|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#141
|
||||
|
||||
![]() الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (141) بشرى الملائكة لإبراهيم بإسحاق -صلى الله عليهما وسلم- وبهلاك قوم لوط وجداله فيه (8) كتبه/ ياسر برهامي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ . فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ . وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ . قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ . قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ . إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ . يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) (هود: 69-76). الفائدة الحادية عشرة: قوله -تعالى-: (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) فيه: رد جميع الأمور إلى أمر الله، ومع وجود أمره -سبحانه- لا يكون هناك عجب؛ لأن أمره نافذ وقدرته شاملة، وهو على كل شيء قدير، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يس: 82). الفائدة الثانية عشرة: تضمنت الآية ذكر خمس صفات لله -سبحانه وتعالى-؛ استحضار معانيها ومشاهدة آثارها مِن أعظم ما يسعد القلب، ويفرحه به -سبحانه وتعالى-، وهي: وهي 1- أمر الله. 2- رحمته. 3- بركاته. 4- حمده. 5- مجده. وكل منها من أدلة وحدانية الله -سبحانه- وآثارها ظاهرة في الكون، فأمره النافذ بخلق ما يشاء ممَّن يشاء بعد أن انقطعت الأسباب، كما في ولادة إسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب بعد الكبر وعقم الزوجة وكبرها، تفيد للمؤمن عبودية التفويض والتوكل، وعدم الاعتماد على الأسباب، واليقين في إجابة وعد الله -سبحانه- ولو طال المدى، وإجابة الدعاء واستعمال الدعاء؛ لأن الأمر أمره -سبحانه وتعالى-، وأما رحمته -سبحانه- بعبده المؤمن التي هي مقتضى اسمه الرحمن برزقه للمؤمن ما يحب من الولد، والأهل والمال، والأمن، والرزق، والعافية، والسرور في الدنيا بأنواع العطايا المختلفة. وأيضًا التي هي مقتضى اسمه الرحيم؛ بأن يجعل ذلك الولد صالحًا، ومِن ورائه ابنه نافلة أيضًا من الصالحين، وكلاهما من الأنبياء؛ هذه الرحمة الخاصة بالمؤمنين بالتوفيق لحسن عبادته -سبحانه- التي تقرِّب العبد من ربه، وهذا القرب هو أعظم نعيم الدنيا الذي يؤدي به إلى نعيم الآخرة بالله -عز وجل- بالنظر إلى وجهه، وسماع سلامه: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) (يس: 58)، وسماع كلامه وسماع أمانه -سبحانه-: (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) (الزخرف: 68). وهذا النعيم هو أعظم نعيم أهل الجنة، مع الفوز برضوانه -سبحانه وتعالى- والقرب منه، وأعظم القرب هي درجة الوسيلة؛ التي هي للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، يرجو أن تكون له، وهي له -إن شاء الله-. وأما البركات فهي: عطاؤه -سبحانه- الخير الكثير لعبده المؤمن، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ) (رواه البخاري)، وأنواع الخيرات على أهل بيت النبوة هي أعظم أنواع الخير الدنيوي والأخروي والديني، التي بها يكون العطاء الأخروي، والبركة في عطاء الله الديني والدنيوي أعظم من عمل العبد، وأعظم من رزقه وما عنده، ويكفي أنها من عند الله كما قالت مريم -عليها السلام- في الرزق الذي سألها عنه زكريا -عليه السلام-: (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران: 37). وقالت آسية -رضي الله عنها-: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) (التحريم: 11)، فبدأت بالجار قبل الدار، وكل ما كان من عند الله فهو مبارك عظيم؛ لأن الله -عز وجل- تبارك، كما قال -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) (الفرقان: 1)، وقال: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون: 14). وأما الحمد الذي دَلَّ عليه اسمه الحميد، فهو: الثناء على الله -عز وجل- بالحُسْن والإحسان؛ بالحُسْن بجمال وجلال الأسماء والصفات التي لا يشبهه فيها أحدٌ، وكلها تدل على الكمال المطلق. وأما الإحسان فهو: العطاء للعباد بالنعم كلها، كما قال -تعالى-: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) (النحل: 53)، وقال -عز وجل-: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) (النحل: 18). وأما المجيد فهو: العظمة التي لا تُنَال، وهي صفة تجمع صفات الكمال، مثل اسمه: الصمد، واسمه: القدوس، واسمه: السلام، وان كان اسمُه السلام، واسمه القدوس، هي في نفي صفات النقص. وأما المجيد والصمد، ففي إثبات كل صفات الكمال والعظمة. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#142
|
||||
|
||||
![]() الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (142) بشرى الملائكة لإبراهيم بإسحاق -صلى الله عليهما وسلم- وبهلاك قوم لوط وجداله فيه (9) كتبه/ ياسر برهامي فقال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ . فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ . وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ . قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ . قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ . إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ . يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) (هود: 69-76). في قوله -تعالى-: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ . إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) فوائد: الأولى: جواز وقوع الروع والخوف على الأنبياء؛ وذلك للطبيعة البشرية، ثم إنهم يفوِّضون أمرهم إلى الله، ويحتسبون الأمر عنده ويتوكلون عليه فيذهب عنهم ذلك، أن يكونوا قدوة للمؤمنين عبر الزمان في ماذا يصنعون إذا أصابهم الروع. الثانية: قوله -تعالى-: (وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى) فيه: استحباب الاستبشار بفضل الله -تبارك وتعالى-، ونعمه الدينية والدنيوية، فالدنيوية: في وجود الولد بعد حصول السؤال، والدينية: أنه غلام عليم، ونبي من الصالحين، وأنه يكون من أئمة الهدى هو وابنه يعقوب، وذلك في حياة إبراهيم، ولا شك أن القلب المؤمن يسعد بنعم الدِّين والدنيا والآخرة. الثالثة: مجادلة إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- في قوم لوط، قد ذكر المفسرون فيها: أنه سأل الملائكة: هل تعذبون قرية بها مائة من المؤمنين؟ وظل يتنزل معهم إلى أن قال: هل تهلكون قرية فيها واحد من المؤمنين، قالوا: لا، قال: إن فيها لوطًا؛ كل ذلك أنه يريد أن لا ينزل العذاب بهؤلاء القوم المجرمين الطغاة المفسدين، ومع أن هذا لم يكن مستجابًا عند الله -سبحانه وتعالى-؛ إلا أن الله مدح إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصفات أنه: "حليم، أواه، منيب". وهذه الصفات الثلاثة يحبها الله، حتى ولو وقع الحلم فيمَن سبق من الله -عز وجل- عذابه وهلاكه، ولكن الله يحب مَن يحلم على عباده، وهو -عز وجل- الذي يفعل ما يشاء، وهو -سبحانه وتعالى- يحب المتضرع الدَّعَّاء، والله -عز وجل- يستجيب لمن شاء فيمن شاء، قد يقبل الله -عز وجل- دعاء نبي أو صالح في كافر فيهديه وقد لا يقبل، لعلمه بالمهتدين، وقد يقبل الله دعاء نبي أو صالح في هلاك قوم وقد لا يقبل؛ فإنه -سبحانه وتعالى- أعلم بمن ضلَّ عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين. فلذلك وجود الصفات القلبية هو الأمر المقصود الذي ننتفع به في هذه المواقف، وأعمال القلوب دائمًا مقدمة على أعمال البدن، والصفات الخُلُقية التي اتصف بها الأنبياء ليكونوا قدوة للعالمين. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#143
|
||||
|
||||
![]() الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (143) بشرى الملائكة لإبراهيم بإسحاق -صلى الله عليهما وسلم- وبهلاك قوم لوط وجداله فيه (10) كتبه/ ياسر برهامي قوله -تعالى-: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) (هود:76). فيه فوائد: الفائدة الأولى: في الآية دلالة أن الله لم يستجب لمجادلة إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- في قوم لوط في صرف العذاب عنهم أو تأخيره؛ إذ إنهم ليسوا أهلًا لإجابة الدعاء فيهم لإجرامهم، وهذا دليل على أن صاحب المنزلة العظيمة عند الله ولو كانت النبوة والرسالة، بل الخُلَّة لا يملك من الأمر شيئًا؛ فإن الأمر كله لله، كما قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران: 128). وروى البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا. بَعْدَ مَا يَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ. فَأَنْزَلَ اللهُ: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ). وفي رواية له: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدْعُو عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَالحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَزَلَتْ: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) (آل عمران: 128) إِلَى قَوْلِهِ: (فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران: 128)". وقد تاب الله -عز وجل- على هؤلاء فأسلموا. وروى مسلم: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ حِينَ يَفْرُغُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنَ الْقِرَاءَةِ وَيُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ: (اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ كَسِنِي يُوسُفَ، اللَّهُمَّ الْعَنْ لِحْيَانَ وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ)، ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ لَمَّا أُنْزِلَ: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ). وفي رواية الترمذي: (فَهَدَاهُمُ اللَّهُ لِلإِسْلَامِ) (رواه الترمذي، وقال الألباني: "حسن صحيح"). وعن أنس -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشُجَّ فِي رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْهُ وَيَقُولُ: (كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ؟!) فَأَنْزَلَ اللهُ -عز وجل-: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) (متفق عليه). فالأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- ليسوا شركاء لله في أمره، بل الأمر كله له يرحم من يشاء ويعذب من يشاء، فهو يعذب من يستحق العذاب ويرحم من يريد أن يمن عليه بفضله ورحمته، كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد دعا لعمه أن يغفر الله له، كما وعد فقال: (أَمَا وَاللهِ، لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ) (متفق عليه)، وأنزل الله عليه: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ . وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ) (التوبة: 113-114). وقد سبق بيان ذلك. هذا كله من أعظم أدلة التوحيد، وهذا من الحِكَم البالغة في تقدير الله -تعالى- مثل هذا على أنبيائه ورسله -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#144
|
||||
|
||||
![]() الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (144) بشرى الملائكة لإبراهيم بإسحاق -صلى الله عليهما وسلم- وبهلاك قوم لوط وجداله فيه (11) كتبه/ ياسر برهامي قوله -تعالى-: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) (هود:76). الفائدة الثانية: قوله -تعالى-: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا) دليل على أن من استمر في العناد للشرع، والمخالفة لما جاءت به الرسل، وزادته الموعظة طغيانًا وجبروتًا؛ فالمشروع الإعراض عنه، والإعراض عن الدعاء له؛ لعدم أهليته لذلك. والمشروع هو الانشغال بغيره، وبغير ذلك من أنواع الطاعات، وقد قال الله -تعالى- لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى) (النجم: 29-30)، وقال -تعالى- له أيضًا: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر: 94)، وقال -تعالى-: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ . وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات: 54-55). فينشغل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومثله العلماء والدعاة مِن بعده، بتذكير مَن تنفعه الذكرى مِن المؤمنين، وتربيتهم على الدِّين، ولا يضيعوا عمرهم مع المعرضين المجرمين ممَّن ظهر إجرامُه وكفره، وعناده وتوليه. وأنواع العبودية كثيرة، ومن أعظمها: إعداد الطائفة المؤمنة والأفراد المؤمنين، ولو لم يكونوا وقت التربية والتعليم مِن ذوي الجاه والمنزلة؛ قال تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى . وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى . أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى . أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى . فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى . وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى . وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى . وَهُوَ يَخْشَى . فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى . كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ . فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ) (عبس: 1-12). الفائدة الثالثة: قال -تعالى-: (إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) مع أن العذاب لم ينزل بعد بقوم لوط؛ ففي هذا دليل على أن ما وَعَد الله به من هلاك الكافرين ونجاة المؤمنين، يقينٌ لا يجوز أن يشك فيه أحدٌ، فهو كأنه قد كان، وهذا هو السر في استعمال الفعل الماضي في أمر المستقبل؛ لأنه يقينٌ فكأنه قد وقع، فلا يستبطئه المؤمنون، كقوله -تعالى-: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل: 1)، ولو كان قد نزل لما كان هناك معنى لاستعجاله، ولكن (أَتَى) بمعنى سيأتيه، وقال -تعالى-: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ . وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر: 97-99). الفائدة الرابعة: قوله -تعالى-: (وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ)؛ دَلَّ على نفوذ أمر الله في قوم لوط، ومع ذلك فكان آخر يومٍ في دعوة لوط -عليه الصلاة والسلام- لهم قبل هلاكهم، هو اليوم العصيب على لوط -عليه السلام- في كمال المحنة والابتلاء؛ لتحصيل كمال الثواب والأجر العظيم عند الله، فأمر الله أتى، ووعد الله بنصر المؤمنين حق عليه -سبحانه- أحقه على نفسه، والابتلاء بشدة أذى الكفار وإجرامهم وإفسادهم، مع ذلك لا بد أن يكون، ولابد أن يقع؛ فاصبروا عباد الله، (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف: 128).
__________________
|
#145
|
||||
|
||||
![]() الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (145) اجتباء الله لإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف صلى الله عليهم وسلم (1) كتبه/ ياسر برهامي قوله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف: 6). إن مِن أعظم نعم الله على عبده المؤمن اجتباءه واصطفاءه، واختياره للمنازل العالية والمراتب السامية، وأعظم الاجتباء: الاصطفاء للنبوة والرسالة، وأعظم من ذلك: اجتباؤه بالخلة، وقد خص الله بها رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وأباه إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- الذي قال الله عنه: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) (النساء: 125)، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قد اتخذه خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا، فدل ذلك على أن الخلة أعظم المنازل، وقال -صلى الله عليه وسلم- عن إبراهيم في حديث الشفاعة: (إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلًا مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ) (رواه مسلم)؛ للدلالة على علوِّ منزلة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الخلة فوق جميع الخلق. وشهود الاجتباء والاصطفاء نعمة فوق النعمة، ومِنَّة فوق المنة، وبها يؤخذ قلب العبد إلى الله حبًّا وشوقًا، ورجاءً ورغبة، وخوفًا أن ينزع منه الاجتباء والاختيار والاصطفاء، فيتعلق القلب بالله وحده دون من سواه، وقد قص الله علينا في سورة يوسف هذا الحوار بين يعقوب ويوسف -صلى الله عليهما وسلم-، وهذا الحوار في القرآن من نعم الله علينا؛ لنتعلم كيف تكون التربية المهيِّئة للصلاح والنبوة، ولنا فيها نصيب الصلاح لمن أراد سلوك الأنبياء، وربك يخلق ما يشاء ويختار. قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير الآيات: "يقول -تعالى- مخبرًا عن قول يعقوب لولده يوسف -صلى الله عليهما وسلم-: إنه كما اختارك ربك وأراك هذه الكواكب مع الشمس والقمر ساجدة لك، كذلك (يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ) أي: يختارك ويصطفيك لنبوته، (وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) قال مجاهد وغير واحد: يعني تعبير الرؤيا. (وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) أي: بإرسالك والإيحاء إليك؛ ولهذا قال: (وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ) وهو الخليل، (وَإِسْحَاقَ) ولده، وهو الذبيح في قولٍ، وليس بالرجيح -(قلتُ: دَلَّ القرآنُ على أن الذبيح هو إسماعيل وليس بإسحاق؛ لأن الله -عز وجل- قال بعد ذكر قصة الذبح والفداء: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) (الصافات: 112)، فكان التبشير بإسحاق بعد أن بذل إبراهيم ولده بكره إسماعيل لله -عز وجل-، وكذا قال -سبحانه- في البشارة بإسحاق: (فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) (هود: 71)، فيكون لإسحاق ولد هو يعقوب في حياة إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-؛ فدل ذلك على أنه لم يكن ليذبح صغيرًا؛ لأن البشارة كانت بولدٍ له، وهذا لا يحصل عند بلوغ السعي، فدل ذلك على أن الذبيح هو إسماعيل -صلى الله عليه وسلم-)-، (إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) أي: هو أعلم حيث يجعل رسالاته" (انتهى من تفسير ابن كثير). في الآية فوائد: الفائدة الأولى: هذه الجلسة التربوية الإيمانية الرائعة التي أثرت في يوسف -صلى الله عليه وسلم- عمره كله، وظل أثرها عبر السنين رغم الفراق الطويل، قصها الله علينا ليعلمنا كيف يغرس الإيمان والحب لله في القلب لتكون القدوة والأسوة للآباء والمربين في توجيه الأبناء والتلاميذ، فيخبر الله عن قول يعقوب ليوسف -عليهم الصلاة والسلام-: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ) أي: كما اختارك وأراك سجود هذه الكواكب والشمس والقمر لك، فكذلك (يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ) أي: يختارك ويصطفيك لفضله. وشهود نعمة الله وفضله أصل سعادة العبد؛ إذ هذا هو أصل الشكر، وإنما يعمل الشيطان ليجعل الخلق غير شاكرين، ولا تجد أكثرهم شاكرين، فإذا شكر العبد ربه قطع الطريق على الشيطان فلم يجد إلى قلبه سبيلًا، وشهود الاختصاص بالرحمة والتفضيل من أعظم ما يأخذ بقلب العبد إلى ربه -سبحانه- حبًّا وشوقًا، ورجاءً وعبودية، فالحب ينبت على حافة شهود المنن، ومعرفة الأسماء الحسنة والصفات العلا وهذا قد تحقق في كلمات يعقوب لابنه يوسف -صلى الله عليهما وسلم- وأعظم نعمة واجتباء يمنُّ الله بها على عبده هي نعمة الإسلام والإيمان والإحسان، ثم الاجتباء بالقرب الخاص والتفضيل على كثير من عبادة المؤمنين، وأعلى ذلك: الاجتباء بالنبوة والرسالة. وتأمل ما ذكر الله -سبحانه- لموسى -عليه السلام-: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) (طه: 13)، وقوله: (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى . وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى) (طه: 36-37) إلى قوله: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طه: 39)، (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) (طه: 41)؛ فلولا تثبيت الله لهذه القلوب الضعيفة لضعفت من شدة الفرح، والحب والشوق إلى الله حتى تذوب حبًّا وشوقًا. وتأمل قول الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) (النساء: 113)، وقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم: 4)، ماذا ينالنا نحن مِن إدراك قبس من النور الذي حلَّ في قلوب الأنبياء؟! وتأمل قول الله -تعالى- لعبادة المؤمنين: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (آل عمران: 164). وتأمل قوله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (آل عمران: 73-74). وقوله: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا) (الحج: 78)، فحين تستشعر أن الله هو الذي سماك مسلمًا من قبل ولادتك، ومَنَّ عليك من قبل وجودك، وسماك مسلمًا في القرآن "أشرف الكتب المنزلة على أشرف الرسل -صلى الله عليه وسلم-"، يكاد القلب يذوب حبًّا وشوقًا، ورجاءً لمزيد الفضل والرحمة منه -سبحانه-. والكون مليء بأدلة التفضيل بين الخلائق: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) (الإسراء: 21)، وتأمل هذا في الدنيا يقود إلى وجود تفضيل أعظم في الآخرة: (وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) (الإسراء: 21)، وشهود التفضيل بالدين أعظم سبب للحب، مع معرفة صفات الجمال والجلال لله -سبحانه وتعالى-. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |