الولد العاق - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858529 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392948 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215496 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2021, 04:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي الولد العاق

الولد العاق
أسامة طبش




كانت الساعة تُشير إلى العاشرة ليلًا، وهو ينتظر ابنه عند الباب، كان والده يحبُّه حبًّا جمًّا، ويرى فيه نفسَه في المستقبل القريب، الأبوَّةُ تتحرَّكُ في صدره وتشتعل، لو رأى ابنَه في لحظته تلك، ربما لن يتمالك نفسه، ويُوبِّخه توبيخًا لن ينساه مدى حياته.




عندما بلغ ابنُه العاشرة من عمره، توفِّيت والدتُه، فآثر والدُه أن يبقى بلا زواجٍ؛ كل ذلك حفاظًا على مشاعر ابنه، وألا يأتي له بامرأةٍ، قد لا تَعدُّه ولدَها، وترأف به، وترحم براءة طفولته.




كان يتركه عند جدَّته حين يأتيه سفرٌ طارئٌ، وتمرُّ خمسُ سنوات حتى تقاعد عن العمل، وتفرَّغ تمامًا لتربية ابنه.

العجيب أنه كان يعامله كصديقه؛ لأنه أراد أن يغرسَ فيه الرجولةَ منذ صغره، فيحثه على الدراسة والاهتمام بها، ويُشجِّعه على ممارسة الرياضة والاختلاط بمن هم في مثل سنه، ويدله على السُّبُل الكفيلة بتوجيهه؛ كي يعلم الوظيفة التي سيشغلها عندما يكبر ويصبح رجلًا.




كبر هذا الولد، ومرَّت السنوات تتلوها السنوات، ليتخرَّج في الجامعة، ويشغل الوظيفة التي كان يحلم بها، وبدأت تتوضح له معالمُ طريقه في هذه الحياة، إلا أنه بدأ يتغيَّر رويدًا رويدًا تجاه والده، هو ابتلاءٌ صبرَ عليه والدُه، وكم كان مُرًّا كالعلقم!




إحساس هذا الابن بأنه لم يعد في حاجة إلى أبيه، جعله أنانيًّا، ولم يرع ما قدَّمه له طَوالَ سنوات صغره وشبابه، فبعدما اعوجَّ العود، ووهنت العظام، وخارت القوى، بدل أن يكون سندًا له، كان العكس من ذلك تمامًا، فلقد غرَّه الشبابُ وصحتُه واستقلالُه في الحياة.




اقتنى بيتًا، وسكن وحدَه، واشترى سيارةً خاصةً به، ثم تزوَّج، لم يكن يزور أباه إلا بين الفينة والأخرى، ووالده يشكوه للخالق أولًا ثم للناس، والدموع تنهمر من عينيه كالسيل الجارف، لم يفهم سبب كلِّ هذا الجفاء، ولا هذا التغيُّر المفاجئ، رغم أنه منحه كلَّ ما يمكن أن يمنحه أبٌ فلذةَ كبده، إنها قساوةُ القلب، وما أدراك ما هي؟! يصبح كالصخرة الصماء، لا منفذ لهواء إليها.




تسير به الأيام هكذا، ويقلِّل ذلك الابن من زياراته لوالده، وصار يحرمه من حفيده الذي وُلد حديثًا، تمنَّى لو يضمُّه إلى صدره بكل حنان وحب، حاله التعيسة يرثي لها كلُّ من علم بقسوته، ولكن ما باليد حيلة، طباعُ ابنٍ تجبَّر على من ربَّاه، وكان له الفضل العظيم عليه، ربما تصيبه ريحُ الهداية، فيعود إلى رشده، وإلى حِضْن والده.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.19 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]