تخريج حديث: من اكتحل فليوتر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60056 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 827 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة

ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-12-2022, 07:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي تخريج حديث: من اكتحل فليوتر

تخريج حديث: من اكتحل فليوتر
الشيخ محمد طه شعبان

رحمه الله

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنِ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ، مَنْ فَعَلَ، فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا، فَلَا حَرَجَ». (1/ 128، 129).
ضعيف جدًّا، وفيه ألفاظ منكرة.

أخرجه أحمد (8838)، و الدارمي (689)، وأبو داود (35)، وابن ماجه (337)، و(3498)، والطبري في «تهذيب الآثار» (760)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (138)، وفي «معاني الآثار» (742) و(743)، والطبراني في «مسند الشاميين» (481)، والبيهقي في «الخلافيات» (367)، والبغوي في «شرح السنة» (3204)، من طريق حصين الحُبْرَاني، عن أبي سعيد الخير، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنِ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ، مَنْ فَعَلَ فَقْدَ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّلَ فَلْيَلْفِظْ، وَمَا لَاكَ بِلِسَانِهِ فَلْيَبْتَلِعْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ أَتَى الْغَائِطَ فَلْيَسْتَتِرْ؛ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا أَنْ يَجْمَعَ كَثِيبًا مِنْ رَمْلٍ فَلْيَسْتَدْبِرْهُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ بَنِي آدَمَ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ».

قال الإمام أحمد في «مسائل إسحاق» (9/ 4885): «ليس له إسناد».
وقال أبو داود: «أبو سعيد الخير، هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ».

قلت: وفيه حصين الحُبراني، وهو مجهول.
قال الذهبي في «الميزان»: «لا يُعرف».
وقال ابن حجر في «التقريب»: «مجهول».

وقال ابن حجر في «التلخيص» (1/ 301، 302): «ومداره على أبي سعد الحبراني الحمصي؛ وفيه اختلاف؛ وقيل: إنه صحابي، ولا يصح؛ والراوي عنه حصين الحُبراني؛ مجهول، وقال أبو زرعة: شيخ، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في العلل».

قلت: وقد رُوِيَ بمعناه من طريق أخرى، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وهو ما رواه أحمد في «المسند» (8611)، قال: حدثنا حسن [بن موسى]، ويحيى بن إسحاق، قالا: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو يونس، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا».

وأخرجه برقم (8677)، عن يحيى بن إسحاق وحده، عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه أيضًا برقم (8612)، عن يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به.

وأخرجه ابن جرير في «تهذيب الآثار» (753)، قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، أن أبا يونس، حدثه، عن أبي هريرة، به.

قلت: هذا حديث ضعيف، فيه اضطراب.

فعبد الله بن لهيعة، ضعيف؛ وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث، واختلف على نفسه فيه؛ فمرَّة يرويه عن أبي يونس؛ وهو سليم بن جبير، مولى أبي هريرة، ومرَّة يرويه عن الأعرج، ومرَّة ثالثة يرويه من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.

كما رواه أحمد (17426)، قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي، وكان يكره شرب الحميم، وكان إذا اكتحل اكتحل وترا، وإذا استجمر استجمر وترًا.

ورواه الطبري في «تهذيب الآثار» (757)، قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، والحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا اكتحل اكتحل وترًا.

ورواه الطبراني في «الكبير» (17/ 338) (934)، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثني ابن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اكتحل اكتحل وترًا، وإذا استجمر استجمر وترًا.

ورواه (933)، من طريق القعنبي، عن ابن لهيعة، به.

ورواه أحمد (17427)، قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، قال: أخبرني عبد الرحمن بن جبير، أنه سمع عقبة بن عامر رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا، وَإِذَا اكْتَحَلَ، فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا».

ورواه (17428)، قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ، فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا».

قلت: فجعل ابن لهيعة الحديث هذه المرة من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه؛ وهذا اختلاف شديد منه في الحديث لا يُحْتَمل من مثل ابن لهيعة.

ثم إنه اضطرب في متن الحديث أيضًا؛ فمرَّة يرويه من قول النبي صلى الله عليه وسلم، ومرَّة يرويه من فعله؛ كما هو مبيَّن.

فإذا تبيَّن هذا تبيَّن أنَّ قول الشيخ الحويني حفظه الله في «جُنة المرتاب» (1/ 361): «هذا إسناد صحيح، وقد رواه عن ابن لهيعة اثنان ممن سمعا منه قبل الاختلاط»، غير صحيح؛ فابن لهيعة لا يُصَحَّح حديثه، ولا يُحتج به، ولو كان الراوي عنه من العبادلة، لا سيما مع اضطرابه الشديد في إسناد الحديث ومتنه.

