كيف أتعامل مع بناتي المراهقات؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 21 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2021, 02:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أتعامل مع بناتي المراهقات؟

كيف أتعامل مع بناتي المراهقات؟


أ. مروة يوسف عاشور




السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ثلاث بنات، ابنتي الكُبرى في الصف الأول الثانوي، والتي بعدها في الثالث المتوسط، والثالثة تدرس في الصف السادس الابتدائي.

ابنتي الكبرى هذه ممتازةٌ في الدراسة، أما الثانيةُ فليستْ مثل الأُولى، مع أنها ذكيَّة، لكنها لا تُحب الدراسة، ولا تُصَرِّح بذلك!

اشتريتُ للكبرى جوَّالًا؛ لأنني وعدتُها إن حصلتْ على تقدير ممتاز فسوف أهديها جوَّالًا.

أما الثانية، فقد اكتشفتُ أن لديها حسابًا في "تويتر" كأختها الكبرى، لكنها تستخدم عبارات؛ مثل: (كُلِي تبن - على زق - يلعن أمك! ووجدتُ أن الزوَّار المتابعين لها يطلبون منها تغييرَ صورة الخلفية؛ لأنها كما تبدو صورة إغراء، مع أنها ليستْ صورتها، ولم أجدْ هذه الصورة في الوقت الذي دخلتُ فيه لحسابها!

هذه الألفاظ السابقة ليستْ موجودة في محيط بيتنا إطلاقًا، وقد صُعِقْتُ مِن قراءتِها!

تفاجأتُ بأنَّ الصغيرة أيضًا لديها حساب، وتستخدم جهاز الـ"آي باد" الموجود في البيت.

الآن أنا وزوجتي لا نعرف كيف نتعامَل مع هذا الموقف، نحن لم نخبرها بشيءٍ؛ لأننا لا نريد أن نتصرَّف تصرُّفًا خاطئًا.

أرجو المساعدة، مع الشكر والدعاء لكم، وأعتذر عن ذكر الألفاظ السابقة، لكن لتتضح لكم الصورة كاملة.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قال رويم بن أحمد البغدادي لابنه : (اجعلْ علمَك ملحًا، وأدبك دقيقًا).

يحق لك - أيها الوالد الكريم - أن تتألَّمَ مما رأيتَ، وأن تتوجَّع لِما باغتكَ مِن أخلاق ابنتِك التي حَرَصتَ كلَّ الحرص على تربيتِها على محاسِن الأخلاق, وتطهير سَمعِها وبصرها من تلك البذاءات, وتغذية قلبها الصغير بالعطف والحنان الدائم منك ومن الوالدة الكريمة, لكن أتَحسبُ أن ذلك يَقِيها كلَّ مخاطر عمر المراهقة؟

دعْ عنكَ التفكير في أختِها الآن، فلدينا من الفروق الفردية ما يجبرنا على تجنُّب تلك المقارنات، والنظر إلى كل واحد من الأبناء على حِدَةٍ.

ابنتُك الغالية تقتربُ أو أكملت الخامسة عشرة من عمرها, وهذا العمر الحساس يصعب على الوالدينِ فيه التقرُّب من الفتاة مهما بَذَلَا من جهودٍ، أو تقرَّبَا إلى الفتاة، أو علَّماهَا أو وجَّهاها, فتبقى لتلك المرحلة الحرجة أسرارُها، ودوافعها غير المنطقية، وغيرها من الأمور الخارقة لحميد العادات التي تربَّى عليها المراهقُ ونشأ فيها.

والمختصُّون يُوَضِّحون ذلك بأن المُراهق عمومًا لن يستجيبَ لحوارات العقل، ولن يُلبِّي نداء الحكمة, بل يندفع وراء المخاطر بكلِّ ما فيها من خشية؛ ليخوضَها وحدَه، ويتعرَّض لما فيها مِن أهوال, ولا يجد المراهق ما يُثِيره أو يُضفِي على حياته شيئًا مِن السعادة والمتعة؛ كتجاوز الحدود في بعض الأحيان، وخرق العادات والتقاليد، وربما الأخلاق الحميدة أيضًا, وتختلف الفتيات عن الفتيان في أنها تعرف حدودها، وتتجنَّب ما قد يورِّطها في مشكلات حقيقيةٍ؛ فتستجيب لما ترى فيه مخالفة للفضائل، وخرْق لحميد العادات، دون أن تقتحمَ الأخطار وتخوض غمارها.

