التفسير الباطني لدى الفرق وأثره في هدم الدين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من حسنت بدايته حسنت نهايته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أسباب منع نزول المطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          اللغة العربية أهميتها ومكانتها وعلومها - وحي الألم ـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          في المقاومة الثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4431 - عددالزوار : 866929 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3962 - عددالزوار : 400100 )           »          مآخذ الأئمة ومسالكهم في أنواع القتل هل هي ثنائية أو ثلاثية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          لماذا المهندسون أذكياء الناس؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          إنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى المَدِينَةَ طَابَةَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          بينما نبي الله يوسف في أصفاد السجن وحده.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-10-2023, 10:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,428
الدولة : Egypt
افتراضي التفسير الباطني لدى الفرق وأثره في هدم الدين

التفسير الباطني لدى الفرق وأثره في هدم الدين



يؤمن العديد من الفرق الباطنية بأن للقرآن ظهرا وبطنا، بل يؤمنون بأن لكل آية سبعة أبطن، وبعضهم يبالغ فيزعم أن لها سبعة وسبعين بطنا، ويجمعون على أن الإيمان بهذا الباطن واجب كالإيمان بالظاهر على حد سواء، وكما أن من كفر بالظاهر فقد خرج عن الإسلام، فكذلك من كفر بالباطن، كما يؤمنون بأن الظاهر وارد في التوحيد والنبوة، أما الباطن فكله وارد في الولاية والإمامة، بل سنرى أن الباطن الذي يؤولون به الآيات هو بعينه الباطن الذي تقول به ملاحدة الباطنية.
وحرصا منهم على تسليم المسلمين لهم بما يدعون في ذلك، زعموا أن جميع معاني القرآن ولاسيما المعنى الباطني اختص بها النبي[ والأئمة من بعده، أما من عداهم فلا شبهة في قصور علمهم بالظاهر فضلا عن الباطن، وعليه فلا يجوز الأخذ بهذا الباطن إلا من طريق الأئمة، كما لا يجوز الرد على الأئمة في شيء من ذلك؛ لأن الرد عليهم كالرد على الرسول[، والرد على الرسول[ ردا على الله عز وجل، وبهذه المقدمات ظنوا أن ادعاءهم هذا قد حاز القبول، ولكن من اطلع على شيء من هذا التفسير الباطني لا يتردد في الحكم ببطلانه؛ لأنه هدم صريح لمعاني القرآن ولشرائع الإسلام، والأمة لا تعرف للقرآن معاني غير ما يفهم منه صراحة أو بخبر صحيح عمن أنزل عليه القرآن ليبين للناس ما نزل إليهم.
ولأهمية هذا الموضوع ولتعويل الفرق الباطنية عليه كثيرا في تفاسيرهم فقد يتطلب الأمر الإسهاب في ذكر أقوالهم، ونماذج من تفاسيرهم لبيان أهميتها عندهم وغرضهم منها وأثرها على تفسير كتاب الله وتلاعبهم بمعانيه وبيان محاولتهم الفاشلة في تركيز عقيدتهم من خلال التفسير.
يقول الكازراني في مقدمة تفسيره: إن من أبين الأشياء وأظهرها وأوضح الأمور وأشهرها أن لكل آية من كتاب الله المجيد وكل فقرة من كتاب الله الحميد، ظهرا وبطنا وتفسيرا وتأويلا، بل لكل واحدة منها - كما يظهر من الأخبار المستفيضة - سبعة بطون وسبعون بطنا.