والأمر كما قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في «شرح العلل» (1/ 424): «فاختلاف الرجل الواحد في الإسناد: إن كان متهمًا؛ فإنه ينسب به إلى الكَذِب؛ وإن كان سيئ الحفظ؛ ينسب به إلى الاضطراب، وعدم الضبط؛ وإنما يُحتمل مثلُ ذلك ممن كثُر حديثه، وقَوِيَ حفظه؛ كالزهري، وشعبة، ونحوهما» اهـ.

فإذا انضاف إلى ضعف ابن لهيعة، وعدم قبول هذا الاختلاف منه أنه موصوف بكثرة الاضطراب؛ كما وصفه بذلك الحافظ ابن رجب في «شرح العلل» (1/ 419)؛ عُلِمَ يقينًا اضطرابه في هذا الحديث.

وأما رواية عبد الله بن وهب عنه؛ فلا ترتقي به إلى درجة الاحتجاج؛ لأنَّ عبد الله بن لهيعة ضعيف في نفسه؛ فرواية العبادلة عنه أعدل من غيرها؛ ولكنها لا ترتقي إلى درجة الاحتجاج.

ويتبيَّن لك ذلك من هذا الكلام للأئمة:
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في «تذكرة الحفاظ» (1/ 238)، في ترجمة ابن لهيعة: «حَدَّث عنه ابن المبارك، وابن وهب، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وطائفة قبل أن يَكْثُر الوهم في حديثه، وقبل احتراق كتبه؛ فحديث هؤلاء عنه أقوى، وبعضهم يصححه، ولا يرتقي إلى هذا» اهـ.

وقال ابن أبي حاتم رحمه الله في «الجرح والتعديل» (5/ 147): «قلت لأبي: إذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك، وابن وهب؛ يُحْتج به؟ قال: لا.

وسُئل أبو زرعة عن ابن لهيعة؛ سماع القدماء منه؟ فقال: آخره وأوله سواء؛ إلا أن ابن المبارك، وابن وهب كانا يتتبعان أصوله، فيكتبان منه، وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ؛ كان ابن لهيعة لا يضبط، وليس ممن يُحْتَج بحديثه» اهـ.

ويتبيَّن لك ذلك أكثر بقول الإمام عمرو بن عليٍّ الفلاس في «الجرح والتعديل» (5/ 147): «عبد الله بن لهيعة احترقت كتبه؛ فمَن كتب عنه قبل ذلك؛ مثل ابن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ، أصح من الذين كتبوا بعدما احترقت الكتب؛ وهو ضعيف الحديث».

فبيَّن الإمام أنَّ رواية هؤلاء عنه أصح من رواية غيرهم، وليست صحيحة؛ كما بيَّن أنه ضعيف الحديث؛ سواء عن هؤلاء أو غيرهم.

وقال ابن حبان رحمه الله في «المجروحين» (2/ 12): «سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه؛ فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودًا، وما لا أصل له من رواية المتقدمين كثيرًا» اهـ.

وقال الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» (2/ 160): «يعتبر بما يروي عنه العبادلة: ابن المبارك، والمقرئ، وابن وهب».

فبيَّن الإمام الدارقطني أنها يعتبر بها فقط، لا أنها يحتج بها.

قلت: ومن نظر في كتب العلل يجد الأئمة رحمهم الله تعالى قد حكموا على أحاديث كثيرة من أحاديث ابن لهيعة بالضعف، والبطلان، والنكارة، مع أنها من رواية أحد العبادلة عنه.

من ذلك مثلًا:
ما جاء في «علل الدارقطني» (2/ 93): «سئل عن حديث أبي هريرة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه نهى عن العزل عن الحرة إلا بإذنها.

فقال: تفرد به إسحاق الطباع، عن ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن الزهري، عن محرر بن أبي هريرة، عن أبيه، عن عمر. ووهم فيه.

وخالفه ابن وهب فرواه عن ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر.

وهو وهَمٌّ أيضًا؛ والصواب مرسل عن عمر» اهـ.

وجاء في «علل الدارقطني» أيضًا (14/ 110): «وسئل عن حديث عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يُكَبِّر في العيدين سبعًا في الأولى، وخمسًا في الثانية.

فقال: يرويه الزهري، وأبو الأسود؛ واخْتُلِف فيه: فأما الزهري، فروى حديثه عبد الله بن لهيعة، واختلف عنه: فرواه يحيى بن إسحاق السالحيني، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، قال: بلغنا عن الزهري.

ورواه ابن وهب، وأسد بن موسى، ومحمد بن معاوية، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، ويونس، عن الزهري.

وقيل: عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري.

وقال إسحاق بن الفرات، وسعيد بن عفير، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة، وأبي واقد الليثي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والاضطراب فيه من ابن لهيعة» اهـ.

قلت: وهذا الحديث يشبه الحديث الذي نحن بصدده؛ حيث قد اختلف فيه ابن لهيعة على نفسه في الإسناد، وحكم الدارقطني عليه بالاضطراب، وأن الاضطراب من ابن لهيعة نفسه، ولم يُرَجِّح رواية ابن وهب.

فتبيَّن من كلام الأئمة وصنيعهم أنَّ ابن لهيعة ليس بحجة؛ سواء كان الذي يروي عنه العبادلة أو غيرهم؛ وإنما يُعتبر برواياته التي يرويها العبادلة عنه.

فإنْ قيل: ألا تتقوَّى رواية ابن لهيعة برواية حصين الحُبراني؛ ويشد كلٌّ منهما بعضد الآخر؟!

قيل: ابن لهيعة سيئ الحفظ، كثير الاضطراب، فكيف تتقوَّى روايته برواية مجهول جهالة عين؛ فرواية سيئ الحفظ تتقوَّى برواية مثله، نعم؛ وأما أن تتقوَّى برواية مجهول جهالة عين، فلا؛ لا سيما ورواية هذا المجهول فيها ألفاظ منكرة.

ثم إنَّ هذا المتن رواه عن أبي هريرة رضي الله عنه غير واحد من الثقات، وهو مخرَّج في «الصحيحين»، وغيرهما، ولم يذكروا فيه الاكتحال.

وقد أخرجه مسلم (237)، من طريق أَبِي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا، وَإِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ مَاءً ثُمَّ لِيَنْتَثِرْ».

وقد رُويَ هذا الحديث عن أبي هريرة من طريق أخرى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اكْتَحَلْتُمْ فَاكْتَحِلُوا وِتْرًا».
وهو ضعيف جدًّا.

أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (759)، من طريق يحيى بن أبي بكير، عن حسام بن مِصَكٍّ، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به.

وحسام بن مِصَكٍّ.
قال ابن المبارك، كما في «الضعفاء الكبير» (2/ 146): «ارم به».

وقال ابن معين في رواية الدارمي (229): «ليس بشيء».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 317): «عن القواريري، قال: دخل علينا عبد السلام ابن مطهر بن حسام بن مصك، قال: فقال غندر: هذا ابن ذلك الذي أسقطنا حديثه.

وعن محمد بن عوف الحمصي، قال سألت أحمد بن حنبل عن الحسام بن مصك، فقال: مطروح الحديث.

وعن العباس بن محمد الدوري، قال: سئل يحيى بن معين عن حسام بن مصك، فقال: ليس حديثه بشيء.

سألت أبي عن حسام بن مصك، فقال: ليس بقوي، يكتب حديثه.

سئل أبو زرعة عن حسام بن مصك، فقال: واهي الحديث، منكر الحديث» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 337): «كان كثير الخطأ، فاحش الوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج به».

قلت: وقد أخرج عنه ابن عدي في «الكامل» (4/ 176)، هذا الحديث من طريق يحيى بن أبي بكير أيضًا، ولكن بلفظ: «إِذَا اسْتَجْمَرْتُمْ فَاسْتَجْمِرُوا وِتْرًا».

فهذا اضطراب منه في الحديث.

وهذا الحديث له شاهدان:
الشاهد الأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتحل في كل عين ثلاثًا؛ يبدأ باليمنى، ثم باليسرى.
وهو منكر.

أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (758)، قال: حدثني الحسين بن عليٍّ الصُّدائيُّ، قال: حدثنا أبي، عن إبراهيم بن فَرُّوخ، مولى عمر، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به.

إبراهيم بن فروخ.
قال أبو حاتم في «العلل» (2/ 385): «مجهول».

وعليُّ بن يزيد الصدائي.
قال ابن عدي في «الكامل» (8/ 149): «أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات؛ إما أن يأتي بإسناد لا يُتَابَع عليه، أو بمتن عن الثقات منكر، أو يروي عن مجهول»، ثم ذكر له ابن عدي عدة أحاديث من مناكيره، ثم قال: «ولعليِّ بن يزيد غير ما ذكرت أحاديث غرائب، وعامة ما يرويه مما لا يُتَابَع عليه».

الشاهد الثاني: عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «الْكُحْلُ وِتْرٌ».
وهو معل.
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (754)، وتمام في «فوائده» (365)، من طريق، محمد بن عوف الطائي، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن أنس رضي الله عنه، به.

قال الطبري: «ووجدته في مكان آخر عن أم الهذيل [حفصة بنت سيرين]، عن أنس موقوفًا».

وقد صحَّح العلامة الألباني رحمه الله هذا الحديث، بظاهر السند؛ حيث قال في «الصحيحة» (3/ 259)، بعد ما ذكر الحديث بإسناده: «وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات؛ إذا كان عاصم هذا هو ابن سليمان الأحول؛ فإنه بصري مثل أبي العالية، واسمه رفيع بن مهران الرياحي؛ ويحتمل أنه عاصم بن بهدلة الكوفي، فإن كان هو، فالسند حسن؛ كما يحتمل أنه عاصم بن كليب الكوفي؛ وهو ثقة، أو عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني، وهو ضعيف يصلح للاستشهاد به؛ لكن الاحتمال الأول أقوى؛ لأنه كان يُحدِّث عن أبي العالية» اهـ.

قلت: ولكن من تمعَّن في طرق الحديث بانت له عِلَّته؛ فهذا الحديث رجاله ثقات غيرَ أنَّ محمد بن يوسف الفريابي وُصِفَ بأنه أخطأ في شيء من حديث سفيان.

قال الحافظ في «التقريب»: «ثقة فاضل، يقال: أخطأ في شيء من حديث سفيان».

وقال عثمان بن سعيد الدارمي «تاريخ ابن معين» (ص62): قلت ليحيى بن معين: فالفريابي في سفيان؟ قال: مثلهم. يعني: مثل مؤمل بن إسماعيل، وعبيد الله بن موسى، وقبيصة، وعبد الرزاق. وانظر «تهذيب الكمال» (27/ 57).

قلت: وكل هؤلاء موصوفون بالضعف في سفيان.

فأما عبيد الله بن موسى؛ ففي «تهذيب التهذيب» (7/ 53): «قال عثمان بن أبي شيبة: كان يضطرب في حديث سفيان اضطرابًا قبيحًا. وقال ابن عدي: قال البخاري: عنده جامع سفيان، ويُسْتصغر فيه» اهـ.

وأما مؤمل بن إسماعيل؛ ففي «تهذيب الكمال» (29/ 178): «قال أبو حاتم: صدوق، شديد في السنة، كثير الخطأ. وقال البخاري: منكر الحديث» اهـ.

وأما قبيصة بن عقبة؛ ففي «تهذيب الكمال» (23/ 484): «قال حنبل بن إسحاق: قال يحيى: قبيصة أصغر مني بسنتين، قلت له: فما قصة قبيصة في سفيان؟ فقال أبو عبد الله: كان كثير الغلط، قلت له: فغير هذا؟ قال: كان صغيرًا لا يضبط.

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي؛ فإنه سمع منه وهو صغير» اهـ.

وقال ابن عدي في «الكامل» (9/ 303): «الفريابي له عن الثوري أفرادات».

وقال العجلي في «الثقات» (ص416): «قال لي بعض البغداديين: أخطأ محمد بن يوسف في خمسين ومئة حديث من حديث سفيان».

قلت: فهذا حال رواية محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري، وقد خولف الفريابي في هذا الحديث؛ فرواه غيره عن سفيان موقوفًا.

فقد أخرجه أحمد في «العلل» (1699)، قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عاصم، عن أم الهذيل - قال أبي: هي حفصة بنت سيرين - عن أنس رضي الله عنه موقوفًا عليه.

والأسود بن عامر، ثقة.
وفي «تهذيب الكمال» (3/ 227): «قال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: أسود بن عامر ثقة، قلت: ثقة؟ قال: وزاد.

وقال عثمان بن سعيد الدارمي، عن يحيى بن معين: لا بأس به.

وقال أبو حاتم، عن علي ابن المديني: ثقة» اهـ.

وأخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (756)، حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عاصم، عن حفصة بنت سيرين، عن أنس بن مالك، موقوفًا عليه أيضًا.

قلت: هذا إسناد رجاله ثقات، غير ابن حميد؛ وهو محمد بن حميد الرازي، فإنه ضعيف شديد الضعف.

قلت: وقد رُوِي الحديث من طريق عاصم أيضًا عن حفصة، عن أنس، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مِن فِعْلِهِ، بإسناد لا يثبت.

أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (755)، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثنا وضَّاح بن حسان الأنباري، قال: حدثنا سلَّام أبو الأحوص، عن عاصم بن سليمان، عن حفصة بنت سيرين، عن أنس بن مالك، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يكتحل وترًا.

قلت: فيه وضَّاح بن حسان الأنباري.

قال عنه ابن حجر في «اللسان» (8/ 379): «ذكره الفسوي، فقال: كان مغفلًا.

وعنه الدوري، والصغاني: مجهول.

وأشار ابن عدي في ترجمة جارية بن هرم إلى أنه يسرق الحديث» اهـ.

قلت: ورُوِي من طريق عاصم أيضًا عن حفصة، عن أنس، موقوفًا عليه مِن فِعْلِهِ.

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (25633)، قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن حفصة، عن أنس، أنه كان يكتحل ثلاثًا في كل عين.

وأبو معاوية؛ هو محمد بن خازم الضرير الكوفي، ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.02 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.72%)]