يتميَّز عالَـمُ الفتيات في هذا العمر برغبة عارمة في التحرُّر مِن قيود يرونها بعين العقل منطقيةً, لكنها تبقى بعين العاطفة التي تتحكَّم في كثيرٍ من أفعالهن غير ذلك؛ فلماذا لا تتجاوز الحد في الحديث؟ ولماذا لا تتمادى في المزاح غير المقبول؟ ولماذا لا تتحرَّر مِن كل ما لا يَرُوقها وما يُقيِّد حريتها أيًّا كانتْ هذه الحرية؟! هذا منطقُها في ذلك العمر الحرج, ولن تُفلِح الجهود مهما بُذِلتْ لتخرجَها من ذلك النطاق الواسع الذي ترى فيه مساحة جيدة للانطلاق.

لا أنصحُك ووالدتَها بمواجهتِها بمثل ذلك، أو لَوْمِها وتوبيخها ما لم يدخل الوضعُ في حالة أخطر من ذلك, ولكن ما أُشِير عليكما به:
أولًا: ما الذي يدعو المراهق في كثير من الأحيان - شابًّا كان أو فتاة - إلى التصرف خارج البيت على نحوٍ يختلف تمامًا عما يفعله بداخله؟

السببُ المتوقَّع هو علمه يقينًا أن هذا لن يكونَ مقبولًا في بيته, ولن يجد نفس ردود الفعل التي يجدها بين أصدقائه، ولن يلقى نفس الترحيب وما يمنحه شعورًا بذاته.

لكن الحل لن يكونَ بالتأكيد في قبول كل ما يصدر منها من قول أو فعل؛ كالذي ذكرتَ, وإنما توسع المساحة أمامها، ويُتاح لها التعبير عن رأيها، ويُسمح لها ببعض المزاح الذي قد يكون فيه تجاوز مقبول، أو مخالفة لقوانين البيت، والتمرد على أنظمتِه, ولتشاركها الوالدة بعض ذلك بإتاحة الفرصة لها بالتعبير عمَّا يَجُولُ في نفسِها، وما يُشعرها بالتقيُّد, وإن شئتَ فليكن في إطارٍ فُكاهيٍّ، كأن تُمثل الأم دور المذيعة التي تلتقي بعض الشخصيات، وتحاورها حوارًا فكاهيًّا لطيفًا يكثر فيه الضحك والتعبير عن مشاعرها بصورة أكثر حرية, الأفضل أن يقتصر ذلك على الأم دونك؛ حيث يتمكن الأبناء عادة من التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل في غياب الوالد.

مثل هذه المواقف تُشعِر الفتاة بأن جوَّ البيت وإن اختلف عن خارجه، لكن يبقى من أجواء المرَح والقدرة عن التعبير عن الذات، والتحرر في بعض الأوقات المسموح بها، ومشاركة الأهل ما تشاركه صديقاتها.

ثانيًا: حَاوِلَا التقليل من المحادثات العقلانية بوجهٍ عام؛ ولتكن النصائح غيرَ مباشرة كمشاركةِ الأسرة جميعًا في مشاهدة برامج دعوية، أو محاضرات تربوية، أو قصص تحث على الفضيلة وترغب بها؛ وليكنِ النصحُ مُرتكزًا على مخاطبة العواطف والمشاعر أكثر مما يخاطب العقل, فلن تجدَ لديها من المنطقية والتعقُّل ما يُؤهِّلها لخَوْضِ حوار ناجح, وفي غالب الأحوال يتظاهر المراهق بالقبول والتصديق والموافقة على كل ما يقول الوالدانِ؛ للفرار من ذلك الموقف، والنجاة بنفسه من محاضرات وعْظِيَّة مُمِلَّة لا حاجة له بها.

لهذا أنصحكما بمُخاطبة مشاعرها، وتغذيتِها بالمدح والثناء، وإظهار محبتكما لها في كلِّ وقت, مما يكسبها الثقة التي تحتاج إليها كلُّ فتاة في عمرها.

ثالثًا: مِن أكثر ما يشغل بال الفتاة في ذلك العمر قضيةُ لفْت الأنظار، ورأي مَن حولها بها؛ ولهذا تتصرَّف أمام بعض الزميلات أو الصديقات بصورةٍ تُخالف طبيعتَها الخيِّرة، وتغلب صفاتها الحميدة, لمجرَّد إشباع رغبةِ لفت الأنظار, ولعلَّ هذا سبب اختيارِها صورة إغراء تجذبُ بها أنظار الجميع, ثم آثرتْ تغييرَها لما اعتادتْه مِن طبائع طيبةٍ، وما تربَّتْ عليه من أخلاق فاضلةٍ, فهي تبقى بين شدٍّ وجذْبٍ، وانقطاع واتصالٍ؛ فتَغلب عليها صفاتها الطيبة حينًا، وتُغلَب حينًا, حتى تستقرَّ العواطفُ، وتهدأ ثورةُ المشاعر وفورانها، وتمضي هذه المرحلة بما فيها مِن تقلُّبات وتغيُّرات، وترسخ عاداتها الحسنة بعد ذلك.

