ابني يسألني في العقيدة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 777 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 129 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 16 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 90 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-01-2023, 06:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي ابني يسألني في العقيدة

ابني يسألني في العقيدة (1)
داليا رفيق بركات

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
في هذه السلسلة التي أسأل الله أن يرزقني فيها الإخلاص وإصابة الحق - سأتناول فيها بشيء من التبسيط أسئلةَ الطفل العقائدية؛ لنضع أساسًا عقائديًّا متينًا منذ الصغر، فإذا عصفت رياح الفتن وعواصف الشبهات، كان راسخًا رسوخ الجبال أمامها بإذن الله، ثابتًا في عقيدته، متيقنًا أنه على الحق وأنه قويٌّ به، وسأحاول إن شاء الله أن أرسل في كل مقال سؤالًا وأبسط إجابته بما فتح الله عليَّ به، ولكن في بداية الأمر أحب أن أبدأ ببعض القواعد العامة في طريقة إجابتنا على أسئلة الطفل.

أولًا: العلم:
لا يستطيع الوالدان الإجابة على أسئلة الطفل دون العلم بالإجابة أولًا؛ ففاقد الشيء لا يعطيه؛ لذا وجب عليهما طلب العلم، وبفضل الله أصبح العلم سهلَ المنال، فيستطيع الواحد منا أن يتعلم وهو في بيته دون الحاجة إلى عناء السفر؛ وأذكر منها على سبيل المثال: برنامج صناعة المحاور، دبلوم مدكر، أكاديمية التفسير، وغيرها الكثير والكثير من سلاسل علمية ومرئيات لعلماء أفاضل.

ثانيًا: التبسيط:
وهذا من ضمن الأخطاء، فأحيانًا يمتلك الوالدان العلمَ ولكن لا يستطيعان إيصاله إلى الطفل بحسب فهمه واستيعابه، فتأتي الإجابة لتضيف أسئلة أخرى فوق السؤال الأساسي، فالطفل ما زالت فطرته سليمة وعقله سليمًا ينسجمان مع العقيدة الصحيحة، ويجد فيها الاطمئنان والسكون، إذا وصلت إليه المعلومة بالطريقة الصحيحة.

ثالثًا: المباشرة:
وهذا الخطأ كنتُ أقع فيه، فأظن أن الأسلوب القصصي هو دائمًا الأسلوب الأمثل لإيصال المعلومة، ولكن لم تكن استجابات الأطفال واحدة، فبعضهم كان يملُّ، والبعض الآخر يشعر بأنه دخل متاهة، فكنت أرى أحيانًا أن الأسلم أن تكون الإجابة مركزة ومباشرة؛ لتتأكد المعلومة في نفس الطفل دون زيادة قد لا تفيد بقدر ما تضر.

رابعًا: البحث:
لا يخجل الوالدان من قول: لا أعلم، ولستُ أدري؛ فلا خطأ في ذلك، بل أحيانًا يكون قولها مفيدًا عندما يبحثان مع الطفل على الإجابة، وتكون مرجعهما إلى القرآن والسنة؛ فيتعلم الطفل كيف يبحث وأين يبحث، وألَّا يتحدث فيما لا يعلم، فأمور الدين لا يصلح فيها ذلك.

خامسًا: فهم السؤال:
كثيرٌ من أسئلة الطفل تكون نابعة من تفكيره في المرحلة العمرية التي يمر بها، فإذا علمنا حصائد تلك المرحلة، ولماذا يسأل الطفل هذا السؤال - علمنا كيف نجيبه إجابة صحيحة يفهمها الطفل ويطمئن لها.

سادسًا: التكرار:
ما نريد ترسيخه نكرره على مسامع الطفل؛ ليثبت وتكون بمثابة قواعد أساسية في تفكيره، وحبذا لو كانت آيات وأحاديث صحيحة؛ ليعلم الطفل أن هذين المصدرين هما الأساس في الإجابة.

سأحاول إن شاء الله مراعاة هذه الأمور عند الإجابة على الأسئلة، فما كان من صواب فهذا بفضل الله ومَنِّهِ، وما كان من خطأ فأستغفر الله منه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-01-2023, 09:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ابني يسألني في العقيدة

ابني يسألني في العقيدة (2)
داليا رفيق بركات

هنا نحن على أعتاب المقال الثاني من هذه السلسلة: (ابني يسألني في العقيدة)، وسأتناول فيها بفضل الله بعض الإضاءات أو القواعد التي أريد إيضاحها للوالدين عند الإجابة على الأسئلة العقائدية التي ستساعدنا في المقالات الأخرى إن شاء الله، فنستعين بالله ونبدأ، ولكن هناك أمر أود إيضاحه أولًا، وهو أني سأحاول تناول أسئلة الطفل بشكل مختلف، فلن أكتب المقالات بشكل أسئلة وأجوبة، بمعنى أني لن أقول: إذا سألك طفلك كذا، فقولي له كذا، لا، لا، ولكني سأذكر أهم المبادئ التي أرى أنها من المهم ترسيخها في ذهن الطفل عند سؤاله؛ لتكون خطوطًا عريضة للإجابة.

وبالطبع للوالدين الحرية التامة في اختيار الأسلوب والاستزادة من المعلومات على حسب فهم الطفل واستيعابه، نعود مره أخرى إلى الإضاءات والقواعد:
الإضاءة الأولى: الأمثلة التي سأضربها بإذن الله تكون لتوضيح العلاقات بين طرفين وتقريبها للطفل، فمثلًا أقول: إن العلاقة بين شيئين تشبه العلاقة بين كذا وكذا، وهذا من باب التسيير على الطفل.

الإضاءة الثانية: الكتاب والسنة هما المصدران الأساسيان.

