الروض الأنيق في الفوائد المستنبطة من قصة يوسف الصديق - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 390 - عددالزوار : 74926 )           »          أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 533 )           »          الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 21-11-2021, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,509
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروض الأنيق في الفوائد المستنبطة من قصة يوسف الصديق

الروض الأنيق في الفوائد المستنبطة من قصة يوسف الصديق (13)


د/ وليد بن محمد بن عبدالله العلي


الفائدة التاسعة والسبعون:



الفائدة المستنبطة من قول الله تعالى: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم} (يوسف: 83). قال حبان ابن أبي جبلة أيضا في قوله تعالى: {فصبر جميل}. قال «لا شكوى فيه». ورفعه ابن أبي الدنيا أيضا.؛ وقال مجاهد: {فصبر جميل}: «في غير جزع». وقال عمرو بن قيس: {فصبر جميل}: قال «الرضا بالمصيبة والتسليم». وقال بعض السلف: {فصبر جميل}: لا شكوي فيه (عدة الصابرين ص159-160).

الفوائد المستنبطة من قول الله تعالى: {وتولى عنهم وقال يأسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم} (يوسف: 84).

الفائدة الحادية والثمانون:

إن يعقوب عليه السلام لما امتلأ قلبه بحب يوسف عليه السلام وذكره: أعرض عن ذكر أخيه مع قرب عهده بمصيبة فراقه، فلم يذكره مع ذلك ولم يتأسف عليه، غيبة عنه بمحبة يوسف؛ واستيلائه على قلبه (مدارج السالكين 3/220).

الفائدة الثانية والثمانون:

- قال همام عن قتادة في قوله تعالى: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}. قال: «كظم على حزن، فلم يقل إلا خيرا». وقال يحيى بن المختار عن الحسن: «الكظيم: الصبور» (عدة الصابرين ص160).

الفائدة الثالثة والثمانون:

- قال همام عن قتادة في قوله تعالى: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}: «أي: كميد». أي: كمد الحزن (عدة الصابرين ص160).

الفائدة الرابعة والثمانون:

- الأسف: الحزن، كقوله تعالى عن يعقوب: {يا أسفى على يوسف} (مدارج السالكين 3/196).

الفائدة الخامسة والثمانون

- مما ينافي الصبر: في شق الثياب عند المصيبة، ولطم الوجه، والضرب بإحدى اليدين على الأخرى، وحلق الشعر، والدعاء بالويل، ولهذا برئ النبي [ ممن صلق وحلق وخرق. صلق: رفع صوته عند المصيبة، وحلق رأسه، وخرق: شق ثيابه. ولا ينافيه البكاء والحزن، قال الله تعالى عن يعقوب: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم} (عدة الصابرين ص416).

الفائدة السادسة والثمانون:

- قوله تعالى عن نبيه إسرائيل: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}. فهو إخبار عن حاله بمصابه بفقد ولده وحبيبه، وأنه ابتلاه بذلك كما ابتلاه بالتفريق بينه وبينه، وأجمع أرباب السلوك: على أن حزن الدنيا غير محمود، إلا أبا عثمان الحيري فإنه قال: الحزن بكل وجه: فضيلة وزيادة للمؤمن، ما لم يكن بسبب معصية، قال: لأنه إن لم يوجب تخصيصا: فإنه يوجب تمحيصا (مدارج السالكين 1/544).

الفائدة السابعة والثمانون:

- قال أحمد: ثنا عبدالله بن إدريس، ثنا يزيد بن أبي زياد؛ عن عبدالرحمن بن أبي ليلى؛ عن ابن أبزى قال: صليت خلف عمر، فقرأ سورة يوسف، حتى إذا بلغ: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}: وقع عليه البكاء فركع، ثم قرأ سورة النجم، فسجد فيها، ثم قام فقرأ: {إذا زلزلت} (مدارج السالكين 2/168).

الجزء السادس والعشرون

الفوائد المستنبطة من قول الله تعالى: {قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون} (يوسف: 86).

الفائدة الثامنة والثمانون:

- الشكوى نوعان: أحدهما: الشكوى إلى الله تعالى، فهذا لا ينافي الصبر، كما قال يعقوب: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}. مع قوله: {فصبر جميل}. وقال أيوب: {مسني الضر}. مع وصف الله له بالصبر، وقال سيد الصابرين [: «اللهم أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي» إلخ. وقال موسى عليه السلام: «اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك».

والنوع الثاني: شكوى المبتلى بلسان الحال والمقال، فهذه لا تجامع الصبر، بل تضاده وتبطله، فالفرق بين شكواه والشكوى إليه (عدة الصابرين ص39-40).

الفائدة التاسعة والثامنون:

- أثنى على أيوب بقوله: {مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}، وعلى يعقوب بقوله: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}، وعلى موسى بقوله: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير}. وقد شكا إليه خاتم أنبيائه ورسله بقوله: «اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي» الحديث. فالشكوى إليه سبحانه: لا تنافي الصبر الجزيل، بل إعراض عبده عن الشكوى إلى غيره جملة؛ وجعل الشكوى إليه وحده: هو الصبر. والله تعالى يبتلي عبده ليسمع شكواه وتضرعه ودعاءه، وقد ذم سبحانه من لم يتضرع إليه؛ ولم يستكن له وقت البلاء، كما قال تعالى: {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون}. والعبد أضعف من أن يتجلد على ربه، والرب تعالى لم يرد من عبده أن يتجلد عليه، بل أراد منه أن يستكين إلى خلقه، ويحب من يشكو ما به إليه. وقيل لبعضهم: كيف تشتكي إليه؛ ما ليس بخفي عليه؟ فقال: ربي يرضى ذل العبد إليه (عدة الصابرين ص65-66).

الفائدة التسعون:

- لما كان الصبر: حبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله؛ والقلب عن التسخط؛ والجوارح عن اللطم وشق الثياب ونحوها: كان ما يضاده واقعا على هذه الجملة، فمنه: الشكوى إلى المخلوق، فإذا شكا العبد ربه إلى مخلوق مثله: فقد شكا من يرحمه إلى من لا يرحمه، ولا تضاده الشكوى إلى الله، كما تقدم في شكاية يعقوب إلى الله، مع قوله: {فصبر جميل}.

وأما إخبار المخلوق بالحال: فإن كان للاستعانة بإرشاده أو معاونته والتوصل إلى زوال ضرورة: لم يقدح ذلك في الصبر، كإخبار المريض للطبيب بشكايته، وإخبار المظلوم لمن ينتصر له بحاله، وإخبار المبتلى ببلائه لمن كان يرجو أن يكون فرجه على يديه (عدة الصابرين ص414).

الفائدة الحادية والتسعون:

- الشكوى إلى الله عز وجل لا تنافي الصبر، فإن يعقوب عليه السلام وعد بالصبر الجميل، والنبي إذا وعد لا يخلف، ثم قال: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} (بدائع الفوائد 3/83).

الجزء السابع والعشرون

الفوائد المستنبطة من قول الله تعالى: {قالوا أءنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} (يوسف: 90).

الفائدة الثانية والتسعون:
- إن الله سبحانه ذكر الصبر في كتابه في نحو تسعين موضعا، فمرة أمر به، ومرة أثنى على أهله، ومرة أمر نبيه[ أن يبشر به أهله، ومرة جعله شرطا في حصول النصر والكفاية، ومرة أخبر أنه مع أهله، وأثنى به على صفوته من العالمين؛ وهم أنبياؤه ورسله، فقال عن نبيه أيوب: {إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب}. وقال لخاتم أنبيائه ورسله: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل}. وقال: {واصبر وما صبرك إلا بالله}. وقال يوسف الصديق وقد قال له إخوته: {أءنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}. وهذا يدل على أن الصبر من أجلّ مقامات الإيمان، وأن أخص الناس بالله وأولادهم به: أشدهم قياما وتحققا به، وأن الخاصة أحوج إليه من العامة (طريق الهجرتين ص476 - 477).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 23-11-2021, 11:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,509
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروض الأنيق في الفوائد المستنبطة من قصة يوسف الصديق

الروض الأنيق في الفوائد المستنبطة من قصة يوسف الصديق (14)


د/ وليد بن محمد بن عبدالله العلي








الفوائد المستنبطة من قول الله تعالى: {ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم} (يوسف: 100).
الفائدة السادسة بعد المئة
إن الله سبحانه كاد ليوسف عليه السلام بأن جمع بينه وبين أخيه، وأخرجه من أيدي إخوته بغير اختيارهم، كما أخرجوا يوسف من يد أبيه بغير اختياره. وكاد له بأن أوقفهم بين يديه موقف الذليل الخاضع المستجدي، فقالوا: {يأيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين}.
فهذا الذل والخضوع في مقابلة ذله وخضوعه لهم يوم إلقائه في الجب، وبيعه بيع العبيد. وكاد له بأن هيأ له الأسباب التي يسجدوا له هم وأبوه وخالته في مقابلة كيدهم له حذرا من وقوع ذلك، فإن الذي حملهم على إلقائه في الجب: خشيتهم أن يرتفع عليهم حتى يسجدوا له كلهم، فكادوه خشية ذلك، فكاد الله تعالى له حتى وقع ذلك كما رآه في منامه. وهذا كما كاد فرعون بني إسرائيل، {يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم}، خشية أن يخرج فيهم من يكون زوال ملكه على يديه، فكاده الله سبحانه بأن أخرج له هذا المولود، ورباه في بيته وفي حجره، حتى وقع به منه ما كان يحذره، كما قيل:
وإذا خشيت من الأمور مقدرا
وفررت منه فنحوه تتوجه
(إغاثة اللهفان 2/157)
الفائدة السابعة بعد المئة
- قول يوسف لأبيه وإخوته: {هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن}. ولم يقل: أخرجني من الجب. حفظا للأدب مع إخوته، وتفتيا عليهم أن لا يخجلهم بما جرى في الجب. وقال: {وجاء بكم من البدو} ولم يقل: رفع عنكم جهد الجوع والحاجة. أدبا معهم. وأضاف ما جرى إلى السبب، ولم يضفه إلى المباشر الذي هو أقرب إليه منه، فقال: {من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي}. فأعطى الفتوة والكرم والأدب حقه، وهذا لم يكن كمال هذا الخلق إلا للرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم (مدارج السالكين 2/396-397).
< الجزء الثلاثون
الفائدة الثامنة بعد المئة
- إن التأويل في عرف السلف المراد به: التأويل في مثل قوله تعالى: {وهل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق}. وقوله تعالى: {ذلك خير وأحسن تأويلا}. وقول يوسف: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا}. وقول يعقوب: {ويعلمك من تأويل الأحاديث} وكذلك: {وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله}. وقال يوسف: {لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما}. فتأويل الكلام الطلبي، هو فعل المأمور به والمنهي عنه نفسه، كما قال ابن عيينة: «السنة تأويل الأمر والنهي» وقالت عائشة: «كان رسول الله[ يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، يتأول القرآن». وأما تأويل ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر: فهو الحقيقة نفسها التي أخبر الله عنها، وذلك في حق الله: هو كنه ذاته وصفاته التي لا يعلمها غيره، ولهذا قال مالك وربيعة: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول». وكذلك قال ابن المجشون والإمام أحمد وغيرهما من السلف: إنا لا نعلم كيفية ما أخبر الله به عن نفسه، وإن كنا نعلم تفسيره ومعناه. وقد فسر الإمام أحمد الآيات التي احتج بها الجهمية من المتشابه، وقال: «إنهم تأولوها على غير تأويلها» وبين معناها. وكذلك الصحابة والتابعون فسروا القرآن، وعلموا المراد بآيات الصفات، كما علموا المراد من آيات الأمر والنهي، وإن لم يعلموا الكيفية، كما علموا معاني ما أخبر من السلف إن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله؛ بهذا المعنى: فهو حق، وأما من قال: إن التأويل الذي هو تفسيره وبيان المراد منه لا خلافه. قال مجاهد: «عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته، أقفه عند كل آية وأسأله عنها». وقال عبدالله بن مسعود: «ما في كتاب الله آية إلا وأنا أعلم فيما أنزلت». وقال الحسن البصري: «ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم ما أراد بها». وقال مسروق: «ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه» وقال الشعبي: «ما ابتدع قوم بدعة إلا وفي كتاب الله بيانها» (الصواعق المرسلة 3/923-925).
الفائدة التاسعة بعد المئة
- تسمى العاقبة: تأويلا؛ لأن الأمر يصير إليها، ومنه قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}. وتسمى حقيقة الشيء المخبر به: تأويلا؛ لأن الأمر ينتهي إليها، ومنه قوله: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتى تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق}. فمجيء تأويله: مجيء نفس ما أخبرت به الرسل من اليوم الآخر والمعاد وتفاصيله والجنة والنار. ويسمى تعبير الرؤيا: تأويلا بالاعتبارين، فإنه تفسير لها، وهو عاقبتها وما تؤول إليه، وقال يوسف لأبيه: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل}. أي: حقيقتها ومصيرها، إلى هنا انتهت. وتسمى العلة الغائبة والحكمة المطلوبة بالفعل: تأويلا، لأنها بيان لمقصود الفاعل وغرضه من الفعل الذي لم يعرف الرائي له غرضه به، ومنه قول الخضر لموسى عليهما السلام بعد أن ذكر له الحكمة المقصودة بما فعله من تخريق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار بلا عوض: {سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا}. فلما أخبره بالعلة الغائبة التي انتهى إليها فعله قال: {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. فالتأويل في كتاب الله سبحانه وتعالى المراد به: حقيقة المعنى الذي يؤول اللفظ إليه، وهي الحقيقة الموجودة في الخارج (الصواعق المرسلة 1/176-177).
< الفوائد المستنبطة من قول الله تعالى: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين} (يوسف: 101).
الفائدة العاشرة بعد المئة
- قوله تعالى عن يوسف نبيه أنه قال: {أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين}. قال الإمام أحمد: ليس أحد من الأنبياء تمنى الموت غير يوسف، قال: {توفني مسلما} (بدائع الفوائد 3/98).
الفائدة الحادية عشرة بعد المئة
- جمعت هذه الدعوة الإقرار بالتوحيد، والاستسلام للرب، وإظهار الافتقار إليه، والبراءة من موالاة غيره سبحانه، وكون الوفاة على الإسلام أجلّ غايات العبد، وأن ذلك بيد الله لا بيد العبد، والاعتراف بالمعاد، وطلب مرافقة السعداء (الفوائد ص223).
الفائدة الثانية عشرة بعد المئة
- الشوق أثر من آثار المحبة وحكم من أحكامها، فإنه سفر القلب إلى المحبوب في كل حال. وقيل: هو اهتياج القلوب إلى لقاء المحبوب. وقيل: هو احتراق الأحشاء. ومنها ما يتهيج ويتولد ويلهب القلوب ويقطع الأكباد، والمحبة أعلى منه؛ لأن الشوق عنها يتولد، وعلى قدرها يقوى ويضعف، قال يحيى بن معاذ: علامة الشوق: فطام الجوارح عن الشهوات. وقال أبوعثمان: علامته: حب الموت مع الراحة والعافية، كحال يوسف لما ألقى في الجب لم يقل: توفني، ولما أدخل السجن لم يقل: توفني، ولما تم له الأمر والأمن والنعمة قال: {توفني مسلما} (مدارج السالكين 3/54).
وهذه آخرة الفوائد التي استخرجتها من كلام الإمام ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى- وبها تختتم هذه الرياض المونقات، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 16-10-2023, 12:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,509
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروض الأنيق في الفوائد المستنبطة من قصة يوسف الصديق

الروض الأنيق في الفوائد المستنبطة من قصة يوسف الصديق (الحلقة الأخيرة)






الفوائد المستنبطة من قول الله تعالى: {ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم} (يوسف: 100).








الفائدة السادسة بعد المئة



إن الله سبحانه كاد ليوسف عليه السلام بأن جمع بينه وبين أخيه، وأخرجه من أيدي إخوته بغير اختيارهم، كما أخرجوا يوسف من يد أبيه بغير اختياره. وكاد له بأن أوقفهم بين يديه موقف الذليل الخاضع المستجدي، فقالوا: {يأيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين}.

فهذا الذل والخضوع في مقابلة ذله وخضوعه لهم يوم إلقائه في الجب، وبيعه بيع العبيد. وكاد له بأن هيأ له الأسباب التي يسجدوا له هم وأبوه وخالته في مقابلة كيدهم له حذرا من وقوع ذلك، فإن الذي حملهم على إلقائه في الجب: خشيتهم أن يرتفع عليهم حتى يسجدوا له كلهم، فكادوه خشية ذلك، فكاد الله تعالى له حتى وقع ذلك كما رآه في منامه. وهذا كما كاد فرعون بني إسرائيل، {يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم}، خشية أن يخرج فيهم من يكون زوال ملكه على يديه، فكاده الله سبحانه بأن أخرج له هذا المولود، ورباه في بيته وفي حجره، حتى وقع به منه ما كان يحذره، كما قيل:
وإذا خشيت من الأمور مقدرا
وفررت منه فنحوه تتوجه
(إغاثة اللهفان 2/157)




الفائدة السابعة بعد المئة



- قول يوسف لأبيه وإخوته: {هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن}. ولم يقل: أخرجني من الجب. حفظا للأدب مع إخوته، وتفتيا عليهم أن لا يخجلهم بما جرى في الجب. وقال: {وجاء بكم من البدو} ولم يقل: رفع عنكم جهد الجوع والحاجة. أدبا معهم. وأضاف ما جرى إلى السبب، ولم يضفه إلى المباشر الذي هو أقرب إليه منه، فقال: {من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي}. فأعطى الفتوة والكرم والأدب حقه، وهذا لم يكن كمال هذا الخلق إلا للرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم (مدارج السالكين 2/396-397).





< الجزء الثلاثون



الفائدة الثامنة بعد المئة

- إن التأويل في عرف السلف المراد به: التأويل في مثل قوله تعالى: {وهل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق}. وقوله تعالى: {ذلك خير وأحسن تأويلا}. وقول يوسف: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا}. وقول يعقوب: {ويعلمك من تأويل الأحاديث} وكذلك: {وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله}. وقال يوسف: {لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما}. فتأويل الكلام الطلبي، هو فعل المأمور به والمنهي عنه نفسه، كما قال ابن عيينة: «السنة تأويل الأمر والنهي» وقالت عائشة: «كان رسول الله[ يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، يتأول القرآن». وأما تأويل ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر: فهو الحقيقة نفسها التي أخبر الله عنها، وذلك في حق الله: هو كنه ذاته وصفاته التي لا يعلمها غيره، ولهذا قال مالك وربيعة: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول». وكذلك قال ابن المجشون والإمام أحمد وغيرهما من السلف: إنا لا نعلم كيفية ما أخبر الله به عن نفسه، وإن كنا نعلم تفسيره ومعناه. وقد فسر الإمام أحمد الآيات التي احتج بها الجهمية من المتشابه، وقال: «إنهم تأولوها على غير تأويلها» وبين معناها. وكذلك الصحابة والتابعون فسروا القرآن، وعلموا المراد بآيات الصفات، كما علموا المراد من آيات الأمر والنهي، وإن لم يعلموا الكيفية، كما علموا معاني ما أخبر من السلف إن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله؛ بهذا المعنى: فهو حق، وأما من قال: إن التأويل الذي هو تفسيره وبيان المراد منه لا خلافه. قال مجاهد: «عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته، أقفه عند كل آية وأسأله عنها». وقال عبدالله بن مسعود: «ما في كتاب الله آية إلا وأنا أعلم فيما أنزلت». وقال الحسن البصري: «ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم ما أراد بها». وقال مسروق: «ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه» وقال الشعبي: «ما ابتدع قوم بدعة إلا وفي كتاب الله بيانها» (الصواعق المرسلة 3/923-925).




الفائدة التاسعة بعد المئة



- تسمى العاقبة: تأويلا؛ لأن الأمر يصير إليها، ومنه قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}. وتسمى حقيقة الشيء المخبر به: تأويلا؛ لأن الأمر ينتهي إليها، ومنه قوله: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتى تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق}. فمجيء تأويله: مجيء نفس ما أخبرت به الرسل من اليوم الآخر والمعاد وتفاصيله والجنة والنار. ويسمى تعبير الرؤيا: تأويلا بالاعتبارين، فإنه تفسير لها، وهو عاقبتها وما تؤول إليه، وقال يوسف لأبيه: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل}. أي: حقيقتها ومصيرها، إلى هنا انتهت. وتسمى العلة الغائبة والحكمة المطلوبة بالفعل: تأويلا، لأنها بيان لمقصود الفاعل وغرضه من الفعل الذي لم يعرف الرائي له غرضه به، ومنه قول الخضر لموسى عليهما السلام بعد أن ذكر له الحكمة المقصودة بما فعله من تخريق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار بلا عوض: {سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا}. فلما أخبره بالعلة الغائبة التي انتهى إليها فعله قال: {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. فالتأويل في كتاب الله سبحانه وتعالى المراد به: حقيقة المعنى الذي يؤول اللفظ إليه، وهي الحقيقة الموجودة في الخارج (الصواعق المرسلة 1/176-177).

< الفوائد المستنبطة من قول الله تعالى: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين} (يوسف: 101).




الفائدة العاشرة بعد المئة



- قوله تعالى عن يوسف نبيه أنه قال: {أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين}. قال الإمام أحمد: ليس أحد من الأنبياء تمنى الموت غير يوسف، قال: {توفني مسلما} (بدائع الفوائد 3/98).





الفائدة الحادية عشرة بعد المئة



- جمعت هذه الدعوة الإقرار بالتوحيد، والاستسلام للرب، وإظهار الافتقار إليه، والبراءة من موالاة غيره سبحانه، وكون الوفاة على الإسلام أجلّ غايات العبد، وأن ذلك بيد الله لا بيد العبد، والاعتراف بالمعاد، وطلب مرافقة السعداء (الفوائد ص223).





الفائدة الثانية عشرة بعد المئة



- الشوق أثر من آثار المحبة وحكم من أحكامها، فإنه سفر القلب إلى المحبوب في كل حال. وقيل: هو اهتياج القلوب إلى لقاء المحبوب. وقيل: هو احتراق الأحشاء. ومنها ما يتهيج ويتولد ويلهب القلوب ويقطع الأكباد، والمحبة أعلى منه؛ لأن الشوق عنها يتولد، وعلى قدرها يقوى ويضعف، قال يحيى بن معاذ: علامة الشوق: فطام الجوارح عن الشهوات. وقال أبوعثمان: علامته: حب الموت مع الراحة والعافية، كحال يوسف لما ألقى في الجب لم يقل: توفني، ولما أدخل السجن لم يقل: توفني، ولما تم له الأمر والأمن والنعمة قال: {توفني مسلما} (مدارج السالكين 3/54).

وهذه آخرة الفوائد التي استخرجتها من كلام الإمام ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى- وبها تختتم هذه الرياض المونقات، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


اعداد: د/ وليد بن محمد بن عبدالله العلي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 85.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 82.99 كيلو بايت... تم توفير 2.84 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]