رابعًا: تواجه الفتاةُ في بعض الأحيان تحدِّيًا كبيرًا بمُجالَسة صديقات يُظهِرن مِن الجرأة والتحرُّر ما تعجز عنه, ولا تجد أمامها إلا التجاوُب معهنَّ، وإلا لتعرَّضتْ للنقض والسُّخرية بما لا تتحمَّله في هذا العُمر، فلا تجد مَفرًّا مِن مُجاراة زميلاتها، والتصرُّف بمبادئهنَّ، وإن كانتْ تعلم مُخالفتها للأعراف والشرع أحيانًا.

ما عليكما فعلُه حيال ذلك: توعية الفتاة دينيًّا، وتثقيفها بما يُسَلِّحها ويَقِيها شرَّ الوقوع في المعاصي؛ فقد يتجاوز شرعًا عن التلفُّظ بقبيح الأقوال ما لم يكنْ فيه مُخالفةٌ صريحةٌ للشرع أو فُحش واضح, وقد يُعَد ذلك مِن خَوارِم المُروءة, إلا أنَّ النُّطق باللَّعن لا ينبغي السكوت عنه؛ لهذا يجب أن تُفرِّق الفتاةُ بين الوقوع فيما يستوجب اللعن ومجرد التلفُّظ بأقوال بذيئة أو منبوذة عُرفًا, وقد ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ومَن لَعَن مؤمنًا فهو كقتلِه))؛ رواه البخاري.

فمِن حقِّ أبنائنا علينا أن نُعلِّمهم أمورَ دينهم، وأن نُفَقِّههم بما يمنعُهم الوقوع في الزَّلَل، والتعرُّض لمثل ذلك, عوضًا عن أن نتركَهم فريسةً لكلِّ صاحب سوءٍ ينصح بالشرِّ ويحرِّض عليه.

خامسًا: أخشى أن يكون للفارق بينها وبين أختها الكبرى عظيم الأثر على هذا التمرُّد الذي أعلنتْه؛ فشعورُها بتميُّز أختها دراسيًّا أو خُلقيًّا، وثناء الجميع على تلك الأخت - مِن أكبر الدوافع التي تَحمِلُها على إثبات ذاتها أمام نفسها بهذا التصرف المَشِين؛ فلتعملِ الأمُّ على بثِّ الثقة في نفسِها مِن جديدٍ، ولتعمل معها على إشعارها بأهميتها ومكانتها عندكم، وأنكم تتقبلونها بما فيها مِن نقائصَ وعيوبٍ قد يطغى عليها الكثير من الميزات التي تمتلكها.

ولتعلمْ - أيها الوالد الكريم - أن الفتاةَ غاية في الحساسية لكلِّ كلمة أو تصرف يحدث أمامها, وأنها لن تقيسَه بميزان العدل أبدًا، مهما بَدَا غلَطُها واضحًا.

ولعل مِن أسوأ سُبُلِ التربية أن يُميَّز الأفضل بما يُوحِي لسائر الفريق بضعفِه وانهزامه، وأن يحتقرَ عمله لمجرَّد أن هناك مَن هو أفضل منه! هذا ما لا يُطِيقه الكبيرُ العاقل الناضج, فكيف بفتاةٍ صغيرةٍ تتحكم بها المشاعر، وتُسيطر عليها العاطفة؟! فلتراعِ ذلك أكرمك الله، وأقر عينك بها.

سادسًا: أنصحُ بفتْح مساحةٍ أكبرَ لهم جميعًا، والسماح لهم باستعمال جهاز "الآي باد" المتوفِّر لديكم، والسماح لهم بالاشتراك في مواقع التواصل تحت إشراف الوالدة، ولتكن إحدى المتابعات لها والعكس، ولتتبادل معهن المزاح على الموقع؛ لإشعارها أنها حرَّة التصرف والتحرك والمشاركة، لكن بالشكل الأفضل والأسلم.


ابنتكما بحاجة للتقرُّب إليها على سبيل الصداقة، وليس الحرص المُكبِّل لكلِّ حركة, بمعنى صداقة مخلوطة لإرشاد خفيف لطيف, يضعها على الطريق ويُمكنها من السير في الاتجاه الصحيح.

أعانك الله, وأقرَّ عينك بأبنائك جميعًا ونفع بهم الإسلام والمسلمين ويسر لك سبيل الرشاد.

والله الموفِّق, وهو الهادي إلى سواءِ السبيل


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.17 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]