وبطن القرآن وتأويله إنما هو في الأئمة وولايتهم وأتباعهم وما يتعلق بذلك، وأورد فيه أخبارا كثيرة، نذكر منها:
ما نقله عن الكافي وتفسير العياشي عن محمد بن ميمون عن الكاظم (ع) في قوله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} (الأعراف: 33)، قال: القرآن له ظهر وبطن؛ فجميع ما حرم الله في الكتاب هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل الله في الكتاب هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الحق، وما رواه بسنده عن زريح المحاربي قال: سألت أبا عبدالله - يعني الصادق - عن قوله تعالى: {ثم ليقضوا تفثهم} (الحج: 29)، فقال: المراد لقاء الإمام، فأتاه عبدالله بن سنان فسأله عنها فقال: أخذ الشارب وقص الأظافر وما أشبه ذلك، ثم سأله عن كلام زريح فيها عنه فقال: صدق زريح وصدقت: إن للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل زريح؟ ثم عقب الكازراني بقوله: الكلام من الإمام صريح في أنهم (ع) كانوا يكتمون أمثال هذه التأويلات عن أكثر الناس حتى عن ابن سنان الذي كان من فضلاء أصحابه.
ولعل القارئ يلحظ مدى التوافق لمذهب الباطنية فإنهم يجعلون المحرمات أسماء رجال أمروا باجتنابهم، والطاعات أسماء رجال أمروا بموالاتهم، ولقد بدا القرآن في نظرهم على أنه عبارة عن رموز وألغاز لهذه المعاني التي يذكرونها، ونحن نجل الأئمة من آل البيت عن هذه الأقوال التي يذكرونها.
ثم ذكر الكازراني الفصل الثالث في نماذج مما يدل على وجوب تناسب الظواهر مع الباطن ومن وجوه خمسة، وأورد فيها أخبارا عن الأئمة منها: عن نصر بن قابوس، قال: سألت أبا عبدالله عن قول الله عز وجل: {وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة} (الواقعة: 30 - 33)، قال: يا نصر: إنه ليس حيث يذهب الناس، إنما هو العالم وما يخرج منه، ثم فسر الكازراني قول الإمام بقوله: لعل المعنى ليس حيث يذهب الناس من انحصار جنة المؤمنين في الجنة الصورية الأخروية، بل لهم في الدنيا أيضا ببركة أئمتهم (ع) جنات روحانية من ظل حمايتهم ولطفهم المحدود في الدنيا والآخرة، وماء مسكوب من علومهم الممتعة التي بها تحيل النفوس والأرواح، وفواكه كثيرة من أنواع معارفهم التي لا تنقطع عن شيعتهم وفرش مرفوعة مما يتلذذون به من حكمهم وآدابهم، بل لا يتلذذ المقربون في الآخرة في الجنان الصورية إلا بتلك الملاذ المعنوية التي كانوا يتنعمون بها في الدنيا كما تشهد به الأخبار، وكذا كل ما ورد ظاهره في العذاب والمسخ والهلاك والموت البدني ونحو ذلك، فباطنه في الهلاك المعنوي بضلالاتهم وحرمانهم من العلم، وموت قلوبهم ومسخها وعمها عن إدراك الحق، وكذا كل ما كان في القرآن مما ظاهره النهي عن القبائح الصورية وتحريم الخبائث الظاهرية؛ كالزنى والسرقة والخمر والميتة والدم ونحوها، فبطنه النهي عن القبائح الباطنة التي هي معاداة الأئمة (ع) والزجر عن الخبائث المعنوية التي هي أعداء الأئمة ومنكرو ولايتهم، وبالجملة فالمدار على تشبيه الأمور المعنوية بالصورية، ولا خفاء في كون النبي [ والأئمة (ع) وسائط معرفة العبادات والمأمورات وأنهم الأصل في قبولها، فلا بعد إن أريدوا بها في بطن القرآن وكذا لا بعد في كون أعدائهم من حيث مضادتهم لهم من المراد بالخبائث والمنهيات.
