|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
مشكلة طفلتي وتعلُّقها بصديقتها
مشكلة طفلتي وتعلُّقها بصديقتها أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أمٌّ لطفلةٍ عمرُها خمس سنوات، وهي في المرحلة التمهيدية في المدرسةِ، مشكلةُ طفلتي أنَّ قلبَها الطيِّب الرقيق يُحبُّ الناسَ بشكلٍ مبالَغٍ فيه، فعندما تحبُّ الشخصَ تحبُّه بجنونٍ وتفريطٍ، وتُبالغ في طلَبِ الحنان والحبِّ مِن الطرف الآخر، وتجلَّى لي ذلك بعد دُخُولها المدرسة بالذات مع إحدى صديقاتها، رغم صِغَر سنِّها؛ فهي متعلِّقة بها كثيرًا، وتبكي بحُرقة إذا رفضتْ صديقتُها اللعب معها، أو مشاركتها في نشاطِها المدرسي، مما يستدعي تدخُّل المعلِّمة حتى تحلَّ الموضوع وتُصالحهما، وإذا حاولنا الكلامَ معها في الموضوع ترفض الاستماع لنا وتأخُذ في البكاء، والتصريح بأنها تحبُّ صديقتها، وترفُض الابتعاد عنها، علمًا بأنهما في نفس الفصل من العام الماضي! الموضوعُ أصبح يُسبِّب لنا إزعاجًا، حتى إننا نُفَكِّر في تغيير فصل ابنتي لتبتعدَ عن صديقتها هذه، لكننا لا نعلم هل إن كان هذا هو الحل السليم، أو أننا سنُخطئ في حق ابنتنا؟ وهل هناك أُسلوبٌ آخر للتعامُل مع المشكلة، أو إنه ليس هناك مشكلةٌ في الأصل، ونحن الذين نُضَخِّم الموضوع، ونفرِّط في تدليل ابنتنا؟! علمًا بأننا مُغتربون وعَلاقاتنا الاجتماعيَّة محدودةٌ جدًّا، وابنتي تحبُّ الاختلاط بالناس كثيرًا. نرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرًا. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم أختي السائلة، أهلًا بكِ ومرحبًا في استشارات الألوكة. واضحٌ أنَّ ابنتكِ - عزيزتي - حسَّاسة أكثر مِن المُعتاد، ولأنها كذلك فمشاعرُ الاغتراب ترجمتْه تعلقًا مُبالغًا فيه تجاه صديقتها، وكأنها بذلك تخاف أن تفقدها كما فقدتِ الوطن ومَن فيه، وقد يكون ذلك بسبب شعوركِ وأبيها بالغُربةِ التي وصلتْ إليها دون انتباه منكما؛ فالطفلُ بحاجةٍ دائمة إلى الإحساس بالأمان والاستِقرار، وهو يستمد هذا الشعور مِن والديه، فإنْ شعر بعدم الاستقرار عندهما أثَّر هذا على شخصيتِه، وهذا ما ترجمتْه ابنتُكِ تعلقًا بصديقتها التي شعرتْ بالحب لها، وخوفها مِن فقدانها، ليس لشخصها، بل خوفًا مِن شعور بالغربة، وعدم الأمان والاستقرار. فما عليكِ - عزيزتي - إلا إغداق الحب والحنان على صغيرتكِ، والاهتمام بها أكثر، وتكثيف زيارتكم لوطنِكم، ولأصدقاء لكم في الغربة، وأخْذها إلى الملاعب العامة لتختلطَ أكثر بالأطفال هناك، وحاولي ما تستطيعين أن تجعلي لفتاتكِ صديقات مِن خارج أسوار المدرسة، كأن يكون جيرانًا لكم، أو بنات أصدقاء، وحاولي أن تَدْعِيهن إلى حفلةٍ بمناسبة العيد، أو بدون مناسبة، وأمِّني لهنَّ الجوَّ المناسب لتوطيد الصداقة مع ابنتكِ. أما بالنسبة لتعلُّق ابنتكِ المفرطِ بصديقتها، فمع الوقت ومع دخول صديقات جددٍ في حياة ابنتكِ؛ سيخف تعلُّقها بها، ويصبح طبيعيًّا. وأخيرًا استعيني على أموركِ كلها بالصلاة، والدعاء الدائم إلى الله تعالى، فهو قريب مجيبٌ. حمى الله تعالى ابنتكِ، وأعادَكم جميعًا إلى وطنِكم سالمينَ غانمينَ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |