا. منهاج السنة النبوية (4/527-528). وتأمل يا أخي - زادك الله حرصا وعلما وفقها وتمسكا بفهم السلف الصالح - ما حفظته عائشة أم المؤمنين عن النبي [ أنه قال: «خصال ست ما من مسلم يموت في واحدة منهن إلا كان ضامنا على الله أن يدخله الجنة: 1. رجل خرج مجاهدا فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله. 2. ورجل تبع جنازة، فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله. 3. ورجل عاد مريضا، فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله. 4. ورجل توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لصلاته، فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله. 5. ورجل أتى إماما لا يأتيه إلا ليعزره ويوقره، فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله. 6. ورجل في بيته لا يغتاب مسلما ولا يجر إليهم سخطا ولا نقمة، فإن مات كان ضامنا على الله». حديث صحيح: أخرجه أحمد (5/241)، والطبراني. اعداد: أبو عمر حاي الحاي
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
رد: التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة
التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة (5) أحاديث ضعيفة في الحج 1- عن سعيد بن المسيب أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتى عمر بن الخطاب ] فشهد عنده أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قُبض فيه ينهى عن العمرة قبل الحج. حديث باطل: رواه أبو داوود (1973) والبيهقي في السنن الكبرى (5/195). قال ابن القيم -رحمه الله تعالى -(تهذيب السنن (2/316): هذا الحديث باطل ولا يحتاج لتعليله إلى عدم سماع ابن المسيب من عمر، قال الإمام أحمد- رحمه الله تعالى-: إذا لم يقُبل سعيد بن المسيب عن عمر فمن يقُبل؟! وقال أبو محمد بن حزم: هذا حديث في غاية الوهي والسقوط لأنه مرسل، عمن لم يُسمَّ ففيه خمسة عيوب وهو ساقط لا يحتج به من له أدنى علم. وقال عبدالحق الإشبيلي رحمه الله تعالى: هذا منقطع ضعيف الإسناد، وقال البغوي في شرح السنة رحمه الله تعالى، (7/9)، : في إسناده مقال: وكذا قال الخطابي في معالم السنن (2/316). قلت: ويكفي بطلان هذا الحديث أنه يخالف قوله تعالى {وأتموا الحج والعمرة لله}، وأمر النبي [ بالعمرة قبل الحج في أحاديث كثيرة. 2- عن أبي هريرة ] عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: جل وعلا: {وأتموا الحج والعمرة لله}قال: «من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك». إسناد ضعيف؛ لوجود جابر بن نوح، ضعفه الأئمة كيحيى بن معين وأبي حاتم، وقال النسائي: ليس بالقوي. والحديث رواه البيهقي في (السنن الكبرى (5/30) وقال -رحمه الل-ه فيه نظر، وابن عدي (4/544) وقال -رحمه الله-: هذا الحديث الذي ذكرته لا يعرف إلا بهذا الإسناد، ولم أر له أنكر من هذا. ومن الآثار السيئة لهذا الحديث الضعيف أنه يجيز للحاج أن يحرم من بيته، وهو يلغي المواقيت المحددة من النبي صلى الله عليه وسلم . 3- عن الحسن بن هادية قال: لقيت ابن عمر رحمه الله فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل عمان، قال: من أهل عمان؟ قلت: نعم، قال: أفلا أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني لأعلم أرضاً يقال لها عمان لا ينضح بناصيتها أو بجانبيها البحر، الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها». إسناده ضعيف وذلك لجهالة الحسن بن هادية، قال أبو حاتم (اللسان 2/258): لا أعرفه، أما الهيثمي فقد قال في (مجمع الزوائد 3/217): رجاله ثقات!! والحديث رواه أحمد (2/30 ) والبيهقي (4/335). قلت: ومما يدل على ضعف الحديث ونكارته أن مكة والمدينة أشرف وأقدس من عمان، ولم يأت حديث صحيح في أن الحجة منهما تعدل حجتين. 4- عن جابر بن عبدالله قال: دخلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم باب المسجد فأناخ راحلته ثم دخل المسجد، فبدأ بالحِجْر فاستلمه وفاضت عيناه بالبكاء، ثم رمل ثلاثاً ومشى أربعاً حتى فرغ فلما فرغ قبَّل الحَجَر ووضع يديه عليه ومسح بهما وجهه. - ضعيف: فيه نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي، صدوق يخطئ كثيراً، فقيه عارف بالفرائض كما في التقريب (7166)، وفيه تدليس محمد بن إسحق فإنه قد عنعن، والحديث رواه الحاكم (1/455)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم!! - قلت: وهو حديث ليس بصحيح وليس على شرط مسلم؛ فإن نعُيماً هذا لم يخرج له مسلم في الصحيح، ولكن أخرج له في «مقدمة الصحيح»، كما قال أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال (29/481). اعداد: أبو عمر حاي الحاي
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
رد: التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة
التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة-أحاديث ضعيفة في الحج عن علي بن أبي طالب ] قال: قال رسول الله [: «من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً؛ وذلك لأن الله تعالى قال في كتابه: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً}»، رواه الترمذي، وقال: غريب وفي إسناده مقال والحارث يضعف وهلال بن عبدالله الراوي له عن أبي إسحق مجهول، وسئل إبراهيم الحربي عنه فقال: من هلال؟ وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث وليس الحديث بمحفوظ، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الترمذي: مجهول وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال. قال الحافظ في التقريب: متروك، والحارث هو ابن عبدالله الأعور الهمداني، كذبه الشعبي ورمي بالرفض، التقريب صـ 146 (رقم1029).وله شاهد لكن لا يفرح به لوجود متروكين فيه وهو: عن أبي هريرة ] قال: قال رسول الله [: «من مات ولم يحج حجة الإسلام في غير وجع حابس أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر، فليمت أي الميتين شاء، إما يهودياً أو نصرانياً»، رواه ابن عدي، من طريق عبدالرحمن الغطفاني عن أبي المهزم وهما متروكان. قلت: وهذه الطرق لا تقوي الحديث وذلك لضعفه الشديد، بل إن ابن الجوزي أورده في الموضوعات. أما قول الشوكاني: وهذه الطرق يقوى بعضها بعضا وبذلك تتبين مجازفة ابن الجوزي في عدّة لهذا الحديث من الموضوعات، فإن مجموع تلك الطرق لايقصر عن كون الحديث حسنا لغيره!! وهو محتج به عند الجمهور، ولا يقدح في ذلك قول العقيلي والدارقطني: لم يصح في الباب شيء؛ لأن نفي الصحة لا يستلزم نفي الحسن. ا هـ. قلت: وهناك مراسيل للحديث وآثار لكنها لا تقوي المرفوع. قال الحافظ ابن حجر أبو الفضل رحمه الله تعالى كما في تلخيص الحبير: (2/221). والصحيح من الروايات رواية الحسن المرسلة، ثم قال: واذا انضم هذا الموقوف إلى مرسل ابن سابط علم أن لهذا الحديث أصلاً ومحمله على من اسْتحل الترك وتبين بذلك خطأ من ادعى أنه موضوع، والله أعلم. قلت: وقد ذكر طرقه العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى- في أضواء البيان (5/124-127)، قال: وله طرق أحدها: أخرجه سعيد بن منصور في السنن وأحمد وأبو يعلى والبيهقي من طرق عن شريك عن ليث بن أبي سليم عن ابن سابط عن أبي أمامة بلفظ: «من لم يحبسه مرض أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر فلم يحج، فليمت...». عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله [: أأحج عن أبي؟ قال [ «نعم، إن لم تزده خيراً لم تزده شراً». حديث ضعيف، أخرجه ابن ماجة (رقم2904) كتاب المناسك باب الحج عن الميت، والطبراني في المعجم الكبير (رقم13009)، (12/245) وأبو نعيم في الحلية (4/100). وقال: غريب من حديث يزيد، تفرد به الثوري عن الشيباني. وضعفه الإمام الحافظ أبو عمر بن عبدالبر -رحمه الله تعالى-، حيث قال: أما هذا الحديث فقد حملوا فيه على عبدالرزاق لانفراده به عن الثوري من بين سائر أصحابه، وقالوا: هذا حديث لا يوجد في الدنيا عند أحد بهذا الإسناد إلا في كتاب عبدالرزاق أو في كتاب من أخرجه من كتاب عبدالرزاق، ولم يروه أحد عن الثوري غيره، وقد خطؤوه فيه وهو عندهم خطأ. انظر الاستذكار (12/64) والتمهيد (9/129). وكذلك قال عن الحديث: إن لفظ الحديث منكر لا يشبه ألفاظ النبي [ إذ كيف يأمر بما لا يدري هل ينفع أم لا ينفع؟! انظر الاستذكار (12/63) والتمهيد (9/129-130). اعداد: أبو عمر حاي الحاي
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
رد: التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة
التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة تخريج حديث: «استقيموا لقريش..» عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإن لم يستقيموا لكم فاحملوا سيوفكم على أعناقكم فأبيدوا خضراءهم، فإن لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقياء وكلوا من كد أيديكم» (أخرجه أحمد5/77). ومن طريقه الخلال في السنة رقم (81،80)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/160)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/146)، وابن حبان في المجروحين (1/157)، والحافظ الروياني في مسنده رقم (622)، (624)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/6)، وابن الأعرابي في المعجم رقم (1301). قال أبو حاتم في كتاب «المراسيل» (288): سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان شيئاً، يدخل بينهما معدان.قال إمام الجرح والتعدليل يحيى بن معين رحمه الله: لم يسمع سالم من ثوبان. انظر كتاب الخلال: «المنتخب من العلل» رقم (81)، وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: سالم بن أبي الجعد لم يلق ثوبان. انظر السنة للخلال (82). وقال الإمام أحمد أيضا: لم يلق ثوبان، بينهما معدان بن أبي طلحة. انظر جامع التحصيل في أحكام المراسيل (218) للحافظ العلاكي، وكذا قال أبو حاتم كما في: «تحفة التحصيل» (295). وقال يحيى بن معين رحمه الله: سمعت خالد بن خراش قال: جاء سلام بن أبي مطيع إلى أبي عوانة، فقال: هات هذه البدع التي قد جئتنا بها من الكوفة، قال: فأخرج إليه أبو عوانة كتبه فألقاها في التنور، فسألت خالدا: ما كان فيها؟ قال: حديث الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «استقيموا لقريش» وأشباهه. - وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله قال: الأحاديث خلاف هذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أسمع وأطع ولو لعبد مجدع». أخرجه مسلم رقم (1837). «ومنشطك ومكرهك». وقال الإمام أحمد رحمه الله: «السمع والطاعة في عسرك ويسرك وأثرة عليك» ا هـ. - وفيه زيادة: قال أحمد رحمه الله: فالذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث خلاف حديث ثوبان وما أدري ما وجهه؟ - وقال شيخنا -رحمه الله- حافظ الوقت حسنة الأيام: حديث ثوبان هذا لا يصح من قبل إسناده وابن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان فهو منقطع؛ فإذا ثبت ضعف الحديث فلا حاجة إلى تكلف تأويله؛ لأنه يوهم صحته. - قلت: ولحديث ثوبان شاهد ولا يفرح به من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإن لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم وأبيدوا خضراءهم». شعيب بن بيان الصفار، قال الجوزجاني: يروى المناكير، وقال العقيلي: حدث عن الثقات بالمناكير، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 288)، رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه. - قلت: وله شاهد آخر أخرجه الخلال في السنة رقم (82)، عن مهنا أنه سأل الإمام أحمد قال: سألته عن علي بن عابس يحدث عنه الحماني عن أبي فزارة، عن أبي صالح مولى أم هانئ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «استقيموا لقريش» فقال: ليس بصحيح، هو منكر. قلت: وهذا حديث ضعيف جداً لعلل عدة: 1 - الحماني: هو يحيى بن عبد الحميد بن عبدالرحمن الحماني ابن بشمين الكوفي، حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث، التقريب رقم (7591). 