|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حديث معاوية "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم"
حديث معاوية "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم" الشيخ طه محمد الساكت عن حُميد بن عبدالرحمن: أنه سمع معاوية رضي الله عنه عام حَجَّ على المِنْبَر، وتناول قُصَّة من شَعْرٍ كانت في يَدِ حَرَسِيٍّ، فقال: يا أهل المدينة، أين عُلَمَاؤُكُمْ؟! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عن مثل هذه، ويقول: ((إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ)). تمهيد: راوي هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب الأموي، أسلم مع أبيه عام الفتح، وشهد غزوة حنين، وكان أحد الكُتَّاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا له صلوات الله وسلامه عليه، فقال: ((اللهُمَّ اجعلْهُ هادِيًا مَهْدِيًّا، واهْدِ بِه))،وقال عن نفسه: ما زلت أطمع في الخلافة، منذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنْ مَلَكْتَ فَأَحْسِنْ))،وتعد هذه البشارة من معجزاته صلوات الله وسلامه عليه. ولما بعث أبو بكر الجيوش إلى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد بن أبي سفيان، فلما مات يزيد استخلفه على دمشق، فأَمَّرَه عمر، ثم أَمَّرَه عثمان؛ فأقام أميرًا عشرين سنة وخليفةً عشرين سنة، وكان حليمًا كريمًا داهيةً عالمًا بسياسة المُلْك، له فضائل جَمَّة، حَسْبه أنه أول من ركب البحر لغزو الروم. وفى تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني: (معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي، أبو عبدالرحمن الخليفة، صحابي أسلَم قبل الفتح، وكتب الوحي، ومات في رجب سنة ستين، وقد قارب الثمانين عامًا). المفردات والشرح: عام حَجَّ: وكان ذلك سنة سبع وخمسين من الهجرة، وهي آخر حَجَّة حَجَّها في خلافته. قوله: (على المنبر): حال من "معاوية"، والمراد به منبر رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم. قُصَّة: خُصْلَة من الشَّعر من الناصية أو مقدم الرأس، وهنا المراد منه قطعة؛ مِنْ قَصصت الشعر ؛ أي: قَطَعته، وهو ما يُسمَّى بالباروكة. حَرَسِيٍّ: منسوب إلى الحراس أحد الحرس، وهم الذين يحرسون السلطان، قال الكرماني[2]: (الواحد حَرَسِيٌّ؛ لأنه قد صار اسم جنس فنُسِب إليه، ولا تقل: حارس، إلا أن تذهب به إلى معنى الحراسة دون الجنس، ويطلق الحرسي ويُراد به الجندي). قوله: (أين علماؤكم)، قال بعضهم: فيه إشارة إلى أن العلماء إذ ذاك فيهم كانوا قليلًا، وهو كذلك؛ لأن غالب الصحابة يومئذٍ كانوا قد ماتوا في ذلك الوقت، وقام مقامهم أكثر منهم جماعة من التابعين الكبار والصغار وأتباعهم. قوله: (ويقول): عطف على قوله "وينهى"؛ أي: يقول النبي صلى الله عليه وسلم. هلكت؛ أي: كان هذا سبب هلاكهم. فقد صعد معاوية رضي الله عنه على المنبر في مسجد المدينة في أحد الأعوام التي حَجَّ فيها- وكانت أول حجة حجَّها معاوية بعد أن استخلف في أربع وأربعين، وآخر حجة حجَّها سنة سبع وخمسين من الهجرة- وأمسك قُصَّة من شعر، وهي قطعة الشعر من الناصية أو مقدم الرأس، كانت النساء يصلن شعورهن بمثلها، فاستنكر معاوية رضي الله عنه قيام بعض نساء المسلمين بوصل شعرهن، وأنكر على العلماء إهمالهم لإنكار هذا المنكر وتحريض الناس على تركه، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن وصل الشعر، وقال: إن هلاك بني إسرائيل وقع بسبب وَصْل نسائهم لشعرهن، وفيه إشعار بأن ذلك كان حرامًا عليهم، فلما فعلوه؛ كان سببًا لهلاكهم مع ما انضمَّ إلى ذلك من ارتكابهم ما ارتكبوه من المناهي. قال العيني المتوفى عام 855هـ في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: "قال بعضهم: فيه إشارة إلى قلة العلماء يومئذٍ بالمدينة، قلت: فيه بُعْدٌ يَسْتَبْعِده من له اطِّلاع في التاريخ، وكانت المدينة دار العلم ومعدن الشريعة، وإليها يَهْرَع الناس في أمر دينهم، فإن قلت: إذا كان الأمر كذلك، كيف لم يُغَيِّر أهلها هذا المنكر؟! قلت: لا يخلو زمان من ارتكاب المعاصي، ولا يجوز أن يُقال: إن أهلها جهلوا النهي عنها; لأن حديث لَعْن الواصلة، حديث مَدَنيٌّ معروف عندهم مستفيض". [1] قَصص الشَّعْرَ ونحوَه: قصَّه؛ قطعه بالمقصِّ. [2] هو محمد بن يوسف بن علي بن سعيد، شمس الدين الكرماني، مؤلف كتاب (الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري)
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |