إيجابية لازمة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         القرآنُ الكريم كتابٌ واقعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هدايا العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ما هي كلمات الله التي لا تتبدل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الثقة والشك بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          كيف التعامل مع زوج لا يتحمل مسؤوليته المالية ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 599 )           »          كيف نودع رمضان؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          من جامع في يومين أو كرره في يوم ولم يكفر فكفارة واحدة في الثانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          المداومة على العمل الصالح لماذا وكيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أركان الإسلام والإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2023, 10:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,655
الدولة : Egypt
افتراضي إيجابية لازمة



إيجابية لازمة (1)









كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي ظلِّ هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة، والأوضاع الاجتماعية الضاغطة يحتاج العبد المسلم أن يفكِّر بطريقة إيمانية إيجابية، ترفع عنه المسئولية الشخصية أمام ربِّ البرية، وتُحقق له الإعانة الإلهية في مواجهة هذه الضغوطات المتتالية، وتشعره بالرضا، وتساعده في تحقيق الراحة النفسية اللازمة للاستمرارية في الحياة بإيجابية.

ومن ذلك:

1- يحتاج المسلم أن يتذكر دائمًا: أن الدنيا مهما طالت قصيرة بالنسبة للآخرة، وأنها دار اختبار وامتحان كما قال -تعالى-: (‌الَّذِي ‌خَلَقَ ‌الْمَوْتَ ‌وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك: 2)، وأنها دار لا تستقر على حال؛ فيرفع الله فيها أقوامًا ويضع آخرين، ويُغني أقوامًا وَيُفقر آخرين، وَيُعز أقوامًا ويُذل آخرين، وَيُميت أقوامًا وَيُحيي آخرين فـ(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ ‌فِي ‌شَأْنٍ) (الرحمن: 29)، سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء كيفما يشاء، والمؤمن له دائمًا فيها -مع تبدل أحوالها- حال مختلف، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌عَجَبًا ‌لِأَمْرِ ‌الْمُؤْمِنِ، ‌إِنَّ ‌أَمْرَهُ ‌كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) (رواه مسلم)، فالمؤمن يعلم أن الله -عز وجل- له القدرة البالغة والحكمة التامة -علمها مَن علمها و جهلها مَن جهلها-، منها ما يكون من تمحيص ما في قلوب المؤمنين، واستخراج أنواع من العبوديات يحبها الله -تعالى-: كالتوبة، والإنابة، والصبر، والرضا، والتوكل، والاستعانة، والافتقار لله -عز وجل-، ومنها ما يكون من تكفيرٍ للسيئات ورفع للدرجاتٍ، وإظهارٍ لما في مكنونات النفوس من خيرات حقيقية، ومحبة لنفع الآخرين في الدنيا سعيًا للجزاء الأوفى من الله -عز وجل- في الآخرة.

2- من مظاهر الإيجابية الحقيقية في ظلِّ هذه الأزمة الاقتصادية -والتي يجب أن يبدأ بها الجميع وتستلزم التفاعل من الجميع-: ما يكون من التوبة والاستغفار، والرجوع والإنابة إلى الله، والابتعاد عما يجلب سخطه علينا، مِن: منع الزكوات، وأكل الربا، والتهاون في ذلك تحت ضغط الواقع الاقتصادي، أو مِن التهاون في انتشار مسببات الزنا والفواحش مع الوقوع فيها، أو الوقوع في الظلم والفساد وأكل الحرام، أو قطع الأرحام وعقوق الوالدين وتضييع حقوق البنات من الأخوات، وغير ذلك الكثير؛ فما نزل بلاء إلا بذنبٍ، وما رفع إلا بتوبةٍ واستغفارٍ؛ قال الله -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى: 30)، وقال أيضًا: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم: 41)، وقال كذلك: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ‌وَلَا ‌تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) (هود: 52).

وقال -عز وجل- محذِّرًا عباده من قسوة القلب والتمادي: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ‌وَلَكِنْ ‌قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام: 43)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (‌يَا ‌مَعْشَرَ ‌الْمُهَاجِرِينَ ‌خَمْسٌ ‌إِذَا ‌ابْتُلِيتُمْ ‌بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).


فالحرص على رضا الرحمن والتوبة والاستغفار، والبُعد عن أسباب سخطه وغضبه، هي أول الخطوات الإيجابية الحقيقية.