ولا شك أن ما ذكره الكازراني هو باطن الباطنية من الملاحدة بعينه وكتاب الله أنزه من هذه المهاترات،
وما ذكره من الجنان المعنوية والنعيم الروحي هو وهم وسراب وشطحات أوهام، ثم علل الكازراني ما ورد من تأويل معرفة الله وعبادته ومخالفته وأسفه وظلمه ورضاه وسخطه ونحوها بمعرفة الإمام وطاعته ومخالفته وأسفه وظلمه ورضاه وسخطه، وكذا تأويل الإمام بيد الله وعينه وجنبه وقلبه وكل ما نسبه الله إلى نفسه يؤول بالإمام، بل لقد ورد عندهم أخبار بتأويل روح الله ونفسه ولفظ الجلالة والإله والرب بالإمام.


وهذا تفسير علي بن إبراهيم القمي رائد في المعاني الباطنية، فهو كسابقه لم يعن بمعنى غير الباطن إطلاقا، فلا التوحيد له مجال فيه، ولا النبوة، ولا شيء من حلال وحرام، ولا هداية ولا أحكام، وإنما القرآن كله عنده نوعان: إما مدح فهو في الأئمة وشيعتهم، وإما قدح في مخالفيهم وأعدائهم - بزعمهم - ولا مزيد، هذا مع حمل ألفاظ منه على أحد النوعين ولا يمكن أن يكون لها علاقة بوجه بمدح ولا ذم، وإليك أمثلة منه: قوله تعالى: {آلم ذلك الكتاب} الكتاب علي، {لا ريب فيه}: لا شك في إمامته، {هدى للمتقين}: بيان لشيعتنا (البقرة: 1،2) وعلى هذا النمط كل القرآن، وإنما أذكر مجرد أمثلة فقط فعند قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها} (البقرة: 26)، يقول: «حدثني أبي بسنده عن أبي عبدالله قال: إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فالبعوضة أمير المؤمنين وما فوقه رسول الله، والدليل على ذلك قوله: {فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم} إلى قوله: {كثيرا}، فدل الله عليهم فقال: {وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}: في علي، {ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل} يعني من صلة أمير المؤمنين والأئمة (ع)».
وجاء في تفسير الأصفهاني في المقدمة الرابعة: «في جملة مما جاء في معاني وجوه الآيات والتنزيل والتأويل والظهر والبطن والحد والمطلع واشتمال الآيات على البطون والتأويلات وغير ذلك، وأورد فيه عدة آثار منها: عن حمران بن أعين عن أبي جعفر قال: ظهر القرآن الذين نزل فيهم، وبطنه الذين بمثل أعمالهم، وعن أبي جعفر قال: تفسير القرآن على سبعة أوجه، منه ما كان ومنه ما لم يكن بعد يعرفه الأئمة، وساق أمثلة لتفسير الظاهر والباطن فقال: {وأوحى ربك إلى النحل} (النحل: 68) فتفسير الظاهر معروف وفي الباطن آل محمد، وفي التأويل نفوس العلماء، وفي ظاهر الظاهر النفوس التي لها قدرة على الانتحال أي: الاختيار الحسن كما في قوله: {فيتبعون أحسنه} بقرينة قوله: {وأوحى ربك}، والجبال في الظاهر جمع جبل وهو معروف، وفي تفسير ظاهر الظاهر أن الجبال جمع جبلّة وهي الطبيعة، وفي تفسير التأويل الجبال: الأجساد الحيوانية من الإنسان وغيرها.
وعلى كل حال فقد جرت هذه التفاسير على هذا النحو في تفسير كتاب الله بمعان باطنية أبعد ما تكون عن معاني الآيات وهداية القران وتعاليم الإسلام، حتى ليبدو كأن القرآن نزل لخدمة غرض الباطنية فحسب، وذلك بما فسروه به من هذه المعاني التافهة والعقيدة الفاسدة في الافتتاح بحب آل البيت إلى حد يفوق كل تصور، مع أنه حب كاذب قد ثبت زيفه في أكثر من مناسبة على مر التاريخ، وفيه بغض لخيرة أصحاب رسول الله[ فاق الحد المعقول أيضا من غير استحياء ولا أدب، مع أن كثيرا من آيات الكتاب العزيز تثني عليهم وتشيد بفضلهم، كما أن هناك فريقا من المفسرين وصفوا بالاعتدال تقل هذه النبرة في تفسيرهم إلى حد كبير، وتبرز معاني الآيات على حقيقتها المرادة منها ولا يميلون إلى هذا اللون المتقدم من التفسير، بل بعضهم صرح بفساد التفسير الباطني عندهم حيث قال: «وأما الذين تهاجموا بآرائهم على تفسير القرآن بما يسمونه تفسير الباطن ركونا بآرائهم إلى مزاعم المكاشفة والوصول ونزعات التفلسف أو التجدد أو حب الانفراد والشهرة بالقول الجديد، وإن كان فيها ما فيها، فقد آثروا متاهة الرأي على المنهج السوي عن أصول العلم وفارقوه من أول خطوة.
نماذج من تلاعبهم بألفاظ القرآن
وأسوق فيه بين يدي القارئ ألفاظا فسرها الباطنية بغير معانيها التي وضعت لها الألفاظ في اللغة، قد أجراها الباطنية على غير هذه المعاني حيثما وقعت في القرآن كله؛ مما يدل على تلاعبهم بألفاظ القرآن واحتيالهم على تركيز عقيدتهم من خلال التفسير، ضاربين بمعاني الألفاظ اللغوية عرض الحائط، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على استهتارهم بمعاني القرآن استهتارا لا يصدر مثله عن مسلم، حيث قد حجبوا بذلك نور القرآن وهدايته وبشاشته التي إذا مست شغاف القلوب وجد لها المؤمن بردا وسلاما، وإني أستغفر الله من حكايتها، ثم أتبعها بإبداء الرأي في هذا النوع من التفسير ومدى ما يترتب عليه من خطر.
وإليك نماذج من هذه الكلمات:
1- لفظ (الأب) يراد به عندهم النبي وعلي، حيث يروون عن علي بن أبي طالب أنه قال: «سمعت رسول الله يقول: أنا وعلي أبوا هذا الأمة» وقد يراد به الإمام فقط حيث يروون عن علي أيضا أنه قال: «الإمام الأب الشفيق».
ولا أدري هل يستقيم هذا مع قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} (الأحزاب: 140)؟!
2- لفظ (الأثر): الإمام، و(الآثار): الأئمة، فعن الصادق: «اتبعوا آثار الهدى» يعني الأئمة.
3- لفظ (الأثل) في اللغة: شجرة الطرفاء، وقد صنع رسول الله [ منها منبره. ومع ذلك فهم يفسرونها بأنها من الأشجار الملعونة التي لم تقبل الولاية.
4- لفظ (أجاج) في سورة الفرقان وفاطر والواقعة يقال بحر أجاج أو ماء أجاج، أي: ملح مر، وهم يفسرونها بما جاء في الكافي عن الحسنين قالا: «إن الله عرض ولايتنا على المياه، فما قبل ولايتنا عذب وطاب، وما جحد ولايتنا جعله الله مرا وملحا أجاجا».
ولا أدري ما السر في ملوحة البحار قبل خلق الأئمة وولايتهم.
5- لفظ (الأذن): الجارحة المعروفة، ويفسرونها بالأئمة أو بعلي بالذات فيروون عن الأئمة أنهم أذن الله، وعن النبي أن عليا أذن الله السامعة، وأذنه الواعية.
6- لفظ (الأرض) يؤول بالأئمة في تفسيرهم، ويستدلون على ذلك بما ينسبونه إلى الباقر قال في قوله تعالى: {فانتشروا في الأرض} (الجمعة: 10)، يعني بالأرض: الأوصياء، أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول [ وطاعة أمير المؤمنين، كنى الله في ذلك عن أسمائهم فسماهم بالأرض.
7- لفظ (الآزفة)، جاء في سورة النجم في قوله: {أزفت الآزفة} (النجم: 57) ومقصود بها الساعة وقربها، من غير مراجعة تفاسير، وهي في التفسير الباطني عندهم الرجعة، أي: رجعة الأئمة إلى الدنيا وخواص أصحابهم وكذا أعداؤهم - بزعمهم - للقاصص منهم.
8- لفظ (إسرائيل) ومعلوم أنه نبي الله يعقوب\، ويفسرونه بأمير المؤمنين، ويستدلون على ذلك بما جاء عندهم في الزيارات من قول صفوان لعلي «علي إسرائيل الله».
9- لفظ (آسن): ورد في سورة محمد: {من ماء غير آسن}، وفي اللغة: أسن الماء: تغير، وهو الذي لا يشربه أحد من نتنه، فماء غير آسن أي: غير متغير، ويفسرونه بماء غير متغير أي: بعلي.
10- لفظ (الإفك، والمؤتفكة): الإفك: الكذب، والمؤتفكة: مدائن لوط، ويفسرون الإفك بصنمي قريش - يقصدون أبا بكر وعمر - وفي الكافي عن أبي عبدالله وقد سئل عن قوله: {والمؤتفكة أهوى} (النجم: 53) قال: هم أهل البصرة، هي المؤتفكة، يعنون بذلك أنهم حاربوا عليا في موقعة الجمل المشهورة فهزموا.
والخلاصة أن التفسير الباطني قد حوى من البلايا ما يلي:
1- الطعن على صحابة رسول الله [ بطريقة مكشوفة تنم عن حقد دفين وبغض مشين لهم، ومحاولة إيجاد ثغرة من القرآن تخدم الباطنية في ذلك بأي وسيلة، وهيهات لهم ذلك! فإن صريح الآيات تعتبر أوسمة شرف للصحافة ناطقة بفضلهم أبد الدهر رغم أنف الباطنية.
2- التفسير الباطني تحريف ظاهر لكتاب الله لا دليل عليه من عقل أو نقل، بل الدليل على خلافه، ولقد ذهبت به الباطنية مذهب اليهود والنصارى في كتبهم.
3- ما تذرعت به الباطنية في ذلك من كون هذا التفسير سائغا لغة من قبيل المجاز أو نحوه قد تبين بطلانه، ومغالطة الباطنية في ذلك واضحة وأنهم أرادوا ترويج هذه الأباطيل بهدم معاني الكلمات وتحطيم لغة القرآن من غير وازع من دين أو خلق.
4- أوضح لنا التفسير الباطني غلو الباطنية في الأئمة من آل البيت غلوا فاق كل تصور، وهذا ما يرفضه الإسلام ويهدمه صريح القرآن.
5- وضح لنا التفسير الباطني عندهم مدى الترابط بينهم وبين ملاحدة الباطنية فالمشرب واحد، وما ترتب على دعوة الباطنية يمكن أن يترتب على هذا التفسير الباطني سواء بسواء، وقد أثبت لنا التاريخ ما وقع من جراء هذه النزعة ممثلا في البابية والبهائية والقاديانية وما جروه على المسلمين من بلاء.
6- أوضح لنا المفسرون بهذا التفسير الباطني كيف يضل علماء الباطنية أتباعهم ويلبسون عليهم دينهم باختلاق هذه الأكاذيب افتراء على الله ورسوله والعترة من آل بيته، فحجبوا بذلك نور القرآن وضياءه عن قلوب الناس.
7- لجأت الفرق الباطنية إلى هذه المعاني الباطنية لما لم تجد في ظاهر القرآن ما يخدمهم في قليل ولا كثير, فزعمت أن له بطنا وضعوا من خلاله ما أرادوا وضعه من عقائدهم, بل زعموا أن ذلك لازم لما علمه الله من وقوع تحريف في القرآن.


اعداد:الفرقان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.97 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]