2 - علي بن عابس الأسدي الكوفي، ضعيف يرسل - التقريب (634) من الثالثة. 4 - وله علة قوية. المتن منكر يخالف الأحاديث الصحيحة التي توجب السمع والطاعة لولاة الأمور وعدم الخروج أو التظاهر والمظاهرات عليهم. فعن أبي التياح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة» رواه البخاري. وعن أبي رجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما يرويه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتة جاهلية» رواه البخاري. ومما جاء من حديث الشيخين -رحمها الله تعالى- من طريق شعبة عن أبي التياح عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يهلك الناس هذا الحيُّ من قريش» قالوا: فما تأمرنا؟ قال صلى الله عليه وسلم : «لو أن الناس اعتزلوهم» أخرجه البخاري رقم (3604)، ومسلم (2917)، وأحمد (2/301)، وأبو يعلى رقم (6093)، وأبو عمرو الداني (189)، الفتن، والبيهقي في دلائل النبوة (6/464). هذا الحديث طعن به الإمام أحمد رحمه الله؛ حيث قال ابنه عبد الله رحمه الله (2/301) عقب هذا الحديث: وقال أبي في مرضه الذي مات فيه: اضربوا على هذا الحديث؛ فإنه خلاف الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني قوله: «واسمعوا وأطيعوا واصبروا». - قلت: هذا الضرب على الحديث من هذا الإمام الجبل الحافظ المتقن الإمام أحمد فيه نظر، وقد صححه الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله. وليس من شرط صحة الحديث أن يتواطأ ويتفق أئمة الحديث ونقاده على التصحيح؛ وذلك لأن التصحيح والتضعيف من المسائل الاجتهادية والمجتهد قد يتعرض للخطأ؛ لأن طبيعة البشر تقتضي عدم العصمة. وإذا وقع اختلاف بين أئمة هذا العلم في التصحيح والتضعيف؛ فهناك قرائن ومرجحات لطالب العلم، أما إذا اتفقوا وأجمعوا وأزمعوا وأطبقوا وتواظبوا عليه وتواطأوا على ضعفه مع وضوح الأدلة؛ فلا يسع طالب العلم إلا موافقتهم، فهم أهل الصنعة بلغوا الغاية العليا والنهاية القصوى، والمدى والمبتغى الأعلى والمرتقى الأنأى. هؤلاء الرعيل الأول المتقدمون قد بلغوا في الحفظ والإتقان والجودة والضبط أقصى غاياته وحفظوا الطرق، وفتشوا أشد التفتيش ونقبوا أشد التنقيب، وأحكامهم وأقوالهم وفتاويهم أعلى الأحكام وأصحها؛ لشدة قربهم ومعاصرتهم للرواية وقوة قرائحهم وحفظهم مئات الألوف من الأسانيد حتى أصبح السند الذي يشذ عن أحدهم عزيزاً نادراً. قال الحافظ الذهبي رحمه الله (748): وجزمت بأن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة: «تذكرة الحفاظ 3/948». - قلت: لذلك فقد شيد المتقدمون منهجاً علمياً محكما دقيقاً حصيناً لم يسبقوا إليه في تاريخ العلم والمعرفة في القديم والحديث ميزوا الصالح منها للاحتجاج مما سواه في دقة بالغة وحرص عظيم ومسالك مترابطة تأصيلية رائعة في حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أبو حاتم الرازي رحمه الله: لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار نبيهم، وأنساب سلفهم إلا في هذه الأمة. انظر تاريخ دمشق (38/ 30)، شرف أصحاب الحديث (43)، وفتح المغيث (3/4)، وشرح المواهب (5/394). قلت: فهم علماء الحديث وجهابذة الإسلام وصيارفة هذا الفن العظيم. اعداد: أبو عمر حاي الحاي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |