كيف لا يحب؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         المسائل الفقهية المتعلقة بالمسبحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دم الاستحاضة سببه ركضة الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم التسميع والتحميد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضل الصلاة في الصف الأول والصفوف المقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          جوانب خفية في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الوجيز في فقه الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 181 - عددالزوار : 60938 )           »          أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 30 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2021, 03:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي كيف لا يحب؟

كيف لا يحب؟


أبو زيد السيد عبد السلام رزق



عباد الله، إن محبة الله تعالى هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخصت أبصار العاملين، هي قوت القلوب، وحياة الأرواح، ونعيم القلوب والنفوس؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى عن محبة الله تعالى: "المحبة هي المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروَّح العابدون؛ فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حُرِمها فهو في جملة الأموات، والفوز الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عُدِمه حلَّت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام ..."[1]؛ لذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب العمل الذي يبلغني حبك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهن حقٌّ، فتعلموهن وادرسوهن))؛ أي: هذه الكلمات أن تدعو الله عز وجل أن يبلغك حبَّه، قال: ((إنهن حق، فتعلموهن وادرسوهن))[2].
ما عنك يشغلني مال ولا ولد *** نسيتُ باسمك ذكرَ المال والولد
كيف لا يُحَبُّ تبارك وتعالى وقد خلقنا من العدم، وربانا بالنِّعم، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة؛ قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]، تذكر نِعَمَ الله عليك، فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها؛ صحة في بدنٍ، أمن في وطن، غذاء وكساء، وهواء وماء، لديك الدنيا وأنت ما تشعر، تملك الحياة وأنت لا تعلم، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً؛ عندك عينان، ولسان وشفتان، ويدان ورجلان، فبأيِّ آلاء ربكما تكذبان، هل هي مسألة سهلة أن تمشيَ على قدميك، وقد بُترت أقدام؟ وأن تعتمد على ساقيك، وقد قطعت سُوقٌ؟ أحقيق أن تنام ملءَ عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير؟ وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي وأن تكرع من الماء البارد، وهناك من عكر عليه الطعام، ونغص عليه الشراب بأمراضٍ وأسقامٍ؟ تفكر في سمعك وقد عُوفيت من الصَّممِ، وتأمل في نظرك وقد سلِمْتَ من العمى، وانظر إلى جلدك وقد نجوتَ من البرص والجذام، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تُفجَع بالجنون والذهول، أتريد في بصرك وحده كجبل أحدٍ ذهبًا؟ أتحب بيع سمعك وزن "ثهلان" فضة؟ هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم؟ هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع؟ إنك في نعمٍ عميمة وأفضالٍ جسيمةٍ[3]، نظرك فيك يكفيك على أن صاحب الفضل عليك إنما هو الله.
كيف لا يُحَبُّ تبارك وتعالى وهو أرحم بنا من أمهاتنا؛ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبيٌ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيًّا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أترون هذه طارحةً ولدها في النار؟ قلنا: لا وهي تقدر على ألَّا تطرحه، فقال: لله أرحمُ بعبادِهِ من هذه بولدها))[4].

كيف لا يُحبُّ تبارك وتعالى وهو الذي قال: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ [الأنفال: 38]، وفي صحيح مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا أحدَ أصبرُ على أذًى يسمعه من الله عز وجل؛ إنه يُشرَك به، ويُجعَلُ له الولد، ثم هو يعافيهم ويرزقهم))[5]، كيف لا يحب من دعا إلى التوبة من زعم أن عزيرًا ابن الله، ومن زعم أن الله فقير، ومن زعم أن يد الله مغلولة، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة؛ يقول لهؤلاء جميعًا: ﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 74]، كيف لا يحب تبارك وتعالى وهو القائل كما في الحديث القدسي: ((يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك، يا ابن آدم، لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا ثم أتيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقرابها مغفرةً))[6]، كيف لا يحب تبارك وتعالى وهو القائل: ((يا ابن آدم، قُمْ إليَّ أمشِ إليك، وامشِ إليَّ أهرول إليك))[7].
كيف لا يحب تبارك وتعالى وهو الذي يعفو عن السيئات ويغفر الذنوب العظام؛ عن أبي طويل شطب الممدود رضي الله تعالى عنه: ((أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلًا عمل الذنوب كلها، فلم يترك منها شيئًا، وهو مع ذلك لم يترك حاجَّة ولا داجَّة إلا أتاها - والله يا إخواني لو أننا فعلنا هذا مع أمهاتنا لغضبن علينا - فهل لذلك من توبة؟ قال صلى الله عليه وسلم: أليس قد أسلمت؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا رسول الله، قال: نعم، تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك حسناتٍ كلهن، قال: وغدَراتي وفجراتي؟ قال: نعم، قال: الله أكبر، فما زال يكبِّر حتى توارى))[8].
كيف لا يحب تبارك وتعالى بعد هذا الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن إبليس قال: أي رب، لا أزال أغوي بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم، قال: فقال الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني))[9].
كيف لا يحب تبارك وتعالى وقد سبقت رحمته غضبه؛ عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي))[10]، كيف لا يحب تبارك وتعالى وهو القائل جل جلاله: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك عنده تسعةً وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشيةَ أن تصيبَه))[11].
الخطبة الثانية
أما بعد:
عباد الله، لو تأملتم هذا الحديث لبكيتم شوقًا ومحبة لربكم تبارك وتعالى؛ يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة بعد أن شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبقَ إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضةً من النار فيخرج منها قومًا لم يعملوا خيرًا قطُّ، قد عادوا حُمَمًا فيلقيهم في نهرٍ في أفواه الجنة يُقال له: نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيل، ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر، ما يكون إلى الشمس أُصَيْفِرُ وأُخَيْضِرُ، وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض، فقالوا: يا رسول الله، كأنك كنتَ ترعى بالبادية، قال: فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم، يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عملٍ عمِلُوه ولا خيرٍ قدموه، ثم يقول: ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تُعْطِ أحدًا من العالمين، فيقول: لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون: يا ربنا، أي شيءٍ أفضل من هذا، فيقول: رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدًا))[12].
كان ضيغم بن مالك كلما ذُكر الله أمامه يبكي بشدة وينوح، فقالت له أمه: يا ضيغم، أكلما ذُكر الله أمامك بكيت؟ يا ضيغم، فكيف إذا أقبل الله عليك بوجهه يوم القيامة؟ فسقط مغشيًّا عليه[13]، وقال عبدالواحد بن زيد رحمه الله: "يا إخوتاه، ألا تبكون شوقًا إلى الله؟ ألا إنه من بكى شوقًا إلى سيده، لم يحرمه النظر إليه"[14]، فاللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم يا أرحم الراحمين.
هذا، وصلى الله وسلم على البشير النذير والسراج المنير.


[1] تهذيب مدارج السالكين، ص: 50، طبعة المكتبة القيمة، هذَّبه عبدالمنعم صالح العلي.

[2] صححه الألباني في المشكاة (747)، وسنن الترمذي (3235).

[3] لا تحزن، لعائض القرني، ص: 3.

[4] صحيح البخاري (8/ 5999)، صحيح مسلم (8/ 7154).

[5] صحيح مسلم (8/ 7258).

[6] حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 127).

[7] صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 2287).

[8] صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (14/ 3391).

[9] صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 104).


[10] صحيح مسلم (8/ 7145).

[11] صحيح مسلم (8/ 7148).

[12] صحيح مسلم (1/ 472).

[13] صفة الصفوة لأبي الفرج الجوزي (2/ 387).

[14] صفة الصفوة (2/ 191).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.78 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]