وللحديث بقية إن شاء الله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-02-2023, 06:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,655
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إيجابية لازمة

إيجابية لازمة (2)






كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فنستكمل كلامنا عن الإيجابية المطلوبة في ظلِّ الأزمة الاقتصادية الراهنة:

?- من الإيجابية المطلوبة في ظلِّ هذه الأزمة الاقتصادية: أن يسعي كلُّ واحد منا في إعانة غيره ما استطاع إلى ذلك سبيلًا -سواء كنت بائعًا أو سائقًا، أو موظفًا أو طبيبًا، أو عاملًا أو في أي مهنة كنت-؛ فأنت أول المستفيدين في ذلك؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (وَاللهُ ‌فِي ‌عَوْنِ ‌الْعَبْدِ ‌مَا ‌كَانَ ‌الْعَبْدُ ‌فِي ‌عَوْنِ ‌أَخِيهِ) (رواه مسلم).

فمَن سعى في إعانة الناس فاز حينئذٍ بإعانة الله له في أمر دنياه وآخرته، ولا مقارنة حينئذٍ تُذكَر بين إعانة العبد الضعيف الفقير لعبدٍ مثله، وإعانة الرب الغني العظيم الكريم لعبده الضعيف؛ فالله -عز وجل- هو المدبِّر وهو المالك، وهو المسعر، وهو الرازق سبحانه و-تعالى-، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء، يقول للشيء: "كن فيكون".

فإن مَنَّ الله عليك بنعمة، فَأَشْعر بها مَن حولك ولو بجزءٍ قليلٍ من هذه النعمة امتثالًا لأمر نبيك -صلى الله عليه وسلم-، وشكرًا لله عليها لتنال بذلك الأجر عند الله وليحفظها الله عليك ويزيدها لك، فقد قال -تعالى-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ ‌شَكَرْتُمْ ‌لَأَزِيدَنَّكُمْ) (إبراهيم: 7)، وقد أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فقال: (مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ ‌فَضْلُ ‌زَادٍ، ‌فَلْيَعُدْ ‌بِهِ ‌عَلَى ‌مَنْ ‌لَا ‌زَادَ ‌لَهُ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ لَا حقَّ لأحدٍ منَّا في فضلٍ) (رواه مسلم).

فلو كنتَ تاجرًا تبيع وتشتري؛ فاتَّقِ الله في الناس، وكن سمحًا في بيعك وشرائك، فـ(«‌رَحِمَ ‌اللهُ ‌رَجُلًا، ‌سَمْحًا ‌إِذَا ‌بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى) كما قال -صلى الله عليه وسلم-، واحذر أن تكون من هؤلاء التجار الجشعين الذين يحتكرون السلع حتى ترتفع الأسعار؛ فهؤلاء لا يبارك الله لهم في أموالهم أو أرزاقهم، بل قد يُطردون من رحمة ربهم؛ بسبب خطئهم وإثمهم هذا، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (‌لَا ‌يَحْتَكِرُ ‌إِلَّا ‌خَاطِئٌ) (رواه مسلم)، أو كما رُوي عنه -صلى الله عليه وسلم-: "‌الْمُحْتَكِرُ ‌مَلْعُونٌ" (رواه الحاكم، وضعفه الألباني)، فهناك صنف من التجار كلما ازداد ارتفاع سعر الدولار، سارع في تخزين بضاعته ومنعها عن الناس، وأوقف تجارته، وأخفى بضائعه التي عنده؛ لأجل أن يبيعها بسعر أعلى ويزداد ربحه بعد مدة، وهو بذلك يساهم في زيادة الأسعار ومعاناة الناس معرِّضًا نفسه لمحق البركة، والوعيد من الله.

وهناك نوع آخر من التجار وأصحاب الأموال ممَّن وفقهم الله؛ كلما ضاقت الأرزاق على الناس بسبب غلاء الأسعار لزيادة سعر الدولار؛ بادروا وجَدُّوا في تحريك عجلة التجارة الرابحة مع الله، ببذل المزيد والمزيد من تحريك السلع وبيعها بأسعارها، طبقًا لربحهم الطبيعي عند شرائها دون احتكار لها، مع ما ينفقونه أكثر وأكثر، ويزيدون في إنفاقهم وصدقاتهم على مَن ضاقت بهم الأرزاق؛ موقنين بكلام خاتم النبيين -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: (ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ ‌مِنْ ‌صَدَقَةٍ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

فأولئك هم الموفقون من أهل الأموال والتجار ممَّن يحسنون استغلال الأزمات بإيجابية في التجارة مع الله؛ بإكثار الصدقات، والتخفيف من معاناة الناس في هذه الأوقات يقينًا بقوله -تعالى-: (‌مَنْ ‌ذَا ‌الَّذِي ‌يُقْرِضُ ‌اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) (البقرة: 245).

