النقد التكويني - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28425 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60031 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 819 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-09-2021, 01:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي النقد التكويني

النقد التكويني


د. جميل حمداوي







توطئة:
من المعروف أنَّ النقد الأدبي يهتمُّ بدراسة الإبداع أو الأدب بعد أن يكون مطبوعًا ومنشورًا، ومُوَزَّعًا جماهيريًّا، فيُصبح في ملك القارئ أو المُتلقي، إلاَّ أنَّ النقد التكويني أو التوليدي، أو الجيني (la critique génétique) - هو الذي يَدرس النص قبل طبعه ونَشْره، بمعنى أنَّ هذا النقد يَرصد مُختلف المراحل الجينيَّة التي يتكوَّن من خلالها النص، ويتولَّد عَبرها العمل، قبل أن تُحَوِّله المطبعة إلى مُنتج فكري وثقافي جماهيري.

وبتعبيرٍ آخرَ، يُقصد بالنقد التكويني: ذلك النقد الذي يهتمُّ بالمصادر الأولى للعمل، والعناية بمسودات النصِّ ومُستنسخاته ومَخطوطاته، ومِن ثَمَّ فهو يَدرس النص في حالته المخطوطة والمسودة والمُستنسخة، قبل أن يُطبع ويُنشر ويُوَزَّع، ومن ثَمَّ يَعكس النقد التكويني نيات المؤلف المباشرة وغير المباشرة، ويُحَدِّد لنا رؤيته الحقيقيَّة تُجاه العالَم بصدقٍ، قبل أن يَخضعَ لمقص المُراقبة الذاتية والغيريَّة، وقبل أن يخضعَ أيضًا للمراجعة والتنقيح والتصحيح، والحذف والإلغاء، والتخلُّص من الشوائب الزائدة، أو كلِّ ما يُمكن أن يُسَبِّب المشاكل للمُبدع واقعيًّا، بعد مرحلة الطبع والنشر.

زِدْ على ذلك أنَّ النقد التكويني يهتمُّ بالمسودات والمخطوطات اليدويَّة، قبل أن تتحوَّل إلى نصٍّ أو كتابٍ مُدَوَّن بين دَفَّتي الغلاف الخارجي، ويُمكن اليوم التمييز بين نقد تكويني ورَقيٍّ، ونقد تكويني رَقْمي وآلِي، كما يُمكن التمييز بين النقد التكويني الذي يهتمُّ بنقد المصادر والمسودات والمخطوطات، التي يَنبني عليها العمل قبل أن يُطبع ويُنشر، وبين البنيويَّة التكوينيَّة التي ظهَرَت مع لوسيان كولدمان، وتَسعى جاهدةً إلى رَبْط الداخل النصي بالسياق الخارجي ربطًا غير مباشر، عبر التماثُل بين البِنى الأدبيَّة والجماليَّة، والبِنى السياسيَّة والاجتماعية، والاقتصادية والثقافيَّة والتاريخيَّة.

1- مفهوم النقد التكويني:
يُعنى النقد التكويني، أو ما يسمَّى أيضًا بالنقد الجيني - بدراسة العمل الأدبي من بداية كونه مخطوطًا، إلى أن يصيرَ كتابًا، بمعنى أنه يهتمُّ بالمراحل التكوينيَّة التي يَقطعها الكتاب، ومن ثَمَّ فهذا النقد - حسب قول دافيد كارتر -: "يسعى إلى أدلَّة نصيَّة يُمكن إثباتُها، تتعلَّق بنيات المؤلِّف، كما أنَّ هذا النقد يُحَلِّل العوامل التي تُحَدِّد طبيعة النص النهائي، كلَّما تقدَّم من شكل مخطوطة نحو شكل كتابٍ، وكما يَدرس النقد الجيني تأثيرات الرقابة والتنقيح، فإنه يُحاول أن يُحَدِّد بدقَّة ما يُمكن أن يُقال منطقيًّا عن النص، ويَرتبط الناقد (جان ميشيل راباتيه / Jean-Michel Rabaté) ارتباطًا وثيقًا بصياغة المبادئ التي تَحكم ممارساتها"[1].

وعليه، فالنقد التكويني أو التوليدي أو الجيني لا يهتمُّ بالنص المنشور أو المطبوع، بل يُركِّز اهتمامه على الوثائق التي ساهَمت في تكوينه وبَلْورته على صورة نصٍّ أو خطابٍ أو كتابٍ، بمعنى أنه يهتمُّ بمرحلة الإنتاج الأولى قبل الطبع والنشر، ويَبحث في جذور النص، ومصادر تكوُّنه في مرحلتي التسويد والتحرير، وهنا نرى أنَّ النقد الأدبي قد غيَّر وِجهته من التركيز على النصِّ إلى التركيز على ما قبل النصِّ، أو قد غيَّر وِجهته من النص المطبوع إلى النص المخطوط؛ تحقيقًا، وتوثيقًا، ودراسةً.

وعليه، فالنقد التكويني يبحث عن: "أسرار صناعة العمل الأدبي؛ أي: السيرورة التي أدَّت إلى ولادته، فالعمل الأدبي يمرُّ قبل إرساله إلى الطباعة بمراحلَ عديدة، تبدأ بفكرته الأولى، وتنتهي بتنفيذه النهائي، ويَهدف النقد - الذي يهتمُّ بتكوين العمل الأدبي - إلى إظهار وإيجاد قوانين العمل الذهني - الذي يُنتج هذا العمل الأدبي - التي تَظهر في أحيانٍ كثيرة بصورة بدايات قد تكون خاطئة، تتوالَى مُتفرِّقة زمانيًّا، قبل أن يَظهر المشروع بصورة فكرة للكتابة، فالكاتب لَم يُنفذ فورًا مشروعه، بل هناك محاولات عبور إلى مرحلة الكتابة، إلى أن تأتيَ اللحظة التي يُولَد فيها العمل الأدبي، فمسودات العمل الأدبي تُشَكِّل فرصة لمعرفة في أيِّ طورٍ من أطوار الكتابة أُدْخِلت هذه المعلومة أو تلك؟ وكيف تَمَّ تكييفُها أو رَفْضها؟

فالمُسودات لا تكون مُكتملة ولا غير مكتملة، إنها فضاءٌ آخرُ، ولا يدخل التفاوت بينها وبين النص في مفهوم التطوُّر، ولا في مفهوم الاكتمال، إنه يدخل في مفهوم الآخر المُقابل، وفي الاختلاف الأساسي بين الكتابة والنص، فالمُسودة لا تَحكي، بل تُبدي عُنف الصِّراعات، والرقابة والخسارة وبُروز القوى، وكلَّ ما يَكتبه الكائن بأجمعه، وكلَّ ما لا يَكتبه"[2].

وبناءً على ما سبَق، فالنقد التكويني يهتمُّ بالعمل حينما يكون فكرةً تتولَّد لدى المؤلِّف؛ لتتحوَّل بعد ذلك إلى مُسودة ومخطوطٍ، مع دراسة جميع المصادر التي يَعتمد عليها الكاتب تناصًّا ومناصًّا، ولا يَكتفي الناقد بدراسة المصادر فقط، بل يُمارس عمليَّة التحقيق والتوثيق، والتأويل والقراءة المُتعدِّدة الاختصاصات، ومن ثَمَّ تَهدف هذه النظريَّة إلى وَضْع نظريَّة للمُسودة قبل أن يتحوَّل المخطوط إلى عملٍ أدبي جماهيري.

وهكذا يتحدَّد موضوع النقد التكويني في التشديد على ما قبل النص، في حين يهتمُّ النقد الأدبي بالنصوص، ويهتمُّ كذلك بالنّسخ والمخطوط والمُسودة، قبل أن يُطبع ويُنشر، ويتحوَّل إلى نصٍّ، ومن ثَمَّ فهو يرصُد مُجمل التحوُّلات التي تَطْرَأ على النص الأدبي في أثناء انتقاله من حالة المخطوط أو المسودة، إلى النص المطبوع الجماهيري، ونُسمي هذا النقد التكويني أيضًا بالنقد التوليدي؛ حيث يُبَيِّن لنا المراحل التي يمرُّ منها النص الأدبي، وكيف يتولَّد النص من فِكر الكاتب، ورَحِم الكاتبة، ومن هنا يُمكن التمييز بين مخطوطات الكتاب ومسوداته؛ إذ يُحيلنا المخطوط على الوثائق المكتوبة من تصاميم، وسيناريوهات، وخطاطات، ومُدونات تُسهم في توليد العمل، في حين تُصبح المسودة من الوثائق التي يعدُّها المؤلف؛ ليحوِّلها إلى نصٍّ أو عملٍ أو أثرٍ أدبي.

