العواصف والأعاصير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         6 وصفات طبيعية لتفتيح البقع الداكنة والحصول على بشرة مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          هذه القاعدة ليست عبثًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          عقوق الوالدين.. أسباب وآثار وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المشروع الشيعي الفارسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 259 )           »          الإسراء والمعراج في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الوحدة الإسلامية في مواجهة إملاءات "ترامب" بشأن غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 2872 )           »          هل يقتصر معنى الضرر والعجز في الجهاد على المعنى الحسي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قصة وفاء بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 7876 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2025, 12:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 146,601
الدولة : Egypt
افتراضي العواصف والأعاصير





العواصف والأعاصير


إن في تغيرات الزمان عبرةٌ لا يعتبر بها إلا المؤمن؛ كما قال جَلَّ وَعَلا: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55]، وقال جَلَّ وَعَلا: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17].

المؤمن يا عباد الله يعتبر من دنياه إلى آخرته، ومن سعيه إلى خاتمته، فينظر في تقلبات الأحوال، وفي تغيرات الظروف، فينظر في ذلك حتى يؤديه ذلك إلى أن يتقي الله ويعمل لآخرته.

هبت على الناس هبائب الغبار والأعاصير والأعاصيف، حتى صارت حديثهم، وكان جلهم ينظر إليها بنظر قريبٍ محدود، ثم إن الله جَلَّ وَعَلا أبدل هؤلاء بهذا الغبار والتراب الذي يمشي، أبدلهم بهذه الأمطار التي غسل بها بلادهم، وغسل بها أراضيهم، وتنزلت عليهم بها رحماته.

واعتبروا يا عباد الله بأقوامٍ قصهم الله جَلَّ وَعَلا عليكم في القرآن، كيف كان موقفهم من هذه النعم، وكيف كان موقفهم من نقم الله جَلَّ وَعَلا، ومجمل أحوالهم أنهم أمنوا مكر الله، نعم أمنوا مكر الله فاستبعدوا أن يأتيهم عذابه، أو يأتيهم مقته، لما كانوا في أنفسهم من الغرور ومن العُجب والتعالي.

إن هذه التغيرات في أجوائنا يا عباد الله يجب أن نرجع فيها بالملامة إلى أنفسنا، إلى ذنوبنا، وإسرافنا، وتفريطنا في فرائض الله، فإنه ما نزل بلاءٌ من السماء إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة.

واعتبروا -يا رعاكم الله- ما حصل لقوم عاد مما قصه الله جَلَّ وَعَلا علينا غير مرة، في كلامه القرآن، {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر: 23] أي: يثنّي به الله جَلَّ وَعَلا به الخبر، ويثنِّي به الحكم مرةً بعد أخرى.
ومجمل ما حصل لهم أنهم عاندوا الله جَلَّ وَعَلا، وكذبوا رسوله هودًا عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام، واستمروا على شركهم، وإنه أبطأ عليهم المطر إبطاءً عظيمًا، حتى أمحلت أراضيهم وأقحطت زروعهم، فأرسلوا ندباءهم إلى الحرم يستغيثون الله جَلَّ وَعَلا فيه، فلما قدموا الحرم أشغلهم أهل الحرم بشرب الخمور والاستماع إلى القينات وهن المغنيات والراقصات، حتى نسوا ما كان أرسلهم إليه به قومهم، ثم إنهم فطنوا لذلك فلجأوا إلى الله جَلَّ وَعَلا، ورجعوا يظنون أن الله جَلَّ وَعَلا سينجيهم من حالهم، مع كفرهم وعنادهم وتكذيبهم رسله عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وربي جَلَّ وَعَلا في هذا كله يمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة، يمهل عباده لعلهم أن يتوبوا إليه، وينيبوا إليه، ويتخلصوا مما هم فيه من الإسراف والغفلات، حتى يرجعوا إلى الله جَلَّ وَعَلا، كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»[1]، وقال عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام: «لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وأتى بقومٍ يذنبون ثم يستغفرون فيغفر الله عَزَّ وَجَلَّ لهم»[2].

رأى قوم عاد السحاب مقدمٌ عليهم من جهة الجنوب الغربي، فقالوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24]. نعم ما زالوا في إمهال، وما زالوا في أمنٍ قبيحٍ من مكر الله جَلَّ وَعَلا، رأوا السحاب مقبلًا فقالوا: هذا المطر ولم ينظروا إلى ذنوبهم، ولا إلى كفرهم وعنادهم، وإلى تعاليهم أن يصيبهم العذاب، {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} [الأحقاف: 24- 25]؛ دمرتهم هذه الريح، وأخلعت أرواحهم من جُنوبهم، حتى إنه لم يبقَ في أراضيهم إلا دورهم وبيوتهم لما كذبوا الله جَلَّ وَعَلا وأشركوا به، وعاندوا رسولهم هودًا عليه وعلى نبينا أفضل صلاةٍ وأزكى سلام.

قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نُصرت بالصَّبا» وهي الريح الشرقية، كما نصره الله جَلَّ وَعَلا بها يوم الأحزاب، «وأُهلكت عادٌ بالدبور»[3] وهي: الريح الغربية الجنوبية التي ساق الله عَزَّ وَجَلَّ عليهم فيها العذاب، وجعل فيها الريح الصرصر العاتية. نعوذ بالله من غضبه، ونعوذ بالله من عذابه، ونعوذ بالله أن يحيط بنا مكره.

فاتقوا الله جَلَّ وَعَلا، وعظموا أوامره، واعتبروا بحالكم إلى مستقبلكم، وتذكروا، فإن الذكرى تنفع المؤمن، فمن مرت عليه المحن والبلايا، ومرت عليه هذه التغيرات ثم لم يتذكر ولم يعتبر فليرجع بالملامة على نفسه، وليرجع باللائمة على قلبه؛ فإن قلبه إما أنه ميت أو أنه مريضٌ لم يحس فيه مع الحياة، والله جَلَّ وَعَلا قصر الاعتبار بالتذكر بالمؤمنين، فهل أنتم منهم –يا رعاكم الله-؟ نرجو أن نكون وإياكم كذلك.

ثم ارجعوا على أنفسكم بالملامة، فإنه ما نزل من السماء بلاءٌ إلا بذنب، إلا بذنوب العباد، والله جَلَّ وَعَلا من سنته الكونية ومن سنته الشرعية أنه يمهل ولا يهمل سُبْحانه وتَعالى، وهذا مقتضى اسمٍ من أسمائه الحسنى؛ وهو اسم الله جَلَّ وَعَلا (الحليم)، فإنه لا يعاجل عبيده بالعقوبات، لعلهم أن يؤوبوا، ولعلهم إليه أن يتوبوا، ولعلهم عن ذنوبهم وعن تقصيرهم أن يرجعوا.

فنسأل الله جَلَّ وَعَلا أن يمن علينا وعليكم بتوبةٍ نصوح يمحو الله جَلَّ وَعَلا بها ذنوبنا، ويكفر بها سيئاتنا، ويبطئ عنا بها البلاء في أنفسنا وبلادنا وعقيدتنا وأمننا وولاة أمورنا.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.85 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]