للإجابة على أسئلة الطفل العقائدية، خاصة تلك الأسئلة الخاصة بذات الله وصفاته وأسمائه، ويجب أن يعلم الطفل ذلك، ويتعلم أن أساس تعاملنا مع الأخبار والأمور الغيبية التي لا نستطيع الوصول إليها إلا بالوحي، هو أن نثبت ما أُثبت فيهما، وننكر ما أُنكر فيهما، ونسكت عن الأمور المسكوت عنها، ولا يسمح أبدًا أن نخوض بعقولنا في مثل تلك الأمور.

الإضاءة الثالثة:
لا يمكن أن نتحدث عن أي شيء بدون معرفه صفاته، كذلك لا نستطيع أن نحدث الطفل عن الله إلا من خلال معرفه صفاته وأسمائه جل وعلا، وتقديمها له بشكل ميسَّر.

الإضاءة الرابعة:
مصادر المعرفة التي يستقي الإنسان منها معرفته هي ثلاث مصادر: المحسوسات، والمعقولات، والمنقولات، وبالحديث عن الطفل خصوصًا، تكون المحسوسات: هو ما يدركه الطفل بحواسه: السمع البصر اللمس وغيرها، وتكون من الأمور التي يدركها الطفل بقوة وهو صغير، لذا أحيانًا نجد أن الطفل يقيس ما هو مجهول بالنسبة إليه على ما هو محسوس لديه.

المعقولات: وهي الأشياء التي يدركها الطفل بالبديهة، وتسمى المعارف الضرورية الأولية، مثال ذلك:
إذا ضُرِبَ الطفل من قِبَلِ شخصٍ ما، فإننا نجد الطفل طبيعيًّا يلتفت إلى من ضربه، أو يبحث عنه دون أن يُعلِّمه أحدٌ ذلك.

المنقولات: وهي الأمور الغيبية التي لا وصول إليها إلا عن طريق الوحي، والمقصود القرآن والسنة.

الإضاءة الخامسة:
التكرار وهو مفتاح السر، فما نريد أن نرسخه في ذهن الطفل نكرِّره عليه مرارًا وتكرارًا؛ حتى تكون من الأساسيات لديه، وتكون مثل القواعد الثابتة التي يرجع اليها كلما دار في رأسه سؤال خاص بالله عز وجل أو بالغيبيات.

الإضاءة السادسة:
الله عز وجل وضع قواعد وحدودًا وأحكامًا ثابتة لا تتغير، لكن الذي يتغير هو نظرتنا تجاه الأمور، خاصة إذا كانت أمور شرعية، وأضرب مثلًا لإيضاح هذه النقطة: مَن ينظر إلى الأحكام والقواعد الشرعية على أنها قيود تُقيد حريته ومُتعته في الدنيا، في حين أننا لو نظرنا حولنا فإنه لا يوجد مكان يخلو من القواعد، من بداية قوانين الدول إلى ما هو أصغر من ذلك؛ مثل البيت والأماكن العامة، ونحن نلتزم بها بشكل طبيعي دون نفور أو اعتراضٍ منا، فنحن نتقبَّل إذًا فكرة وجود قوانين، أو قواعد نلتزم بها، فما بالنا بالحدود الشرعية والأحكام التي وضعها الله لنا لتستقيم الحياة؟! ونحن بشر مخلوق، والخالق أعلم بخلقه، وما يصلحه وما ينفعه؛ لذا وجب التسليم والرضا بشرع الله والتمسك به؛ قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

وغيرها من الأمثلة الكثير؛ لذا يجب أن يفهم هذا الأمر من خلال حديثنا معه عن الأحكام والحدود، إلى هنا ننتهي بفضل الله.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-01-2023, 09:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ابني يسألني في العقيدة



ابني يسألني في العقيدة (3)
داليا رفيق بركات

ها نحن بفضل الله نطرق أبواب المقال الثالث في هذه السلسة؛ لنفتح بابًا على أسئلة الطفل عن الله - عزَّ وجلَّ - سائلين منه تعالى القبول والسداد والتوفيق، وهي من الأسئلة المهمة جدًّا؛ لأننا بإجابتنا نبني عقيدة الطفل وتصوُّره عن الإله المعبود جل وعلا، لذلك سأحرص أن تكون المعلومات بسيطة ودقيقة إن شاء الله، فمن خلال أسئلة الأطفال التي كنت أسمعها يمكن أن أقسمها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الأسئلة التي يسأل فيها الطفل عن صفات الله من خلال قياس صفات الله على صفاته الشخصية.
القسم الثاني: الأسئلة عن صفات الله الذاتية.
القسم الثالث: سؤال الطفل عن الكيفيات.

وفي نهاية سؤال من خلق الله؟ والذي سأفرد له حديثًا خاصًّا إن شاء الله.

والمبادئ التي سأذكرها إن شاء الله هي مبادئ توفيقية أو اجتهادية أردت من خلالها أن أفتح مسارات للوالدين للإجابة على سؤال الطفل وغرس مبادئ العقيدة، ولا مانع طبعًا إن كان للوالدين إجابات أخرى أو أسلوب آخر، المهم أن تكون الإجابة صحيحة ودقيقة ومصدرها الكتاب والسنة، وموافقة لمنهج أهل السنة والجماعة، فلنبدأ بعون الله:
القسم الأول: الأسئلة التي يقيس فيها الطفل صفات الله - عزَّ وجلَّ - على صفاته؛ مثل: هل الله يأكل؟ هل الله ينام؟ هل الله ذكر أو أنثي، هل الله له أصدقاء؟ هل له أب وأم؟ وغيرها الكثير.

ونلاحظ هنا أن الطفل سأل عن صفات الله من خلال قياس صفاته التي يراها في نفسه أو في المخلوقات حوله على صفات الله في محاولة منه لمعرفة صفات الله، في مثل هذه الأسئلة يحتاج الطفل إلى ثلاثة مبادئ:
١- أن لكل شيء صفاته الخاصة به، وهذا الأمر يستطيع الطفل ملاحظته من خلال رؤية ما حوله من الأشياء، فالطفل مثلًا صفاته ليس كصفات البنات، أو كصفات الحيوانات، أو كصفات الجمادات، فلكل شيء صفاته التي تميِّزه عن غيره.

٢- أن الله - عزَّ وجلَّ - له صفاته الخاصة اللائقة به، وأنه ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11].

فهو جل وعلا لا يشبه أيًّا من المخلوقات التي حولنا أو حتى قريب منها، فهو سبحانه له صفاته الخاصة به جل في علاه اللائقة به، فكل ما خطر ببالنا فالله - عزَّ وجلَّ - بخلاف ذلك، وهذا المبدأ نكرره كثيرًا على مسامع الطفل حتى يرسخ عنده.

إذًا هل تريد معرفة صفات الله فلننظر في القرآن والسنة، فنرى.......

٣- أن الله - عزَّ وجلَّ - له صفاته الخاصة به، وهي صفات الكمال والجلال والعظمة، ليست كصفات المخلوقات التي يعتريها النقص أو التعب، ونضرب له مثلًا لإيضاح اختلاف الصفات، وليكن مثلًا صفة الحياة أو صفه السمع، أو صفة البصر، فلو تحدثنا عن صفه الحياة فالله هو الحي وحياته جل وعلا كاملة، لا تنقص بمرض أو موت أو نوم، أو حتى غفوة يسيرة؛ قال -تعالى-: ‎ ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255]، أما نحن فأحياء أيضًا، لكن حياتنا ناقصة نمرض نموت ننام، وتأخذنا الغفوة كثيرًا، وغيرها من الصفات التي يمكن ذكرها للطفل، واستخراجها من القرآن والسنة الصحيحة.

٤- سورة الإخلاص التي هي صفة الرحمن، فرغم أنها قصيرة إلا أنها حوت صفات الله - عزَّ وجلَّ - التي تبني للطفل تصوره عن الإله المعبود بأنه واحد أحد، الأول جل في علاه، متفرد بالألوهية وبالربوبية على خلقه، تلجأ إليه الخلائق دائمًا، ليس له ولد وليس بمولود.

وهنا همسة يسيرة:
من الأفضل إثارة ذهن الطفل قبل الإجابة للفت انتباهه ولتثبيت المعلومة لديه؛ يعني أتذكر عندما سألت ابنتي سؤال: هل الله ذكر أم أنثى، أحضرت لها ورقة من الشجرة، وقلت لها: قولي لي: هل هذه الورقة ذكر أم أنثي؟ سكتت قليلًا وكأن السؤال أدهشها، كررته ثانية عليها، فقالت لي: أخيرًا إن ورقة الشجر ليس بذكر ولا أنثى، قلت لها: لماذا؟ قالت: لأنها ليست مثلنا، قلت لها: وكذلك الله - عزَّ وجلَّ - لا يوصف بذكورة ولا أنوثة؛ لأنه جل في علاه ليس مثلنا، ومن هنا بدأ الحوار عن اختلاف الصفات وصفات الله - عزَّ وجلَّ - وأنه سبحانه ليس كمثله شيء.

فإثارة ذهن الطفل عند الإجابة تجعله متيقظًا وسعيدًا بالحوار، ومتقبلًا للإجابة بفضل الله، فتثبت المعلومة عنده.

القسم الثاني: الأسئلة المتعلقة بذات الله:
وهذه الأسئلة التي يسأل فيها الطفل عن الصفات الخاصة بالذات الإلهية؛ مثل: هل الله له أذن؟ هل وجهه مثلنا؟ هل له عينان يرانا بهما؟ هل له أنف؟ ومثل هذه الأسئلة الكثير، ولا مشكلة أن نعيد المبادئ مره أخرى؛ حتى ترسخ في ذهن الطفل؟
أولًا: نحن لم نر الله ولكن نعرف بعض صفاته التي ذكرها الله - عزَّ وجلَّ - عن نفسه في القرآن، أو على لسان رسوله، فإذا فتحنا القرآن - ومن اللطيف جدًّا أن تتم عملية البحث مع الطفل - فنرى أن الله ذكر عن نفسه أنه جلا وعلا له وجه؛ قال -تعالى-: ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 27]، ونقرأ في تفسيرها: (وقد نعت تعالى وجهه الكريم في هذه الآية الكريمة بأنه (ذو الجلال والإكرام)؛ أي: هو أهل أن يجل فلا يعصى، وأن يطاع فلا يخالف)؛ (تفسير ابن كثير).

فهنا إثبات صفة الوجه لله - عزَّ وجلَّ - وله ساق فقال -تعالى-: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ [القلم: 42]، ونقرأ في تفسيرها: (أتى البارئ لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم، فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء)؛ (تفسير السعدي).

وهنا أثبت صفة الساق، وأنه سبحانه له يد جل وعلا؛ قال -تعالى- محدثًا إبليس: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي ﴾ [ص: 75]، وقال -تعالى-: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [الملك: 1]، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فالمفهوم من هذا الكلام أن الله تعالى له يدان مختصتان به، ذاتيتان له كما يليق بجلاله، وأنه سبحانه خلق آدم بيده، منقول من موقع الشيخ ابن باز، وأنه جل وعلا له عين؛ قال -تعالى-: ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ﴾ [هود: 37].

ثبت عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قول الله تعالى: ﴿ وَاصْنَعْ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنا ﴾، قال: بعين الله تبارك وتعالى؛ رواه عنه البيهقي في الأسماء والصفات (2 /116)؛ موقع إسلام ويب.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: مذهب أهل السنة والجماعة أن لله عينين اثنتين، ينظر بهما حقيقة على الوجه اللائق به، وهما من الصفات الذاتية؛ انتهى من مجموع فتاوى ابن عثيمين (4 /58).

فعلمنا أنه سبحانه له ساق ووجه وعينان ويدان جل وعلا، ومن هنا ندخل إلى المبدئ الثاني وهو مهم جدًّا.

ثانيا: أن الله - عزَّ وجلَّ - له صفاته الخاصة به التي لا يشبهها شيء، فهو سبحانه قال في كتابه: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، فالله له عينان ويدان ووجه وساق، لكن ليست مثلنا أبدًا، ولا تشبه أيًّا من المخلوقات، فهي لائقة بعظمة الله سبحانه وجماله وكماله، فهل ممكن أن تكون له نفس مسمى الصفة ولكن مختلفة؟ نعم، لا مشكله أبدًا في ذلك، فنحن نرى في المخلوقات اختلاف الصفات، وتكون لها نفس مسمى الصفة، فمثلًا نحن لنا أقدام ليس كأقدام الفراشة، وليس كأقدام القطة مثلًا رغم أنهم كلاهما اسمه قدم، فقد نشترك في نفس مسمى الصفة، لكن كل واحد له الصفة اللائقة به، فهذا في المخلوقات، فما بالنا في الخالق وهو العظيم الجليل سبحانه، فالله له عينان ويدان ووجه وساق، لكن ليست مثلنا أبدًا، ولا يشبه أيًّا من مخلوقاته، فهي لائقة بعظمة الله وجماله وكماله وجلاله سبحانه.

ثالثًا: هل تريد أن ترى الله؟
أتينا إلى المبدأ الثالث الذي من خلاله نصرف ذهن الطفل عن التفكر في ذات الله إلى التفكير فيما هو أنفع له، وهو ماذا نفعل لنرى الله، فلنبحث في القرآن؛ قال -تعالى-: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، فما هو الإحسان كي نفعله؟ وما هي الحسنة وزيادة أيضًا؟ جاء في تفسير السعدي: للذين أحسنوا في عبادة الخالق، بأن عبدوه على وجه المراقبة والنصيحة في عبوديته، وقاموا بما قدروا عليه منها، وأحسنوا إلى عباد الله بما يقدرون عليه من الإحسان القولي والفعلي، من بذل الإحسان المالي، والإحسان البدني، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهلين، ونصيحة المعرضين، وغير ذلك من وجوه البر والإحسان‏.‏

فهؤلاء الذين أحسنوا، لهم ‏ ‏الحسنى‏ ‏ وهي الجنة الكاملة في حسنها، وزيادة ‏وهي النظر إلى وجه الله، فيشرح الوالدان للطفل بجمل بسيطة كيف يكون من المحسنين حتى يدخل الجنة، ونرى ربنا جل وعلا بجمل بسيطة وعبارات تحفيزية، ولا مانع أبدًا من أن يتحدثوا معه عن نعيم الجنة وجمالها وطيب أرضها، فهذا الكلام أنفع له، فإذا سأل الطفل عن صفة ذاتية لله - عزَّ وجلَّ - لكننا لم نجدها في القرآن ولا في السنة، نرسخ له مبدأ التعامل الأساسي مع صفات الله، ونقول له: كيف لنا أن نعرف ونحن لم نر الله ولم نجدها في قرآنه، ولم يخبرنا بها رسول الله، فلا نملك إلا السكوت، ولا أستطيع أقول نعم أو لا؛ لأني ببساطة لا أعرف إلا الصفات التي أخبرنا بها الله عن نفسه في القرآن أو في الحديث، ولكن هل تريد أن ترى الله، ماذا نفعل إذًا؟ وهكذا.

والوالدان يتحدثان عن هذا الأمر كما قلت مسبقًا لصرف ذهن الطفل عن التفكر في ذات الله طويلًا.

همسة في أذن الوالدين:
منهج أهل السنة والجماعة في صفات الله وأسماء أن نثبت ما أثبته الله لنفسه، وننفي ما نفاه الله عن نفسه ونسكت عما لا نعرفه.

أن نحمل اللفظ على ظاهره طالما لم يكن هناك قرينة تصرفه عن معناه الظاهر، وسأكتفي بهذا القدر في هذا المقال فقد أطلت فيه كثيرًا، على أن ألتقي بكم في المقال الرابع إن قدر الله لنا اللقاء والبقاء إن شاء الله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24-01-2023, 02:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ابني يسألني في العقيدة

ابني يسألني في العقيدة (4)
داليا رفيق بركات




كيف يرانا الله ونحن لا نراه..؟
كيف يسمعنا الله ونحن لا نسمعه..؟
كيف يشفينا الله..؟
كيف يعلم الله كلامنا جميعًا..؟
هل سمعتم مثل هذه الأسئلة من قِبل أطفالكم..؟
نعم بالتأكيد كثيرًا ما نسمعها منهم لذا نحن في المقال الرابع بصدد الإجابة عنها إن شاء الله
فهيا بنا....

سؤال الطفل عن الكيفيات:

سمعت بعض الإجابات عن مثل هذه الأسئلة، فمثلا سؤال: كيف الله يرانا...؟

نجيب الطفل أن الله في السماء أعلانا فيرانا جميعًا.

ومثل هذه الإجابات لا أرى أنها دقيقة، ولا تبني تصورًا للطفل عن الله عزَّ وجلَّ؛ لذا سأضع - بفضل الله - بعض المبادئ التي تساعد الوالدين في الإجابة، وكما قلت سابقًا أنه لا مانع إن كان للوالدين مبادئ أخرى طالما موافقة للكتاب والسنة:

نأخذ مثالًا من هذه الاسئلةً... إذا سألني ابني: كيف الله يرانا ونحن لا نراه؟

فالمبادئ التي نحتاجها في مثل هذا السؤال:
١- أن الله عز وجل له صفاته الخاصة فهو سبحانه ليس كمثله شيء.

٢- أن صفات الله صفات هي صفات الكمال والجمال والعظمة والجلال لا تعتريها نقص ولا عيب سبحانه.

٣- اسم الله البصير.

أولًا: أن الله له صفاته الخاصة - وقد تحدثنا عن ذلك في المقال الثالث - ولكن للتذكير نشرح للطفل أن الله له صفاته الخاصة به كما لكل شيء صفاته الخاصة به والتي تختلف عن بعضها وهذا ملاحظ للطفل في المخلوقات، فجميع المخلوقات تبصر ولكن ليس مثل بعضها، فانظر ماذا قال الله عز وجل عن نفسه: قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾: أي ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته، لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، لأن أسماءه كلها حسنى، وصفاته صفة كمال وعظمة. [تفسير السعدي].

فكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك.

ثانيًا: صفات الله عز وجل صفات كاملة عظيمة لا يعتريها نقص ولا عيب، بينما صفات المخلوقات ناقصة فنحن مثلا لو قلنا صفة البصر نحن نبصر صحيح! ولكن لا نرى في الظلام ولا نرى ما وراء الحائط ولا نرى ما بداخل الصندوق، ولا نرى ما كان بعيدًا عنَّا، وقد تعتري صفه البصر لدينا العيب والمرض فنحتاج إلى الطبيب أو نحتاج إلى نظارات مثلا، أما صفات الله سبحانه حاشاها أن يعتريها النقص أو العيب فهي صفات كاملة عظيمة.. وهكذا كل صفات الله -وأذكر أني ذكرت في المقال الثالث شرح اسم الله الحي - كمثل لكمال صفات الله.

ثالثًا: اسم الله البصير: إذًا ما معني اسم الله البصير؟
كما اتفقنا أن يرى الطفل بحثك عن هذه الصفة في القرآن أو في الأحاديث ليعلم أن هذا هو المرجع الرئيسي والوحيد لمعرفه صفات الله، قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾.

وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 15، 20].

وقَال تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الحديد: 4].

وغيرها الكثير والكثير من الآيات.

قَالَ السَّعْدِيُّ: "(البَصِيرُ): الذِي يُبْصِرُ كُلَّ شَيْءٍ وإنْ رَقَّ وصَغُرَ، فَيُبْصِرُ دَبيبَ النَّمْلَةِ السَّوْدَاءِ في اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ عَلَى الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ، ويُبْصِرُ مَا تَحْتَ الأَرْضِينَ السَّبْعِ كَمَا يُبْصِرُ مَا فَوْقَ السَّمَاواتِ السَّبْعِ.

وأَيْضًا سَمِيعٌ بَصِيرٌ بِمَنْ يَسْتَحِقُّ الجَزَاءَ بِحَسَبِ حِكْمَتِهِ، والمَعْنَى الأَخِيرُ يَرْجِعُ إلى الحِكْمَةِ.

فالبصير: هو الذي يرى كل الموجودات ظاهرها وباطنها مهما كانت صغيره ومهما كانت كبيرة لا يخفى عليه شيء سبحانه في الأرض ولا في السماء، يرى قطرة الماء ويري حبات الرمل يرى ما في أعماق البحار وما أعلى الجبال يرى الكواكب والنجوم في الفضاء يرى قطرات المطر، يرى النملة السواء في ليلة شديدة الظلام يرى ما يدور بداخلك يري حركات عينك التي لا يلاحظها أحد يراك وأنت بمفردك بعيد عن أعين الناس وليس هذا فقط معني البصير فالله سبحانه يرى ويعلم ما يراه، فنحن قد نري ولا نعلم ماذا نرى ألم يمر عليك يوم رأيت شيئًا وقلت لا أعلم ما هذا؟! أو لا أفهم ما معني ذلك؟!

كثيرًا جدًّا يحدث لنا هذا، لكن الله سبحانه يرى كل شيء ويعلمه فلا يوجد شيء يخفى عليه سبحانه ولا يوجد شيء لا يعلمه الله، اكتب في ورقة ما بدى لك من كلام بلغات العالم وأخفيها في مكان لا يعلمه أحد، هل الله يراها ويعلم ما فيها..؟ نعم... نعم بكل يقين فسبحانه يرى أين وضعتها ويرى ما كتبته فيها ويعلم ماذا كتبت، وأيضا سبحانه يرى أعمالنا فيعلم من يستحق العذاب ومن يستحق العقاب، ومن كان إيمانه قوى ومن كان منافق يخفي كفره ومن كان عمله صالحا أمام الناس وإذا جلس بمفرده فعل المعاصي، ويبصر يعلم ما تفعل أنت وأنا وجميع المخلوقات، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 110] سبحانه وسع بصره السموات والأرض، وللوالدين تقريب معني البصير بقصة مثلا مثل قصة بائعة الحليب، وهي: أن عمر بن الخطاب كان في ليلة من الليالي يتفقد الرعية فمر على امرأة ومعها ابنتها وهم يبيعون اللبن، فلما أرادت الأم أن تضع الماء على اللبن من أجل أن تزيد الكمية وتبيع، فقالت البنت: لا تفعلي يا أمي، فقالت: لم؟.

فقالت البنت: أما سمعت أمير المؤمنين قد نادى في الناس ألا يخلط اللبن بالماء، قالت المرأة: وأين أمير المؤمنين، قالت: إذا كان أمير المؤمنين لا يراك فإن الله يرانا.

قصه بسيطة ومن الممكن أن نستخرج منها الفوائد مع الطفل، وأتذكر عندما كان أولادي صغارًا اتفقنا سويا أن يجد كلٌ منا مكانًا لا يراه فيه أحد. فظلوا يبحثون وأنا أبحث معهم وهم يقترحون أماكن وأنا أقول لم أجد مكانًا.. وهكذا حتي قلت لهم هل تتوقعون مكانًا لا يرانا فيه الله

قالوا: لا.
فمثل هذه الأسئلة لا أرى لها إجابة بعيدة عن أسماء الله وصفاته:

🔹فكيف يسمعنا الله... الله السميع مع مثلا قصة سيدنا يونس عندما كان في بطن الحوت ونادى في الظلمات وسمعه الله عز وجل.

🔹كيف يشفينا الله... الله الشافي سبحانه - أما الطبيب فقد جعله الله سببًا نأخذ به كي يعطينا العلاج فقط أما الذي يشفي المرض فهو الله والدواء وسيلة لا أكثر - مع قصة سيدنا أيوب عليه السلام مثلا.

🔹كيف يعلم الله ما فعلت... الله الرقيب العليم.

🔹كيف يستطيع الله أن يعطيني كل ما أريد... الله الغني عن كل شيء القدير وقصة سيدنا سليمان وملكه.

🔹كيف خلقني الله... الله الخالق البارئ المصور مع قصه خلق آدم عليه السلام.
وهكذا......

حاولت عدم الإطالة... لكن الله المستعان، فما كان من صواب فمن فضل الله علىّ وما كان من ذلل فاستغفر الله منه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24-01-2023, 02:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ابني يسألني في العقيدة

ابني يسألني في العقيدة (5)
داليا رفيق بركات



ها نحن بحمد الله نبحر في المقال الخامس والذي سأتناول فيه سؤالين من أسئلة الطفل في العقيدة وهما:
من خلق الله؟
وكيف أدرك أن الله حقيقي وليس خيالًا؟


وسأضع لهم بإذن الله المبادئ ثم أقوم بشرحها بشيء من التبسيط إن شاء الله، فلنبدأ ونتوكل علي الله!.

السؤال الأول: من خلق الله؟
في بداية الأمر أريد أن اقول إن الطفل لا يتحمل الإجابات المطولة والشرح المفصل، هو فقط يحتاج إجابه مختصرة ترسخ في ذهنه؛ لذلك سأدخل في المبادئ مباشرةً.


أولًا: إن الله عز وجل له صفاته الخاصة واللائقة به جل في علاه، وإن من صفاته أنه الخالق وليس بمخلوق.


بمعنى أخر: المخلوقية ليست من صفات الله عز وجل.

ثانيًا: إذا كان هناك خالق آخر فأين هو... ؟!
ثالثًا: تفسير بسيط لسورة الإخلاص...

نأتي لشرح المبدأ الأول وهو بفضل الله مبدأ يسير، ليس من الصعب أن يدركه الطفل، ‏فلفت انتباه الطفل أن لكل شيء صفاته الخاصة به وأن الله عز وجل له صفاته الخاصة اللائقة بجلاله وعظمته قد تحدثنا عليه سابقًا.


فمن صفاته تعالى أنَّه « الأول »: الذي ليس قبله شيء، فهو الأول بلا ابتداءٍ، فكان الله ولم يكن شيء غيره بل هو سبحانه أوجد كل شيءٍ بعده، وأنه جل وعلا الخالق الذي أوجد المخلوقات من عدم، وقدر وجودها، فخلقها بأجمل وأكمل صوره، فلا يوجد خالق سواه.


ولإيضاح هذا المبدأ وتيسيره للطفل بموقف بسيط مثلا:
١- عندما يأكل الطفل فاكهة نسأله: هل أحد يأكلك مثل الفاكهة؟
٢- عندما نصنع طعام نسأله: هل أحد يصنعك مثل الطعام؟
بالطبع الإجابة: لا.


بل نحن القادرون على فعل ذلك - أكل الفاكهة، وصنع الطعام - وليس من صفاتنا أننا نؤكل مثل الفاكهة أو نُصنع مثل الطعام ... ولله المثل الأعلى، سبحانه جل في علاه، الأول الذي ليس قبله شيء، الأول بلا ابتداء، والخالق الذي خلق كل شيء من عدم، وقدره وأوجده ولديه سبحانه القدرة التامة لفعل ذلك بأكمل صورة؛ إذًا فليس من صفاته المخلوقية (أنه مخلوق) أصلًا، حتى نسأل: مَنْ خلقه؟! فسبحانه هو الخالق، أما نحن فالمخلوقية هي أحد صفاتنا، فنحن مخلوقين أوجدنا الله وقدر وجودنا بقدرته الكاملة على الخلق جل في علاه،


لذلك هذا السؤال ليس سؤلًا منطقيًّا..
بأسلوب بسيط ويسير تصل هذه النتيجة إلى الطفل إن شاء الله.

المبدأ الثاني: أين هو ذلك الخالق ...؟
ثم لماذا هذا الخالق المجهول لم يخبرنا عن نفسه عن صفاته عن أي شيء يخصه ويتركنا نتوجه بالعبادة والشكر والثناء والحمد لله وحده.. وهو لا يذكر شيئًا عن نفسه، فصاحب الفضل يغضب إن شكرت غيره.

المبدأ الثالث: تفسير بسيط لسورة الصمد وشرح معانيها فبرغم أنها سورة صغيرة إلا أنها حوت معلومات كبيرة وصفات لله عز وجل جليلة وعظيمة ودالة على وحدانيته جل في علاه.

السؤال الثاني: كيف أدرك أن الله حقيقيّ وليس خيالًا؟
هذا سؤال صدر من طفل وكانت المبادئ التي أردت ترسيخها هي:
أولًا: دلالة الأثر على المؤثر.
ثانيًا: آثار خلق الله عز وجل.

المبدأ الأول: هو مبدأ فطري عقلي بسيط، فالطفل سويّ الفطرة سليم العقل يستطيع استيعابه بكل سهولة ويسر ويراه منطقيًّا جدًّا مع تفكيره، فكيف يمكنني إيصال هذا المبدأ؟
بكل بساطة: يحدث الوالدان أي تغيير دون أن يراهما الطفل ولكن يستطيع الطفل ملاحظته، فمثلًا:
يضعان فاكهة وقد أكل أحدهما بعضًا منها.


يبعثرون لعب الطفل في الأرض بعد أن كانت في الصندوق أو العكس... أي تغيير المهم أن يلاحظه الطفل
ثم يسألان الطفل: هل رأيت من أكل الفاكهة أو بعثر الألعاب - أيًّا كان التغيير أو الحدث؟
فيقول الطفل: ( لا ) لأنه لم يره فعلًا..


ثم يسأل الوالدان: هل من الممكن أن يكون هذا الفعل قد حدث بمفرده أم هناك من قام بهذا الفعل؟
فالطفل سوي الفطرة، ستكون إجابته: هناك بالتأكيد من بعثر الألعاب أو أكل من الفاكهة، لابد أن يكون هناك فاعل.


نأتي إلى المبدأ الثاني:
يحدث الوالدان الطفل عن آثار خلق الله بدايةً من نفسه، فهو ذاته لم يكن موجودًا من قبل ثم أوجده الله وخلقه. وهذه الشمس بحرارتها وأشعلتها الساطعة خلقها الله، وهي تشرق وتغرب يوميًّا بأمر من الله. وتلك الأنهار ذات الماء العذب ليس من المعقول أن تكون قد وضعت بمفردها هنا، وهذه المحيطات والبحار وما فيها من أسماك وكائنات. وتلك الجبال والتلال، وتلك السماء التي رفعت بدون أعمدة..


ليس من الممكن أن تكون فعلت ذلك بنفسها بل لا بد أن يكون هناك من رفعها وهو الله عز وجل.


هذه الدواب والحيوانات التي سخرها الله لنا وجعل فيها منافع كثيره، هل هي من أوجدت نفسها في هذا الكون العظيم والكواكب السيارة والنجوم المضيئة..


ألا تدل كل هذه الآيات على وجود من فعلها وخلقها وسواها؟
بلى تدل على الفاعل، والفاعل هو الله عز وجل لأنه أخبرنا بذلك في القرآن، وأخبرنا أن كل هذه الأشياء كانت عدمًا فأوجدها الله عز وجل.

ولا يخفى علي أحد ابدًا كثرة الآيات التي تتحدث عن أثار نعم الله وخلقه العظيم، فيسرد الوالدان أحد هذه الآيات مع شرح مبسط لها.


انتهى بفضل الله..
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24-01-2023, 02:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ابني يسألني في العقيدة

ابني يسألني في العقيدة (6)
داليا رفيق بركات


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، عندما أنهيت المقال الخامس بفضل الله وقد ذكرت فيه المبادئ الخاصة بسؤال: مَن خلق الله؟

قدر الله أن أمر بعدها بآية من سوره الأنبياء، أدهشني فيها أن القرآن لم يترك شاردة ولا واردة إلا وقد أظهر الحق فيها، وأبانه خير بيان، وأقام به الحجة ببلاغة رائعة وكلمات موجزة حوت العظيم من المعاني، فقال تعالى: ﴿لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرشِ عَمَّا يَصِفونَ﴾ [الأنبياء: ٢٢].

فتفسير هذه الآية وإضافتها إلى سؤال: من خلق الله؟
تكتمل به رؤية الطفل وتصوره، بمعنى أن الطفل لو خطر بباله أنه ماذا لو كان هناك خالق آخر، وما المشكلة في ذلك؟

فقد قرأت في تفسير "الوسيط" للطنطاوي قوله:
( ثم ساق سبحانه دليلًا عقليًّا مستمدًّا من واقع هذا الكون، فقال: ﴿ لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا ﴾؛ أي: لو كان في السماوات والأرض آلهة أخرى سوى الله تعالى، تدبِّر أمرهما، لفسدتا ولخرجتا عن نظامهما البديع الذي لا خلل فيه ولا اضطراب، وذلك لأن تعدُّد الآلهة يلزمه التنازع والتغالب بينهم، فيختل النظام لهذا الكون، ويضطرب الأمر، ويعم الفساد في هذا العالم). ا. هـ.

فهذه مِن سنن الله تعالى التي نسير بها في حياتنا، فالله عز وجل جعل في كل شيء تابعًا ومتبوعًا، قائدًا وتابعين له، فالزوج قائد البيت والأسرة تابعة له، والمدير قائد العمل والموظفون تابعون له، وقبطان السفينة قائد والبحارون تابعون له، حتى في الدين، الرسول قائد هذه الأمة وكلنا مأمورون باتباعه، ولله عز وجل المثل الأعلى.

الكون كله تابع لإرادة الله وخاضع لمشيئته، ونحن مأمورون بتوحيده وعبادته، واتباع أوامره واجتناب نواهيه، فهذه من سنن الله عز وجل.

فانظُر في هذه الأمثلة وانظر عاقبة وجود أكثر من قائد أو متبوع، فالمثل الأول يضيع المنزل، وتتشتت الأسرة، والمثل الثاني تفشل الشركة وقد تتفكك، والمثل الثالث تغرق السفينة، والمثل الرابع نعيشه واقعًا للأسف من تمزق الأمة إلى فرقٍ كلٌّ منها تكذِّب الأخرى، وتتقاتل فيما بينها والله المستعان.

فجاء وصف الآية في منتهى الدقة والروعة، فوجود إلهين يفسد الخلق ويخل بنظام الكون كله، بل قد يؤدي إلى عدم وجوده أصلًا، فأي الإلهين نعبد، وأي منهما تسير أوامره ونواهيه ومشيئته في الكون، فصدقًا يحصل الفساد الأعظم.

إذًا لا بد من إله واحد قادر قاهر سبحانه، يفعل ما يشاء وقت ما شاء كيفما شاء، ولا نعبد إلا إياه ولا نتوجه إلا إليه عز وجل ولا نطيع إلا أوامره، فهكذا تسير الحياة ويسير الكون كله بنظام محكم وأقدار من لدن حكيم، فسبحان الله الذي تكلم بهذا الكلام، فأقام به الحجة وأزاح به الشبهة، وجعله هدى ونورًا لقوم يؤمنون.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24-01-2023, 02:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ابني يسألني في العقيدة

ابني يسألني في العقيدة (7)
داليا رفيق بركات


ها قد أوشكنا على إنهاء الرحلة الخاصة بأسئلة الطفل عن الله عز وجل بعد أن وقفنا في محطاتٍ حاولتُ فيها ألَّا أتركَ سؤالًا عن الله عز وجل إلا وقد أوضحتُ كيفية الإجابة عنه.

وهنا في هذا المقال سنذكر سؤالًا سألَتْه طفلةُ صديقتي، وقد أعجبني كثيرًا، فقد سألَتْ: كيف يُحاسِبُنا الله على أفكارنا ومعتقداتنا وهو الذي خَلَقَها لنا؟!

المبادئ التي نريد ترسيخها في عقلية الطفلة هي مبدآن:
المبدأ الأول: أن الله هو الخالق العليم، وعِلْمُه سبحانه سابق.
المبدأ الثاني: أن الله خلَقَ لنا الإرادةَ الحُرَّةَ.
المبدأ الأول: الله عز وجل هو الخالق العليم:
الخالق هو الذي يُقدِّر الأشياء ويُوجِدُها من العَدَم بقُدْرته سبحانه، فهو على كل شئ قدير وعلى غنى منه، فهو سبحانه ملك السموات والأرض، الغني عن جميع مخلوقاته.

وهو سبحانه العليم الذي وسِعَ كُلَّ شيءٍ عِلْمًا، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يعلم ما سنفعل، وما فعلنا، وما نفعله الآن، يعلمما نُفكِّر فيه، وما يدور برأسِنا من خواطر وما نُحدِّثبه أنفسَنا، يعلم ما يُصلِحنا وما يضُرُّنا وما ينفعنا في الدنيا والآخرة،فاللهُ بسابقِ عِلْمِه بنا يعلم كُلَّ شيءٍ عنَّا حتى الخاطرة البسيطة التي تخطُر على بالِنا لمدة ثوانٍ معدودة.

فانظروا إلى صانع الجهاز مثلًا، يعلم قدرات هذا الجهاز، وكيف يعمل، وما يفسده، وكيف يُصلِحه من قبل أن يقوم بتصنيعه حتى؛ فكيف بالله وهو سبحانه خالقنا الذي أوجدنا ؟! قال تعالى: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]،وقال تعالى: ﴿ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [التغابن: 4]؛ لذا أمرنا بما ترقى به نفوسُنا، ونضبط به أفكارنا، ونُصلِح به أجسادَنا، وحرَّمَ علينا ما يُعكِّر صَفْوَ قلوبِنا، وتنحرف به أفكارُنا، ويفسد أجسادنا.

المبدأ الثاني: خلق لنا الإرادة الحرة:
ماذا تعني الإرادة الحرة؟ تعني أننا أحرار فيما نُفكِّر فيه، وفيما نفعله، فلا أحد يُجبِرك على فعل شيء أو التفكير بشيء، وطالما كُنَّا أحرارًا هكذا، كان لا بُدَّ لنا من ضوابط نضبط بها أفكارنا حتى لا تنحرف، وميزانٍ نَزِنُ عليه أعمالَنا حتى لا نقع فيما لا يُرضي الله.

وهذه الضوابط بتعلُّمها مِن الكِتاب والسُّنَّة، ومدى التزامِنا بها يُحاسِبنا الله، فإنْ خيرًا فخيرٌ، وإن كان غير ذلك، فاللهُ يُجازي كُلًّا بعمله، فلا يستوي مَن عَمِلَ الصالحات بمَنْ فَعَل المنكرات؛ ولكن هناك همسة صغيرة مِن لُطْف الله عز وجل بنا أنه رحم ضَعْفَنا، فتجاوَزَ عمَّا يجول بخاطرنا من أفكار ووساوس ما لم نعمل بها أو نتكلَّم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ تَجاوَزَ لأُمَّتي عمَّا وَسْوَسَتْ أو حدَّثَتْ به أنْفُسَها ما لم تَعْمَلْ به أو تَكَلَّمْ))؛ رواه البخاري ومسلم؛ لذا إذا طرأ لكِ تفكيرٌ سيئ فاتَّبِعي الخطوات الآتية:
1- استعيذي بالله واطردي الفكرة من رأسِكِ.
2- لا تتكلَّمي ولا تعملي بها.
3- اشغلي نفسَكِ بما فيه خيرٌ لكِ، ولا تُطيلي التفكير.
4- وكوني دائمًا ذاكرةً للهِ عزَّ وجلَّ.

أما إذا جاءت لك فكرةٌ طيبةٌ فتكلَّمي بها، وقومي بتنفيذها، لعلَّها تنفعك أو تنفع أحدًا، فيكتب الله لك بها الأجر.

همسة ثانية:
لصغر عمر الطفلة اقترحت عليَّ الأُمُّ أن تقوم بإيصال هذين المبدأين بلعبة بسيطة،فسأذكر اللعبة مع بعض التغيير لتصبح أقرب لإيصال المعنى، فطلبت من الأُمِّ أن تُحضِر أكوابَ شرابٍ، وتضع بينها الشراب الذي تُحِبُّه الطفلة؛ ولكنه قد يضُرُّ بصحَّتِها، ثم تطلب منها أن تختار بين هذه الأكواب بحُرِّيَّةٍ تامَّةٍ دون أن تُمارِس عليها الأُمُّ أيَّ ضغطٍ أو تلميح، ومِن هنا تبدأ الأُمُّ بشرح المبادئ، فتقول لها: إنها كانت تعلم مسبقًا أنها ستختار هذا العصير، فهي والدتها التي تعرف جيدًا ما تُحِبُّه طفلتُها، وما تكرهه (فهذا معنى العلم السابق)؛ ولكنها تركت لها حرية الاختيار، فلم تُجبِرْها على شيء، فعندما اختارت الطفلة العصير بكامل إرادتِها دون أي ضغط عليها أو تلميح (كانت هذه هي الإرادة الحرة)، فكان للأم أن تحاسبها على الاختيار إن كان نافعًا لها أم مُضِرًّا، ولله المَثَلُ الأعلى سبحانه!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 121.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 116.96 كيلو بايت... تم توفير 4.69 كيلو بايت...بمعدل (3.86%)]