كيف نربي أولادنا؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 781 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-01-2023, 02:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي كيف نربي أولادنا؟

كيف نربي أولادنا؟
محمد بن عبدالرب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وآله وصحبه أجمعين.

من أهم ما يجب أن يعتني به الوالدان "تربية الأولاد"، فهم أمانة سنُسأل عنهم، ولا شك أن الناس يريدون الخير لأولادهم، ولكنهم يتفاوتون في عملهم، هذا يبني وهذا يهدم، فإرادة الخير وحدها لا تكفي، لابد من اجتهاد وسعي لإصلاح أولادنا، وليكونوا غراس خير وقرة عين لنا.

لابد أولًا أن نحدد الغاية التي نسعى لها، والهدف الذي نريد أن يصل إليه أولادنا.

ما هدف التربية؟
نحن المسلمين لدينا حياة أخرى لا تساوي هذه الحياة، حياة أبدية نعيمها نعيم وعذابها لا يساويه عذاب، فينبغي أن تكون الدار الآخرة أولوية - في أي شأن - عند المسلم الذي يؤمن بالله وباليوم الآخر.

فنضع غاية أولى وهي "الدار الآخرة"، أو "النتيجة النهائية للحياة الحقيقية"، كيف ننال وذرياتنا رضا الله عنا؟، وننال الجنة وننجو من النار، فنربي أولادنا على الدين الصحيح بطريقة صحيحة، ونربطهم بالله وبالشرائع، ونطمح لينالوا درجة رفيعة في الجنة.

ثم هناك الدنيا، درجات وأماني ورغبات، ونجاحات وإخفاقات، والمسلم الحق حياته كلها لله، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]، وهذا الدين يقول لنا: اسعَ في أرض الله، وكُلْ من رزق الله، واسعَ في درجات الدنيا حتى تستغني عن الناس وتتفرغ لعبادة ربك، وتساهم في رفعة أمتك، ونِل أعلى ما تستطيع بفضل الله، كن طموحًا لا تتوقف أبدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنْ قامت الساعة وفي يدِ أحدكم فسيلةٌ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها».

لا تنظر بخوف للنتيجة وأنها مستحيلة، أنت مبرمج على أن تعمل وتنتج وتكافح وتعيش وتحيا الحياة بكاملها، لا شيء عندك مستحيل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله»، فالمسلم لا يلتفت لقولهم هذا مرض ميؤوس منه، بل يسعى ويتوكل على الله ويعمل.

فإذن.. هو دين محيط بكل جهات المرء، وينظر للدنيا من خلال نافذة دينه، نرتقي في درجات الدنيا والآخرة معًا، فيكون كل عمل دنيوي لوجه الله فننال الأجر ورفعة الدرجات في الآخرة، والأجرة ورفعة الدرجات في الدنيا.

وهذه سبع أمور نذكر بها أنفسنا والآباء لتكون تربيتنا صحيحة بإذن الله:
أولًا: القدوة:
أعظم قدوة للطفل هم الوالدين، ينظر إلى الحياة بهما، ولا شيء عنده أعظم منهما، إن قالا: (هذا صواب) فهو الصواب لا يشوبه خطأ، وإن خطّئا شيئًا فهو خطأ، ونقصد بالقدوة ما يفعلانه ويقولانه ويعيشان به، وليس ما يقولانه له ويخالف فعلهما قولهما، فهو ليس آلة تنفذ الأوامر، بل إنسان يفهم ويشعر ويرى ويقلد، فالطفل مرآة والديه، إن أردت زرع الصدق فيه فاصدق دائمًا، وكذلك في كل الشؤون، توقف عن الخطأ وافعل الصواب، تجده يتبعك بدون أن تقول حرفًا واحدًا، لذا أعظم ما يقدمه الوالدان أن يكونا صالحَين متخلقين بأحسن الأخلاق.

ثم يبدأ الطفل حسب علمه ووعيه باتخاذ قدوات شتى، فينبغي للأب أن يُعرّف ولده بالأنبياء وعلى رأسهم سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيرهم قصصهم وأمجادهم وجهادهم وحياتهم، ليتخذهم قدوات ويهتدي بهديهم، ثم الصحابة هذا الجيل الذي لا تبحث عن قدوة خيّرة إلا وجدتها فيه.

ثانيًا: إشغالهم بما ينفع:
النفس خُلقت لتعمل وتكدح، أما لو تُركت بلا عمل يشغلها فستنشغل بأشياء لا تفيد إن لم تكن تضرها، ولو تتبعت مضار الفراغ لوجدته أعظم ضررًا من العمل الشاق المجهد، والوسط بينهما هو الأفضل.

وأعظم ما ينفع الطفل ويستحق أن يفني وقته فيه هو الحفظ، فالحفظ أمره عظيم، تملأ قلبه بالمخزون الذي يفيده، وتوسّع مداخل عقله، ويحمل من الألفاظ والمعاني الكثيرة، كأنك تدفعه ليستعمل عقله بشكل كامل، لا أن يستعمل نصف عقله والآخر معطل، بل قدراته كلها.

وأعظم الحفظ هو حفظ كتاب الله، وأعظم بها من مزية ولا جرم، فإن فوائده الدنيوية والأخروية تزيد عن أي محفوظ آخر، ثم بعد ذلك الأحاديث النبوية لتستنير حياته وتتنور بصيرته ويقوى لسانه ويتحسن أسلوبه، ما تيسر منه، الأربعين النووية أو عمدة الأحكام ونحوها، ثم إن رأينا يطيق حفظ الشعر حفظ ما يقوّم لسانه وينمي عقله.

ثالثًا: الدعاء:
الأب والأم مهما بذلا يبقى صنيعهما عمل بشري قد يخطئ وقد يصيب، فكثير من الأسباب توصل للنتيجة ولكنها ليست مضمونة، فهناك نقص اضطراري لا يمكن تفاديه، وهو واقع ولابد، كأنه ثغرة في بناء، ولا يُجبر هذا النقص إلا اللجوء إلى الله والتوكل عليه ودعاؤه بأن يصلح الذرية وينشئهم نشأة صالحة، ويسألاه أن يهديهما إلى أحسن الطرق وأصوب الأساليب للتربية.

لذا ينبغي لكل أب وأم أن يجتهدا كل الاجتهاد في الدعاء للذرية بالصلاح، وأن يكون هذا ديدنه ما عاش، ومما ورد بالقرآن:
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا، ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي، وأصلح لي في ذريتي، اللهم أنبت ذريتي نباتًا حسنًا، وغير ذلك.

فإن مات الأب أو غاب عنهم أو تعرضت ذريته للفتن والسوء في غيبته كان الله وليهم يصلحهم ويقيهم الشرور، ويدفع عنهم السوء، ومع كل هذه الثمار للدعاء لهم يكون الله معه ويقرّبه إليه، فإذا كان الوالد الداعي لا يخسر البتة، ويدعو ربًا لا يعجزه شيء وبيده كل شيء، وهو أكرم الأكرمين، ويُحب من يدعوه ويسأله، فليس السؤال هنا لماذا تدعو وتستمر؟، بل السؤال كيف لا تدعو؟!، كيف تُعرض عن كل هذا الخير؟!.

رابعًا: إعطائهم المسؤولية:
قديمًا كان يُهيأ الصبي للتجارة وللقيادة، فما إن يخط شنبه حتى يكون في دكان والده أو في السوق أو يعمل ويكدح ويتزوج في سن مبكرة ويحسن إدارة حياته، أما اليوم فإنك تجد أن عدم تحميل الطفل للمسؤولية وإعداده لتولي إدارة أماكن والعمل أدى به إلى ضياع وحب اللهو وعدم تحمله لشيء، وإن هذا سبب قوي لطلاق كثير من الشباب والشابات، وكذلك كان البنت في الزمن السابق لا تبلغ العشرين إلا ولديها أطفال وتدير بيتها وتقوم بمهام عظيمة، والإنسان في القديم والحديث هو هو، ولكن تصرفنا هو الذي تغير وتبدل.

ولا يخفى أن تغير الزمان والمكان معتبر، فلا يمكن سلوك طريق القدماء حرفيًا، ولا حتى أن يحملهم الأب على أن ينشؤوا كنشأته هو.

فمن إعطاءهم المسؤولية: أن تعامله وهو طفل كأنه رجل، تستشيره وتشاركه القرار في المنزل وخارجه، وكلما كبر أعطيته مسؤوليات أكبر حتى يكون في العشرين قد تهيأ لبناء أسرة وبناء عمله والسعي في الحياة بلا أدنى مساعدة منك.

