اسم الله الفتاح - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215428 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61209 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29185 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-01-2023, 02:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي اسم الله الفتاح

اسم الله الفتاح
عامر الخميسي

قد يُغلَق باب في وجهك، وتحاول فتحه بكل الطرق، وتتخذ معه كل الأساليب، لكن تبوء كل محاولاتك بالفشل، وحين تلجأ إلى الفتَّاح، يفتحه في وجهك دون سبب، ويُقبِل عليك الخير من كل وجه، وتأخذك الدهشة وأنت ترى الفتح يهمي عليك كالغيث.

تسمع كثيرًا: (ليس هناك حل)، وما ذاك إلا لأن القائل ما عرف استخدام المفتاح، ولم يتجه إلى الباب؛ فالفتَّاح هو من يفتح لك ما أُغلِق في وجهك من أبواب، وما سُدَّ أمامك من طرق، فكن مطمئنًّا لكرم ربك وفضله، وعظيم عطائه، وسعة رحمته، وقُلْ: يا فتَّاح، افتح لي الأبواب، وسخر لي الأسباب، إنك أنت الكريم الوهاب.

خاطب قلبك بهذه التطمينات النورانية؛ لتعلم أنه ما بينك وبين الفتح إلا قول "كن"، ففي تأملها راحة لقلبك، وسكون لروحك؛ إذ يقول في محكم تنزيله: ‏﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87]، ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]، ﴿ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ﴾ [الأنعام: 64]، ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1].

إذا فتح لك الباب، فلن تستطيع أي قوة أن تمنع عنك الخير، وتحجز عنك الهبات، وتقف حائلًا دون الأعطيات؛ ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2].

إنَّ قُوى الأرض كلها لن تقدم أو تأخر، أو تعطي أو تمنع مثقال ذرة فتح بها عليك، وبقولك: يا فتاح، ستجد العسير يسيرًا، والصعب سهلًا، والضيق سعة، والمنع عطاءً، وهو عز وجل يعلم ما يضرك وما ينفعك؛ لذا هو حكيم في توقيت فتحه؛ فلا تيأس: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 59].

يجد المظلوم الذي غُلِب في الحجة قهرًا يكاد يمزق أضلاعه، ولو طرق باب الفتاح، لفتح له الباب، وغلبه على الظَّلَمة وآكلي حقه؛ ألم يقل عز وجل: ﴿ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ﴾ [سبأ: 26]، ويقول عز وجل: ﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴾ [الأعراف: 89]، فإذا اشتد صراعك مع أعدائك، وتعبت من المراجعة في أروقة المحاكم، وأُغلق كل باب في وجهك، توجه حالًا إلى الفتاح، واسجد له بقلبك، ووجِّه إليه شكواك الحارة، وأدْمِنْ قرع الباب، وانتظر الجواب.

توجه المسلمون إلى مكة من أجل العمرة، فمُنعوا من الدخول؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم عرض الصلح، فاتفقوا على الصلح، لكن سيدنا عمر بن الخطاب كان يريد العمرة أو الحرب؛ وتنزل الآية: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: 1]، فيذهب عمر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: يا رسول الله، أفتحٌ هو؟ فقال: "نعم يا عمر"، فقال: يا رسول الله، ألم تحدثنا أننا سنعتمر؟ قال: "نعم يا عمر سنعتمر"، فقال: فلِمَ لم نعتمر يا رسول الله؟ قال: "أحدثتكم أنه هذا العام يا عمر؟" فقال: لا، فقال: "إذًا هو فتح".

وكان ذلك فتحًا حقًّا؛ فقد بلغ عدد المسلمين الذين أسلموا في السنتين بعد صلح الحديبية مساويًا لأعداد المسلمين الذين أسلموا منذ بداية دعوة النبي وحتى صلح الحديبية، وهذا فتح عظيم لم يخطر على البال.

إذا فَتَحَ، ففتحه يأخذ بالألباب؛ ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: 1].

