|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الزواج
الزواج أ. مروة يوسف عاشور السؤال حقيقةً، محتاجةٌ جدًّا إلى الرد على سؤالي؛ لأني محتارة جدًّا، يمكن محتاجة إلى أحد يريحني أو يرشدني، أنا الآن عندي من العمر 26 عامًا، مخطوبة من حوالي شهر، وخطيبي أصغر مني بـ 6 سنوات - يعني: عنده 20 عامًا - أنا حقيقةً مقتنعةٌ به تمامًا، وفكرتُ في الموضوع جيدًا، وصلَّيت استخارة أكثرَ من مرة، وربِّنا حقيقةً عمري ما كنت أتخيل أني في يوم من الأيام أرتبط بأحد أصغر مني؛ لكن واللهِ حقيقةً أشعر معه أنه لا يوجد فرق السن هذا نهائيًّا، بالعكس أحيانًا أشعر أنه هو الذي أكبر مني، برغم أنه أقل مني في المستوى التعليمي؛ لكن أشعر أن عقله كبير، وأشعر أن تفكيرنا قريب من بعض كثيرًا، يمكن واللهِ وجدتُ معه أشياءَ كثيرةً كنت أبحث عنها، لكن ما يقلقني هو أن يؤثِّر السن فيما بعد الزواج، أنا نفسي متقبِّلة الموضوع جدًّا، لكن خائفة لما يكبر؛ يعني: هل ممكن تفكيره يتغير بعد ذلك؟ يا ليت أحدًا يرد عليَّ. الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حيَّاكِ الله عزيزتي، وبارك لك، وأتمَّ زواجك على خير. قبل الخوض في الموضوع، ينبغي لفتُ انتباهكِ الكريم إلى أمر مهم، وهو أن الخاطب يظل أجنبيًّا عن الفتاة كغيره من الرجال، لا يرى منها إلا ما يراه الأجنبيُّ، ما دام أنه ارتضاها زوجةً وقَبِلَها، وهناك حدود للتعامل مع الخاطب ينبغي مراعاتها، فتفضَّلي غير مأمورة بالاطِّلاع عليها في الألوكة في هذا الرابط: "العلاقة بين الخاطب والمخطوبة". الغيب لا يعلمه إلا اللهُ، ولا يستطيع أحدٌ أن يتنبَّأ به مهما تكن الملابسات؛ لكن بوجه عام هناك معاييرُ محددةٌ، ومواصفات معيَّنة، ينبغي لكل فتاة مسلمة أن تقيس عليها؛ لتعلم مدى ملاءمة الشابِّ المتقدِّم لها، ومدى صلاحيته كزوج المستقبل، ووالد للأبناء - إن شاء الله. يأتي في المقام الأول الدِّين، فلم تذكُري - بارك الله فيكِ - عن دِينه - وبالأخص عن صلاته - شيئًا؛ فالصلاة هي دليل الإيمان الأول، وكما جاء في القرآن: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة/143] قال مالك: "إيمانكم, أي: صلاتكم"، والله - تعالى - يقول في شأنها: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45]، وقد شهد التاريخ أعظمَ زواج، وأكرم زوجين، وكانت الزوجة تكبر زوجَها بخمسَ عشرةَ سنة، لكن مَن الزوج؟ ومَن الزوجة؟ هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وخديجة - رضي الله عنها - فإن صلَحَتِ الأخلاقُ، وعلَتِ الهمم، هانَ على الزوجين الكثيرُ من تلك الفروق اليسيرة. عليكِ أن تنظري بعد ذلك إلى خُلقه وتعامله مع أهله، واستفسري حول شخصيته، هل هو من النوع الذي يهتم بالجمال في المقام الأول، أو ينظر إلى جوانبَ أسمى في شخصية الزوجة؟ وكما يبدو أنك تعلمين أن المرأة يظهر عليها علاماتُ الكبر أسرعَ من الرجل بعدة سنوات؛ وذلك للاختلاف الكبير بين طبيعة الرجل والمرأة من الناحية النفسية والجسدية، فإن كان من النوع الذي يضع الجمال في المقام الأول، فيُخشى أن يتركك، ويبحث عمَّن هي أصغر وأجمل بعد بضع سنين، وقد ذكرتِ أنك لا تشعرين بذلك الفرق في العمر بينكما؛ لكن المهم شعوره هو، فقد يستشعر هو الفارق العمري، في حين لا تلاحظينه أنتِ، فمثل هذا الأمر لا يقدر على تحديده غيرُكِ. • بالنسبة للفرق في المستوى التعليمي، فقد يبدو لنا مع بريق الحب أمرًا تافهًا، لا يستحق التفكير؛ بل لعل بعض الناس يخجل من الحديث عنه، ويخشى أن يكون في ذلك استنقاص للطرَف الآخر، في حين تتجلى بعد الزواج أمورٌ أخرى؛ فالواقع يشهد أن الفرق في المستوى التعليمي عندما يكون لصالح الزوجة، قد يكون له تأثير سيِّئ على نفسيَّة الزوج، وقد يظهر ذلك في بعض لحظات الغضب، وكلما زاد الفرق في المستوى التعليمي بينهما زادت الفجوة، لكن الناس يختلفون في هذا، على حسب شخصياتهم واهتماماتهم. • البيئة والمجتمع لهما أثر كبير على نفسية الأفراد؛ فبعض المجتمعات تعدُّ الفارقَ العمري بين الزوجين أمرًا مستهجنًا، وتنظر إلى الزوجين نظرةَ استغراب، وبعضها لا يرى في ذلك أي بأس أو عجب، ففي هذه الحالة لا يفكر الزوج غالبًا في الأمر كثيرًا، ولا يستشعر كبر الزوجة، خاصة إن كان عقلُه وشخصيته أكبرَ من عمره - كما تقولين - وله عقل متفتح، وذهن ناضج، ولا يفكر في الأمور بسطحية، فالمقصود أن الحكم على الأمور لا يكون بالنظر إلى جانب واحد مع إهمال جميع الجوانب الأخرى؛ بل بالنظر إليها من كافة الأبعاد. • بوجه عام ينبغي على الفتاة أن تفكِّر في حال المتقدِّمين إليها، هل الفرص أمامها كبيرة أو قليلة؟ والرزق بيد الله؛ لكن التفكير في هذه النقطة من باب الأخذ بالأسباب. • في النهاية ليس أفضل من التوكل على الله، وتفويض الأمر إليه وحده، فهو أعلم بالغيب؛ وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْه سراءُ، شَكَرَ، فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضراءُ، صَبَرَ، فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم. أسأل الله لكِ التوفيق والفلاح، وأتمنى لك حياة زوجية هانئة، ونسعد بالتواصل معك في كل وقت، فلا تترددي في مراسلتنا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |