الحساء (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 1155 )           »          التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          زخرفة المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 16817 )           »          لماذا نحن هنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          يغيب الصالحون وتبقى آثارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الهواتف الذكية تحترف سرقة الأوقات الممتعة في حياة الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن تحويل القبلة أنهى مكانـة المسـجد الأقصى عند المسلمين»!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          لماذا يكذب الأطفال؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-06-2021, 02:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,991
الدولة : Egypt
افتراضي الحساء (قصة قصيرة)

الحساء (قصة قصيرة)
محمد كساح







على مقعد وثير، وبالقرب مِن مدفأة الحطب، جلَس المُقاتل الشابُّ أبو بكر يتحدَّث مع صديق عمره مجد الدين، وهو شابٌّ أيضًا، لكنَّه يَكبر أبا بكر بسنتين أو ثلاث.

وكان لقب أبي بكر غريبًا بالنسبة للناس العاديين الذين يعيشون حياة هادئة في بلدان أخرى، بينما أخذ هذا اللقب طابع النضال الثوري الذي دخل أبو بكر إلى أعماقه وعاشَ في خضمِّه منذ سنوات.

"أبو بكر دوشكا" هكذا كان يُدعى، وقد اكتسب هذا اللقب مِن خبرته في الرمي على هذا السلاح الثقيل ومهارته في إصابة الأهداف.

وعلى كل حال، لن نستفيض في الحديث عن الرجل أو عن ماضيه، بل سنَذكر قصة الحديث الذي دار بينه وبين صاحبه مجد الدين في تلك الليلة التي كان بردُ كانون يَلفح وجهها كالزَّنابيرِ.

جلس الشابان حول المِدفأة يتحدَّثان، وبين الفينة والأخرى يَضع أبو بكر حطبةً أو اثنتَين داخلَها، ما يزيد المِدفأة اشتعالاً وتوقُّدًا، ويُضفي الدِّفء والارتياح على جوِّ الغرفة.

وعلى الموقد كان هنالك قِدْرٌ متوسِّط الحجم، كان الاثنان يَطهوان طعامهما في تلك الساعة، ويتبادَلان أطراف الحديث، وربَّما أشعَلا سيجارةً، واقتَسَما العبَّ منها بشراهة!

جميل يا مجد الدين أن تكون جائعًا - كما نحن الآن - وتهمس في أذن رفيقك هذه العبارة: ما رأيك أن نَتناول طعامًا جاهزًا؟ هل تريد الشاورما أو وجبة كريسلي؟ لا.. لا، أحضر دجاجة مشوية مع صحن من البطاطا المقلية والمقرمشة والمايينيز والمخلل، ولو كان الخبز مشروحًا فذلك أفضل وألذُّ طعمًا، ثمَّ يذهب أحدكما ويرجع بعد دقائق لا تَطول إلا على الجالس منكما في البيت؛ لأنها دقائق الانتظار، وعندما يؤوب الآخر محمَّلاً بالأطعمة الجاهزة تفردان الأواني والأطباق وتلتهمان ما وضع أمامكما من طعام شهيٍّ، تقضيان عليه بهجمة واحدة كأنكما في ساحة الحرب! وبعدها تقول لصديقك: الشاي يا صاح، الشاي، إنه لن يُطفئ ظمأ هذا الطعام سوى الشاي الساخن المحلَّى جيدًا مع الهيل أو النعناع!

وفي هذه اللحظة، تأوَّه مجد الدين، ثمَّ أغمض عينيه للحظات كأنه يُطارد حلمًا جميلاً، لكنه سرعان ما فتح عينيه وقال لأبي بكر: ضع حطبةً داخل الموقد.

سأضعها فورًا... ما بك؟ كأنَّ الكلام لا يُعجبُك، أو لعلَّك تريد التحدُّث في موضوع آخر!
إنَّ موضوع الطعام يا صاحبي يأخذ مِن نَفْسي كل مأخذ؛ لذلك تَجدُني أتكلَّم عنه في كل مجلس.

لا عليك، تكلَّم فيما يَروقُ لك، لست متضايقًا من حديثِك، لكنه يُشعرُني بالجوع.
تخيَّل معي الآتي..
ها... تخيل جيدًا!
ويحرِّك أبو بكر كفَّيه كالمندمج في حديث هامٍّ، طالبًا ممَّن يستمع إليه أن يركز جيدًا على الموضوع.

نأتي بالعجين ونحشوه اللحم والبصل والكزبرة والثوم، ثم نقذفه في اللبن المطبوخ قذفًا حتَّى يُطهى معه ونَنتظِر هذا الطبق حتى يَبرد ثمَّ نقضي عليه في جلسة واحدة.
ونظر أبو بكر إلى صديقه نظرة استفهام!

لم تُعجبك هذه الصورة؟
إذًا خذ هذه؛ إنها أشهى وأطيب..
وعدل أبو بكر جلسته كأنه يريد أن يُفصِح عن كلام مهمٍّ..

تذهب إلى بائع الدجاج، فتَشتري منه أصنافًا مِن الدجاج المقطَّع، الدبوس، والجناح، والكستليتة، ثم تنقعها في خلِّ التفاح أو في اللبن الرائب حتى تغدو طريَّة، وتكون في هذه الأثناء قد حضَّرت مسحوقًا مؤلفًا من الطحين والكعك المدقوق والمخفوق مع البيض، وفي زاوية المطبَخ تُوقد النار على مقلاة الزيت، وعندما يُصبح حاميًا بما فيه الكفاية ما عليك سوى لبلكة هذا اللحم بالمسحوق ورميه في المقلاة حتى تَمتلئ وتُصدِر صوتًا رائعًا، بل أكثر من رائع: "فشششش فششش"، كم أحب هذا الصوت يا مجد الدين!

أرجوك يا أبا بكر، ارمِ حطبةً أخرى؛ فقد جوَّعتَني، متى سينضج الطعام؟
قال مجد الدين ذلك في تململ وضجَر، ثم أخرج لفافة تبغ وأشعَلَها، وسحَبَ الدخان إلى صدره، وبعد لحظات نفثه كالمهموم.

سوف ينضج قريبًا.

قال أبو بكر ثم تابع:
تمام، لقد تخيَّلتُ شيئًا آخر سيُعجبك: الشواء... ما رأيك في الشواء؟ تخيَّل معي، لو....
وهكذا أمضى أبو بكر ليلته تلك في الحديث عن الطعام الجاهز والمطبوخ واللحم المقلي والمشوي والمحمَّر، يستعرض أصناف الفاكهة، ويتخيَّل أطباق الحلويات وصواني الهريسة والنابلسية والمدلوقة والعصملية، وكان مجد الدين مندمجًا في الاستماع إلى هذا الحديث، لكنه بَدا وقتها مهمومًا جدًّا، بل يُخيَّل للمرء أنه صار عصبيًّا أيضًا؛ لأن حاجبه الأيسر كان يرتعش بين اللحظة والأخرى، حتى حركته وتَملمُله وطريقته في الحديث اكتسبت طابعًا عصبيًّا غير إرادي.

وأخيرًا، في نهاية هذه الأحاديث فتح أبو بكر القدر وحرَّك الطعام بملعقة كبيرة، ثم تذوَّقه بطرف شفتيه:
ها هو الطعام قد نضج، ستأكل أخيرًا يا مجد الدين!

وعلى الفور أحضر مجد الدين طبقين عميقين، وملعقتين، بينما انهمك أبو بكر في صبِّ سائل أصفر يتصاعد منه البخار يشبه الحساء.

كان هذا السائل هو كل طعامهما وطعام المحاصَرين في تلك المدينة البائسة.

حفنة من البرغل أصغر من حجم الكفِّ، وأخرى من العدس أصغر منها، وأضعاف مضاعفة من الماء مع المِلح والبهارات!

أمسَكَ كل واحد منهما بطبقه، وشرع في تناول ما فيه بشهية زائدة، وجوع واضح على الوجه النحيف والمتغضِّن في كل منهما، نظر الاثنان إلى عيني بعضهما البعض، وفي لحظة ما... بدا مفهومًا لماذا كان مجد الدين معكَّر المزاج، عصبيًّا، ومُتململاً، وغير مُرتاح لحديث صاحبه عن أنواع الطعام الشهية!






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.17 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]