تضيق الدنيا على هاجر، ويملأ ولدها الوادي بصراخه، لكن عندما جاء الفتح كان مدهشًا.

لقد كانت تريد شربة، وذاك أقصى مرادها، فإذا بها عين لا تتوقف إلى يوم القيامة، وكانت تريد الماء لولدها فسقى الله منه الخلق، فأي فتح كهذا؟

هل تذكر قصة سيدنا يونس وهو في ظلمات ثلاث، قد أُغلِقت عليه جميع الأبواب، ليس له نصير يفتح له ما أُغلق، ففكر أن يستفتح أبواب السماء ويقرعها؛ ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

ضع نفسك مكان سيدنا يونس ليس في ظلمة قاع المحيط الخضم، ولكن في غرفة واسعة تسرح فيها وتمرح، لكن بابها مغلق، سجنك بها أحدهم، ولا تستطيع الخروج منها، كيف سيكون شعورك؟ حتى لو كانت واسعة كيف سيضطرب قلبك؟ تخيلها مضاءة، لكن كيف سيمور الخوف في وجدانك؟ ستشعر حينها أن الدنيا أُغلقت في وجهك، وأنك أعظم أهل الأرض خوفًا، وليس من فتَّاح إلا الله.

عندما تسأل الناس ينفتح أمامك باب الفقر؛ فقد ورد عند أحمد في المسند حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((ولا يفتح عبدٌ باب مسألة، إلا فتح الله له باب فقر)).

ما هو الحل إذًا؟
الحل ثلث الليل الأخير؛ حيث يهبط الله إلى السماء الدنيا؛ فعن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل يفتح أبواب السماء ثلث الليل الباقي، ثم يهبط إلى السماء الدنيا، ثم يبسط يده، ثم يقول: ألا عبد يسألني فأعطيه؟ حتى يسطع الفجر"؛ أخرجه أحمد وأبو يعلى.

فمن استصعب عليه أمر، أو نزل به ضرٌّ، أو أغلق الخلق دونه أبوابهم، فليعلم أن له ربًّا فتَّاحًا، يفتح كل مغلق، ويسهل كل صعب، وييسر كل عسير، وفي الثلث الأخير من الليل فتح عجيب، وعطاء مدهش.

الفتاح: كثير الفتح لِما أُغلق؛ فهو عز وجل الفتاح الذي يحل كل مغلق أمام الخلق، ويهيئ لهم المنافذ إذا سُدَّت أمامهم السبل، وضاقت بهم الأمور، فتاح يفتح لعباده منافع الدنيا والدين، ويفتح للمقبلين عليه أقفال القلوب، ويرشد كل حائر، ويفرج عن كل مكروب.

وله فتح جماعي وفتح فردي؛ فالجماعي حين يفتح أبواب خيره وفضله لكل الناس إذا اتقوه؛ فقد قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، والفردي فتحه على أفراد الموحدين القاصدين بابه، الراجين فضله، وخيره، وثوابه.

والعطاء الرباني من الفتاح منهمر صباحَ مساء، ويد الله ملأى لا تنقصها نفقة، ولكنه سبحانه يعطي العبد على حسب استعداده وإقباله على الخير، ومحبته له؛ حيث يقول عز وجل: ﴿ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: 20]، فمن الناس من يفتح له الفتاح في العبادة، ومنهم من يفتح له في إغاثة الملهوفين، ومنهم من يفتح له في تعليم الناس، ومنهم من يفتح له عملًا صالحًا قبل موته.

إن الذي بيده مقاليد كل شيء، ومفاتيح العلم والفهم، والهدى والخير، والرحمة والرزق والفضل، ومفاتيح ما انغلق وما أُشكل وانسد - حريٌّ بمن يملك هذه المفاتيح ولا يملكها أحد غيره أن يُتعلَّق به، ويُتوكَّل عليه، فلا يُرجى إلا هو، ولا يُتعلَّق إلا به، ولا يُدعى إلا هو، فهو عز وجل لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ﴾ [فاطر: 2].

وما دام العبد يلح في الدعاء، ويطمع في الإجابة من غير قطع الرجاء، فالله تعالى قريب مجيب، ومن أدمن قرع الباب، يُوشِك أن يُفتَح له، وليس للفتح مكان ولا زمان، فلا تدري متى ومن أين يأتيك الفتح لك، فقِفْ على الباب، وإن سُدَّ عنك، ابقَ واقفًا ملحًّا، وهب أنه لم يفتح لك، فأين تذهب؟ أين تُولِّي وجهك؟ هل من فتاح غيره؟

إن الواقف على بابه لا يعود صفرَ اليدين؛ فكن واثقًا بفتحه دون ملل، توكل عليه فله خزائن الدنيا والآخرة، ومقاليد السماوات والأرض.

يفتح الباب أمامك بكلمة التوحيد، إن كنت صادقًا في نطقها مخلصًا؛ ففي الحديث: ((ما قال عبد: لا إله إلا الله قط مخلصًا، إلا فُتحت له أبواب السماء، حتى تُفضي إلى العرش، ما اجتنبت الكبائر))؛ أخرجه الترمذي.

وينفتح لك الباب عند الفراغ من الوضوء؛ عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدالله ورسوله، إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله أن يفتح له أبواب رحمته وفضله، كلما دخل المسجد أو خرج، وإذا فتح لك الفتاح باب خير، ورأيت في صدرك انشراحًا له، وفي قلبك إقبالًا، فسارع إليه، وانتهز الفرصة، واحذر من الإعراض والتقاعس، فإنك إن فاتتك الفرصة، ندمت وتحسرت.

يقول خالد بن معدان: "إذا فتح لأحدكم باب خير، فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى يُغلَق عنه".

ومن أبواب الفتح عليك أن تكون مفتاحًا للخير، أينما اتجهت وحيثما رحلت، ومن داوم التعرض لفتوح الفتاح في مظانِّها، انهمرت عليه فتوح الفضل والرحمة.

ومن فتوحاته سبحانه أن فتح للخلق أبواب الفهم والعلم والمعرفة، وهذا باب من أعظم أبواب الفتح، ولولا أن الله عز وجل فتح للعلماء ما فُتحت لهم أبدًا؛ فالله عز وجل هو الذي علمهم، وفتح عليهم، ومن أعظم هذا الفتح والإلهام ما يفتح الله عز وجل على نبيه يوم القيامة من أنواع المحامد والثناء؛ روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثم يفتح الله عليَّ ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا، لم يفتحه لأحد قبلي)).

إنه يقف يحمد ربه ويثني عليه، وذاك أعظم موقف لإنسان يُفتَح عليه في الدعاء، فإنه يمكث صلى الله عليه وسلم يحمد ربه ثم يسجد قدرَ جمعة، ويفتح الله له من المحامد ما لم يفتحه لأحد من قبل، فيُقال له: ((ارفع رأسك، وسَلْ تُعْطَ، واشفع تشفَّع)).

في السجن تُغلق الأبواب، ويكتئب المسجون، ويبقى كل همه وتفكيره في الخروج، بل في رؤية شعاع الشمس في بعض الأحيان، لكن الأمر مختلف عند ابن تيمية؛ فقد فتح الله له في السجن من العلوم ما لم يفتحه له خارجه؛ يقول عن نفسه وهو في السجن: "قد فتح الله عليَّ في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن".

وقد قال عنه تلميذه ابن القيم في كلمات آسرة: "شهدت شيخ الإسلام قدس الله روحه إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه فرَّ منها إلى التوبة والاستغفار، والاستغاثة بالله، واللجأ إليه، واستنزال الصواب من عنده، والاستفتاح من خزائن رحمته، فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدًّا، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ، ولا ريب أن من وُفِّق هذا الافتقار علمًا وحالًا، وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد، فقد أُعطِيَ حظه من التوفيق، ومن حُرِمه، فقد مُنع الطريق والرفيق، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم".

ولقد كان ابن خزيمة المحدث إذا أراد التصنيف قام يركع ويسجد مستخيرًا حتى يُفتح له، ثم يبتدئ التصنيف.

شدني موقف مدهش للأستاذة المفسرة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) رحمها الله؛ فقد قالت:
"كنت في اختبار اللغة الإنجليزية، وقد علقت أملي في اجتيازه بكتابة موضوع إنشاء؛ لكي أضمن نجاحي، لكنني ما إن بدأت في الكتابة، حتى غابت عن ذاكرتي تمامًا كلمة (نسر) بالإنجليزية، وكانت كلمة أساسية في الموضوع الذي سأكتبه، عصرت ذهني محاولة التذكر، ولكن دون جدوى، وفيما أنا ألقي قلمي في يأس، وقع بصري على العلامة التجارية لقلمي المستلقي على الورقة، قرأتها، فوجدت أن اسم الشركة المصنِّعة (Eagle)!

فالتقطت القلم، وأقبلت على الكتابة من جديد، مستبشرة بما كان من قدر الله".

وكم مرت عليك - أيها القارئ - مواقف صعبة في امتحانات عسيرة، وطارت الإجابة من ذاكرتك، وعند سؤال الفتاح انهمرت عليك! كم ناديته في سرك يا فتاح افتح لي، يا عليم علمني، فكان الفتح!


ومن الفتح فتح القلوب؛ لقبول كلامه، وجميل خطابه، والاهتداء بنوره، فمن يفتح القلوب بخطاب الإيمان إلا الفتاح عز وجل، ولقد كان قلب عُمَرَ كصخرة صماء، لكن بقدرة الفتاح انفتح لقبول الإيمان، ولقد تحدث طبيب مصري متدين أن امرأة مصابة بالسكري اتصلت به ليفحصها، وبعد الفحص أصرت عليه أن يوصله ولدها، وفي الطريق تبين للطبيب أن هذا الشاب قاطع للصلاة، غارق في المحرمات، فتكلم معه الطبيب، وخوَّفه بالله ونار جهنم، فقال الشاب: أهل النار أحسن ناس، وخرج الطبيب بخلاصة أن قلب هذا الفتى من المحال أن ينفتح لكلام الإيمان، وبعد سنة اتصلت به المرأة للفحص، وبعد إكمال المهمة، سأل عن ولدها، فأخبرته أنه في المسجد، فقرر أن ينتظره ليوصله بالسيارة، مستغربًا: ما الذي أدخله المسجد؟

وفي الطريق رأى أنوارًا عجيبة على محياه، وعندما سأله عن سر هدايته، أخبره أنه عمل في شركة سياحة تنظم رحلات حج وعمرة، فسافر مع أحد الأفواج، وظل هو بالفندق وحده، وكان يتجول في شوارع مكة، وكلما أقدم على فعل أي حرام لم يجد الفرصة، فقرر أن يذهب كي يرى الكعبة لأول مرة في حياته للرؤية من باب النزهة غير قاصد العبادة، وكان ذاك اليوم هو يوم غسل الكعبة وفتح بابها، وفجأة وهو يشاهد، جاءه واحد من آل شيبة ممن عندهم مفتاح الكعبة، وقال له: أتحب أن تصلي داخل الكعبة؟ ومعلوم أن الكعبة لا تفتح إلا للملوك والعلماء وكبار القادة، لكن الفتاح أجرى تلك الكلمة على لسان ذلك الرجل، فأحرج الشاب وتلعثم، ودخل داخل الكعبة، وصلى ركعتين، استفتح بها حياته الجديدة، يقول: كأني أُغسل من جديد وأُخلق من جديد، دخلت فاسقًا جاحدًا، وخرجت مؤمنًا موحدًا، أرأيت كيف فتح الله قلبه؟
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.66 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]