وكذلك تحميله بعض الألم، فلابد أن لا تغلبك رحمتك وشفقتك عليه فتزيل عنه الألم أو بعضه، فحياة الإنسان كلها قائمة على صفة تصرفه حيال آلامه، هل يغيّب ألمه وواقعه؟ هل يؤجله؟ هل يتعامل معه؟ هل يعتذر ممن أساء إليه؟، لابد أن يطوّع نفسه حسب الحق ولا يطوّع الحق حسب هواه، لابد أن يغلب هواه والنفس ويقودها حسب رؤيته للحق.

فأحيانًا تراه يتألم -وإزالتك لألمه هينة عندك- فاتركه وألمه ليقوم بنفسه، لا تجعل نفسك متكًا كلما شاكته شوكة ناداك.


خامسًا: كلٌ ميّسرٌ لما خُلق له:
أسوأ ما يصيب الأبناء أن يرسم لهم الوالدان طريقًا لا نجاح إلا بسلوكه، وأن يضعا معايير مختارة لتفسير التفوق، فإن فعلها كان مصدر فخرٍ لهم وسرور، وامتلأت أحاديثهما بإنجازاته ومفاخره، وإلا كانت كل حياته فشلًا يتبعه فشل، يشعرانه دائمًا بأنه لم ينجح.

وهذا ما يسميه البعض "خيبة الأمل" الملازمة لبعض الآباء تجاه أولادهم، فتجد الأب رجل أعمال ناجح، أو ذا شهادة عليا، أو منصبٍ مرموق، أو أيًا كانت صفة نجاحه، وإن لم يستطع ابنه أن يكمل دراسته أو يتجر مثل أبيه أو يتبوأ مناصب عليا اعتبره الأب جاهلًا حيث لم يحصل على الشهادة، أو فاشلًا إن لم يحقق تجارة وأرباحًا مثله، فهو الفاشل الضعيف.

ومن هنا ظهرت شخصيات ضعيفة لبعض أبناء العظماء، وهي شخصية مكررة رديئة، لا تكاد تتقن شيء من عملها، ألبسوه لباسًا لا يناسبه، فهو ابن الإمام العلامة الخطيب، فلابد أن يصبح مثله علامة خطيب ويقف بمنبره، وهذا ابن الدكتور المتفنن فلابد أن يكون "شبلًا من ذاك الأسد"، وإلا كان فاشلًا.

فالواجب أن يعرف الأب قدرات ابنه من صغره، ورغباته وميوله، وما يريده ويختاره، ويرضى بها، ويفصل بينها وبين رغباته هو، وما يريد أن يفعله هو، ويُشعره بتفوقه ونجاحه مهما كان فعله ضعيفًا في نظره.

سادسًا: تحري المال الحلال لنشأتهم
قال أحمد بن حفص: دخلت على أبي الحسن -يعني إسماعيل والد الإمام البخاري- عند موته، فقال: (لا أعلم من مالي درهمًا من حرام، ولا درهمًا من شبهة)، قال أحمد: فتصاغرت إليّ نفسي عند ذلك.

سابعًا: صلاح الوالدين:
صلاح الوالدين سبب لصلاح الأولاد من جهتين: من جهة اقتدائهم بهم، ومن جهة أنه سبب لصلاح الذرية، وهذا الثاني هو المقصود.

قال تعالى في سورة الكهف: ﴿ .. وكان أبوهما صالحًا ﴾ [سورة الكهف ٨٢]

قال ابن كثير في تفسيره:
(وقوله: وكان أبوهما صالحا فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم، كما جاء في القرآن ووردت السنة به، قال سعيد بن جبير عن ابن عباس: حُفظا بصلاح أبيهما، ولم يذكر لهما صلاح، وتقدم أنه كان الأب السابع)

وقال سعيد بن المسيب لابنه: ((لأزيدن في صلاتي من أجلك؛ رجاء أن أُحفظ فيك)) ثم تلا هذه الآية (وكان أبوهما صالحًا)، ونقل عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: (ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه)، وقال ابن المنكدر: (إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده، وولد ولده، والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر)، وروي أن محمد بن كعب القرظي رُزق مالًا فجأة، وكان المال كثيرًا فتصدق به إلا قليلًا جدًا، فعاتبه الناس وقالوا له: لو أبقيت هذا المال لولدك؟ فقال رحمه الله: جعلت المال ذخرًا لي عند ربي، وجعلت لربي ذخرًا لي عند ولدي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.17 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]