ويقوم الكاتب عبر هذه المسودة بعمليَّة التصحيح، والتطوير، ومعالجة النص، ومن ثَمَّ تتحوَّل المسودة إلى فضاءٍ للتنصيص، ومن ثَمَّ فالدارس التكويني في حاجة ماسَّة إلى دراسة الفضاء، والفراغ، وتلاقي الكتابة والصورة، وفَهْم علاقات المسند بالكتابة، ويعني هذا أنَّ النقد التكويني لا يكتفي بما هو لُغوي ومنطوق فوق الصفحة، بل يهتمُّ بالأشكال البصريَّة والسيميائيَّة من رسومٍ وصورٍ، وأيقونات تشكيليَّة ورمزيَّة.

وباختصار، فإذا كان النقد الأدبي يهتمُّ بالداخل النصي، فإن النقد التكويني يهتمُّ بما قبل النص، حينما يكون في مرحلة المخطوطات أو المسودات.

ويلاحظ أن كثيرًا ما يتخلَّى الكاتب عن مقاطع مهمَّة، أو يَحذف شذرات أو فقرات، أو أبيات أو مقاطع أو حوارات، وهي مهمَّة في العمليَّة الإبداعيَّة - وذلك لسببٍ من الأسباب - قد تكون سياسيَّة أو اجتماعيَّة، أو ثقافيَّة أو فنيَّة، أو دينيَّة أو أخلاقيَّة، وهذه النصوص الأولى تُبَيِّن لنا رؤية الكاتب الحقيقيَّة، مع تبيان الخلفيَّات التي جعَلته يتراجَع عنها في النُّسخة الأولى، ويراجعها في النُّسخ الأخرى، ومِن ثَمَّ فالنقد التكويني يهتمُّ بالأنساق المُضمرة والمحذوفة وغير المُعلنة في أثناء مرحلة التسويد أو التخطيط أو الكتابة، قبل أن يتسلَّمه الجمهور مطبوعًا ومنشورًا ومُوزَّعًا.

وعليه، فالنقد الجيني أو التكويني يهتمُّ بالجذور أو البدايات الأولى للتكوُّن النصي وتوالُده وتناسُله؛ أي: يعود إلى الرَّحم الأوَّل لعمليَّة الكتابة، وبتعبيرٍ آخرَ يتتبَّع النقد التوليدي المخطوط من عمليَّة انبثاقه إلى مرحلة الانتهاء منه؛ استعدادًا لتقديمه إلى الطبع والنشر، وبين البداية والنهاية مجموعة من المراحل يقوم بها الكاتب، وهي: التفكير تأمُّلاً وإدراكًا، وإحضار أدوات الكتابة، والاستعداد للكتابة، والتسويد، والتحرير، والتنظيم، وتصحيح الأخطاء، وتوثيق النص، ونَقْل المعلومات الموثَّقة من الكراسات إلى المخطوط، وتوظيف الاستشهادات والمُقتبسات داخل المخطوط، وحَذْف بعض الكلمات أو الجُمَل، أو الفقرات أو المقاطع، أو المُتواليات أو النصوص؛ إمَّا إضمارًا واقتضابًا، وإمَّا خوفًا من الضغوطات الخارجيَّة، وإمَّا اتِّقاءً من تابوهاتها المتنوِّعة، فيلتَجئ الكاتب إذًا إلى الحذف والإخفاء والإلغاء؛ خشيةَ ردود الأفعال القويَّة والعنيفة من القارئ الخارجي.

إذًا يُركِّز النقد التكويني على المخطوطة الأولى والمُسودة الأولى، ويهتمُّ بدراسة المصادر والمراجع التي انطَلق منها المؤلِّف في تصنيف كتابه تناصًّا ومناصًّا وأسلوبًا؛ لأنَّ الكاتب هو الأسلوب نفسه كما قال "بوفون"، وكلُّ ذلك من أجْل تحليل العلاقة الموجودة بين النص والمصدر؛ نظرًا للعلاقة الجدليَّة الموجودة بينهما، كما يُعنى هذا النقد بتحديد بدايات تكوُّن العمل ومراحله النهائيَّة، وتِبيان مصادر المؤلِّف في بدايات التكوُّن ونهاية التحرير، ورَصْد مختلف المراحل التي يمرُّ بها العمل، حتى يستوي على عوده.

ويُمكن الحديث أيضًا عن نوع ثانٍ من النقد التكويني، وهو الاهتمام بعدد الطبعات، فالطبعة الأولى قد تتحوَّل إلى طبعة أصليَّة مولَّدة، في حين تأتي الطبعات المُصحَّحة والمُراجَعة، والمُعَدَّلة والمُنَقَّحة؛ لتُضيف أشياءَ جديدةً، أو لتصحيح أشياءَ أخرى لَم تُعجب الكاتب، أو تكون قد فُرِضَت عليه قسرًا، ينبغي للمؤلف تصحيحُها، كما هو حال كتاب: "الشعر الجاهلي" لطه حسين؛ حيث فرَض عليه الرقيب أن يُزيلَ مقاطعَ مُعيَّنة من كتابه، ويَشطب عليها، ويُعيد تنقيحَها، وهذا ما قام به فعلاً في كتابه: "الأدب الجاهلي".

ويَنطبق هذا حتى على العُروض المسرحيَّة، فمسرحيات "بريخت، أو صمويل بيكيت" عُرِضت مرَّات عديدة، وكلُّ عرضٍ يَنسخ العرض السابق الأصلي، ومن ثَمَّ فالعرض الأوَّل يُصبح نُسخة أصليَّة، بينما العروض المتلاحقة تُصبح نُسَخًا مُعَدَّلة ومُنَقَّحة، وهذا يَنطبق كذلك على الكتابات الرقْميَّة التي يتمُّ فيها التنقيح والتعديل والمراجعة.

2- السياق الذي ظهَر فيه النقد التكويني:
ظهَر مصطلح النقد التكويني أو التوليدي (critique génétique) سنة 1979م، بعد أن طبَعت دار فلاماريون بباريس كتابًا تحت عنوان: "أبحاث حول النقد التكويني: نص لوي أراغون نموذجًاوقد ألْحَقت بالكتاب دراسة للوي هاي (Louis Hay) عنوانها: "النقد التكويني: الأصول والمنظورات"، وفيها يُعَرِّف الباحث بالنقد التكويني، ويَرصد مراحل هذا النقد، ويُجمل مختلف المنظورات إزاء المخطوط الأدبي، ويعني هذا أنَّ النقد الجيني قد ظهَر في مرحلة ما بعد الحداثة، وذلك في سنوات السبعين؛ لتجديد النقد الأدبي وتحديثه، فيكون الهدف منه هو مقاربة النصوص الأدبيَّة في ضوء مخطوطاتها ومصادرها الأولى، ومن ثَمَّ انتقَل الاهتمام من النص الداخلي إلى ما قبل النص، ومن السارد إلى المؤلِّف، ومن البنيات إلى المراحل، ومن العمل إلى المصادر، وبهذا يكون الناقد التكويني هو الذي يهتمُّ بمجموعة من المراحل، وهي: الإدراك، والإخبار، والتوثيق، والتحرير، والتنقيح، والتصحيح، والمراجعة، ويعني هذا أنَّ النص المطبوع عرَفَ مجموعة من التحوُّلات على مستوى الكتابة، وله ذاكرة وراثيَّة واعية ولاشعوريَّة عن تكوُّنه وولادته، فلا بدَّ أن يتركَ النص آثارَ ولادته، ويُخلف مؤشِّرات ماديَّة تدلُّ على عملية التكوُّن والولادة، وهذا ما ينبغي للنقد الجيني أن يقومَ باستكشافه وفَهمه، وتفسيره وتأويله، وذلك بالبحث عن مخطوطات النص ومُسوداته، مع تحديد نوعيَّة المخطوطات، ورَصْد مؤشِّراتها الكميَّة ضمن عصر معيَّنٍ، وفي علاقة بالكاتب والعمل، كما ينبغي لهذا النقد أن يَدرس عمليَّات الطبع والنَّسخ، وأدوات الكتابة والتَّرْقين والطبع، ويَدرس مختلف عمليات النَّسخ بشكلٍ تحقيقي: فهمًا، وتفسيرًا.

