التعايش مع غير المسلمين لا يعني تصحيح دينهم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854912 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389786 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-05-2022, 06:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي التعايش مع غير المسلمين لا يعني تصحيح دينهم

التعايش مع غير المسلمين لا يعني تصحيح دينهم
إدريس أبو الحسن الفقيه

التعايش مع غير المسلمين بالبر والإحسان ومكارم الأخلاق وفق ضوابط العلاقة المحددة في الإسلام شيء وتصحيح ديانتهم ومساواتها بالإسلام شيء آخر.

فحسن المعاملة والعدل والبر والإحسان معهم يضبط العلاقة، أما الإقرار بصواب ديانتهم وأنهم وإن ماتوا على غير ملة الإسلام يدخلون الجنة بمجرد أخلاقهم فهذا حكم يخالف المقطوع به من نصوص الوحي ثبوتًا وفهمًا.

ويكفي مثالًا في قمة التعايش بالإحسان جواز الزواج بالكتابية من اليهود والنصارى والعيش تحت سقف واحد في وئام ومحبة جبلية، ويترتب على هذا أن أبناء المسلم قد يكون أجدادهم وأخوالهم وخالاتهم من غير أهل الكتاب وحتى من الكفار إذ الكتابية قد يكفر والدها ووالدتها بالنصرانية وقد تصبح أختها بوذية.. وهكذا يصبح الأمر متشعبًا بشكل لا يخطر على بال، ولكنه في عدالة الإسلام محدد بمحددات وضوابط لا تشوبها شائبة ولا تناقض عقيدة الولاء والبراء.. فالإحسان لأهل الإحسان شيء والإقرار لهم بسوء المعتقد شيء آخر، وبين هذا وهذا يتيه من لا فقه له بأحكام المعاملات في الإسلام.

فلا نبخس الناس حقهم إذا كانوا من أهل المعاملة الخيرة وإن كفروا، ولا نبخس الله حقه فنعطيهم الحق في جحده والإشراك به، فهذا الشرك هو الظلم العظيم، ولا ظلم بعده. وقد ثبت بالقطع أنه لا يغفره ولا يتجاوز عن فاعله ويتجاوز ما دون ذلك لمن يشاء؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]، ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]، ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ [المائدة: 73].

فهذه النصوص وغيرها مما تعلمه العرب من لغتها غير عصية على فهم وهي من المعلوم الواضح في الإسلام.

ومن كانت له عاطفة جياشة لإنسان رأى فيه خيرًا في نفسه وسلوكه ودفاعه عن حقوق البشر فهذا حسن ومن مكارم الأخلاق التي جاء الإسلام ليتمها فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله ولكن العاطفة لا تلغي الإيمان ولا تناقضه فعاطفة الإيمان تقتضي حماية جناب توحيد الله الذي هو حقه وميثاقه الذي يجب الوفاء به.

وليس أظهر على هذا من ثناء رسول الله على كافر أجاره من ظلم قريش وفي غزوة من الغزوات ذكره وأثنى عليه وقال عنه لو كان حيًّا وسألني أن أطلق الأسرى لأطلقتهم. وهذا قاله عرفانًا بجميله وثناءً عليه وكرامة له لما كان عليه من الخير في نفسه، ولكنه لم يترحم عليه ولا دعا له بالجنة لأنه مات على غير الإسلام. فحق الله مقدم على حق الخلق فلا تجعل عاطفتك تتجاوز الخطوط الحمراء في شكر الناس حتى تهضم حقوق الله، وحقه سبحانه أن يُوحَّد وأن لا يشرك به وأن لا يجحد وجوده وألوهيته ووحدانيته.

نعم إننا نجزم لمن مات على غير ملة الإسلام أنه لا يدخل الجنة ولا ندعو له بعد مماته بالرحمة ولا المغفرة لأنه لا مجال لهما بعد الموت في حقه، ولكن ما نجزم به يبقى على ظاهر ما نعلم وقد يخفى عنَّا من أمره شيء إذ قد لا تكون الحجة أقيمت عليه بشكل من الأشكال وقد يكون أسلم ولم نعلم عن أمره. فهذا كله غيب ونحن نحكم بظاهر الأمر، ولهذا فما نحكم به هو بحسب ما يظهر، ومن لم تبلغه حجة الإسلام يلحق بأهل الفترة حكمًا وإن كان ليس من أهلها، فلا يعذب الله أحدًا لم تقم عليه الحجة مطلقًا، ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]، والغرض من بعث الرسول صلى الله عليه وسلم حجته لا مجرد السماع به في ظل حملات التشويه وحرب الإعلام.

ولا شك أيضا أن من مات على الكفر - وإن كان قطعًا تحرم عليه الجنة - فأعمال الخير التي كانت له في الدنيا تحسب له في الآخرة ويخفف عنه بها بحسب وزنها بل يعجلها الله حتى في الدنيا بالخير والإحسان. ولذلك لما كان أبو طالب عم النبي صلى عليه وسلم قدَّم له من الإحسان والحماية والعدل معه ما قدم كان أخف الناس عذابًا يوم القيامة؛ جمرتان تحت قدميه يغلي منهما دماغه؛ إذ مات جاحدًا للحق مع إقراره به ولم يسلم.

فلو كان أحدٌ أحق بالدعاء له بالرحمة وسؤال الله أن يدخله الجنة لكان هذا. وكن مطمئنًا فربك عادل متفضل لا يظلم أحدًا وهو أرحم منك بخلقه وأدرى منك بعباده وأعدل منك في حكمه؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44]، ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.15 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]