وللحديث بقية إن شاء الله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20-02-2023, 05:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,655
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إيجابية لازمة



إيجابية لازمة (3)









كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد ذكرنا -في المقال السابق- أن هناك صنفًا مِن التجار وأصحاب الأموال ممَّن وَفَّقهم الله مِن أهل الأموال والتجارة، يحسنون استغلال الأزمات بإيجابية في التجارة مع الله؛ بإكثار الصدقات، والتخفيف من معاناة الناس في هذه الأوقات يقينًا بقوله -تعالى-: (‌مَنْ ‌ذَا ‌الَّذِي ‌يُقْرِضُ ‌اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) (البقرة: 245).

فإن كنت طبيبًا أو معلمًا: فتصدق بجزء من علمك على الفقراء أو أبنائهم، ولا تُحوجهم إلى التذلل للجشعين من الأطباء أو المدرسين الذين يستنزفونهم؛ لتعليم أبنائهم أو علاجهم.

وإن كنت ممَّن لهم فضل زاد -قل أو كثر-: فحينما تأكل وجبة أنت وأولادك في بيتك، أو في أي مكان كان -مهما كان نوعها-؛ فاعتبر أن هناك فردًا زائدًا معكم، وتصدق بوجبة الفرد هذه على مَن ضاقت بهم أرزاقهم في تلك الأزمة الاقتصادية الطاحنة، ولا تستقل أو تستحيي من نوع هذه الوجبة مهما كان؛ فالحرمان دائمًا أقل.

وحينما تكون في مناسبة، أو قد أقمتَ أنت مناسبة يتم تقديم الطعام فيها؛ فلا تترك أكلًا باقيًا يُرمَى، بل اجمع الأكل الباقي ونسِّقه وجهِّزه في لفةٍ جيدة وتصدَّق به؛ فكم مِن أناسٍ لا يجدون فتات ما تأكل!

وإن كنتَ يومًا في طريقك للعمل ونويتَ أن تشتري إفطارًا لك -ولو كان رغيفًا من الفول من عربة الفول-، فاشترِ رغيفًا زائدًا عن حاجتك، وانظر حولك، وستجد قطعًا طفلًا أو امرأة يتطلع / تتطلع بلهفةٍ إلى عربة الفول تلك، ولا تجد ما تشتري به!

وإذا كنتَ ممَّن مَنَّ اللهُ عليهم بفضل ظهر (دابة تركبها) -سواء كانت سيارة أو حتى أقل من ذلك- وكنت في طريقك لعملك أو لمصلحة ما؛ فابحث فيمَن حولك عن شخصٍ يحتاج إلى ركوب مواصلات للوصول لمصلحته في طريقك، أو توقف في الطريق لمَن تجده منتظرًا لسيارة أجرة في نفس خطِّ سيرك، ووفِّر عليه ثمن أجرة المواصلات التي صارت مضلعةً لكثيرٍ مِن الأُسَر الآن.

- أما إن كنتَ ممَّن لا يجد شيئًا البتة ينفقه، فأبشر وكن من الصادقين في نيته، وابذل ما في وسعكم وإمكاناتك من نفع غيركم بما تقدر عليه؛ يبارك لك الله في رزقك، واعلم أنه ما نقص مال من صدقة، بل تزده، بل تزده، بل تزده، والصدقات متعددة إن لم تجد ما تنفقه من الأموال والزاد؛ فالكلمة الطيبة صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وفي كل ذات كبد رطبة صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقة، وتعين صانعًا أو تصنع لأخرق صدقة، وتكـف آذاك عـن الناس فإنهـا صدقة، وكل معروف تصنعه لغيرك فهو صدقة.

وفي الختام: فلنعلم جميعًا أن مَن كان لله كما يريد، كان الله له فوق ما يريد، وأن الله -عز وجل- قال: (إِنَّ اللَّهَ ‌لَا ‌يُغَيِّرُ ‌مَا ‌بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد: 11)، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى يعلِّمنا وينصحنا دائمًا بأقواله الصادقة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّاحِمُونَ ‌يَرْحَمُهُمُ ‌الرَّحْمَنُ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (وَاللهُ ‌فِي ‌عَوْنِ ‌الْعَبْدِ ‌مَا ‌كَانَ ‌الْعَبْدُ ‌فِي ‌عَوْنِ ‌أَخِيهِ) (رواه مسلم)، وقال: (‌خَيْرُ ‌النَّاسِ ‌أنْفَعُهُمْ ‌لِلنَّاسِ) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني)، وقال: (ارْحَمُوا ‌مَنْ ‌فِي ‌الأَرْضِ ‌يَرْحَمْكُمْ ‌مَنْ ‌فِي ‌السَّمَاءِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

فليبدأ كلُّ واحدٍ منا بنفسه أولًا، وليكن دائمًا إيجابيًّا؛ لننال جميعًا الخيرية في الدنيا والآخرة عند ربِّ البرية.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.69 كيلو بايت... تم توفير 2.85 كيلو بايت...بمعدل (3.87%)]