هذا ولقد اهتمَّ النقد التكويني الفرنسي بالكتابات الصادرة في القرنين التاسع عشر الميلادي والقرن العشرين، ولكن لَم يهتمَّ بالكتابات الموجودة في القرون السابقة؛ لعدم وجود مخطوطات للعمل[3]، في حين اهتمَّ النقد التكويني العربي بتحقيق مجموعة من النصوص وأُمَّهات المصادر، عن طريق المقابلة بين النُّسَخ، وتتبُّع عمليَّة الكتابة، ونوع الورق والطباعة، ومن ثَمَّ نُلاحظ أنَّ العرب قد سبَقوا إلى النقد التكويني كما يتجلَّى ذلك واضحًا في التحقيق والتوثيق، وفي هذا السياق يقول الدكتور رمضان عبدالتواب: "يظنُّ بعض الباحثين المُحدثين من العرب أن فنَّ تحقيق النصوص فنٌّ حديث ابتَدَعه المعاصرون من المُحَقِّقين العرب، أو اسْتَقوه من المُستشرقين الذين سَبَقونا في العصر الحاضر - بعض الوقت - في تحقيق شيءٍ من تُراثنا، ونَشْره بين الناس.

ولكنَّ الحقيقة بخلاف ذلك، فقد قام فنُّ تحقيق النصوص عند العرب مع فجر التاريخ الإسلامي، وكان لعلماء الحديث اليد الطُّولَى في إرساء قواعد هذا الفنِّ في تُراثنا العربي، وتأثَّر بمنهجهم هذا أصحابُ العلوم المختلفة، وإنَّ كثيرًا مما نقوم به اليوم من خُطوات في فنِّ تحقيق النصوص ونَشْرها؛ بَدءًا من جَمْع المخطوطات، والمقابلة بينها، ومُرورًا بضَبْط عباراتها، وتخريج نصوصها، وانتهاءً بفَهْرسة محتوياتها - لَمِمَّا سَبَقنا به أسلافُنا العِظام من علماء العربيَّة الخالدة"[4].
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-09-2021, 01:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: النقد التكويني

وقد بادَر المستشرقون الغربيُّون إلى تحقيق النصوص وتوثيقها وترجمتها، وطَبْعها ونَشْرها ونَقْدها، وذلك في ضوء مقاربات ومناهج حديثة ومعاصرة متنوِّعة، كما هو حال الاستشراق البريطاني، والهولندي، والألماني، والإسباني، والأمريكي، والفرنسي، والروسي.

لكنَّ النقد التكويني لا يَعني تحقيق التراث فقط، بل هو أيضًا يهتمُّ بدراسة المصادر الأولى للعمل؛ من أجْل فَهْم النص الداخلي بشكل جيدٍ؛ لأنَّ هناك ترابُطًا بين النص الداخلي والنص المخطوط؛ تفاعلاً، وتعالُقًا، وتناصًّا، ومن هنا يَهدف النقد التكويني إلى تتبُّع مراحل الكتابة، قبل أن يَصير النص عملاً مطبوعًا، ويَستكشف مختلف المصادر التي اعتمَد عليها الكاتب في تأليف كتابه؛ مثل: هوامش القراءة، والكراسات، والدفاتر، والتصاميم، والمخططات، والسيناريوهات، والمُدونات، ورؤوس الأقلام، ومسودات التحرير، والمسائل المُصححة... إلخ، وتُشَكِّل كلُّ هذه النصوص الأولى آثارَ النص الأدبي، قبل أن يَخرج من حالة المخطوط إلى حالة المطبوع، ويُسمى هذا أيضًا بالملف التكويني أو التوليدي الذي يُشَخِّص مختلف مراحل ما قبل النص.

إن الأمر إذًا يتعلَّق بالمخطوطات والمُستنسخات اليدويَّة التي يَعتمدها الكاتب، ويُحدِّد طريقة الكتابة التي يَستند إليها، وأدوات الكتابة التي يَستخدمها، ويرتاح لها، ويَرتضيها في ممارسة التسويد والكتابة، وهذا ما ينبغي التركيز عليه في النقد التكويني، قبل أن يَتَبَلْوَر المخطوط عملاً، ويتحوَّل إلى نصٍّ أدبي مطبوع، وليست هذه المراحل التي يَتَّبعها الكاتب في تأليف كتابه دائمًا خطيَّة ومتعاقبة، ومُتسلسلة بشكلٍ مباشر، فقد تكون مراحلها غير واضحة بدِقَّة، فلا بدَّ من اتِّباع آثار الكتابة، وتتبُّع مؤشِّراتها البصريَّة والأيقونية والفضائيَّة لمعرفة بناء العمل؛ أي: لا بدَّ من إعادة بناء المخطوط مرحلةً مرحلة، قبل أن يتحوَّل إلى نصٍّ مُنتهٍ وتامٍّ وكاملٍ، وقد يُساعدنا الفضاء البصري للمخطوطة من جهة في التعرُّف على عوالم الكتابة والإبداع بشكلٍ جيِّد ودقيق، وتأويله سيميائيًّا ودلاليًّا من جهة أخرى.

هذا ويَرتبط النقد الجيني بدراسة النص المخطوط في ضوء الرسائل والمُقدمات، والإهداءات والكتابات الشخصيَّة في الجرائد والمجلات، والحوارات المباشرة وغير المباشرة، وكلُّ هذه العناصر تفسِّر النصَّ وتشرحه، ويُسمي "جيرار جنيت" هذا بالنص الفوقي في كتابه القيِّم: "العتبات"[5]، وقد أصبَحنا اليوم نلتجئ ضمنَ النصِّ الرَّقْمي إلى الأقراص المُمغنطة، والأشرطة، والفيديو كاسيت، وغيرها من الوسائل الرَّقْميَّة المتنوعة.

وثَمَّة نقطة مهمَّة لا بدَّ من الإشارة إليها، وهي أنَّ هناك وسيطًا بين المؤلف والمطبعة، وهو الناسخ أو الكاتب باليد، أو بالآلة الرَّاقنة أو الحاسوب، فهذا الناسخ يكون هو الرجل الأول الذي يَطَّلع على أسرار الكتابة وصناعتها، فناسخُ كتابات طه حسين مثلاً يَعرف كيف كان يُملي طه حسين، ومن المعلوم أنَّ ثقافة الناسخ كانتْ مُنتشرة بكثرة في الثقافة العربيَّة، فقد كان الحريري والجاحظ ناسخين للكتب بامتيازٍ، ومن ثَمَّ يُعَدُّ الناسخُ القارئَ الأوَّل للمخطوط قبل القارئ الحقيقي.

ومن جانب آخرَ، يُمكن الحديث عن سيميوطيقا المخطوطات والمسودات التي تَدرس الفضاء البصري للكتابة، وعلامات الترقيم، وتنظيم الصفحة، وتوزيع الكتابة أُفقيًّا وعموديًّا، والتحكُّم في ثنائيَّة البياض والسواد، وثنائيَّة الامْتلاء والفراغ، ومعرفة كيف تتربَّع الحروف على الصفحة، وتتشكَّل العلامات الكتابيَّة والبصريَّة، ومعرفة أنواع الخطوط والأسطر والفراغات الموجودة بينها، وكيف تتمُّ عمليَّة النَّسخ، وتوزيع الصفحة، وتتشكَّل هندستها، ويعني هذا أنَّ ثَمَّة غنًى سيميوطيقيًّا في هذا المجال، ومَن يتصفَّح أعمال فيكتور هيجو، وإميل زولا، وكافكا، وميشو، وستاندال، وفاليري، وديستفسكي، وبوشكين، وأنطونان أرطو، فسيجدها مَليئة بالصور والأيقونات، والأشكال البصرية تُهيمن على فضاء الصفحة كتابةً، وتصويرًا، وتشكيلاً.

ويُلاحظ أنَّ كثيرًا من الشعراء والكُتَّاب يَرتجلون أعمالهم، فكثير من الأدباء قد جرَّبوا الخاصية الشفوية قبل الكتابة، كما كان يَفعل فلوبير (Flaubert) وبيير كيوتا (Pierre Guyotat)، بل كان زهير بن أبي سُلمى من قبلُ يُنَقِّح قصائده شفويًّا ويُثَقِّفها، فيَعرضها على شعراء عصره ونُقَّاده، وكان زهير يتأخَّر في نَشْرها وإذاعتها؛ حتى سُمِّيت قصائده الشعريَّة بالحوليَّات.

ومن جهة أخرى، يُمكن اليومَ الحديثُ عن المخطوط الرَّقْمي الإلكتروني، الذي بدوره يتعرَّض لعمليات التفاعل والترابُط النصي، كما يَستفيد من عمليَّات التصحيح والتعديل والتشطيب، وإن كان الحاسوب لا يترك آثارًا للكتابة مثل المخطوط الورقي، فالحاسوب يُصَحِّح كلَّ شيءٍ، ويُقَدِّم نُسَخًا جاهزة ومُعَدَّلة بطريقة آليَّة، فلا دخلَ للكاتب في عمليَّة الكتابة، فبرامج الحاسوب مُهَيَّأة لكلِّ الخطوط وأنواع الكتابة، فهناك المُصَحِّح الآلي الذاتي الذي يقوم بكلِّ شيءٍ في الوقت نفسه؛ لذا تَعرض لنا الشاشة مجموعةً من النصوص في دفْعة واحدة، فكلُّ المصادر تُحَضَّر بطريقة واحدة في زمنٍ واحد.

زِدْ على ذلك يهتمُّ النقد الجيني باستحضار جميع المسودات والمُدونات، والمنسوخات والمخطوطات، والكتابات المتنوِّعة التي وظَّفها الكاتب؛ سواءٌ من نصوصه السابقة، أو من أعمال الكُتَّاب الآخرين، وهذا النوع من الاقتباس الواعي وغير الواعي يُسمَّى بالتناص على مستوى الكتابة (Intertaxtualité)، وهذا التناص كان معروفًا عند الشاعر الفرنسي "أبولينير" وجماعة من الشعراء المعاصرين، ويدخل الكولاج أو الإلصاق النصي ضمن ما يُسمَّى بتناصِّ الكتابة أو المخطوطات، وقد اهتمَّ بهذا النوع من التناص كلٌّ من جان بيلمان نويل (Jean-Bellemin Noël)، ورايموند دوبراي جنيت (Raymonde Debray Genette).

3- رُوَّاد النقد الجيني:
يُمكن الحديث عن مجموعة من النُّقَّاد الذين اهتمُّوا بالنقد الجيني؛ إمَّا قديمًا كجوستاف لانسون، ورودلر، وب. أوديا (Audiat)، وتيبوديه (Albert Thibaudet)، وإمَّا حديثًا كجيرار جنيت (Gerard genette) الذي انكبَّ على دراسة التعالق النصي والعَتبات الفوقيَّة التي تُساعدنا على فَهْم النصِّ وتفسيره، ولوي هاي (Louis Hay) الذي اهتمَّ بأصول النقد التكويني ومنظوراته - تنظيرًا، وتقعيدًا، وتَأْريخًا - وجان بيلمان نويل (Jean Bellemin-Noël) الذي اهتمَّ بالقراءة النفسيَّة واللاشعور النصي، ودراسة النص في مرحلة ما قبل الطبع[6]، وبيير مارك دوبيازي (Pierre-Marc de Biasi) الذي استعرَض علمًا جديدًا لتحليل المخطوطات والمسودات، مع التركيز على مكوِّنات النقد الجيني[7]، ورايمون دوبراي جنيت (Raymonde Debray Genette) التي درَسَت مسودات فلوبير ومخطوطاته، وجاك نيف (Jacques Neefs) الذي اهتمَّ بالمسودات والنُّسخ المُتعدِّدة لدى شاتوبريان، ومونتاني وستاندال[8]، وهنري متيران (Henri Mitterand) الذي كان يُعنى بالنقد التكويني في أعمال إميل زولا ورواياته، ودانييل فيرر، وجان ميشيل راباتي (Daniel Ferrer and Jean-Michel Rabaté) الذين ركَّزوا على أعمال جيمس جويس بالدراسة واستكشاف مصادره الأولى، وألموث كريزيون (Almuth Grésillon) التي بحثَت في المخطوطات والمسودات في ضوء النقد التكويني، وكاترين فيولي (Catherine Viollet) التي حلَّلت بعض أعمال مارسيل بروست القَصصيَّة والروائيَّة، وفيليب لوجون (Philippe Lejeune) الذي درَس مجموعة من الأعمال الأوطبيوغرافيَّة (السِّيَر الذاتيَّة) في ضوء النقد التكويني، وجان لوي لوبراف (Jean-Louis Lebrave) الذي درس آثارَ الكتابة، وترسُّبات الذاكرة التناصيَّة، والتعالُقات النصيَّة.

4- تقويم المنهج التكويني:
من المعروف أنَّ للنقد التكويني نظرية ومنهجًا، وإيجابيَّات مهمَّة لا يُمكن الغضُّ عن أهميَّتها، أو الحط من قِيمتها، ولا سيَّما أنَّ هذا النقد يُساعدنا على الإحاطة بالنص بشكلٍ جَذري توليدي، وفَهْم العمل الأدبي بشكلٍ جيِّد على مستوى أصوله الأولى كتابةً واستنساخًا؛ حيث نَستكشف مصادره الأولى من خلال العودة إلى المُدونات والوثائق، والمسودات والمخطوطات لقراءتها، وتَبيُّن رؤية الكاتب، ومعرفة مُجمل المراحل التي مرَّ منها العمل، حتى وصَل إلى مرحلة الطبع والنَّشْر والتوزيع والاستهلاك.

إنها قراءة سريَّة لصناعة الكتابة، واستكناه أسرارها الواعية وغير الواعية، بيد أنَّ هذا النقد غير كافٍ لفَهم النصِّ وتفسيره من كلِّ جوانبه، فهذا النقد يُركِّز على مرحلة معيَّنة من الأدب، وهي مرحلة ما قبل النص، ويُغفِل مرحلة النص، وما بعد النص؛ أي: يهتمُّ فقط بمرحلة المخطوط والمسودة، ويَنسى النص الإبداعي الداخلي الذي يَحمل في طيَّاته ثقافة معيَّنة، ويتَّسم بخصائص فنيَّة وجماليَّة وأسلوبيَّة معيَّنة، تحتاج منَّا إلى قراءتها ودراستها في ضوء مناهج المحايثة والأسلوب والجمال، كما ينبغي الانتقال طبيعيًّا من النص إلى ما بعد النص، وذلك بالاتِّكاء على السياق السياسي والاجتماعي، والثقافي والنفسي، والتاريخي والاقتصادي.

خلاصات واستنتاجات:
وخلاصة القول نَستنتج مما سبَق ذِكره أنَّ النقد التكويني يهتمُّ بدراسة العمل الأدبي من بداية كونه مخطوطًا إلى أن يصيرَ كتابًا، وبمعنًى من المعاني، فإنه يهتمُّ بالمراحل التكوينيَّة التي يَقطعها الكاتب من مرحلة الفكرة والتسويد، والتصميم والتخطيط، إلى أن يتحوَّل إلى مُنتجٍ طباعي جماهيري.

وإذا كان النقد الغربي قد تمثَّلَ هذا المنهج التكويني والجيني بشكلٍ لافتٍ للانتباه، فإن النقد العربي المعاصر لَم يَلتجئ إلى هذه القراءة التكوينيَّة بَعْدُ بشكلٍ تَراكُمي مَقبول؛ بُغية معرفة كيف يتولَّد النصوص في أدبنا العربي القديم والحديث والمعاصر[9]؟ فلا بدَّ إذًا من الانفتاح على المناهج النقديَّة الغربيَّة، وتمثُّل نظرياتها الأدبيَّة، واستيعاب مفاهيمها ومصطلحاتها الإجرائيَّة لدراسة النصوص والأعمال الأدبيَّة، وذلك في ضوء مخطوطاتها ومُسوداتها، ومصادرها الأصليَّة الأولى.


[1] ديفيد كارتر؛ النظرية الأدبيَّة؛ ترجمة: د. باسل المسالمة، دار التكوين، دمشق، سوريا، الطبعة الأولى سنة 2010م، ص (151).

[2] انظر: مجموعة من الكُتَّاب؛ مدخل إلى مناهج النقد الأدبي؛ ترجمة: د. رضوان ظاظا، الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت، الطبعة: الأولى، ذو الحجة 1417هـ - مايو / آيار 1997م.

[3] Almuth Grésillon: (La critique génétique, aujourd'hui et demain), 21 novembre 2006, http://www.item.ens.fr/index.php?id=14174.

[4] د. رمضان عبدالتواب؛ مناهج تحقيق التراث بين القُدامى والمُحدثين، مكتبة الخانجي بالقاهرة، مصر، الطبعة الثانية 2002م، ص (3).

[5] Gérard Genette: Seuils. Edition:Seuils,Paris,1987.

[6] Jean Bellemin-Noël, Le texte et l'avant-texte: Les brouillons d'un poème de Milosz (Paris: Larousse, 1972).

[7] Pierre-Marc de Biasi, "Paranoïa-Genèse. Remarques sur l'identité des recherches en génétique textuelle", eds. eds. Almuth Grésillon and M. Werner, Leçons d'écriture: ce que disent les manuscrits (Paris: Minard, 1985) 259-75.

[8] NEEFS (Jacques), "Critique génétique et histoire littéraire", in L'histoire, littéraire aujourd'hui, Paris, A. COLIN, 1990, p. 23.

[9] الكتاب الذي نشَره العراقي رحمن غركان تحت عنوان: المنهج التكويني من الرؤية إلى الإجراء، من مطبوعات مؤسَّسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 2010م - لا علاقة له - بأيِّ حالٍ من الأحوال - بالنقد التكويني الذي طرَحناه في هذه الدراسة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.31 كيلو بايت... تم توفير 2.38 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]